تفسير القرآن العظيم - ج ٤

عبد الرحمن بن محمّد ابن إدريس الرازي ابن أبي حاتم

تفسير القرآن العظيم - ج ٤

المؤلف:

عبد الرحمن بن محمّد ابن إدريس الرازي ابن أبي حاتم


المحقق: أسعد محمّد الطيّب
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤٤

[٦١٠٩] قرأت على محمد بن الفضل ، ثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن مزاحم عن بكير ، عن مقاتل بن حيان قوله : (فَقَدْ ضَلَ) يقول : فقد أخطأ.

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا). آية ١٣٧

[٦١١٠] حدثني أبي ثنا أبو غسان ، ثنا شريك ، عن جابر ، عن عامر قال : قال علي في المرتد : إن كنت مستتيبة ثلاثا ، ثم قرأ هذه الآية : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ، ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً) (١).

[٦١١١] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو خالد ، عن داود بن أبي هند عن أبي العالية (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً) قال : هم اليهود والنصارى أذنبوا في شركهم فتابوا ، فلم يقبل منهم ، ولو تابوا من الشرك لقبل منهم.

[٦١١٢] حدثنا الحسن بن أبي الربيع صلى الله عليه وسلم ثنا عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن قتادة : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) قال : هؤلاء اليهود آمنوا بالتوراة (ثُمَّ كَفَرُوا) بها.

قوله تعالى : (آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا).

[٦١١٣] حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أنبأ عبد الرزاق (٢) ، أنبأ معمر ، عن قتادة قال : ثم ذكر النصارى فقال : (ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا) يقول : آمنوا بالإنجيل ثم كفروا به.

قوله تعالى : (ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً).

[٦١١٤] حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن عبدة ، ثنا حفص بن جميع ، عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس في قوله : (ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً) قال : تموا على كفرهم حتى ماتوا.

[٦١١٥] حدثنا أحمد بن سنان ، ثنا عبد الرحمن يعني ابن مهدي ، عن سفيان عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : (ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً) قال : ماتوا.

والوجه الثاني :

[٦١١٦] حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أنبأ عبد الرزاق (٣) وأنبأ معمر ، عن قتادة قوله : (ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً) كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم.

__________________

(١) الدر ٢ / ٢٣٥.

(٢) التفسير ١ / ١٧٠.

(٣) المرجع السابق.

٤١

[٦١١٧] حدثنا أبي ، ثنا عبد العزيز بن المغيرة ، أنبأ يزيد بن زريع عن سعيد ، عن قتادة قوله : (ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً) بالفرقان ومحمد صلى الله عليه وسلم.

قوله تعالى : (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ).

[٦١١٨] وبه عن قتادة قوله : (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ) وقد كفروا بكتب الله

قوله تعالى : (وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً).

[٦١١٩] وبه عن قتادة قوله : (وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً) قال : ولا ليهديهم طريق هدى ، وقد كفروا بكتب الله.

قوله تعالى : (بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) آية ١٣٨

[٦١٢٠] حدثنا عصام بن رواد ، ثنا آدم ، ثنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية قوله : (عَذاباً أَلِيماً) قال : الأليم الموجع في القرآن كله وكذلك فسره ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، والضحاك بن مزاحم ، وقتادة ، وأبو مالك ، وأبو عمران الجوفي ، ومقاتل بن حيان.

قوله تعالى : (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) آية ١٣٩

[٦١٢١] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : (الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) قال : نهى الله تعالى المؤمنين أن يلاطفوا الكفار فيتخذوهم وليجة من دون المؤمنين ، إلا أن يكون الكفار عليهم ظاهرين فيظهرون لهم ويخالفونهم في الدين.

[٦١٢٢] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد ، ثنا أسباط ، عن السدي قوله : (أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) أما أولياء فنواليهم في دينهم ونظهرهم على عورة المؤمنين.

قوله تعالى : (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ) آية ١٤٠

[٦١٢٣] قرأت على محمد بن الفضل ، ثنا محمد بن علي ، أنبأ محمد بن مزاحم ، عن بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان ، قوله : (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ). قال : في سورة الأنعام بمكة.

٤٢

قوله تعالى : (أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها).

[٦١٢٤] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : (أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها) ونحو هذا في القرآن قال : أمر الله المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلاف والفرقة وأخبرهم إنما هلك من كان قبلهم بالمري والخصومات في الدين.

[٦١٢٥] قرأت على محمد بن الفضل ، ثنا محمد بن علي ، أنبأ محمد بن مزاحم ، عن بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان قوله : (أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها) فنسخت هذه الآية التي في الأنعام فكان هذا الذي أنزل بالمدينة. وخوفهم فقال : إن قعدتم ورضيتم بخوضهم واستهزائهم بالقرآن فـ (إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ).

قوله تعالى : (فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ).

[٦١٢٦] حدثنا أبي ، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام الطرسوسي ، ثنا يزيد بن هارون ، أنبأ العوام بن حوشب ، عن إبراهيم التيمي عن أبي وائل ، قال : إن الرجل ليتكلم بالكلمة من الكذب ليضحك بها القوم ، فيسخط الله عليه ، فذكرت ذلك لإبراهيم ، النخعي فقال : صدق ، أليس الله تعالى يقول : (إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ).

قوله تعالى : (إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ).

[٦١٢٧] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا ابن إدريس ، عن العلاء بن المنهال عن هشام ابن عروة ، أن عمر بن عبد العزيز أخذ قوما يشربون فضربهم وفيهم رجل صالح فقيل أنه صائم ، فتلا : (فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَالْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً).

[٦١٢٨] قرأت على محمد بن الفضل ، ثنا محمد بن علي ، أنبأ محمد بن مزاحم ، عن بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان فقال : إن قعدتم ورضيتم بخوضهم واستهزائهم بالقرآن فـ (إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ).

٤٣

قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ) الآية.

[٦١٢٩] وبه عن مقاتل قوله : (إِنَّ اللهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَالْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً) قال : إن الله جامع المنافقين من أهل المدينة والمشركين من أهل مكة ، الذين خاضوا واستهزءوا بالقرآن في جهنم جميعا.

قوله تعالى : (الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كانَ لَكُمْ

فَتْحٌ مِنَ اللهِ قالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ). آية ١٤١

[٦١٣٠] حدثنا أبي ، ثنا عبد العزيز بن المغيرة ، ثنا يزيد بن زريع ، ثنا سعيد ، عن قتادة يعني قوله : (الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللهِ قالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ) قال : هم المنافقين.

قوله تعالى : (وَإِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ).

[٦١٣١] حدثنا موسى بن أبي موسى الخطمي ، ثنا هارون بن حاتم ، ثنا عبد الرحمن ابن أبي حماد عن أسباط ، عن السدي ، عن أبي مالك قوله : (نَصِيبٌ) يعني : حظا.

قوله تعالى : (أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ).

[٦١٣٢] حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم ، ثنا أحمد بن مفضل ، ثنا أسباط عن السدي قوله : (وَإِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ قالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ) يقول : نغلب عليكم.

قوله تعالى : (وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).

[٦١٣٣] حدثنا أبي ، ثنا عبد العزيز بن المغيرة ، ثنا يزيد بن زريع عن سعيد ، عن قتادة قوله : (وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) قال : هم المنافقون

[٦١٣٤] حدثنا أبو هارون محمد بن خالد الحراني ، ثنا عبد الله بن الجهم ثنا عمرو يعني ابن أبي قيس ، عن عاصم ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود قال : يجتمع الناس في صعيد واحد في أرض بيضاء كأنها سبيكة فضية ، ثم أول ما يقضي فيه من خصومات الناس الدماء ، فيؤتى بالقاتل والمقتول فيوقفان بين يدي الرحمن ، فيقال له : لم قتلته؟ فإن قتله لله قال : قتلته لتكون العزة لله ، قال : فيقال : فإنها لله ، وإن كان

٤٤

قتله لخلق من خلق الله يقول : قتلته لتكون العزة لفلان ، فيقال : فإنها ليست له ، فيقتله يومئذ كل خلق لله قتلته ظالما غير أنه يذاق الموت عدة الأيام التي أذاقها الآخر في الدنيا.

قوله تعالى : (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً).

[٦١٣٥] حدثنا أبي ، ثنا معاذ بن أسد المروزي ، ثنا الفضل بن موسى ثنا الأعمش ، عن ذر ، عن يسيع قال : جاء رجل إلى علي فقال : أرأيت قول الله تعالى : (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) قال : الكافر يقتل المؤمن والمؤمن يقتل الكافر ، قال علي : (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ) يوم القيامة (عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً).

وروى عن أبي مالك ، وعطاء الخرساني نحو ذلك.

قوله تعالى : (سَبِيلاً).

[٦٣١٦] حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم ، ثنا أحمد بن مفضل ، ثنا أسباط عن السدي قوله : (سَبِيلاً) قال : حجة.

قوله تعالى : (إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ) آية ١٤٢

[٦١٣٧] وبه عن السدي قوله : (إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ) قال : يعطيهم يوم القيامة نورا يمشون به مع المسلمين كما كانوا معهم في الدنيا ، ثم يسلبهم ذلك النور فيطفيه ، فيقومون في ظلمتهم ويضرب بينهم بالسور.

[٦١٣٨] حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا يزيد بن هارون ، أنبأ سفيان بن حسين ، عن الحسن في قوله : (إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ) قال : يعطى المؤمن يوم القيامة نورا ويعطى المنافق نورا يمشون به حتى ينتهوا إلى الصراط ، فإذا انتهوا إلى الصراط مضى المؤمنون بنورهم ويطفي نور المنافقين ، فـ (يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ؟ قالُوا : بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللهِ وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ) (١) قال الحسن : فتلك خديعة الله إياهم.

قوله تعالى : (وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى).

[٦١٣٩] أخبرنا أبو بدر عباد بن الوليد الغبري فيما كتب إلى ، ثنا الوليد بن خالد الأعرابي ، ثنا شعبة ، عن مسعر بن كدام ، عن سماك الحنفي ، عن ابن عباس أنه كان

__________________

(١) سورة الحديد ، آية : ١٤.

٤٥

يكره أن يقول الرجل : إني كسلان ويتأول هذه الآية : (وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى).

قوله تعالى : (يُراؤُنَ النَّاسَ).

[٦١٤٠] حدثنا أبي ، ثنا عبد العزيز بن المغيرة ، أنبأ يزيد بن زريع عن سعيد ، عن قتادة قوله : (يُراؤُنَ النَّاسَ) وإنه والله لو لا الناس ما صلى المنافق ، ما يصلى إلا رياء وسمعة.

قوله تعالى : (وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلاً).

[٦١٤١] حدثنا أحمد بن سنان ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن أبي الأشهب عن الحسن : (وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلاً) قال : إنما قلّ لأنه كان لغير الله.

[٦١٤٢] حدثنا أبي ، ثنا عبد السلام بن مطهر وعبد الكبير بن المعافى بن عمران الموصلي قالا : ثنا جعفر بن سليمان ، عن عوف ، عن الحسن قال : قرأ هذه (يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلاً) قال الحسن : فو الله لو كان ذلك القليل منهم لله لقبله ، ولكن كان ذلك القليل منهم رياء.

[٦١٤٣] حدثنا أبي ، ثنا عبد العزيز بن المغيرة وثنا يزيد بن زريع ، ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : (وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلاً) وإنما قال ذكر المنافق ، لأن الله لم يقبله كل ما ردّ الله قليل كل ما قبل الله كثير (١).

قوله تعالى : (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ). آية ١٤٣

[٦١٤٤] حدثنا أبي ، ثنا عبيد الله بن موسى ، أنبأ إسرائيل ، عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال : مثل المؤمن والمنافق والكافر مثل ثلاثة نفر انتهوا إلى وادي فوقع أحدهم فعبر ، ثم وقع الآخر حتى آتى على نصف الوادي ناداه الذي على شفير الوادي : ويلك أين تذهب؟ إلى الهلكة ، إرجع عودك على بدئك ، وناداه الذي عبر : هلم النجاة فجعل ينظر إلى هذا مرة وإلى هذا مرة ، قال : فجاء سيل فأغرقه والذي عبر المؤمن والذي غرق المنافق ، (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ) والذي مكث الكافر.

__________________

(١) الدر ٢ / ٢٣٦.

٤٦

[٦١٤٥] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد (١) قوله : (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ) قال : هم المنافقون.

قوله تعالى : (لا إِلى هؤُلاءِ)

. [٦١٤٦] حدثنا أبي ، ثنا أبو حذيفة ، ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله : (لا إِلى هؤُلاءِ) لأصحاب محمد.

[٦١٤٧] حدثنا أبي ، ثنا عبد العزيز بن المغيرة ، ثنا يزيد بن زريع ، عن سعيد عن قتادة قوله : (لا إِلى هؤُلاءِ) يقول : ليسوا بمؤمنين مخلصين ولا بمشركين مصرحين بالشرك.

قوله تعالى : (وَلا إِلى هؤُلاءِ).

[٦١٤٨] حدثنا أبي ، ثنا أبو حذيفة ، ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : (لا إِلى هؤُلاءِ) اليهود.

[٦١٤٩] حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم ، ثنا أحمد بن مفضل ، ثنا أسباط عن السدي قوله : (لا إِلى هؤُلاءِ) يقول : ليسوا بمشركين فيظهرون الشرك وليسوا بمؤمنين.

قوله تعالى : (سَبِيلاً).

[٦١٥٠] وبه عن السدي : (سَبِيلاً) يقول : حجة.

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكافِرِينَ) الآية ١٤٤

[٦١٥١] حدثنا أبي ، ثنا مالك بن إسماعيل ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قوله : (سُلْطاناً مُبِيناً) قال : كل سلطان في القرآن حجة.

وروى عن مجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، ومحمد بن كعب والضحاك والسدي ، والنضر بن عربي مثل ذلك.

[٦١٥٢] حدثنا أبي ، ثنا عبد العزيز بن المغيرة ، ثنا يزيد بن زريع ، عن سعيد عن قتادة (أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً مُبِيناً) وأن لله السلطان على خلقه ولكن يقول : عذرا مبينا.

__________________

(١) التفسير ١ / ١٧٨.

٤٧

قوله تعالى : (إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً). آية ١٤٥

[٦١٥٣] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن خيثمة ، عن عبد الله بن مسعود (إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) قال : في توابيت من حديد مبهمة عليهم.

[٦١٥٤] حدثنا المنذر بن شاذان ، ثنا عبيد الله بن موسى ، أنبأ إسرائيل عن عاصم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة (إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) قال : الدرك الأسفل بيوت لها أبواب تطبق عليها فيوقد من تحتهم النار ومن فوقهم.

[٦١٥٥] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : (إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) يعني : في أسفل النار.

[٦١٥٦] حدثنا أبي ، ثنا أبو سلمة ، ثنا حماد ، أنبأ علي بن زيد ، عن القاسم بن عبد الرحمن أن ابن مسعود سئل عن المنافقين ، فقال : يجعلون في توابيت من نار فتطبق عليهم في أسفل النار.

قوله تعالى : (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا) آية ١٤٦

[٦١٥٧] حدثنا أحمد بن سنان ، ثنا موسى بن داود ، ثنا حفص بن غياث عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود قال : جاءنا حذيفة فقال على رؤسنا فقال : لقد نزل النفاق على من هو خير منكم ، قلت له : أنّى يكون هذا والله تعالى يقول : (إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) قال : فلما تفرقوا قال لم يبق غيري رماني بحصاة فأتيته ، فقال : إنهم لما تابوا كانوا خيرا منكم (١).

[٦١٥٨] حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا حجاج ، عن ابن جريج وعثمان ابن عطاء عن عطاء ، عن ابن عباس قال : في سورة النساء (إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) ثم استثنى فقال : (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا).

__________________

(١) البخاري كتاب التفسير ٦ / ٦٢.

٤٨

قوله تعالى : (وَأَصْلَحُوا).

[٦١٥٩] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيي بن عبد الله بن بكير ، حدثني عبد الله بن لهيعة حدثني ، عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير قوله : (وَأَصْلَحَ) يعني : وأصلح العمل.

[٦١٦٠] أخبرنا محمد بن عبيد الله بن المنادى فيما كتب إليّ ، ثنا يونس بن محمد المؤدب ، ثنا شيبان النحوي ، عن قتادة (وَأَصْلَحُوا) قال : أصلحوا ما بينهم وبين الله ورسوله.

قوله تعالى : (وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ).

[٦١٦١] حدثنا أبي ، ثنا عمرو بن رافع ، ثنا سليمان يعني ابن عامر ، عن الربيع يعني ابن أنس قوله : (وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ) قال : الاعتصام هو الثقة بالله.

قوله تعالى : (وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ).

[٦١٦٢] أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة ، أنبأ ابن وهب ، أخبرني يحيي بن أيوب ، عن عبيد الله بن زحر ، عن خالد بن أبي عمران ، عن عمرو بن مرة ، عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (أخلص) دينك يكفيك القليل من العمل (١).

قوله تعالى : (فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً)

[٦١٦٣] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيي بن عبد الله ، حدثني ابن لهيعة حدثني عطاء ، عن سعيد بن جبير قوله : (فَأُولئِكَ) يعني : الذين فعلوا ما ذكر الله في هذه الآية هم الذين صدقوا.

قوله تعالى : (مَعَ الْمُؤْمِنِينَ).

[٦١٦٤] وبه عن سعيد قوله : (الْمُؤْمِنِينَ) يعني : المصدقين.

[٦١٦٥] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو أسامة ، عن سفيان ، عن ابن جريج عن عباد ، عن سعيد بن جبير قوله : (أَجْراً عَظِيماً) قال : الجنة. وروى عن أبي هريرة ، والحسن ، وعكرمة ، والضحاك ، وقتادة نحو ذلك.

__________________

(١) الدر ٢ / ٣٣٦ ، والحاكم ٤ / ٣٠٦.

٤٩

قوله تعالى : (ما يَفْعَلُ اللهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكانَ اللهُ شاكِراً عَلِيماً). آية ١٤٧

[٦١٦٦] حدثنا أبي ، ثنا عبد العزيز بن المغيرة ، أنبأ يزيد بن زريع عن سعيد ، عن قتادة قوله : (ما يَفْعَلُ اللهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكانَ اللهُ شاكِراً عَلِيماً). أن الله لا يعذب شاكرا ولا مؤمنا.

قوله تعالى : (لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ) آية ١٤٨

[٦١٦٧] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : (لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ) لا يحب الله سبحانه أن يدعوا أحد على أحد (١).

[٦١٦٨] حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أنبأ عبد الرزاق ، ثنا المثنى بن الصباح ، عن مجاهد ، في قوله : (لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) قال : ضاف رجل رجلا فلم يؤد إليه حق ضيافته فلما خرج أخبر الناس ، فقال : ضيفت فلانا فلم يؤد إلي حق ضيافتي ، قال : فذلك الجهر بالسوء (إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) حين لم يؤد إليه الآخر حق ضيافته.

قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ ظُلِمَ).

[٦١٦٩] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : (إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) إلا أن يكون مظلوما فإنه رخص له أن يدعوا على من ظلمه وذلك قول الله تعالى (إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) وإن صبر فهو خير له.

[٦١٧٠] أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة ، وحدثنا سليمان بن داود قالا : ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن إبراهيم بن أبي بكر ، عن مجاهد (٢) في قوله : (لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) قال : هو في الضيافة يأتي الرجل إلى القوم وهو مسافر فلم يضيفوه ، فرخص له أن يقول لهم ويسمعهم. والسياق ليونس.

__________________

(١) التفسير ١ / ١٧٠.

(٢) التفسير ١ / ١٧٩.

٥٠

[٦١٧١] حدثنا أبو سعيد الأشج وعمرو بن عبد الله الأودي قالا : ثنا أبو أسامة ، عن إسماعيل بن مسلم ، عن الحسن : (لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) فقد رخص له أن يدعوا على من ظلمه من غير أن يعتدي.

[٦١٧٢] حدثنا أبي ، ثنا النفيلي ، ثنا عبد الله يعني ابن عمرو ، قال : سألت عبد الكريم عن قول الله تعالى : (لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) قال : هو الرجل يشتمك فتشتمه ، ولكن إن افترى عليك فلا تفتري عليه ، مثل قوله : (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ).

قوله تعالى : (إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللهَ كانَ عَفُوًّا قَدِيراً). آية ١٤٩

[٦١٧٣] حدثنا أبو سعيد الأشجع ، ثنا ابن علية ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : (إِنْ تُبْدُوا) قال : من اليقين والشك.

[٦١٧٤] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قال : أخبر الله عباده بحكمه وعفوه وكرمه وسعة رحمته ومغفرته ، فمن أذنب ذنبا صغيرا أو كبيرا ثم استغفر الله (يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً) ولو كانت ذنوبه أعظم من السموات والأرض والجبال.

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ). آية ١٥٠

[٦١٧٥] وبه عن ابن عباس قال : ثم وصف الله النفاق وأهله فقال : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ).

[٦١٧٦] حدثنا أبي ، ثنا عبد العزيز بن المغيرة ، أنبأ يزيد بن زريع ، ثنا سعيد عن قتادة قوله : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ) قال : أولئك أعداء الله اليهود والنصارى.

قوله تعالى : (وَرُسُلِهِ).

[٦١٧٧] حدثنا أبي ، ثنا أبو توبة الربيع بن نافع ، ثنا معاوية بن سلام ، عن أخيه

٥١

زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام ، حدثني أبو أمامة الباهلي أن رجلا قال : يا رسول الله : كم كانت الرسل؟ قال : ثلاثمائة وخمسة عشر (١).

قوله تعالى : (وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ).

[٦١٧٨] حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ، ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط ، عن السدي قوله : (وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ) يقولون : محمد ليس برسول الله ، وتقول اليهود : عيسى ليس برسول الله ، فقد فرقوا بين الله ورسله.

قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ).

[٦١٧٩] حدثنا أبي ، ثنا عبد العزيز بن المغيرة ، أنبأ يزيد بن زريع ، عن سعيد عن قتادة قوله : (وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ) أولئك أعداء الله اليهود والنصارى آمنت اليهود بالتوراة وموسى ، وكفروا بالإنجيل وعيسى ، وآمنت النصارى بالإنجيل وموسى ، وكفروا بالفرقان ومحمد صلى الله عليه وسلم.

قوله تعالى : (وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً).

[٦١٨٠] وبه عن قتادة قوله : (وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً) يقول : اتخذوا اليهودية والنصرانية وهما بدعتان ليستا من الله ، وتركوا الإسلام.

قوله تعالى : (أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا). آية ١٥١

[٦١٨١] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قول : (أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا) فجعل الله المؤمن مؤمنا حقا ، والكافر كافرا حقا.

[٦١٨٢] أخبرنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري فيما كتب إلي ، ثنا موسى بن عبد العزيز القنباري ، ثنا الحكم بن أبان ، حدثني عثمان بن حاضر ، حدثني جابر بن عبد الله قال : ثنا ابن حاضر أتدري من الكافر؟ إن الله تعالى يقول : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً).

__________________

(١) الحاكم ٢ / ٢٦٢.

٥٢

[٦١٨٣] قرأت على محمد بن الفضل ، ثنا محمد بن علي ، أنبأ محمد بن مزاحم ، عن بكير ، عن مقاتل قوله : (عَذاباً مُهِيناً) يعني بالمهين : الهوان.

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ). آية ١٥٢

[٦١٨٤] حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني ثنا محمد بن المصفى ثنا بقية ثنا محمد ابن إسماعيل بن عبد الله الكندي ، عن الأعمش في قوله : (يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ) قال : أجورهم أن يدخلهم الجنة.

قوله تعالى : (يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ). آية ١٥٣

[٦١٨٥] حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم ، ثنا أحمد بن مفضل ، ثنا أسباط عن السدي ، قوله : (يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ) قال : اليهود.

قوله تعالى : (أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ).

[٦١٨٦] وبه عن السدي قوله : (أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ) قالت له اليهود : إن كنت صادقا إنك رسول الله فأتنا بكتاب مكتوب من السماء كما جاء به موسى.

[٦١٨٧] حدثنا أبي ، ثنا عبد العزيز بن المغيرة ، أنبأ زيد بن زريع ، عن سعيد عن قتادة ، قوله : (يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ) أي كتابا خاصّة.

قوله تعالى : (فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ).

[٦١٨٨] حدثنا أبي ، ثنا عبد العزيز بن المغيرة ، أنبأ يزيد بن زريع ، عن سعيد ، عن قتادة (فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ) قولهم : (أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً).

قوله تعالى : (فَقالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً).

[٦١٨٩] حدثني أبي قال : كتب إلى أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري ، حدثني أبي حدثني إبراهيم بن طهمان ، عن عباد بن إسحاق عن أبي الحويرن ، عن ابن عباس أنه قال : في قول الله : (جَهْرَةً) أي : علانية.

[٦١٩٠] حدثنا أبو زرعة ، ثنا صفوان بن صالح ، ثنا الوليد ، أخبرني سعيد عن قتادة في قوله : (جَهْرَةً) أي : عيانا. وروى عن الربيع بن أنس مثل ذلك.

٥٣

قوله تعالى : (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ).

[٦١٩١] حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي ، ثنا عبد الله بن أبي جعفر الرازي ، عن أبيه ، عن الربيع بن أنس قوله : (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ) قال : هم السبعون الذين اختارهم موسى فساروا معه ، قال : سمعوا كلاما فصعقوا ، يقول : ماتوا.

قوله تعالى : (الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ).

[٦١٩٢] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن صدقة ، عيسى بن يونس الرملي : ثنا محمد بن شعيب يعني ابن شابور قال : سمعت عروة بن رويم يقول : سأل بنو إسرائيل موسى ـ يعني ـ أن يريهم الله جهرة ، فأخبرهم أنهم لن يطيقوا ذلك ، فأبوا ، فسعوا من الله فصعق بعضهم وبعض ينظرون ، ثم بعث هؤلاء وصعق هؤلاء. والسياق لمحمد.

وفي حديث عيسى بن يونس : ثم بعث الذين صعقوا أو صعق الآخرون ثم بعثوا ، فقال الله تعالى : (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ).

والوجه الثاني :

[٦١٩٣] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد بن طلحة ، ثنا أسباط ، عن السدي قوله : (جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ) والصاعقة : نار.

[٦١٩٤] حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أنبأ عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة في قوله : (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ) قال : أخذتهم الصاعقة ، أي : ماتوا.

قوله تعالى : (ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ).

[٦١٩٥] حدثنا عصام بن داود ، ثنا آدم ، ثنا أبو جعفر ، عن الربيع بن أنس ، قال : قال أبو العالية : إنما سمي العجل ، لأنهم عجلوا فاتخذوه قبل أن يأتيهم.

[٦١٩٦] حدثنا الحجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : (الْعِجْلَ) حسيل البقر : ولد البقرة.

قوله تعالى : (فَعَفَوْنا عَنْ ذلِكَ).

[٦١٩٧] حدثنا عصام بن رواد ، ثنا آدم ، ثنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع عن أبي العالية قوله : (فَعَفَوْنا) يعني : من بعد ما اتخذوا العجل.

وروى عن الربيع بن أنس مثل ذلك.

٥٤

قوله تعالى : (وَآتَيْنا مُوسى سُلْطاناً مُبِيناً).

[٦١٩٨] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله : (وَآتَيْنا مُوسى سُلْطاناً مُبِيناً) يقول : حجة.

قوله تعالى : (وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ). آية ١٥٤

[٦١٩٩] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا يحيي بن يمان ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن مسلم البطين في قوله : (وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ) قال : رفعته الملائكة.

قوله تعالى : (الطُّورَ بِمِيثاقِهِمْ).

[٦٢٠٠] حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب بن الحرث ، أنبأ بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله : (الطُّورَ) قال : الطور : ما أنبت من الجبال ، وما لم ينبت فليس بطور.

[٦٢٠١] حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن مهدي المصيصي ، ثنا أبو عبد الصمد العمي عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : الطور : جبل.

وروى عن مجاهد ، وعكرمة ، والحسن ، والضحاك ، والربيع بن أنس ، وأبي صخر نحو ذلك.

[٦٢٠٢] حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا حجاج قال ابن جريج قال لي عطاء : (وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ) : رفع فوقهم الجبل على بني إسرائيل ، فقال : لتؤمنن به أو ليقعن عليكم.

[٦٢٠٣] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد بن طلحة ، ثنا أسباط ، عن السدي قال : فلما أبوا أن يسجدوا أمر الله الجبل أن يقع عليهم فنظروا إليه وقد غشيهم ، فسقطوا سجدا على شق ونظروا بالشق الآخر فرحمهم الله فكشفه عنهم ، فقالوا : ما سجدة أحب إلى الله من سجدة كشف بها العذاب عنهم فهم يسجدون كذلك ، وذلك قول الله تعالى : (وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ).

[٦٢٠٤] حدثنا محمد بن عمار بن الحارث الرازي قال : أنبأ يحيي بن الضريس عن سفيان ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله : (ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) قال : من باب صغير.

٥٥

[٦٢٠٥] حدثنا أبي ، ثنا مالك بن إسماعيل أبو غسان ، ثنا زهير ، قال : سئل خصيف عن قول الله تعالى : (ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) قال : قال عكرمة : قال ابن عباس : كان الباب قبل القبلة.

[٦٢٠٦] حدثنا الحسن بن محمد بن صباح ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال : باب الحطة من باب إيلياء بيت المقدس.

وروى عن الضحاك ، والسدي مثل قول مجاهد.

قوله تعالى : (سُجَّداً).

[٦٢٠٧] حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أنبأ عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى لبني إسرائيل : (ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) فدخلوا الباب يزحفون على أستائهم (١).

[٦٢٠٨] حدثنا أحمد بن محمد بن يحيي بن سعيد القطان ، ثنا يحيي بن آدم ، ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله : (ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) قال : ركعا من باب صغير ، فدخلوا من قبل أستائهم.

[٦٢٠٩] حدثنا أبي ، ثنا مالك بن إسماعيل أبو غسان ، ثنا زهير قال : سئل خصيف عن قول الله تعالى : (ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) قال عكرمة : قال ابن عباس : فدخلوا على شق.

[٦٢١٠] حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن ، ثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه ، عن الربيع قوله : (سُجَّداً) قال : وكان سجود أحدهم على خده.

الوجه الثالث :

[٦٢١١] حدثنا أبي ، ثنا مقاتل بن محمد ، ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن السدي ، عن أبي سعد الأزدي ، عن أبي الكنود ، عن عبد الله يعني ابن مسعود قال : قيل لهم : (ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) ، فدخلوا مقنعي رؤوسهم.

__________________

(١) البخاري كتاب التفسير ٦ / ٢٢.

٥٦

قوله تعالى : (وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ).

[٦٢١٢] حدثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا شعبة ، أخبرني عمرو بن مرة ، سمع عبد الله سلمة يحدث عن صفوان بن عسال المرادي أن رجلين من أهل الكتاب قال أحدهما لصاحبه : اذهب بنا إلى هذا النبي ، فقال : لا يسمعن هذا فيصير له أربعة له أربعة أعين ، فأتياه فسألاه عن تسع آيات بينات ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وعليكم خاصّة يهود أن (لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ) ، فقبلا يديه ورجليه ، وقالا : نشهد إنك نبي (١).

[٦٢١٣] حدثنا أبي ، ثنا عبد العزيز بن المغيرة ، أنبأ يزيد بن زريع ، عن سعيد عن قتادة (وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ) أمر القوم أن لا يأكلوا الحيتان يوم السبت ولا يعرضوا ، وأحلت لهم ما خلا ذلك.

قوله تعالى : (وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً).

[٦٢١٤] حدثنا أبو بكر أبي موسى ، ثنا هارون بن حاتم ، ثنا عبد الرحمن بن أبي حماد ، عن أسباط عن السدي ، عن أبي مالك قوله : (غَلِيظاً) يعني : شديدا.

قوله تعالى : (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ). آية ١٥٥

[٦٢١٥] حدثنا أبي ، ثنا عبد العزيز بن المغيرة ، أنبأ يزيد بن زريع ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ) يقول : فبنقضهم ميثاقهم.

قوله تعالى : (وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللهِ).

[٦٢١٦] حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل ، عن أبي يحيي ، عن مجاهد : الآيات : (الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ) ويده وعصاه.

قوله تعالى : (وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍ).

[٦٢١٧] حدثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا شعبة ، عن الأعمش عن إبراهيم ، عن أبي معمر الأزدي عن عبد الله بن مسعود قال : كانت بنو إسرائيل في اليوم تقتل ثلاثمائة نبي ، ثم يقوم سوق لهم من آخر النهار.

__________________

(١) الحاكم ١ / ٩ قال : هذا صحيح ، ووافقه الذهبي.

٥٧

قوله تعالى : (وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ).

[٦٢١٨] حدثنا أحمد بن سنان صلى الله عليه وسلم ثنا أسباط بن محمد ، عن الأعمش ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : إنما سمي القلب لتقلبه.

قوله تعالى : (قُلُوبُنا غُلْفٌ).

[٦٢١٩] حدثنا أبو زرعة ، منجاب بن الحارث ، أنبأ بشر ، عن أبي روق عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله : (قُلُوبُنا) قال : قالوا : قلوبنا مملوءة علما لا نحتاج إلى علم محمد ولا غيره.

[٦٢٢٠] حدثنا محمد بن عمار ، قال : قرأنا على يحيي بن الضريس ، عن فضيل ابن مرزوق ، عن عطية العوفي : (قُلُوبُنا غُلْفٌ) قال : قلوبنا أوعية للعلم.

وروى عن عطاء الخرساني مثله.

والوجه الثاني :

[٦٢٢١] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : (وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ) قال : في غطاء.

وروى عن مجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، والسدي ، وقتادة في رواية معمر نحو ذلك.

والوجه الثالث :

[٦٢٢٢] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن عبد الرحمن العرزمي ، ثنا أبي ، عن جدي ، عن قتادة ، عن الحسن قوله : (قُلُوبُنا غُلْفٌ) قال : لم تختن.

والوجه الرابع :

[٦٢٢٣] حدثنا عصام بن رواد ، ثنا ، أبو جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية : قوله : (قُلُوبُنا غُلْفٌ) أي لا تفقه. وروى عن قتادة في رواية ابن أبي عروبة عنه مثله.

والوجه الخامس :

[٦٢٢٤] حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا أسباط ، عن فضيل ، عن عطية : (قُلُوبُنا غُلْفٌ) قال : أوعية للمنكر.

٥٨

الوجه السادس :

[٦٢٢٥] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو أسامة ، عن النضر بن عربي ، عن عكرمة : (قُلُوبُنا غُلْفٌ) قال : عليها طابع.

قوله تعالى : (بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ).

[٦٢٢٦] حدثنا أبو بكر بن أبي موسى ، ثنا هارون بن حاتم ، ثنا عبد الرحمن بن أبي حماد ، عن أسباط ، عن السدي ، عن أبي مالك قوله : (بَلْ طَبَعَ اللهُ) يعني : ختم الله.

[٦٢٢٧] حدثنا المنذر بن شاذان ، ثنا هوذة ، ثنا عوف قال : بلغني في قول الله تعالى : (وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ) قال : قالوا : قلوبنا أوعية للخير فأكذبهم الله وقال : (بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً).

[٦٢٢٨] أخبرنا موسى بن هارون الطوسي فيما كتب إلى ، ثنا الحسين بن محمد ، ثنا شيبان ، عن قتادة قوله : (بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ) قال : لما بدل القوم أمر الله وقتلوا رسله وكفروا بكتابه ونقضوا الميثاق الذي عليهم ، طبع الله على قلوبهم حين فعلوا ذلك.

قوله تعالى : (فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً).

[٦٢٢٩] حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أنبأ عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن قتادة قال : لا يؤمن منهم إلا قليل.

قوله تعالى : (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلى مَرْيَمَ بُهْتاناً عَظِيماً).

[٦٢٣٠] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : (وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلى مَرْيَمَ بُهْتاناً عَظِيماً) يعني : أنهم رموها بالزنا.

وروى عن السدي ، وجبير ، ومحمد بن إسحاق نحو ذلك.

قوله تعالى : (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ) آية ١٥٧

[٦٢٣١] حدثنا أبي ، ثنا عبد العزيز بن المغيرة ، أنبأ يزيد ، عن سعيد عن قتادة قوله :

٥٩

(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ) أولئك أعداء الله ابتهروا بقتل نبي الله عيسى ، وزعموا أنهم قتلوه وصلبوه.

قوله تعالى : (وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ).

[٦٢٣٢] حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي ، ثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه عن الربيع بن أنس ، عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهود : أن عيسى لم يمت وأنه راجع إليكم قبل يوم القيامة.

[٦٢٣٣] حدثنا أحمد بن سنان الواسطي ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : لما أراد الله تعالى أن يرفع عيسى إلى السماء ،. ، فخرج على أصحابه وفي البيت اثنا عشر رجلا من الحواريين يعني فخرج عيسى من عين في البيت ورأسه يقطر ماء ، فقال : إن منكم من يكفر بي اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن بي ، قال : أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي ، فقام شاب من أحدثهم سنا ، فقال له : اجلس ، ثم أعاد عليهم فقام الشاب ، أنا ، فقال : أنت هو ذاك فألقى عليه شبه عيسى ورفع عيسى من روزنة في البيت إلى السماء قال : وجاء الطلب من اليهود فأخذوا الشبه ، فقتلوه ثم صلبوه ، فكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن به ، وافترقوا ثلاث فرق. فقالت فرقة : كان الله فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء ، فهؤلاء اليعقوبية. وقالت فرقة : كان فينا ابن ما شاء الله ثم رفعه إليه ، فهؤلاء النسطورية.

وقالت فرقة : كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء الله ثم رفعه الله إليه وهؤلاء المسلمون. فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقتلوها ، فلم يزل الإسلام طامسا حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم (١).

قوله تعالى : (وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ).

[٦٢٣٤] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد (٢) قوله : (وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) قال : صلبوا رجلا غير عيسى (يحسبونه) إياه.

__________________

(١) قال ابن كثير : إسناد صحيح ١ / ١٧٤.

(٢) التفسير ١ / ١٨٠.

٦٠