شرح الكافية البديعية

صفي الدين الحلّي

شرح الكافية البديعية

المؤلف:

صفي الدين الحلّي


المحقق: الدكتور رشيد عبد الرحمن العبيدي
الموضوع : الشعر والأدب
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٣٦

إذا قامتا تضوّع المسك منهما

نسيم الصبا جاءت بريّا القرنفل

فإنّ هذا البيت اتسع النقاد في تأويله ، فمن قائل :

تضوّع المسك منهما بنسيم الصّبا (١)

ومن قائل (٢) : تضوّع نسيم الصّبا منهما (٣) ، أي : كتضوّع نسيم الصّبا. وهو أقوى الوجوه.

ومن قائل : تضوّع المسك منها ـ بفتح الميم ـ يعني : الجلد ، بنسيم الصّبا ، وهو أضعفها.

ومن أمثلته قوله ـ أيضا ـ [من الطويل](٤) :

مكر مفرّ مقبل مدبر معا

كجلمود صخر حطّه السّيل من عل (٥)

فإن تأويلاته عند الشارحين متعددة ، وليس هذا موضع بسط القول فيها (٦). والاتساع في بيت القصيدة : إنما هو في (بيض المفارق) ، فإنّه

__________________

(١) في التحرير : (تضوع مثل المسك منهما نسيم الصبا).

(٢) في التحرير : (تضوع نسيم الصبا منهما ، ومن قائل تضوع المسك منهما تضوع نسيم ..).

(٣) في الأصل : (منها جاءت أي) وكذا في : ط.

(٤) الديوان : ١٩ ، وهو في العمدة : ٢ / ٩٣ (باب الاتساع) والتحرير : ٤٥٤ عيار الشعر : ٢٦ والحماسة لابن الشجري : ٢٣١. والشعر والشعراء : ٤١. وانظر تحليله في العمدة.

(٥) ن : من علا.

(٦) العمدة : ٢ / ٩٣ والتحرير : ٤٥٤. وقد أفاض ابن أبي الإصبع في تحليل هذا البيت ثم قال في آخر كلامه : «هذا ولم تخطر هذه المعاني بخاطر الشاعر في وقت العمل» : ٤٥٥.

٢٤١

يحتمل أن يكون المراد به الطهارة ، والعفاف ؛ لأنّ العرب موصوفون (١) بالسّمرة ، وما وضف أحد منهم بالبياض إلّا كناية عن الطّهارة والعفاف ، كقولهم : (أبيض العرض (٢) والأخلاق والشيم والحسب) ومن أشبه ذلك.

ويحتمل أنّ مراده : أنهم كهول ومشايخ ، قد حنكتهم التّجارب وليسوا بأغمار (٣).

ويحتمل : أن مراده : أنّهم ليسوا بعبيد ، لأنّ فرق الإنسان ، إذا كان أبيض ، كان جسده جميعه أبيض.

ويحتمل : أنه أراد انحسار الشّعر عن مقدمة رؤوسهم ، لمداومة لبس المغافر (٤) والبيض ، فإنّ في أشعارهم كثيرا من ذلك.

وقد ذكر القزاز في شرح (غريب الحماسة) شيئا من ذلك ، في تأويل قوله : [من البسيط]

بيض مفارقنا تغلي مراجلنا (٥)

__________________

(١) ط : موسومون.

(٢) ط : أبيض الأخلاق والعرض.

(٣) في الأصل : وليس بأغمار.

(٤) ط : البيض والمغافر.

(٥) الشطر الأول من البيت لبشامه بن حزن النهشلي أورد له أبو تمام في حماسته اثني عشر بيتا من القصيدة التي منها هذا الشطر ، ومطلعها :

إنّا محيّوك يا سلمى فحيّينا

وإن سقيت كرام النّاس فاسقينا

والبيت المقصود في كلام الحلي هو :

بيض مفارقنا تغلي مراجلنا

نأسوبأ موالنا آثار أيدينا

الحماسة : ١ / ٢٥ ـ ٢٧.

٢٤٢

التفسير (*)

[١٢١ ـ] هم النجوم بهم تهدى الأنام و

يذجاب الظلام ويهمي صيّب الديم

وسماه ابن مالك (١) وآخرون : (بالتبيين) ، وهو من مستخرجات قدامة.

وهو (٢) : أن يؤتى في أول الكلام أو بيت من الشّعر بمعنى لا يستقلّ الفهم بمعرفة فحواه ، دون أن يفسر إمّا في البيت الآخر ، أو في بقية البيت (٣) ، إن كان الكلام الذي يحتاج إلى (التفسير) في أوله ، ووقوع التفسير على أنحاء بعد الشرط ، أو (٤) ما هو في معناه ، وبعد الجار والمجرور ، وبعد المبتدأ الذي ، يفسّره خبره (٥) ، وليس هذا مكان الأمثلة للجميع ، بل يستغنى بتمثيل أحسنها ، وهو ما جاء بعد خبر المبتدأ بشرط أن يكون (المفسّر) مجملا والمفسّر له مفصّلا ، كقول ابن الرومي : [من الكامل](٦)

أراؤكم وسيوفكم ووجوهكم

في الحادثات إذا دجون نجوم (٧)

منها معالم للهدى ومصابح

تجلو الدّجى ، والأخريات رجوم

__________________

(١) في الأصل : أبو مالك ، وابن مالك من : ن.

(٢) نقد الشعر : قدامة : ٤٨.

(٣) (أو في بقية البيت) ليست في : ن.

(٤) في : ط : وما هو في ...

(٥) في الأصل : الذي التفسير خبره.

(٦) البيتان ليسا في ديوانه ، وهما له في جملة من المصادر : تحرير التحبير : ١٨٩ ووفيات الأعيان : ٢ / ٤٢ والخزانة : ٤٠٨ ـ ٤٠٩.

(٧) في : ط : دحون ، وفي الأصل : إذا ادخرن نجوم .. وهو تصحيف.

٢٤٣

ومن أحسن شواهده قول أبي (١) مسهر : [من البسيط]

غيث وليث فغيث حين تسأله

رفدا وليث لدى الهيجاء

والفرق بين (التفسير) و (الإيضاح) : أن (التفسير) ، تفصيل لإجمال ، و (الإيضاح) : رفع لإشكال ؛ لأنّ المفسّر من الكلام لا يكون فيه إشكال البتّة.

التعليل (٢)

[١٢٢ ـ] لهم أسام سوام غير خافية

من أجلها صار يدعى الاسم بالعلم

والتعليل : هو أن يريد المتكلم ذكر حكم واقع أو متوقع فيقدم قبل ذكره علة وقوعه ؛ لكون رتبة العلة أن تتقدم على المعلول ، كقوله تعالى (٣) : (لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ)(٤).

فسبق الكتاب من الله ـ عزوجل ـ علة النّجاة (٥).

__________________

(١) الأصل : ابن سهر ، وفي ن : أبي سهر.

(٣) الديوان : ٤٨٦ والخزانة : ٤١٦ وأسرار البلاغة : ٢٥٧ وسر الفصاحة (الاستدلال بالتعليل) : ٣٢٧ والتحرير : ٣٠٩ والطراز : ٣ / ١٣٨ والإيضاح : ٦ / ٦٨ ، ونهاية الأرب : ٧ / ١١٥ ومعاهد التنصيص : ٢ / ٩ وحسن التوسل : ٥٥ وبديع القرآن : ١٩ والنفحات : ١٦٨.

(٤) في الأصل و: ن (.. لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب أليم).

(٥) آية ٦٨ من سورة الأنفال.

(٦) عبارة التحرير : ٣٠٩.

٢٤٤

ومثاله من الشعر قول البحتري : [من المتقارب](١)

ولو لم تكن ساخطا لم أكن

أذمّ الزمان وأشكو الخطوبا

وقد يتقدم المعلول على العلة بحسب تركيب الكلام ، ويكون التقدير تقديمها (٢) أصلا ، كقول ابن رشيق القيرواني ، وهو من أحسن أمثلة التعليل : [من الوافر](٣)

سألت الأرض لم جعلت مصلّى

ولم كانت لنا طهرا وطيبا

فقالت غيرنا طقة لأنّي

حويت لكلّ إنسان حبيبا

وبيت القصيدة من القسم الأخير.

التعطف (٤)

[١٢٣ ـ]وصحبه من لهم فضل إذا افتخروا

ما إن يقصّر عن غايات فضلهم

__________________

(١) ديوانه : ١ / ٥٢. وفي الأصل : «ولو لم أكن ..» والبيت في الخزانة : ٤١٦.

(٢) تقديمها ساقطة : من : ن.

(٣) بيتا ابن رشيق في الخزانة : ٤١٧ وفي الطراز : للعلوي : ٣ / ١٣٩ وهما في التحرير : ٣١٠ وقال ابن أبي الإصبع : «في تعليل قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا» الجامع الصغير ١ / ٣٥٩.

(٤) في الديوان (التعطيف) : ٤٨٦ والخزانة : ٤١٧ وتحرير التحبير : ٢٥٧ قال «وقد سماه قوم المشاكلة». وهو في الإيضاح : ٦ / ٢٧ باسم (المشاكلة) وكذا في معاهد التنصيص : ١ / ٢٢٥ والمفتاح : ٦٦١ وأنوار الربيع : ٦٧٩ وما هنا موافق للصناعتين : ٤٢٠.

٢٤٥

والتعطف : شبيه بالترديد (١) في إعادة اللفظة بعينها في البيت ، والفرق بينهما بموضعهما ، وباختلاف المتردد وثبوت أن التعطف شرطه : أن تكون إحدى كلمتيه في أحد مصراعي البيت (٢) ، والأخرى في الآخر ، ليشبه مصراعي البيت (٣) في انعطاف أحدهما عن الآخر ، بالعطفين ، في كون (٤) كلّ عطف منهما يميل إلى الجانب الذي يميل إليه الآخر.

ومن فروقه أيضا : أنه لا يشترط فيه : أن تعاد اللفظة بصيغتها ، بل بما يتصرف منها ـ أيضا ـ كقوله (٥) : (فساق .. وسقت) في قول المتنبي : [من الطويل](٦)

فساق إليّ العرف غير مكرّر

وسقت إليه المدح غير مذمّم

والتعطف في بيت القصيدة ذكر (الفضل) في صدر البيت و (فضلهم) في عجزه ، لا غير (٧).

__________________

(١) انظر في الترديد : الطراز : ٣ / ٨٢ ـ ٨٣.

(٢) عبارة : ن : «يكون إحدى كلمتيه من أحد مصراعي البيت» وعبارة التحرير : «تكون إحدى كلمتيه في مصراع والأخرى في المصراع الآخر».

(٣) عبارة : ن : «ليشبه مصراعا في انعطاف أحدهما على الآخر».

(٤) كون : غير موجودة في عبارة التحرير : ص ٢٥٧.

(٥) في الأصل : كساق وسقت.

(٦) في ديوانه : ص ٤٦١ وبرواية : (إليه الشكر غير مجمجم) والتحرير : ٢٥٨.

(٧) لا غير : من : ن ، وهي مثبتة في : ط : وذكر الحلي هنا أن في بيته تعطفا واحدا في حين ذكر ابن أبي الإصبع في بيت المتنبي المذكور ثلاثة تعطفات. تنظر هناك.

٢٤٦

جمع المؤتلف والمختلف (١)

[١٢٤ ـ]هم­هم­في­جميع الفضل ، ما عدموا

سوى الإخاء ونصّ الذكر والرّحم

وهو : عبارة عن أن يريد الشاعر التسوية بين ممدوحين فيأتي بمعان مؤتلفة في مدحهما ، ويروم بعد ذلك ترجيح أحدهما على الآخر بزيادة فضل لا ينقص بها مدح الآخر ، فيجيء لأجل الترجيح بمعان تخالف معاني التسوية.

مثاله قول زهير يصف أبوي ممدوحه : [من البسيط](٢)

هو الجواد فإن يلحق بشأوهما

على تكاليفه فمثله لحقا (٣)

أو يسبقاه على ما كان من مهل

فمثل ما قدما من صالح سبقا

وقد قال المؤلفون في هذا النوع أقوالا غير سديدة ومثلوا بأمثلة غير مطابقة ، وهذا رأي ابن أبي الإصبع (٤) والمحققين قبله ، وهو الأصح

__________________

(١) الديوان : ٤٨٦ والخزانة : ٤٢٠ ـ ٤٢١ وفيها انتقاد على البيت يزري به ، وبمعناه. ولم يأت فيه بسوى المختلف. والباعونية : ٤٤١ وفي التحرير : «جمع المختلفة والمؤتلفة» : ٣٤٤ وفي الصناعتين : ٤١١ وبديع القرآن : ١٢٧ وحسن التوسل : ٧٦ ونهاية الأرب : ٧ / ١٥١ وأنوار الربيع : ٧٣٠ والنفحات : ١٥٤.

(٢) ديوانه : ٥١ ـ ٥٤ ونقد الشعر : ٢٣ وأنوار الربيع : ٧٣٠ وتحرير التحبير : ٣٤٥.

(٣) في ن : على تألقه ..

(٤) انظر : تحرير التحبير : ٣٤٥ فما بعد.

٢٤٧

الأحسن (١).

الاستتباع (٢)

[١٢٥ ـ]الباذلو النفس بذل الزاد يوم قرى

والصائنو العرض صون الجار والحرم

وسماه السكاكي (٣) بهذه التسمية ، وسماه العسكري : (المضاعف) وابن أبي الإصبع ، ومن بعده : (التعليق) ، وسماه الزنجاني (٤) (الموجه) ، ولم يغير أحد منهم الشواهد (٥).

وهو أن يأتي المتكلم ، بمعنى في غرض من أغراض الشعر يتتبع معنى آخر من ذلك الغرض ، يقتضي زيادة وصف في ذلك القول ، كقول المتنبي : [من الطويل](٦)

__________________

(١) وفي : ط : الأصح والأحسن.

(٢) الديوان : ٤٨٦ قال : «ويسمى التعليق والمضاعف» والخزانة : ٤١٧ والباعونية : ٤٣٩ وفي تحرير التحبير بعنوان : (التعليق) : ٤٤٣ وفي بديع ابن منقذ : ٣٠ (التعليق والإدماج) وفي الصناعتين (المضاعف) : ٤٢٣ ومفتاح العلوم : ٦٦٨ باسم (الاستتباع) وفي الطراز باسم (التعليق) : ٣ / ١٥٩ فما بعد والمصباح : ١٢٣ ، ومعالم الكتابة : ٨٣ والنفحات : ٢٩٥. وفي نهاية الإيجاز (الموجه) : ٢٩٢. وكذا حدائق السحر : ١٣١.

(٣) الأصل : السكاكي ، ون : العسكري والصواب العبارة المثبتة من الأصل. وكرر في : ن : العبارة بكاملها. وانظر : الصناعتين : ٤٢٣ والمفتاح : ٦٦٨ والتحرير : ٤٤٣.

(٤) ن : البركاني ، وهو تصحيف.

(٥) وزاد في (ن): (وسماه السكاكي هذه التسمية) وكذا في : ط ، والصواب ما هو في المتن ، لأن الكلام في أوله متوجه إلى السكاكي.

(٦) استشهد به ابن أبي الإصبع في التحرير : ٤٤٤ وهو في ديوانه : ص ٣٩١ من قصيدة موجهة لسيف الدولة سنة : ٣٤٤ ه‍.

٢٤٨

إلى كم تردّ الرّسل عمّا أتوا به

كأنهم فيما وهبت ملام (١)

فمدحه بالشجاعة والعز في ردّ الرسل عمّا أتوا به ، وصدّهم عن مطلوبهم ، والتهاون بمرسليهم ، واستتبع في باقي البيت مدحه بالكرم بعصيان اللائم في الهبات ، ومثل عليه السكاكي بقول المتنبي ـ أيضا ـ [من الطويل](٢) :

نهبت من الأعمار ما لو حويته

لهنّئت الدّنيا بأنّك خالد

وحكم هذا البيت في التمثيل قريب من حكم ما قبله من تضعيف المدح بمثله.

والفرق بينه وبين (التكميل) : أن (التكميل) يكمل ما وصف به ، والاستتباع (٣) لا يلزم منه ذلك.

__________________

(١) في الأصل (... أتوا به كأنهم ... يلاموا) وفي ن : (... ترومه كأنهم ...).

(٢) استشهد به السكاكي في المفتاح : ٦٦٨ ، وهو في ديوانه : ٣٢١ من قصيدة يوجهها إلى سيف الدولة ، وقا. أراد خرشنة فمنعه الثلج. وانظر نهاية الإيجاز : ٢٩٢ ومعاهد التنصيص : ٢ / ٣٩.

(٣) ن : والاستثناء ، وهو وهم.

٢٤٩

التدبيج (١)

[١٢٦ ـ]خضر المرابع حمر السّمر يوم وغى

سود الوقائع بيض الفعل والشّيم

وهذا ـ أيضا ـ من مستخرجات ابن أبي الإصبع ، والنوع الذي بعده.

وهو : أن يذكر النّاظم ـ أو الناثر ـ ألوانا بقصد (الكناية) بها ، أو (التورية) ، بذكرها عن أشياء من نسيب أو هجاء أو مدح أو وصف أو غير ذلك من أغراض الشعر (٢) ، أو لتبيان فائدة الوصف بها ، كقوله تعالى : (وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ)(٣) والمراد بذلك الكناية عن المشتبه (*) والواضح من الطرق ؛ لأنّ الجادة البيضاء (٤) هي الطريق المركوب (٥) ، ولهذا قيل : (ركب بهم المحجة البيضاء).

ومثاله من الشعر قول ابن حيوس : [من الخفيف](٦).

__________________

(١) الديوان : ٤٧٦ والخزانة : ٤٤١ والباعونية : ٤٣١ والتحرير : ٥٣٢ ، وحسن التوسل : ٩٠ ، ونهاية الأرب : ٧ / ١٠٨ وأنوار الربيع : ٦ / ١١٨ ويبدو أن ابن الإصبع قد استخرج هذا النوع من أنواع البديع الأخرى كالتورية والكناية والطباق ، وأعطاه مصطلح التدبيح. وانظر بديع القرآن : ٢٤٢ ، والطراز : ٣ / ٧٨ باسم (التدبيح) كذلك.

(٢) عبارة ابن أبي الإصبع في التحرير : (.. أو غير ذلك من الفنون).

(٣) الآية : ٢٧ من سورة فاطر.

(٤) ن : (البيض ...).

(٥) الأصل : (الملحوب) ، ون : المركوب ، و (الملحوب) في التحرير كذلك.

(٦) في التحرير : ٥٣٣ (ابن حيوس الدمشقي) وفيه : (فأقلهم يوم نائل) وكذا رواية الطراز : ٣ / ٧٩ مع البيت هاتين غير منسوبين.

٢٥٠

إن ترد خبر حالهم عن يقين

فالقهم في منازل أو نزال

تلق بيض الأعراض سود مثار (١)

النّقع خضر الأكناف حمر النّصال

والشاهد في البيت الثاني.

الابداع (٢)

[بالباء الموحّدة](٣)

[١٢٧ ـ]ذلّ النّضار كما عزّ النظير لهم (٤)

بالبذل والفضل في علم وفي كرم

والإبداع ـ بالباء الموحدة ـ هو أن تكون مفردات الكلام (٥) من البيت الشعري (٦) ، أو الفصل من النثر ، أو الجملة المفيدة ، متضمنة بديعا بحيث يأتي في البيت الواحد أو القرينة الواحدة عدة ضروب من البديع بعدد كلماته أو جمله (*).

__________________

(١) في الأصل : بيض الوجوه. وكذا التحرير والطراز ، و: ط.

(٢) في الديوان : ٤٨٦ والخزانة : ٣٧٠ وبديع القرآن : ٣٤٠ وانظر : السحر في دقائق الشعر للوطواط : ١٨٨ وحسن التوسل : ٨٢ وتحرير التحبير : ٦١١ ونهاية الأرب : ٧ / ١٦٤. والباعونية : ٣٤٦ والنفحات : ٢١٢.

(٣) من : ن.

(٤) الأصل : عز النضير.

(٥) ط : ن : الكلمات.

(٦) في الأصل : من البيت في بالشعر وفي ط. و: ن : (البيت الشعر ..).

٢٥١

وربما كان في الكلمة الواحدة المفردة ضربان فصاعدا من البديع ، ومتى ما لم يكن كذلك فليس بإبداع. كقوله تعالى : (وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)(١).

ففيها (٢) : (المناسبة التامّة) بين (أقلعي) و (ابلعي) و (المطابقة) بذكر (الأرض والسماء) و (المجاز) في قوله : «يا سماء» والمراد : [يا](٣) مطر السماء.

و (الاستعارة) في قوله : «أقلعي» (٤).

و (الإشارة) في قوله : «وغيض الماء» ، فإنّه عبّر بهاتين اللفظتين عن معان كثيرة (٥). وقد تقدم شرحهما في نوع (الإشارة) ، بالتفصيل.

و (التمثيل) في قوله : «وقضي الأمر» ، فإنّه عبّر عن هلاك الهالكين ، ونجاة الناجين ، بلفظ بعيد عن المعنى الموضوع له.

__________________

(١) الآية : ٤٤ من سورة هود والكلام في التحرير : ٦١١.

(٢) الأنواع المستخرجة من الآية المذكورة هي على التوالي.

(المناسبة) و (المطابقة) و (المجاز) و (الاستعارة) و (الإشارة) و (التمثيل) و (الإرداف) و (التعليل) و (صحة التقسيم) و (الاحتراس) فهذه عشرة أنواع من البديع ، فضلا عن تكرار بعض أنواعه كما يفيد المؤلف.

(٣) يا : زدناها على الأصل للتوضيح وهي موجودة في بديع القرآن.

(٤) في بديع القرآن : (أقلعي وابلعي للأرض والسماء) : ٣٤٠.

(٥) قال ابن أبي الإصبع : «لأن الماء لا يغيض حتّى يقلع مطر السماء وتبلع الأرض ما يخرج من عيون الماء فينقص الحاصل على وجه الأرض من الماء».

٢٥٢

و (الإرداف) في قوله : «واستوت على الجوديّ» وقد تقدم شرحه بالتفصيل في بابه (١).

و (التعليل) ، لأنّ «غيض الماء» علّة الاستواء.

و (صحة التقسيم) ، إذ استوعب ـ سبحانه وتعالى ـ أقسام أحوال الماء حالة نقصه ، إذ ليس إلّا احتباس ماء السماء واحتقان الماء الذي ينبع من الأرض ، وغيض الماء الحاصل على ظهرها (٢).

و (الاحتراس) في قوله تعالى : (وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ؛ إذ الدعاء يخبر (٣) بأنهم مستحقو الهلاك ـ احتراسا ـ من [ضعيف يتوهّم أنّ الهلاك](٤) لعمومه وربّما شمل غير المستحق (٥).

وتحتمل هذه الآية الكريمة تفريعات أخر ، مثل أن بها (استعارة) (٦) في موضعين ، و (المجاز) في موضعين.

__________________

(١) في البديع : ٣٤٠ «فإنّه عبر عن استقرار السفينة على هذا المكان وجلوسها جلوسا متمكنا لا زيغ فيه ولا ميل لطمأنينة أهل السفينة بلفظ قريب من لفظ الحقيقة».

(٢) في بديع القرآن : ظهر الأرض.

(٣) في ن : يشعر ، وكذا في التحرير و: ط.

(٤) ساقطة من الأصل.

(٥) عبارة بديع القرآن (توهم من يتوهم أن الهلاك وبما عم من لا يستحق).

(٦) في الأصل : «أن الاستعارة بها. وفي الخزانة زيادة بعض أنواع البديع كالمساواة وحسن النسق والتسهيم ...» : ص ٣٧٠.

٢٥٣

وأمثال ذلك مما يستبين (١) ذلك بقوّة النّظر أو الاستقراء ، يعرفه الناقد البصير (٢).

ومن الشعر قول ابن أبي الإصبع ـ رحمه‌الله تعالى ـ : [من الطويل](٣)

فضحت الحيا والبحر جودا فقد بكى

الحيا من حياء منك والتطم البحر

فإنّ في هذا البيت بدائع ، إذا استوفيت أقسام شرحها استوعبت بياض الورقة. وقد شرحها في كتابه (٤) ومنها المقبول والمردود.

وأما بيت القصيدة ففيه من البديع : (المطابقة) في قوله : (ذلّ وعزّ).

و (التجنيس) في قوله : (النضار والنّظير) ، و (التمثيل) بحال ذلة ذا بحال عزة ذا (٥).

و (التسجيع) في قوله : (البذل والفضل) ، و (اللفّ والنّشر) في قوله : (في علم وفي كرم) نشر بهما ما لفّ في الأول ، وهو : (ذل النضار. كما عز النظير (٦)).

__________________

(١) الأصل وط : (يستنبط) ، وهو صحيح كذلك.

(٢) انظر في استخراج أنواع البديع في الآية : تحرير التحبير : ٦١١ فما بعد ، فقد أوصلها إلى واحد وعشرين نوعا ثم قال : «غير ما يتعدد من ضروبها». وانظر خزانة الحموي : ٣٧٠.

(٣) قال في التحرير : ٦١٤ : «وقد وقع لي بيت من قصيدة شرقية ، وقع فيه ستة عشر ضربا من البديع بعد ما تكرر فيه من ضروب البديع ، وهو : فضحت الحيا ...» والبيت مع بيتين آخرين من القصيدة في معاهد التنصيص : ٢ / ١٨٢.

(٤) يعني التحرير ، وكذا الحال في كتابه الآخر : (بديع القرآن).

(٥) في الأصل : بحال ذا بحال عزة ذا. وفي ط : (لحال ذلة ذا ...)

(٦) الأصل : وهو النظار والنظير. وفي ط (... وعز ...).

٢٥٤

و (المبالغة) في (ذل النّضار) بجودهم ، و (عزّ النّظير) لعلمهم.

و (الاستعارة) (١) في قوله : (ذلّ النضار). و (الاحتراس) في جعله النضار بالبذل لا لعدم (٢) المنعة والكفاية وسوء السياسة والتّدبير.

و (الاستتباع) ، لأنّه استتبع مدحهم بالكرم في العلم بقوله : (ذلّ النضار كما عز النظير). و (التسهيم) في دلالة (النضار) (٣) و (عز النظير) في صدر البيت على العلم والكرم في عجزه (٤).

و (التمكين) ، لكون القافية غير متقلقلة ولا مستدعاة و (الكناية) بذكره (٥) (ذل النضار) ومراده : الجود ، وهو (٦) لازمه.

و (ائتلاف اللفظ مع المعنى ومع الوزن) (٧) فهذه أربعة عشر نوعا من البديع ، زائدة على عدد لفظات البيت.

وربما استنبط منه أنواع أخرى بعيدة التأويل ، أهملتها ، لبعدها ، (كالتعليل) و (التوشيح) و (التفسير) و (التهذيب) و (الانسجام) ، و (حسن النسق).

وغير ذلك ، [والله أعلم].

__________________

(١) ساقطة من الأصل.

(٢) ط : لا بعدم.

(٣) رسمت : (النضار) في معظم المواضع في نسخة الأصل بالظاء ، وهو وهم من الناسخ. والعبارة ساقطة من : ط.

(٤) في الأصل : على عجزه العلم والكرم على عجزه ، ...

(٥) الأصل : بقوله ، و (بذكره) من : ن.

(٦) (وهو لازمه) من : ن.

(٧) يريد نوعين هما : ائتلاف اللفظ مع المعنى وائتلافه مع الوزن.

٢٥٥

الاستخدام (١)

[١٢٨ ـ] من كل أبلج واري الزند يوم

مشمر عنه يوم الحرب مصطلم

وهذا نوع عزيز الوقوع معتاص (٢) على الناظم شديد الالتباس بالتورية ، قلما تكلفه بليغ وصح معه بشروطه ؛ لصعوبته (٣) وقلة انقياده ، وميله إلى جانب التورية ؛ ولذلك لم يرد منه في أمثلة كتب المؤلفين سوى بيتين (٤) في كل منهما نظر.

وعززهما (٥) بعضهم بثالث لم يكن منه وسيأتي ذكرهما في التمثيل بهما ـ هاهنا ـ. وهو عبارة (٦) عن أن يأتي المتكلم بلفظة مشتركة بين معنيين اشتراكا أصليا متوسطة بين قرينتين تستخدم كل قرينة (٧) منهما معنى من معنيي تلك اللفظة.

__________________

(١) الديوان ٤٨٧ وخزانة الحموي : ٥٢ ـ ٥٦ ونفحات الأزهار : ٨٠ وبديع القرآن : ١٠٤ والإيضاح : ٤٣ وحسن التوسل : ٧١ وتحرير التحبير : ٢٧٥ ، والتلخيص : ٢٤٨ ، والبديع لابن منقذ : ٤٢١ ، ونهاية الأرب : ٧ / ١٤٣ وأنوار الربيع : ٩٧ ومعاهد التنصيص : ١ / ٢٢٨.

(٢) في الأصل : (متعاص) وهو متفاعل من العصيان وأما معتاص فهو مفتعل من العوص. وكلاهما وجه.

(٣) في الأصل : الصعوبة.

(٤) ط : وفي كل ..

(٥) ن : وعد منهما بعضهم ثالث.

(٦) يقول ابن أبي الإصبع في البديع : ص ١٠٤ : وهو أن يأتي المتكلم بلفظة لها محملان ، ثم يأتي بلفظتين تتوسط تلك اللفظة بينهما ، تستخدم كل لفظة منهما أحد محملي «اللفظة المتوسطة».

(٧) في الأصل : طريقة ...

٢٥٦

وأصح وأتمه : ما كان في القرينة الأخيرة ضمير يعود إلى تلك اللفظة المشتركة وهو كقول البحتري (١) [من الكامل] :

فسقى الغضا والساكنيه وإن هم

شبوه بين جوانح وقلوب (٢)

فإنّه لما قال : «فسقى الغضا» احتمل : أن مراده الموضع (٣) ، أو الشجر ، فلما قال «والساكنيه» استعمل أحد معنيي اللفظة ، وهو دلالتها بالقرينة الأخرى على الموضع (٤).

وكما قال : (شبوه) استخدم المعنى الآخر ، وهو دلالتها بالقرينة.

الأخرى على (جمر الغضا) ، لعود الضمير في «شبوه» إلى (الغضا) ، وهو (٥) أحد البيتين اللذين (٦) سبق ذكرهما ، والنظر الذي فيه ؛ بكون (٧) الاشتراك الذي في لفظة : (الغضا) (٨) ليس بأصلي ، ولكن أحد المعنيين منقول من الآخر ؛ لأن (الغضا) في الحقيقة هو الشجر ، ويسمى (٩) : (وادي الغضا) ؛ لكثرة نبته فيه ، وسمي (جمر الغضا) ؛ لقوة ناره.

__________________

(١) البيت للبحتري ، وهو من شواهد ابن أبي الإصبع في التحرير : ٢٧٥ ، وفي الإيضاح : ٦ / ٤٢. وهو في ديوانه : (ط : ١٣٦٩) : ١ / ٥٧ من قصيدة يمدح بها ابن نوبخت.

(٢) إلى هذا الموضع تنتهي نسخة : ن. وفي الأصل (بين جوانحي وضلوعي) وكذا في الخزانة : ٥٣.

(٣) ط : المواضع.

(٤) من هنا إلى (جمر) الآتية ساقط من : الأصل ، و: ط ، والعبارة كاملة في : ن.

(٥) ط : وهذا.

(٦) رسمت في الأصل : الذين.

(٧) ط : لكون وسقطت لفظة (الذي).

(٨) ساقطة من الأصل.

(٩) ن : (وسمي) ، وهو وجه صحيح ـ كذلك ـ وفي ط : (وسموه وادي ...).

٢٥٧

فكلاهما منقول من أصل (١) واحد.

وأما البيت الآخر ، فقول المعرّي (٢) [من الخفيف](٣) :

وفقيه ألفاظه شدن للنع

مان ما لم يشده شعر زياد (٤)

وهذا بيت من مرثيه له في فقيه حنفيّ ، (النعمان) اسم (أبي حنيفة) ، و (زياد) هو النابغة وكان يمدح النعمان (٥) بن المنذر.

والمراد بهذا البيت (٦) : أن ألفاظ هذا الفقيه شادت لأبي حنيفة من حسن الذكر ما لم يشده شعر زياد للنعمان بن المنذر.

والنظر الذي فيه من حيث أنّ من شرط الضمير في (الاستخدام) أن يكون عائدا إلى اللفظة المشتركة ؛ ليستخدم من معناها الآخر كما قال (٧) البحتريّ : «شبوه» والضمير عائد إلى (الغضا). وهذا جعل الضمير في : (يشده) عائدا إلى لفظة (ما) ، وهي نكرة موصوفة ، فبقى (٨) طيب الذكر الذي يشيده شعر زياد لا يعلم لمن هو ، لأن الضمير لا يعود إلى (النعمان) ؛ ليعلم أن هناك نعمانا ثانيا ، وكان صوابه أن يقول : «ما لم يشده له فيرجع

__________________

(١) في الأصل : (من أصل البيت واحد) ولا وجه له.

(٢) أبو العلاء المعري : أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري. ولد سنة : ٣٦٧ ه‍ ، وتوفي سنة : ٤٤٤ ه‍. انظر الوفيات ١ / ١١٣.

(٣) من قصيدة له في سقط الزند : ٩ برواية : (وفقيها أفكاره ..) وكذا رواه برواية الديوان ابن حجة في الخزانة : ٥٣ مع بيت آخر.

(٤) في الأصل : وفقيها .. للنعمن ، وفي (وفقيه شاد في ألفاظه ...) وهو غير مستقيم في الموسيقى.

(٥) رسمت في الأصل : النعمن.

(٦) ط : بالبيت.

(٧) كتبت في الأصل (كقول) ثم صححت فوقها : (كما قال).

(٨) في الأصل : فيبقى ، وفي : ط : فنفي ...

٢٥٨

أن هناك نعمانا ثانيا ، وكان صوابه أن يقول : «ما لم يشده له فيرجع الضمير إلى النعمان ، ويمكن الاعتذار له على تأويل النحاة ، وهو بعيد.

وقد جاء في الكتاب العزيز من ذلك قوله تعالى : (لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ)(١).

فاستخدم ـ سبحانه وتعالى ـ لفظة : «الصلاة» بمعنيين : [ـ أحدهما](٢) إقامة الصلاة ، بقرينة قوله تعالى : (حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ).

ـ والآخر : موضع الصلاة ، بقرينة قوله تعالى : (وَلا جُنُباً إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ).

وكذلك قوله تعالى : (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ* يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ)(٣) ؛ فإن لفظة «كتاب» يحتمل أن (٤) يراد بها الأجل المحتوم ، والكتاب : المكتوب ، وقد توسطت بين لفظتي : «أجل» و (يمحو الله) واستخدمت أحد مفهومها ، وهو الأمر (٥) بقرينة ذكر (٦) «الأجل» واستخدمت

__________________

(١) الآية : ٤٢ من سورة : النساء.

(٢) زدناها في هذا الموضع لصحة مكانها ، وهي موجودة في. ط.

(٣) الآيتان : ٣٨ ـ ٣٩ من سورة الرعد.

(٤) ط : تحتمل أن ...

(١) الآية : ٤٢ من سورة : النساء.

(٢) زدناها في هذا الموضع لصحة مكانها ، وهي موجودة في. ط.

٢٥٩

مفهومها ، وهو الأمر (١) بقرينة ذكر (٢) «الأجل» ، واستخدمت المفهوم الآخر ، وهو : (الكتاب) المكتوب ، بقرينة : «يمحو».

وجدت في كتاب «مختصر الشرائع» للشيخ العلامة (٣) نجم الدين أبي القاسم بن سعيد الحلي رضي‌الله‌عنه في «كتاب الصلاة» استخداما حسنا ، وهو قوله : «ويصلي (٤) الجمعة بها وبالمنافقين» فاستخدم بهاتين اللفظتين القصيرتين مفهومي «يوم الجمعة» وسورة «الجمعة».

والاستخدام في بيت (٥) القصيدة ، هو (٦) في اشتراك لفظة «الزند» ، فاستخدم مفهوم (الزناد) (٧) بقرينة (الواري) (٨) : (يوم الندى) ومفهوم (العضو) الذي تحت (العضد) بقرينة قوله : مستمر عنه يوم الحرب.

__________________

(١) الأصل : الآية ، وهو تحريف وانظر ما نقله ابن حجة الحموي في الخزانة من تعليق على هذه الآية : ٥٣.

(٢) الأصل : ذلك.

(٣) اسم الكتاب : (شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام ، ولعله اختصره باسم (مختصر الشرائع) ، ومؤلفه هو : أبو القاسم نجم الدين جعفر بن الحسين بن يحيى بن سعيد الحلي الملقب بالمحقق (٦٧٦ ه‍) وله (النافع في مختصر الشرائع) كذلك. انظر : الهدية : ١ / ٢٥٤ والإيضاح : ٢ / ٤٣.

(٤) الأصل : ونصلي من الجمعة.

(٥) ط : الذي في بيت.

(٦) في الأصل : وهو.

(٧) في الأصل : الزناد ، وكذا : ط ، وفي الخزانة : الزند.

(٨) ط : الورى.

٢٦٠