صفي الدين الحلّي
المحقق: الدكتور رشيد عبد الرحمن العبيدي
الموضوع : الشعر والأدب
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٣٦
ونقل ابن أبي الإصبع : أنّ الاسم زيد (١) ، فإن قيل : إنما قصد تساوى عينيه في العمى صحّ ، وإن قيل : إنه قصد التساوي في الإبصار صحّ.
وفي بيت القصيدة : إن قيل : إنّ المنية أصابت العاشق صحّ ، أو العاذل صحّ ، وهذا النوع مما ادّعاه ابن أبي الإصبع (٢) ولم يغيّر فيه إلّا اسمه.
النزاهة (٣)
[٢٣ ـ] حسبي بذكرك لي ذمّا ومنقصة |
|
فيما نطقت فلا تنقص ولا تذم |
ـ والنزاهة تختصّ بالهجاء دون غيره ، وهي عبارة عن الإتيان فيه (٤) بألفاظ غير مستسخفة.
كما حكى أبو عمرو بن العلاء (٥) : أنه سئل عن أحسن الهجاء ؛ فقال : الذي إذا أنشدته العذراء في خذرها لا يقبح (٦) عليها.
__________________
(١) يريد ليس عمرا السابق ، وإنما هو زيد. انظر التحرير : ٥٩٧.
(٢) تحرير التحبير : ٥٩٦ ـ ٥٩٨ وفيه ـ أيضا ـ إن هذا النوع اسمه (الإبهام) وليس كما أشار المؤلف هنا.
(٣) ديوانه : ٥٧٧ والخزانة : ٧٧ ونفحات الأزهار : ٦٠ وبديع القرآن : ٢٩٢ وتحرير التحبير : ٥٨٤ وأنوار الربيع : ١٨٧.
(٤) جاء في الأصل : فيه بلفظ بألفاظ ...
(٥) أبو عمرو بن العلاء توفي سنة ١٥٤ ه. والخبر موحود في كل المراجع والمصادر : انظر مثلا بديع القرآن : ٢٩٢ والتحرير : ٥٨٤ وفي ط : كما حكى عن أبي.
(*) في ط : لا ينكر.
كقول جرير (١) [من الكامل] :
لو أن تغلب جمّعت أحسابها |
|
يوم التفاخر لم تزن متقالا |
[٢٤ ـ]سالمت في الجبّ عذّالي فما نصحوا |
|
وهبه كان فما نص حي بنصحهم |
التسليم (٢)
ـ والتسليم : هو أن يفرض المتكلم فرضا محالا ، إمّا منفيا أو مشروطا بحرف الامتناع ليكون ما ذكره ممتنع الوقوع ؛ لامتناع وقوع مشروطه ، ثم يسلّم وقوع ذلك تسليما جدليا ، ويدل على عدم الفائدة في وقوعه على تقدير وقوعه ، كقوله تعالى : (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ)(٣).
فإن (٤) معنى الكلام أن ليس مع الله إله (٥) ، ولو سلمنا أن معه إلها للزم من ذلك التّسليم بذهاب كلّ إله بما خلق ، ولعلا بعضهم على بعض.
__________________
(١) قول جرير في ديوانه (ط : ١٩٣٥) : ٤٥٢ تحقيق الصاوي ، وهو في بديع القرآن ٢٩٢ وتحرير التحبير : ٥٩٦ والخزانة : ٧٧.
(٢) الديوان : ٤٧٧ والخزانة لم يناوله الحموي ولم ينظم عليه وتناوله ابن أبي الإصبع في البديع :٢٩٥ وفي التحرير : ٥٨٧ وفي : ط : سألت في الحب.
(٣) آية ٩١ من سورة (المؤمنون).
(٤) من هنا إلى قوله (على بعض) الآتي ساقط من الأصل ومستدرك على الحاشية.
(٥) لفظة : (إله) ساقطة من المستدرك ، وهي في : ط في هذا الموضع.
وكقول الطرماح (١) : [من البسيط] :
لو كان يخفى على الرحمن خافية |
|
من خلقه خفيت عنه بنو (٢) أسد |
فقصد الشاعر أن الله ـ سبحانه ـ لو كان ممن يجوز أن يخفى عليه شيء من خلقه ، خفيت عنه هذه القبيلة. والمثال في بيت القصيدة ظاهر.
وهو من القسم المنفي.
التخيير (٣)
[٢٥ ـ]عدمت صحة جسمي فذو ثقة بهم |
|
فما حصلت على شيء سوى الندم |
ـ والتخيير : هو أن يأتي الشاعر ببيت تسوغ فيه أن يقفّي بقواف (٤) شتّى ، فيتخير منها قافية مرجحة (٥) على سائرها ، يدل بتخيّرها على حسن اختياره ؛ كقول ديك الجن (٦) : [مجزوء الكامل] :
قولي لطيفك ينثني |
|
عن مضجعي عند المنام |
__________________
(١) بيت الطرماح في ديوانه : (ط : ١٩٢٧) : ١٤٥ والمثل السائر : ١ / ١٥٥.
(٢) رسمت : بنوا ـ بالألف ـ في الأصل.
(*) الديوان : ٤٧٧ والخزانة : ٧٨. والتحرير : ٥٢٧. وبديع القرآن : ٢٣٣. ونفحات الازهار : ٢٣٠.
(٣) في الأصل : أمر حجة : وقوله : (على سائرها) ساقطة من ط.
(٤) قول ديك الجن : في الخزانة : ٧٨ وقد نقله عن الحلي.
(٥) الديوان : ٤٧٧ والخزانة : ٧٨ والتحرير : ٥٢٧ وبديع القرآن : ٢٣٣ ونفحات الأزهار : ٢٣٠.
عند [الرقاد ـ الهجوع ـ الهجود ـ الوسن](١).
فعسى أنام فتنطفي |
|
نار تأجج في عظامي (٢) |
في [فؤادي ـ ضلوعي ـ كبودي (٣) ـ البدن].
جسد تقلبه الأكفّ |
|
على فراش من سقام |
من [قتاد ـ دموع ـ وقود ـ حزن].
أما أنا فكما علمت |
|
فهل لوصلك من دوام؟! |
من [معاد ـ رجوع ـ وجود ـ ثمن].
فهذه القوافي (٤) المثبتة يقابل كل بيت بما يليق منها به (٥) ، والأولى أولى وأرجح ، وكذلك بيت القصيدة فإنّه لذكر (عدمت) في صدر البيت ، يليق أن تكون قافيته (العدم) ، ولذكر (الصحة) يليق بها (السقم) و (الألم) ، ولذكر (الوثوق) يليق به : (الندم والسأم) (٦) ، والأول أولى.
__________________
(١) هذه الكلمات هي القوافي التي لو تخيرناها في موضع (المنام) من البيت لجاءت مناسبة.
(٢) عظام ـ في الأصل ـ بلا ياء.
(٣) رسمت في الأصل : كبود. وكذا فؤاد. وفي ط : في الفؤاد ، في الضلوع ، في ... الخ.
(٤) رسمت في الأصل : القواف. والنص كله في الخزانة : ٧٨ ولكن بتكرير الحرف قبل القافية.
(٥) من الخزانة : تقديم وتأخير. والقوافي المذكورة مطلقة إلّا (النون).
(٦) قال الحموي في تعليقه : والبيت في غاية الدقة والانسجام.
القول بالموجب (١)
[٢٦ ـ]قالوا سلوت لبعد الإلف قلت لهم : |
|
سلوت عن صحّتي والبرء من سقمي |
وهو حمل لفظ وقع من كلام الغير على خلاف مراده مما يحمله ، بذكر متعلّقه ، وحاصل هذا القول ما قاله ابن أبي الإصبع ، وهو مخترعه الأول ، قال : هو أن يخاطب المتكلم مخاطبا بكلام ، فيعمد (٢) المخاطب إلى كلمة مفردة من كلام المتكلم ، فيبني عليها من لفظه (٣) ما يوجبه عكس المعنى المتكلم به ، وذلك عين القول بالموجب ، لأنّ القول حقيقته ردّ الخصم كلام خصمه من فحوى كلامه ، كقول ابن الحجاج (٤) : [من الخفيف] :
قال : ثقّلت إذ أتيت مرارا |
|
قلت : ثقّلت كاهلي بالأيادي |
قال : طوّلت ، قلت أوليت طولا |
|
قال : أبرمت ، قلت : حبل ودادي |
__________________
(١) الديوان : ٤٧٨ والخزانة : ١١٦ ـ ١١٧ ونفحات الأزهار : ٩٦ وبديع القرآن : ٣١٤ والتحرير : ٥٩٩ ونهاية الأرب : ٧ / ١٧٠ ومعاهد التنصيص : ٢ / ٥٨.
(٢) ط : فيعهد.
(٣) ط : من لفظة المتكلم ..
(٤) ابن حجاج هو أبو عبد الله بن الحجاج البغداوي الشاعر الخليع من شعراء اليتيمة : ٣ / ٥٣ والبيتان في نهاية الأرب ٧ / ١٧١ وخزانة الأدب : ١١٦ وأنوار الربيع لابن معصوم : ٢٠٠ وبديع القرآن ٣١٥ والبيت الثاني في التحرير : ٥٩٩ ومعاهد التنصيص : ٢ / ٥٨ ـ ٦٣ وفي الأصل : قال حجاج ، وهو وهم.
والمثال في بيت القصيدة. عكس معنى المتكلم من فحوى لفظ : سلوت.
الإفتنان (١)
[٢٧ ـ] ما كنت قبل ظبى الالحاظ قطّ أرى |
|
سيفا أراق دمي إلّا على قدمي |
الافتنان (٢) : أن يأتي الشاعر بفنين من فنون الكلام وأغراضه في بيت واحد مثل : النسيب والحماسة أو المدح والفخر أو الهناء والعزاء ، كقول عنترة (٣) : [من الكامل]
ولقد ذكرتك والرماح نواهل |
|
مني وسيف الهند يقطر من دمي (٤) |
__________________
(١) الديوان : ٤٧٨ والخزانة : ٦١ ـ ٦٢ والتحرير : ٥٨٨ ونفحات الأزهار ٢٣٨ وبديع القرآن : ٢٩٥ ونهاية الأرب : ٧ / ١٧٣ وقال الحموي : هو أن يفتن الشاعر فيأتي بفنين متضادين من فنون الشعر في بيت واحد فأكثر ... وكرر عبارة الصفي الآتية.
(٢) الافتتان : افتن افتعل من الفن ، وهو التنويع ولذا كان معناها اللغوي موافقا لمعناها في اصطلاح البديعيين.
(٣) ديوانه : ٩٣ (طبعة هندية) : وفيه : وبيض الهند تقطر والشاهد كرره ابن حجة في الخزانة : ٦١ والتحرير والبديع.
(٤) وقع فوق الشطر تصحيح في الأصل : وبيض الهند تقطر.
وقوله فيها :
إن تغذفي دوني القناع فإنّني (١) |
|
طبّ بأخذ الفارس المتلّثم (٢) |
فأول البيت نسيب وآخره حماسة.
وقد جعل قناع المرأة (٣) مقابل لثام الفارس. وفي بيت القصيدة : الجمع بين الغزل والحماسة ظاهر.
المراجعة (٤)
[٢٨] قالوا اصطبر قلت : صبري غير متّبع |
|
قالوا : اسلهم ، قلت : ودّي غير منصرم |
ومنهم من سمّى هذا النوع : السؤال والجواب ، كالإمام فخر الدين الرازي (٥) فذكر ابن أبي الإصبع : أنه مخترعها (٦). وقد وجدنا في كتب
__________________
(١) في أصل المخطوطة : إن تقدمي ، وقال ابن أبي الإصبع فيه : «وهذا أفضل بيت سمعته في هذا الباب فإنّه جمع فيه بين الغزل والحماسة» وتغذف بمعنى : ترخي.
(٢) هكذا وردت في الأصل. وصححت على الحاشية : المستلئم وهي كذلك في الخزانة : ٦١ والمستلئم : اللابس للدرع.
(٣) رسمت في الأصل : المرءة.
(٤) المراجعة : في الخزانة : ٩٩ فما بعد. ويرى ابن حجة قلة جدوى هذا الفن البديعي. وفي الديوان : ٤٧٨. وبديع القرآن : ٣٠٠ والتحرير : ٥٩٠ ونهاية الإيجاز للرازي : ٣٠٤ وفي الطراز ٣ / ١٥١ تحت عنوان (الترجيع في المحاورة).
(٥) صاحب التفسير الكبير. وهو محمد بن عمر الفخر الرازي (٦٠٦) وكلامه الذي قصد إليه المؤلف هو موجود في كتابه نهاية الإيجاز : ص ٣١٤.
(٦) هكذا في الأصل ، وصحّح الناسخ على الحاشية : (من مخترعاته). وكذا قال الحموي في الخزانة : ص ١٠٠ والصحيح أن مصطلح (المراجعة) له.
غيره بالاسم الثاني ، وهو : أن يحكي المتكلم ما جرى بينه وبين الغير (١) من سؤال وجوابه بأوجز عبارة ، وألطف (٢) معنى ، وأرشق سبك وأسهل لفظ ، كقول بعضهم (٣) : [من الطويل]
[إذا قلت أهدى الهجر لي حلل البلا |
|
تقولين لو لا الهجر لم يطب الحبّ |
وإن قلت : كربي دائما قلت : إنما |
|
يعدّ محبا من يدوم له كرب |
وإن قلت مالي الذنب قلت مجيبة |
|
جنوني ذنب لا يقاس به ذنب] |
وقال آخر (٤) : [من السريع]
__________________
(١) الغير استعمال ملحون ، وصوابه : غيره وعبارة ابن أبي الإصبع في التحرير : (جرت بينه وبين غيره ..) : ٥٩٠.
(٢) في الأصل : وانطف.
(٣) الأبيات الثلاثة من : ط ، وهي ليست في الأصل. ولعلها من نظمه. ولم أجدها في ديوانه (ط : صادر) و (النجف). ولا مصادر تخريج المصطلح. ينظر كتاب نفحة اليمن فيما يزول بذكره الثمن لأحمد الأنصاري الشرواني : ١ / ١٤٥.
(٤) قال المعلق على حاشية النسخة : الأبيات .. بها هكذا!
قالت لقد ... وأتمها بقوله :
أهكذا بحكم شرع الهوى |
|
أن تكشف الأعدا على سرنا |
قلت أنا ... |
|
قلت : نعم أنت التي ذوّبت |
جفونك الشباب مناعنا |
|
قالت : فلم طرفك فهو الذي |
جنى على نفسك ما قد جنى |
|
قلت : لقد كان الذي كان من |
طوفي فكوني مثل من أحسنا |
||
قالت : من الإحسان؟ قلت : اللقا |
|
قالت : لقانا عز أن يمكنا |
قلت : فضميني بتقبيلة |
|
قالت : أمنيك بطول العنا |
والبيتان في الخزانة : ١٠٠ وعلّق بعبارة الصفي.
قالت لقد أشمت بي حسّدي |
|
إذ بحت بالسّر لهم معلنا |
قلت : أنا؟ ، قالت : وإلا فمن |
|
قلت : أنا ، قالت وإلا أنا |
وهذه أبيات كثيرة جميعها على هذا النسق وهذا التمثيل منها كاف [لمن تأمله]. وهو في بيت القصيدة ظاهر.
المناقضة
[٢٩ ـ] وإنني سوف أسلوهم إذا عدمت |
|
روحي وأحييت بعد الموت والعدم |
والمناقضة (١) تعليق الشرط على نقيضين : ممكن ومستحيل.
ومراد المتكلم : المستحيل دون الممكن ؛ ليؤثر التعليق عدم (٢) وقوع المشروط ، فكأنّ المتكلم بالمستحيل ناقض نفسه في الظاهر ، إذ شرط وقوع أمر بوقوع نقيضين.
__________________
(١) أخذ نص هذا التعريف ابن حجة في الخزانة : ص ١١٤ والبيتان في خزانة الحموي : ١٠٠ وعبارته في التعليق عليهما كعبارة الصفي.
(٢) في الأصل : (عند) والتصحيح من الخزانة.
كقول الشاعر (١) : [من الوافر]
فإنك سوف تحكم أو تناهى |
|
إذا ما شبت أو شاب الغراب (٢) |
وتعليق الشرط في بيت القصيدة ، باستحالة وقوع الحياة بعد الموت في دار الدنيا ، وهو باق على حبهم يطيع عذاله في السلو (٣) [عنهم](٤).
التغاير (٥)
[٣٠ ـ] فالله يكلأ حسادي ويلهمهم |
|
عذلي فقد فرّحوا قلبي بذكرهم |
وسماه قوم : «التلطّف» (٦). وهو أن يتلطف الشاعر في التوصل إلى مدح ما كان ذمّه من قبل ، أو غيره. أو ذم ما مدحه هو أو غيره ، كالخطبة التي لعلي (٧) عليهالسلام في مدح الدنيا فيها ، بكونها تعطي النّاس بهرجها ، وتسلبهم الأرواح والأموال ، وتذكرهم [بلسان حالها] مصارع الملوك
__________________
(١) هو النابغة ، كما في الخزانة : ١١٤ وروايته : (وأنك ... تحكم أو تباهى) وفي ط : (تباهى) ـ (شئت) وهو في الديوان : ٢٨٥ وبديع القرآن : ٣٢٣ والتحرير ٦٠٧ وشعراء النصرانية : ١٥٧.
(٢) قال الحموي : «فإن تعليقه وقوع حكم المخاطب على شيبه ممكن ، وعلى شيب الغراب مستحيل ، ومراده الثاني لا الأول : ص ١١٤ من الخزانة.
(٣) قال الحموي : «فتعليق الشرط بين النقيضين : الممكن والمستحيل ظاهر ، والبيت في غاية الحسن».
(٤) : من : ط.
(٥) الخزانة : ١١٣ والديوان : ٣٧٨ وأنوار الربيع باسم (التعطف) : ٦ / ١٤٤ والعمدة (التغاير) : ٢ / ١٠٠ والتحرير : ٢٧٧ وبديع القرآن : ١٠٥ ، ونهاية الأرب : ٧ / ١٤٥ وحسن التوسل : ١٧٢.
(٦) الخزانة : ١٠٣.
(٧) انظر : الخزانة : ١٠٢ ـ ١٠٣ وبيان الجاحظ : ٢ / ١٩٠.
والأسلاف. وتتبعهم بتقلب أمورهم ، بعد أن ذمّها هو عليهالسلام وغيره في عدة أماكن.
وكما فعل ابن الحريري (١) في مدح الدنيا وذمّها (٢).
وكذم (٣) ابن الرومي الورد ، وقد مدحه الناس [من البسيط](٤) :
وقائل لم هجوت الورد مقتبلا |
|
فقلت من بغضه عندي (٥) ومن سخطه |
كأنّه سرم بغل حين أخرجه |
|
عند الجحار ، وباقي الروث في وسطه |
وكوصف البحتري يوم الفراق بالقصر ، وقد أجمع النّاس على طوله ، فقال (٦) [من الكامل] :
ولقد تأملت الفراق فلم أجد |
|
يوم الفراق على امرئ بطويل |
قصرت مسافته على متزود |
|
منه لوهن صبابة وغليل |
__________________
(١) رسمت في الأصل : الحديوي. وكلامه في المقامة الدينارية : ٢٩.
(٢) الحريري هو أبو عبد الله محمد بن القاسم بن علي بن محمد البصري الحرامي ، صاحب المقامات المشهورة. توفي سنة : ٥١٦ ه انظر : معاهد التنصيص : ج ٢ / ٩٣ ـ ٩٤.
(٣) في الأصل : وعدم ، وهو تصحيف.
(٤) البيتان ساقطان من : ط ، وهما لابن الرومي ، وذكر الحموي هذه الصفة في ابن الرومي : ص ١٠٣. وهما في ديوانه : ٤ / ١٤٥٢.
(٥) سقطت (بغضه عندي) من الأصل. وصححها الناسخ على حاشية النسخة.
(٦) بيتا البحتري في الخزانة : ١٠٣ وقد نقل عبارة الصفي نفسها وهما في ديوانه (ط : صادر) : ٢٤٠ وفيه : وعويل ..
ولقد غاير في بيت القصيدة في موضعين : دعاؤه للعذال والآخر سؤاله إلهامهم لعذله (١).
الاكتفاء
[٣١ ـ] قالوا : ألم تر أن الحبّ غايته |
|
سلب الخواطر والألباب قلت : لم (٢) |
وهو عبارة عن أن يأتي الشاعر ببيت من الشعر قافيته متعلقة بمحذوف. تعاطى ذكره ؛ ليفهم به المعنى فلا يذكره لدلالة ما في لفظ البيت عليه ، ويكتفى بما هو معلوم في الذهن ، فيما يقتضي تمام المعنى ، كقول ابن مطروح (٣) : [من الكامل]
لا أنثني لا أنتهي لا أرعوي |
|
ما دمت في قيد الحياة ولا إذا |
فمن المعلوم أنّ تمامه : (إذا مت) ومتى ذكر تمامه (٤) في البيت الثاني
__________________
(١) يقول الحموي : «الشيخ صفي الدين غاير النّاس في الدعاء لعذاله وما ذاك إلّا لأن العذول ما برح ممتزجا بذكر الأحباب فكلما كرر عذله وذكروا أحبابه فرّجوا كربه.
(٢) يريد : (لم أر) ، فاكتفي بذكر (لم) لدلالة السياق وانظر الخزانة : ١٢٦ والديوان : ٤٧٨ وانظر بديع القرآن (الإعجاز) : ١٧٩ والتحرير (الإيجاز) : ٤٥٩ ، لأن الاكتفاء ـ هنا مصطلح للصفي وحده ، وهو جزء من الإيجاز. كما ترى في الطراز للعلوي : ٢ / ٨٨ والمفتاح : ٤٥٩ فما بعد.
(٣) في الأصل : (شعر وبيت ابن مطروح) في خزانة الحموي مع عبارة الصفي : ص ١٢٦. وفي نفحات الأزهار ٨١ : برواية : ... عن حبه فليهذ فيه من هذى
والله ما خطر السلو بخاطري |
|
ما دمت في قيد الحياة ولا إذا |
وقد لفقه الحلي من البيتين في كتابه.
(٤) تكررت عبارة (ذكر تما ذكر تمامه ..) هكذا في الأصل.
كان عيبا من عيوب الشعر ، ويسمّى في علم القوافي بالتضمين (١).
وقد جاء منه في الكتاب العزيز قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى)(٢) وقوله تعالى : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(٣).
وعرفه ابن رشيق (٤) بأنه (٥) هو : أن يدل موجود الكلام على محذوفه ، وفي هذا التعريف إخلال لدخول إيجاز الحذف على ما سيأتي.
تشابه الأطراف (٦)
[٣٢ ـ] لم أدر قبل هواهم والهوى حرم |
|
أنّ الظباء تحلّ الصّيد في الحرم |
__________________
(١) التضمين : مصطلح من مصطلحات عيوب الشعر. وهو أن يتعلق آخر البيت بأول البيت الذي يليه ، مثل خبر كان أو خبر إن ، أو صلة الموصول ، انظر : معجم مصطلحات العروض والقوافي : الدكتور رشيد العبيدي.
(٢) آية ٣١ : (ضمن) : سورة الرعد.
(٣) آية ٤٥ : سورة يس.
(٤) قول ابن رشيق في العمدة : ١ / ٢٥١ أورده في باب الإيجاز عن الرماني. وعبارته هي : «يحذفون بعض الكلام لدلالة الباقي على الذاهب من ذلك قول الله عزوجل : (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ ..) كأنه قال : «لكان هذا القرآن».
(٥) في الأصل : بأن .. وفي : ط : بأن قال : هو.
(٦) الديوان : ٤٧٨ والخزانة : ١٠٢ وأنوار الربيع : ٤ / ١٩٥ وتحرير التحبير : ٥٢٠ وبديع القرآن : ٢٢٩ وحسن التوسل : ٩٠ ونهاية الأرب : ٧ / ١٨١ ونفحات الأزهار : ٢١٠.
وتشابه الأطراف : هو أن يعيد الشاعر لفظ القافية من كلّ بيت في أول البيت الذي يليه (١). وسمّاه قوم (التسبيغ) (٢) ـ بسين مهملة وغين معجمة ـ كقول أبي حية النميري (٣) [من الطويل] :
رمتني وستر الله بيني وبينها (٤) |
|
عشيّة ارام الكناس رميم |
رميم التي قالت لجارات بيتها |
|
ضمنت لكم أن لا يزال يهيم |
ومن أحسن شواهده (٥) قول ليلى الأخيلية [من الطويل](٦) :
إذا نزل الحجاج أرضا مريضة |
|
تتبّع أقصى دائها فشفاها |
شفاها من الداء العضال الذي بها |
|
غلام إذا هزّ القناة سقاها |
سقاها فروّاها بشرب سحابها |
|
دماء أناس يحلبون ضراها |
والضراء (٧) : دم العرق الذي لا ينقطع.
__________________
(١) يريد أنه بدأ البيت في أوله ب (لم) ثم جاء ب (الميم) قافية للبيت ، وهذا هو التشابه بين الطرفين.
(٢) قال الحموي : «سين مهملة وعين معجمة : وإنما ابن أبي الإصبع قال هذه التسمية غير لائقة بهذا المسمى. فسماه تشابه الأطراف» الخزانة : ص ١٠٢.
(٣) البيتان في مجموعة شعره بتحقيق يحيى الجبوري : ١٧٢ وهما في الحماسة : ٢ / ١١٠ (ط : السعادة) ومع البيت الأول :
فلو أنها لما رمتني رميتها |
|
ولكن عهدي بالنضال قديم |
(٤) في الأصل وسرّ الله ، والرواية في اللسان : ١٥ / ١٤٨ :
عشية أحجار الكناس ...
(٥) في الأصل : شواهد.
(٦) لليلى الأخيلية ، وهي موزعة في المعجمات. انظر اللسان : ١٣ / ٤٧٩ (عضل) والكامل للمبرد : ١ / ٧٨ والمستطرف للأبشيهي : ١ / ١٦٤ والأغاني : ١١ / ٢٤٨ وبديع القرآن : ٢٣٠ (بشرب سجاله ـ دماء رجال) وفي : ط : (سحالها .. دماء ..).
(٧) المجمل : (ضرو) واللسان (ضرى).
الاستدراك (١)
[٣٣ ـ] رجوت أن يرجعوا يوما وقد رجعوا |
|
عن العتاب ولكن عن وفا ذممي |
وشرط الاستدراك : أن يكون فيه نكتة أو طريفة زائدة على معنى الاستدراك ، تحسّنه وتدخله في أقسام البديع ، وإلا فلا يعدّ بديعا ، كقول الأرجاني شعرا (٢) : [من الرمل]
غالطتني إذ كست جسمي ضنا |
|
كسوة أعرت من الجلد العظاما |
ثم قالت : أنت عندي في الهوى |
|
مثل عيني ، صدقت لكن سقاما |
فلا يخفى على اللبيب ما في هذا من [الزيادة على] الاستدراك من لطيف المعنى وسهولة السبك ، والمثال في بيت القصيدة ظاهر (٣) ، بزيادة.
__________________
(١) قال الحموي : «على قسمين قسم يتقدم الاستدراك فيه تقرير لما أخبر به المتكلم ، وتوكيد وقسم لا يتقدمه ذلك» : ص ٦٥ من الخزانة.
(٢) بيتا الأرجاني مما استشهد به الحموي : ص ٦٥ وفيه (من اللحم العظاما) وانظر : التحرير : ٣٣٢ وأنوار الربيع : ١٢٨
(٣) في الأصل غير واضحة ، وكأنها : (ناظم). وسرد الحموي شواهد لنوعين من الاستدراك تراجع في ص ٦٥.
الاستثناء (١)
[٣٤ ـ] فكلما سرّ قلبي واستراح به |
|
إلّا الدموع عصتني بعد بعدهم |
وشرط الاستثناء كشرط الاستدراك في زيادة معنى حسن غير معنى الاستثناء [النحوي](٢) ؛ لتدخله في أنواع البديع ـ أيضا ـ وإلا فليس منه ، كقول النميري (٣) : [من الطويل]
فلو كنت بالعنقاء أو بأطومها |
|
لخلتك إلّا أن تصدّ تراني (٤) |
فإن قوله : (إلّا أن تصد) هو تأخير مفعول خلتك عن حرف الاستثناء زيادة حلاوة (٥) فتأمل ذلك.
التشريع
[٣٥ ـ] فلو رأيت مصابي عند ما رحلوا |
|
رثيت لي من عذابي يوم بينهم |
__________________
(١) في الخزانة : ١١٨ والديوان : ٤٧٨ وفيه وفي ط : (عصاني) وانظر : التحرير : ٣٣٣ والعمدة : ٢ / ٤٨ والصناعتين : ٩٠٨ وبديع القرآن : ١٢١.
(٢) زيادة على السياق. لأن هذا موضعها. وقوله : (غير معنى ...) كلها ساقطة من ط.
(٣) الخزانة : ١١٨ وأنوار الربيع : ٣١٢ والتحرير : ٣٣٦.
(٤) هذه الرواية من الخزانة والبيت في الأصل (... كالعنقاء أو في جوفها ... لحقتك ...) وهو تحريف.
(٥) يقول الحموي : «هذا الاستثناء في غاية الحسن فإنّه تضمن المبالغة في مدح الممدوح ... فالزيادة ـ هنا ـ في غاية اللطف وهي قوله : «إلّا أن تصد فأنت في القدرة علىّ غير ممنوع» : ١١٩.
وسماه ابن أبي الإصبع : التوأم (١) وهو أن يبني القصيدة على وزنين من أوزان الشعر وقافيتين ، فإذا أسقط (٢) من البيت الأخير جزءا أو أجزاء ، صار ذلك البيت من وزن آخر غير الأول ، كقول الحريري (٣) [من الكامل] :
يا خاطب الدنيا الدنية إنها |
|
شرك الردى وقرارة الأكدار (٤) |
فإذا أسقطت ما بعد (الردى) صار وزنا غير الأول ، وكذلك البيت المسطور (٥) ، فإنك إذا أسقطت من كل شطر من البيت جزءا صار البيت :
فلو رأيت مصابي |
|
رثيت لي من عذابي |
[ولقد (٦) وجدت لذلك مثالا. هي آية من الكتاب العزيز ، يقوم منها وزن بيتين ، وذلك من أقوى الأدلة على إعجازه ، وانسجام فصاحته. وهو قوله تعالى :
__________________
(١) العبارة في الخزانة : ١١٩ وانظر الديوان : ٤٧٨ والتحرير : (التوأم) : ٥٢٤ وكذا (بديع القرآن : ٢٣١ ومعاهد التنصيص : ٢ / ١٠٢.
(٢) أسقط : بالبناء للفاعل ، يريد به : الشاعر.
(٣) بيت الحريري : في الخزانة ، وفي المقامات : ١٩٢ ، ومعه :
دار متى ما أضحكت في يومها |
|
أبكت غدا تبّا لها من دار |
(٤) علق الناسخ في الحاشية تتمة البيت قوله :
دار متى ما أضحكت في يومها |
|
أبكت غدا بعدا لها من دار |
عاداتها لا تنقضي وأسيرها |
|
لا يفتدى بجلائل الأخطار |
الخطر : «المال النفيس العظيم العقد». انتهى ولعلها من أصل النص ، وسقطت عند النسخ.
(٥) ط : وكذلك بيت القصيدة ...
(٦) الكلام الآتي كله من : ط.
(إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ)(١) ، فإذا أسقطت من هذه الآية : (عَرْشٌ عَظِيمٌ :) صار وزن بيت من بحر الرجز (٢). وهو التشريع.
وإذا أسقطت من أوّلها قوله تعالى : (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ) والواو العاطفة (٣) صار وزن بيت [من مجزوء الرّمل].
التمثيل (٤)
[٣٦ ـ] يا غائبين لقد أضنى الهوى صدري |
|
والغصن يذوي لفقد الوابل الرّذم |
والتمثيل : وجه غير حقيقي ، منتزع من عدّة أمور ، وهو تشبيه حال بحال ، كقول النبي صلىاللهعليهوسلم لرجل رآه ينهك نفسه في العبادة : «إنّ هذا الدين لمتين فأوغل فيه برفق فإن المنبتّ لا أرضا قطع ، ولا ظهرا
__________________
(١) آية ٢٢ من سورة النمل.
(٢) يريد تصبح الآية الكريمة هكذا : (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها) فيكون الوزن من الرجز (إني رأي) (تمرأتن) (تملكهم) (وأوتيت) (من كل شيء) (إن ولها)
(٣) يريد : إنها بحذف المذكور من الآية تصبح : (وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ.) ووزنه (أوتيت من) (كل شيء) (ولها عر) (شن عظيم) فهو وزن مجزوء الرمل ، وهذا هو التشريع.
(٤) قال الحموي : «أجاد في هذا النوع وأتى بشروطه كاملة فإنّه مثل حاله لما أضنى الهوى جسده لقبه أحبابه بالغصن لما يذوي لفقد وأخرج كلامه مخرج المثل السائر ...» : ص ١٣٥ من الخزانة وانظر الديوان : ٤٧٨ والتحرير : ٢١٨ والبديع : ٨٤ وبحثه في العمدة : ١ / ٢٧٧.
أبقى» (١) فمثّل عليهالسلام حال من تعسف (٢) نفسه في العبادة حتّى ينهك جسمه ، ولا ينال غايتها ، كحال المنبتّ ، وهو الرجل المنقطع عن أصحابه ، فيعسف راحلته في المسير في لحاقهم ، فتعيى راحلته ولا يبلغ رفاقه ومن أحسن المثل الشعرية قول أبي تمام (٣) : [من البسيط]
أخرجتموه بكره من سجيته |
|
والنار قد تلتظي من ناضر السلم |
أوطأتموه على جمر المقوق ولو |
|
لم يخرج الليث لم يخرج من الأجم (٤) |
ففي كل عجز من هذين البيتين تمثيل حسن لفظا ومعنى ، والفرق بينه وبين التذييل ، خلو التذييل من معنى التشبيه (٥). والتمثيل في بيت القصيدة قوله :
والغصن يذوي لفقد الوابل الرذم
__________________
(١) الحديث في الفائق : «إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ، ولا تبغض إلى نفسك عبادة الله فإن ...» : ٤ / ٧٢.
(٢) يعسف نفسه : يظلمها ، ويأخذها على غير قصد. المجمل : ٣ / ٦٦٧ وفي ط : ولا يبلغ غايتها بحال المنبت.
(٣) قول أبي تمام : في الخزانة : ١٣٤ وفي ط : حبيب بن أوس الطائي وهما في ديوانه : ٢٦٩ والتحرير : الشطر الثاني من البيت الأول : ٢١٨.
(٤) في الأصل : لم يخرج الليث من الأجم. وفي الديوان (لم يجوج ..).
(٥) وبين التشبيه والتمثيل اختلاف ، فعند بعض العلماء أنهما شيء واحد ، في حين فصل آخرون بينهما وغاير بين حقيقتهما. والذين غايروا بينهما جعلوا التشبيه غير معدود من المجاز بخلاف التمثيل. انظر : الطراز : ج ٢ / ص ٢ ـ ٣.
تجاهل العارف (١)
[٣٧ ـ] يا ليت شعري أسحرا كان حبّكم |
|
أزال عقلي ، أم ضربا من اللمم |
[تجاهل العارف] :
سماه بذلك ابن المعتز ، وسماه السكاكي : سوق المعلوم مساق غيره (٢).
وهو عبارة عن سؤال المتكلم عما يعمله على سبيل التعجب والتقرير.
وإن كان كقوله تعالى : (أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ)(٣) فهذا سؤال تعجّب ،
__________________
(١) ذكره العلوي في الطراز (٣ / ٨٠) وعرفه بأن (تسأل عن شيء تعلمه موهما أنك لا تعرفه ، وأنه مما خالجك فيه الشك والربية ، وشبهة عرضت بين المذكورين وهو مقصد من مقاصد الاستعارة. يبلغ به الكلام الذروة العليا). وانظر خزانة الحموي : ١٢٦ والديوان : ٤٧٩ والتحرير : ١٣٥ وبديع القرآن : ٥٠ وفي الكامل للمبرد : ٦ / ٣٨٤ وبديع ابن المعتز : ٦١١ والصناعتين : ٣٩٦ والبديع لابن منقذ : ٤٧ وفي التبيان : للزملكاني (التجاهل) : ١٣٨ والمفتاح : ٦٦٦ ونهاية الأرب ٧ / ١٢٣ وحسن التوسل : ٥٨ واللمعة في صنعة الشعر : ٨ والإيضاح للقزويني : ١ / ٨٥ ومعاهد التنصيص : ٢ / ٥٠ وانظر شواهده الكثيرة هناك.
(٢) مفتاح العلوم : ٦٦٦ قال : «ولا أحب تسميته بالتجاهل» والعبارة بتمامها في الخزانة : ١٢٢ وانظر : بديع ابن المعتز : ١١١.
(٣) آية : ٢٤ من القمر.