سوابق عنوان المجد في تاريخ نجد

عثمان بن عبدالله ابن بشر

سوابق عنوان المجد في تاريخ نجد

المؤلف:

عثمان بن عبدالله ابن بشر


المحقق: عبدالله بن محمّد المنيف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار البشائر الإسلاميّة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٢٢١

من السلطان تقرير لولاية سعيد](١).

سابقة : وفي سنة أربع وعشرين ومائة وألف : وقع مرض في بلد ثرمدا والقصب ورغبة والبير والعودة.

وفيها : مقتلة جرت بين آل ناصر العناقر وبين أهل مرات ، وتسمى : وقعة الظهيرة ، وملك ابن جار الله مرات ثانية ، وقتل مهنا بن بشر (٢).

وفي السنة التي بعد هذه ـ أعني سنة خمس وعشرين ـ : سطا آل إبراهيم وأهل ثادق على آل ناصر في ثرمدا ، فلم يحصلوا على طائل ، وقتل آل ناصر منهم رجالا (٣).

وفيها : توفي الشيخ العالم عبد الوهاب بن عبد الله بن عبد الوهاب (٤) ، المعروف في العيينة ، أخذ الفقه عن أبيه عبد الله وغيره ،

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط من نسخة (أ) ، والإضافة من النسخة (ب) والمخرومة ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ، ص ٣٥٩. وغالب أحداث هذه السنة والتي قبلها منقول من تاريخ ابن لعبون ص ١٤٦ ؛ والفاخري ص ٩٤ ؛ وبعض من تاريخ ابن ربيعة ص ٨١.

(٢) غالب أحداث هذه السنة منقول من ابن لعبون ص ١٤٦ ـ ١٤٧ ؛ وابن ربيعة ص ٨١ ؛ والفاخري ص ٩٤. أما ابن عباد فيذكر غالب الأحداث على أنها في سنة ١١٢٥ ه‍ ، ص ٧٥.

(٣) هكذا ورد عند ابن لعبون ، ص ١٤٧ ، وقد انفرد به عن مؤرخي نجد. ونقل عنه ابن بشر هنا.

(٤) انظر ترجمته عند ابن حميد : السحب الوابلة ، ج ٢ ، ص ٦٨٦ ؛ والبسام ، علماء نجد ، ج ٥ ، ص ٥٣. وذكر ابن لعبون أن وفاته كانت في سنة ١١٢٦ ه‍ على الترجيح ، ص ١٤٧. أما ابن عباد فيذكر أن وفاته كانت في سنة ١١٢٧ ه‍ ، ص ٧٦. ولعل أدق من أرخ وفاته لمعاصرته هو ابن ربيعة الذي يذكر أنها سنة ١١٢٥ ه‍ ، ص ٨١.

١٤١

وأخذ عنه عدة ، منهم : الشيخ العالم سيف بن عزاز (١).

وفيها : توفي الشيخ الفقيه أحمد بن محمد المنقور (٢) ، لستّ خلت من جمادى الأولى ، أخذ الفقه عن الشيخ عبد الله بن محمد بن ذهلان ، وذكر أنه رحل إليه للقراءة خمس مرات بحضور رجال ذكرهم (٣) ، منهم : عبد الرحمن بن بليهد ، وابن ربيعة ، وكان أكثر نقله في «مجموعه» (٤) عن شيخه المذكور. وأخذ عنه ابنه إبراهيم (٥) وغيره ، وكان فقيها وله دراية.

جمع كتابا في الفقه في فتاوى أهل زمانه وغيرهم ، وحصل كتبا كثيرة بخطه.

وفيها : أرخص الله الأسعار ، وبلغ التمر مائة وزنة بالأحمر ، والفاطر بخمس محمديات إلى أربعين في الغاية (٦).

__________________

(١) انظر عنه : التعليق على أحداث سنة ١٠٩٠ ه‍.

(٢) ولد عام ١٠٦٧ ه‍ ومات سنة ١١٢٥ ه‍. وأشار الدكتور الشبل إلى أنه اطلع على وثيقة كتبها الشيخ المنقور ، وتاريخها هو سنة ١١٢٨ ه‍. انظر : تاريخ ابن ربيعة ، ص ٦ ، هامش ٥. وعن ترجمة المنقور ينظر : ابن حميد ، السحب الوابلة ، ج ١ ، ص ٢٥٢ ؛ والبسام ، علماء نجد ، ج ١ ، ص ٥١٧.

(٣) جاء في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٦٠ : ذكر منهم.

(٤) طبع هذا المجموع باسم : الفواكه العديدة في المسائل المفيدة ، غير مرة. وهو نقل من كتب المذهب في غالبه وإن كان ينقل بعض الأقوال من المذاهب الأخرى.

(٥) ولد عام ١١٠٣ ه‍ ومات عام ١١٧٥ ه‍. انظر : البسام ، علماء نجد ، ج ١ ، ص ٢٧٠ ؛ واستدراكات ابن عثيمين على السحب الوابلة ، ج ١ ، ص ٢٥٣. إلا أنه أورد سنة وفاته في عام ١٧٧٥ ه‍ ، وهو خطأ طباعي.

(٦) هكذا ورد الخبر في جميع ما اطلعت عليه من نسخ تاريخ ابن بشر ، إلا أن طبعة الدارة وقبلها المعارف التي بتحقيق الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف ـ ـ آل الشيخ رحمه‌الله أوردت نصا في ج ٢ ص ٣٦٠ يظهر فيه الارتباك وعدم التوافق سياقا ، إذ أدخل ما مقداره سطران ليس لهما أي صلة بحدث رخص الأسعار.

١٤٢

سابقة : وفي سنة ست وعشرين ومائة وألف : سار سعدون بن محمد آل غرير ، وعبد الله بن معمر بأهل العارض ، وقصدوا اليمامة ، ونازلوا أهلها ونهبوا منها منازل ، وظهر عليهم البجادي بأربع من الخيل (١).

وفيها : مات الشيخ محمد بن الشيخ عبد الوهاب بن عبد الله بن عبد الوهاب (٢) ، ومحمد بن علي بن عيد (٣) ، وسليمان بن موسى بن سليمان الباهلي (٤) ، وأناس كثير غيرهم ، بسبب مرض وقع في العارض (٥).

__________________

(١) نقلا عن ابن لعبون ، ص ١٤٧.

(٢) هو : ابن الشيخ عبد الوهاب المتوفى في السنة التي قبل ، لا يعلم تاريخ مولده أما مكان ذلك ففي العيينة. قيل إن وفاته هذه السنة أي ١١٢٦ ه‍. وذكر الفاخري تأخر وفاته سنة واحدة وهي ١١٢٧ ه‍ ، ص ٩٦. أما ابن ربيعة فيذكر أن الوفاة في سنة ١١٢٧ ، ص ٨١ ـ ٨٢ ، انظر ترجمته عند البسام ، علماء نجد ، ج ٦ ، ص ٢٧٠.

(٣) لم أجد فيما اطلعت عليه من مصادر على ترجمة له.

(٤) لم أجد فيما اطلعت عليه على ترجمة له ، إلا أن ابن بشر نفسه ذكر في هذا الكتاب عند حديثه عن حوادث سنة ١١٦٣ ه‍ مشاركة سليمان بن موسى الباهلي لجيش الدرعية في حربها مع الرياض ، وهو مشابه له في الاسم والمذكور هنا مات في سنة ١١٢٦ ه‍ ، أما الآخر فلم نجد تاريخ وفاته. وغالب الأحداث هنا منقوله في مجملها من تاريخ الفاخري ، ص ٩٥.

(٥) أما ابن لعبون فيحدد وفاة هؤلاء العلماء على أنهم ماتوا في يوم النحر ، ص ١٤٧.

١٤٣

وفي السنة السابعة بعد هذه في أولها في المحرم : حصل برد ـ بإسكان الراء ـ أضرّ بالنخل (١) ، وكسر الصهاريج الخالية من الماء ، وجمد الماء في أقاصي البيوت الكنينة (٢) ، وذلك من الخوارق.

وفيها : نزل حاجّ الأحساء في العارض ، أميره ابن عفالق ، وإشترى صاع السمن بمشخص ، والطلي بأحمرين (٣).

سابقة : وفي سنة ثمان وعشرين ومائة وألف : سار رئيس بلد المجمعة (٤) وسطا على الفراهيد في الزلفي ، ولم يحصل على طائل.

وفيها : غارت الآبار وغلت الأسعار ، ومات مساكين جوعا إلى سنة إحدى وثلاثين (٥).

وفيها : أغار ابن معمر على بلد حريملاء وقتل الزعاعيب (٦).

__________________

(١) جاء في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٦١ : النخيل.

(٢) جاء في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٦١ : السكنية.

(٣) أحداث هذه السنة منقولة بتمامها من ابن لعبون ، ص ١٤٧ ـ ١٤٨ ؛ والفاخري ، ص ٩٦ ؛ وجزء منها من ابن عباد ، ص ٧٦.

(٤) أشار الفاخري إلى اسمه وهو : حمد بن عثمان ، ص ٩٦. وانظر أيضا : ابن ربيعة ، ص ٨٢.

(٥) انظر في أحداث هذه السنة : الفاخري ص ٩٦ ؛ وابن لعبون ص ١٤٨ ، والخبر منقول بتمامه من ابن لعبون.

(٦) المقصود بالزعاعيب : الذين يرفعون الماء من الآبار ، وهي لفظ يعتقد أنه عامي وهو فصيح مفرده زعب أي رفع الماء. انظر : الفيروزآبادي ، القاموس المحيط ، ص ٩٤.

١٤٤

وفي السنة التاسعة بعد هذه : مات الشريف سعد بن زيد (١).

سابقة : وفي سنة ثلاثين ومائة وألف : سار ابن معمر إلى بلد حريملاء ، وأخذ أغنامهم ، وقتل من أهلها عشرة رجال.

وفيها : غدر خيطان بن تركي بن إبراهيم في ابن عمه محمد بن عبد الله بن إبراهيم رئيس بلد جلاجل ، وأراد خيطان قتله فلم يبلغ أمله ، وسلم منه.

وفي السنة الحادية بعد هذه : تصالح آل عناقر ، والعوسجة ، والعرينات ، وهدأت الفتنة بينهم (٢).

سابقة : وفي سنة اثنين [اثنتين] وثلاثين ومائة وألف : وقع الطاعون في العراق ، ومات فيه قدر تسعين ألفا (٣).

وفي السنة الثالثة بعد هذه : أرخص الله الأسعار ، وبيع التمر على مائة وعشرين وزنة (٤) بالأحمر ، والبر خمسة وأربعين صاعا.

__________________

(١) هكذا ورد عند ابن بشر والفاخري ، طبعة الأمانة ، ص ١٢٠ ؛ أما ابن لعبون ص ١٤٨ ؛ وابن ربيعة ص ٨٢ : فيذكران أنه سعيد بن سعد بن زيد ، وهو الصحيح. انظر الأعلام ، ج ٣ ، ص ٩٥. علما أن سعد بن زيد قد مات سنة ١١١٦ ه‍.

(٢) غالب أحداث سنة ١١٣٠ و ١١٣١ مما أخذه ابن بشر عن ابن ربيعة ص ٨٢ ؛ وابن لعبون ص ١٤٨.

(٣) نقلا عن ابن ربيعة ص ٨٣ ؛ وابن لعبون ص ١٤٨ ـ ١٤٩ ؛ والفاخري ص ٩٧.

(٤) وزنة : ساقطة من طبعة الدارة.

١٤٥

وفيها : ظهر سعدون بن محمد (١) بن غرير على نجد ، وقاظ فيها ، وحجر آل كثير في العارض كل فصل القيظ ، وأظهر المدافع من الأحساء ، ونزل عقربا المعروفة ، وآل كثير في بلد العمارية ، فحجرهم فيها حتى هزلت مواشيهم ، ثم سار إلى الدرعية ونهب فيها بيوتا من الظهرة وملوى والسريحة ، وقتل أهل الدرعية من قومه قتلى كثيرة.

وفيها : ولد عبد العزيز بن محمد بن سعود (٢).

سابقة : وفي سنة أربع وثلاثين ومائة وألف : توفي الشيخ العالم ، وحيد عصره ، وفريد دهره عبد الله بن سالم المكي البصري [٣] ، صاحب

__________________

(١) محمد : لم يرد في النسخة (ب) ..

(٢) غالب نقل ابن بشر هنا من ابن لعبون ص ١٤٩ ؛ وكذلك من ابن ربيعة ص ٨٣ ؛ وابن عباد ص ٧٧ ؛ والفاخري ص ٩٧. وقد أخطأ الزركلي في الأعلام فذكر أن مولده في ١١٣٢ ه‍ ، ص ٢٧. ومرد ذلك الخطأ فيما يظهر أنه نقل من كتاب الخبر والعيان لخالد الفرج ، ص ٢٥١.

(٣) ورد في النسخة المخرومة (ص ٨٦ ـ ٨٧) نصا يختلف عن ما هو موجود في النسخ الأخرى وهو : «وفي سنة أربع وثلاثين ومائة وألف توفي الشيخ العالم الأوحد وحيد عصره وفريد دهره عبد الله بن سالم المكي البصري ترجم له الشيخ سالم ابن أخت الشماع الكرمي قال : وهو سيدنا الشيخ عبد الله بن سالم البصري نسبا يعني مولد ، المكي وطنا الشافعي مذهبا عالم عارف ، أطلعه الله على أسرار المعارف ، قرى [قرأ] صحيح البخاري رضي‌الله‌عنه في الكعبة الشريفة ، وهو إمام الحديث وخادمه المقدم في هذا العصر ، وخاتم منار الشريعة ، ومنير جمالها ومحقق الحقيقة ، ومفصل إجمالها جامع العلوم والمستخرج من بحورها درر المنطوق والمفهوم والمقتني نفايس جواهرها والمجتني أزهار بواطنها وظواهرها فهو طود رسى في مقر العلم ورسخ ونسخ فعلا به من حديث المفضل إسناده وقوى به في علم الأدب أقواه وإسناده حتى صار

١٤٦

__________________

صيته في الآفاق وانعقد على فضله الوفاق وانتهت إليه رياسة [رئاسة] العلم بالبلد الأمين وصار منتجع الوافدين والآمين منه تقتبس أنوار الفنون وعنه توخذ أحكام المفروض والمسنون وما سمى علم إلّا وله القدح المعلى والمورد العذب المحلى ، إمام علم الحديث فقد جمع فيه بين الرواية والدراية ورفع الجيش أحزابه أرفع راية فاستوعبت قماطيره بين مقروء ومسموع ، وجمع شوارده جمعا هو في الحقيقة منتهى الجموع قصدته فيه علماء الأمصار وبهر في تقريره منهم الأسماع والأبصار. فألف فيه وصنف وقرطق السامع به وشنف وله في صحيح البخاري شرح سار سير الأمثال وعزّ أن يلقى له في الشروح مثال لكن ضاق له الوقت عن إكماله وما أودعه فيه من الدقائق شاهد صدق على كماله سماه «ضياء الساري» فوافق هذا الاسم عام الشروح في تأليفه وهو سنة ثلاثة عشر وماية وألف. وأما علم التفسير فهو كشاف قناع ما في كتاب الله عزوجل من آيات محكمات وأخر متشابهات ، وأما علم الفقه فهو مفرد أئمته وتحرير مذهب الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي‌الله‌عنه ، وثاني إمام الحرمين وثالث الشيخين النووي والرافعي ، وأما علم العربية فهو رابع سيبويه وابن مالك وأبو حيان ، وأما علم المعاني والبيان فهو العد المشار إليه بالبنان ، وأما علم اللغة فهو قاموسها بالصحاح ، ونهايتها بالإيضاح ، وأما بقية العلوم فهو جذيلها المحكك ، وعذيقها الموجب العمل فيها يده ولسانه ، وضميره المحجب. قد قرأ البخاري سنة ثمانية عشر ومائة وألف في الكعبة المشرفة وكان بداخلها عماره وقد أقراه بجوف الكعبة مرة أخرى سنة تسعة عشر ومائة وألف. وقد أمر السلطان بتجديد بابها. وقد أقرأ مسند الإمام أحمد بن حنبل رضي‌الله‌عنه في الروضة الشريفة عند رأس النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وترقى ومجد وكرهم في ست وخمسين مجلسا سنة ١١٣ ه‍ «١» ، أخذ عن جملة من المشايخ ممن لهم من العلوم القدم الراسخ منها [الصحيح : منهم] ضياء الدين الشيخ محمد البابلي والشيخ عيسى المغربي الجعفري الثعلبي والقاضي تاج الدين اللجي والشيخ علي بن الجمال الإخباري ، والشيخ عبد الله باقر والشيخ إبراهيم باغريب ، والشيخ محمد بن سليمان المغربي ، والشيخ ـ

__________________

(١) المقصود سنة ١١١٣ ه‍.

١٤٧

__________________

منصور النصوجي والشيخ أحمد الشيتني وأما مشايخه في الطريق وأساتذته في الإرشاد والتحقيق فهم جملة أجلاء تزين بهم الوفود وتحلي واسطة عقدهم الثمين ، وجوهرة تاجهم ببلد الله الأمين العارف بالله والدال عليه سيدنا السيد عبد الرحمن بن السيد محمد بن السيد أحمد الخيثني المغربي النحاس المالكي الشهير بالمحجوب نفعنا الله سبحانه بهم ، ومنهم العلامة المحقق والفهامة المدقق السيد سعد الله الهندي وغيرهم ، عاش رحمه‌الله تعالى وهو مواظب ولم تعلم له صبوة ولا له إليها ميل ، ومات رحمه‌الله تعالى وهو مواظب على قيام الليل ، كان ورده في اليوم والليلة عشرة أجزاء من كلام رب العالمين ، ثم لما أن كبر وجاوز الثمانين كان يقرأ ما أمكنه ليلا ونهارا وسرا وجهارا ، وما خلا وقت من أوقاته بغير تدريس أو تلاوة أو صلاة أو مذاكرة ولم يخل بقيام الليل بجزأين من كتاب الله تعالى إلى مرضه الذي مات فيه ، ومن مناقبه رحمة الله عليه تصحيحه للكتب الستة بذل فيها الجهد حتى صارت مرجع العلماء من جميع الأمصار ومعتمد أولي الأبصار وأعظمها صحيح البخاري الذي وجد في نسخته ما في اليونانية وزيادة كتبه بيده وأخذ في كتابته وتصحيحه نحوا من عشرين سنة ومن مناقبه أنه جمع مسند الإمام أحمد بعد أن تفرق أيادي سبأ وكاد أن يكون كالهباء وصحح منه نسخة صارت إماما وكعبة لمن أمّا ، نقل منها السادة العلماء نسخا تشفي الألم وجمع من نفيس الكتب ما لا يوجد له عند غيره نظير ، وكان لا يبخل بإعارة الكتب لا لجليل ولا لحقير كانت أخلاقه رضية وشمائله مرضية ، طال ما اعتورت الطلبة في مجلسه كؤس الصخب ولم يظهر له في ذلك عليهم غضب بل يأخذهم بالأسلقة واللين حتى يتبين لهم ما أشكل عليهم أوضح تبيين سيرته رحيمة وسريرته سليمة ، لا يمل من النظر إلى وجهه البهي ولا يسأم من لفظه السوي ، مولده كان عند طلوع الفجر يوم الأربعاء رابع شهر شعبان سنة تسع وأربعين وألف. ومات رحمه‌الله تعالى قبيل العصر من يوم الإثنين رابع شهر رجب الفرد في السنة المذكورة رحمه‌الله تعالى وعفى عنه وقد حزن لموته الخاص والعام وغص للصلاة عليه بالناس المسجد الحرام وكانت جنازته حافلة جدا وصلى عليه إماما بالناس السيد عبد الرحمن بن السيد عبد الله العلوي السقاف ونقل بعد الصلاة عليه إلى المعلاة ودفن بها بزاوية الشيخ محمد ، وله من العمر خمس وثمانون سنة».

١٤٨

«الإمداد في علوّ الإسناد» (١) ، ترجم له الشيخ سالم ابن أخت الشماع الكرمي فأطنب ، وذكر وفور علمه في فنون العلم ، من الحديث والتفسير والفقه والعربية والمعاني والبيان واللغة ، وبقية العلوم ، وذكر من أخذ عنه من المشايخ ، وجملا من مناقبه وتصنيفاته ، وتصحيحاته للكتب الستة ، وجمعه لمسند الإمام أحمد وغير ذلك (٢) من المناقب الحميدة. قال : عاش رحمه‌الله ولم تعلم له صبوة ، ولا له إليها ميل. ومات رحمه‌الله تعالى وهو مواظب على قيام الليل ، كان ورده في اليوم والليلة عشرة أجزاء من كلام رب العالمين ، ثم لما أن كبر وجاوز الثمانين كان يقرأ ما أمكنه ليلا ونهارا ، وسرا وجهارا ، وما خلا وقت من أوقاته بغير تدريس أو تلاوة ، أو صلاة أو مذاكرة ، ولم يخل بقيام الليل إلى مرضه الذي مات فيه. جمع من نفيس الكتب ما لا يوجد له عند غيره نظير ، وكان لا يبخل بإعارة الكتب لا لجليل ولا حقير ، كانت أخلاقه رضية ، وشمائله مرضية. ولد يوم الأربعاء رابع عشر شعبان سنة تسع وأربعين وألف ، ومات رحمه‌الله تعالى يوم الإثنين رابع شهر رجب في السنة المذكورة ، وكانت جنازته حافلة ، غص بالناس للصلاة عليه المسجد الحرام ، ودفن بزاوية الشيخ محمد ، وله من العمر خمس وثمانون سنة ، رحمه‌الله تعالى وعفا عنه.

__________________

(١) جاء العنوان في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٦٣ : الإمداد في علوم الإسناد. وقد ولد عام ١٠٤٨ ه‍ ومات ١١٣٤ ه‍. انظر ترجمته في الأعلام ، ج ٤ ، ص ٨٨. وقد ذكر الزركلي عنوان الكتاب خلافا لما ذكره ابن بشر ، وهو : الإمداد بمعرفة علوّ الإسناد.

(٢) جاء في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٦٤ : وغيره.

١٤٩

سابقة : وفي سنة خمس وثلاثين ومائة وألف : مات سعدون بن محمد آل غرير الحميدي صاحب الأحساء ، في الجندلية ، الموضع المعروف في الدهناء.

وفيها : عمرت منازل آل بو هلال ، ومنازل آل بو سعيد ، وآل بو سليمان ، في بلد الروضة المعروفة في سدير.

وفيها : جرت المواقعة بين آل حميد بعد موت سعدون ، وذلك أنه ثار علي وسليمان بن محمد بن غرير ، ومعهم بعض بني خالد ، وثارا ابني سعدون دجيني ومنيع ، ومعهم بعض بني خالد ، فتنازلوا فوقع بينهم قتال ، صارت الكرة على أولاد سعدون ، وربطهم علي ، وأخذ بوادي الفضول وتولى في بني خالد.

وفيها : سار (١) أهل بلد أشيقر على بلد الفرعة بعدما وقع الصلح بينهم ، فقتلوا في أشيقر (٢) آل قاضي ، وأظهروا (٣) النواصر وهدموا قصرهم.

وفي هذه السنة : كانت شدة عظيمة ، وغلاء عظيم ، وهي مبادئ الوقت الشديد الذي اختلفت أسماؤه ، وهو سحيّ المعروف (٤).

__________________

(١) جاء في النسخة المخرومة ص ٨٨ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٦٥ : وساروا.

(٢) في أشيقر : ساقطة من طبعة الدارة.

(٣) في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٦٥ : وطردوا.

(٤) غالب هذه الأحداث منقول من ابن ربيعة ص ٨٤ ؛ وابن لعبون ص ١٤٩ ـ ١٥٠ ؛ والفاخري ص ٩٧ ـ ٩٨ ، والمعروف ساقطة من طبعة الدارة.

١٥٠

وفي سنة ست وثلاثين ومائة وألف : عم المحل والقحط والغلاء (١) من الشام إلى اليمن في البادي والحاضر ، وماتت الأغنام ، وكل بعير يشال عليه الرحل ، وهثل أكثر البوادي في البلدان ، وغارت الآبار ، وجلوا أهل سدير ، ولم يبق في العطار إلا أربعة رجال ، وغارت آباره حتى لم يبق في بلد العودة والعطار إلا بئرين في كل واحدة منهما (٢) ، وجلا أكثر أهل نجد (٣) إلى الأحساء والبصرة والعراق.

وفي هذه السنة والتي تليها : تلفت بوادي حرب وبادية (٤) العمارات من عنزة ، وتلفت جملة مواشي (٥) بني خالد وغيرهم ، وكان الأمر فيه كما قال بعض أدباء أهل سدير : [الطويل]

غدا الناس أثلاثا فثلثا شريدة

يلاوي صليب البين عار وجائع

وثلث إلى بطن الثرى دفن ميت

وثلث إلى الأرياف جال وناجع

ولا انقضى الميشوم ندري بسدّه

ولا درى غدا ما الله بالخلق صانع (٦)

__________________

(١) جاء في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٦٥ : عم المحل والغلاء والقحط.

(٢) جاء في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٦٥ : إلا بيرين في كل بلد.

(٣) جاء في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٦٥ : وجلا كثير من أهل نجد.

(٤) بادية : ليست في طبعة الدارة.

(٥) انفردت النسخة ب : بإبدال هذه الكلمة إلى بوادي ، ص ٢١.

(٦) البيت الثالث هنا ساقط من طبعة الدارة ، ج ٢ ، ص ٣٦٦ ، وهو موجود في

١٥١

وفيها : سطا دجيني (١) بن سعدون في عمه سليمان ، ثم سطا سليمان في عبد الله بن عريك ، وسلم الكل ، ثم وقع الصلح بينهم (٢).

وفيها : هدمت منازل آل أبو هلال في سدير ، هدمها آل بو راجح.

وفيها : مات بداح بن بشر العناقر صاحب ثرمدا ، وقتل آل ذباح سلطان وأخوه [أخاه] ، قتلهما إبراهيم بن سليمان صاحب ثرمداء.

سابقة : وفي سنة سبع وثلاثين ومائة وألف ، والمحل والقحط والغلاء إلى الغاية في هذا الوقت الشديد المسمى بسحي ، ومات كثير (٣) من الناس جوعا ، ومات أكثر بوادي حرب وبوادي الحجاز ، وغلا الطعام (٤) في الحرمين حتى لا يكاد يوجد (٥) ، وأكلت جيف الحمير.

__________________

النسخ الخطية ، مع أن هذا البيت الأخير سقط شطره الأول من تاريخ ابن لعبون ، ص ١٥١ ؛ ولم يكتمل كذلك عند الفاخري بل لم يذكر إلا مطلع الشطر الأول من هذا البيت وهو بشكل مختلف ، وكذلك أبدلت الكلمة في أول الشطر الثاني من : ولا درى ، إلى : ولا أدري مع أن الأخيرة أدق وزنا ، انظر ذلك ص ٩٩.

(١) طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٦٦ : دجين.

(٢) ورد خبر صراع آل سعدون بشكل متباين فمثلا : ابن ربيعة يذكره بهذه الصفة : «سطا حسن آل سليمان في عبد الله آل عريك» ، ويذكره أنه في السنة التي بعد هذه أي ١١٣٧ ه‍ ، ص ٨٦ ؛ أما ابن لعبون فيقول : وسطا دجيني في عمه سليمان بن عبد الله بن عريك ، ص ١٥١. وهو يوافق ابن بشر في هذه السنة.

(٣) جاء في النسخة المخرومة ص ٩٠ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٦٦ : أكثر.

(٤) جاء في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٦٦ : الزاد.

(٥) جاء في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٦٦ : حتى لا يوجد ما يباع.

١٥٢

ثم أنزل الله فيها الغيث (١) ، وكثرت السيول والخصب والنبات في كل مكان ، ولم تزل الشدة والجوع والموت ، وماتت الزروع في كل ناحية بسبب الصّفار ، حتى في الشام ، وذلك بكثرة المطر والسيول ، وكثر فيها الدبا والخيفان (٢).

وفي سابع شعبان : سار إبراهيم بن عبد الله بن معمر على بلد العمارية ، فأخذها وأقام فيها ، وفي ثالث عشر من شعبان التقى ابن معمر وآل كثير عند الصيقع (٣) ، الموضع المعروف في العارض ، وانهزم ابن معمر ، وقتل من أهل العيينة نحو عشرين رجلا ، ثم إنّ آل كثير ساروا إلى العمارية وحاصروا إبراهيم فيها ومن كان معه من السطوة فخرجوا من البلد لثمان خلت من شعبان وقتل من تلك السطوة نحو خمسة وعشرين رجلا (٤).

وفي ليلة عيد رمضان : مات رئيس الدرعية سعود بن محمد بن مقرن ، وتولى فيها زيد بن مرخان (٥).

__________________

(١) جاء في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٦٧ ، وفيها : أنزل الله الغيث.

(٢) جاء في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٦٧ : وكثر فيها الدبار والخفيان. وهو خطأ ، والصحيح ما أثبت.

(٣) جاء في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٦٧ : عند الأصيقع ، المعروف في ناحيتهم. وورد عند ابن لعبون : الأصيقع ص ١٥١.

(٤) جاء في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٦٧ : ثم حجروا إبراهيم في العمارية ومن معه من السطوة نحو خمسة وعشرين رجلا.

(٥) لقد استوعب ابن بشر هنا غالب ما ذكره ابن لعبون ، ص ١٥١ ـ ١٥٢ ؛ وكذلك ابن ربيعة ص ٨٦ ؛ ثم الفاخري ص ٩٩ ـ ١٠٠. ويخالف ابن لعبون غيره من المؤرخين إذ يذكر أن سنة تولي زيد بن مرخان هي سنة ١١٣٨ ه‍.

١٥٣

سابقة : وفي سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف : أوقع الله سبحانه الوباء العظيم المشهور الذي حل بأهل بلد العيينة أفنى غالبهم ، مات فيه رئيسها عبد الله بن محمد بن حمد بن عبد الله بن معمر ، الذي لم يذكر في زمنه ولا قبل زمنه في نجد في الرئاسة وقوة الملك والعدد والعدة والعقارات والأثاث له نظير (١) ، فسبحان من لا يزول ملكه. وتولى في بلد العيينة بعده ابنه محمد بن حمد (٢) ، الملقب خرفاش (٣).

وفيها : قتل إبراهيم بن عثمان رئيس بلد القصب المعروفة في الوشم (٤) ، قتله أبوه عثمان بن إبراهيم ، وكان إبراهيم قد صار أميرا في (٥) حياة أبيه المذكور ، فاتفق أن أتى إليهم صاحب بلد الحريّق إبراهيم بن يوسف يطلب النصرة من عثمان على أهل بلده من عشيرته.

__________________

(١) له نظير : ليست في النسخة المخرومة ، ولا في طبعة الدارة.

(٢) حمد : ساقطة من طبعة الدارة.

(٣) الذي تولى هو محمد بن حمد بن عبد الله بن محمد بن حمد بن معمر أي حفيد رئيس العيينة المشهور ، وبما أن ابن بشر ذكر أنه ابنه على طريقة العرب من تسمية ابن الابن ابنا ، فقد أضاف محقق تاريخ ابن بشر الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ رحمه‌الله كلمة : ابن ، التي تسبق كلمة : ابنه لإيضاح المعنى إلا أنه لم يشر إلى ذلك ، مع أن ما أضافه لم يكن فيما اطلعت عليه من نسخ لهذا التاريخ. انظر طبعة الدارة ج ٢ ، ص ٣٦٧. أما ابن ربيعة فيذكر أن تأمر محمد بن حمد بن معمر على العيينة كان في سنة ١١٣٩ ه‍ ، ص ٨٦.

(٤) قتل إبراهيم بن عثمان ، يورده ابن يوسف على أنه وقع في سنة ١١٣٩ ه‍ ، ص ١٢٠. وكذلك ابن عباد ، ص ٨٠. والذي يظهر أن ابن يوسف أدق في ذلك لأنه قريب من الحدث ومعاصر له.

(٥) زاد في النسخة المخرومة ص ٩٢ ، وطبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٦٨ ، بعد أميرا : في القصب.

١٥٤

سابقة : وفي سنة تسع وثلاثين ومائة وألف : قتل مقرن بن محمد بن مقرن صاحب الدرعية ، قتله ابن أخيه محمد بن سعود بن محمد بن مقرن ، وذلك أن مقرن بن محمد لما صالح زيد بن مرخان ، طلب من زيد أن يأتيه لتمام الاستئناس به والثقة ، فخاف منه زيد ، وقال : لا آتيك حتى يكفل لي محمد بن سعود ، ومقرن بن عبد الله بن مقرن ، فكفلا له ، فأتاه زيد في جماعة ، فهمّ مقرن بقتله ، وبانت منه شواهد الغدر ، فوثب محمد بن سعود ومقرن بن عبد الله على مقرن بن محمد وحملا عليه ، فألقى نفسه مع فرجة ، واختفى في بيت الخلاء ، فأدركوه وقتلوه ، وردوا زيدا إلى مكانه (١).

وفيها : توفي الشيخ العالم محمد بن الشيخ أحمد (٢) بن محمد بن حسن القصير. أخذ العلم عن أبيه ، وغيره.

وفيها : توفي عمه محمد بن محمد بن حسن القصير. وكانت وفاتهما في الوباء العظيم الذي مات فيه خلق كثير (٣).

وفي هذه السنة : غدر محمد بن حمد بن عبد الله بن معمر ، الملقب خرفاش ، صاحب بلد العيينة بزيد بن مرخان المذكور صاحب الدرعية ، وبدغيم بن فايز المليحي السبيعي ، وقتلهما.

وذلك أنه لما أصاب بلد العيينة الوباء المشهور وأفنى رجالها ، ومات

__________________

(١) غالب النقل هنا من ابن لعبون ، ص ١٥٢ ـ ١٥٣.

(٢) أحمد : ساقط من النسخة (ب).

(٣) استقى ابن بشر أحداث وفاة العالمين من تاريخ ابن يوسف ، ص ١١٩.

١٥٥

رئيسها عبد الله بن معمر كما تقدم في السنة قبل (١) هذه ، طمع زيد بن مرخان وأتباعه في أموالها ، وأرادوا نهبها ، فساروا إليها بآل كثير وبوادي سبيع وغيرهم ، فلما وصل الجميع عقربا أرسل خرفاش إلى زيد ، وقال : إنه ما ينفعك نهب البوادي وغيرهم لنا ، وأنا أعطيك وأرضيك ، وأقبل إلي أكلمك من قريب وأناجيك ، فسار إليه زيد في أربعين رجلا ، ومعهم محمد بن سعود وغيره ، فأدخلهم في قصره ، ثم أدخل رجالا من قومه في مكان ، وواعدهم إذا جلس زيد يرمونه بالبنادق ، فرموه بندقين (٢) فلم يخطئانه ، فمات.

فتنبه محمد بن سعود ومن معه ودخلوا في موضع وتحصنوا فيه ، فلم ينزلوا إلا بأمان الجوهرة بنت عبد الله بن معمر ، ورجع محمد بن سعود بمن معه من أهل الدرعية ، فاستقل محمد بعد هذه بولاية الدرعية كلها ، ومعها غصيبة ، وكان موسى بن ربيعة صاحب الدرعية جلويا عند خرفاش ، فحضر تلك المجاولة بين رفقة زيد وأهل العيينة ، فأصابه بندق ومات.

وفيها : مات دواس صاحب منفوحة ، وماضي صاحب الروضة من سدير ، وأتى البلدان وباء (٣).

__________________

(١) قبل : ساقطة من طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٦٩.

(٢) جاء في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٦٩ : ببندقين.

(٣) في طبعة الدارة ، ج ٢ ، ص ٣٦٩ ، بعد وأتى البلدان وباء : وفاة محمد بن أحمد القصير صاحب أشيقر وعمه محمد بن محمد والحصيني حمد. وهي قد تقدمت في النسخ (أ ، ب والمخرومة) ، أي قبل خبر غدر محمد بن حمد بن معمر بزيد بن

١٥٦

وفيها سطا النواصر من المذنب ، ورئيسهم إبراهيم بن حسن (١) ، وخريدل آل إبراهيم (٢) في بلد الفرعة وملكوها ، وأكلوا ذرة أهل أشيقر ونهبوها. وهذه السنة هي سنة الذرة المشهورة رجعان سحي.

وفيها : عزل خرفاش بن معمر الشيخ عبد الوهاب بن سليمان بن علي (٣) عن قضاء العيينة ، وحكم أحمد بن عبد الله ابن الشيخ عبد الوهاب بن عبد الله (٤) ، فانتقل عبد الوهاب بن سليمان (٥) بعدها إلى بلد (٦) حريملاء ونزلها.

وفيها : جاءت قافلة للموايقة واكتالوا التمر على مائة وزنة بالأحمر ، والعيش أربعة آصع بالمحمدية.

__________________

مرخان. إلا أن طبعة الدارة قد أضيف فيها وفاة الشيخ الحصيني ، وذكر أن اسمه حمد ، والصحيح أن اسمه : أحمد. ولعل مرد هذا الخطأ هو النسخ التي نقل عنها ناسخ هذا التاريخ من بعض نسخ تاريخ ابن يوسف ، حيث ورد في أكثر من نسخة أن اسمه حمد ، والصحيح عكس ذلك ، انظر : تاريخ ابن يوسف ، ص ١١٩ ، هامش ٦.

(١) عند ابن يوسف ، ص ١٢٠ ، وهو مصدر ابن بشر في هذه الأحداث أن اسمه : إبراهيم بن حسين الحسيني ، وليس حسن كما ذكر هنا وفي غالب ما اطلعت عليه من نسخ عنوان المجد.

(٢) سقط من طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٦٩ : من المذنب ، ورئيسهم إبراهيم بن حسن وخريدل آل إبراهيم.

(٣) هو والد الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه‌الله.

(٤) لم أجد له ترجمة فيما اطلعت عليه من مصادر.

(٥) في النسخة (ب) : سقط اسم سليمان ، والد عبد الوهاب ، ص ٢٢.

(٦) بلد : ساقطة من طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٧٠.

١٥٧

وفيها : سار الشريف محسن بن عبد الله على نجد ، وأخذ بوادي آل حبشي (١) من بني حسين عند المجمعة ثم تصالحوا.

وفي آخرها : سار ابن صويط ومعه دجيني بن سعدون بن غرير الحميدي ومعهما المنتفق وقصدوا الأحساء ، وحصروا علي بن محمد بن غرير في الأحساء ، وقتل بينهم رجال كثير ، ونهب ابن صويط قرايا الأحساء ، وصارت الغلبة لعلي عليهم وفشلهم. ثم إنهم صالحوه (٢) ورجعوا (٣).

سابقة : وفي أول سنة أربعين ومائة وألف : وقعة الساقي المشهورة في ناحية (٤) بلد الخرج ، وذلك أن محسن الشريف (٥) رئيس مكة وأتباعه من أعراب الحجاز ، ومعهم عربان عنزة وعدوان وغيرهم ، وقع الحرب بينهم في هذا الموضع ، وبين صقر بن حلاف رئيس السعيد من آل ظفير وأتباعه ، ومعهم حمود بن صالح ، وابن أخيه كنعان بن محمد بن صالح ،

__________________

(١) جاء في طبعة الدارة ، ص ٣٧٠ ، خطأ : آل حبيشي.

(٢) في النسخة (ب) : تصالحوا.

(٣) وبنهاية أحداث هذه السنة تقف السوابق في النسخة المخرومة.

(٤) ناحية : ساقطة من طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٧١.

(٥) هو : محسن بن عبد الله بن حسين بن عبد الله بن حسن بن محمد أبو نمي الثاني ، ذكر أنه رئيس مكة وهو غير صحيح ، لأن المذكور رام الإمارة وحاول ولم يتم له أمرها ، وكان كبير الأشراف في مكة بزمنه. وأما عقبه فهم الأشراف آل عون من العبادلة الذين كان آخرهم الشريف حسين بن علي بن محمد بن عبد المعين بن عون بن محسن المذكور.

١٥٨

ومزيد بن حماد بن صالح ، وابن حبشي (١) ، ومعهم بنو حسين أشرافهم وعربانهم وأعراب العوازم وغيرهم ، فحصل قتال بين هؤلاء الجموع ، وأقاموا على الساقي شهرا متنازلين ، فلما ضيّقوا على الشريف استفزع علي بن محمد رئيس الأحساء (٢) ، فظهر بعسكر كثير فأخذوهم ، وانهزم لآل ظفير سبعون فرسا وركائب وإبل ، فاعترضهم محمد بن فارس رئيس بلد منفوحة فأخذهم (٣).

وفيها : وقع الحرب بين أهل أشيقر والعناقر أهل بلد ثرمدا.

وفيها : سطوا آل عضيب في بلد الفرعة ، وقتل منهم عثمان بن عضيب ، ورومي بن عيبان (٤) وراشد بن دخيل وأخوه عجلان وغيرهم (٥).

__________________

(١) جاء في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٧١ ، خطأ : ابن خشي ، وآل حبشي بن جبريل بن مانع بن زبيري بن قيس بن ثابت بن نعير بن منصور بن جماز بن شيحة بن هاشم بن قاسم بن مهنا الأعرج بن الحسين بن داود بن قاسم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى النسابة بن الحسن بن جعفر الحجة بن عبيد الله الأعرج بن حسين الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم.

(٢) سقط من طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٧١ : فلما ضيقوا على الشريف استفزع علي بن محمد رئيس الأحساء.

(٣) ينقل هنا ابن بشر عن ابن لعبون ، ص ١٥٣ ـ ١٥٤ ؛ والفاخري ، ص ١٠١. كما أن بعض أحداث هذه السنة عند ابن ربيعة ، ص ٨٧ ؛ وابن عباد ، ص ٨٢ ـ ٨٣.

(٤) جاء في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٧١ ، خطأ : ودرومي بن عيسبان.

(٥) ينقل هنا عن ابن يوسف ص ١٢٤ ، إلا أن ابن يوسف يذكر هذه الأحداث على أنها في سنة ١١٤٢ ه‍.

١٥٩

وفيها : توفي إمام اليمن القاسم بن الحسين ، الملقب بالمتوكل (١).

سابقة : وفي سنة إحدى وأربعين ومائة وألف : أقبل الطيار بجميع عربان عنزة وحصر الظفير في العارض ، وأخذ عليهم أدباش كثيرة ، وهرب ابن صويط رئيس الظفير ، ودخل بعض عربانه الرياض واحتصروا فيه ، وعنزة في منفوحة ، وشاش السوق بينهم وبين أهل منفوحة ، ثم إن عنزة حدروا (٢) إلى الأحساء ، واكتالوا منه ، وقصدوا الشمال ، ومعهم علي بن محمد رئيس بني خالد (٣).

وفيها : توفي الشيخ إبراهيم بن سليمان بن علي بن مشرف (٤) ، عم الشيخ محمد بن عبد الوهاب قدس الله روحه.

وفيها : توفي المؤرخ مصطفى بن فتح الله الحلبي الشاعر (٥).

__________________

(١) الصحيح أن وفاة القاسم بن الحسين في ٢ رمضان ١١٣٩ ه‍. محمد بن علي الشوكاني : البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ، ص ٥٦١ ـ ٥٦٣. ويبدو أن ابن بشر تابع ابن لعبون في هذا الخطأ.

(٢) جاء في طبعة الدارة ، ج ٢ ص ٣٧١ : صدروا.

(٣) انظر ذلك في : ابن لعبون ص ١٥٤ ؛ والفاخري ص ١٠٢ ؛ وابن ربيعة ص ٨٧ ـ ٨٨.

(٤) ولد عام ١٠٧٠ ه‍ ، وانظر ترجمته في : ابن حميد ، السحب الوابلة ، ج ١ ، ص ٣١ ؛ والبسام ، علماء نجد ، ج ١ ، ص ٣٠٣ ؛ وابن ربيعة ص ٦٠ ؛ وابن عباد ص ٨٣.

(٥) الصحيح أن في وفاته خلافا ، وآكدها سنة ١١٢٣ ه‍ ، ولم يعرف تاريخ مولده ، واسمه مصطفى بن فتح الله الحموي ثم المكي ثم اليمني ، أصله من حماه ، وساح في البلدان حتى استقر في اليمن ، ومات فيها ، من أشهر كتبه : «فوائد الارتحال ونتائج السفر في أخبار أهل القرن الحادي عشر» ، في ثلاثة مجلدات. ما زال

١٦٠