تفسير القرآن العظيم - ج ٥

عبد الرحمن بن محمّد ابن إدريس الرازي ابن أبي حاتم

تفسير القرآن العظيم - ج ٥

المؤلف:

عبد الرحمن بن محمّد ابن إدريس الرازي ابن أبي حاتم


المحقق: أسعد محمّد الطيّب
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٥٢

والوجه الثاني :

[٨٤٠٠] حدثنا أبى ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبى طلحة ، عن ابن عباس قال : (السَّلْوى) طائر شبيه بالسمانى كانوا يأكلون منه.

الوجه الثالث :

[٨٤٠١] حدثنا أبو زرعة ، ثنا صفوان بن صالح ، ثنا الوليد ، أخبرنى سعيد بن بشير ، عن قتادة قوله : (وَالسَّلْوى) قال : كان السلوى من طير إلى الحمرة تحشرها عليهم الريح الجنوب ، فكان الرجل منهم يذبح منها قدر ما يكفيه يومه ذلك فإذا تعدى فسد ولم يبق عنده ، حتى إذا كان يوم سادسه يوم جمعة أخذ ما يكفيه ليوم سادسه ويوم سابعه ، لأنه كان يوم عبادة لا يشخص فيه لشيء ولا يطلبه.

الوجه الرابع :

[٨٤٠٢] أخبرنا أبو عبد الله الطهراني فيما كتب إلىّ ، ثنا إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني ، حدثني عبد الصمد بن معقل أنه سمع وهب بن منبه يقول وسئل ما (السَّلْوى) قال : طير سمين مثل الحمام فكان يأتيهم فيأخذون منه من سبت إلى سبت.

قوله تعالى : (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) آية ١٦٠

[٨٤٠٣] حدثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا أبو عامر الخزاز ، عن الحسن في قول الله : (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) أما أنه لم يذكر أصغركم وأحمركم ولكنه قال ينتهون إلى حلاله. وروى ، عن مقاتل بن حيان نحو ذلك.

قوله تعالى : (وَما ظَلَمُونا)

[٨٤٠٤] حدثنا محمد بن يحيي الواسطي ، ثنا محمد بن بشير الواعظ ، ثنا عمرو بن عطية ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : (وَما ظَلَمُونا) قال : نحن أعز من أن نظلم

قوله تعالى : (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)

[٨٤٠٥] حدثنا أبى ، ثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا مبارك ، عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ما أحد أحب إليه المدح من الله ، ولا أكثر معاذير من الله عذب قوما بذنوبهم اعتذر ألى المؤمنين قال : (وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)

٢٠١

[٨٤٠٦] حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب بن الحارث ، أنبأ بشر بن عمارة ، عن أبى روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس قوله : (أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) قال : يضرون.

قوله تعالى : (إِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ) آية ١٦١

[٨٤٠٧] حدثنا الحسن بن أبى الربيع ، أنبأ عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن قتادة قوله : (هذِهِ الْقَرْيَةَ) قال : بيت المقدس.

قوله تعالى : (وَقُولُوا حِطَّةٌ)

[٨٤٠٨] حدثنا أحمد بن محمد بن يحيي بن سعيد القطان ، ثنا يحيي بن آدم ، ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قوله : (وَقُولُوا حِطَّةٌ) قال : مغفرة استغفروا. وروى ، عن عطاء ، والحسن ، وقتادة ، والربيع بن أنس نحو ذلك.

[٨٤٠٩] حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب أنبأ بشر ، عن أبى روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس (وَقُولُوا حِطَّةٌ) قال : قولوا هذا الأمر حق كما قيل لكم.

[٨٤١٠] حدثنا أبو عبد الله الطهراني ، أنبأ حفص بن عمر العدني ، ثنا الحكم بن أبان ، عن عكرمة قوله : (وَقُولُوا حِطَّةٌ) يقول : قولوا لا إله إلا الله.

[٨٤١١] حدثنا أبى ، ثنا محمود بن خالد الدمشقي ، ثنا عمر بن عبد الواحد ، قال : سمعت الأوزاعي يحدث قال كتب ابن عباس إلى رجل قد سماه يسأله ، عن قوله : (وَقُولُوا حِطَّةٌ) فكتب إليه أن أقروا بالذنب.

[٨٤١٢] حدثنا الحسن بن أبى الربيع ، أنبأ عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن قتادة قوله : (وَقُولُوا حِطَّةٌ) قال : قال الحسن وقتادة : أي احطط عنا خطايانا.

قوله تعالى : (وَادْخُلُوا الْبابَ)

[٨٤١٣] حدثنا محمد بن عمار ، قال قرأنا على يحيي بن الضريس ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله : (وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) قال : من باب صغير.

[٨٤١٤] حدثنا أبى ، ثنا ملك بن إسماعيل أبو غسان ، ثنا زهير قال : سئل

٢٠٢

خصيف ، عن قول الله (ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) قال : عكرمة قال ابن عباس : كان الباب قبل القبلة.

[٨٤١٥] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبى نجيح ، عن مجاهد قال : باب حطة من باب إيلياء بيت المقدس.

قوله تعالى : (سُجَّداً)

[٨٤١٦] حدثنا الحسن بن أبى الربيع ، أنبأ عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة يقول : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله لبني إسرائيل ، (ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم.

[٨٤١٧] حدثنا أحمد بن محمد بن يحيي بن سعيد القطان ، ثنا يحيي بن آدم ، ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله : (ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) قال : ركعا من باب صغير فدخلوا من قبل أستاههم.

[٨٤١٨] حدثنا أبى ، ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل ، ثنا زهير قال : سئل خصيف ، عن قول الله : (ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) قال عكرمة : قال ابن عباس : فدخلوا على شق.

[٨٤١٩] حدثنا أبى ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن ، ثنا عبد الله بن أبى جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع بن أنس قوله : (سُجَّداً) قال : فكان سجود أحدهم على خده.

[٨٤٢٠] حدثنا أبى ، ثنا مقاتل بن محمد ، ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن السدى ، عن أبي سعد الأزدى ، عن أبى الكنود ، عن عبد الله بن مسعود قال قيل لهم : (ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) فدخلوه مقنعي رؤوسهم. قال أبو محمد : اختلف التابعون. فروى ، عن مجاهد نحو قول عكرمة ، عن ابن عباس ، وروى ، عن عكرمة والسدى نحو مما روى ، عن ابن مسعود.

قوله تعالى : (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ)

[٨٤٢١] حدثنا أبو زرعة ، ثنا صفوان ، ثنا الوليد ، ثنا سعيد بن بشير ، عن قتادة في قوله : (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ) من كان خاطئا غفرت له خطيئته.

٢٠٣

قوله تعالى : (سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ)

[٨٤٢٢] وبه ، عن قتادة (سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) من كان محسنا زيد في إحسانه.

قوله تعالى : (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ) آية ١٦٢

[٨٤٢٣] حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أنبأ عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى لبني إسرائيل : (ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) و (قُولُوا حِطَّةٌ) (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ) فبدلوا فدخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا : حبة في شعرة.

[٨٤٣٣] حدثنا أحمد بن سنان الواسطي ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن السدى ، عن أبى سعد الأزدي ، عن أبى الكنود ، عن عبد الله (وَقُولُوا حِطَّةٌ) فقالوا : حنطة حبة حمراء فيها شعرة فأنزل الله تعالى : (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ)

[٨٤٣٤] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد قال : فزعم أسباط ، عن السدى ، عن مرة الهمداني ، عن ابن مسعود رضى الله عنه أنه قال : أنهم قالوا : هطى سمقاثا أزبه مزبا فهي بالعربية حبة حنطة حمراء مثقوبة فيها شعرة سوداء فذلك قوله : (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ)

[٨٤٣٥] حدثنا أبو سعيد بن يحيي بن سعيد القطان ، ثنا يحيي بن آدم ، ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله : (ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) قال : ركعا من باب صغير : فجعلوا يدخلون من قبل أستاههم وقالوا : حنطة فهو قوله : (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ) وروى ، عن عطاء ، ومجاهد ، وعكرمة ، وقتادة ، والضحاك ، والربيع بن أنس ، ويحيي بن رافع نحو ذلك.

قوله تعالى : (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِجْزاً)

[٨٤٣٦] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا وكيع ، ثنا سفيان ، عن حبيب بن أبى ثابت ، عن إبراهيم بن سعد بن أبى وقاص ، عن سعد بن مالك وأسامة بن زيد ، وخزيمة بن

٢٠٤

ثابت قالوا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الطاعون رجز عذاب عذب به قوم قبلكم.

[٨٤٣٧] حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب ، أنبأ بشر ، عن أبى روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله : الرجز قال : كل شيء في كتاب الله من الرجز يعني به العذاب. وروى ، عن الحسن ، وأبى مالك ، ومجاهد ، والسدى ، وقتادة نحو ذلك.

[٨٤٣٨] حدثنا عصام بن رواد ، ثنا آدم ، ثنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية في قوله : (رِجْزاً) قال : الرجز. الغضب.

الوجه الثالث :

[٨٤٣٩] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد ، ثنا أبى ، عن مجالد ، عن الشعبي قال : الرجز إما الطاعون ، وإما البرد.

قوله تعالى : (وَسْئَلْهُمْ ، عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ)

[٨٤٤٠] حدثنا أبي ، ثنا أبي عمر ، ثنا سفيان ، عن أبي بكر الهذلي ، عن عكرمه قال : دخلت على ابن عباس وهو يقرأ هذه الآية : (وَسْئَلْهُمْ ، عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ) قال : عكرمة هل تدري أي قرية هذه؟ قلت : لا قال : هي أيلة وروى ، عن سعيد بن جبير والضحاك مثل ذلك.

والوجه الثاني :

[٨٤٤١] حدثنا أبى ، ثنا سهل بن عثمان ، ثنا المحاربي ، عن محمد بن إسحاق ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في هذه الآية : (وَسْئَلْهُمْ ، عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ) قال : وهي قرية يقال لها مدين بين أيلة والطور.

والوجه الثالث :

[٨٤٤٢] قرى علي يونس بن عبد الأعلى ، أنبأ ابن وهب ، أخبرنى حيوة بن شريح ، عن عقيل ، عن ابن شهاب أنه قال : القرية التي قال الله كانت حاضرة البحر : طبرية.

والوجه الرابع :

[٨٤٤٣] أخبرنا أبو زيد القراطيسي فيما كتب إليّ ، أنبأ أصبغ بن الفرج قال :

٢٠٥

سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله : (وَسْئَلْهُمْ ، عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ) الآية قال : هي قرية يقال لها مقنا بين مدين وعينوني.

قوله تعالى : (إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ) آية ١٦٣

[٨٤٤٤] حدثنا أبى ، ثنا الحسن بن الربيع ، ثنا عبد الله بن إدريس ، ثنا محمد بن إسحاق ، حدثني داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قول الله : (وَسْئَلْهُمْ ، عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ) قال : قال ابن عباس : ابتدعوا السبت فابتلوا فيه فحرمت عليهم الحيتان.

قوله تعالى : (إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ)

[٨٤٤٥] وبه ، عن ابن عباس في قول الله : (إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً) كانوا إذا كان يوم السبت شرعت لهم الحيتان ينظرون إليها في البحر فإذا انقضى السبت ذهبت فلم تر حتى مثله من السبت المقبل ، فإذا جاء السبت عادت شرعا

[٨٤٤٦] أخبرنا محمد بن سعيد العوفي فيما كتب إلىّ ، حدثني أبى ، حدثني عمي الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن عبد الله بن عباس : (إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ) وذلك أن أهل القرية (كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ) كانت (تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ) أى كان يوم يسبتون تأتيهم (شُرَّعاً) يعني من كل مكان (وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ).

[٨٤٤٧] ذكره أحمد بن محمد بن عثمان الدمشقي ، ثنا محمد بن شعيب ابن شابور ، أخبرنى عبد الله بن المبارك أنه سمع أبا بكر الهذلي وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي يحدثان ، عن عكرمة مولى ابن عباس قال : دخلت على عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قبل ذهاب بصره والمصحف بين يديه فهو يقرأ ويبكي فقال لي : هل تعرف أيلة؟ قلت نعم قال : فإنها كان بها حي من يهود فسبقت الحيتان إليهم يوم السبت ، ثم غاصت فلا يقدرون عليها بعد حتى يغوصون عليها بعد جهد ومؤنة شديدة كانت تأتيهم يوم السبت بيضا بسمانا كأنها المخاض ، تنطح ظهورها لبطونها

٢٠٦

بأفنيتهم وأبوابهم ثم أن الشيطان أوحى إليهم فقال : إنما نهيتم ، عن أكلها يوم السبت فخذوها فيه وكلوها في غيره من الأيام.

قوله تعالى : (وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ)

[٨٤٤٨] حدثنا أبى ، ثنا الحسن بن الربيع ، ثنا عبد الله بن إدريس ، ثنا محمد بن إسحاق ، حدثني داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قول الله تعالى : (وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ) قال : فإذا انقضى السبت ذهبت فلم تر حتى مثله من السبت المقبل.

[٨٤٤٩] حدثنا أبى ، ثنا أبو صالح كاتب الليث ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن طلحة ، عن ابن عباس قوله : (وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ) فحرم الله عليهم الحيتان يوم سبتهم ، فكانت الحيتان تأتيهم (يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً) في ساحل البحر ، فإذا مضى يوم السبت لم يقدروا عليها فمكثوا بذلك ما شاء الله.

قوله تعالى : (كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ)

[٨٤٥٠] حدثنا إبراهيم بن هاني النيسابوري أبو إسحاق ، ثنا عفان بن مسلم ، ثنا مبارك بن فضالة قال : سمعت الحسن قرأ هذه الآية : (وَسْئَلْهُمْ ، عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ) إلى قوله : (كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) قال الحسن : والعمل السيئ يقدمه القوم يقيض لهم البلاء ليهلكوا فيه ، فكانت تجيء يوم السبت حيتانهم شرعا على متن الماء كأنها المخاض عظما وسمنا ، فإذا غربت الشمس من يوم السبت لم ير حوت سبعة أيام ، فطال عليهم ذلك ، قالوا : فإنا نأخذها يوم السبت نستوثق منها ألا تذهب ونأكلها يوم الأحد فإنما نهينا ، عن أكلها يوم السبت ، قال الحسن : فأكلوا والله أوخم أكله أكلها قوم قط أعجلها عقوبة في الدنيا وأبقاها خزيا في الآخرة.

قوله تعالى : (بِما كانُوا يَفْسُقُونَ)

[٨٤٥١] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبى نجيح ، عن مجاهد (١) قوله : (بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) فأخذوا يوم السبت استحلالا ومعصية.

__________________

(١) التفسير ١ / ٢٤٨ (فأخذوها)

٢٠٧

[٨٤٥٢] حدثنا أبو زرعة ، ثنا صفوان ، ثنا الوليد ، ثنا شعيد بن بشير ، عن قتادة في قوله : (بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) بما كانوا يعصون. وروى ، عن الحسن (بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) بما كانوا يعملون قبل ذلك من المعاصي.

[٨٤٥٣] حدثنا محمد بن العباس ، ثنا عبد الرحمن بن سلمه ، ثنا سلمة ، عن محمد بن إسحاق (كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) أي بما تعمدوا من أمري.

قوله تعالى : (وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً) الآية ١٦٤

[٨٤٥٤] حدثنا أبى ، ثنا الحسن بن الربيع ، ثنا عبد الله بن إدريس ، ثنا محمد بن إسحاق ، حدثني داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : ثم أن رجلا منهم أخذ حوتا فخرمه بخيط ، ثم ضرب له وتدا في الساحل ، وربطه وتركه في الماء فلما كان الغد جاء فأخذه فأكله سرا ، ففعلوا ذلك وهم ينظرون لا يتناهون إلا بقية منهم ينهونهم ، حتى إذا ظهر ذلك في الأسواق علانية قالت طائفة للذين ينهونهم : (لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)

[٨٤٥٥] ذكر أحمد بن محمد بن عثمان الدمشقي ، ثنا محمد بن شعيب بن شابور ، أخبرنى عبد الله بن المبارك أنه سمع أبا بكر الهذلي وعبد الملك بن عبد العزيز ابن جريج المكي يحدثان ، عن عكرمة ، مولى ابن عباس ، عن ابن عباس قال : ثم أن الشيطان أوحى إليهم فقال : إنما نهيتم ، عن أكلها يوم السبت فخذوها فيه وكلوها في غيره من الأيام ، فقال ذلك طائفة منهم ، وقالت طائفة بل نهيتم ، عن أكلها وتنفيرها وصيدها في يوم السبت ، قعدت الطائفة بأنفسها ونسائها وأبنائها واعتزلت طائفة ذات اليمين ونهت واعتزلت طائفة ذات الشمال وسكتت وقال إلا يمنون ويلكم الله الله ويلكم ، وينهاكم الله لا تتعرضوا العقوبة ، وقال : ألا يسرون (لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً)

قوله تعالى : (قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ)

[٨٤٥٦] حدثنا أبى ، ثنا الحسن بن الربيع ، أنبأ عبد الله بن إدريس ، ثنا محمد بن إسحاق ، حدثني داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس (قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ) في سخطنا أعمالهم (وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)

٢٠٨

[٨٤٥٧] ذكر أحمد بن محمد بن عثمان الدمشقي ، ثنا محمد بن شعيب بن شابور ، أخبرنى عبد الله بن المبارك أنه سمع أبا بكر الهذلي وعبد الملك بن عبد العزيز ابن جريج قالا ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : ألا يمنون ويلكم الله الله ويلكم ينهاكم الله لا تعرضوا لعقوبة الله وقال : ألا يسرون : (لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً) قال : ألا يمنون (مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) إن انتهوا فهو أحب إلينا أن لا يصابوا ولا يهلكوا ، وإن لم ينتهوا فـ (مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ) ، فمضوا على الخطيئة فقال : ألا يمنون قد فعلتموها يا أعداء الله ، والله لا نبايتكم في مدينتكم ، والله ما نرى أن تصبحوا حتى يصيبكم الله بحسن أو قذف أو ببعض ما عنده من العذاب.

قوله تعالى : (وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)

[٨٤٥٨] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلىّ ، ثنا أصبغ بن الفرج قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قول الله تعالى : (وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) لعلهم يتركون هذا الفعل الذي هم عليه.

قوله تعالى : (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ) آية ١٦٥

[٨٤٥٩] حدثنا أبى ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبى طلحة ، عن ابن عباس قوله : (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ) يعني تركوا ما ذكروا به.

[٨٤٦٠] أخبرنا محمد بن حماد الطهراني فيما كتب إلىّ ، أنبأ عبد الرزاق قال ابن جريج في قوله : (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ) قال : فلما نسوا موعظة المؤمنين إياهم الذين قالوا (لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً).

قوله تعالى : (أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ ، عَنِ السُّوءِ) آية ١٦٥

[٨٤٦١] حدثنا أبى ، ثنا الحسن بن الربيع ، ثنا عبد الله بن إدريس ، ثنا محمد بن إسحاق ، حدثني داود بن حصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قول الله عز وجل : (أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ ، عَنِ السُّوءِ) قال : فكانوا ثلاثا ثلثا نهى وثلثا قال : (لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً) ، وثلثا أصحاب الخطيئة ، فما نجا إلا الذين نهوا وهلك سائرهم.

٢٠٩

والوجه الثاني :

[٨٤٦٢] حدثنا أبى ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبى طلحة ، عن ابن عباس : فلما وقع عليهم غضب الله نجت الطائفتان اللتان قالوا : (لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ) والذين قالوا (مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ) وأهلك الله أهل معصيته الذين أخذوا الحيتان فجعلهم قردة وخنازير.

قوله تعالى : (وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا)

[٨٤٦٣] حدثنا أبى ، ثنا الحسن بن الربيع ، ثنا عبد الله بن إدريس ، ثنا محمد بن إسحاق حدثني داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قول الله : (وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ) قال : فأصبح الذين نهوا ، عن السوء ذات غداة في مجالسهم يتفقدون الناس لا يرو منهم ، وقد باتوا من ليلتهم وغلقوا عليهم دورهم قال فجعلوا يقولون إن للناس لشأنا فانظروا ما شأنهم ، قال : فاطلعوا في دورهم فإذا القوم قد مسخوا في دورهم يعرفون الرجل بعينه وإنه لقرد والمرأة بعينها وإنها لقردة قال الله تعالى : (فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) (١)

قوله تعالى : (بِعَذابٍ بَئِيسٍ)

[٨٤٦٤] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبى نجيح ، عن مجاهد (٢) قوله : (بِعَذابٍ بَئِيسٍ) قال : أليم شديد.

أخبرنا محمد بن حماد الطهراني فيما كتب إلىّ ، أنبأ عبد الرزاق (٣) قال : قال : ابن جريج ، وحدثني رجل ، عن عكرمة عن ابن عباس (بِعَذابٍ بَئِيسٍ) قال : أليم وجيع.

قوله تعالى : (فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ) آية ١٦٦

[٩١٩٩] حدثنا حجاج بن حمزة ، أنبأ علي بن الحسن بن شقيق ، أنبأ الحسين بن واقد ، ثنا يزيد النحوي ، عن عكرمة قال : العتو في كتاب الله التجبر.

__________________

(١) سورة البقرة آية ٦٦.

(٢) التفسير ١ / ٢٤٨.

(٣) التفسير ١ / ٢٢٥.

٢١٠

قوله تعالى : (قُلْنا لَهُمْ)

[٩٢٠٠] حدثنا عصام بن رواد ، ثنا آدم ، ثنا حمزة عن عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، قال : افترقت ثلاث فرق. فرقة أكلت ، وفرقة اعتزلت ولم تنه ، وفرقة نهت ولم تعتزل فنودي الذين اعتدوا في السبت ثلاثة أصوات نودوا : يا أهل القرية فانتبهت طائفة ثم نودوا : يا أهل القرية فانتبهت طائفة أكثر من الأولى ، ثم نودوا : يا أهل القرية فانتبه الرجال والنساء والصبيان فقال الله لهم : (كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) فجعل الذين نهوهم يدخلون عليهم فيقولون : يا فلان ألم ننهكم فيقولون برءوسهم أي بلى.

[٨٤٦٧] حدثنا علي بن الحسين ثنا محمد بن المتوكل ، ثنا ضمرة عن عثمان بن عطاء ، عن أبيه قال : لما كان في جوف الليل نودي : يا أهل القرية فلما انتبهوا من نومهم ثم نودي : يا أهل القرية فلبسوا ثيابهم وبرزوا من بيوتهم ثم نودي : يا أهل القرية (كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) فمسخوا قردة.

قوله تعالى : (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ)

[٨٤٦٨] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد (١) قوله : (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ) قال : قال ربك وروى عن سفيان الثوري مثل ذلك

قوله تعالى : (لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ)

[٨٤٦٩] حدثنا أبو أسامة عبد الله بن أسامة الحلبي بالكوفة ، ثنا علي بن ثابت ، ثنا يعقوب القمي ، عن جعفر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : قوله عز وجل : (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) قال : هم اليهود بعث الله عليهم العرب يجبوا منهم الخراج فهو سوء العذاب ، ولم يكن نبي جبا الخراج إلا موسى عليه السلام فجباه ثلاث عشرة سنة ثم كف عنه وإلا النبي صلى الله عليه وسلم

[٨٤٧٠] حدثنا أبى ، ثنا أبو حذيفة ، ثنا شبل ، عن ابن أبى نجيح ، عن مجاهد (لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) على اليهود والنصارى إلى يوم القيامة (مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ) فبعث الله أمة محمد يأخذون منهم الجزية (وَهُمْ صاغِرُونَ).

__________________

(١) التفسير ١ / ٢٤٩.

٢١١

[٨٤٧١] حدثنا أبى ، ثنا مالك ابن إسماعيل أبو غسان ، ثنا حسن بن صالح في قوله : (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ) في الذين سكتوا.

[٨٤٧٢] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلىّ ، ثنا أصبغ قال : سمعت عبد الرحمن بن يزيد بن أسلم في قول الله : (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ) قال : ليبعثن على يهود.

قوله : (مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ)

[٨٤٧٣] حدثنا أبى ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن الصالح ، عن علي بن أبى طلحة ، عن ابن عباس : قوله : (مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ) قال : الذين يسومهم محمد صلى الله عليه وسلم وأمته إلى يوم القيامة.

قوله تعالى : (سُوءَ الْعَذابِ)

[٨٤٧٤] وبه عن ابن عباس : قوله : (سُوءَ الْعَذابِ) قال : هي الجزية. وروى عن مجاهد مثل ذلك.

[٨٤٧٥] حدثنا أبو أسامة ، ثنا علي بن ثابت ، ثنا يعقوب القمي ، عن جعفر ، عن سعيد ابن جبير (مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ) قال : الخراج.

والوجه الثاني :

[٨٤٧٦] حدثنا أبى ، ثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف المقدسي ، ويحيي بن عثمان ابن كثير بن دينار قالا ، ثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر في قول الله : (لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ) قال : سلط الله عليهم العرب فهم منهم في عناء إلى يوم القيامة.

قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)

[٨٤٧٧] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيي بن عبد الله بن بكير ، ثنا ابن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير في قوله : (لَغَفُورٌ) لما كان منهم في الشرك (رَحِيمٌ) بعد التوبة.

٢١٢

قوله تعالى : (وَقَطَّعْناهُمْ) آية ١٦٨

[٨٤٧٨] حدثنا أبو أسامة ، ثنا يحيي بن زياد ثنا يعقوب القمي ، عن جعفر عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله : (وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً) هم اليهود بسطهم الله في الأرض فليس من الأرض بقعة إلا وفيها عصابة منهم وطائفة.

[٨٤٧٩] ذكر عن محمد بن الصلت ، ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد عن ابن عباس (وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ) قال : مزقهم كل ممزق فجعل في كل كورة منهم أناس يعني اليهود.

قوله تعالى : (فِي الْأَرْضِ أُمَماً)

[٨٤٨٠] حدثنا حجاج ، ثنا شبابة : ثنا ورقاء عن ابن أبى نجيح ، عن مجاهد (١) (أُمَماً) قال : يهود ، وروى عن سعيد بن جبير مثل ذلك.

قوله تعالى : (مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ)

[٨٤٨١] حدثنا أبى ، ثنا أبو حذيفة ، ثنا شبل ، عن ابن أبى نجيح ، عن مجاهد قوله : (مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ) وهم مسلمو أهل الكتاب.

والوجه الثاني :

[٨٤٨٢] ذكر عن أبى داود الحفري ، ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد قوله : (مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ) قال : من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ)

[٨٤٨٣] حدثنا أبى ، ثنا أبو حذيفة ، ثنا شبل ، عن ابن أبى نجيح ، من مجاهد (وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ) قال : اليهود.

والوجه الثاني :

[٨٤٨٣] ذكر عن أبى ، داود الحفري ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد قوله (وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ) قال : من لم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم.

__________________

(١) التفسير ١ / ٢٤٨.

٢١٣

قوله تعالى : (وَبَلَوْناهُمْ)

[٨٤٨٤] ذكر عن أبى معشر ، عن محمد بن كعب القرظي قال : ابتلوا بالرخاء فلم يصبروا قال : (وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)

قوله تعالى : (بِالْحَسَناتِ)

[٨٤٨٥] حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب بن الحارث ابنا بشر بن عماره عن ابن أبى روق عن الضحاك عن ابن عباس في قوله : (وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ) قال الحصب

[٨٤٨٦] حدثنا أبى ، ثنا أبو حذيفة ، ثنا شبل ، عن ابن أبى نجيح ، عن مجاهد قوله : (وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ) قال : الرخاء والعافية.

قوله تعالى : (وَالسَّيِّئاتِ)

[٨٤٨٦] حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب بن بشر ، عن روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس قوله : (وَالسَّيِّئاتِ) قال : البلاء والعقوبة.

[٨٤٨٧] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا ابن فضيل عن ، أشعث عن الحسن (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) لعلهم يتوبون.

قوله تعالى : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ) آية ١٦٩

[٨٤٨٨] حدثنا يحيي بن عبدك القزويني ، ثنا المقري ، ثنا سعيد يعني ابن أبى أيوب ، حدثني بشير بن أبى عمرو الخولاني ، عن الوليد بن قيس ، عن ابن سعيد الخدري في هذه الآية (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ) قال : الخلف من بعد ستين سنة.

[٨٤٨٩] حدثنا محمد بن يحيي ، أنبأ العباس بن الوليد النرسي ، ثنا يزيد بن زريع عن سعيد ، عن قتادة (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ) أي والله لخلف سوء.

[٨٤٩٠] حدثنا أحمد بن سنان ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن إبراهيم ابن المهاجر عن مجاهد (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ) قال : هذه الأمة.

[٨٤٩١] حدثنا أبو بكر بن أبى موسى ، ثنا يحيي الحماني ، ثنا شريك ، عن إبراهيم ابن مهاجر ، عن مجاهد (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ) قال : هم هذه الأمة يترادفون في الطرق كما ترادف الأنعام ، لا يخافون من في السماء ولا يستحيون ممن في الأرض.

٢١٤

الوجه الثاني :

[٨٤٩٢] حدثنا أبى ، ثنا أبو سعيد العطار عمرو بن أبى عرفه ثنا أبو غسان ثنا أسباط ، عن نصر ، عن السدى في قوله : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ) قال : هم من بني إسرائيل وأشباههم من هذه الأمة المرجئة.

والوجه الثالث :

[٨٤٩٣] ثنا حجاج بن حمزة ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبى نجيح ، عن مجاهد (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ) قال : النصارى.

الوجه الرابع :

[٨٤٩٤] ذكر عن عبد الوهاب الخفاف ، عن سعيد ، عن قتادة (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ) يعني اليهود والنصارى.

قوله تعالى : (وَرِثُوا الْكِتابَ)

[٨٤٩٥] حدثنا محمد بن يحيي أنبأ العباس بن الوليد ، ثنا يزيد بن زريع ، عن سعيد ، عن قتادة (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ) أي والله لخلف سوء ورثوا الكتاب بعد أنبيائهم ورسلهم ، أورثهم الله الكتاب وعهد إليهم.

[٨٤٩٦] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلىّ ، ثنا أصبغ قال : سمعت ابن زيد في قوله : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ) قال : هؤلاء اليهود كتبوا كتابا ضادوا به كتاب الله يقال له المثناة المحق فيها مبطل في التوراة ، والمبطل فيها محق في التوراة.

قوله تعالى : (يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى)

[٨٤٩٧] حدثنا أسيد بن عاصم ، ثنا الحسين بن حفص ، ثنا سفيان عن منصور ، عن سعيد بن جبير وإبراهيم قالا : (يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى) قالا : الذنوب

[٨٤٩٨] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبى نجيح ، عن مجاهد قوله : (يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى) قال : ما أشرف لهم في اليوم من شيء في الدنيا حلال أو حرام يشتهونه أخذوه ، ويتمنون المغفرة وأن يجدوا الغد مثله يأخذونه (١).

__________________

(١) التفسير ١ / ٢٤٩.

٢١٥

[٨٤٩٩] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو خالد الأحمر ، عن جويبر ، عن الضحاك في قوله : (يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى) من الحرام.

[٨٥٠٠] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلىّ ، ثنا أصبغ قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد يقول في قول الله : (يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى) قال : الكتاب الذين في أيديهم.

قوله تعالى (وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا)

[٨٥٠١] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقا ، عن ابن أبى نجيح ، عن مجاهد قوله : (عَرَضَ هذَا الْأَدْنى) ما أشرف لهم في اليوم من شيء من الدنيا حلالا أو حراما يشتهونه أخذوه ويتمنوا المغفرة.

[٨٥٠٢] أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قراءة عليه ، أخبرنى محمد بن شعيب بن شابور ، أخبرنى عثمان بن عطاء ، عن أبيه عطاء في قوله : (يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا) يأخذون ما عرض لهم من الدنيا ويقولون نستغفر الله ونتوب إليه.

قوله تعالى : (وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ)

[٨٥٠٣] حدثنا أسيد بن عاصم ، ثنا الحسين بن حفص ، ثنا سفيان ، عن منصور عن إبراهيم ، وعن سعيد بن جبير (وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ) قالا : الذنوب يقولون سيغفر لنا.

[٨٥٠٤] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : (وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ) قال : إن وجدوا الغد مثله يأخذوه يعني ما أشرف لهم في اليوم من شيء من الدنيا حلالا أو حراما يشتهونه أخذوه.

قوله تعالى : (أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ)

[٨٥٠٥] حدثنا أبى ، ثنا سعيد بن سليمان النشيطي ، ثنا أبو الأشهب ، عن الحسن في قوله : (أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَ) قال : هي لأهل الإيمان منهم.

٢١٦

قوله تعالى : (وَدَرَسُوا ما فِيهِ)

[٨٥٠٦] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو خالد الأحمر ، عن جويبر عن الضحاك (وَدَرَسُوا ما فِيهِ) قال : علموا ما فيه.

[٨٥٠٧] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلىّ ، ثنا أصبغ بن الفرج قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله : (وَدَرَسُوا ما فِيهِ) قال : علموا ما في الكتاب لم يأتوه بجهالة وقرأ : (وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ) علمت.

[٨٥٠٨] حدثنا أبى ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن ، ثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه عن الربيع (وَدَرَسُوا ما فِيهِ) يعني فأقروا ما فيه يعني مخففة.

قوله تعالى : (وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ)

[٨٥٠٩] حدثنا أبى ، ثنا سعيد بن سليمان النشيطي ، ثنا أبو الأشهب ، عن الحسن في قوله : (وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) قال : هي لأهل الإيمان منهم.

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ) آية ١٧٠

[٨٥١٠] حدثنا أبى ، ثنا أبو حذيفة ، ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد (١) (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ) قال : اليهود والنصارى.

[٨٥١١] حدثنا أبى ، ثنا سعيد بن سليمان النشيطي ، ثنا أبو الأشهب عن الحسن قوله : (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ) قال : يعني لأهل الإيمان منهم.

قوله تعالى : (بِالْكِتابِ)

[٨٥١٢] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي ، فيما كتب إلىّ ، ثنا أصبغ ، عن الفرج قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يقول في قول الله : (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ) الذي جاء به موسى صلى الله عليه وسلم.

قوله تعالى : (وَأَقامُوا الصَّلاةَ)

[٨٥١٣] حدثنا أبى ، ثنا دحيم ، ثنا الوليد ، ثنا عبد الرحمن بن نمر ، عن الزهري قال : إقامتها أن تصلي الصلاة لوقتها.

__________________

(١) التفسير ١ / ٢٤٩.

٢١٧

قوله تعالى : (إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ)

[٨٥١٤] حدثنا أبى ، ثنا سعيد بن سليمان النشيطي ، ثنا أبو الأشهب ، عن الحسن قوله : (إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) قال : هي لأهل الإيمان منهم.

قوله تعالى : (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ) آية ١٧١

[٨٥١٥] حدثنا عمار بن خالد الواسطي ، ثنا محمد بن الحسن ويزيد بن هارون واللفظ لمحمد ، عن أصبغ بن زيد الوراق ، عن القاسم بن أبي أيوب ، حدثني سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس قال : ثم سار بهم موسى متوجها نحو الأرض المقدسة ، و (أَخَذَ الْأَلْواحَ) بعد ما سكت عنه الغضب ، فأمرهم بالذي أمر الله أن يبلغهم من الوظائف فثقلت عليهم وأبوا أن يقروا بها ، حتى نتق الله عليهم الجبل كأنه ظلة ، ودنا منهم حتى خافوا أن يقع عليهم.

[٨٥١٦] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح بن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : قوله : (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ) يقول : (وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثاقِهِمْ) (١)

حدثنا علي بن الحسين ، ثنا أبى حماد ، ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأعمش عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله : (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ) قال : رفعته الملائكة فوق رؤوسهم.

[٨٥١٧] ذكر الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا حجاج ، عن ابن جريج قال : قال لي عطاء : إن هذا الجبل جبل الطور هو الذي رفع على بني إسرائيل.

[٨٥١٨] ذكره الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا حجاج ، عن ابن جريح ، أخبرنا ابن كثير ، عن مجاهد قال : (نَتَقْنَا) قال : خرجنا كما تخرج الزبدة كما تنتق الزبدة.

قوله تعالى : (كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ)

[٨٥١٩] حدثنا أبى ، ثنا علي بن ميمون ، ثنا خالد بن حبان ، عن جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج في قول الله : (كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ) قال : جاءتهم التوراة جملة واحدة فكبر عليهم ، فأبوا أن يأخذوه حتى ظلل الله عليهم الجبل فأخذوه عند ذلك.

__________________

(١) سورة النساء آية ١٥٤.

٢١٨

قوله تعالى : (وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ)

[٨٥٢٠] حدثنا عمار بن خالد الواسطي ، ثنا محمد بن الحسن ويزيد بن هارون واللفظ لمحمد ، عن أصبغ بن زيد ، عن القاسم بن أبى أيوب ، حدثني سعيد بن جبير ، عن ابن عباس يعني قوله : (وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ) ، قال : خافوا أن يقع عليهم.

[٨٥٢١] حدثنا جعفر بن منير المدائني ، ثنا عبد الوهاب بن عطاء ، ثنا داود ، عن عامر ، عن ابن عباس أنه قال : أنا أعلم الناس بم اتخذت النصارى المشرق قبلة قول الله : (انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا) واتخذوا ميلاد عيسى وأنا أعلم لم سجدت اليهود علي حرف وجهها قول الله : (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ) قال : سجدوا وجعلوا ينظرون إلى الجبل فوقهم بحرف وجوههم كانت سجدة رضيها الله عنهم فاتخذوها سنة.

قوله تعالى : (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ)

[٨٥٢٢] وبه عن ابن عباس : (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ) ، فأخذوا الكتاب بإيمانهم وهم يعصون ينظرون إلى الأرض ، والكتاب الذي أخذوا بأيديهم ، وهم ينظرون إلى الجبل مخافة أن يقع عليهم.

[٨٥٢٣] حدثنا عمران بن بكار الحمصي ، ثنا الربيع بن روح ، ثنا محمد بن حرب ثنا الزبيدي ، عن عدى ، عن داود بن أبي هند ، عن عامر قال ابن عباس : إني لا أعلم لم تسجد اليهود على حرف قال الله تعالى : (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ) قال : لتأخذن بأمري أو لأرمينكم به ، فسجدوا وهم ينظرون إليه مخافة أن يسقط عليهم فكانت سجدة رضيها الله فاتخذوها سنة.

[٨٥٢٤] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا محمد بن أبى حماد ، ثنا مهران ، عن سفيان عن الأعمش ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله : (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ) قال : رفعته الملائكة فوق رؤوسهم فقيل لهم : (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ) ، فكانوا إذ نظروا إلى الجبل قالوا : (سَمِعْنا وَأَطَعْنا) وإذا نظروا : إلى الكتاب قالوا (سَمِعْنا وَعَصَيْنا).

٢١٩

قوله تعالى (بِقُوَّةٍ)

[٨٥٢٥] أخبرنا محمد بن سعد فيما كتب إلىّ ، حدثني أبى ، حدثني عمي الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس قوله : (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ) يقول : العمل بالكتاب.

[٨٥٢٦] حدثنا أبى ، ثنا عبيد الله بن موسى ، ثنا أبو جعفر عن الربيع (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ) قال : بطاعة.

[٨٥٢٧] حدثنا محمد بن يحيي ، ثنا العباس بن الوليد ، ثنا يزيد بن زريع ، عن سعيد ، عن قتادة قوله : (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ) قال : بجد.

قوله تعالى (وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)

[٨٥٢٨] وبه عن قتادة قوله : (وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) بجبل انتزعه الله من أصله ، ثم جعله فوق رؤوسهم ثم قال : لتأخذن بأمري أو لأرمينكم به.

قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) آية ١٧٢

أخبرنا يونس بن عبد الله الأعلى قراءة ، أنبأ ابن وهب أن مالكا أخبره ، عن زيد بن أبى أنيسة ، أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أخبره عن مسلم بن يسار الجهني ، أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) إلى قوله : (إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ) فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال : خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال : خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون ، فقال رجل : يا رسول الله ففيم العمل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخل به الجنة ، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخل به النار (١).

__________________

(١) الترمذي كتاب التفسير رقم ٧٥. ٥٣ / ٢٤٨ قال هذا حديث حسن.

٢٢٠