الخاصة بصورة إخبارات غيبية ـ عما سيحدث في المستقبل ـ بصورة أكبر ، وأشد إبان حروبه مع الخوارج ، حسبما ألمحنا إليه في كتابنا : « علي عليهالسلام والخوارج » ، أما في حربي الجمل وصفين ، فقد كان اهتمامه بذلك أقل كما يظهر للمتتبع.
ولعل التفسير المعقول والمقبول لهذه الظاهرة هو : أن حروبه عليهالسلام مع الخوارج كانت هي الأصعب ، والأقسى ، والأشد مرارة ، ولكن لا من حيث : أنه قد كانت لدى الخوارج قدرات قتالية فائقة !! إذ إنهم من هذه الناحية ليس كما يشاع عنهم ، بل إن أمرهم كان أهون من غيرهم فقد قتل منهم في معركة واحدة من معارك النهروان ، أربعة آلاف رجل ـ على ما قيل ـ ولم ينج منهم عشرة ، ولم يقتل من أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام عشرة (١) بسبب الخطة القتالية الناجحة التي رسمها علي عليهالسلام ولأسباب أخرى لا مجال لبحثها الآن (٢).
ولكن السر في صعوبة ومرارة هذه الحرب يعود إلى الأمور التالية :
١ ـ إن الخوارج كانوا في ظاهر الأمر من القرَّاء المسلمين ، الذين يتظاهرون بالتقوى ، والصلاح ، والنسك ، وقد عرف ذلك عنهم وشاع.
إذن ... فقتل هؤلاء بأيدي إخوانهم المسلمين لم يكن بالأمر المستساغ ولا المقبول لدى عامة الناس ، الذين لم يعرفوا بواطن الأمور ، ولا اطلعوا على خلفياتها.
__________________
(١) راجع : كتاب علي عليهالسلام والخوارج.
(٢) راجع : كتاب علي عليهالسلام والخوارج.