سوابق عنوان المجد في تاريخ نجد

عثمان بن عبدالله ابن بشر

سوابق عنوان المجد في تاريخ نجد

المؤلف:

عثمان بن عبدالله ابن بشر


المحقق: عبدالله بن محمّد المنيف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار البشائر الإسلاميّة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٢٢١

* النسخة (ب):

هذه النسخة مصورة من أحد الباحثين ، تقع في ٢٣١ ورقة ، كتبت بمداد أسود ، ويقال في خطها الذي كتبت به ما قيل عن خط النسخة السابقة (أ) ، لأنهما متعاصرتان تماما.

مسطرتها تراوحت بين ٢٣ إلى ٢٥ سطرا ، بمعدل عشر كلمات في السطر الواحد.

يقع الجزء الأول منها في ١٤٤ ورقة ، وتاريخ نسخه في سنة ١٢٧٤ ه‍ ، وهو في أحد شهري ذي القعدة أو ذي الحجة ، لأن الناسخ اكتفى بذكر كلمة : ذي ، ولم يضف عليها شيئا. وهي منقولة من نسخة المؤلف ، التي كتبت عام ١٢٥١ ه‍ ، وهي فيما يبدو التي نقل عنها ناسخ النسخة (أ) أيضا.

أما الجزء الثاني فكان فراغ ناسخه منه في شعبان سنة ١٢٧٤ ه‍ ، وهو منقول من نسخة المؤلف ، التي انتهى منها في شهر شعبان سنة ١٢٧٠ ه‍ ، وتميزت هذه النسخة بوجود وقف للإمام عبد الله بن فيصل عليها بدون تاريخ.

* النسخة المخرومة :

تشكل مصورة هذه النسخة الجزء الأول من عنوان المجد ، ومقدمة الجزء الثاني ، وتشتمل على نسب آل سعود ، ويبلغ الجزء الثاني منها سبع ورقات تقريبا.

٢١

تقع هذه النسخة في ١٠١ ورقة ، كتبت بمداد أسود ، وبخط يقال عنه ما قيل عن خط النسختين السابقتين ، إلا أنه أقل جودة من خط النسختين. وتراوحت مسطرتها بين ٢٦ إلى ٣٢ سطرا في الصفحة الواحدة. وبلغ معدل الكلمات في كل سطر ١٠ كلمات ، وهي بهذا تتوافق مع النسختين في معدل عدد الكلمات ، أما عدد الأسطر فقد اختلفت النسخ في ذلك.

يقع الجزء الأول من هذه النسخة في ٩٥ ورقة ، وتاريخ النسخ في أول شهر (أي المحرم) من سنة ١٢٥٩ ه‍ ، وذلك في نهار يوم الأربعاء لسبع خلون من تلك السنة. وهي منقولة من نسخة المؤلف التي كان الفراغ من نسخها في رجب سنة ١٢٥١ ه‍ ، وناسخها هو محمد بن حمد بن نصر الله بن فوزان بن نصر الله بن محمد بن عيسى بن حمد بن عيسى بن صقر بن مشعاب.

أما الجزء الثاني فليس فيه ، كما أشرنا ، إلا سبع ورقات ، وتعد هذه النسخة من أقرب النسخ لنسخة المؤلف. ويظهر على هذه النسخة الاختلاف الواضح في اختيار الألفاظ والكلمات ، وكثرة التقديم والتأخير. إذ يبدو أن المؤلف بعدما أتم الجزء الثاني ، نظر في كتابه مرة أخرى ، فأعاد ، وقدّم وأخّر ، وحذف ، وأضاف ، إلى أن بدت النسختان (أ ، ب) تختلفان عن هذه النسخة في أشياء كثيرة نبهنا على أهمها في أثناء التحقيق ؛ وإن كان التقديم والتأخير أكثر وأوضح في التاريخ والأحداث التي عاصرها ، أو التي نقل منها. أما السوابق التي نحن بصددها الآن ، فكان غالب التغيير فيها إبدال كلمة بكلمة أخرى تؤدي الدلالة نفسها ، مثل إبدال كلمة أخبرني إلى أخبرنا ، وهي كلمات نبهنا عليها في الهامش.

٢٢

وقد تميزت هذه النسخة بأن عليها غير تملك ، أشهرهم عبد العزيز المتعب بن رشيد المقتول عام ١٣٢٤ ه‍ ، والشيخ محمد بن عمر بن سليم المتوفى عام ١٣٠٨ ه‍ ، وتاريخ التملك هو ١٢٩٠ ه‍. ومحمد بن عبد العزيز الصقعبي ، المتوفى عام ١٣٢٦ ه‍ ، وعبد العزيز بن حمد بن عيبان ، الذي كتب ترجمة للمؤلف على هذه النسخة وعلى النسخة (أ).

وقد اطلعنا على نسخة رابعة من هذا التاريخ ، إلا أن تأخر كتابتها ، وكونها ، على ما يبدو ، منقولة من نسخة مطبوعة ، جعلنا نستبعدها.

٢٣

عملنا في التحقيق

ذكرنا من قبل أن هذا التحقيق اعتمد على ثلاث نسخ خطية ، واستبعاد نسخة رابعة لما بيناه في مكانه من هذه المقدمة. وكنا بدأنا العمل وأنهيناه معتمدين على هذه النسخ ، دون المطبوعات المتباينة في الجودة والدقة. ثم اقترح علينا الأخ عبد الرحمن الشقير مقارنة العمل بنص مطبوعة دارة الملك عبد العزيز لعدة أسباب ، منها : سعة انتشارها ، وثقة الباحثين فيها ، وقلة أخطائها مقارنة بغيرها من الطبعات ؛ فاستحسنت هذا ، وظهر لي بالمقابلة أن نص طبعة الدارة يكاد يكون مطابقا لنص النسخة المخرومة ، الموصوفة آنفا. وأما ما أشار إليه المحقق ، رحمه‌الله ، من أن طبعة الدارة اعتمدت على نسخة التحف البريطاني ، فقد ثبت لنا بالمقابلة أنه غير صحيح ، لا في السوابق التي ننشرها ، ولا في التاريخ ، الذي قطعنا في تحقيقه كاملا شوطا كبيرا. لقد جعلنا النسخة (أ) أصلا لنشرتنا هذه ، وغيرها مكملا لها ، وأشرنا في الحواشي إلى الاختلاف بين النسخ الثلاث ، وبين مطبوعة الدارة ، وتجاوزنا خشية الإطالة بعض الفروق ، التي نعلم أنها لا تعني الباحث في شيء مثل الفرق بين : فقال ، وقال ، كما تجاوزنا عن كثير من الأخطاء الإملائية ، والمطبعية ، وأخطاء السقط والإضافة ، ولو أننا أثبتنا ذلك كله لتضخمت حواشي الكتاب بلا فائدة ترجى. وحرصنا قدر المستطاع ، كما أسلفنا ، وفي ضوء المصادر المتاحة ، على إرجاع كل نص إلى مصدره ، لكي يتسنى للقارئ معرفة المصادر التي كان ابن بشر ينقل عنها ، ولم يشر إليها ، كما جرت العادة عند مؤلفي ذلك الزمان. لقد صححنا في ثنايا التحقيق بعض الأخبار ، وأوردنا الروايات المختلفة فيها ،

٢٤

وصححنا أيضا تواريخ ولادة ووفيات بعض الأعلام ، وأسماء الأعلام الأعجمية سواء كانت أسماء أشخاص أو مدن ، غلب عليها التصحيف في الكتاب ، ويرجع ذلك فيما يبدو إلى النقل المباشر من مصادر أخطأت ، وظهر أن ابن بشر ، يتابع ابن لعبون في كثير من المواضع ، فإن أخطأ ابن لعبون تابعه ابن بشر من غير تمحيص أو تصحيح ، ناهيك عن اعتماد ابن بشر على الرواية الشفوية ، التي يغلب عليها التقريب ، لا مطابقة الواقع.

ونترك للقارئ الحصيف أن يرى الفارق بين نشرتنا هذه والنشرات الأخرى ، بما في ذلك نشرة الدارة ، وأن يتبين أهمية النسخ التي اعتمدناها في تحقيقنا هذا ، ليخرج الكتاب بالصورة المأمولة ، التي تفيد الباحثين ، وتغنيهم عن العودة إلى غيرها ، وكنا في كل ذلك نضع نصب أعيننا هدف الوصول إلى السوابق كما كتبها مؤلفها ، لا كما أصبحت بعد أن زاد عليها النساخ أولا ، ثم الناشرون بعد ذلك.

ولا يسعني في الختام إلا أن أشكر للإخوة والزملاء قراءتهم مسودة هذا التحقيق قبل أن يرى النور ، واستفدت من ملاحظاتهم القيمة ، وهم : الأخ عبد الرحمن الشقير ، والأخ راشد العساكر ، والأخ عصام الهجاري ، والشكر موصول للأخ الدكتور محمد خير البقاعي ، الذي راجع العمل وصححه لغويا ، وللأخ جهاد حمدان موسى ، الذي قام بطباعته ، وصبر عليّ في كثرة المسودات ، والشكر أولا وأخيرا لزوجتي ، التي قابلت معي النسخ وإظهار الفروقات. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

عبد الله بن محمد المنيف

الرياض ١٤ / ٤ / ١٤٢٢ ه‍

الموافق ٥ / ٧ / ٢٠٠١ م

٢٥

٢٦

٢٧

٢٨

٢٩

٣٠

٣١

٣٢

سابقة : وفي سنة خمسين وثمانمائة : اشترى حسن بن طوق جد آل معمر بلد العيينة من آل يزيد أهل الوصيل والنعمية ، الذين من ذريتهم آل دغيثر اليوم (١) ، وكان مسكن حسن ملهم ، فانتقل منه إليها واستوطنها وعمرها ، وتداولتها ذريته من بعده ، والوصيل والنعمية موضعان معروفان في الوادي أعلى الدرعية.

وفيها : قدم ربيعة بن مانع (٢) من بلدهم القديمة المسماة بالدرعية عند القطيف ، قدم منها على ابن درع صاحب حجر والجزعة المعروفين قرب بلد الرياض ، وكان من عشيرته ، فأعطاه ابن درع المليبيد وغصيبة المعروفين في الدرعية ، فنزلها وعمرها ، واتسع بالعمارة والغرس في نواحيها ، وزادت في عمارتها ذريته من بعده وجيرانهم ، وذكر أن مانع المذكور كان مسكنه بلد الدروع من نواحي القطيف (٣).

ثم إنه تراسل هو ورئيس دروع حجر اليمامة بنو عم دروع القطيف ، لما بينهم من المراحمة فاستخرج مانعا من القطيف ، فأتى إليه في حجر وأعطاه المليبيد وغصيبة المذكورتين ، وهما من نواحي ملكهم ، فاستقر فيهما هو وبنوه. وما فوق غصيبة لآل يزيد إلى دون الجبيلة ، ومن الجبيلة إلى الأبكّين ، الجبلين المعروفين ، إلى موضع حريملاء لحسن بن طوق ، جد آل معمر ، ثم ولد لمانع المذكور ربيعة ، وصار له شهرة ، واتسع ملكه وحارب آل يزيد ، ثم بعد ذلك ظهر ابنه موسى ، وصار له شهرة أعظم من

__________________

(١) في النسخة ب : الذي آل دغيثر من بقايا ذريتهم.

(٢) في النسخة ب : مانع المريدي ، وهو الصحيح.

(٣) إلى ما هنا مع بعض التقديم والتأخير والإضافة منقولة من تاريخ الفاخري في حوادث سنة ٨٥٠ ه‍ ، ص ٦٠.

٣٣

أبيه وكثر (١) جيرانه من الموالفة وغيرهم (٢) ، واستولى على الملك في حياة والده ، واحتال على قتل أبيه ربيعة فجرحه جراحات كثيرة ، وهرب إلى (٣) حمد بن حسن بن طوق ، رئيس العيينة ، فأجاره وأكرمه لأجل معروف له عليه سابقا.

ثم إن موسى سطا بالمردة وجميع من عنده من الموالفة على آل يزيد في النعمية والوصيل ، وقتل منهم في ذلك الصباح ثمانين رجلا ، واستولى على منازلهم ودمرها ، وكانت هذه الوقعة يضرب بها المثل في نجد ، فيقال : «مثل صباح آل يزيد» ، وتشتت آل يزيد بعدها ولم يقم لهم قائمة ، واستمر موسى في الولاية. (٤) تولى (٥) ابنه إبراهيم ، وكان لإبراهيم عدة أولاد ؛ منهم : عبد الرحمن ، وعبد الله ، وسيف ، ومرخان.

فأما عبد الرحمن فهو الذي استوطن بلد ضرما ونواحيها ، وذريته آل عبد الرحمن ، المعروفين بالشيوخ ، وأما عبد الله فمن ذريته الوطيب وغيره ، وأما سيف فمن ذريته آل أبي يحيى أهل بلد أبا (٦) الكباش المعروف.

__________________

(١) في النسخة ب : وكثرت.

(٢) وكثر جيرانه من الموالفة وغيرهم. ليست في النسخة المخرومة.

(٣) في النسخة أ : على بدل من : إلى ، والصحيح ما أثبت من النسخة ب.

(٤) زاد في النسخة ب : ولما مات.

(٥) زاد في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٢٩٧ ، بعد تولى : بعد موسى.

(٦) طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٢٩٨ : أبي الكباش.

٣٤

وأما مرخان فخلف عدة أولاد ، منهم : مقرن وربيعة. فأما مقرن فهو الذي من ذريته آل مقرن اليوم ، وخلف عدة أولاد ؛ منهم : محمد ، وعبد الله جد آل ناصر ، وعياف ، ومرخان. فأما محمد فخلف سعود ، ومقرن. فأما سعود فخلف عدة أولاد ؛ منهم : محمد ، ومشاري ، وثنيان ، وفرحان ، ومقرن. وهذا المسمى بمقرن ليس له ذرية إلا عبد الله الذي جعله عبد العزيز أميرا في الرياض يوم فتحه (١).

وأما محمد فخلف عدة أولاد ؛ منهم : فيصل وسعود اللذان قتلا في حرب ابن دواس سنة ستين ومائة وألف ، ومنهم الاثنان الشجاعان اللذان نصر الله بهما الإسلام وبعقبهما ، وهما : عبد العزيز وعبد الله ؛ لا زالت الولاية في صالح عقبهما باقية إلى انتهاء الزمان.

وثنيان ومشاري وفرحان ذريتهما باقية إلى اليوم وسيأتي تمام (٢) نسبهم في الجزء الثاني ـ إن شاء الله تعالى ـ عند ذكر الإمام تركي قدس الله روحه.

__________________

(١) يفهم من كلام ابن بشر هنا أن مقرن ابن لسعود بن محمد ، وأن ابنه ، عبد الله ، كان أميرا على الرياض عند فتحها ، ثم يذكر مرة أخرى عند حديثه عن مقرن بن محمد أن ابنه عبد الله هو أمير الرياض ، مما يوقع في اللبس ، لأنه يذكر أن مقرن في أول الأمر هو أحد أبناء سعود ، أي الخامس منهم ، علما أن أبناء سعود أربعة فقط ، ومقرن أبو عبد الله هو عمهم ، لهذا أصبح اسم أمير الرياض هذا ، تارة عبد الله بن مقرن بن سعود بن محمد بن مقرن ، وعبد الله بن مقرن بن محمد بن مقرن بن مرخان تارة أخرى. والصحيح هو ما قال به ابن بشر نفسه في مقدمة الجزء الثاني عند حديثه عن نسب مقرن بن مرخان ، وهو عبد الله بن مقرن بن محمد بن مقرن بن مرخان.

(٢) في النسخة ب : ذكر ، وهذه الفقرة كاملة ليست في النسخة المخرومة.

٣٥

وأما مقرن بن محمد فخلف عبد الله (١) الذي جعله عبد العزيز أميرا في الرياض لما فتحه الله عليه. وأما عياف بن مقرن فمن ذريته آل عياف (٢) اليوم (٣) ، وأما عبد الله بن مقرن فمن ذريته آل ناصر اليوم ، هذا ما نقل والله سبحانه أعلم.

سابقة : وفي سنة اثنتي عشرة (٤) وتسعمائة : حج أجود بن زامل رئيس الأحساء ونواحيه ، في جمع يزيدون على ثلاثين ألفا (٥).

__________________

(١) زاد في النسخة ب : المذكور ، وفي النسخة المخرومة بن مقرن بعد محمد.

(٢) زاد في النسخة ب إضافة كلمة : الموجودون.

(٣) في هامش النسخة ب : وأما ربيعة بن مرخان بن إبراهيم فأعقب وطبان جدّ آل وطبان ، أهل الزبير ، وأما مرخان بن مقرن بن مرخان فهو الذي قتله ابن عمه وطبان بن ربيعة بن مرخان.

(٤) في الأصل اثني عشر. والصواب ما أثبتناه.

(٥) ذكر عبد العزيز بن فهد في مخطوطة : بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى ، ورقة ١٧١ ، أن الذي حج هو محمد بن أجود بن زامل ، قال : وفي هذا اليوم أو ثانيه ، وصل الشيخ محمد بن أجود بن زامل ، وولده ، وابن أخيه مقرن بن زامل ، وابن عم أبيهم صالح ، وغيرهم من أهلهم ، وجماعتهم ، وهم فيما يقال نحو الثلاثين ألفا ، أو الخمسين ، أو الستين ، أو المائة ، والله أعلم من جهة المدينة. أما العصامي في سمط النجوم ، ج ٤ ص ٣٠٥ ، فقد ذكر أن أجود بن زايد [هكذا] قد حج في سنة ٩١١ ه‍. وأنهم في أكثر من ثلاثين ألف ، كما أورد جار الله بن فهد في كتاب : نيل المنى بذيل بلوع القرى لتكملة إتحاف الورى ، ج ١ ص ٤٢١ ـ ٤٢٢ ، نصا يقطع الخلاف فيمن تولى بعد محمد ، ومخطوطات آل فهد المكيين توضح ذلك الإشكال الذي يرد في الخلاف بين صلة القرابة بين محمد بن أجود ومقرن بن زامل ، إذ يذكر مرة أنه ابنه ، وأخرى ابن أخيه ، أو ابن عمه. والصحيح بعد جمع المعلومات من خلال هذه المصادر نجد أن الذي حكم بعد أجود (٨٧٥ ـ ٩١١؟) هو ابنه محمد (٩١١ ـ ٩١٦ ه‍؟) ، ثم بعده صالح بن سيف بن

٣٦

وفي هذا الزمان ظهر في بلاد الروم ملحد زنديق يقال له : شيطان قالي (١) ؛ أهلك الحرث والنسل ، وعم بالفساد والقتل ، وتبعه غواة لا

__________________

زامل (٩١٦ ـ ٩٢٢ ه‍؟) ثم مقرن (٩٢٢ ـ ٩٢٧ ه‍؟) وهو ابن أخ لمحمد ، لأن مقرن هذا هو : ابن زامل بن أجود ، ثم علي بن أجود (٩٢٧ ه‍) ، عم مقرن ، ثم ناصر بن محمد بن أجود (٩٢٧ ـ ٩٣٠ ه‍) وهو ابن أخ لعلي بن أجود. ثم قطن بن علي بن هلال بن زامل (٩٣٠ ه‍) ، ثم ولده قطن بن قطن ، ثم عضيب بن زامل بن هلال (٩٣١ ه‍) ؛ وانظر : الصويان ، الشعر النبطي ، ص ٢٩٩. وإن كان ورد عنده خطأ تسمية عضيب بقضيب.

وبهذا لا يلتفت إلى ترجيح الدكتور عبد الله الشبل في تعليقه على كتاب : تاريخ الفاخري ، الطبعة الأولى ، ص ٦١ ، ولا الطبعة الثانية ، ص ٨٢. إذ ذكر أن الذي حج ربما يكون مقرنا ، لكبر سن أجود بن زامل. وقد أخطأ الشبل في الإحالة إلى العصامي لأنه نقل ذلك من هامش كتاب : تاريخ بعض الحوادث ، ص ٤٦ ، فذكر أنه ج ٤ ص ٣٥ ، والصحيح هو ص ٣٠٥.

(١) لقد ورد هذا الاسم بهذه الصفة في كل نسخ عنوان المجد والصحيح أنه شاه قلي ـ أي عبد الشاه ـ وسماه الأتراك العثمانيون : شيطان قلي ، وهو من دعاة التشيع في هضبة الأناضول ، قام بحركته أيام حكم بايزيد الثاني ، والذي قضى عليها هو السلطان سليم الأول. أما اسمه الحقيقي فلا يعرف إلا أنه ابن حسن خليفة ، وقد قام بحركته مستغلا الصراع الذي نشب بين أبناء بايزيد ، فقام الأمير فورقود بتفتيت الحركة ، إلا أن شاه قلي تمكن من النجاة والتوجه مع خمسمائة شخص من أتباعه إلى مغنيسيا وقتل القضاة والنواب الموجودين بها. ثم انتقل منها إلى أنطاكيا ، ومنها إلى اسبارطة وكوتاجيا. وتمكن فيها من القضاء على القائد أحمد باشا في ٢٣ المحرم ٩١٧ ه‍ (٢٢ نيسان ١٥١١ م) ، ثم أرسل علي باشا الخادم (أي المخصي) الذي التقى بالمذكور بالقرب من سيواس ، وقتل في المعركة ولم يصدر أي خبر عن شاه قلي ، الذي توجه أتباعه إلى الشاه إسماعيل الصفوي. للمزيد انظر : إسماعيل حقي أوزون جارشلي : التاريخ العثماني ، أنقره ، مجمع التاريخ التركي ، ١٩٨٨ م ، ج ٢ ، ص ٢٥٥ وما بعدها. ترجم النص : سهيل صابان.

٣٧

تعد ولا تحصى ، وقويت شوكته وعظمت (١) فتنته ، فأرسل السلطان أبا يزيد (٢) وزيره علي باشا بعسكر كثير لقتال هذا الباغي ، فقتل (٣) علي باشا في ذلك القتال ، وانكسر شيطان قالي المفسد وعسكره من جند إبليس ، وقتل طائفة من أعوانه وسكّن الله تلك الفتنة ، وكفى الله (٤) شر أولئك الأشرار ، وذلك في سنة خمس عشرة وتسعمائة (٥).

سابقة : ذكر صاحب كتاب «الإعلام» (٦) عجيبة ، وهو (٧) ظهور شاه إسماعيل شاة (٨) بن حيدر بن جنيد الصوفي ، فأردت أن أذكر (٩)

__________________

(١) زاد في النسخة المخرومة ص ٨ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٠ : في قطره.

(٢) وجاء في النسخة المخرومة ص ٨ : بايزيد ، وهو الصحيح. كما زادت طبعة الدارة كلمة : الأعظم ، بعد وزيره.

(٣) جاء في النسخة المخرومة ص ٨ ، وطبعة الدارة ج ٢ ص ٣٠٠ : فقتله.

(٤) الله : ساقطة من النسختين أ ، ب والإضافة من المخرومة.

(٥) جاء في النسختين (أ ، ب) وطبعة الدارة : خمس وعشرين ، وهو خطأ ، والتصحيح من النسخة المخرومة ، ص ٨. وهذا نقلا عن الإعلام بأعلام بيت الله الحرام ، ص ٢٢٤.

(٦) وعنوان الكتاب هو : الإعلام بأعلام بيت الله الحرام ، ويعرف بتاريخ القطبي ، لقطب الدين محمد الحنفي ، وقد حققه محمد طاهر الكردي ، ط ٢ ، مكة المكرمة ، المكتبة العلمية ، (د. ت) ، وهذا النقل من ص ٢٣٣ ـ ٢٣٤.

(٧) في النسخة المخرومة وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٠ : وهي.

(٨) ولد إسماعيل في سنة ٨٩٢ ه‍ ، وتوفي والده وهو لم يتجاوز السنة من عمره ، توج ملكا في عام ٩٠٧ ه‍. وتوفي عام ٩٣٠ ه‍ ، عن عمر يناهز الثامنة والثلاثين ، قضى منها ٢٤ سنة في الحكم. انظر : عباسيان بستكي ، محمد أعظم : الساحل الإيراني وعلاقته بعرب الساحل الشرقي : ٦٥٦ ـ ١٢٦٦ ه‍ ، وهو مترجم تحت إشراف محمد عبد الجليل الفهيم ، ط ١ ، مركز الخليج للكتب ، ٢٠٠٠ م ، ص ٤٥ ـ ٥٠.

(٩) في النسخة ب : أثبت.

٣٨

قوله (١) ملخصا ؛ قال : كان له ظهور عجيب ، واستيلاء على ملوك العجم (٢) من الأعاجيب ، فتك (٣) في البلاد وسفك دماء العباد ، وأظهر مذهب الرفض والإلحاد ، وغيّر اعتقاد العجم إلى الانحلال والفساد ، والله يفعل في ملكه (٤) ما أراد ، وتلك الفتنة باقية إلى الآن في (٥) تلك البلاد.

وكان شاه إسماعيل هذا (٦) من بيت يعتقدون فيه العجم يتصوفون (٧) ويدعون الإسلام ، ويظهرون شعائر أهل السنة من رؤسائهم ، فظهر (٨) شاه إسماعيل في بيت صائغ يقال له : نجم ، في بلاد الأهجان (٩) ، وبلاد الأهجان فيها كثير من الفرق الضالة ، كالرافضة ، والحرورية ، والزيدية ، وغيرهم. فتعلم منهم إسماعيل في صغره مذهب الرفض ، ولم يظهر الرفض غير شاه إسماعيل ، وكان مختفيا في بيت ذلك الصائغ ، وكان يأتيه مريدو والده (١٠) ، ويأتونه بالنذور ويعتقدون فيه ، ويطوفون بالبيت الذي هو فيه ، إلى أن كثرت داعية الفساد ، فخرج ومن معه من الأهجان ،

__________________

(١) زاد في النسخة ب : فيها.

(٢) زاد في النسخة المخرومة ص ٨ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٠ : يعد.

(٣) في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٠ : ففتك.

(٤) ملكه : ساقطة من النسخة ب.

(٥) في النسخة المخرومة ، ص ٨ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٠ : جميع.

(٦) هذا : ساقطة من طبعة الدارة.

(٧) في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠٠ : يتصرفون.

(٨) في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠١ : فظهير.

(٩) وردت في جميع النسخ المخطوطة والمطبوعات بهذه الصفة ، والصحيح أن اسم هذه المدينة التي تقع في بلاد فارس (إيران حاليا) هو : لاهيجان رشت.

(١٠) زاد في النسخة المخرومة ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠١ بعد والده كلمة : خفية.

٣٩

وأظهروا الخروج لأخذ ثار والده وجده ، وعمره يومئذ ثلاث عشرة سنة ، وكلما سار منزلا ، كثر عليه داعية الفساد ، واجتمع عليه عساكر كثيرة ، وقصد مملكة شروان شاه قاتل أبيه وجده ، وخرج لمقاتلته ، فانهزم عساكر شروان ، وأسر شروان ، وأتوا به إسماعيل ، فأمر أن يوضع في قدر كبير ويطبخونه ويأكلونه ، ففعلوا ذلك.

فحصل (١) له وقعات كلها ينتصر فيها ، واستولى على خزائن (٢) عظيمة ، ولا يمسك شيئا من الخزائن بل يفرقها في الحال ، ثم صار لا يتوجه إلى بلاد إلا أخذها ، ويقتل جميع من فيها ، وينهب أموالهم ، إلى أن ملك تبريز ، وأذربيجان ، وبغداد ، وعراق العجم ، وعراق العرب (٣) ، وخراسان. وكان يدعي الربوبية ، وكان يسجد له عسكره ويأتمرون بأمره ، وقتل خلقا لا يحصون ، بحيث لا يعهد في الإسلام ، ولا في الجاهلية ، ولا في الأمم السابقة من قتل من النفوس مقدار ما قتل شاه إسماعيل هذا ، وقتل عدة من أعاظم العلماء ، بحيث لم يبق أحد من أهل العلم في بلاد العجم ، وأحرق جميع كتبهم ومصاحفهم. وكلما مر بقبور المشايخ نبشها وأحرق عظامها. وإذا قتل أميرا من الأمراء أباح زوجته وأمواله لشخص آخر. وسقط مرة منديل من يده إلى البحر ، وكان على جبل شاهق مشرف على البحر المذكور ، فرمى نفسه خلف المنديل من عسكره فوق ألف نفس ، كلهم تحطموا وتكسروا وغرقوا ، وكانوا يعتقدون فيه

__________________

(١) في النسخة المخرومة ص ٨ : ثم حصل.

(٢) جاء في النسخة ب : جزائر.

(٣) في النسخة المخرومة ص ٩ : وعراق العرب ، وعراق العجم. وكذلك في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٠١.

٤٠