تفسير القرآن العظيم - ج ٨

عبد الرحمن بن محمّد ابن إدريس الرازي ابن أبي حاتم

تفسير القرآن العظيم - ج ٨

المؤلف:

عبد الرحمن بن محمّد ابن إدريس الرازي ابن أبي حاتم


المحقق: أسعد محمّد الطيّب
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٥٢

القرآن وعلومه تفسير القرآن

[١٥٤٧٩] حدثنا المنذر بن شاذان ، ثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أبو الأشهب قال الحسن في قوله : (وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً) قال كم من رجل يقرأه ويخر عليها أصم أعمى.

[١٥٤٨٠] حدثنا أسيد بن عاصم ، ثنا عبد الله بن حمران ، ثنا ابن عون قال : سألت الشعبي قلت : الرجل يرى القوم سجدوا ولم يسمع ما سجدوا أيسجد معهم؟ قال : فتلا هذه الآية : (وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً)

[١٥٤٨١] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلىّ أنبأ أصبغ بن الفرج قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد في قول الله : (وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً) قال : هذا مثل ضربه الله لهم لم يدعوها إلى غيرها ، وقرأ : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) الآية

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا) الآية.

[١٥٤٨٢] حدثنا أبى ثنا نعيم بن حماد وعبدة بن سليمان قالا : ، ثنا ابن المبارك ، ثنا صفوان بن عمرو أخبرنى عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه قال : جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوما فمر به رجل فقال : طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت فاستغضب المقداد فجعلت أعجب من غضبه. فقلت : والله ما قال إلا خيرا ثم أقبل عليه فقال : ما بال الرجل يتمنى محضرا غيب عنه لو شهده كيف يكون فيه ، والله لقد حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوام أكبهم الله على مناخرهم في جهنم لم يجيبوه ولم يصدقوه أولا تحمدون ربكم إذ أخرجكم الله لا تعرفون إلا ربكم مصدقين بما جاء به نبيكم فقد كفيتم البلاء والله لقد بعث نبيكم على أشد حال بعث عليه نبي من الأنبياء في فترة وجاهلية ما يرون أن دينا أفضل من عبادة الأوثان. فجاء بفرقان فرق بين الحق والباطل وفرق بين الوالد وولده حتى إن الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافرا وقد فتح الله قفل قلبه للإيمان. فيعلم أنه إن هلك دخل النار فلا تقر عينه وهو يعلم أن حبيبه في النار وإنها للتي قال الله : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ)

٣٠١

[١٥٤٨٣] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : (رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) يعنون من يعمل بالطاعة فتقر به أعيننا في الدنيا والآخرة.

[١٥٤٨٤] حدثنا أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني أنبأ حفص بن عمر ، ثنا الحكم بن أبان ، عن عكرمة في قوله : (هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) لم يريدوا بذلك صاحبة ولا جمالا ولكن أرادوا أن يكونوا مطيعين.

[١٥٤٨٥] حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني ، ثنا مسدد ، ثنا يحيي ، عن حزم القطعي قال : سمعت كثير بن زياد قال للحسن يا أبا سعيد قول الله : (هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) ما هذه القرة الأعين أفي الدنيا أم في الآخرة؟ قال : لا والله بل في الدنيا قال : فما هي؟ قال : أيرى الله العبد المسلم من زوجته من أخيه من ولده من حميمه طاعة الله لا والله ما شيء أقر لعين المسلم من أن يرى ولدا أو ولد أو أخا أو حميما مطيعا لله.

قوله تعالى : (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ)

[١٥٤٨٦] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيي بن عبد الله حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير في قول الله : (لِلْمُتَّقِينَ) يعني الذين يتقون الشرك.

قوله تعالى : (إِماماً)

[١٥٤٨٧] حدثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) يقول : أئمة هدى ليهتدي بنا ولا تجعلنا أئمة ضلالة لأنه قال لأهل السعادة : (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً (يَهْدُونَ) بِأَمْرِنا) ولأهل الشقاوة : وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) وروى ، عن أبى صالح وعبد الله بن شوذب نحو ذلك.

[١٥٤٨٨] حدثنا محمد بن يزيد المقرئ ، ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) قال : يأتم بهم ويقتدي بهم حين يقتدي بنا من بعدنا.

٣٠٢

[١٥٤٨٩] حدثنا أبي ثنا عبد الرحمن بن يحيي بن إسماعيل ، ثنا الوليد بن جابر قال سألت مكحولا ، عن قول الله : (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) قال : أئمة في التقوى حتى نأتم بمن كان قبلنا ويأتم بنا من بعدنا وروى عن الحسن وقتادة والربيع بن أنس والسدى نحو ذلك.

[١٥٤٩٠] حدثنا أبي ثنا محمد بن سعيد بن الوليد الخزاعي ، ثنا وكيع ، عن النضر بن عربي ، عن عكرمة في قوله : (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) قال : مثالا.

[١٥٤٩١] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيي بن عبد الله حدثني عبد الله بن لهيعة حدثني عطاء ، عن سعيد بن جبير في قول الله : (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) يعني اجعلنا أئمة في الخير نعبدك ربنا فأخبر بثوابهم.

[١٥٤٩٢] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا يحيي بن أيوب الزاهد قال : سمعت أبا حفص الأبار يقول : قلت للسدى رأيتك في المنام كأنك تؤم الناس قال : فقال : إن قوله : (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) ليس أن يؤم الرجل الناس ، إنما قالوا : اجعلنا أئمة لهم في الحلال والحرام يقتدون بنا فيه.

[١٥٤٩٣] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا عبد الله بن عامر بن زرارة الحضرمي ، ثنا سعيد بن خيثم ، عن القاسم بن الأرقم قال : قلت لجعفر بن محمد يقول الرجل في الصلاة اللهم اجعلني (لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) قال : نعم وتدري ما ذاك قال : قلت : لا. قال : يقول اللهم اجعلني في المسلمين رضيا ، وإذا قلت صدقوني وقبلوا ذاك مني.

قوله تعالى : (أُوْلئِكَ)

[١٥٤٩٤] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيي بن عبد الله حدثني ابن لهيعة حدثني عطاء ، عن سعيد بن جبير في قول الله : (أُوْلئِكَ) يعني الذين في هؤلاء الآيات وفي قوله : (يُجْزَوْنَ) يعني في الآخرة.

قوله تعالى : (الْغُرْفَةَ)

[١٥٤٩٥] حدثنا ابو سعيد الأشج ، ثنا أبو خالد ، عن جويبر ، عن الضحاك : (أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ) قال : الغرفة الجنة ـ وروى عن سعيد بن جبير وأبى جعفر محمد بن علي والسدى مثل ذلك.

٣٠٣

قوله تعالى : (بِما صَبَرُوا)

[١٥٤٩٦] حدثنا ابو زرعة ، ثنا يحيي بن عبد الله بن بكير حدثني عبد الله بن لهيعة حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير في قول الله : (بِما صَبَرُوا) على أمر ربهم.

[١٥٤٩٧] حدثنا أنبأ ثنا عبدة بن سليمان ، ثنا أبو الربيع الصوفي ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر في قوله : (أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا) على الفقر في الدنيا.

قوله تعالى : (وَيُلَقَّوْنَ فِيها)

[١٥٤٩٨] حدثنا ابي ثنا يحيي بن المغيرة ، ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن مجاهد يعني قوله : (وَيُلَقَّوْنَ فِيها) قال : تتلقاهم الملائكة الذين كانوا قرناءهم في الدنيا يوم القيامة

[١٥٤٩٩] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيي حدثني ابن لهيعة حدثني عطاء ، عن سعيد في قول الله : (وَيُلَقَّوْنَ فِيها) يعني تتلقاهم الملائكة.

قوله تعالى : (تَحِيَّةً وَسَلاماً)

[١٥٥٠٠] به عن سعيد في قول الله : (وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً) يعني تتلقاهم الملائكة بالتحية والسلام.

[١٥٥٠١] حدثنا علي بن حرب الموصلي ، ثنا أبو داود الحضري ، عن سفيان ، عن عاصم قال : لقى ابن سيرين رجل فقال : حياك الله فقال إن أفضل التحية تحية أهل الجنة السلام.

قوله تعالى : (خالِدِينَ فِيها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً)

[١٥٥٠٢] حدثنا ابو زرعة ، ثنا يحيي حدثني ابن لهيعة حدثني عطاء ، عن سعيد في قول الله : (خالِدِينَ فِيها) يعني : لا يموتون قوله : (حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا) يعني مستقرهم في الجنة وقوله : (وَمُقاماً) يعني مقام أهل الجنة.

٣٠٤

قوله تعالى (قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي)

[١٥٥٠٣] حدثنا ابي ثنا عبدة ، ثنا مصعب يعني ابن ماهان ، عن سفيان ، عن أبي يعلي ، عن عمرو بن شعيب في قوله : (قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي) قال : ما يصنع بكم ربي

[١٥٥٠٤] حدثنا أبي ، ثنا آدم ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : (قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي) يقول : ما يفعل بكم ربي.

قوله تعالى : (لَوْ لا دُعاؤُكُمْ)

[١٥٥٠٥] حدثنا أبى ، ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : (لَوْ لا دُعاؤُكُمْ) يقول : لولا إيمانكم فأخبر الله الكفار أنه لا حاجة له بهم إذ لم يخلقهم مؤمنين. ولو كان له بهم حاجة لحبب إليهم الإيمان كما حببه إلى المؤمنين.

[١٥٥٠٦] حدثنا ابو سعيد الأشج ، ثنا ابو أسامة ، عن شبل ، عن ابن ابي نجيح ، عن مجاهد : (لَوْ لا دُعاؤُكُمْ) قال : دعاؤه إياكم لتعبدوه وتطيعوه.

[١٥٥٠٧] حدثني أبي ، ثنا عبدة بن سليمان ، ثنا مصعب بن ماهان ، عن سفيان ، عن أبي يعلي الثقفي ، عن عمرو بن شعيب في قوله : (لَوْ لا دُعاؤُكُمْ) قال : لولا أدعوكم إلى الإسلام فتستجيبون لي.

قوله تعالى : (فَقَدْ كَذَّبْتُمْ)

[١٥٥٠٨] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا أبو الطاهر حدثني موسى بن ربيعة بن موسى بن سويد الجمحي قال : سمعت الوليد بن أبى الوليد يقول : بلغني أن تفسير هذه الآية (قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ) ما خلقتكم لي بكم حاجة إلا أن تسألون فأغفر وتسألوني فأعطكم.

[١٥٥٠٩] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا الهيثم بن يمان ، ثنا رجل سماه ، عن السدى : (فَقَدْ كَذَّبْتُمْ) يقول : لقريش.

٣٠٥

[١٥٥١٠] حدثنا أبو زرعة ، ثنا أبو الربيع الزهراني ، ثنا أبو قتيبة ، ثنا سعيد بن أدهم بن طريف السدوسي قال : سمعت سلمان أبا عبد الله قال : صليت خلف عبد الله بن الزبير فقرأ : فقد كذب الكافرون فسوف يكون لزاما

[١٥٥١١] حدثنا أبي ثنا عبد العزيز بن منيب ، ثنا أبو معاذ ، عن عبيد بن سليمان ، عن الضحاك في قوله : (فَقَدْ كَذَّبْتُمْ) الكفار كذبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من عند الله.

قوله تعالى : (فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً)

[١٥٥١٢] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عبيد الله ، عن إسرائيل ، عن السدى ، عن أبي مالك : (فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً) يوم بدر ـ وروى ، عن أبى بن كعب وعبد الله بن مسعود ومحمد بن كعب القرظي ومجاهد وقتادة والضحاك نحو ذلك.

والوجه الثاني :

[١٥٥١٣] حدثنا محمد بن يحيي ، أنبأ العباس بن الوليد ، ثنا يزيد بن زريع ، ثنا سعيد ، عن قتادة : (فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً) قال : كان الحسن يقول ذلك يوم القيامة.

والوجه الثالث :

[١٥٥١٤] حدثنا أبي ثنا يحيي بن صالح الوحاظي ، ثنا أبو معشر ، عن محمد بن كعب في قوله : (لِزاماً) قال موتا.

[١٥٥١٥] حدثنا عبد الله بن سليمان ، ثنا الحسين بن علي ، ثنا عامر بن الفرات ، ثنا أسباط ، عن السدى قوله : (يَكُونُ لِزاماً) قال : اللزام القتل الذي أصابهم يوم بدر

[١٥٥١٦] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا الهيثم بن يمان ، ثنا رجل سماه ، عن السدى : (فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً) يقول : عذابا فكان يوم بدر العذاب.

آخر تفسير سورة الفرقان

٣٠٦

سورة الشعراء

٢٦

قوله عز وجل : (طسم)

[١٥٥١٧] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح كاتب الليث حدثني معاويه بن صالح ، عن علي بن أبي طلحه ، عن ابن عباس قوله : (طسم) قال : أنه قسم أقسمه الله وهي من اسماء الله

[١٥٥١٨] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا المقدسي ، ثنا رجل سماه ، ثنا محمد بن إسحاق ، عن محمد بن كعب (طسم) قال : الطاء من الطول والسين من القدوس والميم من الرحمن

قال السدي : هذه حروف من الهجاء من الأسماء المقطعة وروي ، عن مجاهد أنه هجاء مقطوع

والوجه الثاني

[١٥٥١٩] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا إسماعيل بن موسى ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن أبي بكر الهذلي قال : لقد رأيت الحسن البصري قصر ، عن التفسير حين قدم عكرمه البصرة فأتيت الحسن يوما في منزله فوجدته يصلي ، فقعدت مع ابنه حتى قضى صلاته فلما قضى أتيته فقلت يا أبا سعيد قول الله عز وجل في كتابه : (طسم)؟ قال : فواتح افتتح الله بها كتابه أو القران.

[١٥٥٢٠] حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد. ، ثنا يزيد بن زريع ، ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : (طسم) قال : اسم من أسماء القرآن اقسم به ربك.

قوله : (تِلْكَ)

[١٥٥٢١] حدثنا موسى بن أبي موسى الأنصاري ، ثنا هارون بن حاتم ، ثنا عبد الرحمن بن أبي حماد ، ثنا أسباط ، عن السدي ، عن أبي مالك قوله : (تِلْكَ) يعني هذه.

٣٠٧

قوله : (آياتُ)

[١٥٥٢٢] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا علي بن زنجه ، ثنا علي ابن الحسين ، عن الحسين بن واقد ، عن مطر (تِلْكَ آياتُ) قال : الزبور

قوله : (الْكِتابِ) آية ٢

[١٥٥٢٣] حدثنا ابو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء ، عن سعيد بن جبير في قول الله : (الْكِتابِ) يعني القرآن وروي ، عن ابن عباس والحسن البصري مثل ذلك

والوجه الثاني

[١٥٥٢٤] حدثنا أبي ثنا سهل بن عثمان ، ثنا ابن السماك ، عن أبي بكر ، عن الحسن في هذه الآية (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ) قال : التوراة والزبور حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني ، ثنا أبو الجماهر وثنا سعيد يعني ابن بشير ، عن قتادة (الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ) قال : الكتب التي خلت قبل القرآن (الْمُبِينِ) ايه قال : أيّ والله تبين بركته وهداه ورشده.

قوله تعالى : (لَعَلَّكَ)

[١٥٥٢٥] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله حدثني ، ابن لهيعة ، حدثني عطاء ، عن سعيد بن جبير قوله : (لَعَلَّكَ) يعني لكي.

[١٥٥٢٦] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن ابي يحيى ، عن مجاهد في قوله (لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ) قال : قاتل نفسك وروي ، عن الحسن وعكرمه وقتادة وعطية والضحاك مثل ذلك.

[١٥٥٢٧] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا نصر بن علي قال : سالت الأصمعي ، عن حديث النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ أتاكم اهل اليمن فقال : افصح فقلت : إن أبا أحمد الزبيري ، حدثني ، عن إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد (لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ) قال : قاتل نفسك قال : هذا الذي قلت لك بلغت بهم النصيحة حتي قتلوا أنفسهم.

٣٠٨

[١٥٥٢٨] أخبرنا العباس بن الوليد بن يزيد البيروتي قراءة أخبرني محمد بن شعيب بن شابور ، أخبرني عثمان ابن عطاء ، عن أبيه عطاء بن أبي مسلم الخراساني أما (لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ) فيقال : فعلك مخرج نفسك وقاتلها.

[١٥٥٢٩] حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، ثنا الحسين بن علي بن مهران ، ثنا عامر بن الفرات ، ثنا أسباط ، عن السدي قوله : (لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ) قال : قاتل نفسك حزنا ان لم يؤمنوا.

[١٥٥٣٠] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد بن اسلم في قوله : (لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) قال : لعلك من الحرص علي إيمانهم مخرج نفسك من جسدك.

قوله : (أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) آية ٣

[١٥٥٣١] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح حدثني معاويه بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) وقوله : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى) وقوله : (فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً) وقوله : (ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) قوله : (وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها) وقوله : (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً) وقوله : (جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً) وقوله : (مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ ، عَنْ ذِكْرِنا) وقوله : (إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى) وقوله : (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ) ونحو هذا من القرآن فان رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يحرص ان يؤمن جميع الناس ويتبعوه علي الهدي ، فأخبره الله أنه لا يؤمن إلا من سبق له من الله السعادة في الذكر الأول ولا يضل إلا من سبق له من الله الشقاء في الذكر الأول

قوله : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً)

[١٥٥٣٢] حدثنا أبي ، ثنا هشام بن عماره ، ثنا الوليد ، ثنا سعيد ، عن قتادة في قوله : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً) قال : لو نشاء قوله : (مِنَ السَّماءِ آيَةً) حدثنا أبي ، ثنا محمد بن كثير عن دازان في قوله : (نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ) الشمس من مغربها.

٣٠٩

قوله : (فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ) آية ٤

[١٥٥٣٣] حدثنا أبي ، ثنا هشام بن عمار ، ثنا الوليد ، عن سعيد ، عن قتادة (فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) حتى لا يلتفت أحد إلى معصية.

[١٥٥٣٤] أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني فيما كتب الي انا عبد الرزاق ، عن معمر عن قتادة (فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) قال : لو شاء الله انزل عليهم آية يذلون بها فلا يلوي احد منهم عنقه إلى معصية الله.

قوله تعالى : (خاضِعِينَ)

[١٥٥٣٥] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب اليّ ، أنبأ أصبغ قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد في قوله تعالى : (فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) قال : الخاضع الذليل

قوله : (وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ).

[١٥٥٣٦] حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد النرسي ، ثنا يزيد بن زريع ، ثنا سعيد ، عن قتادة (وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ) يقول : ما يأتيهم من شيء من كتاب الله (إِلَّا كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ) يقول إلا أعرضوا عنه وفي قوله : (فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا) يعني يوم القيامة (ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) يقول : أنباء ما استهزؤا به من كتاب الله عز وجل.

قوله : (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ)

[١٥٥٣٧] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : (مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) قال : من نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام

الوجه الثاني

[١٥٥٣٨] حدثنا أبي ، ثنا قبيصة ، ثنا سفيان ، عن رجل ، عن الشعبي في قوله (كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) قال : الناس من نبات الأرض فمن دخل الجنة فهو كريم ومن دخل النار فهو لئيم.

قوله : (كَرِيمٍ)

[١٥٥٣٩] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله ، حدثني ابن لهيعة حدثني عطاء عن سعيد بن جبير قوله : (كَرِيمٍ) يعني حسن وروي ، عن قتادة مثل ذلك.

٣١٠

قوله تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً)

[١٥٥٤٠] حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان ، ثنا أبو أسامه ، ثنا سفيان ، عن سماك ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً) قال : علامه ألم تر الي الرجل إذا أراد أن يرسل إلى أهله في حاجه أرسل بخاتمه أو بثوبه فعرفوا أنه حق وروي ، عن سعيد بن جبير نحو ذلك.

قوله : (وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) آية ٨

[١٥٥٤١] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى حدثنا ابن لهيعة ، حدثني عطا ، عن سعيد بن جبير قوله : (مُؤْمِنِينَ) يعني مصدقين.

قوله : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ) آية ٩

[١٥٥٤٢] حدثنا عصام بن رواد ، ثنا آدم ، ثنا أبو جعفر ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العليه (الْعَزِيزُ) قال : عزيز في نقمته إذا انتقم ، وروي ، عن قتادة والربيع بن أنس نحو ذلك.

[١٥٥٤٣] حدثنا محمد بن يحيى أنبأ أبو غسان ، ثنا مسلمة قال : محمد بن إسحاق (الْعَزِيزُ) قال : العزيز في نصرته ممن كفر به إذا شاء.

قوله : (الرَّحِيمُ)

[١٥٥٤٤] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء ، عن سعيد في قول الله : (الرَّحِيمُ) يعني رحيما بهم بعد التوبة.

قوله : (وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى)

[١٥٥٤٥] حدثنا عبد الله بن سليمان ، ثنا الحسين بن علي ، ثنا عامر بن الفرات ، عن أسباط ، عن السدي (وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى) قال : حين نودي (مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ).

قوله : (أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)

[١٥٥٤٦] حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس (الظَّالِمِينَ) يقول : الكافرين.

٣١١

قوله : (قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ) آية ١١

[١٥٥٤٧] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد ، ثنا أسباط ، عن السدي قال : خرج موسى وتبعهم فرعون علي مقدمته هامان في ألف ألف وسبعمائة ألف حصان ليس فيها ماذيانه.

قوله تعالى : (قالَ : رَبِّ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ) إلى قوله :

(يَنْطَلِقُ لِسانِي) آية ١٢

[١٥٥٤٨] حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي الثلح أنبأ يزيد بن هارون أنبأ أصبغ بن زيد ، ثنا القاسم بن أبي أيوب ، ثنا سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : شكا موسى إلى ربه ما يتخوف من آل فرعون في القتيل وعقده لسانه فانه كان في لسانه عقده تمنعه من كثير الكلام فأتاه الله سؤله فحل عقدة لسانه وفي قوله : (فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ) قال : سال ربه أن يعينه بأخيه هارون يكون له ردئا ويتكلم عنه بكثير مما لا يفصح به لسانه.

قوله : (وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ).

[١٥٥٤٩] حدثنا حجاج بن حمزه ، ثنا شبابه ، ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : (وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ) قال : قتل النفس الذي قتل فيهم.

[١٥٥٥٠] حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد ، ثنا بن زريع ، ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : (وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ) يعني النفس التي قتل.

قوله : (فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ)

[١٥٥٥١] حدثنا عمار بن خالد الواسطي ، حدثنا محمد بن الحسن ، ويزيد ابن هارون ، عن أصبغ بن زيد ، عن القاسم بن أبي أيوب حدثني سعيد بن جبير ، عن ابن عباس يعني قوله : (فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ) قال : شكي موسى ـ صلي الله عليه وسلم ـ إلى ربه ما يتخوف من آل فرعون في القتيل.

قوله : (كَلَّا فَاذْهَبا بِآياتِنا)

[١٥٥٥٢] حدثنا أبي ، ثنا سعيد بن داود حدثني حجاج ، عن أبي معشر ، عن محمد بن كعب يعني قوله : (قالَ : كَلَّا) قال : يقول الجبار عز وجل : كلا.

٣١٢

قوله : (إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ)

[١٥٥٥٣] حدثنا أبو عبد الله الطهراني محمد بن حماد فيما كتب إليّ أخبرنا إسماعيل بن عبد الكريم ، عن عبد الصمد بن معقل قال : سمعت وهبا يقول : قال لموسى يعني ربه عز وجل إني قد أقمتك اليوم في مقام لا ينبغي لبشر بعدك ان يقوم مقامك ادنيتك وقربتك حتي سمعت كلامي وكنت بأقرب الأمكنة مني فانطلق برسالتي فإنك بعيني وسمعي وان معك ايدي وبصري قوله تعالى : (فَأْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ)

[١٥٥٥٤] حدثنا محمد بن عمار بن الحارث ، ثنا سهل بن بكار ، ثنا أبو عوانة ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مقسم ، عن ابن عباس قال : لقد دخل موسى على فرعون وعليه زرمانقة من صوف ما يجاوز يديها مرفقه فاستؤذن علي فرعون فقال : أدخلوه فدخل فقال : إن إلهي أرسلني إليك فقال : للقوم حوله (ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي) قال : خذوه.

[١٥٥٥٥] حدثنا عمار بن خالد الواسطي ، ثنا محمد بن الحسن الواسطي ويزيد ابن هارون واللفظ لمحمد ، عن اصبغ بن زيد الوراق ، عن القاسم بن أبي أيوب حدثني سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : فانطلقا جميعا فأقاما علي بابه حينا لا يؤذن لهما ثم أذن لهما بعد حجاب شديد فقالا (إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ) قال : (فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى) فأخبراه الذي قص الله عز وجل في القرآن وذكر أيضا ، عن السدي لما نزل موسى علي امه بمصر ليلة الطفشيل ذهب هو وهارون وقد كتب غير مره وذكر ايضا غير ذا كتب في موضع أخر.

قوله : (أَنْ أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ)

[١٥٥٥٦] وبهذا الاسناد ، عن ابن عباس قال : قال : فرعون لموسى وهارون ، ما تريدان وذكره القتيل فاعتذر بما سمعت فقال : أريد ان تؤمن بالله عز وجل ، وأن ترسل معي بني إسرائيل قوله : (قالَ : أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً)

[١٥٥٥٧] حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد النرسي ، ثنا يزيد بن زريع ، ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : (أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً) قال : التقطه آل فرعون فربي فيهم

٣١٣

وليدا حتي كان رجلا قوله تعالى : (وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ)

[١٥٥٥٨] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابه ، ثنا ورقا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ) قتل النفس ايضا

[١٥٥٥٩] حدثنا محمد بن يحيى ، أنبأ العباس بن الوليد ، ثنا يزيد بن زريع ، ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ) يقول قتل النفس التي قتلت قوله : (وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ).

[١٥٥٦٠] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد ، ثنا أسباط ، عن السدى (وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ) معنا علي ديننا الذي تعيب

[١٥٥٦١] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيى بن عبد الله حدثنا ابن لهيعة ، حدثني عطا ، عن سعيد بن جبير في قول الله : (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ) قال : من فرعون على موسى حين رباه يقول كفرت نعمتي

[١٥٥٦٢] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا محمد بن عيسى ، ثنا سلمة ، عن محمد بن إسحاق قال : فلما وقف على فرعون قال (إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ) فعرفه فرعون قال : (أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ) أي لإحساني إليك وفضلي عليك ، ولم تشكر نعمتي ولا صنيعي ، ثم قتلت رجلا من شيعتي.

[١٥٥٦٣] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد بن اسلم في قول الله : (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ) قال : ربيناك فينا وليدا فهذا الذي كافاتنا ان قتلت منا نفسا ، وكفرت نعمتنا.

قوله : (قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ)

[١٥٥٦٤] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابه ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن

٣١٤

مجاهد قوله : (وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) قال : من الجاهلين وروي ، عن ابن عباس ، وسعيد بن جبير والثوري مثل ذلك.

[١٥٥٦٥] أخبرنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد ، ثنا يزيد بن زريع ، ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : (وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) أي من الجاهلين قال وفي بعض القراءات فعلتها إذا او انا من الجاهلين فإنما هو شيء جهل فيه نبي الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ ولم يتعمده.

[١٥٥٦٦] حدثنا علي بن الحسن ، ثنا محمد بن عيسى ، ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال : (فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) أي خطا لا أريد ذلك.

[١٥٥٦٧] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إليّ ، ثنا اصبغ قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد في قول الله (فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) قبل ان يأتيني من الله شيء كان قتلي إياه ضلالة وخطا قال : والضلالة هاهنا الخطأ ولم يقل ضلالة فيما بينه وبين الله عز وجل.

قوله : (فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ)

[١٥٥٦٨] حدثنا أبو زرعه ، ثنا عمرو بن حماد ، ثنا أسباط ، عن السدى قوله (فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً) والحكم النبوة (وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ).

قوله : (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَ)

[١٥٥٦٩] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا محمد بن عيسى ، ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال : ثم اقبل عليه موسى ينكر عليه ما ذكر من يده عنده فقال : (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ)

[١٥٥٧٠] حدثنا محمد بن يحيى أنبا العباس بن الوليد ، ثنا يزيد بن زريع ، ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَ) قال : يقول موسى لفرعون أتمنّ علىّ يا فرعون بأن اتخذت من بني إسرائيل عبيدا وكانوا أحرارا فقهرتهم واتخذتهم عبيدا قوله : (أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ).

٣١٥

[١٥٥٧١] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : (أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ) فقهرتهم واستعملتهم

[١٥٥٧٢] حدثنا علي بن الحسن ، ثنا محمد بن عيسى ، ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق (أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ) أي أن اتخذتهم عبيدا تنزع أبنائهم من أيديهم ، فتسترق من شئت ، وتقتل من شئت ، وإني إنما صيرني إليك لأبين لك ذلك

قوله تعالى : (قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ)

[١٥٥٧٣] حدثنا ابو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد ، عن أسباط ، عن السدي (قالَ : فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) ، (... قالَ : فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى).

[١٥٥٧٤] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا محمد بن عيسى ، ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق (قالَ : فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) قال : يستوصفه الله الذي أرسله إليه أي ما إلهك هذا؟ وفي قوله : (رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) أي وخلق آبائكم الأولين.

قوله : (قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا) الآيه.

[١٥٥٧٥] حدثنا أبي عمر العدني ، ثنا سفيان ، عن أبي سعيد ، عن عكرمه عن ابن عباس قوله : (قالَ : فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) (قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) فلم يزده إلا رغما.

قوله : (قالَ لِمَنْ حَوْلَهُ)

[١٥٥٧٦] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا محمد بن عيسى ، ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قوله : (لِمَنْ حَوْلَهُ) من ملائه (أَلا تَسْتَمِعُونَ) أي إنكارا لما قال أن ليس إلها غيري.

[١٥٥٧٧] وبه في قوله : (رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) : أي وخلق آبائكم الأولين وخلقكم ، من آبائكم.

[١٥٥٧٨] وبه في قوله : (قالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ) قال فرعون : (إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ) أي ما هذا الكلام صحيح ان يزعم أن لكم إليها غيري.

٣١٦

[١٥٥٧٩] وبه في قوله : (قالَ : رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) : أي خالق المشرق والمغرب (وَما بَيْنَهُما) أي خالق ما بينهما من الخلق قوله : (إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) : أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إليّ أنبأ اصبغ بن الفرج قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله : (تَعْقِلُونَ) يتفكرون.

قوله (قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ)

[١٥٥٨٠] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا محمد بن عيسى ، ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق (قالَ : لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ) أي إن أقمت على هذا أن تعبد غيري ، وتترك عبادتي لأجعلنك من المسجونين

قوله تعالى : (قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ)

[١٥٥٨١] حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد ، ثنا يزيد بن زريع ، ثنا سعيد ، عن قتادة (قالَ : أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ) قال : موسى أولو جئتك بشيء مبين

[١٥٥٨٢] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد ، ثنا أسباط ، عن السدي قال : ثم قال له فرعون : (إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِها إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) وذلك بعد ما قال : الله من الكلام ما ذكر الله قال : له موسى (أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ)

[١٥٥٨٣] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا محمد بن عيسى ، ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق (قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ) أي بأمر تعرف به صدقي وكذبك وحقي وباطلك.

قوله : (قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ).

[١٥٥٨٤] حدثنا محمد بن عمار بن الحارث ، ثنا سهل بن بكار ، ثنا أبو عوانة ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مقسم ، عن ابن عباس قال : لقد دخل موسى على فرعون وعليه زرمانقة من صوف ما تجاوز مرفقيه قال : فاستؤذن على فرعون فقال : أدخلوه فدخل فقال : إن إلهي أرسلني إليك فقال : للملأ حوله (ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي) قال : خذوه قال : إني قد جئتك بآية (قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)

[١٥٥٨٥] حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد ، ثنا يزيد بن زريع ، ثنا

٣١٧

سعيد ، عن قتادة قال : (فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) قال : فرعون : فات به إن كنت من الصادقين.

قوله : (فَأَلْقى عَصاهُ)

[١٥٥٨٦] حدثنا أبي ، ثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي ، ثنا أبو بدر شجاع بن الوليد ، عن ابن أبي غنيه ، عن الحكم قال : كان عصا موسى من عوسج ، ولم يسخر العوسج لأحد بعده وروي ، عن سعيد بن جبير قال : كان عصا موسى من عوسج فقط

[١٥٥٨٧] أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني فيما كتب إليّ أنبأ إسماعيل بن عبد الكريم ، عن عبد الصمد بن معقل قال : سمعت وهب بن منبه قال : قال فرعون لموسى (أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً) قال : فرد اليه موسى الذي رد الله فقال : فرعون خذوه فبادر موسى (فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ) فحملت على أناس فانهزموا منها فمات منهم خمسة وعشرون ألفا قتل بعضهم بعضا ، فقام فرعون منهزما حتى دخل البيت.

قوله تعالى : (فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ)

[١٥٥٨٨] حدثنا عمار بن الخالد الواسطي ، ثنا محمد بن الحسن ويزيد بن هارون ، عن أصبغ بن زيد ، عن القاسم بن أبي أيوب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : (فَأَلْقى عَصاهُ) فتحولت حيه عظيمه فاغرة فاها مسرعة إلى فرعون فلما رأى فرعون أنها قاصدة إليه خافها ؛ فاقتحم ، عن سريره واستغاث بموسى أن يكفها عنه.

[١٥٥٨٩] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عبده ، عن جويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله : (ثُعْبانٌ مُبِينٌ) قال : الحية الذكر.

[١٥٥٩٠] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ، ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة (فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ) قال : تحولت حية عظيمة وقال : غيره مثل المدينة وقال : قتادة فأكلت سحرهم كله.

[١٥٥٩١] حدثنا أبي ، ثنا أبو يوسف محمد بن احمد بن الحجاج الرقي ، ثنا

٣١٨

مطرف بن مازن ، ثنا عيسى بن عبيد بن زراره قال : سمعت وهب بن منبه قال : كان بين لحي الثعبان الذي من عصا موسى اثنا عشر ذراعا.

[١٥٥٩٢] حدثنا محمد بن عمار بن الحارث ، ثنا سهل بن بكار ، ثنا أبو عوانة ، عن يزيد بن أبي زياد عن مقسم ، عن ابن عباس يعني قوله : (فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ) قال : فالفى عصاه فصارت ثعبانا ما بين لحييه ما بين الشفق إلى الأرض.

[١٥٥٩٣] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد ، ثنا أسباط ، عن السدى (فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ) والثعبان الذكر من الحيات فاتحه فمها واضعه لحيها الأسفل في الأرض والأعلى على سور القصر ، ثم توجهت نحو فرعون لتأخذه فلما رآها ذعر منها ووثب فأحدث ولم يكن يحدث قبل ذلك وصاح يا موسى خذها وانا أومن بك وأرسل معك بني إسرائيل فأخذها موسى فصارت عصا.

[١٥٥٩٤] حدثنا علي بن الحسن ، ثنا محمد بن عيسى ، ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق (فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ) فمكث ما بين سماطي فرعون فاتحة فاها قد كان محجنها عرفا علي ظهرها ، فرفض عنها الناس ، وحال فرعون ، عن سريره وجعلت تلظي وتعلو علي جنب قصر فرعون ثم ترجع إلى موسى فتبصبص حوله وتستدير به.

[١٥٥٩٥] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا المقدمي ، ثنا بلم بن غزوان ، ثنا فرقد السبخي قال : كان فرعون إذا كان له حاجه ذهب به السحرة مسيرة خمسين فرسخا فإذا قضي حاجته جاءوا به حتى كان يوم عصا موسى فإنها فتحت فاها فكان ما بين لحييها أربعين ذراعا.

قوله تعالى : (وَنَزَعَ يَدَهُ)

[١٥٥٩٦] حدثنا عمار بن خالد الواسطي ، ثنا محمد بن الحسن ويزيد بن هارون ، عن اصبغ بن زيد ، عن القاسم بن أبي أيوب حدثني سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله : (وَنَزَعَ يَدَهُ) قال : فاخرج يده من جيبه وروي ، عن السدى مثل ذلك وفي قوله : (فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ) قال : أخرج يده من جيبه فرأها بيضاء من غير سوء يعني به البرص ، ثم أعادها في كمه فصارت إلى لونها الأول.

٣١٩

[١٥٥٩٧] حدثنا محمد بن عمار بن الحارث ، ثنا سهل بن بكار ، ثنا أبو عوانة ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مقسم ، عن ابن عباس قوله : (وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ) قال : فأدخل يده في جيبه فأخرجها مثل البرق تلتمع الأبصار ؛ فخروا علي وجوههم ، وأخذ موسى عصاه ثم خرج ليس أحد من الناس إلا يفر منه

[١٥٥٩٨] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا محمد بن عيسى ، ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال : ثم ادخل يده في جيبه فأخرجها بيضاء مثل الثلج ثم ردها فرجعت كهيئتها وأدخل موسى يده في جيبه فصارت عصا بيده ، يده بين شعبتيها ومحجنها في أسفلها كما كان وأخذ فرعون بطنه فكان فيما يزعمون يمكث الخميس والسبت ما يلتمس المذهب كما كان يلتمسه الناس ، وكان ذلك مما زين له أن يقول : إنه ليس له في الناس شبيه.

[١٥٥٩٩] حدثنا ، عن وهب بن منبه قال : فشي بضعا وعشرين ليله حتي كادت نفسه أن تخرج ثم أمسك قوله : (قالَ : لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ)

[١٥٦٠٠] حدثنا عمار بن خالد ، ثنا محمد بن الحسين ويزيد بن هارون ، عن اصبغ بن زيد ، عن القاسم بن أبي أيوب حدثني سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : فاستشار الملأ فيما رأى فقالوا : هذان ساحران.

[١٥٦٠١] حدثنا محمد بن عمار بن الحارث ، ثنا سهل بن بكار ، ثنا أبو عوانة ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مقسم ، عن ابن عباس فلما أفاق وذهب ، عن فرعون الروع قال للملأ حوله ما ذا تأمرون

قوله تعالى (إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ)

[١٥٦٠٢] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا محمد بن عيسى ، ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق فـ (قالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ) قال : لملائه (إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ) أي ما ساحر أسحر منه

قوله : (يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ)

[١٥٦٠٣] حدثنا أبو زرعه ، ثنا عمرو بن حماد ، ثنا أسباط ، عن السدى قوله (يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ) قال : يستخرجكم من أرضكم.

٣٢٠