شرح الكافية البديعية

صفي الدين الحلّي

شرح الكافية البديعية

المؤلف:

صفي الدين الحلّي


المحقق: الدكتور رشيد عبد الرحمن العبيدي
الموضوع : الشعر والأدب
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٣٦

ونقل ابن أبي الإصبع : أنّ الاسم زيد (١) ، فإن قيل : إنما قصد تساوى عينيه في العمى صحّ ، وإن قيل : إنه قصد التساوي في الإبصار صحّ.

وفي بيت القصيدة : إن قيل : إنّ المنية أصابت العاشق صحّ ، أو العاذل صحّ ، وهذا النوع مما ادّعاه ابن أبي الإصبع (٢) ولم يغيّر فيه إلّا اسمه.

النزاهة (٣)

[٢٣ ـ] حسبي بذكرك لي ذمّا ومنقصة

فيما نطقت فلا تنقص ولا تذم

 ـ والنزاهة تختصّ بالهجاء دون غيره ، وهي عبارة عن الإتيان فيه (٤) بألفاظ غير مستسخفة.

كما حكى أبو عمرو بن العلاء (٥) : أنه سئل عن أحسن الهجاء ؛ فقال : الذي إذا أنشدته العذراء في خذرها لا يقبح (٦) عليها.

__________________

(١) يريد ليس عمرا السابق ، وإنما هو زيد. انظر التحرير : ٥٩٧.

(٢) تحرير التحبير : ٥٩٦ ـ ٥٩٨ وفيه ـ أيضا ـ إن هذا النوع اسمه (الإبهام) وليس كما أشار المؤلف هنا.

(٣) ديوانه : ٥٧٧ والخزانة : ٧٧ ونفحات الأزهار : ٦٠ وبديع القرآن : ٢٩٢ وتحرير التحبير : ٥٨٤ وأنوار الربيع : ١٨٧.

(٤) جاء في الأصل : فيه بلفظ بألفاظ ...

(٥) أبو عمرو بن العلاء توفي سنة ١٥٤ ه‍. والخبر موحود في كل المراجع والمصادر : انظر مثلا بديع القرآن : ٢٩٢ والتحرير : ٥٨٤ وفي ط : كما حكى عن أبي.

(*) في ط : لا ينكر.

١٠١

كقول جرير (١) [من الكامل] :

لو أن تغلب جمّعت أحسابها

يوم التفاخر لم تزن متقالا

[٢٤ ـ]سالمت في الجبّ عذّالي فما نصحوا

وهبه كان فما نص حي بنصحهم

التسليم (٢)

ـ والتسليم : هو أن يفرض المتكلم فرضا محالا ، إمّا منفيا أو مشروطا بحرف الامتناع ليكون ما ذكره ممتنع الوقوع ؛ لامتناع وقوع مشروطه ، ثم يسلّم وقوع ذلك تسليما جدليا ، ويدل على عدم الفائدة في وقوعه على تقدير وقوعه ، كقوله تعالى : (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ)(٣).

فإن (٤) معنى الكلام أن ليس مع الله إله (٥) ، ولو سلمنا أن معه إلها للزم من ذلك التّسليم بذهاب كلّ إله بما خلق ، ولعلا بعضهم على بعض.

__________________

(١) قول جرير في ديوانه (ط : ١٩٣٥) : ٤٥٢ تحقيق الصاوي ، وهو في بديع القرآن ٢٩٢ وتحرير التحبير : ٥٩٦ والخزانة : ٧٧.

(٢) الديوان : ٤٧٧ والخزانة لم يناوله الحموي ولم ينظم عليه وتناوله ابن أبي الإصبع في البديع :٢٩٥ وفي التحرير : ٥٨٧ وفي : ط : سألت في الحب.

(٣) آية ٩١ من سورة (المؤمنون).

(٤) من هنا إلى قوله (على بعض) الآتي ساقط من الأصل ومستدرك على الحاشية.

(٥) لفظة : (إله) ساقطة من المستدرك ، وهي في : ط في هذا الموضع.

١٠٢

وكقول الطرماح (١) : [من البسيط] :

لو كان يخفى على الرحمن خافية

من خلقه خفيت عنه بنو (٢) أسد

فقصد الشاعر أن الله ـ سبحانه ـ لو كان ممن يجوز أن يخفى عليه شيء من خلقه ، خفيت عنه هذه القبيلة. والمثال في بيت القصيدة ظاهر.

وهو من القسم المنفي.

التخيير (٣)

[٢٥ ـ]عدمت صحة جسمي فذو ثقة بهم

فما حصلت على شيء سوى الندم

 ـ والتخيير : هو أن يأتي الشاعر ببيت تسوغ فيه أن يقفّي بقواف (٤) شتّى ، فيتخير منها قافية مرجحة (٥) على سائرها ، يدل بتخيّرها على حسن اختياره ؛ كقول ديك الجن (٦) : [مجزوء الكامل] :

قولي لطيفك ينثني

عن مضجعي عند المنام

__________________

(١) بيت الطرماح في ديوانه : (ط : ١٩٢٧) : ١٤٥ والمثل السائر : ١ / ١٥٥.

(٢) رسمت : بنوا ـ بالألف ـ في الأصل.

(*) الديوان : ٤٧٧ والخزانة : ٧٨. والتحرير : ٥٢٧. وبديع القرآن : ٢٣٣. ونفحات الازهار : ٢٣٠.

(٣) في الأصل : أمر حجة : وقوله : (على سائرها) ساقطة من ط.

(٤) قول ديك الجن : في الخزانة : ٧٨ وقد نقله عن الحلي.

(٥) الديوان : ٤٧٧ والخزانة : ٧٨ والتحرير : ٥٢٧ وبديع القرآن : ٢٣٣ ونفحات الأزهار : ٢٣٠.

١٠٣

عند [الرقاد ـ الهجوع ـ الهجود ـ الوسن](١).

فعسى أنام فتنطفي

نار تأجج في عظامي (٢)

في [فؤادي ـ ضلوعي ـ كبودي (٣) ـ البدن].

جسد تقلبه الأكفّ

على فراش من سقام

من [قتاد ـ دموع ـ وقود ـ حزن].

أما أنا فكما علمت

فهل لوصلك من دوام؟!

من [معاد ـ رجوع ـ وجود ـ ثمن].

فهذه القوافي (٤) المثبتة يقابل كل بيت بما يليق منها به (٥) ، والأولى أولى وأرجح ، وكذلك بيت القصيدة فإنّه لذكر (عدمت) في صدر البيت ، يليق أن تكون قافيته (العدم) ، ولذكر (الصحة) يليق بها (السقم) و (الألم) ، ولذكر (الوثوق) يليق به : (الندم والسأم) (٦) ، والأول أولى.

__________________

(١) هذه الكلمات هي القوافي التي لو تخيرناها في موضع (المنام) من البيت لجاءت مناسبة.

(٢) عظام ـ في الأصل ـ بلا ياء.

(٣) رسمت في الأصل : كبود. وكذا فؤاد. وفي ط : في الفؤاد ، في الضلوع ، في ... الخ.

(٤) رسمت في الأصل : القواف. والنص كله في الخزانة : ٧٨ ولكن بتكرير الحرف قبل القافية.

(٥) من الخزانة : تقديم وتأخير. والقوافي المذكورة مطلقة إلّا (النون).

(٦) قال الحموي في تعليقه : والبيت في غاية الدقة والانسجام.

١٠٤

القول بالموجب (١)

[٢٦ ـ]قالوا سلوت لبعد الإلف قلت لهم :

سلوت عن صحّتي والبرء من سقمي

وهو حمل لفظ وقع من كلام الغير على خلاف مراده مما يحمله ، بذكر متعلّقه ، وحاصل هذا القول ما قاله ابن أبي الإصبع ، وهو مخترعه الأول ، قال : هو أن يخاطب المتكلم مخاطبا بكلام ، فيعمد (٢) المخاطب إلى كلمة مفردة من كلام المتكلم ، فيبني عليها من لفظه (٣) ما يوجبه عكس المعنى المتكلم به ، وذلك عين القول بالموجب ، لأنّ القول حقيقته ردّ الخصم كلام خصمه من فحوى كلامه ، كقول ابن الحجاج (٤) : [من الخفيف] :

قال : ثقّلت إذ أتيت مرارا

قلت : ثقّلت كاهلي بالأيادي

قال : طوّلت ، قلت أوليت طولا

قال : أبرمت ، قلت : حبل ودادي

__________________

(١) الديوان : ٤٧٨ والخزانة : ١١٦ ـ ١١٧ ونفحات الأزهار : ٩٦ وبديع القرآن : ٣١٤ والتحرير : ٥٩٩ ونهاية الأرب : ٧ / ١٧٠ ومعاهد التنصيص : ٢ / ٥٨.

(٢) ط : فيعهد.

(٣) ط : من لفظة المتكلم ..

(٤) ابن حجاج هو أبو عبد الله بن الحجاج البغداوي الشاعر الخليع من شعراء اليتيمة : ٣ / ٥٣ والبيتان في نهاية الأرب ٧ / ١٧١ وخزانة الأدب : ١١٦ وأنوار الربيع لابن معصوم : ٢٠٠ وبديع القرآن ٣١٥ والبيت الثاني في التحرير : ٥٩٩ ومعاهد التنصيص : ٢ / ٥٨ ـ ٦٣ وفي الأصل : قال حجاج ، وهو وهم.

١٠٥

والمثال في بيت القصيدة. عكس معنى المتكلم من فحوى لفظ : سلوت.

الإفتنان (١)

[٢٧ ـ] ما كنت قبل ظبى الالحاظ قطّ أرى

سيفا أراق دمي إلّا على قدمي

الافتنان (٢) : أن يأتي الشاعر بفنين من فنون الكلام وأغراضه في بيت واحد مثل : النسيب والحماسة أو المدح والفخر أو الهناء والعزاء ، كقول عنترة (٣) : [من الكامل]

ولقد ذكرتك والرماح نواهل

مني وسيف الهند يقطر من دمي (٤)

__________________

(١) الديوان : ٤٧٨ والخزانة : ٦١ ـ ٦٢ والتحرير : ٥٨٨ ونفحات الأزهار ٢٣٨ وبديع القرآن : ٢٩٥ ونهاية الأرب : ٧ / ١٧٣ وقال الحموي : هو أن يفتن الشاعر فيأتي بفنين متضادين من فنون الشعر في بيت واحد فأكثر ... وكرر عبارة الصفي الآتية.

(٢) الافتتان : افتن افتعل من الفن ، وهو التنويع ولذا كان معناها اللغوي موافقا لمعناها في اصطلاح البديعيين.

(٣) ديوانه : ٩٣ (طبعة هندية) : وفيه : وبيض الهند تقطر والشاهد كرره ابن حجة في الخزانة : ٦١ والتحرير والبديع.

(٤) وقع فوق الشطر تصحيح في الأصل : وبيض الهند تقطر.

١٠٦

وقوله فيها :

إن تغذفي دوني القناع فإنّني (١)

طبّ بأخذ الفارس المتلّثم (٢)

فأول البيت نسيب وآخره حماسة.

وقد جعل قناع المرأة (٣) مقابل لثام الفارس. وفي بيت القصيدة : الجمع بين الغزل والحماسة ظاهر.

المراجعة (٤)

[٢٨] قالوا اصطبر قلت : صبري غير متّبع

قالوا : اسلهم ، قلت : ودّي غير منصرم

ومنهم من سمّى هذا النوع : السؤال والجواب ، كالإمام فخر الدين الرازي (٥) فذكر ابن أبي الإصبع : أنه مخترعها (٦). وقد وجدنا في كتب

__________________

(١) في أصل المخطوطة : إن تقدمي ، وقال ابن أبي الإصبع فيه : «وهذا أفضل بيت سمعته في هذا الباب فإنّه جمع فيه بين الغزل والحماسة» وتغذف بمعنى : ترخي.

(٢) هكذا وردت في الأصل. وصححت على الحاشية : المستلئم وهي كذلك في الخزانة : ٦١ والمستلئم : اللابس للدرع.

(٣) رسمت في الأصل : المرءة.

(٤) المراجعة : في الخزانة : ٩٩ فما بعد. ويرى ابن حجة قلة جدوى هذا الفن البديعي. وفي الديوان : ٤٧٨. وبديع القرآن : ٣٠٠ والتحرير : ٥٩٠ ونهاية الإيجاز للرازي : ٣٠٤ وفي الطراز ٣ / ١٥١ تحت عنوان (الترجيع في المحاورة).

(٥) صاحب التفسير الكبير. وهو محمد بن عمر الفخر الرازي (٦٠٦) وكلامه الذي قصد إليه المؤلف هو موجود في كتابه نهاية الإيجاز : ص ٣١٤.

(٦) هكذا في الأصل ، وصحّح الناسخ على الحاشية : (من مخترعاته). وكذا قال الحموي في الخزانة : ص ١٠٠ والصحيح أن مصطلح (المراجعة) له.

١٠٧

غيره بالاسم الثاني ، وهو : أن يحكي المتكلم ما جرى بينه وبين الغير (١) من سؤال وجوابه بأوجز عبارة ، وألطف (٢) معنى ، وأرشق سبك وأسهل لفظ ، كقول بعضهم (٣) : [من الطويل]

[إذا قلت أهدى الهجر لي حلل البلا

تقولين لو لا الهجر لم يطب الحبّ

وإن قلت : كربي دائما قلت : إنما

يعدّ محبا من يدوم له كرب

وإن قلت مالي الذنب قلت مجيبة

جنوني ذنب لا يقاس به ذنب]

وقال آخر (٤) : [من السريع]

__________________

(١) الغير استعمال ملحون ، وصوابه : غيره وعبارة ابن أبي الإصبع في التحرير : (جرت بينه وبين غيره ..) : ٥٩٠.

(٢) في الأصل : وانطف.

(٣) الأبيات الثلاثة من : ط ، وهي ليست في الأصل. ولعلها من نظمه. ولم أجدها في ديوانه (ط : صادر) و (النجف). ولا مصادر تخريج المصطلح. ينظر كتاب نفحة اليمن فيما يزول بذكره الثمن لأحمد الأنصاري الشرواني : ١ / ١٤٥.

(٤) قال المعلق على حاشية النسخة : الأبيات .. بها هكذا!

قالت لقد ... وأتمها بقوله :

أهكذا بحكم شرع الهوى

أن تكشف الأعدا على سرنا

قلت أنا ...

قلت : نعم أنت التي ذوّبت

جفونك الشباب مناعنا

قالت : فلم طرفك فهو الذي

جنى على نفسك ما قد جنى

قلت : لقد كان الذي كان من

طوفي فكوني مثل من أحسنا

قالت : من الإحسان؟ قلت : اللقا

قالت : لقانا عز أن يمكنا

قلت : فضميني بتقبيلة

قالت : أمنيك بطول العنا

والبيتان في الخزانة : ١٠٠ وعلّق بعبارة الصفي.

١٠٨

قالت لقد أشمت بي حسّدي

إذ بحت بالسّر لهم معلنا

قلت : أنا؟ ، قالت : وإلا فمن

قلت : أنا ، قالت وإلا أنا

وهذه أبيات كثيرة جميعها على هذا النسق وهذا التمثيل منها كاف [لمن تأمله]. وهو في بيت القصيدة ظاهر.

المناقضة

[٢٩ ـ] وإنني سوف أسلوهم إذا عدمت

روحي وأحييت بعد الموت والعدم

والمناقضة (١) تعليق الشرط على نقيضين : ممكن ومستحيل.

ومراد المتكلم : المستحيل دون الممكن ؛ ليؤثر التعليق عدم (٢) وقوع المشروط ، فكأنّ المتكلم بالمستحيل ناقض نفسه في الظاهر ، إذ شرط وقوع أمر بوقوع نقيضين.

__________________

(١) أخذ نص هذا التعريف ابن حجة في الخزانة : ص ١١٤ والبيتان في خزانة الحموي : ١٠٠ وعبارته في التعليق عليهما كعبارة الصفي.

(٢) في الأصل : (عند) والتصحيح من الخزانة.

١٠٩

كقول الشاعر (١) : [من الوافر]

فإنك سوف تحكم أو تناهى

إذا ما شبت أو شاب الغراب (٢)

وتعليق الشرط في بيت القصيدة ، باستحالة وقوع الحياة بعد الموت في دار الدنيا ، وهو باق على حبهم يطيع عذاله في السلو (٣) [عنهم](٤).

التغاير (٥)

[٣٠ ـ] فالله يكلأ حسادي ويلهمهم

عذلي فقد فرّحوا قلبي بذكرهم

وسماه قوم : «التلطّف» (٦). وهو أن يتلطف الشاعر في التوصل إلى مدح ما كان ذمّه من قبل ، أو غيره. أو ذم ما مدحه هو أو غيره ، كالخطبة التي لعلي (٧) عليه‌السلام في مدح الدنيا فيها ، بكونها تعطي النّاس بهرجها ، وتسلبهم الأرواح والأموال ، وتذكرهم [بلسان حالها] مصارع الملوك

__________________

(١) هو النابغة ، كما في الخزانة : ١١٤ وروايته : (وأنك ... تحكم أو تباهى) وفي ط : (تباهى) ـ (شئت) وهو في الديوان : ٢٨٥ وبديع القرآن : ٣٢٣ والتحرير ٦٠٧ وشعراء النصرانية : ١٥٧.

(٢) قال الحموي : «فإن تعليقه وقوع حكم المخاطب على شيبه ممكن ، وعلى شيب الغراب مستحيل ، ومراده الثاني لا الأول : ص ١١٤ من الخزانة.

(٣) قال الحموي : «فتعليق الشرط بين النقيضين : الممكن والمستحيل ظاهر ، والبيت في غاية الحسن».

(٤) : من : ط.

(٥) الخزانة : ١١٣ والديوان : ٣٧٨ وأنوار الربيع باسم (التعطف) : ٦ / ١٤٤ والعمدة (التغاير) : ٢ / ١٠٠ والتحرير : ٢٧٧ وبديع القرآن : ١٠٥ ، ونهاية الأرب : ٧ / ١٤٥ وحسن التوسل : ١٧٢.

(٦) الخزانة : ١٠٣.

(٧) انظر : الخزانة : ١٠٢ ـ ١٠٣ وبيان الجاحظ : ٢ / ١٩٠.

١١٠

والأسلاف. وتتبعهم بتقلب أمورهم ، بعد أن ذمّها هو عليه‌السلام وغيره في عدة أماكن.

وكما فعل ابن الحريري (١) في مدح الدنيا وذمّها (٢).

وكذم (٣) ابن الرومي الورد ، وقد مدحه الناس [من البسيط](٤) :

وقائل لم هجوت الورد مقتبلا

فقلت من بغضه عندي (٥) ومن سخطه

كأنّه سرم بغل حين أخرجه

عند الجحار ، وباقي الروث في وسطه

وكوصف البحتري يوم الفراق بالقصر ، وقد أجمع النّاس على طوله ، فقال (٦) [من الكامل] :

ولقد تأملت الفراق فلم أجد

يوم الفراق على امرئ بطويل

قصرت مسافته على متزود

منه لوهن صبابة وغليل

__________________

(١) رسمت في الأصل : الحديوي. وكلامه في المقامة الدينارية : ٢٩.

(٢) الحريري هو أبو عبد الله محمد بن القاسم بن علي بن محمد البصري الحرامي ، صاحب المقامات المشهورة. توفي سنة : ٥١٦ ه‍ انظر : معاهد التنصيص : ج ٢ / ٩٣ ـ ٩٤.

(٣) في الأصل : وعدم ، وهو تصحيف.

(٤) البيتان ساقطان من : ط ، وهما لابن الرومي ، وذكر الحموي هذه الصفة في ابن الرومي : ص ١٠٣. وهما في ديوانه : ٤ / ١٤٥٢.

(٥) سقطت (بغضه عندي) من الأصل. وصححها الناسخ على حاشية النسخة.

(٦) بيتا البحتري في الخزانة : ١٠٣ وقد نقل عبارة الصفي نفسها وهما في ديوانه (ط : صادر) : ٢٤٠ وفيه : وعويل ..

١١١

ولقد غاير في بيت القصيدة في موضعين : دعاؤه للعذال والآخر سؤاله إلهامهم لعذله (١).

الاكتفاء

[٣١ ـ] قالوا : ألم تر أن الحبّ غايته

سلب الخواطر والألباب قلت : لم (٢)

وهو عبارة عن أن يأتي الشاعر ببيت من الشعر قافيته متعلقة بمحذوف. تعاطى ذكره ؛ ليفهم به المعنى فلا يذكره لدلالة ما في لفظ البيت عليه ، ويكتفى بما هو معلوم في الذهن ، فيما يقتضي تمام المعنى ، كقول ابن مطروح (٣) : [من الكامل]

لا أنثني لا أنتهي لا أرعوي

ما دمت في قيد الحياة ولا إذا

فمن المعلوم أنّ تمامه : (إذا مت) ومتى ذكر تمامه (٤) في البيت الثاني

__________________

(١) يقول الحموي : «الشيخ صفي الدين غاير النّاس في الدعاء لعذاله وما ذاك إلّا لأن العذول ما برح ممتزجا بذكر الأحباب فكلما كرر عذله وذكروا أحبابه فرّجوا كربه.

(٢) يريد : (لم أر) ، فاكتفي بذكر (لم) لدلالة السياق وانظر الخزانة : ١٢٦ والديوان : ٤٧٨ وانظر بديع القرآن (الإعجاز) : ١٧٩ والتحرير (الإيجاز) : ٤٥٩ ، لأن الاكتفاء ـ هنا مصطلح للصفي وحده ، وهو جزء من الإيجاز. كما ترى في الطراز للعلوي : ٢ / ٨٨ والمفتاح : ٤٥٩ فما بعد.

(٣) في الأصل : (شعر وبيت ابن مطروح) في خزانة الحموي مع عبارة الصفي : ص ١٢٦. وفي نفحات الأزهار ٨١ : برواية : ... عن حبه فليهذ فيه من هذى

والله ما خطر السلو بخاطري

ما دمت في قيد الحياة ولا إذا

وقد لفقه الحلي من البيتين في كتابه.

(٤) تكررت عبارة (ذكر تما ذكر تمامه ..) هكذا في الأصل.

١١٢

كان عيبا من عيوب الشعر ، ويسمّى في علم القوافي بالتضمين (١).

وقد جاء منه في الكتاب العزيز قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى)(٢) وقوله تعالى : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(٣).

وعرفه ابن رشيق (٤) بأنه (٥) هو : أن يدل موجود الكلام على محذوفه ، وفي هذا التعريف إخلال لدخول إيجاز الحذف على ما سيأتي.

تشابه الأطراف (٦)

[٣٢ ـ] لم أدر قبل هواهم والهوى حرم

أنّ الظباء تحلّ الصّيد في الحرم

__________________

(١) التضمين : مصطلح من مصطلحات عيوب الشعر. وهو أن يتعلق آخر البيت بأول البيت الذي يليه ، مثل خبر كان أو خبر إن ، أو صلة الموصول ، انظر : معجم مصطلحات العروض والقوافي : الدكتور رشيد العبيدي.

(٢) آية ٣١ : (ضمن) : سورة الرعد.

(٣) آية ٤٥ : سورة يس.

(٤) قول ابن رشيق في العمدة : ١ / ٢٥١ أورده في باب الإيجاز عن الرماني. وعبارته هي : «يحذفون بعض الكلام لدلالة الباقي على الذاهب من ذلك قول الله عزوجل : (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ ..) كأنه قال : «لكان هذا القرآن».

(٥) في الأصل : بأن .. وفي : ط : بأن قال : هو.

(٦) الديوان : ٤٧٨ والخزانة : ١٠٢ وأنوار الربيع : ٤ / ١٩٥ وتحرير التحبير : ٥٢٠ وبديع القرآن : ٢٢٩ وحسن التوسل : ٩٠ ونهاية الأرب : ٧ / ١٨١ ونفحات الأزهار : ٢١٠.

١١٣

وتشابه الأطراف : هو أن يعيد الشاعر لفظ القافية من كلّ بيت في أول البيت الذي يليه (١). وسمّاه قوم (التسبيغ) (٢) ـ بسين مهملة وغين معجمة ـ كقول أبي حية النميري (٣) [من الطويل] :

رمتني وستر الله بيني وبينها (٤)

عشيّة ارام الكناس رميم

رميم التي قالت لجارات بيتها

ضمنت لكم أن لا يزال يهيم

ومن أحسن شواهده (٥) قول ليلى الأخيلية [من الطويل](٦) :

إذا نزل الحجاج أرضا مريضة

تتبّع أقصى دائها فشفاها

شفاها من الداء العضال الذي بها

غلام إذا هزّ القناة سقاها

سقاها فروّاها بشرب سحابها

دماء أناس يحلبون ضراها

والضراء (٧) : دم العرق الذي لا ينقطع.

__________________

(١) يريد أنه بدأ البيت في أوله ب (لم) ثم جاء ب (الميم) قافية للبيت ، وهذا هو التشابه بين الطرفين.

(٢) قال الحموي : «سين مهملة وعين معجمة : وإنما ابن أبي الإصبع قال هذه التسمية غير لائقة بهذا المسمى. فسماه تشابه الأطراف» الخزانة : ص ١٠٢.

(٣) البيتان في مجموعة شعره بتحقيق يحيى الجبوري : ١٧٢ وهما في الحماسة : ٢ / ١١٠ (ط : السعادة) ومع البيت الأول :

فلو أنها لما رمتني رميتها

ولكن عهدي بالنضال قديم

(٤) في الأصل وسرّ الله ، والرواية في اللسان : ١٥ / ١٤٨ :

عشية أحجار الكناس ...

(٥) في الأصل : شواهد.

(٦) لليلى الأخيلية ، وهي موزعة في المعجمات. انظر اللسان : ١٣ / ٤٧٩ (عضل) والكامل للمبرد : ١ / ٧٨ والمستطرف للأبشيهي : ١ / ١٦٤ والأغاني : ١١ / ٢٤٨ وبديع القرآن : ٢٣٠ (بشرب سجاله ـ دماء رجال) وفي : ط : (سحالها .. دماء ..).

(٧) المجمل : (ضرو) واللسان (ضرى).

١١٤

الاستدراك (١)

[٣٣ ـ] رجوت أن يرجعوا يوما وقد رجعوا

عن العتاب ولكن عن وفا ذممي

وشرط الاستدراك : أن يكون فيه نكتة أو طريفة زائدة على معنى الاستدراك ، تحسّنه وتدخله في أقسام البديع ، وإلا فلا يعدّ بديعا ، كقول الأرجاني شعرا (٢) : [من الرمل]

غالطتني إذ كست جسمي ضنا

كسوة أعرت من الجلد العظاما

ثم قالت : أنت عندي في الهوى

مثل عيني ، صدقت لكن سقاما

فلا يخفى على اللبيب ما في هذا من [الزيادة على] الاستدراك من لطيف المعنى وسهولة السبك ، والمثال في بيت القصيدة ظاهر (٣) ، بزيادة.

__________________

(١) قال الحموي : «على قسمين قسم يتقدم الاستدراك فيه تقرير لما أخبر به المتكلم ، وتوكيد وقسم لا يتقدمه ذلك» : ص ٦٥ من الخزانة.

(٢) بيتا الأرجاني مما استشهد به الحموي : ص ٦٥ وفيه (من اللحم العظاما) وانظر : التحرير : ٣٣٢ وأنوار الربيع : ١٢٨

(٣) في الأصل غير واضحة ، وكأنها : (ناظم). وسرد الحموي شواهد لنوعين من الاستدراك تراجع في ص ٦٥.

١١٥

الاستثناء (١)

[٣٤ ـ] فكلما سرّ قلبي واستراح به

إلّا الدموع عصتني بعد بعدهم

وشرط الاستثناء كشرط الاستدراك في زيادة معنى حسن غير معنى الاستثناء [النحوي](٢) ؛ لتدخله في أنواع البديع ـ أيضا ـ وإلا فليس منه ، كقول النميري (٣) : [من الطويل]

فلو كنت بالعنقاء أو بأطومها

لخلتك إلّا أن تصدّ تراني (٤)

فإن قوله : (إلّا أن تصد) هو تأخير مفعول خلتك عن حرف الاستثناء زيادة حلاوة (٥) فتأمل ذلك.

التشريع

[٣٥ ـ] فلو رأيت مصابي عند ما رحلوا

رثيت لي من عذابي يوم بينهم

__________________

(١) في الخزانة : ١١٨ والديوان : ٤٧٨ وفيه وفي ط : (عصاني) وانظر : التحرير : ٣٣٣ والعمدة : ٢ / ٤٨ والصناعتين : ٩٠٨ وبديع القرآن : ١٢١.

(٢) زيادة على السياق. لأن هذا موضعها. وقوله : (غير معنى ...) كلها ساقطة من ط.

(٣) الخزانة : ١١٨ وأنوار الربيع : ٣١٢ والتحرير : ٣٣٦.

(٤) هذه الرواية من الخزانة والبيت في الأصل (... كالعنقاء أو في جوفها ... لحقتك ...) وهو تحريف.

(٥) يقول الحموي : «هذا الاستثناء في غاية الحسن فإنّه تضمن المبالغة في مدح الممدوح ... فالزيادة ـ هنا ـ في غاية اللطف وهي قوله : «إلّا أن تصد فأنت في القدرة علىّ غير ممنوع» : ١١٩.

١١٦

وسماه ابن أبي الإصبع : التوأم (١) وهو أن يبني القصيدة على وزنين من أوزان الشعر وقافيتين ، فإذا أسقط (٢) من البيت الأخير جزءا أو أجزاء ، صار ذلك البيت من وزن آخر غير الأول ، كقول الحريري (٣) [من الكامل] :

يا خاطب الدنيا الدنية إنها

شرك الردى وقرارة الأكدار (٤)

فإذا أسقطت ما بعد (الردى) صار وزنا غير الأول ، وكذلك البيت المسطور (٥) ، فإنك إذا أسقطت من كل شطر من البيت جزءا صار البيت :

فلو رأيت مصابي

رثيت لي من عذابي

[ولقد (٦) وجدت لذلك مثالا. هي آية من الكتاب العزيز ، يقوم منها وزن بيتين ، وذلك من أقوى الأدلة على إعجازه ، وانسجام فصاحته. وهو قوله تعالى :

__________________

(١) العبارة في الخزانة : ١١٩ وانظر الديوان : ٤٧٨ والتحرير : (التوأم) : ٥٢٤ وكذا (بديع القرآن : ٢٣١ ومعاهد التنصيص : ٢ / ١٠٢.

(٢) أسقط : بالبناء للفاعل ، يريد به : الشاعر.

(٣) بيت الحريري : في الخزانة ، وفي المقامات : ١٩٢ ، ومعه :

دار متى ما أضحكت في يومها

أبكت غدا تبّا لها من دار

(٤) علق الناسخ في الحاشية تتمة البيت قوله :

دار متى ما أضحكت في يومها

أبكت غدا بعدا لها من دار

عاداتها لا تنقضي وأسيرها

لا يفتدى بجلائل الأخطار

الخطر : «المال النفيس العظيم العقد». انتهى ولعلها من أصل النص ، وسقطت عند النسخ.

(٥) ط : وكذلك بيت القصيدة ...

(٦) الكلام الآتي كله من : ط.

١١٧

(إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ)(١) ، فإذا أسقطت من هذه الآية : (عَرْشٌ عَظِيمٌ :) صار وزن بيت من بحر الرجز (٢). وهو التشريع.

وإذا أسقطت من أوّلها قوله تعالى : (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ) والواو العاطفة (٣) صار وزن بيت [من مجزوء الرّمل].

التمثيل (٤)

[٣٦ ـ] يا غائبين لقد أضنى الهوى صدري

والغصن يذوي لفقد الوابل الرّذم

والتمثيل : وجه غير حقيقي ، منتزع من عدّة أمور ، وهو تشبيه حال بحال ، كقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لرجل رآه ينهك نفسه في العبادة : «إنّ هذا الدين لمتين فأوغل فيه برفق فإن المنبتّ لا أرضا قطع ، ولا ظهرا

__________________

(١) آية ٢٢ من سورة النمل.

(٢) يريد تصبح الآية الكريمة هكذا : (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها) فيكون الوزن من الرجز (إني رأي) (تمرأتن) (تملكهم) (وأوتيت) (من كل شيء) (إن ولها)

(٣) يريد : إنها بحذف المذكور من الآية تصبح : (وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ.) ووزنه (أوتيت من) (كل شيء) (ولها عر) (شن عظيم) فهو وزن مجزوء الرمل ، وهذا هو التشريع.

(٤) قال الحموي : «أجاد في هذا النوع وأتى بشروطه كاملة فإنّه مثل حاله لما أضنى الهوى جسده لقبه أحبابه بالغصن لما يذوي لفقد وأخرج كلامه مخرج المثل السائر ...» : ص ١٣٥ من الخزانة وانظر الديوان : ٤٧٨ والتحرير : ٢١٨ والبديع : ٨٤ وبحثه في العمدة : ١ / ٢٧٧.

١١٨

أبقى» (١) فمثّل عليه‌السلام حال من تعسف (٢) نفسه في العبادة حتّى ينهك جسمه ، ولا ينال غايتها ، كحال المنبتّ ، وهو الرجل المنقطع عن أصحابه ، فيعسف راحلته في المسير في لحاقهم ، فتعيى راحلته ولا يبلغ رفاقه ومن أحسن المثل الشعرية قول أبي تمام (٣) : [من البسيط]

أخرجتموه بكره من سجيته

والنار قد تلتظي من ناضر السلم

أوطأتموه على جمر المقوق ولو

لم يخرج الليث لم يخرج من الأجم (٤)

ففي كل عجز من هذين البيتين تمثيل حسن لفظا ومعنى ، والفرق بينه وبين التذييل ، خلو التذييل من معنى التشبيه (٥). والتمثيل في بيت القصيدة قوله :

والغصن يذوي لفقد الوابل الرذم

__________________

(١) الحديث في الفائق : «إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ، ولا تبغض إلى نفسك عبادة الله فإن ...» : ٤ / ٧٢.

(٢) يعسف نفسه : يظلمها ، ويأخذها على غير قصد. المجمل : ٣ / ٦٦٧ وفي ط : ولا يبلغ غايتها بحال المنبت.

(٣) قول أبي تمام : في الخزانة : ١٣٤ وفي ط : حبيب بن أوس الطائي وهما في ديوانه : ٢٦٩ والتحرير : الشطر الثاني من البيت الأول : ٢١٨.

(٤) في الأصل : لم يخرج الليث من الأجم. وفي الديوان (لم يجوج ..).

(٥) وبين التشبيه والتمثيل اختلاف ، فعند بعض العلماء أنهما شيء واحد ، في حين فصل آخرون بينهما وغاير بين حقيقتهما. والذين غايروا بينهما جعلوا التشبيه غير معدود من المجاز بخلاف التمثيل. انظر : الطراز : ج ٢ / ص ٢ ـ ٣.

١١٩

تجاهل العارف (١)

[٣٧ ـ] يا ليت شعري أسحرا كان حبّكم

أزال عقلي ، أم ضربا من اللمم

[تجاهل العارف] :

سماه بذلك ابن المعتز ، وسماه السكاكي : سوق المعلوم مساق غيره (٢).

وهو عبارة عن سؤال المتكلم عما يعمله على سبيل التعجب والتقرير.

وإن كان كقوله تعالى : (أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ)(٣) فهذا سؤال تعجّب ،

__________________

(١) ذكره العلوي في الطراز (٣ / ٨٠) وعرفه بأن (تسأل عن شيء تعلمه موهما أنك لا تعرفه ، وأنه مما خالجك فيه الشك والربية ، وشبهة عرضت بين المذكورين وهو مقصد من مقاصد الاستعارة. يبلغ به الكلام الذروة العليا). وانظر خزانة الحموي : ١٢٦ والديوان : ٤٧٩ والتحرير : ١٣٥ وبديع القرآن : ٥٠ وفي الكامل للمبرد : ٦ / ٣٨٤ وبديع ابن المعتز : ٦١١ والصناعتين : ٣٩٦ والبديع لابن منقذ : ٤٧ وفي التبيان : للزملكاني (التجاهل) : ١٣٨ والمفتاح : ٦٦٦ ونهاية الأرب ٧ / ١٢٣ وحسن التوسل : ٥٨ واللمعة في صنعة الشعر : ٨ والإيضاح للقزويني : ١ / ٨٥ ومعاهد التنصيص : ٢ / ٥٠ وانظر شواهده الكثيرة هناك.

(٢) مفتاح العلوم : ٦٦٦ قال : «ولا أحب تسميته بالتجاهل» والعبارة بتمامها في الخزانة : ١٢٢ وانظر : بديع ابن المعتز : ١١١.

(٣) آية : ٢٤ من القمر.

١٢٠