النحو العربي - ج ١

إبراهيم إبراهيم بركات

النحو العربي - ج ١

المؤلف:

إبراهيم إبراهيم بركات


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار النشر للجامعات
الطبعة: ١
ISBN: 977-316-204-4
الصفحات: ٤٦٣

أو أن يكون المبتدأ مشبها بما يستحق الصدارة فى الجملة ، كقولك : الذى يعرف طريق الإيمان فالتوبة ملاذه (١). حيث (الذى) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، مبتدأ ، وهو واجب التقدم لشبهه بأسماء الشرط ، وهى مما تستحق الصدارة.

ومنه أن تقول : كلّ فآخذ حقوقه (٢).

وقد يكون المبتدأ مستحقا للتصدر بغيره ، كأن يضاف إلى ما يستحق الصدارة.

نحو :

طلبة أىّ فرقة حضروا اليوم؟ ابن من أتانا؟ كلّ من (طلبة ، وابن) مبتدأ مرفوع ، ويجب تصدره لأنه مضاف إلى اسم استفهام يستحق الصدارة ، والمضاف والمضاف إليه بمثابة الكلمة الواحدة.

وتقول : غلام من تكرمه أكرمه (٣). فيكون (غلام) مبتدأ مستحقا للصدارة.

إجابة الذى وقف صحيحة (٤). صديق أىّ رجل أنت؟ صاحب من ولدك؟

__________________

(١) (الذى) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (يعرف) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (طريق) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، و (الإيمان) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة. (فالتوبة) الفاء جواب وجزاء حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. التوبة : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ملاذه) ملاذ : خبر المبتدإ مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه ، والجملة الاسمية فى محل رفع ، خبر المبتدإ.

(٢) (كل) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (فآخذ) الفاء حرف جواب وجزاء مبنى ، لا محل له من الإعراب. آخذ : خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (حقوقه) حقوق : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر مضاف إليه. الحظ أن العامل فى المفعول به هو اسم الفاعل آخذ.

(٣) (غلام) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف. و (من) اسم الشرط جازم مبنى على السكون فى محل جر ، مضاف إليه. (تكرمه) تكرم : فعل الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو ، وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (أكرمه) أكرم : فعل جواب الشرط مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا ، وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به.

(٤) (إجابة) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف. و (الذى) اسم موصول مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (وقف) فعل ماض مبنى على الفتح. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (صحيحة) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

١٢١

٥ ـ أن يكون المبتدأ ضمير الشأن :

ضمير الشأن فيه إشعار بالتعظيم ويكون مفسرا بجملة تالية له تكون خبره ؛ لذا وجب تقدمه حتى لا ينتفى الغرض المعنوى ، كما أن الصحة التركيبية تقتضى ذلك ، نحو قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(١) [الإخلاص : ١] ، حيث (هُوَ) ضمير شأن مبنى فى محل رفع ، مبتدأ ، خبره الجملة الاسمية (اللهُ أَحَدٌ.)

ومنه قولهم : هو زيد المنطلق ، أى : الأمر أو الشأن. إذ لو تأخر ضمير الشأن لالتبس بين كونه للشأن أو للتوكيد.

٦ ـ أن يكون المبتدأ مقرونا بلام الابتداء :

نحو : لمحمد فاهم ، ولزيد قائم ؛ ذلك لأن لام الابتداء لها الصدارة ، وما بعدها يجب أن يكون مقدما ، إلا إذا زحلقت بعد (إن) التوكيدية.

ومنه : (لعبد مؤمن خير من مشرك) (٢).

٧ ـ أن يشبه المبتدأ بالخبر :

نحو قولك : أنت زهير شعرا ، هو قسّ حكمة (٣).

٨ ـ أن يكون المبتدأ فى جملة سدّت فيها الحال مسدّ الخبر :

نحو قولك : فهمى الدرس قائما (٤).

__________________

(١) (قل) فعل أمر مبنى على السكون ، فاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. هو : ضمير الشأن مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (الله) لفظ الجلالة مبتدأ ثان مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (أحد) خبر المبتدإ الثانى مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية فى محل رفع المبتدإ الأول هو ، وجملة (هو الله أحد) فى محل نصب مقول القول.

(٢) (لعبد) اللام لام الابتداء مؤكدة حرف مبنى لا محل له من الإعراب. عبد : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (مؤمن) نعت لعبد مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (خير) خبر المبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (من مشرك) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. مشرك : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بخير.

(٣) كلّ من (شعرا وحكمة) حال منصوبة ، وهذا من المواضع التى تأتى فيها الحال جامدة.

(٤) (فهمى) فهم : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسرة المناسبة لضمير المتكلم. وهو مضاف ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (الدرس) مفعول به لفهم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (قائما) حال منصوبة ، وعلامة نصبها الفتحة سدت مسدّ الخبر.

١٢٢

٩ ـ أن يكون فيه معنى الدعاء :

إذا كان المبتدأ معرفة أو نكرة وفى جملته معنى الدعاء فإنه يجب أن يتقدم ، فتقول : الرحمة له ، أو : رحمة له.

١٠ ـ أن يكون المبتدأ ضمير المخاطب أو المتكلم ،

ويكون الخبر اسما موصولا أو اسما متمّما بما يشبه الصلة من النعت أو الحال ، مع مطابقة الضمير العائد مع المبتدإ فى الخطاب أو التكلم.

وذلك أن تقول : أنت الذى تفهم الدرس ، أنت طالب تفهم الدرس ، أنت الطالب تفهم الدرس ، أنا طالب أفهم الدرس ، أنا الطالب أفهم الدرس.

الجملة الأولى : الخبر فيها الاسم الموصول (الذى) ، وصلته الجملة الفعلية (تفهم).

الجملة الثانية : الخبر فيها النكرة (طالب) ، وقد تممت النكرة بالنعت المتمثل فى الجملة الفعلية (تفهم).

الجملة الثالثة : الخبر فيها المعرفة (الطالب) ، وقد تممت المعرفة بالحال فى الجملة الفعلية (تفهم).

الجملة الرابعة : الخبر فيها النكرة (طالب) ، وقد تممت النكرة بالنعت الكائن فى الجملة الفعلية (أفهم).

الجملة الخامسة : الخبر فيها المعرفة (الطالب) ، وقد تممت بالحال فى الجملة الفعلية (أفهم).

وتلحظ أن المبتدأ فى الجمل الخمس ضمير مخاطب أو متكلم.

١١ ـ أن يكون الخبر مسبوقا بالباء الزائدة بعد (ما) النافية :

مثال ذلك أن تقول : ما علىّ بفاهم. حيث (ما) نافية ، و (على) مبتدأ مرفوع ، خبره (فاهم) مرفوع بضمة مقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

١٢٣

مواضع وجوب تقديم الخبر

يجب أن يتقدم الخبر على المبتدإ فى مواضع ننصل بالمعنى أو بصحة التركيب نوجزها فيما يأتى :

١ ـ أن يقصد حصر المبتدإ :

ذكرنا أن المحصور يكون ثانيا ، فإذا أردنا حصر المبتدإ فإن الخبر يجب أن يتقدم عليه ؛ لئلّا يلتبس المحصور بالمحصور عليه (١) ، مثال ذلك قولك : ما لنا إلا إرضاء الله. (إرضاء) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وجب تأخره عن الخبر لإرادة حصره فى المعنى.

ومنه أن تقول : إنما فى قلبك الإيمان ، ما من الطلبة إلا من يفكر فى الإجابة عن السؤال (٢).

٢ ـ أن يشتمل المبتدأ على ضمير يعود على الخبر أو جزء منه :

حينئذ يجب أن يتقدم الخبر حتى لا يعود الضمير على متأخر فى اللفظ والرتبة ، وبتقدم الخبر يكون الضمير المشتمل عليه المبتدأ عائدا على متأخر فى الرتبة متقدم فى اللفظ ، وهذا جائز. مثال ذلك أن تقول : فى الدار صاحبها ، حيث المبتدأ المؤخر (صاحب) أضيف إليه ضمير الغائبة (ها) ، وهو يعود على جزء من الخبر (الدار) ، فوجب تأخر المبتدإ ؛ حتى يعود الضمير على متقدم فى اللفظ متأخر فى الرتبة (٣).

__________________

(١) الهمع ١ ـ ١٠٣.

(٢) (ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (من الطلبة) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الطلبة : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم.

(إلا) حرف استثناء مبنى لا محل له من الإعراب. يفيد هنا القصر والحصر. (من) اسم موصول مبنى على السكون فى محل رفع ، مبتدأ مؤخر. (يفكر) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (فى الإجابة) فى : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. الإجابة : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالتفكير. (عن السؤال) عن : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. السؤال : اسم مجرور بعد عن ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالإجابة.

(٣) رتبة المبتدإ التقدم ، ورتبة الخبر التأخر ، أما الحكم على الجانب اللفظى فيكون بحسب النطق.

١٢٤

ومثله أن تقول : فى القاعة عاملها. فى الحظيرة المسؤول عنها. عند هند من يحبّها.

ومن ذلك قول نصيب :

أهابك إجلالا وما بك قدرة

علىّ ولكن ملء عين حبيبها (١)

وفيه تقدم الخبر (ملء) على المبتدإ (حبيب) ؛ لأن المبتدأ تضمن ضميرا يعود على ما أضيف إلى الخبر وهو (عين).

ومنه قولهم : على التمرة زبد مثلها (٢) ، حيث (مثل) نعت للمبتدإ (زبد) ، وقد تضمن النعت ضميرا يعود على الخبر ، والنعت والمنعوت بمثابة كلمة واحدة ؛ ولذلك وجب تقدم الخبر وتأخر المبتدإ لاشتمال نعته على ضمير الخبر.

__________________

(١) ينظر : ديوانه ٦٨ / المقاصد النحوية ١ ـ ٥٣٧ / شرح عمدة الحافظ ٧٨ / شرح ابن عقيل ١ ـ ٢٠٩ / الأشمونى ١ ـ ٢١٣ / شرح التصريح ١ ـ ١٧٦.

(أهابك) أهاب : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنا. وضمير المخاطب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (إجلالا) مفعول لأجله منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.

(وما) الواو : للابتداء أو للحال ، حرف مبنى لا محل له من الإعراب. ما : حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (بك) الباء حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المخاطب الكاف مبنى فى محل جر بالباء. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (قدرة) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والجملة الاسمية فى محل نصب ، حال. (علىّ) على : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل جر ، وشبه الجملة متعلقة بالقدرة. (ولكن) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. لكن : حرف استدراك مبنى لا محل له من الإعراب. (ملء) خبر ، مقدم مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف و (عين) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (حبيبها) حبيب : مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف وضمير الغائبة مبنى فى محل جر ، مضاف إليه.

(٢) يذكر هذا المثل على نحو : على التمرة مثلها زبد ، وحينئذ يمكن أن يكون فيه ثلاثة أوجه :

أولها : رفع (مثل) على الابتداء المؤخر ، ونصب (زبد) على التمييز ، والخبر المقدم شبه الجملة.

وثانيها : رفع (زبد) على أنه مبتدأ مؤخر ، وخبره المقدم شبه الجملة ، وينتصب (مثل) على أنه حال من (زبد) ؛ لأنه نعت مقدم على منعوته.

والثالث : رفع (زبد) على الابتداء المؤخر ، وخبره المقدم شبه الجملة ، ورفع (مثل) على أنه بدل من زبد ، أو عطف بيان له.

ويجوز أن تجعل فى كل موقع إعرابى لـ (مثل) فتحة ، وتكون فتحة بناء ؛ لأنه اسم مبهم أضيف إلى مبنى.

١٢٥

ومنه قوله صلّى الله عليه وسلّم : «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» (١) ، شبه جملة (من حسن) فى محل رفع ، خبر مقدم للمبتدإ المؤخر (ترك).

مثله : ولكل نفس تعبيرها على حسب ما تشعر به. ومنه قوله تعالى : (أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) [محمد : ٢٤].

٣ ـ أن يكون الخبر دالا على ما يفهم بالتقديم

، ولا يعطى دلالته المقصودة بالتأخير ، يكون ذلك فى الأمثال السائرة والحكم السائدة ، ومثاله : فى كل واد بنو سعد ، حيث لا يفهم المثل إلا من خلال هذا الترتيب اللفظى لأنه قد شاع به. وفيه شبه الجملة (فى كل) فى محلّ رفع ، خبر مقدم ، والمبتدأ المؤخر (بنو).

ومنه الأقوال الشائعة من مثل : (لله درّك) ، حيث لا يفهم منه معنى التعجب إلا بتقديم الخبر.

٤ ـ أن يوقع تأخير الخبر فى لبس معنوى ، حيث يفهم عدم إتمام الجملة ، نحو قولك : فى القاعة طلبة. إذ لو تأخر لتوهم نقصان الجملة ، حيث يتوهم أن شبه الجملة نعت للمبتدإ.

٥ ـ أن يقرن المبتدأ بفاء الجزاء بعد (أما):

حينئذ يجب أن يفصل بين (أمّا) وفاء الجزاء (٢) ، فيكون الفاصل الخبر ، حيث تأخر المبتدأ بعد فاء الجزاء ، مثال ذلك أن تقول : أما فى المسجد فرجال يعرفون

__________________

(١) ينظر : مسند أحمد ٣ ـ ١٧٧ / الموطأ ٢ ـ ٩٠٣ / الترمذى : كتاب الزهد / ابن ماجة : كتاب الفتن وفى باب كف اللسان عن الفتنة / الجامع الصغير ٢٩٣ / شرح عمدة الحافظ ٧٨.

(تركه) ترك : مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. وهو الفاعل. (ما) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (لا) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (يعنيه) يعنى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.

(٢) (أما) حرف فيه معنى الجواب والجزاء والتفصيل ، ولذلك فإنه يجب أن يذكر بعد فاء الجواب أو الجزاء ، ولكنه يجب أن يفصل بينهما بفاصل ، قد يكون واحدا من :

١٢٦

طريق الحق (١) ، حيث شبه الجملة (فى المسجد) فى محل رفع ، خبر مقدم للمبتدإ المؤخر (رجال).

ومنه : أمّا فى القاعة فطلبة ، وأما فى الفناء فأولياء الأمور.

٦ ـ أن يكون الخبر واجب الصدارة فى الجملة :

كأن يكون اسم استفهام فى محل رفع ، خبر ، نحو قولك : أين أخوك؟ متى سفرك؟ حيث كل من (أين ومتى) اسم استفهام مبنى فى محلّ نصب على الظرفية ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. وهو واجب التقديم ؛ لأن معنى الاستفهام لا يفهم إلا من خلاله.

ومنه : كيف أنت؟ وقوله تعالى : (أَيَّانَ مُرْساها) [النازعات : ٤٢] (مَتى هذَا الْوَعْدُ) [يونس ٤٨ / الأنبياء ٣٨ / سبأ : ٢٩ ...].

وكقولك : من أنت؟ عند من يعربون اسم الاستفهام فى مثل هذا التركيب الاستفهامى خبرا مقدما للمبتدإ المؤخر الضمير (أنت).

وأذكرك بأن فريقا من النحاة يعربون اسم الاستفهام السابق مبتدأ.

ويجرى ذلك على ما أضيف إلى اسم الاستفهام حيث يأخذ موقعه الإعرابىّ ، من نحو قولك : صبح أىّ يوم السفر؟ حيث (صبح) فى حال نصبه يكون ظرفا ، وشبه الجملة فى محلّ رفع ، خبر مقدم ، و (صبح) مضاف ، و (أى) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جرّه الكسرة.

ومن ذلك ما يجرى مجرى أسماء الاستفهام ، مثل (كم) الخبرية ، نحو : كم من صديق ساعدته ، أى : كثير من الأصدقاء ، .. هذا عند من يجعلون (كم) الخبرية خبرا مقدما.

__________________

الخبر ، نحو : أما فى الحجرة فضيوف أعزاء.

ـ المعمول الصريح لما بعدها ، نحو : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) [الضحى : ٩].

ـ المفسر لمعمول بعدها ، نحو : أما محمدا فكافئه.

ـ أداة الشرط وجملته ، نحو : (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ) [الواقعة : ٨٨ ، ٨٩].

(١) الجملة الفعلية (يعرفون) فى محل رفع ، نعت لرجال.

١٢٧

ومثله قولك : كم من طالب أسرتك الجامعية. كم أعمال خير يقدمها هذا الكريم (١).

وكذلك ما يضاف إلى (كم) الخبرية ، من نحو قولك : صاحب كم طلاب أنت. أى : أنت صاحب كثير من الطلاب.

٧ ـ أن يكون الخبر اسم إشارة ظرفا :

نحو : ثمّ صديقى ، أى : هناك صديقى ، (ثمّ) اسم إشارة ظرفى ، أو ظرف مكان إشارى مبنى على الفتح فى محل نصب ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم.

ومنه : هنا كتابى ، هناك إخوة لى. هنالك رجل كريم.

وذلك لأن الخبر يتضمن ظرفا واسم إشارة معا ، واسم الإشارة له الصدارة فى الجملة.

٨ ـ أن يكون المبتدأ مصدرا مؤولا من (أنّ) المفتوحة الهمزة المشددة النون ومعموليها :

حيث يتقدم الخبر على المبتدإ ـ حينئذ ـ حتى لا تلتبس بـ (إنّ) المكسورة الهمزة التى يكون لها الصدارة فى الجملة ، كما يكون لها موضع الابتداء ، ويجب ـ حينئذ ـ ألا يقع المصدر المؤول بعد (أمّا) ، من ذلك قوله تعالى : (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) [يس : ٤١]. وفيه المصدر المؤول من (أن) ومعموليها (أنا حملنا) فى محل رفع ، مبتدأ مؤخر ـ على وجه أرجح ـ خبره المقدم (آية).

وجوز الفراء والأخفش تقديم المبتدإ قياسا على (أن) المصدرية الساكنة النون (٢) ، كما فى قوله تعالى : (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) [البقرة : ١٨٤].

__________________

(١) (كم) خبرية للكثرة مبنية على السكون فى محل رفع مبتدأ. (أعمال) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف و (خير) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (يقدمها) يقدم : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (وهذا) اسم إشارة مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ (كم). (الكريم) نعت لاسم الإشارة مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. ويجوز أن يكون عطف بيان أو بدلا منه.

(٢) ينظر : الهمع ١ ـ ١٠٣.

١٢٨

ومنه قولك : عندى أنّك فاضل ، فى علمى أنه ناجح ، من حقّك أنك تحصل على المكافأة (١).

فإذا وقع بعد (أمّا) فإن المبتدأ يجوز فيه التقديم ، فتقول : أمّا أنك فاضل فعندى ، حيث المصدر المؤول (أنك فاضل) فى محل رفع ، مبتدأ ، خبره ما بعد فاء الجواب.

ومنه قول الشاعر :

دأبى اصطبار وأمّا أننى جزع

يوم النّوى فلوجد كاد يبرينى (٢)

المصدر المؤول الواقع بعد (أما) مبتدأ ، خبره شبه الجملة (لوجد) ، وقد قدّم على الخبر.

__________________

(١) (من حقك) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. حق : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف ، وضمير المخاطب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. وشبه الجملة فى محل رفع خبر مقدم. (أنك) أن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المخاطب مبنى فى محل نصب ، اسم أن. (تحصل) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنت. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر أن ، والمصدر المؤول فى محل رفع ، مبتدأ مؤخر.

(على المكافأة) : اسم مجرور بعد على ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالحصول.

(٢) المساعد ١ ـ ٣٢٣ / الهمع ١ ـ ١٠٣.

(دأبى) دأب : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف وضمير المتكلم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (اصطبار) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (وأما) الواو استئنافية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. أما : حرف تفصيل وتوكيد وجزاء مبنى لا محل له من الإعراب. (أننى) أن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب ، والنون حرف وقاية مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، اسم أن. (جزع) خبر أن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

والمصدر المؤول فى محل رفع مبتدأ. (يوم) ظرف زمان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة متعلق بالجزع.

وهو مضاف ، و (النوى) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر.

(فلوجد) الفاء : للجواب والجزاء حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. اللام : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. وجد : اسم مجرور بعد اللام ، وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر المصدر المؤول ، ويجوز أن تجعلها فى محل رفع ، خبرا لمبتدإ محذوف ، والجملة الاسمية فى محل رفع ، خبر المصدر المؤول ، ويكون التقدير : فهو لوجد. (كاد) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح.

واسمه ضمير مستتر تقديره : هو. (يبرينى) يبرى : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها الثقل. وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والنون : للوقاية حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل جر ، نعت لوجد.

١٢٩

جواز تقديم الخبر :

يجيز النحاة (١) تقديم الخبر على المبتدإ إن لم يكن من مواضع وجوب تقديم المبتدإ ، أو مواضع وجوب تقديم الخبر ، وهم يجمعون على حالة جواز تقديم الخبر فيما إذا كان شبه جملة ، والمبتدأ معرفة ، نحو قولك : فى هذه الحجرة أخوك.

حيث شبه الجملة (فى هذه) فى محل رفع ، خبر مقدم للمبتدإ المؤخر (أخو).

ويجوز القول : للجميع التقدير ، فى الكوب الماء ، علي الدرج الكتاب.

وكذلك إذا وقع المبتدأ المصدر المؤول بعد (لو لا) فإنه يتقدم على الخبر ، لأن الخبر حينئذ يكون محذوفا ، فيقدر بعد المبتدإ ، نحو قولك : لو لا أنك قادم لرحلت (٢) ، والتقدير : لو لا قدومك ثابت.

__________________

(١) يرجع إلى : الكتاب وهامشه ٢ ـ ١٢٧ / المفصل ٢٥.

(٢) (لو لا) حرف امتناع لوجود شرطى غير جازم ، مبنى لا محل له من الإعراب. (أنك) أن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المخاطب مبنى فى محل نصب اسم أن. (قادم) خبر أن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والمصدر المؤول في محل رفع ، مبتدأ خبره محذوف وجوبا. (لرحلت) اللام للتوكيد حرف واقع فى جواب لو لا مبنى ، لا محل له من الإعراب. رحل : فعل جواب الشرط ماض مبنى على السكون ، وضمير المتكلم التاء مبنى فى محل رفع ، فاعل.

١٣٠

الحذف فى الجملة الاسمية

تميل اللغة العربية إلى الإيجار غير المخل بالمعنى ، وتبغض التكرار المملّ للصنعة اللفظية ؛ لذلك فإنه يجوز أن يحذف كلّ من ركنى الجملة الاسمية إذا كان هناك دليل أو قرينة تدلّ عليه.

فيجوز حذف المبتدإ فى المواضع الآتية :

أ ـ فى جواب الاستفهام :

كما هو فى قوله تعالى : (وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ ١٠ نارٌ حامِيَةٌ) [القارعة : ١٠ ، ١١] ، حيث (نار حامية) جملة اسمية ، والتقدير : هى نار حامية ، فتكون (نار) خبرا لمبتدإ محذوف دل عليه السياق.

وتقول : كيف محمود؟ فيجاب : طيب ، أى : محمود طيب ، فيكون (طيب) خبرا لمبتدإ محذوف لدلالة السؤال عليه.

وكأن تقول فى الإجابة عن السؤال (من هذا؟) : الأول ، حيث (الأول) جملة اسمية تقديرها : هذا الأول ، فحذف المبتدأ لذكره فى السؤال.

ملحوظة :

من الأفضل أن يحتسب المسؤول عنه ـ هو الطرف المجهول لدى المتحدث بالسؤال ـ الركن الثانى من جملة الجواب ، وأن يحتسب الطرف المذكور فى السؤال طرفا أول ، سواء ذكر فى الجواب ، أم لم يذكر. فإذا سألت : من الأول؟ فيجاب بالقول : محمود ، يكون (محمود) خبرا ؛ لأن المبتدأ هو المذكور فى السؤال ولم يلفظ به الجواب.

ب ـ بعد فاء الجزاء أو الجواب :

كما هو فى قوله تعالى : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ)(١) [الجاثية : ١٥ ، فصلت : ٤٦]

__________________

(١) (من) اسم موصول مبنى على السكون فى محل رفع ، مبتدأ. (عمل) فعل ماض مبنى على الفتح ،

.

١٣١

والتقدير : فعمله لنفسه ، أو : فهو لنفسه ، فتكون شبه الجملة فى محل رفع ، خبرا لمبتدإ محذوف.

ومنه أن تقول : الذى ينتبه فى محاضراته فمتفوق ، أى : فهو متفوق ، حيث يجوز أن يكون (متفوق) خبرا لمبتدإ محذوف ، والجملة الاسمية فى محل رفع ، خبر المبتدإ الاسم الموصول (الذى) ، ويجوز أن يكون (متفوق) خبر الاسم الموصول.

ومثله قولك : كلّ أعمالك فلك أو عليك ، والتقدير : فهى لك أو عليك.

ج ـ بعد (إذا) الفجائية :

كقولك : فتحت الباب فإذا الصديق ، أى : فإذا هو الصديق ، فيكون (الصديق) خبرا لمبتدإ محذوف ، ويجوز التقدير : فإذا الصديق موجود ، فيكون مبتدأ خبره محذوف. ومنه خرجت فإذا السبع.

د ـ بعد القول :

نحو قوله تعالى : (وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها)(١) [الفرقان : ٥] ، والتقدير : هذه أساطير ، أو : هى أساطير.

__________________

وفاعله ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. (صالحا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (فلنفسه) الفاء للجواب والجزاء حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. اللام : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. نفس : اسم مجرور بعد اللام ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر المبتدإ. أو فى محل رفع ، خبر لمبتدإ محذوف ، والجملة الاسمية فى محل رفع ، خبر المبتدإ (من).

ويجوز أن تجعل (من) اسم شرط. وجملة الشرط (عمل صالحا) ، وجملة جواب الشرط (فهو لنفسه) (١) (قالوا) فعل ماض مبنى على الضم ، وواو الجماعة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. (أساطير) خبر المبتدإ محذوف مرفوع وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية فى محل نصب ، مقول القول. (اكتتبها) اكتتب : فعل ماض مبنى على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. وضمير الغائبة مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل نصب ، حال من أساطير. ويجوز أن تكون فى محل رفع ، خبرا ثان للمبتدإ المحذوف ، ويجوز ألا تقدر محذوفا ، وتكون (أساطير) مبتدأ خبره الجملة الفعلية (اكتتبها).

١٣٢

ومنه قوله تعالى : (وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ)(١) [القصص : ٩] ، والتقدير : هو قرة ، أو : هذا قرة.

ه ـ ما يدلّ عليه المقام والحال أو السياق :

كأن تقول أثناء رؤية شخص ما : صديقى أحمد ، والتقدير : هذا صديقى أحمد ، فيكون (صديق) خبرا لمبتدإ محذوف.

ومنه قوله تعالى : (سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها) [النور : ١] ، والتقدير : هذه سورة ، أو : المتلو ، أو الآتى ، أو المذكور سورة ، فيكون (سورة) خبرا لمبتدإ محذوف.

ومثله قوله : (بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(٢) [التوبة : ١] ، حيث جواز التقدير : هذه براءة ، أو : الآيات التالية براءة.

__________________

(١) (قالت) قال : فعل ماض مبنى على الفتح ، والتاء حرف تأنيث مبنى لا محل له من الإعراب. (امرأة) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، و (فرعون) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ؛ لأنه ممنوع من الصرف. (قرة) خبر لمبتدإ محذوف مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف و (عين) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. والجملة الاسمية فى محل نصب ، مقول القول. (لى) اللام حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم مبنى في محل جر باللام ، وشبه الجملة فى محل رفع ، نعت لقرة ، ويجوز أن تتعلق به. (ولك) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. اللام : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المخاطب مبنى في محل جر باللام. وشبه الجملة معطوفة على سابقتها.

(٢) (براءة) خبر لمبتدإ محذوف مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، ويجوز أن تكون مبتدأ خبره (إلى الذين). (من) حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. (الله) لفظ الجلالة اسم مجرور وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلقة بالبراءة. (ورسوله) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. رسول : اسم مجرور بالعطف على لفظ الجلالة مجرور وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (إلى الذين) إلى : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. الذين : اسم موصول مبنى فى محل جر. وشبه الجملة إما فى محل رفع خبر براءة ، أو متعلقة بخبر محذوف ، وإما متعلقة بالبراءة. (عاهدتم) عاهد : فعل ماض مبنى على السكون ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. (من المشركين) من : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. المشركين : اسم مجرور بعد من مجرور ، وعلامة جره الياء ، وشبه الجملة متعلقة بالمعاهدة.

١٣٣

كما يجوز حذف الخبر لدليل مقامىّ أو حالىّ أو سياقىّ ، كأن تقول فى مدرج الحديث : معى أخى علىّ وابنى محمود ، ثم تسكت وتستأنف بالقول : وصديقى أحمد ، فيكون التقدير : وابنى محمود معى ، وصديقى أحمد كذلك ، أو معى ، فالخبر محذوف دل عليه ما سبق من حديث.

أو تقول عقب حديث ما : كلّ ذلك رغبة في القرب منه ، والتقدير : كل ذلك حدث ، أو : وقع ، فيكون الخبر محذوفا تقديره الجملة الفعلية (حدث) ، وتكون (رغبة) مفعولا لأجله منصوبا.

ومن حذف الخبر قوله تعالى : (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ)(١) [الطلاق : ٤] حيث (اللائى لم يحضن) مبتدأ خبره محذوف تقديره : كذلك ، أو : فعدّتهن ثلاثة أشهر.

__________________

(١) (اللائى) اسم موصول مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (يئسن) يئس : فعل ماض مبنى على السكون ، ونون النسوة ضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب.

(من المحيض) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. المحيض : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة باليأس. (من نسائكم) من : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. نساء : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف ، وضمير الغائبين مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. وشبه الجملة بيان للاسم الموصول فى محل نصب ، حال. (إن) حرف شرط جازم مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. (ارتبتم) ارتاب : فعل ماض مبنى على السكون وضمير المخاطبين مبنى فى محل رفع ، فاعل. (فعدتهن) الفاء حرف رابط الشرط بجوابه للجزاء مبنى ، لا محل له من الإعراب. عدة : مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، وضمير الغائبات مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (ثلاثة) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف و (أشهر) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، والجملة الاسمية فى محل جزم ، جواب الشرط ، والتركيب الشرطى فى محل رفع ، خبر المبتدإ الاسم الموصول.

ويجوز أن تجعل الجملة الاسمية (فعدتهن ثلاثة أشهر) فى محل رفع ، خبر الاسم الموصول ، فيكون الشرط اعتراضيا ، وقد حذف جوابه لدلالة السياق عليه.

(واللائى) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. اللائى اسم موصول مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (لم يحضن) لم : حرف نفى وجزم وقلب مبنى ، لا محل له من الإعراب. يحيض : فعل مضارع مبنى على السكون فى محل جزم. ونون النسوة ضمير مبنى في محل رفع ، فاعل. والجملة الفعلية صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب. وخبر المبتدإ محذوف تقديره : كذلك ، أو جملة اسمية : فعدتهن ثلاثة أشهر.

١٣٤

ومنه : (أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها) [الرعد : ٣٥] ، أى وظلّها دائم.

وجوب حذف المبتدإ

يجب أن يحذف المبتدأ فى المواضع الآتية :

أ ـ المبتدأ المقدر فى موضع قطع النعت عن المنعوت :

إذا كان المنعوت معلوما وواضحا بدون النعت فإنه يجوز أن يقطع النعت عن المنعوت ، حيث يمثل النعت جملة فعلية فينصب على المفعولية ، ويجوز أن يمثل جملة اسمية فيرفع على الخبرية لمبتدإ محذوف عائد على المنعوت ، كما فى قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*) حيث يجوز رفع كلّ من (الرحمن والرحيم) ، على أنهما خبران لمبتدأين محذوفين وجوبا ، والتقدير : هو الرحمن ، وهو الرحيم ، وذلك على سبيل المدح والتعظيم.

ويجوز القطع على سبيل الذمّ ، كما فى : أعوذ به من الشيطان الرجيم. والتقدير : هو الرجيم.

كما يجوز على سبيل الإشفاق والترحم ، نحو : أعطيت جارى المسكين ، والتقدير : هو المسكين.

ب ـ المبتدأ المخبر عنه بقسم صريح يصح أن يكون خبرا لا غير :

وذلك احترازا من القسم الذى يصحّ أن يكون مبتدأ. من ذلك قولك : فى ذمتى لأرضينّ الله. والتقدير : فى ذمتى قسمى ، فتكون شبه الجملة المقسم بها (فى ذمتى) خبرا ، والمبتدأ يكون محذوفا ، ويقدر دائما من لفظ القسم (قسمى).

يلحظ أن المقصود بالقسم الصريح التراكيب التى تكون للقسم دون غيره من الدلالات الأخرى ، فمثلا إذا قلت : عهد الله لأفعلنّ كذا ؛ فإن المقسم به (عهد الله) ليس بقسم صريح ؛ لأنه يصلح لغير القسم ؛ ولذلك فإن التقدير هنا يكون : علىّ عهد الله.

١٣٥

ومنه قول ليلى الأخيلية :

تساور سوّارا إلى المجد والعلا

وفى ذمّتى لئن فعلت لتفعلا (١)

أي : وفى ذمتى قسمى. فيكون (فى ذمتى) قسما شبه جملة خبرا لمبتدإ محذوف.

ج ـ المبتدأ المخبر عنه بمصدر نائب مناب فعله :

إذا ناب المصدر مناب فعله فى سياق حديث ما فإن لك فيه ثلاثة أوجه :

١ ـ أن يرفع على أنه مبتدأ خبره محذوف.

٢ ـ أن يرفع على أنه خبر لمبتدإ محذوف.

٣ ـ أن ينصب على المصدرية.

مثال ذلك قولك : سمع وطاعة ، حيث التقدير : سمع وطاعة منى ، أو أمثل ، أو : أمرى سمع وطاعة ، أو : أسمع سمعا ، وأطيع طاعة. فعلى الأول مبتدأ ، وعلى الثانى خبر ، وعلى الثالث مصدر.

__________________

(١) الديوان ١٠١ / الكتاب ٣ ـ ٥١٢ / المقتضب ٣ ـ ١١ / الكشاف ٢ ـ ٥٠٤ / شرح المفصل ١ ـ ١١٨ / شفاء العليل ١ ـ ٢٧٩ / العينى ١ ـ ٥٦٩ / شرح التصريح ١ ـ ١٧٧.

تساور : تواتب وتغالب ، سوار : زوج الشاعرة.

(تساور) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والفاعل مستتر تقديره : هى. (سوارا) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (إلى المجد) إلى : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. المجد : اسم مجرور بعد إلى وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بالمساورة. (والعلا) الواو : حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. العلا : معطوف على المجد مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر. (وفى ذمتى) الواو حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب فى : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. ذمة : اسم مجرور بعد فى وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. وشبه الجملة في محل رفع ، خبر المبتدإ محذوف ، والتقدير : قسمى في ذمتى. (لئن) اللام : موطئة للقسم حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. إن : حرف شرط جازم مبنى على السكون ، لا محل له من الإعراب. (فعلت) فعل : فعل الشرط ماض مبنى على السكون ، وضمير المخاطب التاء مبنى فى محل رفع ، فاعل. (لتفعلا) اللام حرف واقع فى جواب القسم مؤكد مبنى ، لا محل له من الإعراب. تفعل : فعل مضارع مبنى على الفتح ؛ لاتصاله بنون التوكيد المباشرة فى محل رفع. والنون حرف توكيد مبنى لا محل له من الإعراب ، والألف المكتوبة نون في النطق وهي نون التوكيد. والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنت ، والجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها من الإعراب ، وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها السياق.

١٣٦

ومنه قوله تعالى : (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) [يوسف : ١٨].

حيث التقدير : صبر جميل أمثل لى ، أو : أمرى صبر جميل ، أو : اصبرى يا نفس صبرا جميلا.

ومنه قول المنذر بن درهم :

فقالت حنان ما أتى بك هاهنا

أذو نسب أم أنت بالحىّ عارف (١)

(حنان) مصدر بدل من لفظ فعله ، فيجوز فيه الأوجه الثلاثة السابقة.

وقول الشاعر :

شكا إلىّ جملى طول السّرى

صبر جميل فكلانا مبتلى (٢)

__________________

(١) يرجع إلى : الكتاب ١ ـ ٣٢٠ ، ٣٢٩ / المقتضب ٣ ـ ٣٢٥ / الأشمونى ١ ـ ٣٤٨ / شرح التصريح ١ ـ ١٧٧.

(قالت) قال : فعل ماض مبنى على الفتح. والتاء حرف تأنيث مبنى لا محل له من الإعراب. (حنان) خبر لمبتدإ محذوف مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والتقدير : أمرى حنان. ويجوز أن يكون مبتدأ خبره محذوف ، والتقدير : حنان منى. والجملة الاسمية فى محل نصب ، مقول القول. (ما) اسم استفهام مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (أتى) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، منع من ظهوره التعذر ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : هو. والجملة فى محل رفع ، خبر المبتدإ. (بك) الباء حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المخاطب مبنى فى محل جر بالباء ، وشبه الجملة متعلقة بالإتيان. (هاهنا) ظرف مكان إشارى مبنى فى محل نصب متعلق بالإتيان. (أذو) الهمزة : حرف استفهام مبنى ، لا محل له من الإعراب. ذو : خبر لمبتدأ محذوف مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه من الأسماء الستة ، والتقدير : أأنت ذو. (نسب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (أم) المعادلة حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أنت) ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (بالحى) الباء : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب. الحى : اسم مجرور بعد الباء ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة متعلقة بعارف. (عارف) خبر أنت مرفوع وعلامة رفعه الضمة. والجملة معطوفة على سابقتها ، ولا محل لهما من الإعراب ؛ لأنهما مفسرتان.

(٢) (شكا) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، منع من ظهوره التعذر. (إلىّ) إلى : حرف جر مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر بالياء. وشبه الجملة متعلقة بالشكوى. (جملى) جمل :فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسرة المناسبة لضمير المتكلم.

وهو مضاف ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (طول) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، و (السرى) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة ، منع من ظهورها

١٣٧

والتقدير : أمرنا صبر جميل.

ومه قوله تعالى : (طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ) [النور : ٥٣].

وقد يبرز المبتدأ فى هذا الموضع اضطرارا ، كما جاء فى قول الشاعر :

فقالت على اسم الله أمرك طاعة

وإن كنت قد كلفت ما لم أعوّد

حيث (أمرك طاعة) جملة اسمية مذكور ركناها.

د ـ المخبر عنه بمخصوص بالمدح أو الذم :

المخصوص بالمدح أو الذم له ثلاثة أوجه إعرابية ، منها أن يكون خبرا لمبتدإ محذوف (١) ، فقولك : نعم العارف بالله محمد ، فيه المخصوص بالمدح (محمد) يجوز أن تجعله خبرا لمبتدإ محذوف ، والتقدير : هو محمد.

ومثله أن تقول : بئس خلقا الكذب ، والتقدير : هو الكذب.

ه ـ المخبر عنه بمخصوص بعد (لا سيما):

الاسم المخصوص بـ (لا سيما) فيه أوجه إعرابية ، تختلف بين الرفع والنصب والجر ، ووجه الرفع فيه أن يكون خبرا لمبتدإ محذوف (٢) ، ففى قولك : أهوى قراءة الكتب ولا سيما كتب النحو ، يكون التقدير حين رفع (كتب) ، ولا سيما هى كتب النحو ، فيكون (كتب) خبرا لمبتدإ محذوف ، والجملة الاسمية (هى كتب) إما أن

__________________

التعذر. (صبر) خبر لمبتدإ محذوف مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. أو مبتدأ خبره محذوف. (جميل) نعت لصبر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (فكلانا) الفاء تعليلية حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (كلا) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر ، وهو مضاف ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (مبتلى) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر.

(١) الوجهان الآخران لإعراب المخصوص بالمدح أو الذم هما :

أ ـ أن يكون مبتدأ خبره محذوف ، والتقدير : محمد الممدوح.

ب ـ أن يكون مبتدأ مؤخرا خبره المقدم جملة المدح ، والتقدير : محمد نعم العارف.

(٢) أما الجر فعلى احتساب (ما) زائدة ، ويكون ما بعدها مجرورا بالإضافة إلى سى ، أما النصب فعلى احتساب (ما) نكرة مميزة ، ويكون ما بعدها تمييزا لها منصوبا ، ويشترط فيه كى ينصب أن يكون نكرة ؛ لأن التمييز لا يكون إلا نكرة.

١٣٨

تكون صلة موصول ، و (ما) موصولة فى محل جر بالإضافة إلى (سى) ، وقد تعدّها نكرة مبنية موصوفة فى محلّ جر بالإضافة إلى (سى) فتكون الجملة الاسمية فى محل جرّ ، نعت لها.

ومن ذلك قولك : أحرص على أصدقائى ولا سيما صديق وفىّ.

و ـ المخبر عنه فى إجابة سؤال تضمنها ملفوظ السؤال :

كما هو فى قولهم : من أنت ، فلان؟ والتقدير : مذكورك فلان. فيكون (فلان) خبرا لمبتدإ محذوف وجوبا.

مواضع وجوب حذف الخبر

يجب أن يحذف الخبر فى المواضع الآتية :

أ ـ بعد (لو لا) الامتناعية :

يجب أن يحذف الخبر بعد (لو لا) الشرطية الامتناعية ، وذلك لكثرة استعماله ، ولدلالته على معنى ثابت ؛ لهذا فإنه يشترط فيه أن يدلّ على كون مطلق ، أى : يدل على معنى الكونية أو الوجودية أو الثبوت ، نحو قولك : لو لا أخوك لقاطعتك ، والتقدير : لو لا أخوك موجود لقاطعتك ، فيكون (أخو) مبتدأ خبره محذوف وجوبا.

ومنه قوله تعالى : (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ)(١) [البقرة : ٢٥١] ، حيث (دفع) مبتدأ خبره محذوف.

__________________

(١) (لو لا) حرف امتناع لوجود ، مبنى لا محل له من الإعراب. (دفع) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، خبره محذوف وجوبا ، وهو مضاف و (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وهو الفاعل. (الناس) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (بعضهم) بعض : بدل من الناس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وضمير الغائبين هم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (ببعض) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالدفع. (لفسدت) اللام للتوكيد حرف واقع فى جواب شرط لو لا مبنى لا محل له من الإعراب. فسدت : فعل ماض مبنى على الفتح. والتاء حرف تأنيث مبنى لا محل له من الإعراب. وهو فعل جواب لو لا. (الأرض) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.

١٣٩

فإن كان كونا مقيدا ولم يدلّ عليه دليل وجب ذكره ، كأن تقول : لو لا أخوك سالمنا ما سالمناه ، حيث الجملة الفعلية (سالمنا) فى محل رفع ، خبر المبتدإ (أخوك).

ومنه قوله عليه السّلام : «لو لا قومك حديثو عهد بكفر لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم» حيث (حديثو) خبر المبتدإ (قوم).

ب ـ بعد المبتدإ الدالّ على القسم الصريح الصالح للابتدائية :

إذا كان المبتدأ لفظا دالا على القسم الصريح ويصلح للابتدائية فإن الخبر يقدر محذوفا ، وهو لفظ (قسمى) ، وقد قدرناه فى القسم فى قضية حذف المبتدإ ، وذلك نحو : لعمرى لأخلصنّ فى عملى ، حيث التقدير لعمرى قسمى ، فيكون (عمر) مبتدأ مرفوعا مقدرا ، خبره محذوف تقديره (قسمى).

ومنه قوله تعالى : (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) [الحجر : ٧٢] ، والتقدير : لعمرك قسمى.

يلاحظ أن الخبر قد وجب حذفه ؛ لأنه يدل على معنى ثابت ، وهو القسم.

كما يلحظ أن المقدر (دائما) فى القسم الصريح لفظ (قسمى) ، فإذا كان المقسم به صالحا للابتدائية فإن المحذوف يكون خبرا ، وإذا لم يصلح للابتدائية فإن المحذوف يكون مبتدأ.

ج ـ بعد المبتدإ المتبوع بواو المصاحبة الصريحة :

يحذف خبر المبتدإ المعطوف عليه بملازم له بواسطة واو المصاحبة الصريحة ، ذلك نحو : كلّ طالب وكتابه. حيث (كل) مبتدأ مرفوع ، وقد عطف عليه (كتاب) باستعمال واو المصاحبة ، أما خبره فمحذوف ، والتقدير : متلازمان ، أو موجودان.

ومن ذلك : كلّ رجل وضيعته ، كلّ صانع وما صنع ، كلّ فلاح وفأسه الجندىّ وسلاحه. أنت ورأيك. كلّ عمل وجزاؤه. كلّ ثوب وقيمته.

ويلاحظ أن الخبر ذو معنى ثابت يدلّ على التلازم.

١٤٠