مثير الأحزان

مدرسة الإمام المهدي « عج »

مثير الأحزان

المؤلف:

مدرسة الإمام المهدي « عج »


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مدرسة الامام المهدي « عج »
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ٣
الصفحات: ١٢٦

وأستخدم فقالت زينب لا والله ولا كرامة لك ولا له إلا ان يخرج من ديننا.

فاعاد الازرق الكلام.

فقال له يزيد وهب الله لك حتفا قاطعا (١).

ثم تمثل بابيات ابن الزبعرى :

ليت اشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الاسل (٢)

فاهلوا واستهلوا فرحا

ثم قالوا يا يزيد لا تشل

قد قتلنا القوم من ساداتهم

وعدلناه ببدر فاعتدل (٣)

[خطبة زينب (ع) في مجلس يزيد]

فقامت زينب بنت علي عليه السلام وقالت الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله وآله اجمعين صدق الله كذلك يقول : «ثم كان عاقبة الذين اساؤا السوئ ان كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤن» (٤) اظننت يا يزيد حيث اخذت علينا اقطار الارض وآفاق السماء فاصبحنا نساق كما تساق الاسراء ان بنا على الله هوانا (٥) وبك على الله كرامة فشمخت بانفك ونظرت الى عطفك حين رايت الدنيا ستوثقا حين صفا لك ملكنا وسلطاننا فمهلا مهلا نسيت قوله تعالى «ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خير لانفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين» (٦) ثم تقول غير متأثم [ولا مستعظم] (٧) :

فاهلوا واستهلوا فرحا

ثم قالوا يا يزيد لا تشل

متنحيا على ثنايا أبي عبد الله سيد شباب أهل الجنة تنكتها بمخصرتك وكيف

__________________

١ ـ أخرجه في البحار : ٤٥ / ١٣٦ عن ارشاد المفيد : ٢٧٧ واللهوف : ٧٨ وفي النسخة الحجرية خ ل : قاضياً بدل قاطعاً.

٢ ـ آلة القتل وهو السيف والرمح وغيرها.

٣ ـ عنه في البحار : ٤٥ / ١٣٣ وعن اللهوف : ٧٥.

٤ ـ الروم : ١٠.

٥ ـ في النسخة الحجرية : خ ل «خوار».

٦ ـ آل عمران : ١٧٨.

١٠١

لا تقول ذلك وقد نكأت القرحة واستأصلت الشافة باراقتك دماء الذرية الطاهرة وتهتف باشياخك لتردن موردهم.

اللهم خذ بحقنا وانتقم لنا من ظالمنا فما فريت الا جلدك ولا حززت إلا لحمك بئس للظالمين بدلا وما ربك بظلام للعبيد فالى الله المشتكى وعليه المتكل فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا والحمد لله الذي ختم لاولنا بالسعادة ولاخرنا بالشهادة ويحسن علينا الخلافة انه رحيم ودود.

فقال يزيد :

يا صيحة تحمد من صوائح

ما اهون الموت على النوائح (١)

[الخاطب سب الامام على المنبر والامام صاح عليه]

ودعا يزيد الخاطب وامره ان يصعد المنبر ويذم الحسين واباه فصعد وبالغ في ذم أمير المؤمنين والحسين سلام الله عليهما والمدح لمعاوية ويزيد.

فصاح به علي بن الحسين (ع) ويلك ايها الخاطب اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوا مقعدك من النار.

ولقد اجاد ابن سنان الخفاجي بقوله :

يا امة كفرت وفي افواها

القرآن فيه ضلالها ورشادها

اعلى المنابر تعلنون بسبه

وبسيفه نصبت لكم اعوادها (٢)

تلك الخلائق بينكم بدرية

قتل الحسين وما خبت احقادها (٣)

[نوح آل الرسول في دمشق]

وكانت النساء مدة مقامهم بدمشق ينحن عليه بشجو وانة ويندبن بعويل ورنة ومصاب الاسرى عظم خطبه والاسى لكم الثكلى عال طبه أو سكن في

__________________

١ ـ أخرج نحوه في البحار : ٤٥ / ١٣٣ عن اللهوف : ٧٦.

٢ ـ منابرها.

٣ ـ أخرجه في البحار : ٤٥ / ١٣٧ عن اللهوف : ٧٨.

١٠٢

مساكن لا يقيهن من حر ولا برد حتى تقشرت الجلود وسال الصديد بعد كن الخدور وظل الستور والصبر ظاعن والجزع مقيم والحزن لهن نديم.

(ووعد يزيد لزين العابدين عليه السلام بقضاء ثلاث حاجات (١))

وعن أبي عبد الرحمن بن عبد الله بن عقبة بن لهيعة الحضرمي عن أبي الاسود محمد بن عبد الرحمن قال لقيني راس الجالوت بن يهوذا فقال والله ان بينى وبين داود سبعين أبا واليهود تلقاني فتعظمني وانتم ليس بين ابن النبي وبينه إلا اب واحد قتلتم ولده.

وكان يزيد يتخذ مجالس الشراب واللهو والقيان والطرب ويحضر راس الحسين بين يديه.

[اعتراض رسول ملك الروم على يزيد]

فحضر مجلسه رسول ملك الروم وكان من اشرافهم فقال يا ملك العرب هذا راس من؟

قال مالك ولهذا الراس قال انى إذا رجعت الى ملكنا يسالنى عن كل شئ شاهدته فاحببت ان اخبره بقضية هذا الراس وصاحبه ليشاركك في الفرح والسرور قال هذا راس الحسين بن علي قال ومن امه قال فاطمة بنت رسول الله فقال النصراني اف لك ولدينك لي دين احسن من دينكم ان أبي من حفدة داود عليه السلام وبيني وبينه آباء كثيرة والنصارى يعظمون قدري ويأخذون من تراب قدمى تبركا بانى من الحوافد وقد قتلتم ابن بنت نبيكم وليس بينه وبينه إلا ام واحدة فقبح الله دينكم.

ثم قال ليزيد ما اتصل اليك حديث كنيسة الحافر قال قل قال بين عمان والصين بحر مسيرة سنة فيه جزيرة ليس بها عمران إلا بلدة واحدة في الماء طولها

__________________

١ ـ أخرجه في اللهوف : ٧٩.

١٠٣

ثمانون فرسخا في ثمانين ما على وجه الأرض مدينة مثلها منها يحمل الكافور والعنبر والياقوت اشجارها العود وهي في اكف النصارى فيها كنايس كثيرة اعظمها كنيسة الحافر في محرابها حقة ذهب معلقة فيها حافر حمار ويقولون كان يركبه عيسى (ع) وحول الحقة مزين بانواع الجواهر والديباج يقصدها في كل عام عالم من النصارى وانتم تقتلون ابن بنت نبيكم لا بارك الله فيكم ولا في دينكم فقال يزيد اقتلوه لئلا يفضحنى في بلاده فلما احس بالقتل قال تريد ان تقتلني قال نعم قال اعلم انى رايت البارحة نبيكم في المنام يقول يا نصراني أنت من أهل الجنة فتعجبت من كلامه وانا اشهد ان لا اله إلا الله وان محمدا رسوله.

ثم نهض الى الراس فضمه الى صدره وقبله وبكى فقتل (١).

[رؤيا سكينة بنت الحسين (ع)]

ورات سكينة في منامها وهي بدمشق كان خمسة نجب من نور قد اقبلت وعلى كل نجيب شيخ والملائكة محدقة بهم ومعهم وصيف يمشى فمضى النجب واقبل الوصيف الي وقرب مني.

وقال يا سكينة ان جدك يسلم عليك فقلت وعلى رسول الله السلام يا رسول (رسول الله) (٢) من أنت قال وصيف من وصايف الجنة.

فقلت من هؤلاء المشيخة الذين جاؤا على النجب؟

قال الاول آدم صفوة الله والثانى إبراهيم خليل الله والثالث موسى كليم الله والرابع عيسى روح الله.

فقلت من هذا القابض على لحيته يسقط مرة ويقوم اخرى فقال جدك رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت واين هم قاصدون قال الى ابيك الحسين فاقبلت اسعى في طلبه لاعرفه ما صنع بنا الظالمون بعده.

__________________

١ ـ عنه البحار : ٤٥ / ١٤١ وعن اللهوف : ٧٩.

٢ ـ ليس في البحار.

١٠٤

فبينما انا كذلك إذ اقبلت خمسة هوادج من نور في كل هودج امراة.

فقلت من هذه النسوة المقبلات؟

قال الاولى حواء ام البشر والثانية آسيه بنت مزاحم والثالثة مريم بنت عمران والرابعة خديجة بنت خويلد والخامسة الواضعة يدها على راسها تسقط مرة وتقوم اخرى فقلت من فقال جدتك فاطمة بنت محمد ام ابيك.

فقلت والله لاخبرنها ما صنع بنا فلحقتها ووقفت بين يديها ابكي واقول يا امتاه جحدوا والله حقنا يا امتاه بددوا والله شملنا يا امتاه استباحوا والله حريمنا يا امتاه قتلوا والله الحسين ابانا.

فقالت كفى صوتك يا سكينة فقد اقرحت كبدي وقطعت نياط قلبى هذا قميص ابيك الحسين معى لا يفارقنى حتى القى الله به ثم انتبهت واردت كتمان ذلك المنام وحدثت به اهلي فشاع بين الناس (١).

ودعا يزيد يوما بعلي بن الحسين وعمر بن الحسن وكان عمر صغيرا فقال له اتصارع ابني خالد فقال لا ولكن اعطني سكينا واعطه سكينا ثم اقاتله.

فقال يزيد ما تتركون عداوتنا صغارا وكبارا.

ثم قال :

شنشنة اعرفها من احزم

هل تلد الحية إلا حية

[الامام (ع) وصف حال اهل بيته (ع) لمنهال]

وخرج يوما زين العابدين عليه السلام يمشى في اسواق دمشق فلقيه المنهال بن عمرو.

فقال كيف امسيت يا ابن رسول الله؟

قال امسينا كمثل بني اسرائيل في آل فرعون يذبحون ابناءهم ويستحيون نسائهم يا منهال امست العرب تفتخر على العجم بان محمدا وامست قريش تفتخر على سائر العرب بان محمدا منها وامسينا معشر أهل بيته ونحن مقتولون

__________________

١ ـ عنه البحار : ٤٥ / ١٤٠.

١٠٥

مشردون فانا لله وانا إليه راجعون مما امسينا فيه يا منهال.

ولله در مهيار بقوله في العترة الطاهرة :

يعظمون له اعواد منبره

وتحت ارجلهم اولاده وضعوا

باى حكم بنوه يتبعونكم

وفخركم انكم صحب له تبع

[وعد يزيد قضاء ثلاث حوائج للسجاد (ع)]

ثم قال يزيد لعلي بن الحسين وعدتك بقضاء ثلاث حاجات اذكرها.

فقال الاولى ترينى وجه سيدى الحسين عليه السلام لاتزود منه.

والثانية ترد علينا ما اخذ منا لأن فيه مغزل فاطمة وقميصها وقلادتها.

والثالثة ان كنت عزمت على قتلي فوجه مع النسوة من يوصلهن الى حرم جدهن.

قال أما وجه ابيك فلن تراه ابدا وأما قتلك فقد عفوت عنك فما يوصلهم الى المدينة غيرك.

[رد الاثاث وارسال أهل البيت الى المدينة]

وأمر برد المأخوذ وزاد عليه مائتي دينار ففرقها زين العابدين عليه السلام على الفقراء والمساكين.

ثم أمر يزيد بمضي الاسارى الى اوطانهم مع نعمان بن بشير وجماعة معه الى المدينة (١).

[اختلاف في مشهد رأس الحسين (ع)]

وأما الراس الشريف اختلف الناس فيه قال قوم ان عمرو بن سعيد دفنه بالمدينة وعن منصور ابن جمهور انه دخل خزانة يزيد بن معاوية لما فتحت وجد به جونة حمراء.

__________________

١ ـ أخرجه في البحار : ٤٥ / ١٤٣ عن اللهوف : ٨١.

١٠٦

فقال لغلامه سليم احتفظ بهذه الجونة فانها كنز من كنوز بني امية فلما فتحها إذا فيها راس الحسين عليه السلام وهو مخضوب بالسواد فقال لغلامه آتنى بثوب فاتاه فلفه ثم دفنه بدمشق عند باب الفراديس (١) عند البرج الثالث مما يلي المشرق.

وحدثني جماعة من اهل مصر ان مشهد الراس عندهم يسمونه مشهد الكريم عليه من الذهب شئ كثير يقصدونه في المواسم ويزورونه ويزعمون انه مدفون هناك.

والذي عليه المعول من الاقوال انه اعيد الى الجسد بعد ان طيف به في البلاد ودفن معه (٢).

ولقد احسن نايح هذه المرثية في فادح هذه الرزية :

راس بن بنت محمد ووصيه

للناظرين على قناه يرفع

والمسلمون بمنظر وبمسمع

لا منكر فيهم ولا متفجع

كحلت بمنظرك العيون عماية

واصم رزأك كل اذن تسمع

ايقضت اجفانا وكنت لها كرى

وانمت عينا لم تكن بك تهجع

ما روضة الا تمنت انها

لك حفرة ولخط قبرك مضجع (٣)

[مرور عيال الحسين بكربلاء ولقاء جابر الانصاري]

ولما مر عيال الحسين (ع) بكربلاء وجدوا جابر بن عبد الله الانصاري رحمة الله عليه وجماعة من بني هاشم قدموا لزيارته في وقت واحد فتلاقوا بالحزن والاكتياب والنوح على هذا المصاب المقرح لاكباد الاحباب (٤).

[نوح الجن على الحسين (ع)]

وناحت عليه الجن وكان نفر من اصحاب النبي صلى الله عليه وآله منهم المسور بن مخرمة

__________________

١ ـ في النسخة الحجرية : الفلاديس وفي خ ل : الفراديس.

٢ ـ عنه البحار : ٤٥ / ١٤٤.

٣ ـ أخرجه في البحار : ٤٥ / ٢٥٥ عن المناقب لابن شهرآشوب : ٣ / ٢٧٠.

٤ ـ أخرج نحوه في البحار : ٤٥ / ١٤٦ عن اللهوف : ٨٢.

١٠٧

ورجال يستمعون النوح ويبكون.

وذكر صاحب الذخيرة ، [عن المحشر] (١) عن عكرمة انه سمع ليلة قتله بالمدينة مناد يسمعونه ولا يرون شخصه :

ايها القاتلون جهلا حسينا

ابشروا بالعذاب والتنكيل

كل أهل السماء تبكى عليكم

من نبى وملائك وقبيل

قد لعنتم على لسان ابن داو

د وموسى وصاحب الانجيل

وروى ان هاتفا سمع بالبصرة ينشد ليلا :

ان الرماح الواردات صدورها

نحو الحسين تقاتل التنزيلا

ويهللون بان قتلت وإنما

قتلوا بك التكبير والتهليلا

فكانما قتلوا اباك محمدا

صلى عليه الله أو جبريلا

وعن ام سلمة قالت ما سمعت نوح الجن على أحد منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله حتى قتل الحسين (ع) فسمعت قائلة تنوح :

إلا يا عين فاحتملي بجهدي

ومن يبكى على الشهداء بعدى

على رهط تقودهم المنايا

الى متجبر في الملك عبد (٣)

وعن أبي حباب لما قتل الحسين عليه السلام ناحت عليه الجن فكان الجصاصون يخرجون بالليل الى الجبانة فيسمعون الجن يقولون :

مسح النبي جبينه

فله بريق بالخدود

وابوه (٤) من اعلى (٥) قريش

وجده خير الجدود (٦)

__________________

١ ـ ليس في البحار.

٢ ـ عنه البحار : ٤٥ / ٢٣٥.

٣ ـ البحار ٤٥ / ٢٣٨ ، ح ٨ عن أمالي الصدوق ص ١٢٠.

٤ ـ في النسخة الحجرية خ ل : «أبواه».

٥ ـ ف النسخة الحجرية : خ ل «علياً».

٦ ـ أخرجه في البحار : ٤٥ / ١٤٦ عن اللهوف : ٨٢.

١٠٨

وناحت عليهن (١) الجن فقالت :

لمن الابيات بالطف على كره بنينا

تلك ابيات الحسين يتجاوبن رنينا (٢)

وذكر ابن الجوزي في كتاب النور في فضائل الايام والشهور نوح الجن عليه فقالت :

لقد جئن نساء الجن يبكين شجيات

ويلطمين خدودا كالدنانير نقيات

ويلبسن ثياب السود بعد القصبيات (٣)

[نزول البلاء على قتلة الحسين (ع)]

وعن أبي السدى عن أبيه قال كنا غلمة نبيع البر في رستاق كربلا بعد مقتل الحسين (ع) فنزلنا برجل طئ فتذاكرنا قتلة الحسين ونحن على الطعام وانه ما بقى من قتله الا من اماته الله ميتة سوء وقتله قتلة سوء والشيخ قائم على رؤوسنا.

فقال هذا كذبكم يا أهل العراق والله اننى لمن شهد قتل الحسين وما بها اكثر مالا منى ولا اثرى فرفعنا ايدينا من الطعام والسراج تتقد بالنفط فذهبت الفتيلة تنطفئ فجاء يحركها باصبعه فاخذت اصبعه فاهوى بها إلى فيه فاخذت النار لحيته فبادر الى الماء ليلقى نفسه فيه فلقد رايته يلتهب حتى صار حممة (٤).

[استرجاع حكم ولاية الري من ابن سعد وندامته]

ولما اجتمع عبيد الله بن زياد وعمر ابن سعد بعد قتل الحسين (ع) قال عبيد الله

__________________

١ ـ في النسخة الحجرية : خ ل «عليه».

٢ ـ أخرجه ف البحار : ٤٥ / ٢٤١ ح ١٢ عن كامل الزيارات : ٩٥ ح ٤.

٣ ـ عنه البحار : ٤٥ / ٢٣٥ ذ ح ٢.

٤ ـ أخرجه في البحار : ٤٥ / ٣٠٧ ح ٧ عن ثواب الاعمال : ٢٥٩ بالاسناد عن يعقوب ابن سليمان.

١٠٩

لعمر اتنى بالكتاب الذي كتبته اليك في معنى قتل الحسين ومناجزته فقال ضاع قال لتجيئني به اتراك معتذرا في عجائز قريش؟

قال عمر والله لقد نصحتك في الحسين نصيحة لو استشارني ابها ابي سعد كنت قد اديت حقه فقال عثمان بن زياد اخو عبيد الله بن زياد صدق والله لوددت انه ليس من بني زياد رجل إلا وفي انفه خزامة الى يوم القيامة وان حسينا لم يقتل.

قال عمر بن سعد والله ما رجع أحد بشر مما رجعت اطعت عبيد الله وعصيت الله وقطعت الرحم (١).

[مرور سليمان بمصارع الحسين (ع) في كربلاء]

ورويت الى ابن عائشة قال مر سليمان بن قتيبة (٢) العدوى ومولى بني تميم بكربلاء بعد قتل الحسين عليه السلام بثلاث فنظر الى مصارعهم فاتكا على فرس له عربية وانشا :

مررت على ابيات آل محمد

فلم ارها امثالها يوم حلت

الم تر ان الشمس اضحت مريضة

لفقد حسين والبلاد اقشعرت

وكانوا ارجاءا ثم اضحوا رزية

لقد عظمت تلك الرزايا وجلت

وتسالنا قيس فنعطي فقيرها

وتقتلنا قيس إذا النعل زلت

وعند غني قطرة من دمائنا

سنطلبهم يوم بها حيث حلت

فلا يبعد الله الديار واهلها

وان اصبحت منهم برغم تخلت

فإن قتيل الطف من آل هاشم

اذل رقاب المسلمين فذلت

وقد اعولت تبكى النساء لفقده

وانجمنا ناحت عليه وصلت (٣)

__________________

١ ـ عنه ف البحار : ٤٥» ١١٨.

٢ ـ في النسخة النجفية والحجرية خ ل «قتيبة» وفي المناقب لابن شهرآشوب : قبة وما أثبتناه من النسخة الحجرية والبحار والكامل للمبرد : ١ / ٢٢٣ وانساب الاشراف : ٣ / ٦٩ وقتة ام سليمان كما في القاموس المحيط : ١ / ١٥٤.

٣ ـ عنه البحار : ٤٥ / ٢٩٣ وبعض الاشعار في ص ٢٤٤ عن المناقب لابن شهرآشوب : ٣ / ٢٦٣.

١١٠

وقيل الابيات لابي الرمح الخزاعي.

[رثاء أبي الرمح في الحسين (ع)]

حدث المرزبانى قال دخل أبو الرمح الى فاطمة بنت الحسين بن علي عليهم السلام فانشدها مرثية في الحسين (ع) وقال :

اجالت على عينى سحائب عبرة

فلم تصح الدمع حتى ارمعلت

تبكى على آل النبي محمد

وما اكثرت في الدمع لا بل اقلت

اولئك قوم لم يشيموا سيوفهم

وقد نكأت اعداؤهم حين سلت

وان قتيل الطف من آل هاشم

اذل رقابا من قريش فذلت

فقالت فاطمة يا أبا رمح اهكذا تقول قال فكيف [اقول] (١) جعلني فداك قالت قل : (اذل رقاب المسلمين فذلت).

فقال لا انشدها بعد اليوم إلا هكذا (٢).

[الامام (ع) الباقر وصف سبعة عشر مقتولا من بطن فاطمة]

قالت الرواة كنا إذ اذكرنا عند محمد بن علي الباقر عليهما السلام قتل الحسين (ع) قالوا قتلوا سبعة عشر انسانا كلهم ارتكض ف (٣) بطن فاطمة بنت اسد ام علي عليه السلام (٤).

والى هذا اشار شاعرهم بقوله :

واندبى تسعة لصلب علي

قد اصيبوا وستة لعقيل

وابن عم النبي عونا اخاهم

ليس فيما ينوبهم بخذول

وسمى النبي غودر فيهم

قد علوه بصارم مسلول (٥)

__________________

١ ـ من النسخة الحجرية.

٢ ـ في نسختي الاصل : من ، وما اثبتناه من البحار.

٣ ـ عنه البحار : ٤٥ / ٦٣.

٤ ـ أخرجه في البحار : ٤٥ / ٢٩١ عن بعض كتب المناقب القديمة.

١١١

ولما رجع صحب آل الرسول من السفر بعد طول الغيبة وعدم الظفر لفقد حملاة الكتاب وحماة الاصحاب وقد خلفوا للسبط مفترشا للتراب بعيدا من الاحباب بقفرة بهماء وتنوفة شوهاء لا سمير لمناجيها ولا سفير لمفاجيها واعينهم باكية ليتم البقية الزاكية فاسفت إلا اكون رائد اقدامهم ورافد خدى لموطئ اقدامهم :

وقلت هذه الابيات بلسان قالى ولسان حالهم :

ولما وردنا ماء يثرب بعدما

اسلنا على السبط الشهيد المدامعا

ومدت لما نلقاه من الم الجوى

رقاب المطايا واستكانت خواضعا

وجرع كاس الموت بالطف انفسا

كراما وكانت للرسول ودايعا

وبدل سعد الشم من آل هاشم

بنحس فكانوا كالبدور طوالعا

وقفنا على الاطلال نندب اهلها

اسى وتبكى (١) الخاليات البلاقعا

[وصول أهل البيت الى المدينة]

فلما وصل (٢) زين العابدين (ع) الى المدينة نزل وضرب فسطاطه وانزل نساءه وارسل بشير بن حذلم لاشعار أهل المدينة بايابه مع اهله واصحابه فدخل وقال :

يا أهل يثرب لا مقام لكم بها

قتل الحسين فادمعى مدرار

الجسم منه بكربلاء مضرج

والراس منه على القناة تدار

[اخبار بشر أهل المدينة بوصول أهل البيت]

ثم قال هذا علي بن الحسين عليهما السلام قد نزل بساحتكم [وحل] (٣) بفنائكم (٤) وانا رسوله اعرفكم مكانه فلم يبق في المدينة مخدرة ولا محجبة إلا برزت وهن بين باكية ونائحة ولاطمة فلم ير يوم أمر على أهل المدينة منه وخرج الناس الى

__________________

١ ـ في النسخة الحجرية : خ ل «نبكي».

٢ ـ ف النسخة الحجرية : وصلنا ، وفي خ ل «وصل».

٣ ـ ليس في النسخة الحجرية.

٤ ـ في نسختي الاصل : بقوتكم.

١١٢

لقائه واخذوا المواضع والطرق.

قال بشير فعدت الى باب الفسطاط وإذا هو قد خرج وبيده خرقة يمسح بها دموعه وخادم معه كرسى فوضعه وجلس وهو مغلوب على لوعته فعزاه الناس فاومى إليهم ان اسكتوا فسكنت فورتهم.

[خطبة زين العابدين (ع) في مدخل المدينة]

فقال الحمد لله رب العالمين مالك يوم الدين بارئ الخلائق اجمعين الذي بعد فارتفع في السموات العلى وقرب فشهد النجوى نحمده على عظائم الامور وفجائع الدهور وجليل الرزء وعظيم المصائب.

ايها القوم ان الله وله الحمد ابتلانا بمصيبة جليلة وثلمة في الاسلام عظيمة قتل أبو عبد الله وعترته وسبى نسائه وصبيته وداروا برأسه في البلدان من فوق عالى السنان.

ايها الناس فاى رجالات منكم يسرون بعد قتله ام أي عين تحبس دمعها وتصن عن انهمالها فلقد بكت السبع الشداد لقتله وبكت البحار والسموات والأرض والاشجار والحيتان والملائكة المقربون وأهل السموات اجمعون.

ايها الناس أي قلب لا ينصدع لقتله ام أي فؤاد لا يحن إليه ام أي سمع يسمع هذه الثلمة التي ثلمت في الاسلام؟

ايها الناس اصبحنا مطرودين مشردين مذودين شاسعين كأنا اولاد ترك أو كابل من غير جرم اجترمناه ولا مكروه ارتكبناه ما سمعنا بهذا في آبائنا الاولين ان هذا إلا اختلاق والله لو ان النبي تقدم إليهم في قتالنا كما تقدم إليهم في الوصاة بنا لما زادوا على ما فعلوه فانا لله وانا إليه راجعون.

فقام إليه صوخان بن صعصعة بن صوحان وكان زمينا فاعتذر إليه فقبل عذره وشكر له وترحم على أبيه (١).

__________________

١ ـ البحار ٤٥ / ١٤٨ عن اللهوف : ٨٣.

١١٣

[حالة دخول أهل البيت دار الرسول (ص)]

ثم دخل زين العابدين (ع) وجماعته دار الرسول فرآها مقفرة الطلول خالية من سكانها خالية باحزانها قد غشيها القدر النازل وساورها الخطب الهايل واطلت عليها عذبات المنايا وظلتها جحافل الرزايا وهي موحشة العرصات لفقد السادات.

للهام في معاهدها صياح

وللرياح في محو آثارها الحاح

ولسان حالها يندب ندب الفاقدة

وتذرى دمعا من عين ساهدة

وقد جالت عواصف النعامى والدبور

في تلك المعالم والقصور

وقالت يا قوم اسعدوني باسالة الغروب ، على المقتول المسلوب ، وعلى الازكياء من عترته ، والاطائب من امرته ، فقد كنت آنس بهم في الخلوات ، واسمع تهجدهم في الصلوات ، فذوي غصنى المثمر ، واظلم ليلى المقمر ، فما يحف جفنى من التهيام ، ولا يقل قلقي لذلك الغرام ، وليتني حيث فاتتني المواساة عند النزال ، وحرمت معالجة تلك الاهوال ، كنت لاجسادهم الشريفة مواريا ، وللجثث الطواهر من ثقل الجنادل واقيا ، لقد درست باندراسهم سنن الاسلام ، وجفت لفقدهم مناهل الانعام ، وانمحت آثار التلاوة والدروس ، وعطلت مشكلات الطروس ، فوا أسفا على خيبة بعد انهدام اركانه ، وواعجبا من ارتداد الدهر بعد ايمانه ، وكيف لا اندب الطلال الدوارس ، وأوقظ الاعين النواعس ، وقد كان سكانها سماري ، في ليلى ونهارى ، وشموسي واقمارى ، ابية على الايام بجوارهم ، واتمتع بوطئ اقدامهم وآثارهم ، واشرف على البشر يسيرهم وانشق ريا العبير من نشرهم ، فكيف يقل حزنى وجزعي ، ومخمد حرقي وهلعي.

[رثاء المؤلف لدار النبي (ص)]

قال جعفر بن محمد بن نما مصنف هذا الكتاب :

وقد رثيتها بابياتى هذه للدار وجعلتها خاتمة ما قلته من الاشعار :

١١٤

وقفت على دار النبي محمد

فالفيتها قد اقفرت عرصاتها

وامست خلاءا من تلاوة قارئ

وعطل منها صومها وصلاتها

وكانت ملاذا للعلوم وجنة

من الخطب يغشى المعتقين صلاتها

فأقوت من السادات من آل هاشم

ولم يجتمع بعد الحسين شتاتها

فيعنى لقتل السبط عبرى ولوعتي

على فقده (١) ما تنقضي زفراتها

فيا كبدي كم تصبرين على الاذى (٢)

اما آن ان يغنى اذن حسراتها

فلذ ايها المفتون بهذا المصاب ملاذ الحماة من سفرة الكتاب بلزوم الاحزان على ائمة الايمان.

[حزن زين العابدين (ع) لمصيبة الحسين (ع)]

فقد رويت عن والدي رحمة الله عليه ان زين العابدين عليه السلام كان مع حلمه الذي لا توصف به الرواسى وصبره الذي لا يبلغه الخل المواسى شديد الجزع والشكوى لهذه المصيبة والبلوى بكى اربعين سنة بدم مسفوح وقلب مقروح يقطع نهاره بصيامه وليله بقيامه فإذا احضر الطعام لافطاره ذكر قتلاه وقال واكرباه ويكرر ذلك ويقول قتل ابن رسول الله جائعا قتل ابن الله عطشانا حتى يبل [بالدمع] (٣) ثيابه.

[كثرة بكاء زين العابدين (ع)]

قال أبو حمزة الثمالى سئل عليه السلام عن كثرة بكائه فقال ان يعقوب فقد سبطا من اولاده فبكى عليه حتى ابيضت عيناه وابنه حى في الدنيا ولم يعلم انه مات وقد نظرت الى أبي وسبعة عشر من أهل بيتي قتلوا في ساعة واحدة فترون حزنهم يذهب من قلبي (٤)؟

__________________

١ ـ في النسخة النجفية : فقدمما.

٢ ـ في النسختي الحجرية : خ ل «الاس».

٣ ـ من النسخة الحجرية.

٤ ـ أخرج نحوه في البحار : ٤٦ / ١٠٨ عن المناقب لابن شهر اشوب ٣ / ٣٠٣.

١١٥

(وقد ختمت كتابي هذا بابيات ابن زيدون المغربي فهى

تنفذ في كبد المحزون نفوذ السمهرى (١))

بنتم (٢) وبنا فما ابتلت جوانحنا

شوقا اليكم ولا جفت ماقينا

تكاد حين تناجيكم ضمائرنا

يقضى الاسى لولا تاسينا

حالت لبعدكم ايامنا فغدت

سودا وكانت بكم بيضا ليالينا

ليسق عهدكم عهد السرور فما

كنتم لارواحنا إلا رياحينا

من مبلغ الملبسينا بانتزاحهم

ثوبا من الحزن لا يبلى ويبلينا

ان الزمان الذي قد كان يضحكنا

انسا بقربكم قد عاد يبكينا

غيظ العدى من تساقين الهوى فدعوا

بان نغص فقال الدهر آمينا

فانحل ما كان معقودا بانفسنا

وانبت ما كان موصولا بايدينا

ولا نكون ولا يخشى تفرقنا

واليوم نحن ولا يرجى تلاقينا

لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا

أن طال ما غير الناى المحبينا

والله ما طلبت اهواؤنا بدلا

من‍كم ولا انصرفت عنكم امانينا

لم نعتقد بعدكم إلا الوفاء لكم

رأيا ولم نتقلد غيره دينا

يا روضة طال ما اجنت لواحظنا

وردا جلاه الصبى غضا ونسرينا

ويا نسيم الصبا بلغ تحيتنا

من لو على البعد حيا كان يحيينا

لسنا نسميك اجلالا وتكرمة

وقدرك المعتلى في ذاك يكفينا

إذا انفردت وما شوركت في صفة

فحسبنا الوصف ايضاحا وتبيينا

لم نجف افق كمال انت كوكبه

سالين عنه ولم نهجره قالينا

عليك منا سلام الله ما بقيت

صبابة بك نخفيها فتخفينا

__________________

١ ـ في النسخة الحجرية «السمهري خ ل» وهو خطأ ، والسمهري : الرمح الصليب العود لسان العرب ٤ / ٣٨٠.

٢ ـ بعدتم.

١١٦

والى ها هنا انتهت مقاصدنا وعلى الله جل جلاله في المكافاة معتمدنا وإليه ملاذنا ومردنا ونسأله أن لا يخلى قاريه ومستمعيه من لطفه ويقرينا وإياهم من عفوه وعطفه ويجعل حزننا عليهم وجزعنا لهم دائما لا يتغير وعرفا لا يتنكر حتى نلقى محمدا صلى الله عليه وآله وقد واسيناه في أهل بيته بالمصاب والبعد عن ظالميهم والاغتراب وان كان فينا من استهوته الغفلة واستغوته الاسائة عن لبس شعار الاحزان وإسالة الدمع الهتان حتى فارق هذا المقام ويداه صفر من عطائك ، خالية من رجائك.

فاسهم اللهم له من ثواب الباكين ما يوصله الى درجة الخاشعين.

واحشرنا مع النبيين والمرسلين والصديقين وفي زمرة الشهداء والصالحين.

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

١١٧

فهرس الكتاب

مقدمة....................................................................... ٣

ترجمة المؤلف.................................................................. ٧

مقدمة المؤلف............................................................... ١١

غرض تأليف الكتاب واسلوبه................................................. ١١

المقصد الاول

على سبيل التفصيل للاحوال السابقة لقتال آل الرسول عليهم السلام

مولد الحسين وذكر النبي صلّى الله عليه وآله فضائله وشهادته ، وبكاؤه.............. ١٦

اخبار النبي صلّى الله عليه وآله بشهادة الحسين عليه السلام وانتشاره بين الناس....... ٢١

موت معاوية والبيعة ليزيد...................................................... ٢٣

اخبار الحسين (ع) بموت معاوية ومنامه......................................... ٢٣

اعلام خطر محو الاسلام بخلافة يزيد............................................ ٢٥

دعوة سليمان الى بيعة الحسين (ع) ونصرته...................................... ٢٥

أهل الكوفة كتبوا اليه اعلانهم البيعة............................................ ٢٦

وصف الامام................................................................ ٢٦

ارسال مسلم الى اهل الكوفة والكتاب الى اهل البصرة............................. ٢٧

١١٨

كتاب الاحنف الى الحسين (ع) وآراء القوم..................................... ٢٧

كلمات القوم............................................................... ٢٨

جواب بني تميم ، ودعاء الحسين (ع)........................................... ٢٩

خوف المنذر وافشاء سر الكتاب............................................... ٢٩

توهم أهل الكوفة بمقدم الحسين (ع)........................................... ٣٠

خطبة ابن مرجانة وتوبيخ أهل الكوفة........................................... ٣٠

نزول مسلم في دار هاني واختلاف الشيعة اليه................................... ٣١

خطة مسلم وشريك بن الاعور بقتل ابن زياد وفشلها.............................. ٣١

اندساس «معقل» المنافق في صف مسلم........................................ ٣٢

انکشاف امر مسلم.......................................................... ٣٢

الجدال بين هاني وابن زياد..................................................... ٣٣

تهديد ابن زياد بقتل هاني...................................................... ٣٤

حال مسلم بن عقيل في الكوفة................................................ ٣٤

ورود مسلم في مجلس ابن زياد وحديثه........................................... ٣٦

وصية مسلم واستشهاده....................................................... ٣٦

مقتل هاني.................................................................. ٣٧

خروج الحسين (ع) من مكة................................................... ٣٨

الامام يعلن تصميمه بكتاب ، نصايح القوم..................................... ٣٩

نصيحة الفرزدق للحسين (ع)................................................. ٤٠

اخبار يزيد عبيدالله بتوجه الحسين الى العراق..................................... ٤٠

نصيحة عبدالله بن عمر للحسين (ع).......................................... ٤١

خطبة الامام أثناء توجهه الى العراق............................................. ٤١

١١٩

لقاء الحسين (ع) مع بشر بن غالب........................................... ٤٢

الامام يبعث رسولا الى اهل الكوفة............................................. ٤٢

احضار مبعوث الحسين بين يدي ابن زياد وسبه له............................... ٤٣

لقاء الامام (ع) مع جماعة من اهل الكوفة...................................... ٤٣

خطبة الحسين (ع) «بذي حسم»............................................. ٤٤

كلامه (ع) في الثعلبية........................................................ ٤٤

اطلاع الحسين عليه لسلام بما جرى لمسلم وانشاده شعراً.......................... ٤٥

المحاورة بين الحسين وابوهريرة الاسدي........................................... ٤٦

دعوة الحسين زهير بن القين وقبوله............................................. ٤٦

ذكر زهير بن القين قصة سلمان............................................... ٤٧

رسالة الحر مع الف فارس الى الحسين (ع)...................................... ٤٧

منام الحسين (ع) بعد ارتحاله من قصر أبي مقاتل................................. ٤٧

الحر وهو بجانب الحسين عله السلام........................................... ٤٨

دعوة الحسين (ع) لعبيدالله بن الحر............................................. ٤٨

کتاب ابن زياد الى الحر....................................................... ٤٨

نزول الحسين (ع) في كربلاء................................................... ٤٩

حوار زينب مع الحسين (ع)................................................... ٤٩

المقصد الثاني

في وصف موقف النزال وما يقرب من تلك الحال

دعوة عمر قومه للقتال........................................................ ٥٠

رفض عمر بن سعد دعوة الحسين للمهادنة...................................... ٥٠

خطبة الحسين في القوم بعد أن عزموا على قتاله.................................. ٥١

١٢٠