محمّد بن الحسن الشيباني
المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤٠٠
وقيل : ما ينقص من أحدهما يزيده في الآخر (١).
قوله ـ تعالى ـ : (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) ؛ أي : سخّرهما يجريان في أفلاكهما (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٣١) وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ) ؛ يعني : في (٣) السّفن. واحدها كجمعها. وذلك من (٤) قوله : (يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) (٥) في البرّ على الدّوابّ ، وفي البحر على السّفن (٦).
قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً) ؛ يعني : يوم القيامة (٧).
قوله ـ تعالى ـ : (فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ) (٣٣) :
«الغرور» بفتح الغين : هو (٨) الشّيطان ، وضمّها (٩) : الدّنيا.
__________________
(١) تفسير الطبري ٢١ / ٥٣ نقلا عن قتادة.
(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (٢٩) والآية (٣٠)
(٣) ليس في ج ، د ، م.
(٤) أ : في.
(٥) يونس (١٠) / ٢٢.
(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ) (٣٢)
(٧) سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ).
(٨) ليس في ج ، د ، م.
(٩) م : بضمها.
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (٣٤) :
هذه الخمس (١) لا يعلمها إلّا الله ـ تعالى ـ و (٢) من يطلعه (٣) عليها من نبيّ ، [أو ملك] (٤) ، أو إمام بواسطة النّبيّ ـ عليه السّلام ـ. [والله أعلم] (٥).
__________________
(١) م : الخمسة.
(٢) ج ، د ، م : أو.
(٣) د ، م زيادة : الله.
(٤) ليس في د.+ ج زيادة : مقرّب.
(٥) ليس في ج ، د ، م.
ومن سورة السّجدة
وهي عشرون [وتسع آيات] (١) آية (٢).
مكّيّة بغير (٣) خلاف.
قوله ـ تعالى ـ : (الم) (١) :
قالوا : معناه : أنا الله أعلم.
(تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٢) :
أقسم الله ـ تعالى ـ أنّ القرآن كلامه بغير شكّ. وفيه ردّ على من قال من الكفّار : إنّ محمّدا افتراه من قبل نفسه.
قوله ـ تعالى ـ : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ) ؛ يعني (٤) : أهل مكّة.
و «ما» هاهنا مصدريّة. والتّقدير : لتنذر قوما إنذارا مثل الّذي أتاهم من نذير
__________________
(١) من د.
(٢) أ : آيات.
(٣) ج ، د : بلا.
(٤) ليس في م.
من قبلك.
وقيل : «ما» هاهنا نافية ؛ أي : لم يأتهم من نذير من زمان (١) الفترة بين عيسى ومحمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ. روي ذلك عن ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ (٢).
(اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) ؛ يعني : من أيّام الأسبوع.
خلق السّموات في يومين ، قيل : يوم (٣) الأحد و (٤) يوم الإثنين (٥). وخلق الأرض في يومين ، قيل : يوم الثّلاثاء ويوم الأربعاء (٦). وذلك قوله ـ تعالى ـ : (وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ) (٧).
وخلق الجبال وما فيها من الثمار (٨) والأقوات في يومين آخرين ، قيل : يوم (٩) الخميس ويوم الجمعة (١٠). وهو قوله : «في ستّة أيّام». ثمّ [فرغ من] (١١) خلق
__________________
(١) م : في زمن.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٥٠٩ ـ ٥١٠.+ سقط من هنا قوله تعالى : (مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) (٣)
(٣) ليس في ج ، د ، م.
(٤) ليس في أ.
(٥) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(٦) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(٧) فصلت (٤١) / ١٠.
(٨) ج : الأثمار.
(٩) ليس في ج.
(١٠) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(١١) من م.
الخلق (١) في يوم السّبت ، وسمّي : سبتا ، لذلك. لأنّ «السّبت» في كلامهم : القطع. ومنه :
يوم (٢) السّبات (٣) ؛ لأنّه يوم منقطع (٤). ومنه : سبت شعره : إذا قطعه (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ) باقتداره.
([ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ] فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ) ؛ أي : ينزل به بأمر الله ـ تعالى ـ جبرئيل ـ عليه السّلام ـ من السّماء إلى الأرض ، ثمّ يصعد إليه ؛ يعني : خمسمائة صعودا وخمسمائة نزولا ، ذلك (مِمَّا تَعُدُّونَ) (٥) [أنتم من أيّام السّنة (٦)] (٧).
قوله ـ تعالى ـ : (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) :
الكلبيّ قال : حكم (٨) خلقه وتركيبه (٩).
قوله ـ تعالى ـ : (وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ) (٧) ؛ يعني : آدم ـ عليه السّلام ـ.
قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ) (٨) ؛ أي :
__________________
(١) ليس في ج.
(٢) ليس في ج ، د ، م.
(٣) ج : السّابت.
(٤) م : مقطع.
(٥) سقط من هنا قوله تعالى : (ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ) (٤)
(٦) ج ، د : الدّنيا.
(٧) ليس في م.+ سقط من هنا الآية (٦)
(٨) م : أحكم.
(٩) تفسير الطبري ٢١ / ٦٠ نقلا عن مجاهد.
من (١) ماء ضعيف ؛ يعني : النّطفة.
قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ) ؛ أي (٢) : قدرته.
قوله ـ تعالى ـ : (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) (٩) ؛ أي : قليلا شكركم.
و «ما» صلة (٣).
[قوله ـ تعالى ـ : (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ) ؛ يريد : للصّلاة] (٤).
نزلت هذه الآية في أهل البيت ـ عليهم السّلام ـ خاصّة بإجماع المفسّرين إلّا من شذّ منهم ، فإنّه قال : نزلت في الأنصار (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) ؛ أي : ما أعدّ لهم من الثواب و (٦) النعيم (٧).
قوله ـ تعالى ـ : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (١٨) :
نزلت هذه الآية في عليّ ـ عليه السّلام ـ وفي الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، حيث فاخره الوليد بن عقبة فقال له : إنّي أشدّ منك بأسا وأثبت جأشا منك (٨) عند
__________________
(١) ليس في ج ، د.
(٢) ج ، د ، م زيادة : من.
(٣) سقط من هنا الآيات (١٠) ـ (١٥)
(٤) ليس في ج ، د ، م.
(٥) ليس في ج ، د ، م ، اسباب النزول / ٢٦٢ نقلا عن أنس بن مالك.+ سقط من هنا قوله تعالى : (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) (١٦)
(٦) ليس في أ.
(٧) سقط من هنا قوله تعالى : (جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (١٧)
(٨) ليس في ج ، د ، م.
لقاء الكتيبة ، وأمضى منك لسانا عند الخصام ، وأحدّ سنانا في الحرب.
فقال له عليّ ـ عليه السّلام ـ : أسكت ، يا فاسق.
فنزل جبرائيل ـ عليه السّلام ـ بالآية على النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فقرأها عليهما (١) ، [وتكلم على الوليد واستهزأه] (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى) ؛ يعني : في الدّنيا.
(دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ) وهو في الآخرة. عن قتادة (٣).
وقيل : «الأدنى» القحط والجدب. و «الأكبر» [القتل ببدر (٤).
وقيل : الفقر والمرض (٥).
وقيل : الحدود (٦).
وقيل : «الأدنى» عذاب القبر. و «الأكبر»] (٧) عذاب الآخرة (٨).
وروي عن جعفر الصّادق ـ عليه السّلام ـ : أنّ «الأذى» القحط والجذب ، و «الأكبر» خروج القائم المهدي ـ عليه السّلام ـ بالسّيف في آخر الزّمان (٩).
__________________
(١) ج ، د ، م : عليهم.
(٢) ليس في ج ، د ، م.+ سقط من هنا الآيتان (١٩) و (٢٠)
(٣) تفسير الطبري ٢١ / ٧٠.
(٤) التبيان ٨ / ٣٠٦ نقلا عن ابن مسعود.
(٥) التبيان ٨ / ٣٠٦ من دون ذكر للقائل.
(٦) تفسير الطبري ٢١ / ٦٩ نقلا عن ابن عبّاس.
(٧) ليس في ج.
(٨) تفسير الطبري ٢١ / ٦٩ و ٧٠ نقلا عن ابن زيد.
(٩) عنه البرهان ٣ / ٢٨٨.
الكلبيّ ومجاهد قالا : «العذاب الأذى» الجوع لقريش سبع سنين (١).
ابن أبي نجيح قال : «الأذى» عذاب القبر (٢).
مقاتل قال : الجوع سبع سنين (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) ؛ يعني : التّوراة.
(فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ) :
[السدي والضّحّاك قالا : يا محمّد ، لا تكن في شكّ من لقاء ليلة الإسراء] (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ) ؛ يعني : مساكن الّذين أهلكناهم من الأمم الخالية (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ [إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ]) (٢٨) :
الكلبيّ وقتادة قالا : فتح مكّة (٦).
السدي قال : يوم بدر (٧). لقوله ـ تعالى ـ : [إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح] (٨) ؛ أي : إن تستنصروا فقد جاءكم النّصر ؛ يعني : يوم بدر بالملائكة (٩).
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٥٢٠ نقلا عن مقاتل ، تفسير مجاهد ٢ / ٥١١ من دون ذكر سبع سنين.
(٢) تفسير الطبري ٢١ / ٦٩ نقلا عن مجاهد.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٥٢٠.+ سقط من هنا قوله تعالى : (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (٢١) والآية (٢٢)
(٤) ليس في د.+ تفسير الطبري ٢١ / ٧١ نقلا عن ابن عبّاس.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ) (٢٣) والآيتان (٢٤) و (٢٥)
(٥) سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ) (٢٦) والآية (٢٧)
(٦) تفسير الطبري ٢١ / ٧٣ من دون ذكر للقائل.
(٧) مجمع البيان ٨ / ٥٢٣.
(٨) الأنفال (٨) / ١٩.
(٩) سقط من هنا الآيتان (٢٩) و (٣٠)
ومن سورة الأحزاب
وهي سبعون وثلاث آيات.
مدنيّة بغير خلاف.
قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ) :
«يا أيّها» نداء مفرد مبنيّ على الضّمّ.
والسّبب في نزول هذه الآية ، أنّ أبا سفيان وجماعة من أصحابه قدموا على النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ بالمدينة (١) ودعوه إلى أشياء عرضوها (٢) عليه ، وكان بينهم وبينه عهدا. فأشار عليه بعض المنافقين الّذين حوله ، بنقض العهد وقتالهم وقتلهم. فنزل (٣) جبرئيل ـ عليه السّلام ـ فتلا عليه هذه الآية ، وأمره أن لا ينقض العهد الّذي بينه وبينهم.
قال ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ : الخطاب للنّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ
__________________
(١) ج ، د : المدينة.
(٢) د : عرضها.
(٣) ج ، د زيادة : عليه.
والمراد به غيره (١).
قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً) (٧) :
روي في أخبارنا ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام ـ : أنّ «الميثاق» هاهنا : هو الإقرار بمحمّد (٢) ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وتصديقه وتفضيله عليهم ، وتفضيل أهل بيته الطّاهرين ـ عليهم السّلام ـ (٣).
وقال بعض أصحابنا : «الميثاق» هاهنا (٤) : التوحيد والعدل والنّبوّة والإمامة ، وتفضيله ـ عليه السّلام ـ على الملائكة والأنبياء والرّسل (٥) ، وتفضيل أهل بيته ـ عليهم السّلام ـ عليهم (٦).
(ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) :
ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ قال : كان المنافقون يقولون : لمحمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ قلبان ، يأمر بأحدهما بشيء وينهي عنه بالآخر. فكذبهم (٧) الله
__________________
(١) التبيان ٨ / ٣١٢ من غير نسبة القول إلى أحد.+ سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً) (١) وستأتي الآيات (٢) ـ (٤) وسقط أيضا الآيتان (٥) و (٦)
(٢) د : لمحمّد.
(٣) ج ، د ، م زيادة : عليهم.+ ورد مؤدّاه في البرهان ٣ / ٢٩٤ وكنز الدقائق ١٠ / ٣٢٨ ونور الثقلين ٤ / ٢٤٢ والبحار ٢٦ / ٢٦٨ و ٢٧٠ و ٢٧١.
(٤) ج ، د ، م زيادة : هو.
(٥) ج ، د : النّبيّين والمرسلين.
(٦) ليس في أ.
(٧) م : فأكذبهم.
ـ سبحانه ـ في ذلك (١).
وقيل : نزلت هذه الآية في رجل يقال له : عامر بن حجدر ، وكان داهية حافظا للسّير والأحاديث ، فقالوا : له قلبان. فنفى الله ـ تعالى ـ بالآية أن يكون لرجل قلبان في جوفه (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ) ؛ يريد بذلك : أنّ الظّهار في الزّوجة (٣) يجري في التّحريم لها مجرى تحريم الأمّ ، إلى أن يكفّر المظاهر فتحلّ له الزّوجة. وما لم يكفّر ، لم تحلّ له. وليست تحرم على كلّ حال ، ولا هو طلاق على ما كانت عليه الجاهليّة.
قوله ـ تعالى ـ : (وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ) [اللّاتي تبنّيتموهم] (٤) :
(أَبْناءَكُمْ) كانوا في الجاهليّة يورثون الأدعياء في ذلك ، فنزلت هذه الآية.
وقيل : نزلت في زيد بن حارثة ؛ مولى النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ.
وكانوا يكنّون النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ بأبي زيد. فنهاهم الله (٥) ـ تعالى ـ بالآية عن (٦) ذلك (٧).
__________________
(١) التبيان ٨ / ٣١٣.
(٢) تفسير الطبري ٢١ / ٧٥ نقلا عن ابن عبّاس.
(٣) ج ، د ، م : للزوجة.
(٤) ليس في د.
(٥) د زيادة : تعالى.
(٦) أ : من.
(٧) تفسير الطبري ٢١ / ٧٥ نقلا عن مجاهد.+ سقط من هنا قوله تعالى : (ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ) (٤) والآية (٥)
قوله ـ تعالى ـ : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) ؛ يريد ـ سبحانه ـ : أنّ النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ أولى بالطّاعة له منكم من طاعة بعضكم لبعض.
«وأزواجه أمّهاتهم» ؛ يريد : أنّهنّ يجرين في التّحريم علينا مجرى الأمّهات على التّأييد.
[قوله ـ تعالى ـ : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ [مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ]) :
قيل : كان في أوّل الإسلام] (١) يتولىّ المهاجر الأنصاريّ والأنصاريّ المهاجر فيتوارثون بذلك ، فنسخه (٢) الله (٣) بهذه الآية (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً) ؛ يعني (٥) بذلك : الوصيّة من الثّلث لمن لا نسب بينكم وبينه. هذا قول جماعة من المفسّرين (٦).
وعند أهل البيت ـ عليهم السّلام ـ : أنّ الوصيّة تجوز للوارث وغيره بالثّلث فما دونه (٧).
قوله ـ تعالى ـ : (كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً) (٦) ؛ يعني : في اللّوح
__________________
(١) ليس في د.
(٢) ج ، د ، م : فنسخ.
(٣) ج ، د زيادة : ذلك.
(٤) تفسير الطبري ٢١ / ٧٧ نقلا عن أبي زيد.
(٥) ج ، د ، م : يريد.
(٦) كشف الأسرار ٨ / ٨ من دون نسبة القول إلى أحد.
(٧) أنظر النهاية / ٦٠٨ وشراح الإسلام ٢ / ٤٧١.
المحفوظ.
وقوله ـ تعالى ـ : (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِها أَوْ دَيْنٍ) (١) ؛ يعني بذلك : أنّ (٢) الميراث بعد الوصيّة والدّين. وبهذا (٣) أورد (٤) عن عليّ ـ عليه السّلام ـ : الكفن ، ثمّ الدّين ، ثمّ الوصيّة ، ثمّ الميراث (٥).
و «الواو» لا تقتضي ترتيبا في كلامهم. قال الله ـ تعالى ـ : (يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) (٦).
قوله ـ تعالى ـ : (إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها [وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً]) (٩) ؛ يعني : يوم الأحزاب (٧) ، وهو (٨) يوم الخندق.
قوله ـ تعالى ـ : (إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ) ؛ يريد : من فوق الوادي ، وهو أبو سفيان بن حرب مع أهل مكّة الّذين تحزّبوا على النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ (٩).
__________________
(١) النساء (٤) / ١٢.
(٢) ليس في أ ، ب.
(٣) ج ، د : هذا.
(٤) م : ورد.
(٥) الكافي ٧ / ٢٣ ومن لا يحضره الفقيه ٤ / ١٩٣ والتهذيب ٩ / ١٧١ وعنها الوسائل ٦ / ٤٠٦.
(٦) آل عمران (٣) / ٤٣.+ سقط من هنا الآيتان (٧) و (٨) وقوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ).
(٧) من الموضع المذكور إلى هنا ليس في ب.
(٨) ليس في أ ، ب.
(٩) سقط من هنا قوله تعالى : (وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ).
قوله ـ تعالى ـ : (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) (١٠) ؛ يعني بذلك : المنافقين الّذين ارتابوا ذلك اليوم ، وخافوا خوفا شديدا. فأرسل الله ـ تعالى ـ على أبي وأصحابه ريحا شديدة فخذلتهم ، وكانت إذ ذاك لهم فصارت عليهم. [ونصر الله نبيّه ـ عليه السّلام ـ] عليهم. (١) بالملائكة والرّيح ، وأظفر (٢) بهم. ولهذا قال ـ عليه السّلام ـ : نصرت بالصّبا ، وأهلك الله عاد [ا] بالدبور (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ) عندنا ؛ يعنون (٤) : في الحرب.
وقال المنافقون لأهل المدينة : ([فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ] إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ) ؛ أي : خالية من الرّجال.
فأكذبهم الله ـ تعالى ـ بذلك (٥) ، [فقال ـ تعالى] (٦) : (وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً (١٣) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها) ؛ يعني : الفتنة ، يريد : أنّ الأحزاب لو دخلوا عليهم المدينة (ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْها) ؛ يريد بالفتنة ، هاهنا : الشّرك بالله ـ تعالى ـ. (وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلَّا يَسِيراً) (١٤) :
قوله ـ تعالى ـ : (قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً) (١٦) :
__________________
(١) ليس في ب ، ج ، د.
(٢) ج ، د ، م زيادة : الله عليهم وأظفره.+ ب زيادة : عليهم وأظفره.
(٣) البحار ١٩ / ١٨٣ وج ٦٠ / ١٥.+ سقط من هنا الآيتان (١١) و (١٢)
(٤) ب ، ج ، د : يعني.+ ج زيادة : عندنا.
(٥) ج ، د ، م : في ذلك.
(٦) ليس في د.
قال بعض النّحاة : نصب «قليلا» صفة لمصدر محذوف. وتقديره : إلّا تمتّعا قليلا (١).
وقيل : صفة لظرف محذوف. تقديره : إلّا وقتا قليلا (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ) ؛ أي : المثبّطين (٣) عن الجهاد. (وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا) ؛ أي : تعالوا.
و «هلمّ» تستعمل في الواحد والجمع.
قوله ـ تعالى ـ : (وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً) (١٨) ؛ أي : الحرب.
و «قليلا» صفة لمصدر محذوف. وتقديره : إلّا إتيانا قليلا.
[وقيل : صفة لظرف (٤). وتقديره : إلّا وقتا قليلا] (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ) وهو قولهم : هلمّ إلينا ، ولا تخرجون إلى القتال ، فإنّا نخاف عليكم الهلاك.
قوله ـ تعالى ـ : (فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ) ؛ أي : رموكم بالذّمّ والعيب بألسنتهم ؛ يعني : المنافقين المثبّطين (٦).
__________________
(١) مجمع البيان ٨ / ٥٤٤.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٥٤٤.+ سقط من هنا الآية (١٧)
(٣) م : المبطّئين.
(٤) ج ، د زيادة : محذوف.
(٥) ليس في ب.+ مجمع البيان ٨ / ٥٤٤ من دون نسبة القول إلى أحد.
(٦) سقط من هنا قوله تعالى : (أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً (١٩) يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ).
قوله ـ تعالى ـ : (يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ) ؛ أي : خارجون عن الغنيمة لم يشاهدوا (١) القتال. لأنّهم ما قاتلوا إلّا رياء وسمعة ، أو (٢) خوفا (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) :
الكلبيّ قال : سنّة صالحة (٤).
مقاتل قال : لمّا كسرت رباعيّة النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ يوم أحد ، وجرح فوق حاجبيه (٥) ، وقتل عمّه حمزة (٦) ـ عليه السّلام ـ. وكان أخاه من الرّضاعة وكان يحبّه حبّا عظيما. فلقيه (٧) ـ عليه السّلام ـ ما لم يملك (٨) نفسه من الحزن معه ، وحلف بالله ليقتلن به سبعين رئيسا (٩) ويمثّلنّ (١٠) بهم ؛ كما مثلوا بعمّه (١١) [ـ عليه السّلام ـ] (١٢). فنزل جبرائيل ـ عليه السّلام ـ فتلا عليه [الآية وهي (١٣) قوله
__________________
(١) ج ، د ، م : يشهدوا.
(٢) ج ، د ، م : و.
(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلَّا قَلِيلاً) (٢٠)
(٤) مجمع البيان ٨ / ٥٤٨ من غير نسبة القول إلى أحد.
(٥) ج ، م : حاجبه.
(٦) ج زيادة : بن عبد المطّلب.
(٧) ج ، د ، م زيادة : على قتله.
(٨) م : فلم يملك.
(٩) ج ، د ، م زيادة : منهم.
(١٠) ب ، ج ، د ، م : يمثّل.
(١١) ب ، د زيادة : حمزة.+ ج زيادة : حمزة بن عبد المطّلب.
(١٢) ليس في ب.
(١٣) ليس في د ، م.
ـ تعالى ـ] (١) : (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) (٢).
فقال ـ عليه السّلام ـ : نصبر نصبر نصبر ، ونحتسب ذلك عند الله ـ تعالى ـ (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً (٢٢) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) ؛ يعني : ذلك اليوم ؛ أي (٤) : أن (٥) لا يفرّوا ، ولا يزالون يقاتلون حتّى يقتلوا أو يظفروا.
(فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) ؛ كحمزة ـ عليه السّلام ـ.
السدّي ومجاهد قالا : قضى عهده (٦).
أبو عبيدة قال : قضى نذره (٧).
الكلبيّ قال : قضى أجله ؛ مثل : حمزة بن عبد المطّلب ، وشهداء [أحد من (٨)] (٩) المؤمنين الّذين نذروا أن يقاتلوا إلى أن يقتلوا (١٠).
__________________
(١) ليس في أ ، ب.
(٢) النحل (١٦) / ١٢٦.
(٣) يوجد مؤدّاه في مجمع البيان ٨ / ٥٤٨.+ سقط من هنا قوله تعالى : (لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً) (٢١)
(٤) ليس في ج ، د.
(٥) ليس في أ ، ب.
(٦) تفسير الطبري ٢١ / ٩٢ نقلا عن مجاهد ، تفسير مجاهد ٢ / ٥١٧.
(٧) مجاز القرآن ٢ / ١٣٥.
(٨) ليس في ج ، م.
(٩) ليس في د.
(١٠) مجمع البيان ٨ / ٥٤٩ نقلا عن الحسن وابن عبّاس ملفقا.
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) ؛ يعني : القتل.
قوله ـ تعالى ـ : (وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (٢٣) ؛ كتبديل. المنافقين ، اختلفوا على إسلام النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ والهزيمة عنه والفرار من الزحف (١١) ليقتل أو يهلك.
قوله ـ تعالى ـ : (لِيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) ؛ يعني (١٢) : إن تابوا. (إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً) (٢٤) :
قوله ـ تعالى ـ : ([وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً] وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) ؛ يريد : بنصرة (١٣) الملائكة لنبيّه ـ عليه السّلام ـ على المشركين.
قوله ـ تعالى ـ : (وَكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً (٢٥) وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) ؛ يعني : الّذين جاؤوا لنصرهم ومعاونتهم من اليهود من بني قريظة ذلك اليوم ، ونقضوا عهد رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ. فاقتصّه الله منهم ، وأظفره بهم.
قوله ـ تعالى ـ (١٤) : (مِنْ صَياصِيهِمْ) ؛ يعني أي : من (١٥) حصونهم.
قوله ـ تعالى ـ : (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) ؛ أي : الخوف الشّديد.
__________________
(١١) ج ، د ، م : الحرب.
(١٢) ليس في أ ، د.+ د : معنى.
(١٣) أ : بنصرته.
(١٤) ج ، د ، م زيادة : فأنزلهم.
(١٥) ليس في ب.
قوله ـ تعالى ـ : (فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً (٢٦) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها) ؛ [يعني : لم (١) تطأوها] (٢) قبل ذلك.
وقيل : «الأرض» هاهنا ، أرض بني قريظة. عن قتادة (٣).
وقال الحسن : أرض فارس والرّوم (٤).
وقيل : أرض العراق (٥).
وروي في أخبارنا ، عن أبي عبد الله (٦) ـ عليه السّلام ـ : أنّ الأرض ، هاهنا ، هي النّساء من السّبيّ (٧).
قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً) (٢٨) :
الزّهريّ قال : نزلت هذه الآية في الغالية (٨) بنت ضبيان ، فإنّ النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ كان قد طلّقها فتزوجت ، [وذلك] (٩) قبل أن (١٠) يحرّم الله
__________________
(١) ليس في ج ، د ، أ.
(٢) ليس في ج ، د.
(٣) التبيان ٨ / ٣٣٣ من غير نسبة القول إلى أحد.
(٤) التبيان ٨ / ٣٣٣.
(٥) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(٦) ج ، د ، م زيادة : الصادق.
(٧) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً ٩) (٢٧)
(٨) د ، م : العالية.+ ب : العيالية.
(٩) ليس في ج.
(١٠) ليس في أ.
ـ تعالى ـ أزواج النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ على أمّته (١).
وقيل : نزلت حيث (٢) اختار الله ـ تعالى ـ لنبيّه ـ عليه السّلام ـ نساءه التّسع ، اللّاتي حظر (٣) عليه التّزويج بعدهنّ. وكان الله ـ تعالى ـ قد أباحه أن يتزّوج ما يشاء (٤) من النّساء (٥) ، وإباحة ـ أيضا ـ من تهب نفسها له. فقال ـ سبحانه ـ : «لا يحلّ لك النّساء من بعد ولا أن تبدّل بهنّ من أزواج ولو أعجبك حسنهنّ إلّا ما ملكت يمينك» (٦).
قوله ـ تعالى ـ : (يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ) ؛ يعني : في الدّنيا والآخرة.
السدي يرفعه إلى ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ قال : نزلت هذه السّورة قبل سورة النّور (٧). فقال النّبيّ (٨) ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ : أيّما امرأة منكنّ زنت جلدت مائتين ، وكذلك يضاعف لها الثّواب على الطّاعة ضعفين (٩).
__________________
(١) تفسير القرطبي ١٤ / ١٦٧.
(٢) ب : حين.
(٣) ب زيادة : الله.
(٤) ليس في ب ، ج ، د ، م.
(٥) ب ، ج ، د : ماشاء.
(٦) ورد مؤدّاه في كشف الأسرار ٨ / ٥١ من غير نسبة القول إلى أحد.+ الأحزاب (٣٣) / ٥٢.+ سقط من هنا الآية (٢٩)
(٧) مجمع البيان ١٠ / ٦١٣.
(٨) ليس في ب.+ لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(٩) تفسير القمي ٢ / ١٩٣ : في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السّلام قال أجرها مرّتين والعذاب ضعفين كل هذا في الآخرة حيث يكون الأجر يكون العذاب.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً) (٣٠) والآية (٣١)