نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٤

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٤

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤٠٠

قوله ـ تعالى ـ : (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها) وذلك (١) مثل : الدّملج والخلخال والثياب [والوشاح ، لمن لا يحلّ لهنّ النظر إليه ولا له إليهنّ.

وقيل : «ما ظهر منها» ؛ مثل : الثياب] (٢) الظّاهرة ، والوجه ، والكحل ، والحنّاء ، والخاتم (٣).

وقال مقاتل : الوجه ، والكفّان (٤).

وقال ابن عبّاس وقتادة : الكحل ، والخاتم (٥).

وقال ابن مسعود : «الظاهر» الثياب. و «الباطن» الدملج ، والخلخال ، والقرط (٦).

وقال الحسن : الثّياب (٧).

وقال السدي : الكحل والخضاب والخاتم (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَ) ؛ يريد : لئلّا يطّلع على صدورهنّ وعلى الزّينة الباطنة ؛ فإنّ المرأة الحرّة كلّها عورة.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ

__________________

(١) أ : وكذلك.

(٢) ليس في د.

(٣) التبيان ٧ / ٤٢٩.

(٤) التبيان ٧ / ٤٢٩ نقلا عن عطاء.

(٥) التبيان ٧ / ٤٢٩ نقلا عن ابن عبّاس وحده.

(٦) التبيان ٧ / ٤٢٩.+ من هنا إلى موضع نذكره ليس في ب.

(٧) التبيان ٧ / ٤٢٩.

(٨) التبيان ٧ / ٤٢٩ نقلا عن ابن عبّاس.

٤١

بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَ) ؛ يعني : أولاد إخوتهنّ.

(أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَ) ؛ أي : أقربائهنّ ، و (١) نساء أهل بيتهنّ (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَ) ؛ يريد : من العبيد الّذين لم يبلغوا الحلم.

قوله ـ تعالى ـ : (أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ) ؛ يريد : الصّبيان الّذين لم يبلغوا الحلم. أو (٣) الشيوخ الّذين (٤) لم يبق (٥) لهم حاجة في النّساء ، ولا شهوة لهم إليهن.

وقال مجاهد : البله (٦).

وقال الكلبيّ : الخصيان (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ) :

__________________

(١) ج ، د ، م : أو.

(٢) ج ، د ، م : دينهنّ.

(٣) ج ، د ، م : و.

(٤) ليس في د.

(٥) د : يكن.

(٦) تفسير الطبري ١٨ / ٩٦.

(٧) التبيان ٧ / ٤٣٠ نقلا عن عكرمة.+ سقط من هنا قوله تعالى : (أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (٣١)

٤٢

«الأيامى» الأحرار من الرجال والنّساء ، الّذين لا أزواج (١) لهم.

والصّالحين من العبيد والإماء ؛ يريد : تزوّجوا منهم (٢) ، وزوّجوهم إذا كانوا مؤمنين.

قوله ـ تعالى ـ : (إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) (٣٢) ؛ يعني : عن نكاح الحرائر ، حتّى يجدوا طولا وسعة لمهورهنّ ونفقتهنّ (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ) ؛ يعني : المكاتبة ، من العبيد والإماء (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً) ؛ أي : إيمانا واكتسابا لثمنهم (٥) ، الّذي بايعتموهم عليه إلى أجل.

والكتابة على ضربين : مشروطة ، وغير مشروطة.

فالمشروطة ، أن يشرط (٦) على عبده أو أمته ، أنّه إذا (٧) عجز عن أداء ما عليه عاد إلى الرّقّ.

والمطلقة غير المشروطة لا يذكر ذلك. فمتى (٨) عجز عن أدائها ، أعتق (٩) منه

__________________

(١) ج ، د ، م : زوج.

(٢) ليس في د.

(٣) ج ، د ، م زيادة : ومؤونتهن.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ).

(٤) سقط من هنا قوله تعالى : (مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ).

(٥) م : ليتمّ.

(٦) ج ، د ، م : يشترط.

(٧) ج ، د ، م : متى.

(٨) أ ، ب : إذا.

(٩) أ ، ب : عبق.+ م : اعتراف.

٤٣

بمقدار ما أدّى ، وبقي الباقي بحكم الرّقّ منه من نصف أو ثلث أو ربع (١٠) وغير (١١) ذلك.

وإن اتّفقا على المهاياة بينهما أو على قدر يدفعه إليه كلّ يوم كسبه ، جاز ذلك.

قوله ـ تعالى ـ : (وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ) ؛ أي : أعطوهم ، إذا كانوا صلحاء مؤمنين بصفة العدالة ، من مال الزّكاة ما يستعينون به على فكّ رقابهم من الرّقّ.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً) ؛ أي : تعفّفا بالأزواج.

و «البغاء» هاهنا ، هو الزّنا.

وروي : أنّ هذه الآية نزلت في عبد الله بن أبي سلول وجاريته (١٢) ؛ مسكة ومعوّدة ، أكرههما على الزّنا على عادة الجاهليّة. وكانوا يرسلون جواريهم يكتسبن لهم ، فحرم الله (١٣) ذلك عليهم (١٤).

قوله ـ تعالى ـ : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ؛ أي : منوّرهما ومدبّرهما.

عن ابن عبّاس [ـ رحمه الله ـ] (١٥).

__________________

(١٠) ج ، د ، م : أو.

(١١) م : عن.

(١٢) م : جاريتيه.

(١٣) ج زيادة : تعالى.

(١٤) ج : لهم.+ أسباب النزول / ٢٤٥.+ سقط من هنا قوله تعالى : (لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٣٣) والآية (٣٤)

(١٥) ليس في م.+ تفسير الطبري ١٨ / ١٠٥.

٤٤

وقال الزّجّاج : مدبّرهما بحكم بالغة (١).

قوله ـ تعالى ـ : (مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ) ؛ أي (٢) : ككوة غير نافذة ، بلغة الحبش. عن الكلبيّ (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ) ؛ يعني : الّتي فيها النّور.

(كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ) :

من قرأ بضمّ «الدّال» نسبه إلى الدّرّ. ومن قرأ بكسر «الدّال» أراد : أنّه مضيء (٤).

وقيل : «الكوكب» هاهنا ، هو الزّهرة (٥).

وقيل : المشتري (٦).

وقيل : غيرهما ، من عطارد والمرّيخ وزحل والكواكب النّيّرة (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ) ؛ يريد : من الزّيتون.

قوله ـ تعالى ـ : (لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) ؛ أي : هي بموضع لا يصيبها شرق ولا غرب.

__________________

(١) تفسير الطبري ١٨ / ١٠٥ نقلا عن مجاهد.

(٢) ليس في ج.

(٣) تفسير أبي الفتوح ٨ / ٢١٩ من دون ذكر للقائل ولغة الحبش.

(٤) ج : يضيء.

(٥) البحر المحيط ٦ / ٤٥٦.

(٦) البحر المحيط ٦ / ٤٥٦.

(٧) البحر المحيط ٦ / ٤٥٦.

٤٥

وقيل : هي شرقيّة غربيّة تطلع عليها الشّمس وتغرب ، وهي أحسن ما يكون (١).

قوله ـ تعالى ـ : (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ) ؛ يعني : من [شدة ضياء] (٢) الزّيت.

قوله ـ تعالى ـ : (نُورٌ عَلى نُورٍ) ؛ أي : ضياء على ضياء.

قوله ـ تعالى ـ : (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ) ؛ أي : يهدي الله لدينه.

وقال الكلبيّ : «النّور» هاهنا : محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ الّذي كان مستودعا في صلب أبيه عبد الله ؛ يعني : نور الإيمان والنّبوّة (٣).

وقال مقاتل : «المشكاة» هاهنا : جدّه ؛ عبد المطّلب. و «المصباح» أبوه ؛ عبد الله ، النّور الّذي في الزّجاجة (٤).

شبّه الله جدّ النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ بالزّجاجة في صفائها (٥).

بالنّور الّذي كان في صلب عبد الله ، وأبيه ، عبد المطلب ، بما وصفه به.

قوله ـ تعالى ـ : «يوقد من شجرة مباركة» ؛ يريد ـ سبحانه ـ بالشّجرة هاهنا : إبراهيم ـ عليه السّلام ـ. لأنّه من ذريته ، وعلى دينه ومنهاجه.

قوله ـ تعالى ـ : «لا شرقيّة ولا غربيّة» ؛ أي : لا يهودّية تصلّي إلى المغرب ،

__________________

(١) تفسير الطبري ١٨ / ١١٠.

(٢) ج : صفاء.+ د ، م : شدّة صفاء.

(٣) تفسير الطبري ١٨ / ١٠٦ نقلا عن سعيد بن جبير.

(٤) أ : زجاجة.+ في تفسير أبي الفتوح ٨ / ٢٢٢ : المشكاة عبد المطلب والزجاجة عبد الله والمصباح الرسول الذي كان في صلبه.

(٥) أ : صفائه.

٤٦

ولا نصرانيّة تصلّي إلى المشرق. بل كان حنيفا مسلما يصلّي إلى الكعبة ويحجّ إليها ، على ملّة جدّه ؛ إبراهيم ـ عليه السّلام ـ.

قوله ـ تعالى ـ : «نور على نور» ؛ أي : نور نبيّ مرسل ؛ يعني : إسماعيل ـ عليه السّلام ـ من نبيّ مرسل ، وهو إبراهيم ـ عليه السّلام ـ. وإبراهيم من نوح ـ عليه السّلام ـ. ونوح من آدم ـ عليه السّلام ـ (١).

قوله ـ تعالى ـ : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ [وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ]) ؛ أي : هذه الزجاجة والقنديل في بيوت أمر الله ـ تعالى ـ أن تبنى وتعظّم.

قوله ـ تعالى ـ : (يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ) (٣٦) ؛ أي : يصلّي له (٢) في هذه الأوقات.

قوله ـ تعالى ـ : (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ) :

قيل : إنّ «الرجال» هاهنا : أهل قباء. كان الرّجل منهم إذا سمع صوت المؤذن يدعو إلى الصّلاة ، وقد رفع المطرقة ليضرب بها ، طرحها من خلفه ولا يردها إلى (٣) قدّامه وأقبل (٤) إلى الصّلاة (٥).

__________________

(١) سقط من هنا قوله تعالى : (وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (٣٥)

(٢) ج ، د ، م زيادة : فيها «رجال».

(٣) ج : من.

(٤) ج ، د ، م : يقبل.

(٥) ج ، د ، م : صلاته.+ روي الصدوق مرسلا عن روح بن عبد الرّحيم عن أبي عبد الله عليه السّلام في قول الله عزّ وجلّ : (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ) قال : كانوا أصحاب تجارة فإذا حضرت الصلاة تركوا التجارة وانطلقوا إلى الصلاة وهم أعظم أجرا ممّن لم يتجّر. من لا يحضره الفقيه ٣ / ١٩٢ ، ح ٣٧٢٠ وعنه كنز الدقائق ٩ / ٣١٨ ونور الثقلين ٣ / ٦١٠. وروى نحوه في الكافي ٥ / ١٥٤ وعنه كنز الدقائق ٩ / ٣١٦ ونور الثقلين ٣ / ٦٠٩ والبرهان ٣ / ١٣٨.

٤٧

وقيل : «الرّجال» هاهنا : آل محمّد (١) وهم أهل بيته الطّاهرون المطهّرون (٢) ـ عليه السّلام ـ. وعليه المحقّقون ، من المفسّرين وأهل العلم.

وروي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام ـ (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ) :

قيل : هم أصحاب (٤) مسجد ضرار (٥).

وقيل : هم بنو أميّة أعداء النّبيّ [ـ صلّى الله عليه وآله ـ] (٦) وأعداء أهل بيته ـ عليهم السّلام ـ (٧).

وقال أهل اللّسان : يقال : قيعة (٨) وقاع ، والجمع قيعان. و «السراب» ما رأيته في صدر النّهار ، و «الآل» (٩) ما رأيته في آخره.

وقيل بالعكس (١٠) من ذلك (١١).

__________________

(١) د ، م زيادة : ـ عليه السّلام ـ.+ ب ، ج زيادة : ـ صلّى الله عليه وآله ـ.

(٢) من م.

(٣) ورد مؤدّاه في الكافي ٦ / ٢٥٦ وتأويل الآيات ١ / ٣٦٢ وعنهما كنز الدقائق ٩ / ٣١٧ و ٣١٨ والبرهان ٣ / ١٣٧ و ١٣٩ وعن الكافي وحده نور الثقلين ٣ / ٦١٠.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ) (٣٧) والآية (٣٨)

(٤) ج ، د ، م : اهل.

(٥) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٦) ليس في أ.+ د ، م : عليه السّلام.

(٧) كما ورد عن الصادق عليه السّلام فانظر : تأويل الآيات ١ / ٣٦٤ ـ ٣٦٥ وعنه كنز الدقائق ٩ / ٣٢٠ والبرهان ٣ / ١٣٩.

(٨) ليس في د.

(٩) م : الال.

(١٠) ج : فى العكس.

(١١) تفسير الطبري ١٨ / ١١٤.

٤٨

قوله ـ تعالى ـ : (يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً) ؛ يعني : العطشان (حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً) :

شبّه الله ـ تعالى ـ عمل الكافرين (١٢) بالسراب ، الّذي لا نفع فيه لمن (١٣) يظنّه ماء. كذلك الكافر يظنّ أنّ أفعاله الّتي قد (١٤) فعلها تنفعه يوم القيامة ، والله قد (١٥) أبطلها و [أمحقها جزاء لكفره] (١٦).

(وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ) ؛ يعني : الكافر يوم القيامة (١٧).

(فَوَفَّاهُ حِسابَهُ) ؛ أي : عقابه (١٨) ، وجازاه على كفره.

ثمّ ضرب الله (١٩) ـ سبحانه ـ مثلا آخر للكافرين (٢٠) ، فقال : (أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها) ؛ يعني (٢١) ـ سبحانه ـ : أنّ الكافر في حيرة من أمره وكفره ، كهذه الظّلمات.

__________________

(١٢) ج ، د ، م : الكافر.

(١٣) ليس في د.

(١٤) ليس في ج ، د ، م.

(١٥) ج ، د ، م : لقد.

(١٦) ج ، د ، م : محقها بكفره.

(١٧) م زيادة : عنده.

(١٨) ج ، د ، م : عاقبه.

(١٩) ليس في د ، م.

(٢٠) ج ، د ، م : للكافر.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ) (٣٩)

(٢١) ج ، د ، م : يريد.

٤٩

قوله ـ تعالى ـ : (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ) (٤٠) ؛ أي : من لم يحكم له بنور الإيمان ، فماله من نور.

(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) :

التّسبيح على ضربين : تسبيح دلالة. وتسبيح نطق (١) من العقلاء ؛ قال الشّاعر :

فلو أنّي هجوتهم لما خاطبتهم بمن (٢)

قوله ـ تعالى ـ : (وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ) ؛ أي : قد صفقت (٣) أجنحتها للطيران.

قوله ـ تعالى ـ : (كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ) ؛ [أي : كلّ مصلّ وكلّ مسبّح قد علم صلاته وتسبيحه] (٤).

(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ) (٤٢) ؛ أي : المرجع.

قوله ـ تعالى ـ : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحاباً) ؛ أي : يسوقه. وسمّي السّحاب : سحابا ، لانسحابه.

(ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً) ؛ أي : متراكما ، بعضه فوق بعض.

(فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) ؛ أي : المطر الشّديد يخرج من خلال (٥) السحاب.

__________________

(١) م زيادة : و.

(٢) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٣) م : صفّت.

(٤) ليس في ج ، د ، م.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَاللهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ) (٤١)

(٥) د ، م : خلل.

٥٠

قوله ـ تعالى ـ : (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ) :

الكلبيّ والسدي : ينزّل من جبال السّماء إلى السحاب ، ومن السحاب إلى الأرض (١).

قوله ـ تعالى ـ : (فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ) (٤٣) :

[ويقرأ : «سنا بارقه» ؛] (٢) [أي : يقرب.

و «السنا» مقصور :] (٣) [ضوء البرق] (٤). وممدود ، من الرّفعة. وسمّي البرق :

برقا ، لبريقه (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ) لأنّ أصل الخلق كلّهم من الماء. ثمّ قلب إلى النّار فخلق منها الجنّ ، وإلى الرّيح فخلق منها الملائكة ، وإلى الطّين فخلق منه آدم ـ عليه السّلام ـ. وذلك قوله ـ تعالى ـ : (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ) (٦). روي ذلك عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ) ؛ كالحيّات والسّمك.

(وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ) ؛ كبني آدم.

__________________

(١) مجمع البيان ٧ / ٢٣٣ نقلا عن البلخي.

(٢) ليس في د.

(٣) ليس في ج ، د.

(٤) ليس في ج.

(٥) سقط من هنا الآية (٤٤)

(٦) الأنبياء (٢١) / ٣٠.

(٧) مجمع البيان ٧ / ٢٣٣ من دون نسبة القول إلى المعصوم ـ عليه السّلام ـ.

٥١

(وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ) ؛ كالدّواب وغيرها.

ولم يذكر ما يمشي على أكثر من أربع ، لأنّه كالّذي يمشي على أربع في رأي العين (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (٤٨) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (٤٩) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) ؛ [أي : شك] (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (٥٠) :

روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري ـ رحمه الله ـ أنّه قال : ان السّبب في نزول (٣) الآية ، منازعة جرت بين عليّ ـ عليه السّلام ـ وبين عثمان بن عفّان في أوّل الإسلام. وذلك أن عثمان ابتاع من عليّ ـ عليه السّلام ـ ضيعة مجاورة لضيعة قوم من الأنصار ، ولم يكن (٤) لضيعة عليّ ـ عليه السّلام ـ عندهم شرب بل كان مستعارا ، وعرّفه عليّ ـ عليه السّلام ـ ذلك. فلمّا صارت في يده طلب الشرب من الأنصار ، فلم يجيبوه إليه.

فقال لعليّ ـ عليه السّلام ـ : لا حاجة لي في ضيعتك بلا شرب.

__________________

(١) سقط من هنا قوله تعالى : (يَخْلُقُ اللهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٤٥) والآيتان (٤٦) و (٤٧)

(٢) ليس في ج ، د ، م.

(٣) ليس في ج ، د.+ م : هذه.

(٤) م : تكن.

٥٢

فقال له ـ عليه السّلام ـ (١) : قد عرّفتك ذلك ، واشتريتها على ذلك.

ثمّ قال له : بيني وبينك رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ يحكم بيننا.

فقال له عثمان : ذلك (٢) ابن عمّك ، بل ارتفع أنا وأنت إلى كعب الأحبار.

فخرج النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فحكم (٣) بينهما. بحكم الله. فنزلت الآية وقد مضت فيما خرج من التّفسير بغير هذا اللفظ (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ) ؛ أي : عليه ما كلّف وعليكم ما كلّفتم.

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (٥٤) وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ؛ يريد : محمّدا وأهل بيته ـ عليهم السّلام ـ.

قوله ـ تعالى ـ : (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) :

[قيل : «الأرض»] (٥) هاهنا ، أرض مكّة (٦).

(كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ؛ يعني : بني إسرائيل في الأرض المقدّسة ومصر ؛ يعني : موسى ـ عليه السّلام ـ وعيسى ـ عليه السّلام ـ.

__________________

(١) م : فقال له عليّ ـ عليه السّلام ـ.

(٢) ج ، د ، م : ذاك.

(٣) أ ، ب زيادة : النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بعد أن خرج إليهم.

(٤) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر ولكن روى مؤدّاه في البرهان ٣ / ١٤٤ و ١٤٥ والتبيان ٧ / ٤٥٠ ومجمع البيان ٧ / ٢٣٦ ونور الثقلين ٣ / ٦١٥.+ سقط من هنا الآيات (٥١) ـ (٥٣)

(٥) ليس في د.

(٦) التبيان ٧ / ٤٥٥ نقلا عن النقّاش.

٥٣

وجاء في أخبارنا ، عن أئمّتنا ـ عليهم السّلام ـ : أنّ هذه الآية نزلت في القائم من آل محمّد ـ عليهم السّلام ـ الّذي يظهر (١) في آخر الزّمان ، فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَ) ؛ أي : لا إثم عليهم بعد الأوقات الثّلاث الّتي ذكرها ـ سبحانه ـ.

قوله ـ تعالى ـ : (طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ) ؛ يريد : بغير إذن.

وهذا أدب من الله ـ تعالى ـ ندبنا إليه ، ليعلّم أولادنا وعبيدنا وإماءنا أن يستأذنوا علينا في هذه الأوقات الثّلاثة (٣) الّتي نخلع ثيابنا فيها للخلوة والنّوم (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) :

__________________

(١) ليس في د.

(٢) ورد مؤدّاه في الروايات الكثيرة فانظر : البرهان ٣ / ١٤٦ ـ ١٥٠ ونور الثقلين ٣ / ٦١٨ ـ ٦٢٠ وكنز الدقائق ٩ / ٣٣٥ ـ ٣٣٩ والبحار ٣٦ / ٣٠٦ وج ٥١ / ٥٨.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) (٥٥) والآيتان (٥٦) و (٥٧)

(٣) ليس في ج.

(٤) سقط من هنا قوله تعالى : (بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (٥٨)

٥٤

وهذا ـ أيضا ـ أدب من الله (١) ، ندبنا الله (٢) إليه أن نعلّم أولادنا (٣) ليستأذنوا علينا عند بلوغهم ؛ كما تستأذن (٤) الرّجال (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً) ؛ يعني : المرأة الكبيرة الّتي قعدت عن الحيض والحبل.

(فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ) :

و «التّبرّج» أن تظهر المرأة الحرّة من زينتها وأمورها ما ليس لها إظهاره.

«والقواعد من النّساء» اللاتي (٦) قعدن عن الحيض والحبل والولد لكبر.

واحدتها قاعد.

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَ) ؛ يعني : لا يضعن ثيابهنّ ، بخلاف الإماء ، ليتميّزن عنهنّ (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ) ؛ أي : ليس عليهم جناح ولا إثم.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلا عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ) [إلى آخر (٨)

__________________

(١) ج ، د ، م زيادة : تعالى.

(٢) ليس في ج ، د ، م.

(٣) م زيادة : أن.

(٤) م : يستأذن.

(٥) سقط من هنا قوله تعالى : (كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (٥٩)

(٦) ليس في د.

(٧) سقط من هنا قوله تعالى : (وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٦٠)

(٨) ليس في ج ، د ، م : إلى آخر.

٥٥

الآية].

قيل : إنّ (١) السّبب في هذه الآية ، أنّ المسلمين كانوا إذا خرجوا إلى الجهاد خلّفوا زمناهم ومرضاهم في منازلهم ، وأعطوهم المفاتيح وأباحوهم الأكل [في بيوتهم] (٢) إلى [يوم يرجعون] (٣). فتخرج الزّمنى والمرضى من ذلك ، خوفا من (٤) أن (٥) يعتور أربابها الكراهة (٦). فأنزل الله ـ تعالى ـ الآية برفع الحرج في ذلك ، وفي غيره ممّا يأتي ذكره (٧) ، فقال : «ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم» ؛ [أي : بيوت نسائكم وأولادكم] (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوانِكُمْ) (٩) [في النسب] (١٠) (أَوْ بُيُوتِ أَخَواتِكُمْ) في النسب ـ أيضا ـ.

قوله ـ تعالى ـ : (أَوْ بُيُوتِ أَعْمامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خالاتِكُمْ أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ).

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.

(٢) ج ، د ، م : منها.

(٣) ج ، د ، م : أن يرجعوا.

(٤) ليس في ج ، د ، م.

(٥) ليس في ج.

(٦) ج : الكراهية.

(٧) تفسير الطبري ١٨ / ١٢٨ وأسباب النزول / ٢٤٩ نقلا عن مجاهد.

(٨) ليس في ج ، د ، م.

(٩) ج ، م زيادة : أي إخوتكم من النسب.

(١٠) ليس في ج ، د ، م.

٥٦

قيل : بيوت عبيدكم (١).

وقد روي عن ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ قال : بل (٢) بيوت وكلائكم (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ) ؛ أي : إثم.

(أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً) ؛ أي (٤) : مجتمعين.

(أَوْ أَشْتاتاً) ؛ أي (٥) : متفرّقين.

قوله ـ تعالى ـ : (فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ) :

قال الحسن : ليسلّم بعضكم (٦) على بعض (٧).

وقال قتادة : فسلّموا (٨) على أهلكم (٩).

وقال ابن عبّاس [ـ رحمه الله ـ] (١٠) : إذا دخلتم المسجد ولم يكن فيه أحد ، فقولوا : السّلام علينا وعلى عباد الله الصالحين (١١).

قوله ـ تعالى ـ : (تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبارَكَةً طَيِّبَةً) :

__________________

(١) التبيان ٧ / ٤٦٣ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٢) ليس في م.

(٣) أ ، ب : مواليكم.+ التبيان ٧ / ٤٦٣.

(٤) ليس في ج ، د ، م.

(٥) ليس في ج ، د ، م.

(٦) ج : بعض.

(٧) التبيان ٧ / ٤٦٢.

(٨) ج ، د ، م : سلموا.

(٩) تفسير أبي الفتوح ٨ / ٢٤٩.

(١٠) ليس في م.

(١١) تفسير الطبري ١٨ / ١٣٢.

٥٧

هذا أدب من الله ـ تعالى ـ أدّبنا به.

ونصب «تحيّة» على المصدر (١).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ) ؛ يريد بالأمر الجامع : مثل غزاة ، أو جمعة ، أو عهد (٢) ، أو مشهد من مشاهد الحرب (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللهَ).

الكلبيّ قال : كان دحية الكلبيّ قد أستأذن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ في الرّجوع في (٤) غزاة تبوك ، فأذن له (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً) ؛ أي : لا تدعوه باسمه وتنادوه : يا محمّد. بل قولوا : يا نبيّ الله ، ويا أبا القاسم.

وكبّروه (٦) وعظّموه.

قوله ـ تعالى ـ : (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً) :

رجع ـ سبحانه ـ إلى قوله : «إذا كانوا معه على أمر جامع» (٧) وذلك أنّ

__________________

(١) سقط من هنا قوله تعالى : (كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (٦١)

(٢) ج ، د ، م : عيد.

(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ).

(٤) م : عن.

(٥) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٦٢)

(٦) ج ، د ، م : كنّوه.

(٧) النور (٢٤) / ٦٢.

٥٨

المنافقين كان يثقل عليهم يوم الجمعة عند (١) النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ في المسجد ، وكانوا يتسلّلون ويخرجون ، ويلوذ بعضهم ببعض ؛ أي : يستتر ويخرج ، مخافة أن يراه النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ أو أحد من أصحابه.

قوله ـ تعالى ـ : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ) ؛ أي : عن أمر النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ.

وقال بعض المفسّرين : عن أمر الله ـ تعالى ـ (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٦٣) من الله (٣).

وقال السدّي (٤) : السّيف (٥) والقتل ببدر (٦).

قوله ـ تعالى ـ (٧) : (أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ؛ أي : في (٨) ملكه وتحت قدرته. (قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (٦٤).

__________________

(١) ج ، د ، م : مقامهم مع.

(٢) التبيان ٧ / ٤٦٧.

(٣) ج زيادة : تعالى.

(٤) ليس في ج.

(٥) د : السرف.

(٦) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٧) ليس في ج ، د ، م.

(٨) ليس في ج ، د ، م.

٥٩

ومن سورة الفرقان

وهي سبعون وسبع آيات.

مكيّة بلا (١) خلاف.

قوله ـ تعالى ـ : (تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ) ؛ يعني : القرآن المجيد.

و «عبده» هاهنا : محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ.

و «تبارك» أخذ من البركة ، وهو الخير.

وسمّي القرآن (٢) : فرقانا ، لأنّه يفرق بين الحقّ والباطل (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) (٢) ؛ أي : أحكمه إحكاما.

قوله ـ تعالى ـ : (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً) ؛ يعني : أصناما وأوثانا.

__________________

(١) ج ، د : بغير.

(٢) ج : الفرقان.

(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً) (١)

٦٠