نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٤

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٤

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤٠٠

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً) ؛ يريد : لمن ينظر فيها ويعتبر (١).

قوله ـ تعالى ـ : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) (١٩٣) :

«الضّمير» يرجع إلى القرآن العزيز. و «الرّوح» جبرائيل الأمين (٢) ـ عليه السّلام ـ.

قوله ـ تعالى ـ : (عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤) بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (١٩٥) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ) (١٩٦) ؛ يعني (٣) : القرآن المجيد ، وفيها صفة محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ والبشارة (٤) في كتب الأوّلين.

قال السدّي : وفيها ـ أيضا ـ أنّه من ولد إسماعيل ـ عليه السّلام ـ (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً) [أي علامة] (٦) (أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ) (١٩٧) ؛ يريد : كعبد الله بن سلام وأمثاله من علماء أهل الكتاب.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (١٩٨) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ) (١٩٩) :

يقال : رجل أعجميّ : إذا كان في لسانه عجمة ، وإن كان من العرب. ورجل عجميّ : إذا نسبته إلى العجم ، وإن كان فصيح اللّسان (٧).

__________________

(١) سقط من هنا قوله تعالى : (وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) (١٩٠) والآيتان (١٩١) و (١٩٢)

(٢) ليس في م.

(٣) ج ، د ، م زيادة : ذكر.

(٤) ج ، د ، م زيادة : به.

(٥) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٦) ليس في أ ، ب.

(٧) سقط من هنا الآيات (٢٠٠) ـ (٢٠٤)

١٠١

قوله ـ تعالى ـ : (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ) (٢٠٥) ؛ يعني : عمر الدّنيا.

قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ) (٢٠٦) ؛ يعني (١) : الموت وما بعده (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (٢١٤) ؛ يعني : رؤساء قريش. فدعاهم وكانوا أربعين رجلا ، فقال (٣) لابن عمّه عليّ ـ عليه السّلام ـ : اشو لي فخذ شاة ، وجئني بعسّ من لبن ، وادع لي (٤) بني أبيك ؛ بني هاشم.

فدعاهم ، فكانوا (٥) أربعين رجلا. وكان الرجل منهم يأكل الشّاة وحده ، ويشرب العسّ وحده (٦). فقدّم لهم ذلك وغطّاه ، فأكلوا عن آخرهم وشبعوا ، وشربوا حتّى ارتووا ، وفخذ الشاة بحالها ولبن العسّ لم يتغير.

فقال عند ذلك عمّه ؛ أبو لهب : طالما سحركم محمّد.

فأمر ـ عليه السّلام ـ عليّا أن يصنع له مثل ذلك في اليوم الثّاني والثّالث ، [ويدعوهم] (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (٢١٥) ؛

__________________

(١) ج ، د ، م : من.

(٢) سقط من هنا الآيات (٢٠٧) ـ (٢١٣)

(٣) ج ، د ، م : وقال.

(٤) ليس في م.

(٥) ج ، د ، م : وكانوا.

(٦) ج ، د ، م : اللبن.

(٧) ليس في ج ، د ، م.

١٠٢

أي : ألن جانبك ، ولا تكن فظّا عليظا (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) (٢١٧) ؛ يريد (٢) : في أمرك كلّه (٣) ،

على (٤) (الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ) (٢١٨) ؛ يريد (٥) : تقوم إلى الصّلاة في جوف اللّيل.

(وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) (٢١٩) ؛ يعني : المصلّين المؤمنين ، من آبائك إلى إسماعيل وإبراهيم ـ عليهما السّلام ـ.

وقال ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ : أخرجك من نبيّ إلى نبيّ ، حتّى [أخرجك نبيّا] (٦) آخر الأنبياء وخاتمهم (٧).

وقد استدل (٨) أصحابنا بهذه الآية ، على أنّه لم يكن في آباء النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ من سجد لصنم ، وعليه إجماعهم (٩).

قوله ـ تعالى ـ : (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ (٢٢١) تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) (٢٢٢) ؛ يعني : الكهنة وأمثالهم.

__________________

(١) سقط من هنا الآية (٢١٦)

(٢) ج ، د ، م زيادة : توكّل.

(٣) ج ، د ، م : أمورك كلّها.

(٤) ليس في ج ، د ، م.

(٥) ليس في ج.

(٦) ليس في أ ، ب.

(٧) التبيان ٨ / ٦٨.

(٨) ج زيادة : بعض.

(٩) التبيان ٨ / ٦٨.+ سقط من هنا الآية (٢٢٠)

١٠٣

(يُلْقُونَ السَّمْعَ) ؛ أي : يسترقونه (١) ويلقونه إلى الكهنة ، فيه (٢) أخبار السّماء. ومنعوا من ذلك بالشّهب لمّا (٣) نزل الوحي على النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ) (٢٢٤) :

قيل : هم القصّاص (٥).

(أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ) (٢٢٥) ؛ أي : في كلّ طريق من الكلام يأخذون.

وقيل : هم الشّعراء الّذين [هجوا النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ من شعراء الكافرين الّذين هجوا النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ] (٦) ؛ مثل : عبد الله ابن الزبعريّ وأميّة بن أبي (٧) الصّلت وغيرهما ، من شعراء الكافرين (٨) الّذين أعلنوا بهجائه ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وذهبوا فيه (٩) كلّ مذهب (١٠).

__________________

(١) ج ، د : يسرقونه.

(٢) ج : في.

(٣) ج ، د ، م : كما.

(٤) سقط من هنا قوله تعالى : (وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ) (٢٢٣)

(٥) تفسير الطبري ١٩ / ٧٨ نقلا عن ابن عبّاس.

(٦) ليس في ج ، د ، م.

(٧) ليس في أ ، ب.

(٨) ج ، د ، م : الكفّار.

(٩) ج : به.

(١٠) التبيان ٨ / ٧٠.

١٠٤

وقال أبو عبيدة : «الهائم» المنحرف عن القصد ، الحائر (١) عن الحقّ المتحيّر (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ؛ يريد : مثل حسّان بن ثابت ، وعبد الله بن رواحة ، وكعب بن زهير. و (٣) هؤلاء من الأنصار (٤) ، استأذنوا النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ في الشعر. وهم من الأنصار. فأذن لهم.

وكان (٥) شعراء النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ يناضلون شعراء الكفّار بشعرهم ، الّذي كانوا يهجون به النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ. فمن ذلك قول حسان لابن (٦) الزّبعريّ حيث هجا النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ :

هجوت محمّدا فأجبت (٧) عنه

وعند الله في ذاك الجزاء

أتهجوه ولست له بندّ (٨)

فشرّكما لخيركما الفداء

فإنّ أبي ووالدتي (٩) وعرضي

لعرض محمّد منكم وقاء (١٠)

ولعمّيه : العبّاس وأبي طالب ـ رحمة الله عليهما ـ في مدحه أشعار كثيرة ، قد

__________________

(١) ج : الجائر.+ من الموضع الّذي ذكرنا إلى هنا ليس في ب.

(٢) مجاز القرآن ٢ / ٩١.+ سقط من هنا الآية (٢٢٦)

(٣) ليس في ب.

(٤) ب زيادة : الّذين.

(٥) م : كانوا.

(٦) م : في ابن.

(٧) أ ، ب : فأجيب.

(٨) تفسير الطبري : أتشمته ولست له بكفء.

(٩) تفسير الطبري : والده.

(١٠) تفسير الطبري ١٨ / ٧٠.

١٠٥

رواها الّرواة. فمن ذلك قول العبّاس في قصيدة يمدحه بها (١) عليه الصّلاة والسّلام (٢) :

وأنت لمّا ولدت أشرقت الأرض

وضاءت بنورك الأفق (٣)

فنحن (٤) في ذلك الضّياء و (٥) والنّور

و (٦) سبيل الرّشاد نخترق (٧)

ولعمّه ؛ أبي طالب ـ رحمه الله ـ يمدحه (٨) في (٩) قصيدته اللّاميّة (١٠) :

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه

ثمال (١١) اليتامى عصمة للأرامل

تطيف (١٢) به الهلّاك من آل هاشم

وهم (١٣) عنده في نعمة وفواضل (١٤)

__________________

(١) أ : فيها.

(٢) ب زيادة : فقال.

(٣) ليسان العرب ١٠ / ٦ مادّة «أفق».

(٤) ب : ونحن.

(٥) ج ، د ، م زيادة : في.

(٦) ليس في ج ، د ، م.

(٧) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٨) ليس في د.

(٩) م : من.

(١٠) ب زيادة : قال.

(١١) أ ، ب : ربيع.

(١٢) م : تطوف.+ سيرة ابن هشام يلوذ.

(١٣) سيرة ابن هشام : فهم.

(١٤) سيرة ابن هشام ١ / ٢٥٩.

١٠٦

وله فيه (١) أشعار كثيرة قد روتها (٢) العلماء [ورووها] (٣) ، فمن أراد الوقوف عليها وجدها (٤).

__________________

(١) ج ، د : فيها.

(٢) ج ، د ، م : دونها.

(٣) ليس في ب.

(٤) سقط من هنا قوله تعالى : (وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (٢٢٧)

١٠٧

ومن سورة النمل

وهي تسعون وأربع آيات.

مكّيّة بلا (١) خلاف.

قوله ـ تعالى ـ : (طس تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ) :

قال ابن عبّاس : «الطّاء» من الطّول ، و «السّين» من السّلام (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَكِتابٍ مُبِينٍ) (١) ؛ [أي : مبيّن] (٣) لأحكامه وأوامره ونواهيه [وآدابه] (٤). وهذا قسم أقسم الله به ـ سبحانه ـ به (٥) وله أن يقسم بما شاء ، وليس لعباده لذلك.

قوله ـ تعالى ـ : (هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) (٢) :

لأنّهم الّذين آمنوا بالقرآن ، وانتفعوا به في الدّنيا والآخرة.

__________________

(١) ج ، د : بغير.

(٢) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٣) ليس في أ.

(٤) ليس في ج ، د ، م.

(٥) ليس في أ.

١٠٨

و «هدى وبشرى» قال بعض النحاة : من نصبهما جعلهما حالين (١).

و «الهدى» من الهداية ، و «البشرى» من البشارة (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) (٦) ؛ أي : يلقى عليك فتأخذه من عند حكيم عالم (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً) ؛ أي : رأيتها فسكنت إليها.

وتسمّى النّار عند العرب : السّكن (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ) ؛ أي : بشعلة من النّار ، تقتبسون (٥) منها ومن الجمر.

قوله ـ تعالى ـ : (لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) (٧) ؛ أي : تستحمّون (٦) وتدفؤن (٧) ، من الاصطلاء بها.

قوله ـ تعالى ـ : (فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها) ؛ يريد (٨) : ومن حولها من الملائكة. عن الحسن (٩).

__________________

(١) التبيان ٨ / ٧٤ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٢) سقط من هنا الآيات (٣) ـ (٥)

(٣) أ : عليم.

(٤) م : السّكّين.

(٥) م : تقيسون.

(٦) ب ، م : تسخنون.+ ج : تستخنون.

(٧) م : تدفنون.

(٨) ليس في ج.

(٩) تفسير الطبري ١٩ / ٨٣.

١٠٩

و «بورك» من البركة ، وهو ثبوت الخير.

وقال أبيّ وابن عبّاس ومجاهد : بوركت النّار ، و «من» صلة (١).

وقال مقاتل : «بورك» فوعل ، من البركة والنّور (٢) ومن حولها ؛ يعني : موسى ـ عليه السّلام ـ كانت بركة عليه. خرج يلتمس نارا لأهله ، فرجع نبيّا (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَسُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٨) : هذا تنزيه لله ـ تعالى ـ وتبرئة عما لا يليق به.

قوله ـ تعالى ـ : (يا مُوسى إِنَّهُ أَنَا اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (٩) : عزّ فحكم.

قال بعض المفسرين (٤) : أنا الله (٥) الّذي فعل النّور والكلام والنّداء من الشّجرة (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَلْقِ عَصاكَ) :

قال بعض المفسرين : قرن ـ سبحانه ـ بالنداء والكلام معجزا ليعلم موسى أنّه كلامه ـ ـ تعالى ـ ونداؤه دون غيره (٧).

(فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌ) ؛ أي : حيّة لا صغيرة ولا كبيرة.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ) ؛ أي : لم يرجع ولم يلتفت بالطّبع

__________________

(١) تفسير الطبري ١٩ / ٨٣ ، تفسير مجاهد ٢ / ٤٦٩.

(٢) ب : فالنّور.

(٣) أنظر : تفسير القرطبي ١٣ / ١٥٨.

(٤) ج ، د ، م زيادة : و.

(٥) ليس في ج.

(٦) تفسير الطبري ١٩ / ٨٢ نقلا عن ابن عباس.

(٧) التبيان ٨ / ٧٧ من دون نسبة القول إلى أحد.

١١٠

البشريّ والخوف من الحيّة.

فنودي : (يا مُوسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (١٠) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ) ؛ أي : من أشرك من ذرّيّة المرسلين ؛ مثل : قابيل بن آدم ، وكنعان بن نوح.

و «الظلم» هاهنا ، الإشراك بالله (١). من قوله ـ تعالى ـ (٢) : (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (٣) فإنّ (٤) صاحبه يخاف منّي.

قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ) ؛ أي : تاب ، و (٥) بدّل الشّرك بالتّوحيد.

قوله ـ تعالى ـ : (فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (١١) وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) ؛ أي : من غير برص (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (فِي تِسْعِ آياتٍ) ؛ أي : هذه الآية مع تسع آيات. (إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ) (٧) :

وقد مضى تفسير التّسع الآيات (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (١٣)

__________________

(١) من ب.

(٢) ليس في ب.

(٣) لقمان (٣١) / ١٣.

(٤) م : قال.

(٥) ليس في ج ، د.

(٦) ج : مرض.

(٧) ليس في أ.

(٨) سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) (١٢)

١١١

وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) (١٤) ؛ أي (١) : عاقبة هلاكهم.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (١٥) وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ) ؛ يعني : ورث منه المال والخيل.

قال الطّوسيّ ـ رحمه الله ـ : في (٢) هذه الآية دليل ، على أنّ الأنبياء ـ عليهم السّلام ـ يورثون المال (٣).

فإن (٤) قال الخصم : بل (٥) يورثون العلم.

قلنا : ذلك عامّ في العلم وغيره ، بدليل لفظ العموم ، على أنّ العلم موقوف على من يتعلم ، فلا يقال فيه : إنّه موروث (٦). وقد رأينا كثيرا من العلماء خرج أولادهم جهّالا سفهاء ، فلا (٧) يطرد ما قالوه.

[قوله ـ تعالى ـ] : ([وَقالَ] يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ) :

[ويقرأ : «مناطق الطّير»] (٨).

__________________

(١) ب ، ج ، د ، م : يعني.

(٢) ليس في أ.

(٣) التبيان ٨ / ٨٢ و ٨٣.

(٤) د : فإذا.

(٥) ليس في أ.

(٦) ج ، د : مورّث.

(٧) ج ، د : ولا.

(٨) ليس في ج.+ لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

١١٢

ويقرأ : «علّمنا من أنطق الطّير» (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) ؛ يعني (٢) : ممّا فضّلنا الله ـ تعالى ـ به ، وما (٣) خصّنا به ، [واختارنا له] (٤) واختاره لنا.

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (١٦) وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) (١٧) ؛ أي : يساقون إلى طاعته.

وقيل : يحبس (٥) أوّلهم على (٦) آخرهم ، حتّى يجتمعوا كلّهم (٧).

أبو عبيدة قال : «الوزع» الكفّ والمنع (٨). ومنه : يزع الله بالشيطان ما لا يزع بالقرآن ؛ أي : يكفّ ويمنع (٩).

وأصل «الإيزاع» الإعزاء بالشيء ، يقال (١٠) : أوزع فلان بكذا (١١) وأولع به ؛ أي : أعزى به. ومنه قول أبي ذؤيب في صفة الكلاب :

__________________

(١) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٢) ليس في ج.

(٣) ليس في د.+ ج ، د ، م : ممّا.

(٤) ليس في ج ، د ، م.

(٥) م : يحشر.

(٦) ب : إلى.

(٧) تفسير الطبري ١٩ / ٨٧ نقلا عن ابن عباس.

(٨) ليس في ب.+ مجاز القرآن ٢ / ٩٢.

(٩) التبيان ٨ / ٨٤ نقلا عن ابن عباس.

(١٠) ب ، ج ، د ، م : تقول.

(١١) ليس في ب.

١١٣

أولى سوابقها قريبا يوزع (١)

أي : أولى الكلاب يعزي (٢) بالصّيد (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ) :

قيل (٤) : هو واد بالشّام معروف (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (١٨) :

قال السّيّد المرتضى ؛ علم الهدى ـ قدّس الله روحه ـ في قوله ـ تعالى ـ : «قالَتْ» ؛ أي : ظهر منها دلالة القول الباقي النّمل بإعجال (٦) التّخويف من المقام والثّبوت خوف الضّرر ، وأنّ النّجاة في الهرب والاندفاع. ويكون إضافة القول إليها مجازا ؛ كما قال عنتر يذكر حصانه (٧) :

وشكا إليّ بعبرة وتحمحم (٨)

و (٩) قال الجبّائيّ : لا يمنع (١٠) أن يكون (١١) الله ـ تعالى ـ خلق في (١٢) هذه

__________________

(١) م : توزع.+ لسان العرب ١٠ / ١٧٦ عن أبي ذؤيب.

(٢) م : تعزي.

(٣) د : بصيد.

(٤) د زيادة : بل.

(٥) مجمع البيان ٧ / ٣٣٦ نقلا عن قتادة ومقاتل.

(٦) م : بإعجلال.

(٧) أ ، ب زيادة : شعر.

(٨) أنظر : رسائل الشريف المرتضى.

(٩) ليس في أ.

(١٠) ج ، د : يمتنع.

(١١) ب زيادة : أنّ.

(١٢) م : تفهم.

١١٤

الحيوانات من المعارف كلّها ما يفهم ؛ كما حكي ـ سبحانه ـ عن الهدهد. وقد أحال بعضهم ذلك (١٣).

ثمّ قال السّيّد المرتضى ـ رحمه الله ـ : واسم الهدهد ، في لغة العرب وعرفها ، (١٤) اسم لبهيمة (١٥) ليست بعاقلة. ولا يمتنع أن يقع من الهدهد كلام منظوم ، له هذه المعاني الّتي حكاها الله ـ تعالى ـ عنه بإلهام منه ، ويكون ذلك على سبيل المعجزة لسليمان ـ عليه السّلام ـ ؛ كما جعل فهمه لكلام الطّير معجزة له. فلا وجه لقول من أحال ذلك (١٦).

قوله ـ تعالى ـ : (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ (٢٠) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) (٢١) :

قوله ـ تعالى ـ : «وتفقّد الطّير» قيل : فيه قولان :

قيل (١٧) : سبب تفقده له ، ليدلّه (١٨) على الماء. لأنّه يرى الماء في بطن الأرض. وروي هذا (١٩) عن ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ (٢٠).

__________________

(١٣) مجمع البيان ٧ / ٣٣٦ من دون ذكر للقائل.

(١٤) ليس في د.

(١٥) أ ، ب زيادة : لا تفهم.

(١٦) أنظر : رسائل الشريف المرتضى ١ / ٤٢٥ ـ ٤٣١.+ سقط من هنا الآية (١٩)

(١٧) ليس في أ.

(١٨) ليس في أ ، ب.

(١٩) ليس في أ.

(٢٠) تفسير الطبري ١٩ / ٨٩ نقلا عن عبد الله بن سلام.

١١٥

والقول الآخر : كان سليمان إذا جلس على كرسيّه أضلّته الطّير من فوقه ، فلا تسقط عليه الشّمس. فسقطت عليه من (٢١) موضع مكان الهدهد ، [فقال : «مالي لا أرى الهدهد»] (٢٢).

وروي عنه (٢٣) ـ عليه السّلام ـ أنّه (٢٤) كان إذا أراد الجلوس ، نصب له ستّمائة كرسيّ مكلّلة بأنواع الجواهر (٢٥).

قوله ـ تعالى ـ : «لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ» :

قيل : أنتف ريشه وأتركه في الشّمس (٢٦).

والقول الآخر : أحشره مع غير جنسه من الطّير ؛ كالجارح وشبهه (٢٧).

قوله ـ تعالى ـ : (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ) ؛ أي : أتى سريعا.

ونصب «غير» على النّعت لظرف محذوف. وتقديره : مكث وقتا غير بعيد.

قوله ـ تعالى ـ : (فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) (٢٢) ؛ أي : بخبر يقين (٢٨).

قال بعض النحاة : من صرف «سبأ» جعله اسما لأب أو حيّ. ومن لم يصرفه ،

__________________

(٢١) ج : في.

(٢٢) ليس في أ.+ التبيان ٨ / ٨٧ من دون ذكر للقائل.

(٢٣) ج ، د ، م : أنه.

(٢٤) ليس في ج ، د ، م.

(٢٥) تفسير الطبري ١٩ / ٨٩ نقلا عن ابن عبّاس.

(٢٦) تفسير الطبري ١٩ / ٩٠ نقلا عن ابن عبّاس.

(٢٧) مجمع البيان ٧ / ٣٤٠ من دون ذكر للقائل.

(٢٨) ليس في ج.

١١٦

جعله اسما لقبيلة (١).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ) ؛ يعني : بلقيس الملكة بنت اليشوج (٢).

قيل : كان أبوها من الإنس وأمّها من الجنّ (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ) (٢٣) ؛ أي (٤) : سرير من فضّة ، ثمانون ذراعا في ثمانين ذراعا (٥).

قال ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ : كان عرشها من فضّة مكلّلا بالجواهر واليواقيت ، وكان له أربعة قوائم : قائمة من درّ أبيض ، وقائمة من ياقوت أصغر ، وقائمة من ياقوت أحمر ، وقائمة من الزبرجد الأخضر. وكان طوله في الهواء ثلاثين ذراعا (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ) ؛ أي : عن طريق الهدى (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ

__________________

(١) تفسير الطبري ١٩ / ٩١ ـ ٩٢ من دون ذكر للقائل.

(٢) ج ، د ، م : اليشرح.

(٣) تفسير الطبري ١٩ / ٩٥ نقلا عن ابنة شراحيل.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ).

(٤) م : قيل.

(٥) ج : ذرعا.+ تفسير أبي الفتوح ٨ / ٣٩٤ نقلا عن مقاتل.

(٦) مجمع البيان ٧ / ٣٤١.

(٧) ليس في د.+ ج : الحقّ.+ سقط من هنا قوله تعالى : (فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ) (٢٤)

١١٧

وَالْأَرْضِ) :

يريد بالخبء : المطر من السّموات. وفي الأرض ؛ يعني : النبات. عن كلّ المفسّرين (١).

(قالَ) سليمان ـ عليه السّلام ـ : (سَنَنْظُرُ) ما قلت (أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ (٢٧) اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ما ذا يَرْجِعُونَ (٢٨) قالَتْ) ؛ يعني : الملكة. (يا أَيُّهَا الْمَلَأُ) ؛ يعني : الأشراف والوزراء الّذين حولها.

قوله ـ تعالى ـ : (إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ (٢٩) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) (٣٠) ؛ أي : شريف.

وقيل : مختوم (٢).

وقيل : «كريم» ، لأنّ الرّسول به طير (٣).

وقيل : لأنّ أوّله «إنّه من سليمان وإنّه بسم الله الرّحمن الرّحيم» (٤).

(أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) (٣١) ؛ أي : مصدّقين مستسلمين.

قوله ـ تعالى ـ : (قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ) (٣٢) ؛ أي : تحضرون.

__________________

(١) تفسير الطبري ١٩ / ٩٣ منقلا عن ابن زيد.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ) (٢٥) والآية (٢٦)

(٢) تفسير الطبري ١٩ / ٩٥ من دون ذكر للقائل.

(٣) التبيان ٨ / ٩٢ من دون ذكر للقائل.

(٤) مجمع البيان ٧ / ٣٤٣ من دون ذكر للقائل.

١١٨

قوله ـ تعالى ـ : (قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ) :

و «البأس» القوّة والعدّة والرجال.

وقال الكلبيّ ومقاتل : أولوا منعة (١).

وقال السدّي : أولوا عدّة [وخيل] (٢) وسلاح ورجال وألباس الحرب (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ) (٣٤) ؛ يريد : وكذلك يفعل سليمان وأصحابه ؛ [يعني : إذا دخلوها] (٤) عنوة وقهرا مثل ذلك.

ثمّ قالت : (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) (٣٥) :

قيل : إنّها أرسلت إلى سليمان بهديّة نفيسة ، ومن (٥) جملتها ثلاثة أشياء تختبره بها (٦) : مائة مملوك ومائة وصيفة في قالب واحد وزيّ واحد ، وخرزة واحدة بتعويج ، وقارورة بلّور خالية. وقالت (٧) : أن يبيت (٨) لنا المماليك من الوصائف وهم على حالهم ، ونريد أن يدخل لنا [في هذه الخرزة خيطا ، ونريد أن] (٩) يملأ لنا هذه

__________________

(١) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٢) ليس في د.

(٣) تفسير الطبري ١٩ / ٩٦ نقلا عن مجاهد.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي ما ذا تَأْمُرِينَ) (٣٣)

(٤) ليس في أ.

(٥) ج ، د ، م : في.

(٦) ليس في ج.+ م : تخبره بها.

(٧) د زيادة : نويد.

(٨) د : يعيّن.+ ج ، م : يبيّن.

(٩) ليس في ب.

١١٩

القارورة ماء لا من السّماء ولا من الأرض (١).

قيل : إنّ سليمان ـ عليه السّلام ـ لمّا قرأ كتابها ، ردّ هديتها إليها. وأمر بالمماليك والوصائف أن يمشوا بين يديه ، فمن قدّم رجله اليمنى في المشي عزله (٢) وكان ذكرا ، ومن قدّمت رجلها اليسرى (٣) في المشي عزلها وكانت أنثى. وأما الخرزة فأمر دودة أن تدخل فيها خيطا ، فكانت (٤) تعرج بالخيط فيها إلى أن أدخلته في التعويج كلّه (٥). وأمّا القارورة فأمر أن تجري الخيل في الميدان ، حتّى تتصبّب العرق (٦) ، ويجمع ذلك العرق في القارورة (٧).

ثمّ ردّ الهدية وقال للرّسول : قل لها (٨) : (أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ اللهُ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ) (٣٦) [ثمّ قال] (٩) (ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها) ؛ يعني : من الجنّ والإنس (١٠) والوحوش ، لا طاقة لهم بها.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً) ؛ يعني : من المدينة. (وَهُمْ

__________________

(١) تفسير أبي الفتوح ٨ / ٣٩٨ و ٣٩٩ نقلا عن ابن عباس ووهب.

(٢) م : عزل.

(٣) ليس في د.

(٤) أ ، د : وكانت.

(٥) ليس في د.

(٦) م : بالعرق.

(٧) تفسير أبي الفتوح ٨ / ٣٩٩ و ٤٠٠ نقلا عن وهب.

(٨) أ زيادة : قوله.+ سقط من هنا قوله تعالى : (فَلَمَّا جاءَ سُلَيْمانَ قالَ).

(٩) ليس في أ ، ب.

(١٠) ب ، ج ، د ، م زيادة : والسّباع.

١٢٠