نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٤

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٤

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤٠٠

فخرج من الغارة فقصد (١) البحر ، وهو قوله ـ تعالى ـ : (إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) (١٤٠) ؛ أي : السّفينة المملوءة ؛ أي : هرب إليها ، وإذا بسفينة مملوءة فناداهم فأخذوه معهم. فعرض (٢) لهم الحوت وكان من عادتها ذلك ، فأقرعوا (٣) بينهم على رجل يقذفون إليها حتّى يتركهم (٤) الحوت (٥) يسيرون ، فوقعت القرعة عليه ، وهو قوله ـ تعالى ـ : (فَساهَمَ) ؛ أي (٦) : فقارع.

[(فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ) (١٤١) ؛ أي : فقارع (٧)] (٨) [فكان (٩) من المقروعين ؛ أي : من] (١٠) المغلوبين.

وقال الحسن : إنّما ساهم لأنّهم أشرفوا على الغرق ، فرأوا أن طرح واحد أهون من طرح الجميع (١١).

وقيل : إنّهم لمّا تعرّضت لهم الحوت قالوا : فينا واحد مذنب (١٢) مطلوب من

__________________

(١) ج ، د ، م : وقصد.

(٢) ج ، د ، م : فتعرض.

(٣) م : فاقترعوا.

(٤) م : تتركهم.

(٥) ليس في ج ، د ، م.

(٦) ليس في د.

(٧) ليس في م ، ج.

(٨) ليس في د.

(٩) م : كان.

(١٠) ليس في ج.

(١١) التبيان ٨ / ٥٢٩ من دون ذكر للقائل.

(١٢) ج ، د ، م زيادة : و.

٣٠١

بيننا (١).

فقال لهم يونس ـ عليه السّلام ـ : أطرحوني في اليم ، فأنا مطلوب (٢).

فرحموه لما رأوا من [شيم الصلاح عليه] (٣) ، وقالوا : لا بدّ من قرعة أخرى.

فأقرعوا (٤) فخرجت عليه فرحموه ، فقالوا (٥) : لا بدّ من (٦) ثالثة. فأقرعوا (٧) فوقعت عليه ، فرموه في البحر.

(فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ [وَهُوَ مُلِيمٌ]) (١٤٢) فبقي في بطنه سبعة أيّام.

وقيل : بل (٨) أربعين يوما (٩).

فنادى ربّه في الظّلمات الثّلاث : (سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (١٠) : قيل : ظلمات (١١) الثلاث : ظلمة اللّيل ، وظلمة البحر ، وظلمة بطن الحوت (١٢).

__________________

(١) التبيان ٨ / ٥٢٩ من دون ذكر للقائل.

(٢) ج ، د ، م : المطلوب.+ ج ، د زيادة : من بينكم.

(٣) أ : شيمة الصالحين.

(٤) ج ، د ، م : فاقترعوا.

(٥) ج ، د ، م : وقالوا.

(٦) ج ، د ، م زيادة : قرعة.

(٧) ج ، م : فاقترعوا.

(٨) ج ، د ، م زيادة : بقي.

(٩) تفسير الطبري ٢٣ / ٦٥ نقلا عن ابن مالك.

(١٠) الأنبياء (٢١) / ٨٧.

(١١) ج ، د ، م : الظلمات.

(١٢) تفسير الطبري ١٧ / ٦٤ نقلا عن ابن عبّاس.+ سقط من هنا الآيتان (١٤٣) و (١٤٤)

٣٠٢

فاستجاب له ربّه فتاب عليه ، وأخرجه من بطنه وألقاه (١) في العراء.

[وهو قوله] (٢) : (فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ) (١٤٥) :

قال أبو عبيدة : «العراء» على (٣) وجه الأرض (٤).

وقال غيره : الصّحراء الخالية من شيء يكنّ أو يستر (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ) (١٤٦) :

الكلبيّ قال (٦) : شجره (٧) القرع (٨) ، وذلك أنّ الذّباب لا يحلّ عليها (٩).

قال أبو عبيدة : كلّ شجرة لا تقوم على ساق ، فهي يقطين (١٠).

فلمّا قوي جلده ورجع إلى حالته (١١) ، قصد بلدته ليتبيّن حال قومه. فلمّا قرب منهم (١٢) لقيه راع لهم فعرفه ، فأسرع إلى قومه فأخبرهم به وبشرهم ، فخرجوا إليه يتلقّونه.

وذلك قوله ـ تعالى ـ : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) (١٤٧) :

__________________

(١) م : فألقاه.

(٢) م : فذلك.

(٣) ليس في ج ، د ، م.

(٤) مجاز القرآن ٢ / ١٧٥.

(٥) تفسير الطبري ٢٣ / ٦٥ نقلا عن قتادة.

(٦) ج ، د ، م زيادة : هو.

(٧) ج ، د ، م : شجر.

(٨) تفسير الطبري ٢٣ / ٦٦ نقلا عن ابن عبّاس.

(٩) ج ، د ، م : عليه.

(١٠) مجاز القرآن ٢ / ١٧٥.

(١١) ج ، د ، م : حاله.

(١٢) ج ، د ، م : منها.

٣٠٣

قيل : إنّما قال : «أو يزيدون» على رؤية الرّائي (١) إذا رآهم ، لا على جهة الشك في ذلك. لأنّ الله ـ تعالى ـ عالم بحالهم وعددهم ، فلا يجوز (٢) الشك عليه ، ولا يقع في كلامه البتة (٣).

وقيل : إنّ «أو» هاهنا ، بمعنى : بل يزيدون. وكلّ ذلك (٤) مستعمل عندهم (٥).

وقال ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ : بعث الله يونس إلى مائة وثلاثين ألفا (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً) ؛ أي : الجاهليّة ، جعلوا بين الله [وبين الملائكة] (٧) نسبا ، فقالوا : الملائكة بنات الله. وهم ملائكته وعبيده ورسله.

وقيل : إنّ (٨) «الجنّة» هاهنا (٩) : قبلة (١٠) من الملائكة ، وإبليس منهم (١١).

وقوله : «نسبا» ؛ أي : شركة (١٢) ، وهو قولهم بإلهين : الرّحمن والشّيطان. وهم

__________________

(١) م زيادة : لهم.

(٢) ج : لا يجوز.

(٣) تفسير أبي الفتوح ٩ / ٣٤٢ من دون ذكر للقائل.

(٤) ليس في ج.

(٥) التبيان ٨ / ٥٣١ نقلا عن ابن عبّاس.

(٦) تفسير الطبري ٢٣ / ٦٦.+ سقط من هنا الآيات (١٤٨) ـ (١٥٧)

(٧) ج ، د ، م : وملائكته.

(٨) ليس في ج ، د ، م.

(٩) ليس في د.

(١٠) ج ، د ، م : قبيل.

(١١) كشف الأسرار ٨ / ٣٠٨ نقلا عن ابن عبّاس.+ ج ، د ، م زيادة : قيل.

(١٢) أ : شركا.

٣٠٤

فرقة من الثّنوية وقالوا ذلك ، ونسبوا كلّ خير في العالم إلى الرّحمن ، ونسبوا كلّ شرّ فيه إلى الشّيطان (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ) (١٦٤) :

هذا قول جبرائيل ـ عليه السّلام ـ أخبر عن نفسه وعن الملائكة.

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ) (١٦٥) ؛ أي : الّذين يصفّون في السّماء للعبادة بالتسبيح (٢) ؛ كما يصف الصّالحون في الأرض للصّلاة.

وقيل : الصّافّون حول العرش ينتظرون الأمر من الله ـ تعالى ـ (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ (١٦٧) لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٦٨) لَكُنَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) (١٦٩) :

مقاتل قال : نزلت هذه الآية في رهط من قريش. فلمّا أتاهم كتابا (٤) فيه خبر الأوّلين ، كفروا به وبمن أنزله وأنزل عليه (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ) ؛ يعني : العذاب. (فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٧) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٨) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٧٩) سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (١٨٠) وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (١٨١) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (١٨٢).

__________________

(١) سقط من هنا قوله تعالى : (وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) (١٥٨) والآيات (١٥٩) ـ (١٦٣)

(٢) م : والتّسبيح.

(٣) التبيان ٨ / ٥٣٥.+ سقط من هنا الآية (١٦٦)

(٤) م : كتاب.

(٥) تفسير الطبري ٢٣ / ٧٢ نقلا عن الضّحّاك.+ سقط من هنا الآيات (١٧٠) ـ (١٧٦)

٣٠٥

ومن سورة ص

وهي ثمانون وخمس آيات.

مكيّة بلا (١) خلاف.

قوله ـ تعالى ـ : (ص) : وهو قسم أقسم (٢) به (٣) ـ سبحانه وتعالى ـ (٤) لا ينصرف ؛ لأنّه معرفة.

قوله ـ تعالى ـ : (وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) (١) قسم آخر.

وقال ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ : «ص» ؛ أي : صدق محمّد فيما جاء به (٥).

وقال الضّحّاك : صدق الله في وعده (٦).

وكان الحسن يقرأ بكسر الصّاد ، من المصاداة. ومعناه : صاد بعلمك القرآن ؛

__________________

(١) د : بغير.

(٢) ج زيادة : الله.

(٣) ليس في ج.

(٤) ج ، د زيادة : و.

(٥) كشف الأسرار ٨ / ٣١٩.

(٦) تفسير الطبري ٢٣ / ٧٥.

٣٠٦

أي : عارضه بعلمك وقابله (١).

وقال بعض النحاة : إنّما كسروه (٢) لالتقاء السّاكنين ، الألف واللّام (٣).

وقيل : هو أمر مبنيّ بمنزلة قولك : رام زيدا ، أو (٤) عاد الكافر (٥).

وقرأ أبو عمرو (٦) بفتح «الصّاد» فجعله مفعولا ، به ؛ كأنّه قال : اتل صاد (٧).

وقرأ أبو (٨) إسحاق «صاد» بالتنوين على القسم ؛ كما تقول (٩) : والله ، لأفعلن.

على إعمال حرف الجرّ وهو محذوف (١٠).

[وقوله] (١١) : «ذي الذّكر» ؛ أي (١٢) : ذي (١٣) الشرف. عن ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ (١٤).

__________________

(١) التبيان ٨ / ٥٤١.+ تفسير الطبري ٢٣ / ٧٥.

(٢) ليس في د.

(٣) تفسير الطبري ٢٣ / ٧٥ نقلا عن عبد الله بن أبي إسحاق.

(٤) ج ، د ، م : و.

(٥) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٦) ج ، د ، م : ابن عمر.

(٧) البحر المحيط ٧ / ٣٨٣. نقلا عن محبوب بن أبي عمر.

(٨) ج ، د ، م : ابن.

(٩) ج : يقال.

(١٠) البحر المحيط ٧ / ٣٨٣.

(١١) ليس في أ.

(١٢) ليس في أ.

(١٣) ليس في ج ، د ، م.

(١٤) التبيان ٨ / ٥٤١.

٣٠٧

قتادة قال : فيه ذكر اسم (١) الأمم السّالفة (٢) والقرون الخالية (٣).

وقيل : ذي (٤) التذكير. عن الطبري (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ) ؛ أي : من أمّة.

قوله ـ تعالى ـ : (فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) (٣) :

«المناص» المفرّ والملجأ. يقال : ناص في البلاد ؛ أي : ذهب.

ومعنى الآية : ليس ملجأ ولا مهرب ولا مذهب.

وقال أهل اللغة : «ولات حين» مفتوحان ، كأنّهما كلمة واحدة. وإنّما هي «لا» زيدت فيها «التاء» للتأكيد ؛ كقولهم : ثمّ وثمّت ، [ودبّ ودبّت] (٦).

وأمّا قول الشّاعر :

طلبوا صلحنا ولات أوان

بحفظ (٧) ما بعد ولات (٨)

فقد قال أبو إسحاق : أي : ليس وقتنا وقت صلح (٩).

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.

(٢) د : السابقة.

(٣) مجمع البيان ٨ / ٧٢٦ نقلا عن الجبّائي.

(٤) ج ، د ، م : فيه.

(٥) تفسير الطبري ٢٣ / ٧٥.+ سيأتي الآية (٢)

(٦) م : ربّ وربّت.+ تفسير أبي الفتوح ٩ / ٣٥١.

(٧) د زيادة : من.

(٨) لأبي زبيد الطائيّ. تفسير أبي الفتوح ٩ / ٣٥١ ومغني اللبيب ١ / ٣٣٦ وفيهما نصف البيت الثاني هكذا : فأجبنا أن ليس حين بقاء.

(٩) البحر المحيط ٧ / ٣٨٤.

٣٠٨

وقال الأخفش : تقديره : ولات حين أوان. ثمّ حذف «حين» (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ) ؛ يعني : رؤساء قريش.

قوله ـ تعالى ـ : (وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ (٤) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً) ؛ يعنون : محمدا ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ. قال : لا تعبدوا الأصنام والألهة ، واعبدوا الله فإنّه لا إله غيره.

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ) (٥) ؛ أي : عجيب.

قال الخليل : «العجاب» الّذي بتجاوز (٢) الحدّ. ومثله : طوال (٣) ، وكبار ، وخفاف ، وقراب ، وضع للمبالغة (٤) وأنشد المفضّل :

ولمّا أن رأيت بني عليّ

عرفت (٥) الود والنسب القرابا (٦)

قوله ـ تعالى ـ : (ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ) (٧) ؛ أي : كذاب (٧).

واختلف العلماء في جواب ما تقدّم من القسم :

فقال (٨) قتادة : جوابه : «بل الّذين كفروا في عزّة وشقاق» (٩).

__________________

(١) التبيان ٨ / ٥٤٣ نقلا عن الزّجّاج.

(٢) م : تجاوز.

(٣) ليس في ج ، د ، م.

(٤) كشف الأسرار ٨ / ٣٢١ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٥) ج ، د ، م : رأيت.

(٦) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ سقط من هنا الآية (٦) الّا شطر منها سيأتي لا حقا.

(٧) ج ، د ، م : كذب.

(٨) ج ، د ، م : قال.

(٩) تفسير الطبري ٢٣ / ٧٦.

٣٠٩

وقال السدي : مخرج القسم [عند قوله] (١) : (إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) (٢).

وبعض أهل البصرة قال (٣) : إنّ موضع القسم (إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ) (٤).

ويقال : إنّ جوابه عند قوله : (إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ) (٥).

وقيل : جوابه محذوف ؛ أي : لجاء الحقّ وظهر (٦).

وقال قوم : جوابه محذوف أي (٧) «لتبعثنّ» لأنّهم أنكروا البعث (٨).

قوله ـ تعالى ـ : «ما سمعنا بهذا في الملّة الآخرة» ؛ يعنون (٩) : ما سمعنا بما دعانا إليه محمّد من التوحيد وترك عبادة الأصنام والأوثان.

قوله ـ تعالى ـ : «إن هذا إلّا اختلاق» ؛ أي : كذب من عنده.

(بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ) (٢) ؛ أي : في حمية وخلاف ومشاققه (١٠).

__________________

(١) ليس في م.

(٢) ص (٣٨) / ٦٤.+ التبيان ٨ / ٥٤٢ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٣) ليس في ج ، د ، م.

(٤) ص (٣٨) / ١٤.+ تفسير الطبري ٢٣ / ٧٦ نقلا عن بعض نحوي الكوفة.

(٥) ص (٣٨) / ٥٤.+ تفسير القرطبي ١٥ / ١٤٤.

(٦) مجمع البيان ٨٧ / ٧٢٤.

(٧) ليس في أ.

(٨) تفسير القرطبي ١٥ / ١٤٤ نقلا عن قتادة.

(٩) ج : يقولون.

(١٠) م : مشاقة.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ).

٣١٠

وقوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ) (٦) ؛ أي : لشيء يختصّ بشرفه محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ ؛ يعنون : القرآن.

قوله ـ تعالى ـ : (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ (٨) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ) (٩) ؛ الّذي أنعم على محمّد بالقرآن وغيره وشرّفه.

قوله ـ تعالى ـ : (أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ) (١٠) ؛ أي : في أبواب السّموات.

و «السّبب» عند العرب : الحبل.

قوله ـ تعالى ـ : (جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ) (١١) :

قيل : «الأحزاب» هاهنا ، الّذين تحزّبوا [على محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ] (١) يوم بدر ؛ أي : تجمّعوا (٢).

وقيل : الّذين تحزّبوا على الأنبياء (٣).

قوله ـ تعالى ـ : «جند ما هناك» مبتدأ وخبر ، و «ما» صلة.

قوله ـ تعالى ـ : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ) (١٢) ؛ أي (٤) : ذو البناء المحكم الأساس.

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.

(٢) تفسير الطبري ٢٣ / ٨٣ نقلا عن قتادة.

(٣) مجمع البيان ٨ / ٧٢٩.

(٤) ليس في أ.

٣١١

وقيل : المراد (١) به : ثبوت ملكه (٢) ؛ كما قال الشّاعر :

في ظل ملك ثابت الأوتاد (٣)

وقيل : «ذو الأوتاد» أوتاد (٤) كان يعذّب بها النّاس (٥).

وقيل : بل كانت أوتادا يلعب (٦) بها (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ) ؛ يعني : الغيظة ، أو الشّجرة الّتي كانوا يعبدونها.

(أُولئِكَ الْأَحْزابُ) (١٣) ؛ يعني : الّذين تحزبوا على الأنبياء ـ عليهم السّلام ـ (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً ما لَها مِنْ فَواقٍ) (١٥) :

من (٩) قرأ بفتح «الفاء» أراد : مالها من راحة (١٠).

__________________

(١) ج ، د ، م : أراد.

(٢) مجمع البيان ٨ / ٧٢٩ نقلا عن الجبائي.

(٣) تفسير أبي الفتوح ٩ / ٣٥٥.

(٤) ليس في ج ، د ، م.

(٥) تفسير الطبري ٢٣ / ٨٣ نقلا عن السدي.

(٦) ج ، د ، م زيادة : له.

(٧) تفسير الطبري ٢٣ / ٨٣ نقلا عن ابن عبّاس.

(٨) سقط من هنا الآية (١٤)

(٩) م : فمن.

(١٠) تفسير الطبري ٢٣ / ٨٤ نقلا عن بعض البصريين.

٣١٢

ومن قرأ بضمّها ، من فواق النّاقة ، وهو السّكون بين الحلبتين (١).

وقيل : هما لغتان (٢).

وقال ابن زيد : المعنى (٣) : هل ينظرون إلّا عذابا يفيقون منه (٤).

وقوله ـ تعالى ـ حكاية عن قولهم : (وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ) (١٦) :

«القطّ» الكتاب.

و «القطّ» النّصيب ؛ أي : عجّل نصيبنا من العذاب.

وقيل : عجّل لنا رزقنا في الدّنيا قبل يوم الحساب (٥).

وقيل : عجّل لنا ما يكفينا. من قولهم : قطّني ؛ أي : أكفني (٦). ومنه قول الشّاعر :

أمتلأ الحوض وقال قطني (٧)

أي : عجّل لنا ما (٨) كتبت لنا من خير [ومن] (٩) شر (١٠).

__________________

(١) تفسير الطبري ٢٣ / ٨٤ نقلا عن بعض البصريين.

(٢) د : اختان.+ تفسير الطبري ٢٣ / ٨٤ نقلا عن بعض الكوفيين.

(٣) من الموضع المذكور سابقا إلى هنا ليس في ب.

(٤) تفسير الطبري ٢٣ / ٨٤.

(٥) تفسير الطبري ٢٣ / ٨٥ نقلا عن قتادة.

(٦) تفسير القرطبي ١٥ / ١٥٧.

(٧) الصحاح ٣ / ١١٥٣ وتمامه مهلا رويدا قد ملأت بطني.

(٨) د ، م زيادة : قد.

(٩) ج ، د ، م : أو.

(١٠) سقط من هنا الآيات (١٧) ـ (٢٠)

٣١٣

قوله ـ تعالى ـ : (وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ) :

هذا واحد في معنى التّثنية والجمع.

قوله ـ تعالى ـ : (إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ) (٢١) :

«التّسوّر» الإتيان من قبل السّور. و «المحراب» مجلس الأشراف.

وقيل : «المحراب» الغرفة (١).

قوله ـ تعالى ـ : (إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِ) :

قيل : إنّهما كانا (٢) ملكين في صورة آدميّين (٣).

وقيل : كانا خصمين من ولد آدم ـ عليه السّلام ـ (٤).

وإنّما خاف منهما ، لأنّهما أتيا في غير الوقت المعتاد والباب المعتاد بالدّخول (٥) عليه (٦).

قال (٧) الله (٨) ـ تعالى ـ : (إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ) :

__________________

(١) تفسير القرطبي ١٥ / ١٦٥ نقلا عن يحيى بن سلام.

(٢) ليس في ج ، د.

(٣) التبيان ٨ / ٥٥٢.

(٤) التبيان ٨ / ٥٥٢.

(٥) ب ، ج ، د ، م : في الدّخول.

(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ) (٢٢)

(٧) أ ، ج ، د ، م : فقال.

(٨) ليس في ب.

٣١٤

قيل : كنّى بالنعاج عن تسع وتسعين امرأة (١).

وقال أبو مسلم : عنى بالنّعاج : الشّياه المعروفة (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ) (٢٣) ؛ أي : غلبني.

ومنه قولهم : من عزّ بزّ ؛ أي (٣) قهر وغلب.

ومن قرأ (٤) : «وعازني» أراد : غالبني.

فقال : [داود ـ عليه السّلام ـ] (٥) : (لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ) :

«ما» هاهنا ، صلة. والمعنى : قليل هم.

قوله ـ تعالى ـ : (وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ) (٢٤) ؛ أي : تاب.

وقيل : ظلّ ساجدا نادما لا يرفع رأسه (٦).

قال الحسن : سجد أربعين سنة لم يرفع (٧) رأسه إلّا إلى الصّلاة (٨) المكتوبة (٩).

__________________

(١) تفسير الطبري ٢٣ / ٩٥ نقلا عن الحسن.

(٢) التبيان ٨ / ٥٥٢.

(٣) ليس في أ ، ب.

(٤) ج ، د : قرأها.

(٥) ليس في أ.

(٦) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٧) ب : لا يرفع.

(٨) ب : للصلاة.

(٩) تفسير الطبري ٢٣ / ٩٣ نقلا عن ابن عبّاس : وخرّ راكعا وأناب أربعين ليلة.

٣١٥

قال أصحابنا ـ رحمهم الله ـ : لم تكن توبة داود ـ عليه السّلام ـ من (١) فعل قبيح وقع منه وإنّما [كان من] (٢) ترك ما ندب عليه (٣) ، أو عن فعل مكروه ، و (٤) على جهة (٥) الانقطاع إلى الله ـ تعالى ـ. لأنّ الأنبياء ـ عليهم السّلام ـ عندنا (٦) معصومون لا يقع منهم فعل قبيح ولا إخلال بواجب ، لعصمتهم وطهارتهم. وموضع الخطيئة من داود ـ عليه السّلام ـ أنّه قال للمدّعي : «لقد ظلمك». من غير أن يسأل خصمه [عن دعواه] (٧) ، وذلك من أدب القضاء الّذي ندب إليه ، فنبّهه الله ـ تعالى ـ على ذلك وأدّبه.

قوله ـ تعالى ـ : (فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ) (٢٥) :

السدي قال : «الزّلفة» القربة والكرامة (٨).

محمّد بن كعب قال : هو أوّل من يشرب بالكأس يوم القيامة ، وبعده ابنه سليمان ـ عليه السّلام ـ (٩).

قوله ـ تعالى ـ : (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ

__________________

(١) ج ، د ، م : عن.

(٢) ب ، ج ، د ، م : كانت عن.

(٣) م : إليه.

(٤) ب ، ج ، د ، م : أو.

(٥) م : وجه.

(٦) ليس في م.

(٧) ليس في ج ، د ، م.

(٨) مجمع البيان ٨ / ٧٣٥.

(٩) تفسير القرطبي ١٥ / ١٨٧.

٣١٦

بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى) :

قوله : «خليفة» ؛ أي : يخلف الأنبياء الّذين تقدموا.

وقيل : «خليفة» مدبّرا للخلق في أمورهم وأحكامهم (١).

قوله ـ تعالى ـ : (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ) :

قيل : فيه دليل على تدبّر آيات القرآن (٢).

(وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (٣٠) ؛ أي : أنّه مطيع.

قوله ـ تعالى ـ : (إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ) (٣١) ؛ أي : العتاق الكرام.

و «الصّافنات» (٣) الّتي تقف (٤) على ثلاث ، وتثني سنبك إحدى الرّجلين.

وهي أحسن الخيل عندهم.

قوله ـ تعالى ـ : (فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي) :

كنّى بالخير عن الخيل ، هاهنا (٥). وذلك أنّ سليمان ـ عليه السّلام ـ كان قد ورث من أبيه ألف فرس ، فاشتغل بعددها حتّى (٦) فاته أوّل وقت الصّلاة إلى آخره.

__________________

(١) التبيان ٨ / ٥٥٦.+ سقط من هنا قوله تعالى : (فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ) (٢٦) والآيتان (٢٧) و (٢٨)

(٢) كما عليه الشيخ الطوسي في التبيان ٨ / ٥٥٨.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ) (٢٩)

(٣) ب ، ج ، د ، م : والصّافنة.

(٤) ج ، د : تقم.+ م : تقوم.

(٥) من هنا إلى الموضع الّذي تذكره ليس في ب.

(٦) م زيادة تورات الشمس و.

٣١٧

قوله ـ تعالى ـ : (رُدُّوها عَلَيَ) ؛ يعني : الخيل. (حَتَّى تَوارَتْ) في مرابطها واصطبلاتها.

ولقد أخطأ من قال : حتّى تورات الشّمس في كنّ الجبل. لأنّ الأنبياء ـ عليهم السّلام ـ لا تفوتهم فريضة ، ولا يفعلون قبيحا ، ولا يخلّون بواجب لعصمتهم وطهارتهم (١).

قوله ـ تعالى ـ : ([رُدُّوها عَلَيَ] فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ) (٣٣) ؛ أي : مسحها (٢) بيده وكمّه ، إكراما لها ومحبّة.

وقيل : غسل (٣) قوائمها وأعرافها (٤).

و «المسح» هند (٥) العرب : [الغسل الخفيف.

ولقد أخطأ من قال : الضّرب بالسّيف مسح. لأنّ العرب] (٦) لا تستعمل ذلك ، وبعد فلم يجر للسّيف ذكر في الآية.

[وقوله] (٧) : «بالسّوق» فهي (٨) جمع السّاق ، والسّيقان.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ)

__________________

(١) سقط من هنا قوله تعالى : (بِالْحِجابِ) (٣٢)

(٢) ج ، د ، م : أخذ بمسحها.

(٣) ليس في د.

(٤) التبيان ٨ / ٥٦١.

(٥) ليس في د.

(٦) ليس في د.

(٧) ليس في ج ، د ، م.

(٨) ليس في م.

٣١٨

(٣٤) :

قيل : إنّ سليمان ـ عليه السّلام ـ كان له ثلاثمائة امرأة مهيرة ، وستمائة (١) امرأة سريّة. فقال : والله ، لأطوفنّ (٢) هذه اللّيلة على الثّلاثمائة المرأة ، وتحمل كلّ واحدة منهن بولد. وكان قد أعطاه الله من القوّة يا يطوف عليهن ، ولم يستثن في يمينه فيقول (٣) : إن شاء الله. فأعجزه (٤) الله ـ تعالى ـ فلم يقدر على التطوف (٥) عليهنّ ولا بعضهنّ (٦) ، فبقي (٧) مطروحا على فراشه جسدا ملقى (٨).

وقيل : بل طاف عليهنّ ، [فما حملن] (٩) ولم يولد له (١٠) إلّا سقط غير مصوّر ؛ قطعة لحم. هكذا حكاه صاحب التّأريخ (١١).

قوله ـ تعالى ـ : (قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (٣٥) :

__________________

(١) ج ، د ، م : سبعمائة.

(٢) أ : لأطرقنّ.+ م زيادة : في.

(٣) أ : بقوله.

(٤) ج ، د ، م : فعجّزه.

(٥) م : الطوف.

(٦) د ، م : ولا على بعضهنّ.

(٧) ج ، د ، م : وبقي.

(٨) في مجمع البيان ٨ / ٧٤١ هكذا : إنّ سليمان قال يوما في مجلسه لأطوفنّ الليلة على سبعين امرأة تلد كل امرأة منهنّ غلاما يضرب بالسيف في سبيل الله ولم يقل إن شاء الله فطاف عليهن فلم تحمل منهنّ إلّا امرأة واحدة جاءت بشق ولد.

(٩) ليس في د.

(١٠) ليس في أ.

(١١) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

٣١٩

قيل (١) : هب لي في الدّنيا من تسخير الرّيح والحيوانات كلّها والجن والطّير والسّباع ، وغير ذلك (٢).

وقيل : هب لي في الآخرة (٣).

وقيل : لا تسلبنه (٤) ؛ كما فعلت بطالوت الملك وغيره من ملوك الدّنيا (٥).

وقيل : «لا ينبغي لأحد من بعدي» ؛ أي : ممّن أنا مبعوث إليه (٦).

وقيل : إنّما سأل ذلك ، ليقوى به على ما أمره (٧) الله به من الجهاد (٨).

وقيل (٩) : «لا ينبغي لأحد من بعدي» ؛ يريد (١٠) : من الجبابرة والملوك الّذين يخرجون عن طاعة الله ـ تعالى ـ (١١).

وقيل : إنّما سأل ذلك بشرط المصلحة (١٢).

قوله ـ تعالى ـ : (فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً) ؛ أي : ليّنة حيث

__________________

(١) ج ، د ، م زيادة : قال.

(٢) تفسير الطبري ٢٣ / ١٠٤.

(٣) مجمع البيان ٨ / ٧٤٣ نقلا عن المرتضى قدس سرّه.

(٤) ج ، د ، م : تسلبني.

(٥) تفسير الطبري ٢٣ / ١٠٦.

(٦) التبيان ٨ / ٥٦٤.

(٧) د ، م : أمر.

(٨) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٩) ليس في ج.

(١٠) ليس في ج.

(١١) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(١٢) مجمع البيان ٨ / ٧٤٣.

٣٢٠