الإصابة في تمييز الصحابة - ج ٤

أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

الإصابة في تمييز الصحابة - ج ٤

المؤلف:

أحمد بن علي بن حجر العسقلاني


المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٨٠

المذكور ، وأنها أخت أبي (١) جراب محمد بن عبد الله العبشمي الّذي قتله داود بن علي ، حكاه الشريف المرتضى.

٤٦١٦ ـ عبد الله بن الحارث (٢) بن جزء بن عبد الله بن معديكرب بن عمرو بن عسم ، بمهملتين ، وقيل بالصاد بدل السين ، ابن عمرو بن عويج بن عمرو بن زبيد الزّبيدي. حليف أبي وداعة السهمي ، وابن أخي محمية بن جزء الزّبيدي.

قال البخاريّ : له صحبة ، سكن مصر.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث حفظها ، وسكن مصر ، فروى عنه المصريون ، ومن آخرهم يزيد بن أبي حبيب.

قال ابن يونس : مات سنة ست وثمانين بعد أن عمي. وقيل سنة خمس. وقيل سبع. وقيل ثمان ، وكانت وفاته بسفط القدور ، قاله الطحاوي.

وحكى الطّبريّ أنه كان اسمه العاصي فسماه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (عبد الله) (٣).

وهو آخر من مات بمصر من الصحابة.

ووقع لابن مندة فيه خبط فاحش ، فإنه حكى عن ابن يونس أنه شهد بدرا ، وأنه قتل باليمامة ، وهذا أظنه في حقّ عمه محمية بن جزء. فالله أعلم.

٤٦١٧ ـ عبد الله بن الحارث (٤) بن زيد بن صفوان بن صباح بن طريف بن زيد بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ربيعة بن ثعلبة بن سعد بن ضبة الضبي ، نسبه ابن الكلبي وابن حبيب ، وقالا : وفد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسماه عبد الله.

وقال ابن الأثير : هكذا قال أبو عمر ، لكن الّذي في جمهرة الكلبي رواية ابن حبيب عنه عبد الله بن زيد بن صفوان ، وهو الصواب ، وسيأتي سبب وهمه في عبد الله بن زيد] (٥).

__________________

(١) في أ : أخت ابن جراب.

(٢) أسد الغابة ت (٢٨٧٣) ، الاستيعاب ت (١٥٠٩) ، الثقات ٣ / ٢٣٩ ، حسن المحاضرة ١ / ٢١٢ ، الرياض المستطابة ٢٠٥ ، شذرات الذهب ١ / ٩٧ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٠٣ ، العبر ١ / ١٠١ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٧٨ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٦٨ ، الأعلام ٤ / ٧٧ ، الجرح والتعديل ٥ / ٣٠ ، التاريخ الكبير ٣ / ٢١ ، ٦٤ ـ ٥ / ٢٣ ، الكاشف ٢ / ٧٨ ، الطبقات ٧٤ ، ٢٩٢ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٤٧ ، تهذيب الكمال ٢ / ٦٧٢ ، النجوم الظاهرة ١ / ٢١ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٠٧ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ١١٦ ، الإكمال ٢ / ٩١ ، الحلية ٢ / ٦ ، تقصيفات المحدثين ٧٣٥ ، المعرفة والتاريخ ٦٣٢ ، بقي بن مخلد ١٤٠.

(٣) في أ : عبدا.

(٤) أسد الغابة ت (٢٨٦٨).

(٥) سقط هذه الترجمة من ط.

٤١

٤٦١٨ ـ عبد الله بن الحارث (١) بن أبي ضرار المصطلقي.

قال أبو عمر : قدم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في فداء بني المصطلق ، وغيّب ذودا معه في الطريق ، فذكر نحو ما تقدم من تخريج ابن إسحاق في ترجمة الحارث بن أبي ضرار.

وروى ابن مندة بسند ضعيف ، عن عبد الله بن الحارث ، قال : كنت أنا وجويرية بنت الحارث ـ يعني أخته ـ في السبي ، فهذا يدل على أن القصة للحارث بن أبي ضرار والدهما ، فهو الّذي أتى في طلب السبي.

وذكر ابن أبي حاتم ، من طريق عبد العزيز بن عمران ، عن مطر بن موسى بن عبد الله بن الحارث أنه كان ممن أصابه السبي يوم بني المصطلق ، قال : وعبد العزيز يضعف في الحديث.

٤٦١٩ ـ عبد الله بن الحارث (٢) بن أسد بن عدي ، أبو رفاعة (٣) العدوي.

مشهور بكنيته يأتي في الكنى ، سماه ونسبه مصعب الزبيري.

٤٦٢٠ ز ـ عبد الله بن الحارث

بن عبد العزى السعدي ، أخو النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الرضاعة. تقدم في ترجمة والده.

٤٦٢١ ـ عبد الله بن الحارث (٤)

بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي ، ابن عم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان اسمه عبد شمس فغيّره النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قاله مصعب الزبيري.

قال : ومات عبد الله بالصّفراء ، فدفنه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكفنه في قميصه.

وذكره الطّبرانيّ في «الصحابة» ، وساق من طريق عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد شمس بن الحارث : خرج من مكة قبل الفتح مهاجرا ، فقدم المدينة ، فسماه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عبد الله ، وخرج معه في غزاة ، فمات بالصفراء.

وهكذا ذكره ابن سعد والبغوي عنه.

وقال الدّار الدّارقطنيّ في «كتاب الإخوة» : لا عقب له ولا رواية ، وكذا قال قبله شيخه البغوي.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٢٨٧٧) ، الاستيعاب ت (١٥١٣) ، الجرح والتعديل ٥ / ١٣٤.

(٢) أسد الغابة ت (٢٨٧٥) ، الاستيعاب ت (١٥١١).

(٣) في أ : عبد الله بن الحارث بن عدي أبو وداعة العدوي.

(٤) أسد الغابة ت (٢٨٧٨) ، الاستيعاب ت (١٥١٤).

٤٢

٤٦٢٢ ـ عبد الله بن الحارث بن عمير ، ويقال عويمر الأنصاري.

قال أبو عمر : روى محمد بن نافع بن عجير عنه. وروى ابن مندة من طريق ابن إسحاق ، عن محمد بن نافع بن عجير : سمعت عبد الله بن الحارث بن عمير يقول : لقد كان من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في عمتي سهيمة بنت عمرو قضاء ما قضي به في امرأة من المسلمين قبلها

قلت : نسبوه أنصاريا ، ولم يذكروا أباه في الصحابة. ويحتمل أن يكون أبوه هو الحارث بن عمير الأسدي ، ثم وجدت الخطيب ذكره ، فقال : عبد الله بن الحارث بن عويمر (١) المزني ، ذكره بعض أهل العلم في الصحابة ، وساق الحديث من طريق ابن إسحاق : حدثني محمد بن نافع بن عجير ـ وكان ثقة ، عن عبد الله بن الحارث بن عويمر المزني ، قال : لقد كان من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سهيمة بنت عمرو ... فذكره ، ولم يقل عمته ، ونسبه مزنيا ، فهذا أولى.

ووقع عندهم عن اسم جده عمير أبو عويمر. وفي سياق الحديث أن عمته سهيمة بنت عمرو ، فيكون اسم جدّه عمرا إلا أن تكون سهيمة أخت أبيه من أمّه.

٤٦٢٣ ـ عبد الله بن الحارث بن قيس الأنصاري.

ذكره الواقديّ في «الردة» ، وقال : بعثه خالد بن الوليد في قتال الردة بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سرية وقعة النطاح.

٤٦٢٤ ـ عبد الله بن الحارث (٢) بن قيس بن عدي بن سعيد بن سعد بن سهم القرشي السهمي.

ذكره ابن إسحاق وغيره فيمن هاجر إلى الحبشة ، ولم يذكر ابن الكلبي في نسبه سعيد المصغر ، وذكر له شعرا يحرض المسلمين على الهجرة إلى الحبشة ، ويصف ما لقوا فيها من الأمن ، فمنه :

يا راكبا بلّغا عنّي مغلغلة

من كان يرجو لقاء الله والدّين

إنّا وجدنا بلاد الله واسعة

تنجي من الذّلّ والمخزاة والهون

فلا تقيموا على ذلّ الحياة ولا

خزي الممات وعتب غير مأمون

__________________

(١) في أ : عمير.

(٢) أسد الغابة ت (٢٨٨١) ، الاستيعاب ت (١٥١٧).

٤٣

إنّا تبعنا رسول الله واطّرحوا (١)

قول النّبيّ وغالوا في الموازين (٢)

[البسيط]

وذكر ابن إسحاق والزّبير بن بكّار أنه استشهد بالطائف.

وقال ابن سعد والمرزبانيّ : قتل باليمامة. وكذا قال موسى بن عقبة ، لكنه كناه أبا قيس ، ولم يسمّه.

وقال المرزبانيّ : كان يلقب المبرق لقوله :

إذا أنا لم أبرق فلا يسعنّني (٣)

من الأرض برّ ذو فضاء ولا بحر (٤)

[الطويل]

فذكر الأبيات التي تقدمت في ترجمة ربيعة بن ليث في حرف الراء.

وفي كتاب البلاذريّ وذيل الطّبراني أنه مات بالحبشة. فالله أعلم.

وقد تقدم ذكر أخيه السائب بن الحارث.

٤٦٢٥ ـ ز ـ عبد الله بن الحارث بن كثير ، أبو ظبيان الأعرج الغامدي.

قال ابن الكلبيّ : كان اسمه عبد شمس فغيّره النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما وفد عليه ، وكتب له كتابا ، وهو صاحب راية قومه يوم القادسية ، وهو القائل :

أنا أبو ظبيان غير المكذبة

أنا (٥) أبو العفا وحقّ اللهبه

أكرم من تعلمه (٦) من ثعلبة

ذبيانها وبكرها في المكتبة (٧)

نحن صاحب الجيش يوم الأحسبه

[الرجز]

قال ابن الكلبيّ : عنى باللهبة مالك بن عوف بن قريع بن بكر بن ثعلبة ، وكان شريفا.

قلت : وسيأتي ذكر عائذ بن مالك هذا في القسم الثالث.

__________________

(١) في أ : وأطرقوا.

(٢) تنظر الأبيات في أسد الغابة ترجمة (٢٨٨١) ، وسيرة ابن هشام ١ / ٣٣١.

(٣) في أ : فلم يسعني.

(٤) ينظر البيت في الاستيعاب ترجمة رقم (١٥١٧) ، وفي أسد الغابة ترجمة (٢٨٨١).

(٥) في أ : أني.

(٦) في أ : يعل.

(٧) في أ : الله.

٤٤

٤٦٢٦ ـ ز ـ عبد الله بن الحارث (١) بن خلدة الثقفي.

ذكره الأمويّ في المغازي ، وأنه كان ممن كلّم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في أن يردّ عليهم عبيدهم الذين كانوا خرجوا يوم الطائف.

٤٦٢٧ ز ـ عبد الله بن الحارث بن معمر بن حبيب القرشي الجمحيّ.

ذكره هشام بن الكلبيّ ، وحكى في كتاب «المثالب» أنّ أبا بكر الصديق رجمه في الزنا ، وضمّ ولده فزوّجهم.

٤٦٢٨ ـ عبد الله بن الحارث (٢) بن هيشة بن الحارث بن أمية الأنصاري.

قال ابن سعد : شهد أحدا. وكذا قال البغوي والطبري. وقال العدوي : لا عقب له. وسيأتي له ذكر بعد قليل.

٤٦٢٩ ز ـ عبد الله بن الحارث بن يعمر. يأتي في عبد الله بن أبي مسروح.

٤٦٣٠ ـ عبد الله بن الحارث الباهلي : قيل هو اسم أبي مجيبة.

٤٦٣١ ز ـ عبد الله بن الحارث الصّدائي :

ذكره الطحاوي ، وروى من طريق سفيان الثوري ، عن عبد الرحمن بن زياد ، عن زياد بن الحارث بن نعيم ، عن عبد الله بن الحارث الصّدائي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من أذّن فهو يقيم. هكذا رأيته في نسخ من هذا الكتاب. والمشهور رواية المصريين عن عبد الرحمن بن زياد ، عن زياد بن الحارث الصّدائي. والله أعلم.

٤٦٣٢ ز ـ عبد الله بن الحارث : يعرف بابن فسحم ، وهي امرأة من بني القين.

ذكر أبو عمر أخاه يزيد بن فسحم. وذكر ابن فتحون هذا ، وعزا ذلك لأبي عبيد أنه ذكرهما جميعا.

٤٦٣٣ ز ـ عبد الله بن الحارث : ينظر في حرف الألف.

٤٦٣٤ ز ـ عبد الله بن حارثة (٣) بن النعمان الأنصاري.

تقدّم نسبه مع أبيه. قال أبو عمر : كان أبوه من كبار الصحابة ، ولعبد الله صحبة.

__________________

(١) في أ : الحارث بن كلدة.

(٢) أسد الغابة ت (٢٨٨٤).

(٣) أسد الغابة ت (٢٨٨٥) ، الاستيعاب ت (١٥٢٠) ، الجرح والتعديل ٥ / ١٣٠.

٤٥

وقال ابن سعد : أمه أم خالد بن يعيش أسلمت وبايعت ، ولأخواته : أم هشام ، وعمرة ، وسودة صحية.

وقال البغويّ : سكن المدينة ، وأخرج من طريق إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن حارثة بن النعمان ، عن أبيه ، عن جده ـ مرفوعا ، قال : «نعم البيت بنو الحارث بن هيشة».

وروى ابن أبي خيثمة ، وابن مندة من هذا الوجه ، قال : لما قدم صفوان بن أمية المدينة قال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «على من نزلت يا أبا وهب؟» قال : على العباس ... الحديث.

وأخرجه أبو نعيم ، وقال في الإسناد : عن جده عبد الله بن حارثة.

وأخرجه البغويّ ويعقوب بن سفيان من هذا الوجه. فقال : عبد الله بن حارثة ، ولم يصفه بأنه جدّه.

وقال ابن أبي حاتم : وروى عنه ابنه إبراهيم بن عبد الله بن حارثة.

٤٦٣٥ ـ عبد الله بن حبشي (١) : بضم المهملة وسكون الموحدة بعدها معجمة تحتانية مشددة ، الخثعميّ ، أبو قبيلة.

له حديث عند أبي داود ، والنسائي ، وأحمد ، والدارميّ بإسناد قوي من طريق عبيد بن عمير ، عن عبد الله بن حبشي إن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم سئل : أيّ العمل أفضل؟ قال : «إيمان لا شك فيه ، وجهاد لا غلول فيه ، وحجّ مبرور» (٢). لكن ذكر البخاريّ في «التاريخ» له علة ، وهي الاختلاف على عبيد بن عمير في سنده : فقال علي الأزدي عنه هكذا.

وقال عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن أبيه ، عن جده ، واسم جده قتادة الليثي ، ولكن لفظ المتن قال : السماحة والصبر ، فمن هنا يمكن أن يقال : ليست العلة بقادحة.

وقد أخرجه هكذا موصولا من وجهين في كل منهما مقال ، ثم أورده من طريق الزهري ، عن عبد الله بن عبيد ، عن أبيه ـ مرسلا ، وهذا أقوى.

٤٦٣٦ ـ عبد الله بن حبيب الأسلمي (٣) :

__________________

(١) أسد الغابة ت (٢٨٨٦) ، الاستيعاب ت (١٥٢٢) ، الثقات ٣ / ٢٤١ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٠٤ ، الكاشف ٢ / ٢٩ ، تهذيب

التهذيب ٥ / ١٨٣ ، التاريخ الكبير ٣ / ٢٥ ، ٥ / ٢٥ ، الحلية ٢ / ١٤ ، تهذيب الكمال ٢ / ٦٧٣ ، الطبقات ١١٦ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٠٨ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٤٨ ، الإكمال ٢ / ٣٨٤.

(٢) أخرجه أحمد في المسند ٢ / ٣٤٨ ، ٣ / ٤١٢ عن أبي هريرة.

(٣) تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٠٤ ، تاريخ بغداد ٩ / ٤٣٠ ، غاية النهاية ١ / ٤١٣ ، تهذيب الكمال ٢ / ٦٧٣ ، الطبقات ١٠٦ ، طبقات الحفاظ ١٩ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٠٨ ، الطبقات الكبرى ٦ / ١٧٢ ، ١٧٣ ،

٤٦

ذكره الباوردي ، وأخرج من طريق يزيد بن رومان ، عن عمار بن عقبة ، عن عبد الله ابن حبيب الأسلمي ، قال : خرجنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في عمرة حتى إذا كنا ببطن رابع استقبلنا ضبابة ، فأضللنا (١) الطريق ... فذكر الحديث ، وفيه : ذكر المعوذتين.

وأخرج البزاز هذا الحديث من هذا الوجه ، لكن قال : عبد الله الأسلمي لم يسم أباه ، وقال بعده : رواه غير يزيد بن رومان عن غير عبد الله.

قلت : هو معروف من رواية معاذ بن عبد الله بن حبيب الجهنيّ ، عن أبيه. واسم الجهنيّ خبيب ، بالمعجمة مصغّر. فالله أعلم.

٤٦٣٧ ـ عبد الله بن حبيب (٢) : آخر.

ذكره ابن مندة [وأبو نعيم] (٣) وأورد له من طريق صفوان بن سليم ، عن عبد الله بن كعب ، عن عبيد الله بن عمير ، عن عبد الله بن حبيب ـ أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «من ضنّ بالمال أن ينفقه ، وباللّيل أن يكابده فعليه بسبحان الله وبحمده» (٤).

٤٦٣٨ ـ عبد الله بن حبيب : قيل هو اسم أبي محجن الثقفي. يأتي في الكنى.

٤٦٣٩ ـ عبد الله بن أبي حبيبة (٥) : واسمه الأدرع (٦) بن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي (٧).

قال ابن أبي داود : شهد الحديبيّة. وذكره البخاري وابن حبان وغيرهما في الصحابة.

وقال البغويّ : كان يسكن (٨) قباء. وقال ابن السّكن : إسناد حديثه صالح.

__________________

١٧٤ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٤٨ ، الكاشف ٢ / ٧٩ ، تذكرة الهميان ٧٨ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ١٢١ ، بقي بن مخلد ٤١٣.

(١) في أ : فأضلتنا.

(٢) أسد الغابة ت (٢٨٨٧).

(٣) ليس في أ.

(٤) أورده الهيثمي في الزوائد ١٠ / ٩٣ عن عبد الله بن مسعود بزيادة في أوله ... قال الهيثمي رواه الطبراني موقوفا ورجاله رجال الصحيح ، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٢٠١٧.

(٥) أسد الغابة ت (٢٨٨٨) ، الاستيعاب ت (١٥٢٣) ، الثقات ٣ / ٢٣١ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٠٤ ، الجرح والتعديل ٥ / ٤٢ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٤ ، التاريخ الكبير ٣ / ١٧ ، الطبقات ٨٦ ، الطبقات الكبرى ١ / ٤٨٠ ـ ٣ / ٤٧١ ـ ٤٤٠١٨ ، بقي بن مخلد ٣٩٢.

(٦) في أ : الأزعر.

(٧) في أ : سكن قباء.

٤٧

وروى أحمد ، وابن أبي شيبة ، وابن أبي عاصم ، والبغوي ، والطبراني ، من طريق مجمّع بن يعقوب ، حدثني محمد بن إسماعيل ـ أنّ بعض أهله قال لجده من قبل أمه ، وهو عبد الله بن أبي حبيبة : ما أدركت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : جاءنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في مسجدنا وأنا غلام حدث حتى جلست عن يمينه ، فدعا بشراب فشرب ، ثم أعطانيه فشربت منه ... الحديث.

ورواه البخاريّ من هذا الوجه ، فقال : عن بعض كبراء أهله ، قال لعبد الله بن أبي حبيبة : ما ذا أدركت من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : جاءنا وأنا غلام حديث السن فصلّى في قبلته.

قال البغويّ : لا أعلم له مسندا غيره.

٤٦٤٠ ـ عبد الله بن أبي حدرد (١) : واسمه سلامة ، وقيل عبيد ، بن عمير بن أبي سلامة بن سعد بن سنان بن الحارث بن عبس بن هوازن بن أسلم بن أفصى الأسلمي ، أبو محمد.

له ولأبيه صحبة. وقال ابن مندة : لا خلاف في صحبته. وقال البخاري ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان : له صحبة.

وقال ابن سعد : أول مشاهده الحديبيّة ثم خيبر.

وقال ابن عساكر : روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وروى عن عمر. روى عنه يزيد بن عبد الله بن قسيط ، وأبو بكر محمد بن عمر بن حزم ، وابنه القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد شهد الجابية مع عمر. وقال ابن البرقيّ : جاءت عنه أربعة أحاديث.

وفي الصحيح ، عن الزّهري ، عن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن أبيه أنه تقاضى [من] (٢) ابن أبي حدرد دينا كان له عليه ، فارتفعت أصواتهما في المسجد ، فسمعهما النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ... الحديث.

وفي رواية البخاري من طريق الأعرج ، عن عبد الله بن كعب ـ سمّاه في هذا الحديث

__________________

(١) أسد الغابة ت (٢٨٩٠) ، الاستيعاب ت (١٥٢٤) ، المغازي للواقدي ٣ / ١٩٥ ، طبقات ابن سعد ٤ / ٣٠٩ ، طبقات خليفة ١١٠ ، تاريخ خليفة ٨٥ ، المحبر ١٢٢ ، التاريخ الكبير ٥ / ٧٥ ، الجرح والتعديل ٥ / ٣٨ ، مشاهير علماء الأمصار رقم ١٢١ ، الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٥٢ ، جمهرة أنساب العرب ٢٤١ ، تاريخ دمشق ١٠٥ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٢٦٥ ، تاريخ الطبري ٣ / ٣٤ ، البداية والنهاية ٨ / ٣٤٧ ، مرآة الجنان ١ / ١٤٥ ، مسند أحمد ٦ / ١١ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ٥٧٢ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٤٣٢.

(٢) ليس في أ.

٤٨

عبد الله ، ولكن وقع فيه عبد الله بن أبي حدرد [الأسلمي] (١).

[وسيأتي في ترجمة عامر بن الأضبط : عن عبد الله بن أبي حدرد] (٢) قال : بعثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سرية.

روى ابن إسحاق في المغازي ، عن يعقوب بن عيينة ، عن ابن شهاب ، عن أبي حدرد أن ابنه عبد الله قال : كنت في خيل خالد بن الوليد ... فذكر الحديث في قصة المرأة التي عشقها الرجل ، وضربت عنقه فماتت عليه.

وروى أحمد ، من طريق محمد بن أبي يحيى الأسلمي ، [وسيأتي في ترجمة عامر بن الأضبط أنه] (٣) كان ليهودي عليه (٤) أربعة دراهم ، فاستعدى عليه (٥) فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أعطه حقّه» (٦) ... الحديث.

وفيه : وكان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا قال ثلاثا لا يراجع (٧).

وروينا في فوائد ابن قتيبة ، ومسند الحسن بن سفيان ، من طريق إسماعيل بن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد ، قال : تزوج جدي عبد الله بن أبي حدرد امرأة على أربع أوراق ، فأخبر بذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «لو كنتم تنحتون من الجبل ما زدتم».

وأخرجه أحمد ، من طريق عبد الواحد بن أبي عون ، عن جدته ، عن ابن أبي حدرد بمعناه ، وأتمّ منه.

وروى الإسماعيلي في مسند يحيى بن سعيد الأنصاري ، من طريقه ، عن محمد ـ غير منسوب ـ أنه حدثه أن أبا حدرد الأسلمي استعان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في نكاح ، فسأله كم أصدقت؟ كذا قال ، قال : ومحمد قيل (٨) هو ابن إبراهيم التيمي ، وقيل ابن يحيى بن حبان ، وقيل ابن سيرين.

وحكى الطّبريّ عن الواقدي أنّ هذا الحديث غلط ، وإنما هو لابن أبي حدرد ، وهو الّذي استعان.

__________________

(١) ليس في أ.

(٢) بدل ما داخل القوسين في أ : عن ابن أبي حدرد الأسلمي أنه قال.

(٣) في أ : علي.

(٤) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ٤٢٣ ، والطبراني في الصغير ص ٢٣٤. قال الهيثمي في الزوائد ٤ / ١٣٣ ، رواه أحمد والطبراني في الصغير والأوسط ورجاله ثقات إلا أن محمد بن أبي يحيى لم أجد له رواية عن الصحابة فيكون مرسلا صحيحا.

(٥) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ٤٢٣ ، وابن عساكر في التاريخ ٧ / ٣٥٤.

(٦) في أ : ومحمد قيل هو.

الإصابة/ج٤/م٤

٤٩

وعكس ذلك أبو أحمد الحاكم. وروى البغوي من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه ، عن ابن أبي حدرد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : تمعددوا واخشوشنوا ، وانتضلوا ، وامشوا حفاة».

وقال ابن عساكر : أورده البغوي في ترجمة عبد الله بن أبي حدرد ظانّا أن (١) ابن حدرد [عبد الله] (٢) فوهم ، فإن القعقاع بن عبد الله ابنه.

وقد أورده البغويّ في حرف القاف في ترجمة القعقاع ، فوهم أيضا ، لأنه تابعي لا صحبة له.

وذكر ابن عساكر (٣) في «المغازي» بأسانيد جمعها : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي ، فمكث يوما أو يومين.

وفي هذا وغيره مما أوردته ما يدفع قول أبي أحمد الحاكم : إنه لا يصح ذكره في الصحابة ، قال : والمعتمد ما روي عنه عن أبيه ، أو عن غير أبيه ، فأما ما روي عنه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فغير محتمل.

وقد أخرج أحمد عن إبراهيم بن إسحاق ، عن حاتم بن إسماعيل ، عن عبد الله بن محمد بن أبي يحيى ، عن أبيه ، عن ابن أبي حدرد الأسلمي ـ أنه كان ليهودي عليه أربعة دراهم ، فاستعدى عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «ادفع إليه حقّه». فقال : لا أجد ، فأعادها ثلاثا [وكان إذا قال ثلاثا] (٤) لم يراجع ، فخرج إلى السوق فنزع عمامته فاتّزر بها (٥) ، ودفع إليه البرد الّذي كان متّزرا به ، فباعه بأربعة دراهم ، فدفعها إليه ، فمرت عجوز فسألته عن حاله ، فأخبره (٦) فدفعت له بردا كان عليها.

قال المدائنيّ ، والواقديّ ، ويحيى بن سعيد ، وابن سعد : مات سنة إحدى وسبعين ، وله إحدى وثمانون سنة.

٤٦٤١ ـ عبد الله بن حذافة (٧) بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي ،

__________________

(١) في أ : ابن أبي حدرد.

(٢) ليس في أ.

(٣) في أ : وذكر ابن إسحاق في المغازي.

(٤) ليس في أ.

(٥) في أ : فاتزرها.

(٦) في أ : فأخبرها.

(٧) أسد الغابة ت (٢٨٩١) ، الاستيعاب ت (١٥٢٦) ، الثقات ٣ / ٢٦ ، المحن ٣٨٦ ، تاريخ الإسلام ٣ / ١٩٦ ، حسن المحاضرة ١ / ٢١٢ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٠٥ ، تهذيب التهذيب ٥ / ١٨٥ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٤ ، الأعلام ٤ / ٧٨ ، التاريخ الكبير ٣ / ٨ ، الطبقات ٢٦ ، الطبقات الكبرى ١ / ٢٥٩ ،

٥٠

أبو حذافة أو أبو حذيفة. وأمه تميمة بنت حرثان ، من بني الحارث بن عبد مناة من السابقين الأولين.

يقال : شهد بدرا ، ولم يذكره موسى بن عقبة ولا ابن إسحاق ولا غيرهما من أصحاب المغازي.

وفي «الصحيح» من حديث الزهري ، عن أنس ـ أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج حين زاغت الشمس فصلّى الظهر ، فلما سلم قام على المنبر فقال : «من أحبّ أن يسأل (١) عن شيء فليسأل عنه ، فو الله لا تسألوني عن شيء إلّا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا». قال : فسأله عبد الله بن حذافة ، من أبي؟ فقال : «أبوك حذافة».

قال ابن البرقيّ : حفظ عنه ثلاثة أحاديث ليست بصحيحة الاتصال.

وفي الصحيح عن ابن عباس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمّره على سريّة ، فأمرهم أن يوقدوا نارا فيدخلوها ، فهمّوا أن يفعلوا ، ثم كفوا ، فبلغ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «إنّما الطّاعة في المعروف» (٢).

وفي «صحيح البخاري» ، عن ابن عباس ، قال : نزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) [النساء : ٥٩] في عبد الله بن حذافة ، بعثه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سرية.

وقال ابن يونس : شهد فتح مصر. وحكى خلف في الأطراف أن مسلما أخرج في الأضاحي عن إسحاق ، عن روح ، عن مالك ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن عبد الله بن حذافة ، قال : نهى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاث. قال عبد الله بن أبي بكر : فذكرت ذلك لعمرة ، فقالت : صدق.

قال ابن عساكر الّذي في كتاب مسلم عن عبد الله بن واقد : ليس لعبد الله بن حذافة فيه ذكر ، وهو خارج الصحيح عن عبد الله بن واقد ، عن ابن عمر.

__________________

٢ / ١٦٣ ، الكاشف ٢ / ٧٩ ، تقريب التهذيب ١ / ٤٠٩ ، خلاصة تذهيب الكمال ٢ / ٤٩ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ١٢٥ ، معجم الثقات ٢٩٦ ، الضعفاء الكبير ٤ / ١٥٣٦ ، البداية والنهاية ٧ / ٢٢٠ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٢٥٢.

(١) في أ : يسألني.

(٢) أخرجه البخاري في صحيحه ٩ / ٧٩ ، ومسلم ٣ / ١٤٦٩ كتاب الإمارة باب ٨ وجوب طاعة الأمراء في غير معصية. وتحريمها في المعصية حديث رقم ٣٩ / ١٨٤٠. وأحمد في المسند ١ / ٨٢ ، ١٢٤ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٨ / ١٥٦ ، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١٤٣٩٨ ، ١٤٨٠٠.

٥١

وقد أخرجه البرقاني من طريق سفيان ، عن سالم أبي (١) النضر ، وعبد الله بن أبي بكر ، عن سليمان بن يسار ـ أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمر ابن حذافة.

قلت : وذكر ابن عساكر الاختلاف فيه عن الزهري من كتاب حديث الزهري لمحمد بن يحيى الذّهليّ. وذكره من طريق قرّة عن الزهري ، عن مسعود بن الحكم ، عن عبد الله بن حذافة ، قال : أمرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن أنادي أهل منى (٢) ألا يصوم هذه الأيام أحد.

ومن طريق شعيب ، عن الزهري ، عن مسعود : أخبرني بعض أصحابه أنه رأى ابن حذافة.

وأخرجه من طريق الحارث بن أبي أسامة ، عن روح ، عن صالح ، عن ابن أبي الأخضر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة ـ أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث عبد الله بن حذافة.

وأخرجه أبو نعيم في «المعرفة» من طريق سليمان بن أرقم ، عن الزهري ، عن سعيد ، عن عبد الله بن حذافة ، والاحتمال فيه كثير جدا.

وقال البخاريّ في «التاريخ» (يقال له صحبة. ولا) (٣) يصح إسناد حديثه.

يقال : مات في خلافة عثمان ، حكاه البغويّ. وقال أبو نعيم : توفّي بمصر في خلافة عثمان ، وكذلك قال ابن يونس : إنه توفي بمصر ودفن بمقبرتها.

ومن مناقب عبد الله بن حذافة ما أخرجه البيهقي من طريق ضرار (٤) بن عمرو ، عن أبي رافع ، قال : وجّه عمر جيشا إلى الروم وفيهم عبد الله بن حذافة فأسروه ، فقال له ملك الروم : تنصّر أشركك في ملكي ، فأبى ، فأمر به فصلب ، وأمر برميه بالسهام ، فلم يجزع ، فأنزل وأمر بقدر فصبّ فيها الماء وأغلي عليه ، [وأمر بإلقاء أسير فيها ، فإذا عظامه تلوح] (٥) ، فأمر بإلقائه إن لم يتنصر ، فلما ذهبوا به بكى. قال : ردّوه. فقال : لم بكيت؟ قال : تمنيت أن لي مائة نفس تلقى هكذا في الله ، فعجب. فقال (٦) : قبّل رأسي وأنا أخلّي عنك. فقال : وعن جميع أسارى المسلمين؟ قال : نعم. فقبّل رأسه ، فخلّى بينهم (٧) ، فقدم بهم على عمر ، فقام عمر فقبّل رأسه.

__________________

(١) في أ : سالم بن النفير.

(٢) في أ : أهل منى أنه ألا يصوم.

(٣) في أ : يقال له صحبة ولم يصح.

(٤) في أ : صدار.

(٥) ليس من أ.

(٦) في أ : وقال.

(٧) في أ : عنهم ..

٥٢

وأخرج ابن عساكر لهذه القصة شاهدا من حديث ابن عباس موصولا ، وآخر من فوائد هشام بن عثمان (١) من مرسل الزهري.

٤٦٤٢ ز ـ عبد الله بن أم حرام : أبو أبيّ (٢). يأتي في الكنى. وهو عبد الله بن عمرو ابن قيس. وقيل ابن أبيّ. وقيل غير ذلك.

٤٦٤٣ ـ عبد الله بن حرملة المدلجي (٣) :

ذكره ابن السّكن ، فقال : يقال له صحبة ، وليس بمشهور في الصحابة ، ولم يصح إسناده ، وأشار إلى ما أخرجه ابن مندة وغيره من طريق إبراهيم بن أبي يحيى ، عن خالد بن عبد الله بن حرملة ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن عبد الحارث (٤) ، عن عبد الله بن حرملة المدلجي ـ أن رجلا قال : يا رسول الله ، إني أحبّ الجهاد والهجرة ... الحديث.

وزعم ابن عبد البر أنّ هذه القصّة لأبيه حرملة.

وروى مطيّن ، والحسن بن سفيان ، من طريق عبد الله بن محمد بن أبي يحيى ، عن أبيه ، عن خالد بن عبد الله بن حرملة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خيركم الذّابّ عن قومه ما لم يأثم» (٥). وإسناده حسن.

٤٦٤٤ ـ عبد الله بن حريث البكري (٦) :

قال البخاريّ : له صحبة. وقال أبو عمر : روت عنه بنته بهية حديث : أفضل الأعمال إسباغ الوضوء.

وأورده ابن مندة من طريق عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة عن ابنه الشماخ حدثتني بهية (٧) بنت عبد الله البكرية ، عن أبيها ... فذكره.

٤٦٤٥ ـ عبد الله بن حصن الدارميّ (٨) : أبو مدينة. معروف بكنيته.

__________________

(١) في أ : هشام بن عمار.

(٢) أسد الغابة ت (٢٨٩٣) ، الاستيعاب ت (١٥٢٧).

(٣) أسد الغابة ت (٢٨٩٤).

(٤) في أ : عبد الرحمن بن الحارث.

(٥) ذكره الحنفي الهندي في الكنز (٦٩٦١) بلفظ خيركم الموانع ... الحديث وعزاه لابن أبي عاصم ولحسن بن سفيان ومطين والبغوي وابن قانع والطبراني والبيهقي في الشعب وأبو نعيم.

(٦) أسد الغابة ت (٢٨٩٥) ، الاستيعاب ت (١٥٢٨).

(٧) في أ : كليلة ..

(٨) تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٠٥ ، الجرح والتعديل ٥ / ٣٩ ، التاريخ الكبير ٣ / ٧١ ، الطبقات ٢٠٩ ، تعجيل المنفعة ٢١٩ طبعة الهند ، أسد الغابة ت (٢٨٩٨).

٥٣

سمّاه الطّبرانيّ ، وأخرج من طريق حماد ، عن ثابت ، عن أبي مدينة الدّارميّ. وكانت له صحبة ، قال : كان الرجلان من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر : والعصر ... إلى آخرها ، ثم يسلّم أحدهما على الآخر.

قلت : وفي التابعين أبو مدينة عبد الله بن حصن الدّوسي (١) ، يروى عن أبي موسى الأشعري حديثه في مسند الشافعيّ ، ذكره البخاري ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان ، فإن (٢) كان الطبراني ضبط أن اسم الصحابي عبد الله بن حصن ولم يلتبس عليه بهذا الشافعيّ (٣) فقد اتفقا في الاسم ، واسم الأب والكنية ، وافترقا في النسبة ، وإلا فالاسم والكنية للتابعي. وأما الصحابي الدارميّ فلم يسمّ.

٤٦٤٦ ـ عبد الله بن حصن بن سهل :

ذكره الطّبرانيّ في الصّحابة.

٤٦٤٧ ـ عبد الله بن الحصيب الأسلمي : أخو بريدة.

ذكره الحاكم في أول تاريخه ، وقال : له صحبة ورواية.

٤٦٤٨ ـ عبد الله بن الحصين : بن الحارث بن المطلب القرشي المطلبيّ.

ذكره البلاذريّ في الأنساب ، وقال : كان شاعرا ، وأمّه أم عبد الله بنت عدي بن خويلد الأسدية بنت أخي خديجة أم المؤمنين رضي‌الله‌عنها.

٤٦٤٩ ز ـ عبد الله بن حفص : بن غانم القرشي ،

ذكره سيف والطّبريّ في «الفتوح» ، وقالا : كانت بيده راية المهاجرين يوم اليمامة ، فاستشهد يومئذ.

٤٦٥٠ ز ـ عبد الله بن حقّ بن أوس (٤) بن وقش بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ الأوسيّ. وقيل في نسبه غير ذلك كما تقدم في عبد الله بن أوس.

ذكره البغويّ في الصّحابة. وروى الأموي عن ابن إسحاق أنه ذكره هكذا فيمن شهد بدرا.

__________________

(١) في أ : السدوسي.

(٢) في أ : قال.

(٣) في أ : التابعي.

(٤) في أ : أويس.

٥٤

وذكره ابن هشام عن ابن إسحاق ، فقال : عبد الله (١) بن حق ، وساق نسبه بخلاف هذا ، ووافقه موسى بن عقبة على اسمه ، ووافق سلمة بن الفضل ، عن ابن إسحاق ، على نسبه ، لكن سماه عبد الله.

وقال يونس بن بكير : عبد الله بن أوس بن وقش (٢) اسم أبيه. وقيل : عن ابن إسحاق : عبد الله بن حق أو ابن أحق.

وحكى أبو نعيم عن ابن إسحاق أيضا عبد الله بن سعيد بن أوس ، والاعتماد فيه على ما قال موسى بن عقبة.

٤٦٥١ ـ عبد الله بن حكيم بن حزام القرشي الأسدي (٣).

قال أبو مسعود : أسلم بالفتح ، وصحب (٤) النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقتل مع عائشة يوم الجمل ، حكاه أبو موسى.

وقال هشام بن الكلبيّ : أسلم حكيم وبنوه : هشام ، وخالد ، وعبد الله ، ويحيى يوم الفتح.

وقال أبو عمر : كان معه لواء طلحة يوم الجمل.

وسيأتي في ترجمة أمه زينب بنت العوام أنها رثته لما قتل.

٤٦٥٢ ـ عبد الله بن حكيم الضبيّ (٥) : ذكر الدار الدّارقطنيّ من طريق سيف بن عمر في الفتوح ، عن الصعب بن عطية ، عن بلال بن أبي هلال ، عن أبيه ، عن الحارث (٦) بن حكيم الضبي أنه وفد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «ما اسمك؟» قال : عبد الحارث بن حكيم. قال : «أنت عبد الله». وولّاه صدقات قومه. وفي رواية عن (٧) الحارث بن حكيم والصحيح عبد الحارث (٨) ، كذا قال أبو موسى.

قلت : وسيأتي في عبد الله بن زيد الضبي ثمل ذلك ، ومضى في عبد الله بن الحارث بن زيد بن صفوان ، قال ابن الأثير : أظن الثلاثة واحدا ، فإن بني ضبة لم يكن فيمن أسلم منهم من الكثرة ما ينتهي إلى أن تشتبه أسماؤهم وأسماء آبائهم.

__________________

(١) في أ : عبد الله فقال عبد ربه بن حق.

(٢) في أ : وقش أسقط اسم أبيه.

(٣) أسد الغابة ت (٢٩٠١) ، الاستيعاب ت (١٥٣٠).

(٤) في أ : وصحبه النبي.

(٥) أسد الغابة ت (٢٩٠٢).

(٦) في أ : عن عبد الحارث ..

(٧) في أ : وفي رواية عبد الحارث.

(٨) في أ : والصحيح عبد الوارث.

٥٥

٤٦٥٣ ـ عبد الله بن أبي الحمساء (١) : بالمهملتين المفتوحتين والميم بينهما ساكنة ، العامري.

له حديث عند أبي داود والبزار ، من طريق عبد الكريم ، عن عبد الله بن شقيق عن أبيه (٢) عنه قال : بايعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقد قيل : إنه عبد الله بن أبي الجدعاء المتقدم ، والراجح أنه غيره.

٤٦٥٤ ـ عبد الله بن الحميّر الأشجعي : حليف الأنصار (٣).

ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا ، وضبط الأمويّ عن ابن إسحاق (٤) الحميّر بالتصغير والتثقيل والحاء المهملة ، وبه جزم ابن ماكولا.

وذكره يونس بن بكير في الخاء (٥) المعجمة والتصغير بغير تثقيل ، وهكذا ذكره ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة.

٤٦٥٥ ـ عبد الله بن حنطب بن الحارث (٦) بن عبيد بن عمرو بن مخزوم القرشي ، المخزومي والد المطلب.

قال ابن أبي حاتم : له صحبة. وذكره ابن حبان في الصحابة.

وقال أبو عمر : له صحبة. وروى عنه المطلب ابنه حديثا مرفوعا في فضائل قريش ، وله في فضائل أبي بكر وعمر حديث مضطرب لا يثبت.

قلت : أخرجه الترمذي عن قتيبة ، عن ابن أبي فديك ، عن عبد العزيز بن المطلب بن حنطب ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن حنطب ـ أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأى أبا بكر وعمر فقال : «هذان السّمع والبصر». قال الترمذي : هذا مرسل. وعبد الله بن حنطب لم يدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٢٩٠٥) ، الاستيعاب ت (١٥٣٢) ، الثقات ٣ / ٢٣٩ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٠٦ ، الكاشف ٢ / ٨١ ، تهذيب التهذيب ٥ / ١٩٢ ، الجرح والتعديل ٥ / ٤٢ ، التاريخ الكبير ٣ / ٢٦ ، تهذيب الكمال ٢ / ٦٧٦ ، الطبقات ٦٠ ، ١٢٥ ، ١٨٥ ، تقريب التهذيب ١ / ٤١٠ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٤٩ ..

(٢) في أ : عن أبيه قال.

(٣) أسد الغابة ت (٢٩٠٦) ، الاستيعاب ت (١٥٣٣).

(٤) في أ : ذكره أبو إسحاق.

(٥) في أ : بالخاء.

(٦) أسد الغابة ت (٢٩٠٧) ، الاستيعاب ت (١٥٣٤) ، الثقات ٣ / ٢١٩ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٠٦ ، الكاشف ٢ / ٨١ تهذيب التهذيب ٥ / ١٩٢ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٧ ، تهذيب الكمال ٢ / ٦٧٦ ، تقريب التهذيب ١ / ٤١١ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٥١ ..

٥٦

قلت : قد أخرجه ابن مندة من طريق موسى بن أيوب ، عن ابن فديك (١) ، فقال فيه : كنت جالسا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فهذا اقتضى ثبوت صحبته.

ورواه ابن مندة أيضا من طريق دحيم ، عن ابن أبي فديك : حدثني غير واحد عن عبد العزيز ، وكذا هو عند البغوي ، وسمى منهم عمرو بن أبي عمرو ، وعلي بن عبد الرحمن بن عثمان. فهذا يدل على أن ابن أبي فديك لم يسمعه من عبد العزيز.

وقد رواه أحمد بن صالح المصريّ ، وآخرون عن ابن أبي فديك هكذا ، وسمّوا المبهمين (٢) : علي بن عبد الرحمن ، وعمرو بن أبي عمرو.

وأخرجه الحاكم من طريق آدم عن ابن أبي فديك ، فسمّى الواسطي الحسن بن عبد الله بن عطية.

ورواه جعفر بن مسافر ، عن ابن أبي فديك ، فقال : عن المغيرة بن عبد الرحمن ، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم .... فذكره ، فهذا اختلاف آخر يقتضي أن يكون الحديث من رواية حنطب والد عبد الله. وقد قيل في المطلب بن عبد الله بن حنطب : إنه المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب ، فإن ثبت فالصحبة للمطلب بن حنطب. والله أعلم.

٤٦٥٦ ـ عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الأنصاري (٣).

تقدّم نسبه عند ذكر أبيه ، يكنى أبا عبد الرحمن ، ويقال كنيته أبو بكر ، وهو المعروف بغسيل الملائكة ، أعني حنظلة.

__________________

(١) في أ : عن ابن أبي فديك.

(٢) في أ : وسموا منه المتهمين ..

(٣) أسد الغابة ت (٢٩٠٨) ، الاستيعاب ت (١٥٣٥) ، الثقات ٣ / ٢٢٦ ، التاريخ الكبير ١ / ١٢٥ ، عنوان النجابة ١١٨ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٠٦ ، تهذيب التهذيب ٥ / ١٩٣ ، العبر ١ / ٦٨ ، الاستبصار ٢٨٩ ، ٢٩٠ ، ٢٩١ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧١ ، التاريخ الكبير ٣ / ٦٧ ، ٦٨ ، تهذيب الكمال ٢ / ٦٧٦ ، الطبقات الكبرى ٥ / ٨١ ، ٥٥٤ ، الكاشف ٢ / ٨٢ ، النجوم الزاهرة ١١٨ ، تقريب التهذيب ١ / ٤١١ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٥١ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ١٥٥ ، بقي بن مخلد ٢٥٩ ، مسند أحمد ٥ / ٢٢٢ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٢٦١ ، الأخبار الطوال ٢٦٥ ، عيون الأخبار ١ / ١ ، العقد الفريد ٤ / ٣٨٨ ، سيرة ابن هشام ٣ / ١٥٨ ، تاريخ الطبري ٢ / ٥٣٧ ، الجرح والتعديل ٥ / ٢٩ ، مروج الذهب ١٩٢٥ ، أنساب الأشراف ١ / ٣٢٠ ، تهذيب تاريخ دمشق ٧ / ٣٧٠ ، تاريخ دمشق ١٩٩ ، جمهرة نسب قريش ٤٣٣٣ ، الكامل من التاريخ ٤ / ١٠٢ ، تحفة الأشراف ٤ / ٣١٤ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٣٢١ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ١٥٥ ، البداية والنهاية ٨ / ٢٢٤ ، جامع التحصيل ٢٥٥ ، شذرات الذهب ١ / ٧١ ، تاريخ الإسلام ٢ / ١٤٤.

٥٧

قتل حنظلة يوم أحد شهيدا ، وولد عبد الله بن حنظلة (١) ، وأمه جميلة بنت عبد الله ، ابن أبيّ.

وقد حفظ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وروى عنه ، وعن عمر ، وعبد الله بن سلام ، وكعب الأحبار. وروى عنه قيس بن سعد ، وهو أكبر منه ، وعبد الله بن يزيد الخطميّ ، وعبد الله بن أبي مليكة ، وعبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ، وأسماء بنت زيد بن الخطاب ، وضمضم بن جوس (٢)

قال ابن سعد : قتل عبد الله يوم الحرّة ، وكان أمير الأنصار يومئذ ، وذلك سنة ثلاث وستين في ذي الحجة ، وكان مولد عبد الله سنة أربع ، قال ابن سعد : بعد أحد بسبعة أشهر في ربيع الأول أو الآخر.

وأخرج ابن أبي الدّنيا من طريق قدامة بن محمد الحرمي ، حدثني محمد بن خوط ـ وكان من خيار أهل المدينة ، عن صفوان بن سليم ، قال : يحدث أهل المدينة أن عبد الله بن حنظلة لقيه الشيطان وهو خارج من المسجد ، فقال : تعرفني يا ابن حنظلة؟ قال : نعم ، أنت الشّيطان. قال : كيف علمت ذلك؟ قال : خرجت وأنا أذكر الله ، فلما رأيتك تلهث شغلني النظر إليك عن ذكر الله.

وقال خليفة بن خيّاط : حدثنا وهب بن جرير ، حدثنا جويرية بن أسماء ، [سمعت أشياخنا من أهل المدينة أن ممّن وفد] (٣) إلى يزيد بن معاوية عبد الله بن حنظلة معه ثمانية بنين له ، فأعطاه مائة ألف ، وأعطى بنيه كلّ واحد عشرة آلاف ، فلما قدم المدينة أتاه الناس فقالوا : ما وراءك؟ قال : أتيتكم من عند رجل والله لو لم أجد إلا نبيّ هؤلاء لجاهدته بهم. قال : فخرج أهل المدينة بجموع كثيرة.

وأخرج أحمد بسند صحيح ، عن يحيى بن عمارة : قيل لعبد الله بن زيد يوم الحرّة : هذاك عبد الله بن حنظلة يبايع الناس. قال : علام يبايعهم؟ قالوا : على الموت ، قال : لا أبايع عليه أحدا.

وقال إبراهيم بن المنذر : توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ابن سبع سنين.

وذكره البخاريّ فيمن يعدّ في الصّحابة ، مع أنه ذكر في ترجمته (٤) حديث ابن إسحاق ،

__________________

(١) في أقتله.

(٢) في أ : جوشن.

(٣) في أ : سمعت صائحا من أهل المدينة ممن وفد.

(٤) في أ : ترجمة.

٥٨

عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر ، قال : حدثت أسماء بنت زيد بن الخطاب عبد الله بن عمر بن عبد الله بن حنظلة ، قال : أمرنا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالوضوء لكل صلاة .... الحديث.

وأخرجه من وجه آخر عن ابن إسحاق ، لكن بلفظ : أن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمر. وقال فيه : عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر.

٤٦٥٧ ـ عبد الله بن حنين : بن أسد بن هاشم بن عبد المطلب ابن خال عليّ وجعفر وعقيل أولاد أبي طالب.

نقل (١) ابن الكلبيّ ما يدل على أنه من أهل هذا القسم ، فإنه ذكر أن مسلم بن عبد الله بن مالك الفزاري تزوّج بنت عبد الله بن حنين ، فانتقلها إلى بلاد قومه ، فتغربت عن أهلها في الإسلام.

٤٦٥٨ ـ عبد الله بن حوالة الأزدي (٢) : بالمهلمة وتخفيف الواو ، يكنى أبا حوالة. وقيل أبا محمد (٣).

قال البخاريّ : له صحبة ، ونسبه الواقدي إلى بني عامر بن لؤيّ. ونسبه الهيثم إلى الأزد ، وهو الأشهر.

قال ابن الأثير : ويمكن أن يكون حليفا لبني عامر ، وأصله من الأزد.

قلت : أنكر كونه من الأزد ابن حبان ، وقال : إنما هو الأردنيّ ، بالراء وبعد الدال نون ثقيلة ، لكونه نزلها.

وقال عبد الله بن يونس وابن عبد البرّ : إنه مات سنة ثمانين بالشام.

روى عنه أبو إدريس الخولانيّ ، وعبد الله بن شقيق ، وأبو قتيلة مرثد بن وداعة ، وجبير بن نفير ، وربيعة بن لقيط ، والحارث بن الحارث الحمصي ، وبشر بن عبيد الله ، ويحيى بن جابر ، وآخرون.

__________________

(١) في أ : ذكر ابن الكلبي.

(٢) أسد الغابة ت (٢٩٠٩) ، الاستيعاب ت (١٥٣٦) الثقات ٣ / ٢٤٣ ، حلية الأولياء ٢ / ٣ ، حسن المحاضرة ١ / ٢١٢ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٠٦ ، تهذيب التهذيب ٥ / ١٩٤ ، العبر ١ / ٦٢ ، تاريخ فهوم أهل الأثر ٣٦٨ ، التاريخ الكبير ٣ / ٣٣ ، تهذيب الكمال ٢ / ٦٧٦ ، الطبقات ١١٥ ، ٣٠٥ ، الطبقات الكبرى ٧ / ٤١٤ ، الكاشف ٢ / ٨٢ ، تقريب التهذيب ١ / ٤١١ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٥١ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ١٥٦ ، الأنساب ١ / ١٨١ ، ٣١١ ، بقي بن مخلد ١٣٥.

(٣) في أ : وقيل أبو محمد.

٥٩

روى أبو داود من طريق ضمرة أن ابن زغب الأيادي حدّثهم عن عبد الله بن حولة ، قال : بعثنا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم لنغنم على أقدامنا ، فرجعنا ولم نغنم شيئا ... الحديث.

ومن طريق أبي قتيلة عن عبد الله بن حوالة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سيصير الأمر أن تكونوا أجنادا مجنّدة : جند بالشّام ، وجند باليمن ...» الحديث.

ورويناه في نسخة أبي مسهر ، من طريق أبي إدريس الخولانيّ ، عن عبد الله بن حوالة بتمامه ، وفيه : فقال عبد الله بن حوالة : يا رسول الله ، اختر لي. قال : «عليك بالشّام» ... الحديث.

وأخرجه أحمد ، من طريق ضمرة بن حبيب ، أن ابن زغب الأيادي حدثه ، قال : نزل عليّ عبد الله بن حوالة الأزدي ، فقال لي : بعثنا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم حول المدينة على أقدامنا لنغنم ، فرجعنا ولم نغنم شيئا ، وعرف الجهد في وجوهنا ، فقام فينا ، فقال : «اللهمّ لا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها (١) ، ولا تكلهم إلى النّاس فيتأمّروا (٢) عليهم» ، ثم قال : «ليفتحنّ عليكم الشّام والرّوم وفارس حتّى يكون لأحدكم من الإبل كذا وكذا ، ومن النّعم كذا وكذا ، حتّى يعطى أحدكم مائة دينار فيسخطها ، ثمّ وضع يده على رأسي فقال : يا ابن حوالة ، إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدّسة فقد دنت الزّلازل والأمور العظام ...» الحديث.

وأخرجه الطّبرانيّ من طريق صالح بن رستم مولى بني هاشم ، عن عبد الله بن حوالة الأزدي أنه قال : يا رسول الله ، خر لي بلدا أكون فيه ، فلو أعلم أنك تبقى لم اختر على قربك شيئا. قال : «عليك بالشّام». فلما رأى كراهتي للشام قال : «أتدرون ما يقول الله للشّام؟ يا شام ، أنت صفوتي من بلادي ، أدخل فيك خيرتي من عبادي ...» الحديث.

ومات عبد الله بن حوالة سنة ثمان وخمسين ، قاله محمود بن إبراهيم والواقدي وغيرهما. وقيل : مات سنة ثمانين ، وبه جزم ابن يونس وابن عبد البر.

٤٦٥٩ ـ عبد الله بن حوليّ (٣) : بالحاء المهملة والواو ساكنة وبعد اللام تحتانية ثقيلة.

له حديث في المسند لأحمد. قال ابن ماكولا : يقال هو ابن حوالة.

قلت : جزم بذلك عبد الغني بن سعيد وضبطه بالحاء المهملة.

ووقع في التّجريد يقال هو ابن حوالي صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كذا ذكره ابن ماكولا ، والّذي في الإكمال ابن حوالة.

__________________

(١) في أ : اللهمّ لا تكلهم إلى ما ضعف عنهم ولا تكلهم ....

(٢) في أ : فيستأثروا.

(٣) أسد الغابة ت (٢٩١٠).

٦٠