نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٤

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٤

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤٠٠

أبو هريرة روي عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ أنّه (١) قال :

سبحان (٢) الله ، والحمد لله ، ولا إله إلّا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) :

قيل : التّوبة والحلم (٤).

وقيل : العفو والصّفح (٥).

وقد مضى ذلك في تفسير قوله ـ تعالى ـ : «فبشّر عباد الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه» (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) :

الخطاب لنبيّه ـ عليه السّلام ـ والمراد به (٧) غيره ؛ أي : قل لهم : لئن أشركتم مع الله الأصنام والأوثان في العبادة لم تستحقّوا ثوابا ، بل (٨) عقابا (٩).

__________________

(١) ليس في ج.

(٢) ج ، د ، م زيادة : هي.

(٣) كشف الأسرار ٨ / ٤٣٤ باختلاف يسير.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) (٦٣)

(٤) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٥) تفسير القرطبي ١٥ / ٢٧٠.

(٦) الزمر (٣٩) / ١٧ و ١٨.+ سقط من هنا قوله تعالى : (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) (٥٥) والآية (٦٤) وقوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ).

(٧) ليس في ج ، د ، م.

(٨) ج ، و.+ د ، م زيادة : يستحقوا.

(٩) سقط من هنا قوله تعالى : (وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) (٦٥) والآية (٦٦)

٣٤١

قوله ـ تعالى ـ : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) ؛ أي : ما عبدوه حقّ عبادته.

وقيل : ما عرفوه حقّ معرفته (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) ؛ أي : في قبضته وتحت قدرته وأمره.

قوله ـ تعالى ـ : (وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) ؛ أي : مضيّها وذهابها بقوّته وقدرته.

و «اليمين» في كلام العرب ، بمعنى : القوّة والقدرة. قال الشّاعر :

إذا ما راية رفعت لمجد

تلقّاها عراية باليمين (٢)

أي : بالقوّة (٣).

(سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (٦٧) :

«سبحانه» تنزيه له (٤) عمّا يظنه (٥) المشركون واعتقده المبطلون.

قوله ـ تعالى ـ : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) :

«الصّور» شبه قرن ، من شفرة إلى شفرة مسيرة خمسمائة عام ، ينفخ فيه إسرافيل ـ عليه السّلام ـ ثلاث نفخات : نفخة للفزع ، ونفخة للصّعق ، ونفخة للبعث

__________________

(١) كما احتمله المجلسي في البحار ٧٦ / ٣٠.

(٢) للشّماخ. لسان العرب ١٣ / ٤٦١ مادّة «يمن».

(٣) ج زيادة : والقدرة.

(٤) ج ، د ، م زيادة : سبحانه.

(٥) ج ، د ، م : ظنّه.

٣٤٢

والنّشور. وبين النّفخة و (١) والنفخة أربعون سنة. روي ذلك عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ.

قوله ـ تعالى ـ : «إلّا من شاء الله» :

قيل : هم حملة العرش (٢).

وقيل : هم جبرائيل وميكائيل وعزرائيل وإسرافيل ، ثمّ يموتون بعد ذلك كلّهم (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها) ؛ يريد : بنور يخلقه الله ـ تعالى ـ غير نور الشّمس والقمر.

قوله ـ تعالى ـ : ([وَوُضِعَ الْكِتابُ] وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ) ؛ يعني : الحفظة (٤) من الملائكة ، وبالنّبيّين (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٦٩) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ) :

روي : أنّه لا ينتصف النّهار (٦) ذلك اليوم حتّى يستقرّ (٧) أهل (٨) الجنّة في

__________________

(١) ج : إلى.

(٢) تفسير الطبري ٢٤ / ٢١ نقلا عن أبي هريرة.

(٣) مجمع البيان ٨ / ٧٩٢ نقلا عن السدي.+ سقط من هنا قوله تعالى : (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ) (٦٨)

(٤) ج ، د ، م : بالحفظة.

(٥) ج : والنّبيّين.

(٦) ليس في ج ، د ، م.

(٧) م : تستقر.

(٨) ج ، د ، م : أصحاب.

٣٤٣

الجنّة ، وأهل (١) النّار في النّار (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها) ؛ أي : جماعة بعد جماعة في تفرقة. عن أبي عبيدة (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها) :

«الواو» هاهنا ، واو الثّمانية. وفيه دليل على أنّها فتحت لهم قبل وصولهم إليها لكرامتهم ، بخلاف أهل النّار ؛ والتقرير : حتّى إذا جاؤوها مفتّحة دخلوها (٤) ولم يقفوا ، وأهل النّار واقفون هوانا لهم.

قوله ـ تعالى ـ : (قالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ) (٧٣) :

قيل (٥) ، طبتم من الشّرك والكفر ؛ أي : طهرتم (٦).

[وقيل : فزتم] (٧).

__________________

(١) ج ، د ، م : أصحاب.

(٢) مجمع البيان ٨ / ٧٩٢ نقلا عن الحسن.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ) (٧٠)

(٣) مجاز القرآن ٢ / ١٩١.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ) (٧١) والآية (٧٢)

(٤) ج ، د ، م : دخلوا.

(٥) ليس في م.

(٦) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٧) ليس في د.+ لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

٣٤٤

وقيل : طوبى لكم (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ) ؛ يعني : أرض الجنّة.

قوله ـ تعالى ـ : (نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ) ؛ أي : ننزل منها (٢).

و «المآب» المنزل المعلم ، عند العرب (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ) ؛ [أي : محدقين به (٤)] (٥) (يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٧٥).

__________________

(١) مجمع البيان ٨ / ٧٩٦ : طاب لكم المقام.

(٢) م : فيها.

(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) (٧٤)

(٤) ليس في ج.

(٥) ليس في د ، م.

٣٤٥

ومن سورة المؤمن

وهي ثمانون آية وثلاث آيات.

مكيّة بغير خلاف.

قوله ـ تعالى ـ : (حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (٢) :

الأصل في «حم» الوقف. ومن نصب أراد : اتل حم.

قال قتادة (١) : «حم» السّورة (٢). قال الشّاعر :

يذكّرني حم والرّمع شاجر

فهلّا تلاحم قبل التّقدّم (٣)

يقول الشّاعر : يذكرني شدّة عقاب الله ـ تعالى ـ ، لأنّ فيها : «أ تقتلون (٤) رجلا أن يقول ربّي الله» (٥) ؛ أي : لا تقتلوه. وفي أوّلها «غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب».

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.

(٢) التبيان ٩ / ٥٣.

(٣) لشريح بن أفي العبسي : تفسير الطبري ٢٤ / ٢٦.

(٤) من الموضع المذكور سابقا إلى هنا ليس في ب.

(٥) غافر (٤٠) / ٢٨.

٣٤٦

وقيل : معنى «حم» : حكم (١) حكم ، وقضى وبيّن ما هو كائن (٢).

الكلبيّ (٣) قال : «حم» قضى [ما هو كائن] (٤) فكان (٥).

الخليل قال : «حم» حمّ الشّيء : إذا قضى قضاؤه (٦).

ابن مسعود قال : «الحواميم» ديباجة القرآن (٧).

السدّي قال : فبحلمي وبملكي (٨) ، لا أدخل النّار من يقول مخلصا ، لا إله إلّا الله (٩).

قوله ـ تعالى ـ : (غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ) ؛ [أي : غافر الذّنب] (١٠) [على من] (١١) تاب. و (شَدِيدِ الْعِقابِ) على من لم يتب.

و «التّوب» جمع توبة. مصدر ، من : تاب يتوب.

قوله ـ تعالى ـ : (ذِي الطَّوْلِ) ؛ أي : ذي الغنى والفضل.

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.

(٢) تفسير أبي الفتوح ٩ / ٤٢٩ نقلا عن الضّحّاك.

(٣) ليس في ب.

(٤) ليس في د.

(٥) ج ، د ، م : وكان.+ مجمع البيان ٨ / ٧٩٩.

(٦) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٧) تفسير أبي الفتوح ٩ / ٤٢٥ نقلا عن رسول الله صلّى الله عليه وآله.

(٨) ج ، د ، م : ملكي.

(٩) تفسير أبي الفتوح ٩ / ٤٢٨ نقلا عن القرظي.

(١٠) ليس في ب.

(١١) م : لمن.

٣٤٧

قوله ـ تعالى ـ : (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) (٣) ؛ أي : إليه المرجع (١).

قوله ـ تعالى ـ : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزابُ مِنْ بَعْدِهِمْ) ؛ يريد :

الّذين تحزّبوا على الأنبياء والرّسل قبلك.

قوله ـ تعالى ـ : (وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ) ؛ أي : يهلكوه.

ويسمّى الأسير عند العرب : أخيذا (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ) (٥) ؛ أي : أهلكتهم (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ) ؛ يريد (٤) : تدعون في الدّنيا إليه (٥) (فَتَكْفُرُونَ) (١٠).

قيل : إنّ الظالمين يعضّون على أيديهم ، ويمقتون أنفسهم يوم القيامة على ما سلف منهم من الكفر والظلم حين عاينوا العذاب (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ) و (٧) ذلك أنّهم أنكروا في الدّنيا الحياة بعد الموت ، فأقرّوا يوم القيامة بموتتين وحياتين.

وقال أهل التّأويل : معنى الآية ما ذكره الله ـ سبحانه ـ. وهو قوله ـ تعالى ـ :

__________________

(١) سقط من هنا الآية (٤)

(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (وَجادَلُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَ).

(٣) سقط من هنا الآيات (٦) ـ (٩)

(٤) ب : يريدون.

(٥) ليس في أ.

(٦) تفسير الطبري ٢٤ / ٣١ نقلا عن قتادة.

(٧) ليس في أ.

٣٤٨

(وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) (١).

قيل : «أمواتا» ؛ أي : نطفا في أصلاب آبائكم. «وأحياكم» في بطون أمّهاتكم.

«ثمّ يميتكم» في الدّنيا. «ثمّ يحييكم» في القبور (٢).

وقيل : «يحييكم» في الآخرة للبعث (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (رَفِيعُ الدَّرَجاتِ) ؛ أي : رافعها (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) :

الكلبيّ قال : «الرّوح» هاهنا ، النّبوّة (٥).

وقال مقاتل : سور الكتاب (٦).

الضّحّاك قال : القرآن (٧).

ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ قال : جبرائيل ـ عليه السّلام ـ (٨).

وقال غيره : الوحي (٩).

قوله ـ تعالى ـ : (لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ) (١٥) ؛ أي : يلتقي فيه الخلائق

__________________

(١) البقرة (٢) / ٢٨.+ التبيان ٩ / ٦٠ نقلا عن ابن عباس.

(٢) ج ، د ، م : القبر.+ التبيان ١ / ١٢٣ نقلا عن قتادة.

(٣) أ : في البعث.+ التبيان ١ / ١٢٣.+ سقط من هنا قوله تعالى : (فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) (١١) والآيات (١٢) ـ (١٤)

(٤) سقط من هنا قوله تعالى : (ذُو الْعَرْشِ).

(٥) تفسير الطبري ٢٤ / ٣٣ نقلا عن السدي.

(٦) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٧) تفسير الطبري ٢٤ / ٣٣ نقلا عن ابن زيد.

(٨) تفسير الطبري ٢٤ / ٣٣ نقلا عن ابن زيد.

(٩) تفسير الطبري ٢٤ / ٣٣ نقلا عن قتادة.

٣٤٩

للحساب (١).

[قوله ـ تعالى ـ : (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) :

قال (٢) قتادة : يقولون ذلك حين أحياهم ربّهم وبعثهم للحساب] (٣). تقول (٤) لهم الملائكة : (لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) (١٦) (٥) :

قوله ـ تعالى ـ : (يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ) (١٩) :

قال ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ : يعلم الله ـ سبحانه ـ الرّجل ، إذا نظر إلى المرأة ، يريد الخيانة أم لا (٦).

وقال غيره : الغمزة والإشارة (٧).

قوله ـ تعالى ـ : «وما تخفي الصّدور (١٩)» ؛ أي : تكنّه وتضمره (٨) من شرّ (٩) وغيره (١٠).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ) (٢٣) ؛ أي : حجّة ودلالة بيّنة.

__________________

(١) سقط من هنا قوله تعالى : (يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ).

(٢) ليس في ج ، د ، م.

(٣) ليس في ب.+ كشف الأسرار ٨ / ٤٦٣ نقلا عن ابن مسعود.

(٤) ج ، د : وقال.+ م : وقالت.

(٥) سقط من هنا الآيتان (١٧) و (١٨)

(٦) تفسير الطبري ٢٤ / ٣٥ نقلا عن ابن عبّاس.

(٧) تفسير أبي الفتوح ٩ / ٤٤١ نقلا عن قتادة.

(٨) ج ، د : تبسّره.+ م : تستره.

(٩) م : سرّ.

(١٠) سقط من هنا الآيات (٢٠) ـ (٢٢)

٣٥٠

قوله ـ تعالى ـ : (إِلى فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَقارُونَ) :

«قارون» (١) ابن عمّ موسى.

وقيل : ابن خالته (٢). (فَقالُوا ساحِرٌ كَذَّابٌ) (٢٤) (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَقالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ (٢٦) وَقالَ مُوسى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ) (٢٧) : فكفاه الله شرّه وأذاه.

قوله ـ تعالى ـ : (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ) :

قيل : إنّ (٤) ذلك الرّجل ابن عمّ فرعون [لعنه الله] (٥). و [اسم الرّجل] (٦) ـ رحمه الله ـ (٧) حزبيل ، وكان معه نصف عسكر فرعون (٨). [فقال له] (٩) :

(أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ [مِنْ رَبِّكُمْ]) ؛ أي : بالمعجزات والدّلالات.

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.

(٢) بحار الأنوار ١٣ / ٢٥٢.

(٣) سقط من هنا الآية (٢٥)

(٤) ب ، ج ، د ، م : كان.

(٥) من أ.

(٦) م : اسمه.

(٧) ليس في م.+ ب : رحمة الله عليه.

(٨) مجمع البيان ٨ / ٨١١ نقلا عن السدي.

(٩) ليس في ج ، د ، م.

٣٥١

بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ) :

قيل : وعده (١) موسى بعذابين (٢) : عذابا في الدّنيا الغرق ، وعذابا في الآخرة النّار (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ) (٣٢) ؛ أي : يوم ينادي المنادي فيقوم أهل الأرض.

قتادة قال : ينادي (٤) أهل النّار أهل الجنّة : (أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ) (٥) فيجابوا (٦) : (إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ) (٧).

الكلبيّ قال : «التناد» مشدّد الدّال ، من ندّ البعير : إذا شرد على وجهه. وذلك إذا عاينوا النّار (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ) (٣٠) ؛ يعني (٩) : مثل عذاب الّذين تحزبوا على الأنبياء قبلكم ، فأهلكهم

__________________

(١) ج ، د ، م : أو عده.

(٢) ج ، د ، م : عذابين.

(٣) مجمع البيان ٨ / ٨١١.+ سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ) (٢٨) والآيات (٢٩) و (٣١) الّا الآية (٣٠) ستر وبعد أسطر.

(٤) م : تنادى.

(٥) الأعراف (٧) / ٥٠.

(٦) ب ، ج ، د ، م : فيجيبهم.

(٧) الأعراف (٧). ٥٠.+ تفسير الطبري ٢٤ / ٤٠.

(٨) التبيان ٩ / ٧٥ نقلا عن ابن عبّاس.

(٩) ليس في ب.

٣٥٢

الله (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً) ؛ أي : قصرا عاليا.

(لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ (٣٦) أَسْبابَ السَّماواتِ) ؛ أي : أبوابها. عن قتادة (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً) :

قال بعض المتكلمين : هذا القول من فرعون دليل ، على أنّه مشبّه مجسّم (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبابٍ) (٣٧) ؛ أي : في خسران وهلاك (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ) :

استدلّ بعض العلماء على أنّ نار جهنّم مخلوقة الآن بهذه الآية (٥).

ويقول النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ القبر روضة من رياض الجنّة ، أو حفرة من حفر النّار (٦).

__________________

(١) سقط من هنا الآيات (٣٣) ـ (٣٥)

(٢) تفسير الطبري ٢٤ / ٤٣.

(٣) التبيان ٩ / ٧٨.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ).

(٤) سقط من هنا الآيات (٣٨) ـ (٤٥)

(٥) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٦) بحار الأنوار ٦ / ٢٠٥ و ٢١٥ و ٢٧٥.

٣٥٣

واستدل ـ أيضا ـ بأنّ الجنّة مخلوقة بقوله ـ تعالى ـ : (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (١) وبالخبر الّذي ذكرناه (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) ؛ يعني : بالحجج.

قوله ـ تعالى ـ : (وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) (٥١) في الآخرة بالانتقام لهم (٣) ممّن كذّبهم وآذاهم.

و «الأشهاد» جمع شاهد ؛ مثل : صاحب وأصحاب. عن الزّجاج (٤).

و «الأشهاد» الحفظة من الملائكة (٥) [والأنبياء والرّسل] (٦) والمؤمنين.

وروي في أخبارنا ، عن أئمّتنا ـ عليهم السّلام ـ أنّه قال المسيح (٧) بن داود الدجال عند ظهور القائم من آل محمّد يظهر وتظهر معه الأنهار (٨) ، وتطلع الشّمس ذلك اليوم من مغربها (٩).

وقال ـ تعالى ـ : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) (٥٢) :

__________________

(١) آل عمران (٣) / ١٦٩.

(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) (٤٦) والآيات (٤٧) ـ (٥٠)

(٣) ليس في ب.

(٤) التبيان ٩ / ٨٥ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٥) م زيادة : الذين يكتبون اعمال الكفار.

(٦) ليس في م.

(٧) د ، م : الشّيخ.

(٨) ب : الأزمار.

(٩) أنظر : كشف الأسرار ٨ / ٤٨٢ ومعجم أحاديث المهدي ٢ / ١١٣ و ١٠٣ وج ١ / ٣٦٠.

٣٥٤

قيل : هم اليهود (١).

وقيل : هو عام (٢).

وجاء في أخبارنا : أنّ ذلك (٣) عند قيام القائم من آل محمّد ـ عليهم السّلام ـ (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ) ؛ يريد بالأعمى (٥) هاهنا (٦) : عن الحقّ ، والبصير به.

قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلَا الْمُسِيءُ) ؛ يعني : العاصي.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ) (٧) ؛ يعني : ظلمات الكفر ونور الإيمان (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) ؛ يعني : جبابرة قريش.

قوله ـ تعالى ـ : (فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) ؛ يريد :

__________________

(١) كشف الأسرار ٨ / ٤٨٢ وكنز الدقائق ١١ / ٣٩٩.

(٢) البحر المحيط ٧ / ٤٧٠ نقلا عن السدي.

(٣) م : اللعنة.

(٤) لم نعثر عليه هذا بلفظه فيما حضرنا من المصادر ولكن يمكن أن يستفاد من الروايات الواردة في عدله ـ عليه السّلام ـ.+ سقط من هنا الآيات (٥٣) ـ (٥٧)

(٥) م : الأعمى.

(٦) ليس في م.

(٧) فاطر (٣٥) / ٢٠.

(٨) سقط من هنا قوله تعالى : (قَلِيلاً ما تَتَذَكَّرُونَ) (٥٨) والآيات (٥٩) ـ (٨١)

٣٥٥

من (١) الكفّار والجبابرة.

قوله ـ تعالى ـ : (كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً) ؛ يعني : بالمال والرّجال (وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها) (٢) ؛ يعني بذلك : أهل مكّة.

«أثاروا [الأرض» ؛ أي : بنوها (٣) مدائن وبيوتا (٤) وبنيانا (٥) وقصورا ، وأنهارا وأشجارا] (٦) وزورعا (٧) ، وعبيدا وأولادا وخولا وأتباعا (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) (٨٢) ؛ [أي : أغناهم من الله ذلك] (٩) شيئا (١٠).

قوله ـ تعالى ـ : (فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا) ؛ أي : عذابنا في الآخرة.

وقيل : وقت الغرغرة بالموت (١١).

__________________

(١) ليس في أ.

(٢) الرّوم (٣٠) / ٩.

(٣) ج ، د ، م : بنوا فيها.

(٤) ليس في ج ، د ، م.

(٥) ج ، بناء.

(٦) ليس في ب.

(٧) ب : زرعا.

(٨) سقط من هنا قوله تعالى : (وَآثاراً فِي الْأَرْضِ).

(٩) ب ، م : أي أغنى عنهم ذلك من الله+ ج ، د : من الله ذلك.

(١٠) سقط من هنا الآيتين (٨٣) و (٨٤)

(١١) كشف الأسرار ٨ / ٤٩٨ من دون نسبة القول إلى أحد.

٣٥٦

وجاء في الأخبار (١) عن أئمّتنا ـ عليهم السّلام ـ : أنّ ذلك عند ظهور القائم من آل محمّد (٢) ـ عليه السّلام ـ (٣) والرجعة إلى (٤) الدّنيا ، وتمكينه ـ عليه السّلام ـ من عذابهم والانتقام منهم (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ) ؛ [يريد : من (٦) الأمم الماضية والقرون الخالية.

ونصب «سنّة» على (٧) الإغراء والتّحذير] (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ) (٨٥).

__________________

(١) ب : أخبارنا.

(٢) ليس في أ.

(٣) ب ، ج ، د : عليهم السّلام.

(٤) أ : في.

(٥) تأويل الآيات ٢ / ٥٣٢ : تأويله : ما قال علي بن إبراهيم في تفسيره : ذلك إذا قام القائم عليه السّلام في الرجعة وعنه كنز الدقائق ١١ / ٤٢١.

(٦) ج ، د : في.

(٧) ليس في د.

(٨) ليس في م.

٣٥٧

ومن سورة السّجدة (١)

وهي خمسون آية وآيتان.

مكيّة بغير خلاف.

قوله ـ تعالى ـ : (حم (١) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) (٢) :

معنى (٢) «حم» : قدّر وقضى (٣).

وقال بعض المفسّرين : الوجه في تسمية هذه السّورة «بحم» للمشاكلة الّتي بينهما والمشابهة (٤).

وروي عن ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ : أنّ «الحاء» من حيم ، و «الميم» من مجيد (٥).

والسّبب في هذه السّورة خاصة ، ما رواه الرّواة : أنّ عتبة بن (٦) ربيعة قال

__________________

(١) ج : فصّلت.

(٢) ج ، د : يعني.

(٣) ليس في د.

(٤) التبيان ٩ / ١٠٤.

(٥) تفسير أبي الفتوح ٩ / ٤٢٨ نقلا عن عطاء الخراساني.

(٦) أ زيادة : أبي.

٣٥٨

لرؤساء قريش ، وقد اجتمعوا عنده وتحدّثوا في أمر محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ في مبدأ الإسلام (١) و (٢) مبعثه ودعائه لهم ، وكان عتبة هذا (٣) قد قرأ الكتب المتقدمة وكان داهية كاهنا ، قال : أنا (٤) أمضي إلى محمّد وأسأله ماذا يريد منكم ، وأستكفه عنكم وعن آلهتكم ، [وأدخل فيما بينكم وبينه] (٥).

فدخل (٦) على النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فقال له (٧) : يا محمّد ، أنت خير أم هاشم ، أنت خير أم عبد المطّلب ، أنت خير أم عمّك ؛ أبو طالب؟ فإن كنت تريد السّيادة سوّدناك ، وإن كنت تريد المال أغنيناك ، وإن كنت تريد الباه زوّجناك ، فكفّ عنّا وعن آلهتنا ، وعرّفنا ماذا تريد منّا ، وعرّفنا الكلام الّذي جئت به ، وأيّ شيء يتضمّن.

فقال ـ عليه السّلام ـ : لا حاجة لي فيما ذكرت ، والّذي أريده منكم : ترك عبادة الأصنام والأوثان ، والإيمان بالله ـ تعالى ـ وبرسوله وبما جئت به ، وترك الخمر والرّبا وجميع ما نهى الله عنه في كتابه ، والانتهاء إلى ما تضمّنه من الأوامر والنّواهي.

وتلا عليه هذه السّورة (٨) : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ حم (١) تَنْزِيلٌ مِنَ

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.

(٢) ليس في م.

(٣) ليس في أ.

(٤) ليس في ج ، د ، م.

(٥) ليس في ج ، د ، م.

(٦) م : ودخل.

(٧) ليس في أ ، م.

(٨) البحر المحيط ٧ / ٤٨٢.

٣٥٩

الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٢) كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٣٩) بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (٤) وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ (٥) قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ) ؛ أي (١) : استقيموا إليه بالتوحيد والإيمان والطّاعة.

ثمّ [تلا عليه قوله ـ تعالى ـ] (٢) : (وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (٦) الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ) (٧) :

قال الفرّاء : هذه الآية (٣) خاصّة نزلت في رؤساء قريش. كانوا في الجاهليّة يطعمون الحاجّ ويسقونهم ، فحرّموا ذلك على من آمن بمحمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ (٤).

قوله ـ تعالى ـ : «وهم بالآخرة هم كافرون».

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) (٨) ؛ أي : غير مقطوع عنهم (٥). عن الكلبي والزّجاج (٦). تقول : مننت الحبل ؛ أي :قطعته.

قوله ـ تعالى ـ : (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) :

__________________

(١) ليس في م.

(٢) ليس في د.+ ج : تلا.+ ب : تلا عليه.

(٣) أ : الآيات.

(٤) معاني القرآن ٣ / ١٢.

(٥) ليس في أ.

(٦) التبيان ٩ / ١٠٧ من دون نسبة القول إلى أحد.

٣٦٠