شرح الكافية البديعية

صفي الدين الحلّي

شرح الكافية البديعية

المؤلف:

صفي الدين الحلّي


المحقق: الدكتور رشيد عبد الرحمن العبيدي
الموضوع : الشعر والأدب
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٣٦

وهو عبارة عن إتيان المتكلم. بكلمة يوهم باقي الكلام قبلها أو بعدها : أن المتكلم أراد تصحيفها أو تحريفها ، باختلاف بعض أعرابها أو اختلاف معناها أو لغتها ، أو اشتراك إحداها (١) بأخرى أو وجها من وجوه الاختلاف ، والأمر بصدد ذلك : مثال التصحيف قول المتنبي : [من المتقارب](٢)

وأنّ الفئام التي حوله

لتحسد أرجلها الأرؤس

لأن لفظة (الأرجل) أو همت السامع أن المتنبي أراد (القيام) ـ بالقاف ـ ومراده : الفيام ـ بالفاء ـ وهي الجماعات ، لأن القيام يصدق على أقلّ الجمع ، فتذهب المبالغة.

ومثال اختلاف الإعراب قوله تعالى : (وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ)(٣) فإن القياس أن يقول : «ثم لا ينصروا» : مجزوما ؛ لأنّه معطوف على مجزوم ، ولكن لما كان الإخبار بأنهم : (لا ينصرون) ـ أبدا ـ ألغى العطف (٤) وأبقى صورة الفعل على حالها لتدلّ على الحال والاستقبال

__________________

(١) في الأصل (باخرا) وهي غير مفهومة.

(٢) البيت في التحرير : ٣٤٩ والخزانة : ٣٩٢ وفي الديوان (صادر) : ٥٣٢ : (فإن القيام ..) بالقاف. أي بالرواية الثانية.

(٣) آية : ١١١ من آل عمران.

(٤) في الأصل : (الأعراب) والأصوب ما أثبتناه من : ط. والتحرير والخزانة.

٢٠١

[ولو جزم لما دلّ إلّا على الحال](١). ومثال اختلاف المعنى قوله تعالى : (وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(٢).

وهذا يوهم السامع : أنه غفور رحيم للمكره ، وإنما هو لهنّ.

وأمثال ذلك كثير.

ومثال توهيمه (٣) بالاشتراك قوله تعالى : (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ* وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ)(٤) فإن ذكر (الشمس والقمر) يوهم السامع أن (النجم) (٥) أحد النجوم ، وإنما المراد به : النبت الذي لا ساق له.

وكذلك. ما في بيت القصيدة (٦). فإن قوله : «والخيل صائمة» يوهم السامع : أن المراد بقوله بعده : «صلّت : الأسياف» من الصلاة ، ومراده : من «الصّليل» وهو صوت الحديد. والفرق بين (التوهيم) و (التورية) من ثلاثة وجوه :

ـ أحدها : أنّ التورية لا تكون إلّا باللفظة المشتركة والتوهيم (٧) بها وبغيرها.

__________________

(١) من التحرير.

(٢) آية : ٣٣ من سورة النور.

(٣) نسخة : ن : توهمه ... كقوله ..

(٤) الرحمن : ٥ ـ ٦.

(٥) ن : (أن القمر) .. وهو وهم.

(٦) ن : وكذلك في بيت. والأصل : ما في القصيدة.

(٧) ن : والتوهم.

٢٠٢

ـ والثاني : أن التورية توهّم وجهين صحيحين : قريبا وبعيدا ، والمراد البعيد منهما ، والتوهيم يوهم صحيحا وفاسدا والمراد : الصحيح. منهما.

ـ والثالث : أن التورية (١) مما يتعمدها الناظم ، والتوهيم مما يتوهمه القارئ.

تشبيه شيئين بشيئين (٢)

[٩٨ ـ]تلاعبوا تحت ظل السّمر من مرح

كما تلاعبت الأشبال في الأجم (٣)

وهو من محاسن التشبيه العزيزة الوقوع. وهو أن يعقد المتكلم بين شيئين وشيئين. كلّ واحد من المشبّه يسدّ المشبّه به ، مثاله ما حكي عن بشار بن برد ، أنه قال : (ما زلت مذ سمعت قول امرئ القيس) يصف العقاب : [من الطويل](٤)

__________________

(١) ن : أن إيهام التورية.

(٢) في الأصل : تشبيهين. وانظر الديوان : ٤٨٤ والخزانة : ١٨٩ والباعونية : ٤٣٢ وانظر في التشبيه : كتاب سيبويه : ١ / ١٢١ والبيان والتبيين : ٢ / ١٩ وبديع ابن المعتز : ١٢١ وقواعد الشعر : ١٣١ والعمدة : ١ / ٢٨٦ ونقد الشعر : ٣٦ والوساطة : ٤١ والصناعتين : ٢٣٩ والتبيان لابن الزملكاني : ٧٠ وبديع القرآن : ٥٨ والتحرير : ١٥٩ والمفتاح : ٥٥٨ والمثل السائر : ٢٣٢ والإيضاح : ٤ / ٩٣١ وحسن التوسل : ١٣ ونهاية الأرب : ٧ / ٣٨ ونفحات الأزهار : ٢٠٠ والمعاهد : ١ / ١٦٤ وطراز العلوي : ٣ / ٨٧.

(٣) في الأصل : بالأجم.

(٤) البيت في ديوانه : ٣٨ وهو في بديع ابن المعتز : ٦٩ والعمدة : ١ / ٢٩٠ ، وحكاية بشار فيه ص : ٢٩١ قال : (وحكي عن بشار أنه قال : ما قرّبي القرار مذ سمعت قول امرؤ القيس : كأن قلوب ... حتّى صنعت : كأن مثار ...) وانظر تعليق ابن رشيق.

٢٠٣

كأن قلوب الطير رطبا ويابسا

لدي وكرها العنّاب والحشف البالي

لا يأخذني هجوع حسدا له إلى : أن نظمت (١) في وصف الحرب : [من الطويل](٢)

كأن مثار النّقع فوق رؤوسنا

وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه

والتشبيهان في بيت القصيدة : الأبطال والرماح بالأشبال (٣) والأجم.

ائتلاف اللفظ مع الوزن (٤)

[٩٩ ـ] في ظلّ أبلج منصور اللواء له

عدل يؤلف بين الذّئب والغنم

وهذا النوع لا مثال له بصورة معينة ؛ لأنّه عبارة عن أن (٥) لا يضطرّ الشاعر في الوزن إلى (٦) أن يقدّم بعض الألفاظ ويؤخّر بعضها ،

__________________

(١) في الأصل : نضمت. وهي صحيحة في : ن وفي ط : تكلمت.

(٢) العمدة : ٢ / ٢٩١ والتحرير : ٤٨٣ وانظر ديوانه : ١ / ٣١٨.

(٣) في الأصل : (بالأخبال بالأشبال) وهو وهم. والتصحيح من : ن.

(٤) الديوان : ٤٨٤ والخزانة : ٤٣٧ والباعونية : ٣٤٤ وانظر : نقد الشعر : ٦١ والطراز : ٣ / ١٤٤ والتحرير : ٢٢١ وأنوار الربيع : ٧٨٧ والنفحات : ٣٣٤.

(٥) ن : أن يضطر.

(٦) ط : إلّا أن.

٢٠٤

فيقصد تصوّر الوزن ، ويذهب رونق اللفظ. كما قال الفرزدق في مدح خال هشام بن عبد الملك بن مروان (١) [من الطويل] :

وما مثله في النّاس إلّا مملّكا (٢)

أبو أمّه حيّ أبوه يقاربه

يريد (بالمملك) : هشاما. ومراده : ما في النّاس حيّ مثله يقاربه إلّا مملكا : أبو أمّه أبوه (٣). وأن لا يضطره الوزن إلى فساد اللغة بتغيير صيغها ، كقول الشاعر : [من الرجز](٤)

حتّى إذا خرت على الكلكال

يريد : الكلكل (٥).

وقول الآخر : [من الكامل](٦)

من نسج داود أبي سلّام

يريد : سليمان عليه‌السلام (٧). وقول العجاج : [رجز](٨)

__________________

(١) ط : بن عبد الملك. والبيت في ديوانه : ١٠٨ وهو في الخزانة : ٤٣٧ وفي معاهد التنصيص ١ / ١٦ والتحرير : ٢٢٢.

(٢) ن : مملك.

(٣) في ط : تقديم وتأخير في العبارة عن الأصل.

(٤) الشاهد في التحرير : ٢٢١ غير منسوب.

(٥) العبارة مصحفة في : ن.

(٦) للأسود بن يعفر وصدره : (ودعا بمحكمة أمين سبكها) ، انظر : اللسان : (سلم) وهو في التحرير : ٢٢١.

(٧) في ط : سلمان وعبارة عليه‌السلام من : ن.

(٨) في الأصل : وقول الآخر. والرجز في ديوانه : ٥٩ (بتحقيق عزة حسن) وأمالي القالي : ٢ / ١٩٩.

٢٠٥

قواطنا مكّة من ورق الحمي

يريد : الحمام.

وان لا يضطره إلى شيء من فساد الإعراب ، كقول امرئ القيس :

[السريع](١)

يا راكبا بلّغ إخواننا

من كان من كندة أو وائل

فنصب (بلغ).

وقول طرفة : [من السريع](٢)

قد رفع الفخّ فما ذا تحذري

فحذف (النون) من (تحذرين). وأمثلته صجيحة كثيرة ، بل يكون الكلام صحيحا. والمعنى في مستقرّه (٣).

البسط (٤)

[١٠٠ ـ]سهل­الخلائق سمح الكفّ باسطها

منزّه قوله عن لن ولا ولم

هذا النوع والأربعة التي تليه من مستخرجات ابن أبي الإصبع (٥) ، والبسط بخلاف الإيجاز ، لكونه عبارة عن بسط الكلام ، لكن بشرط زيادة

__________________

(١) الديوان : ٢٥٨.

(٢) ديوانه : ٤٦ (ط : صادر).

(٣) الأصل : في مستقر.

(٤) في : ن : البسيط وهو وهم ، وفي البيت : (عن لا ولن). انظره في الديوان : ٤٨٤ كذلك. والخزانة : ٤٢٠ والباعونية : ٣٣٢ والبديع لابن منقذ باسم (التضييق والتوسيع والمساواة) : ٥٩ والتحرير : ٥٤٤ وبديع القرآن : ٢٥١.

(٥) بديع القرآن : ٢٥١.

٢٠٦

الفائدة ، بأن يدل الكلام (١) باللفظ الكثير على ما يمكنه الدلالة عليه بالقليل ليتضمن اللفظ معاني أخر يزيد بها الكلام حسنا.

كقول النبي (٢) صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (إن الدين النصيحة ، فقيل لمن يا رسول الله؟

قال : لله ولكتابه ولنبيّه ولأئمة المسلمين وعامتهم) (٣).

وحاصل هذا الكلام إذا / ورد (٤) من طريق الاختصار أن يقول (٥) : بعد ذكر الله تعالى وكتابه ونبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يقول : وللمسلمين فإنها لفظة جامعة للأئمة والعامة : ومن الشعر قول عبد الله بن المعتز : في الخيري المنثور الأصفر : [من المنسرح](٦)

قد نفض العاشقون ما صنع ...

الدهر بألوانهم على ورقه

فإن جاهل هذا المعنى : الإخبار بصفرة (٧) ورد الخيري.

فبسط هذا اللفظ الذي لو اختصر عليه حصل به المراد لما فيه من حسن (٨) إدماج الغزل في الوصف بغير لفظ التشبيه ولا قرينته المعتادة ..

وكذلك بيت القصيدة ، فإن حاصل سهولة الخلائق وسماحة الكف وبسطها هو الوصف بالكرم وبسط القول بعده لحسن تأكيد ذلك بنفي ألفاظ المنع.

__________________

(١) في حاشية الأصل : المتكلم بدل الكلام : وكذا في : ن وط.

(٢) الحديث بتمامه ، وتفسير جانب البسط فيه في التحرير : ٥٤٨ وهو في الخزانة ـ كذلك ـ : ٤٣٠.

(٣) في الأصل : عامتهم ، بلا واو.

(٤) في الأصل : إذ الأورد ، والتصحيح من : ن.

(٥) أن يقول : ساقطة من : ن وط. وفيها : أن بعد ..

(٦) في تحرير التحبير : ٥٤٨ والخزانة : ٤٣٠ ، وليس في ديوانه.

(٧) في التحرير : ٤٥٨ : بصفرة الخيري.

(٨) في : ن : من حصر إدماج. وفي التحرير : من إدماج.

٢٠٧

ومن أمثلة هذا النوع قول الطغرائي : [البسيط](١)

فالحب حيث العدى والأسد رابضة

حول الكناس (٢) لها غاب من الأسل

فإن الغرض من الجميع ما قاله ابن هانئ المغربي في شطر بيت [من الكامل] :

الحب حيث المعشر الأعداء (٣)

السلب والإيجاب (٤)

[١٠١ ـ] أغرّ لا يمنع الراجين ما طلبوا

ويمنع الجار من ضيم ومن حرم

هذا النوع زعم ابن أبي الإصبع أنه من مستخرجاته وهو موجود في كتب القدماء الذين نقل عنهم ، وذكر أسماء كتبهم في جملة الكتب الأربعين التي عددها في صدر كتابه ككتاب الصناعتين (٥) للعسكري وسر الفصاحة

__________________

(١) في ديوانه : ٥٤ والطغرائي مؤيد الدين الحسين بن علي بن محمد الشاعر ، توفي سنة ٥١٥ ه‍. انظر شذرات الذهب : ٤ / ٤١.

(٢) ن : حول الغدير.

(*) هو أبو القاسم محمد بن هانئ الالبيري الاندلسي (ت : ٣٦٢ ه‍). الوفيات : ٤ / ٤٢١. وتمام البيت :

والصبر حيث الحلة السيراء

انظر : نضرة الاغريض : للمظفر العلوي : ٣٣٧.

(٣) الديوان : ٤٨٤ والخزانة : ٣٦١ والباعونية : ٤٣٠ وتحرير التحبير : ٥٩٣ وبديع القرآن : ١١٦ والصناعتين : ٤٠٥ وحسن التوسل : ٧٧ ونهاية الأرب : ٧ / ١٥٤.

(٤) انظر كتاب الصناعتين : ٤٠٥ وهذا الموضوع بحثته كتب البلاغة في موضوع نفي الشيء بإيجابه.

٢٠٨

للخفاجي (١) وبديع شرف الدين التيفاشي ـ وغيرهم. وقد غير من تمثيلهم شيئا يسيرا.

قال العسكري : (هو أن يبني الكلام على نفي شيء من جهة وإثباته من جهة أخرى ، والأمر به من جهة ، والنهي عنه بأخرى ، وما أشبه ذلك) (٢).

كقوله تعالى : (فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً)(٣).

وقوله تعالى : (فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ)(٤).

ومن النظم قول امرؤ القيس : [من الطويل](٥)

هضيم الحشا لا يملأ الكفّ خصرها

ويملأ منها كلّ حجل ودملج

__________________

(١) في هذا الموضوع خلط في الأصل و: ن ، ففي الأصل : (للعسكري والفصاحة وبديع ..) وفي ن : وسر الفصاحة لأبن رشيق الخفاجي ...).

(٢) ن : نفي الشيء من جهة. في الصناعتين : ٤٠٥ العبارة نقلها ابن حجة في الخزانة مبتسرة : ٣٦١.

(٣) الآيتان : ٢٣ و ٢٤ من سورة الإسراء.

(٤) الآية : ٤٥ من المائدة.

(٥) قول امرئ القيس في الخزانة : ٣٦٢ وهو في التحرير (باب نفي الشيء بإيجابه : ٣٧٧ ـ ٣٧٩ غير منسوب وهو في الصناعتين ٤٠٥ للشماخ.

٢٠٩

ومن أمثلته : [من الطويل](١)

فصرت كأني يوسف بين إخوتي

ولكن تعدّتني النبوّة والحسن (٢)

وكقول الحماسي : [من الكامل](٣)

لا يفطنون لعيب جارهم

وهم لحفظ جوارهم فطن

ومثاله في بيت القصيدة : (لا يمنع ـ ويمنع) (٤).

حصر الكلّي وإلحاقه بالجزئي (٥)

[١٠٢ ـ]شخص­هو العالم الكلّي في شرف

ونفسه الجوهر القدسيّ في عظم

قال ابن أبي الإصبع : هو أن يأتي المتكلم إلى نوع (٦) ما ، فيجعله بالتعظيم له جنسا بعد حصر الأنواع منه ، والأجناس ، كقوله تعالى : (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ)(٧) ... الآية.

__________________

(١) البيت غير منسوب في التحرير : ٥٩٥ وأسقطه صاحب الخزانة من شواهده.

(٢) في الأصل : ولكن تقديسي ، وهو تحريف والتصحيح من : ن. والتحرير.

(٣) هو من جملة أبيات أربعة لقيس بن عاصم المنقري في الحماسة لأبي تمام ٢ / ٢٦٣ ـ ٢٦٤.

(٤) جمع بين المنفي (لا يمنع) والموجب (يمنع).

(٥) الديوان : ٤٨٤ ، والخزانة : ٣٧١ والباعونية : ٣٩٦ وبديع القرآن : ٣١٥ والتحرير : ٦٠٠ وفي أنوار الربيع (حصر الجزئي وإلحاقه بالكلي) : ٥ / ١٤٤ وحسن التوسل : ٨٧ ونهاية الأرب : ٧ / ١٧٤ والنفحات : ١٤٧.

(٦) في الأصل : المتكلم ما يجعله ...

(٧) الآية : ٥٩ من سورة الأنعام.

٢١٠

فإنّه تعالى (١) تمدّح بأنّه يعلم ما في البر والبحر ـ من أصناف الحيوان والنبات والجماد وحاصر الجزئيات المولدات.

ورأى. (٢) ـ سبحانه ـ الاقتصار على ذلك لا يكمل به (٣) معنى التمدح لاحتمال أن يظن ضعيف : أنه يعلم الكليات دون الجزئيات فإن المولدات ، وإن كانت جزئيات بالنسبة إلى جملة العالم فكلّ واحد منها كليّ بالنسبة إلى (٤) ما تحته من الأجناس والأنواع والأصناف (٥) ، فقال لكمال التمدح : «وما تسقط من ورقة إلّا يعلمها».

وعلم أن علم ذلك قد يشاركه فيه كلّ ذي إدراك ، فتمدح بما لا يشارك فيه ، فقال (٦) : (وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ) ثم ألحق هذه الجزئيات بالكليات ، حيث قال : (وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ).

ومثاله من النظم قول الشاعر ـ وهو السلامي ـ (٧) [من الطويل] :

__________________

(١) الأصل : وروي. ومن بديع القرآن : ٣١٦ لفظة : سبحانه.

(٢) ن : سبحانه يمدح ، وكذا في : ط.

(٣) ن : لا يعمل به.

(٤) عبارة (جملة العالم ... كلي) ساقطة من الأصل وهي في : ن والبديع.

(٥) في البديع : (الأجناس المتوسطة والأنواع ...).

(٦) من قوله : «وعلم أن ...» إلى هذا الموضوع ساقطة من : ن وعبارة بديع القرآن : «قد يشاركه فيه مخلوقاته كل من خلق له أوراقا ، وهداه إلى طريق ذلك ...).

(٧) وهو السلامي : غير موجودة في : ن ولا : ط ولم ينسبه في البديع ولا التحرير : ٦٠١ ، وهو للسلامي في يتيمة الدهر : ٢ / ١٦٣ وأنوار الربيع : ٦٢٧ والمعاهد : ٢ / ١٩ ط : (١٩٤٧ م) ونهاية الأرب : ٧ / ١٧٤ وروى في الخزانة ٣٧١ ثلاثة أبيات كما في بديع القرآن والتحرير والنهاية والأنوار وحسن التوسل. وفي بديع ابن أبي الإصبع : (فسرت بآمالي لملك ...) والسلامي هو أبو الحسن محمد بن عبد الله المتوفى سنة ٣٩٣ ه‍. انظر يتيمة الدهر : ٢ / ١٦٣.

٢١١

فبشّرت آمالي بملك هو الورى

ودار هي الدّنيا ويوم هو الدّهر

وقال مخترعه ـ أعني ابن أبي الإصبع : «إن هذا الشاعر قد جعل الجزئي كليا ، هذا بعد حصر أقسام الجزئيّ. أما جعله كليّا ؛ فلأنّ الممدوح هو جزء من الورى ، والدار جزء من الدنيا واليوم جزء من الدّهر.

وأما حصر أقسام الجزئيّ ؛ فلأنّ العالم عبارة عن أجسام وظروف مكان وقد أتى بذلك (١) وفي هذا الحصر نظر.

وبيت القصيدة من التقسيم الأول ـ أعني جعل الجزئيّ ـ فقط ـ كليا لكون البيت الواحد لا يسع جميع تلك القيود (٢).

الفرائد (٣)

[١٠٣ ـ]ومن­له خاطب الجذع اليبيس ومن

بكفّة أورقت عجراء من سلم

وهو نوع مختص بالفصاحة ، دون البلاغة لأن (٤) مفهومه الإتيان بلفظة

__________________

(١) في : ن وط : فقد حصر ذلك في هذا الحصر نظر. وانظر : بديع القرآن ٣١٦ ـ ٣١٧ وتحرير التحبير : ٦٠٠ ـ ٦٠٢ ، فالعبارة : (فقد حصر ...) ، لابن أبي الإصبع ، وما في نسخة الأصل لا يخل بالمعنى ، لذلك أبقيناه على حاله من التعبير

(٢) ن : لا يسمع جميع تلك القيود ، وفي الأصل ذلك العنوان.

(٣) الديوان : ٤٨٤ والخزانة : ٣٧٢ (عجزاء ذي سلم ..) والباعونية : ٤٥١ وبديع القرآن : ٢٨٧ والتحرير : ٥٧٦ والنفحات : ٢٧٠.

(٤) العبارة ساقطة من الأصل وهي مثبتة في : ن وط.

٢١٢

فصيحة من كلام العرب العرباء تنزل (١) من الكلام منزلة الفريدة من [حبّ](٢) العقد ، تدلّ على فصاحة المتكلم وقوّة عارضته حتّى أن تلك اللفظة لو سقطت من الكلام لم يسدّ غيرها مسدّها ، كقوله تعالى : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ)(٣) «فقوله تعالى (٤) : الرفث» فريدة ، لا يقوم غيرها مقامها ، كقوله تعالى : (قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي)(٥) فقوله تعالى : (وَأَهُشُ) فريدة يعسر (٦) على الفصحاء الإتيان بمثلها في مكانها.

وكقول الحماسي : [الكامل](٧)

ومبرّئ من كلّ غبّر حيضة (٨)

وفساد مرضعة وداء مغيل

__________________

(١) في التحرير : تتترل.

(٢) من بديع القرآن ، والتحرير.

(٣) البقرة : الآية : ١٨٧.

(٤) ن : سبحانه.

(٥) الآية : ١٨ من سورة : طه.

(٦) في ن : وأهش فصيحة يعز. وفي البديع (يعسر ..).

(٧) هو ثالث اثني عشر بيتا في حماسة أبي تمام : ط / ١٩ ـ ٢١ لأبي كبير عامر بن حليس أحد بني سعد بن هذيل.

(٨) ن : حيضة ، والأصل : حسيفة ، وفي الحماسة حيضة ، بفتح الحاء ، للمرة الواحدة من الحيض.

٢١٣

فقوله : (غبّر) هي الفريدة وهي البقيّة (١) من أفصح لفظة لمثل هذا المكان :

والمثال في بيت القصيدة قوله : (عجراء) ، ولا يعبر عن صلابة العصا وتعقيدها (٢) بمثلها.

العنوان (٣)

[١٠٤ ـ] والعاقب الحبر في نجران لاح له

يوم التباهل عقبى زلّة القدم

والعنوان (٤) أن يأخذ المتكلم في غرض له من وصف ، أو فخر ، أو مدح ، أو ذم ، أو غير ذلك. ثم يأتي لقصد تكملة (٥) بألفاظ تكون عنوانا لأخبار متقدمة وقصص سالفة ، كما الدريدية (٦) من قصص العرب وأخبارهم ، في مثل قوله : [رجز](٧)

__________________

(١) ن : هي البقعة. وعبارة (هي الفريدة) ليست في : ط.

(٢) ن : ويعقيدها بمثلها. وفي الأساس (عجراء من سلم عصا فيها عجر) : عجر : ٦١٤.

(٣) العنوان : الديوان : ٤٨٤ والخزانة : ٣٧٣ والباعونية : ٣٩٤ والتحرير : ٥٥٣ وبديع القرآن : ٢٥٧ وحسن التوسل : ٨٤ ، نهاية الأرب : ٧ / ١٦٦ والطراز ٣ / ١٧٠ (التلميح) وأنوار الربيع : ٥٤٧ ونفحات الأزهار : ١٣٤

(٤) في : ن : أن يجد المتكلم ، وفي التحرير : (أو مدح أو هجاء).

(٥) التكميل (في : ن) وفي التحرير كما في المتن.

(٦) الدريدية هي قصيدة ابن دريد المشهورة :

يا ظبية أشبه شيء بالمها

ترعى الخزامى بين أشجار النقا

(٧) انظر فيها كشف الظنون : ٢ / ١٨٠٧ ـ ١٨٠٨.

٢١٤

وقد سما قبلي يزيد طالبا

شأو العلا فما وهي ولا ونى (١)

والإشارة في بيت القصيدة إلى (العاقب) عبد المسيح (٢) ، أسقف نصارى نجران حين أتى لمباهلة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنزل عليه قوله تعالى : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ)(٣).

فقال عبد المسيح لقومه : «لا تباهلوا محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم فإني أرى معه وجوها لو أقسم بها على الله أن يزيل الجبال لأزالها فتهلكوا إلى آخر الأبد ولا يبقى على وجه الأرض منكم نصراني إلى يوم القيامة» (٤) وكان (٥) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد خرج محتضنا الحسين عليه‌السلام آخذا الحسن عليه‌السلام وفاطمة ـ عليها‌السلام ـ يمشي خلفهم ، وعلي عليه‌السلام يمشي خلفها ، فانصرف النّصارى ، وقبلوا الجزية (٦).

__________________

(١) رسمت الأفعال (سمى) و (دنى) و (وهي) كلها بالياء في الأصل من غير تمييز.

(٢) في : ن وط : عبد المسيح العاقب لا. والعبارة فيها : «حين قال لهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم المباهلة عن أمر ربه : تعالوا ندع ...».

(٣) الآية : ٦١ من سورة آل عمران.

(٤) قوله : «ولا يبقى على وجه ...» إلى آخر العبارة من الأصل وليست في : ن ولا في : ط.

(٥) ومن هذا الموضع إلى آخر النص ساقط من : ن وط.

(٦) النص في : الخزانة : ٣٧٣ ـ ٣٧٤ وانظر اللسان : مهل : ١٣ / ٧٦.

٢١٥

حسن النسق (١)

[١٠٥ ـ] والذئب سلّم والمجنيّ أسلم و

 ... الثعبان كلّم والأموات في الرجم

ويسمى التنسيق ـ أيضا ـ.

وهو من محاسن الكلام ، وهو : أن يجيء المتكلم بالكلمات من النّثر ، والأبيات من الشّعر متتاليات متلاحمات تلاحما (٢) شديدا مستحسنا لا معيبا ولا مستهجنا ، وتكون مفرداتها وجملها متّسقة ، متوالية ، إذا أفرد (٣) البيت منها قام بنفسه ، واستقلّ معناه بلفظه ؛ كقول أبي نواس : [من الكامل](٤)

وإذا (٥) نزعت عن الغواية فليكن

لله ذاك النّزع لا للنّاس

وقوله : (النزع) خطأ (٦) / والصحيح : النزوع (٧). كقوله :

كيف النّزوع عن الصّبا والكاس

__________________

(١) الديوان : ٤٨٤ والخزانة : ٤١٥ والباعونية : ٣٦٤ وبديع القرآن : ١٦٤ والتحرير : ٤٢٥ وبلوغ الأرب : ١٧٩ وسر الفصاحة : ٣١٥ وانظر عيار الشعر : ٤٨ والنفحات ٢١٦.

(٢) في الأصل : تلاحم. وفي ن : صحيحة.

(٣) في الأصل : إذا قرئ ، وهو وجه ، وفي : ن : أفراد منها البيت.

(٤) قول أبي نواس : في التحرير : ٤٢٧ ـ ٤٢٨ والطراز (باب حسن التخلص) : ٣ / ١٨١ وفي ديوانه : ١٠٥ من قصيدة يمتدح بها بني العباس.

(٥) في الأصل : وإذ. وفي الشعر والشعراء : (فإذا نزعت ...) ، ص : ٥١٤.

(٦) في : ن : غلط وكذا في : ط.

(٧) انظر : اللسان : (نزع) والصحاح : (نزع) وفي مختار الصحاح : ٦٥٤ (نزع). كما ذكر المؤلف هنا.

٢١٦

وأما (النزع) فهو (١) مفارقة الحياة ، وقلع الشيء من مكانه.

ذكرهما صاحب الصحاح ، وما اشتق منهما.

التعريض (٢)

[١٠٦ ـ] ومّن أتى ساجدا لله ساعته

ولم يكن ساجدا في العمر للصّنم

وهو عبارة عن أن يكنّي المتكلم عن الشيء ، ويعرّض به (٣) ولا يصرّح به كما فعلوا (باللحن) ؛ ليأخذه السامع لنفسه ويعلم المقصود منه ، كمن يقول لإنسان : «ما أقبح البخل» ومراده : «أنك بخيل» ، وكقول بعضهم لآخر : «لم تكن أمّي زانية» : يعرّض بأمّه. ومن الشعر قول الحماسي : [من السريع](٤)

أيا ابن زيّابة إن تلقني

لا تلقني في النّعم العازب

وكقول الحجاج يعرّض بمن تقدّمه من الخلفاء : [الرجز](٥)

__________________

(١) فهو : ساقط من : ن.

(٢) الديوان : ٤٨٥ والخزانة : ٤٢١ ولم تنظم الباعونية في هذا النوع. وفي نفحات الأزهار : ٢٧٦. وبحثه ابن رشيق في العمدة : ١ / ٣٠٣ في لأنواع الإشارة.

(٣) ليست في : ط ، ولا : ن.

(٤) أول بيتين للحارث بن همام الشيباني في حماسة أبي تمام : ١ / ٣٨ ـ ٣٩ والثاني هو :

وتلقني يشتد بي أجرد

مستقدم البركة كالراكب

ولابن زيابة أبيات يرد بها عليه : ١ / ٣٩ من الحماسة.

(٥) لرشيد بن رميض العنبري كما في الحماسة : ١ / ١٣٢ ـ ١٣٣ وهي سبعة أشطار ، شطرها الأول : «باتوا نياما وابن هند لم ينم ...» والشطر الثاني ـ وحده ـ في : ط والشطر الأول وحده في : الأصل : و: ن.

٢١٧

لست براعي إبل ولا غنم

ولا بجزّار على ظهر وضم

ومراده أني لست راعيا وأنّك راع (١).

وتعريض بيت القصيدة ظاهر في المشركين.

الاتفاق (٢)

[١٠٧ ـ] ومن غدت أمّه نعتا

فتلك آمنة من سائر النقم (٣)

وهو نوع عزيز الوقوع.

وهو أن تتفق للمتكلم [واقعة](٤) وأسماء مطابقة لها يعلم العمل في نفسها ، إما بالمشاهدة أو بالسماع ، كما اتفق للرضي بن أبي حصينة (٥)

__________________

(١) في الأصل : راعي وفي : ن : (راعيا) وعليها تصحيح والعبارة بجملتها وضعت في : ن قبل قول الحجاج وهي كذلك في ط. والأقرب هو هذا الموضع ، وإن كان ذلك الموضع مناسبا كذلك.

(٢) الديوان : ٤٨٥ والخزانة : ٣٦٩ والباعونية : ٤١٥ والتحرير ٥٠٣ وأنوار الربيع : ٦٣٢ ـ ٦٣٤.

(٣) في الأصل ون : النعم ، وهو غير مناسب ، كذا الديون : ٤٨٥ (النقم) والمراد : أنها سالمة من النقم.

(٤) من : ن ، والتحرير. وعبارة المؤلف هنا فيها تصرف وزيادة على كلام ابن أبي الإصبع ، وهو أخذ منه.

(٥) الأصل : حصين ، وفي التحرير (لبعض شعراء مصر ، ويقال : إنه الرضي بن أبي حصينة ...) : ٥٠٣.

٢١٨

المصري في حسام الدين لؤلؤ حاجب الملك الناصر صلاح الدين حين غزا الإفرنج الذين قصدوا الحجاز من بحر القلزم ، فقال : [من البسيط](١)

عدوّكم لؤلؤ والبحر مسكنه

والدرّ في البحر لا يخشى من الغير (٢)

وأحسن ما اتفق لناظم الشعر من تطابق الأسماء ، كما اتفق لمؤيد الدين ابن العلقمي : [من الكامل](٣)

يا عصبة الإسلام نوحي والطمي

حزنا على ما حلّ بالمستعصمي

دست الوزارة كان قبل زمانه

لابن الفرات فصار لابن العلقمي

فاتّفق له أنّ المذكورين وزيران ، وأنّ المورّي (٤) بهما : نهران معروفان [وقد طابق الناظم بينهما](٥) ، ومضادّ (٦) طعم الفرات الحلو في مقابلة العلقم المرّ. وقد اتفق في بيت القصيدة اشتراك لفظي : (آمنة وأمه) ، وتجنيس (٧) لفظي (أمّة وأمته).

__________________

(١) البيت في الخزانة : ٣٦٩ وكذا في التحرير : ٥٠٣ وأنوار الربيع : ٦٣٤.

(٢) ن : من العين ، والأصل : القبر.

(٣) البيتان في خزانة الحموي : ٣٦٩. وابن العلقمي الوزير الذي تآمر على سلامة الخلافة العباسية وفتح أبواب بغداد للتتر المغول. وإشارة الشاعر هنا واضحة.

(٤) في : ن : المقدر ، وفي الخزانة : (كانا وزيرين وآن المورى).

(٥) ما بين العاضدتين من الخزانة ، وبعدها العبارة : (بالفرات ..).

(٦) ن : ومضاده.

(٧) ن : يجنس لفظتي وكذا في : ط ، وكلاهما صحيح.

٢١٩

ائتلاف المعنى مع الوزن (١)

[١٠٨ ـ] من متله وذراع الشّاة كلّمة (٢)

عن سمّه بلسان صادق الرّنم

وهو أن يؤتى بلفظة تأتلف (٣) مع المعنى من غير حاجة إلى إخراج المعنى عن وجه الصحّة ، بتقديم أو تأخير أو تحريف أو حذف أو قلب كما جرى لعروة بن الورد في قوله : [من الوافر](٤)

فإني لو شهدت أبا خبيب

غداة غدا بمهجته يفوق

فديت بنفسه نفسي ومالي

وما آلوه إلّا ما أطيق

أراد في نصف البيت الأول : فديت نفسه بنفسي ومالي.

وأراد في الثاني : ما آلوه إلّا ما لا أطيق (٥).

فقلب في الأول وقلب وحذف في الثاني.

وكقول الحماسي [على إحدى الروايتين](٦) : [من الطويل](٧)

__________________

(١) الديوان : ٤٨٥ والخزانة : ٤٣٨ والباعونية : ٣٤٥ والتحرير : ٢٢٣ وقد اعتمد الحلي عبارة ابن أبي الإصبع وشاهده. وانظر نقد الشعر : ٦١ والطراز : ٣ / ١٤٤ وأنوار الربيع : ٧٨٧.

(٢) ن : حدثه وكذا الديوان : ٤٨٥ وفيه (عن اسمه ..).

(٣) ن : (بلفظ يأتلف) ، وهو صواب ـ أيضا ـ.

(٤) البيتان رواهما ابن أبي الإصبع : في التحرير : ٢٢٣ وهما في نقد الشعر : ٨٧ وفيهما (أبا سعاد) والبيتان لعروة في الموشح ٨٥. وهما في الأصل محرفة ومصححة وأما في : ن : فقد جاءت كما أثبتنا.

(٥) انظر في تحليل البيتين : ٣ / ١٤٤ من الطراز.

(٦) ليست في : ن.

(٧) لعبد الله بن الدمينة في ديوانه : ١٥. وروى أبو تمام في حماسته أبياتا سبعة من جملتها هذا البيت برواية (... عيني رهبة من ...) : الحماسة : ٢ / ١٠٥ ـ ١٠٦.

٢٢٠