الإصابة في تمييز الصحابة - ج ٤

أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

الإصابة في تمييز الصحابة - ج ٤

المؤلف:

أحمد بن علي بن حجر العسقلاني


المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٨٠

عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد ، عن أبي هريرة ـ أنه كان يقول : حدثوني عن رجل دخل الجنة ولم يصلّ صلاة قط ، فإذا لم يعرفه الناس يسألونه (١) من هو؟ فيقول : هو أصيرم بني عبد الأشهل : عمرو بن ثابت بن أقيش ، قال الحصين : فقلت لمحمود ـ يعني ابن لبيد : كيف كان شأن الأصيرم؟ قال : كان يأبى الإسلام على قومه ، فلما كان يوم أحد وخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بدا له الإسلام فأسلم ، ثم أخذ سيفه حتى أتى القوم ، فدخل في عرض الناس ، فقاتل حتى أثبتته الجراحة ، فبينما رجال من عبد الأشهل (٢) يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به ، فقالوا : إنّ هذا الأصيرم ، فما جاء به؟ لقد تركناه وإنه لمنكر لهذا الأمر ، فسألوه ما جاء به؟ فقالوا له : ما جاء بك يا عمرو؟ أحدبا على قومك أم رغبة في الإسلام؟ فقال : بل رغبة في الإسلام ، فآمنت بالله ورسوله ، فأسلمت ، وأخذت سيفي ، وقاتلت مع رسول الله حتى أصابني ما أصابني ، ثم لم يلبث أن مات في أيديهم. فذكره لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «إنّه لمن أهل الجنّة».

هذا إسناد حسن رواه جماعة من طريق ابن إسحاق.

وقد وقع من وجه آخر عن أبي هريرة سبب مناضلته عن الإسلام ، فروى أبو داود من وجه آخر والحاكم وغيرهما ، من طريق حماد بن سلمة ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ـ أن عمرو بن أقيش كان له ربا في الجاهلية ، فكره أن يسلم حتى يأخذه ، فجاء في يوم أحد فقال : أي بنو عمي؟ قالوا : بأحد. قال : بأحد؟ (٣) فلبس لأمته ، وركب فرسه ، ثم توجّه قبلهم ، فلما رآه المسلمون قالوا : إليك عنّا يا عمرو ، قال : إني قد آمنت ، فقاتل قتالا حتى جرح ، فحمل إلى أهله جريحا ، فجاءه سعد بن معاذ فقال لأخيه سلمة ، حمية لقومه أو غضبا لله ورسوله؟ قال : بل غضبا لله ورسوله. فمات فدخل الجنة ، وما صلّى لله صلاة.

هذا إسناد حسن ، ويجمع بينه وبين الّذي قبله بأنّ الذين قالوا أوّلا إليك عنّا قوم من المسلمين من غير قومه بني عبد الأشهل ، وبأنهم لما وجدوه في المعركة حملوه إلى بعض أهله. وقد تعيّن في الرواية الثانية من سأله عن سبب قتاله.

ووقع لابن مندة في ترجمته وهمان : أحدهما أنه قال عمرو بن ثابت بن وقش (٤) بن أصيرم بن عبد الأشهل فصحّف فيه ، وإنما هو أصيرم بن عبد الأشهل. والوهم الثاني أنه فرّق

__________________

(١) في أ : فاسألوه.

(٢) في أ : رجال بني عبد الأشهل.

(٣) في أ : قال ابن فلان ، قالوا بأحد؟.

(٤) في أ : وقيش.

٥٠١

بينه وبين عمرو بن أقيش ، وهما واحد ، لما بيّناه. والله أعلم.

وفي البخاريّ من طريق إسرائيل ، عن ابن إسحاق (١) ، عن البراء : أتى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجل مقنّع بالحديد ، فقال : يا رسول الله ، أقاتل أو أسلم؟ قال : «أسلم ، ثمّ قاتل» ، فأسلم ، ثم قاتل فقتل ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عمل قليلا وأجر كثيرا» (٢).

وأخرجه مسلم من طريق زكريا بن أبي زائدة ، عن ابن إسحاق بلفظ : جاء رجل من بني النّبيت ـ قبيل من الأنصار ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، ثم قاتل حتى قتل ... فذكره.

وأخرجه النّسائيّ ، من طريق زهير ، عن أبي إسحاق نحو رواية إسرائيل ـ رفعه. ولفظه : «لو أنّي حملت على القوم فقاتلت حتّى أقتل أكان خيرا لي ولم أصل صلاة؟». قال : «نعم».

٥٨٠٢ ـ عمرو بن ثعلبة بن وهب بن عديّ بن عامر (٣) بن غنم بن عديّ بن النجار بن حكيم الأنصاري.

ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا. وقيل كنيته أبو حكيمة (٤).

٥٨٠٣ ز ـ عمرو بن ثعلبة (٥) الجهنيّ ، ثم الزهري.

قال ابن السّكن : له صحبة. وروى البغوي ، وابن السكن ، وابن مندة ، من طريق الوضّاح بن سلمة الجهنيّ ، عن أبيه ، عنه ، قال : لقيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالسّيالة (٦) ، فأسلمت فمسح على وجهي ، فمات عمرو بن ثعلبة عن مائة سنة ، وما شابت منه شعرة.

وقال ابن مندة : لا يعرف إلا من هذا الوجه.

__________________

(١) في أ : عن أبي إسحاق.

(٢) أخرجه البخاري في الصحيح ٤ / ٢٤ ، وأحمد في المسند ٤ / ٣٥٧ والطبراني في الكبير ٢ / ٣٦٣ ، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١٠٥٩٢ ، ١٠٦٤١.

(٣) أسد الغابة ت (٣٨٨٥) ، الاستيعاب ت (١٩٢٤).

(٤) في أ : حليمة.

(٥) أسد الغابة ت (٣٨٨٣) ، الاستيعاب ت (١٩٢٣) ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٤٠٣ ، ٢٠٤ ، الثقات ج ٣ / ٢٧٢ ، الأعلام ٥ / ٧٥ ، الطبقات الكبرى ٨ / ٤٢٤.

(٦) في أ : بالسباية.

السّيالة : بفتح أوله وتخفيف ثانيه وبعد اللام هاء أرض يطؤها طريق الحاج قيل : هي أول مرحلة لأهل المدينة إذا أرادوا مكة ، انظر : مراصد الاطلاع ٢ / ٧٦٣.

٥٠٢

قلت : وفي إسناده من لا يعرف. وقد خلطه ابن مندة بالذي قبله فوهم.

٥٨٠٤ ـ عمرو بن ثعلبة السهميّ : ذكره في ترجمة الحارث بن عمرو بن ثعلبة.

٥٨٠٥ ز ـ عمرو بن جابر الطائي : هو والد رافع بن عمرو.

وقال تمّام (١) الرّازيّ في فوائده : إن عمرو بن عتبة بن عمارة بن يحيى بن عبد الحميد ابن يحيى بن عبد الحميد بن محمد بن عمرو بن عبد الله بن رافع بن عمرو الطائي مات سنة خمس وثلاثمائة ، وزعم أنّ له مائة وعشرين سنة.

حدثني عمّ أبي السلم بن يحيى ، عن أبيه ، حدثني أبي عبد الحميد ، عن أبيه ، عن محمد بن عمرو ، عن جده. وحدثني أبي رافع بن عمرو ، عن أبيه عمرو الطائي ، أنه قدم على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأجلسه معه على البساط ، فأسلم وحسن إسلامه ورجع إلى قومه فأسلموا.

هذا إسناد غريب لا يعرف أحد من رجاله.

٥٨٠٦ ـ عمرو بن جابر الجنّي (٢) : أحد من وفد على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الجنّ.

روى عبد الله بن أحمد في «زوائد المسند» ، والباورديّ ، والحاكم ، والطّبرانيّ ، وابن مردويه في التفسير ، من طريق مسلم بن قتيبة ، حدثنا عمرو بن نبهان ، حدثنا سلام أبو عيسى ، حدثنا صفوان بن المعطّل ، قال : خرجنا حجّاجا ، فلما كنا بالعرج إذا نحن بحية تضطرب ، فلم تلبث أن ماتت ، فأخرج رجل منا خرقة من عيبة له فكفنها وحفر لها ودفنها ، فإنّا بالمسجد الحرام إذ وقف علينا شخص ، فقال : أيكم صاحب عمرو بن جابر؟ قلنا : ما نعرفه. قال : إنه الجان الّذي دفنتم ، فجزاكم الله خيرا ، أما إنه كان آخر التسعة الذين أتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يستمعون القرآن ـ موتا.

وروى الحكيم التّرمذيّ في نوادره ، من طريق سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن ثابت بن قطبة الثقفي ، قال : جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود ، فقال : إنا كنا في سفر فمررنا بحية مقتولة في دمها ، فواريناها ، فلما نزلنا أتانا نسوة أو أناس ، فقال : أيكم صاحب عمرو؟ قلنا : من عمرو؟ قال : الحية التي دفنتم ، أما إنه من النفر الذين استمعوا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم القرآن. قلنا : ما شأنه؟ قال : كان حيان من الجن مسلمين ومشركين فاقتتلوا فقتل.

قلت : وروى الباورديّ قصة أخرى لآخر اسمه عمرو أيضا ، وهي مغايرة لهذه ، فأخرج من طريق جبير بن الحكم حدثني عمي الربيع بن زياد ، حدثني أبو الأشهب العطاردي ، قال :

__________________

(١) في أ : تميم.

(٢) أسد الغابة ت (٣٨٨٧).

٥٠٣

كنت قاعدا عند أبي رجاء العطاردي إذ أتاه قوم ، فقالوا : إنا كنا عند الحسن البصري ، فسألناه هل بقي من النفر الجن الذين كانوا استمعوا القرآن أحد؟ فقال : اذهبوا إلى أبي رجاء العطاردي ، فإنه أقدم مني ، فعسى أن يكون عنده علم. وأتيناك ، فقال : إني خرجت حاجّا أنا ونفر من أصحابي ، وكنت أنزل ناحية ، فبينا أنا قائل إذا بجان أبيض ، شديد البياض ، يضطرب ، فقدمت إليه ماء في قدح ، فشرب وهو يضطرب حتى مات ، فقمت إلى رداء لي جديد أبيض فشققت منه خرقة ثم غسلته ثم كفنته فيها ، ثم دفنته فأعمقته ، ثم ارتحلنا فسرنا إلى أن كان من الغد عند القائلة نزلنا ، فبينا أنا في ناحية من أصحابي إذا أصوات كثيرة [ففزعت منها فنوديت] (١) لا تفزع ، لا تفزع ، فإنما نحن من الجن ، أتيناك لنشرك فيما فعلت (٢) بصاحبنا بالأمس ، وهو آخر من بقي من النفر الذين كانوا يستمعون (٣) القرآن من الجنّ ، واسمه عمرو.

قلت : في الخبر الأول أن صاحب القصة صفوان ، وفي هذه أنه أبو رجاء ، ولم يسمّ في خبر ثابت بن قطبة ، فيحتمل أن يفسر بأحدهما. وفيه إشكال ، لأن ظاهرهما التغاير. وقد أثبت لكل منهما الآخرية ، فيمكن أن يكون الأول مقيدا [بالسبعة ، والثاني بمن] (٤) استمع بناء على أنّ الاستماع كان من طائفتين مثلا.

وقد تقدم في حرف السين المهملة في سرّق أنّ عمر بن عبد العزيز دفنه ، وأنه آخر من بايع ، فتكون آخرية هذا مقيدة بالمبايعة ، وإنما قيد به مع تأخر عمر بن عبد العزيز (٥) عمن تقدم ، لأنه سيأتي في عمرو بن طارق أنه وفد وأسلم ، وصلّى خلف النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأن عثمان بن صالح لقيه فحدثه بذلك ، وعثمان المذكور مات سنة تسع عشرة ومائتين ، فإن كان الجنّي الّذي حدّثه بذلك صدق ، فيحتمل الحديث رأس مائة سنة ، والّذي في الصحيح الدال على أنّه رأس مائة من العام الّذي مات فيه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يبقى على وجه الأرض ممّن كان عليها حين المقالة المذكورة على الإنس بخلاف الجن. والله أعلم.

٥٨٠٧ ـ عمر بن جبلة : (٦) بن وائل بن قيس بن بكر الكلبي القضاعي (٧).

ذكره ابن الكلبيّ. وأبو عبيد فيمن وفد على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم. واستدركه ابن الدباغ وغيره.

وهو جدّ سعيد بن الأبرش (٨) بن الوليد بن عمرو حاجب هشام بن عبد الملك.

__________________

(١) في أ : فزعت منها فنوديت منها.

(٢) في أ : لما فعلت.

(٣) في أ : استمعوا.

(٤) في أ : بالتسعة والثاني لمن.

(٥) في أ : عمرو.

(٦) في أ : تأخر عصر عمر بن عبد العزيز.

(٧) أسد الغابة ت (٣٨٨٨).

(٨) في أ : سعيد الأبرش.

٥٠٤

وقد مضت قصته في ترجمة عصام ، وأخرجها أبو سعد النيسابورىّ في شرف المصطفى.

٥٨٠٨ ـ عمرو بن جدعان (١) :

روى ابن مندة ، من طريق أبي معشر ، وأبي أمية بن يعلى جميعا ، عن المقبري ، عن أبي هريرة ـ أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يا عمرو بن جدعان ، إذا اشتريت ثوبا فاستجده» ... الحديث.

وسيأتي في ذكر المهاجر بن قنفذ أنّ اسمه عمرو بن خلف بن عمير بن جدعان ، فلعله هو.

٥٨٠٩ ـ عمرو بن جراد (٢) :

له حديث غريب رواه علي بن سعيد العسكري ، من طريق الربيع بن بدر ، عن أبيه ، عن عمرو بن جراد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «دعوا سعدا فإنّها ستسعد» (٣).

٥٨١٠ ـ عمرو بن جعدة : الأنصاري ، ذكره المرزبانيّ في «معجمه» وقال إنه مخضرم وأنشد له :

يا عمرو يا عمرو يا أمير الجعدب

أصيب كعبا في العجاج الأكدر

٥٨١١ ـ عمرو بن جندب (٤) :

ذكره البغويّ ، وقال : روى حديثه بقية ، عن صفوان بن عمرو ، عن يزيد بن أيهم ، عن عمرو بن جندب ـ أنه قال لسعيد بن عمرو : أما سمعت أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «خاب عبد وخسر لم يجعل الله في قلبه رحمة للنّاس».

وروى الحسن بن سفيان ، عن صفوان بن صالح : حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا صفوان ، عن أبي رواحة ، عن عمرو بن جندب ـ أنه قال لسعيد بن عمرو : أما علمت ... فذكر مثله.

وغلط ابن الأثير فذكر هذا الحديث في ترجمة عمرو بن حبيب بن عبد شمس ، وقال

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٨٨٩).

(٢) أسد الغابة ت (٣٨٩٠) ، تقريب التهذيب ٢ / ٦٦ ، تهذيب التهذيب ٨ / ١٢ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٤٠٣ ، الكاشف ٣٢٥ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٢٨١ ، تهذيب الكمال ٢ / ١٠٢٨.

(٣) في أ : تسعد.

(٤) أسد الغابة ت (٣٨٩٢).

٥٠٥

في صدر الترجمة : عمرو بن جندب ، وقيل ابن أبي جندب ، وقيل ابن حبيب ، فوهم.

وعمرو بن أبي جندب تابعي آخر يروي عن ابن مسعود. روى عنه علي بن الأرقم ، وحديثه في شعب الإيمان للبيهقي في نزول قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ ...) [التوبة / ٧٣] الآية.

٥٨١٢ ـ عمرو بن جندب : العنبري. يأتي في عمرو بن حبيب.

٥٨١٣ ـ عمرو بن جلاس بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري.

ذكره الأمويّ في أهل بدر. وحكى ابن فتحون عن البغوي أنه ذكره فيمن لا يحفظ له حديث من الصحابة ، ولم ينسبه.

٥٨١٤ ـ عمرو بن الجموح (١) : بفتح الجيم وتخفيف الميم ، ابن زيد بن حرام بن كعب ابن غنم بن سلمة الأنصاري السلمي.

من سادات الأنصار ، واستشهد بأحد.

قال ابن إسحاق في «المغازي» : كان عمرو بن الجموح سيدا من سادات بني سلمة ، وشريفا من أشرافهم ، وكان قد اتخذ في داره صنما من خشب يعظّمه ، فلما أسلم فتيان بني سلمة منهم ابنه معاذ ، ومعاذ بن جبل ، كانوا يدخلون على صنم عمرو فيطرحونه في بعض حفر بني سلمة ، فيغدو عمرو فيجده منكبّا لوجهه في العذرة (٢). فيأخذه ويغسله ويطيّبه ، ويقول : لو أعلم من صنع هذا بك لأخزينّه ، ففعلوا ذلك مرارا ، ثم جاء بسيفه فعلّقه عليه ، وقال : إن كان فيك خير فامتنع ، فلما أمسى أخذوا كلبا ميتا فربطوه في عنقه ، وأخذوا السيف ، فأصبح فوجده كذلك ، فأبصر رشده وأسلم ، وقال في ذلك أبياتا منها :

تالله لو كنت إلها لم تكن

أنت وكلب وسط بئر في قرن (٣)

[الرجز]

وقال ابن الكلبيّ : كان عمرو بن الجموح آخر الأنصار إسلاما.

وروى البخاريّ في «الأدب المفرد» والسراج ، وأبو الشيخ ، في الأمثال ، وأبو نعيم في

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٨٩١) ، الاستيعاب ت (١٩٢٥) ، ٢٠٨ المسند لأحمد ٣ / ٤٣٠ ، تاريخ خليفة ٧٣ ، الاستبصار ١٥٣ ـ ١٥٤ تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٢٥ ـ ٢٦ ، مجمع الزوائد ٩ / ٣١٤ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٢٥٢.

(٢) العذرة : الغائط الّذي هو السّلخ اللسان ٤ / ٢٨٦٠.

(٣) ينظر البيت في أسد الغابة ت (٥٨١٤) ، وسيرة ابن هشام ١ / ٤٥٢.

٥٠٦

المعرفة ، من طريق حجاج الصواف ، عن أبي الزبير ، حدثنا جابر ، قال : قال لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من سيّدكم يا بني سلمة؟» قالوا : الجدّ بن قيس ، على أنّا نبخّله. فقال : بيده هكذا ، ومدّ يده : «وأيّ داء أدوأ (١) من البخل ، بل سيّدكم عمرو بن الجموح».

قال : وكان عمرو يولم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا تزوّج.

ورواه أبو نعيم في المعرفة ، وفي الحلية ، وأبو الشيخ أيضا والبيهقي في الشعب ، من طريق ابن عيينة ، عن ابن المنكدر ، عن جابر نحوه.

وروى الوليد بن أبان في كتاب «السّخاء» ، من طريق الأشعث بن سعيد ، عن عمرو بن دينار ، عن جابر نحوه.

ورواه أبو نعيم أيضا من طريق حاتم بن إسماعيل ، عن عبد الرحمن بن عطاء ، عن عبد الملك بن جابر بن عتيك عن جابر بن عبد الله نحوه ، وقال فيه : «بل سيّدكم الأبيض الجعد عمرو بن الجموح»

ورواه أبو الشّيخ ، والحسن بن سفيان في مسندة ، من طريق رشيد (٢) ، عن ثابت ، عن أنس مختصرا.

ورواه الحاكم في «المستدرك» وأبو الشّيخ بإسناد غريب عن أبي سلمة عن أبي هريرة نحوه.

ورواه الوليد بن أبان ، من طريق الثّوريّ ، عن حبيب بن أبي ثابت عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرسلا.

وروى أبو خليفة عن ابن عائشة عن بشر بن المفضل ، عن أبي شبرمة ، عن الشعبي نحوه ، قال ابن عائشة : فقال : بعض الأنصار في ذلك :

وقال رسول الله والقول قوله

لمن قال منّا من تسمّون سيّدا

فقالوا له : جدّ بن قيس على التي

نبخّله منها ، وإن كان أسودا

فسوّد عمرو بن الجموح لجوده

وحقّ لعمرو بالنّدى أن يسوّدا

فلو كنت يا جدّ بن قيس على الّتي

على مثلها عمرو لكنت المسوّدا (٣)

[الطويل]

__________________

(١) أي أيّ عيب أقبح منه. النهاية ٢ / ١٤٢.

(٢) في أ : من طريق النضر.

(٣) تنظر الأبيات في أسد الغابة ت (٣٨٩١) ، الاستيعاب ت (١٩٢٥).

٥٠٧

ورواه العلائيّ ، من طريق أخرى ، عن الشعبي ، وفيه الشعر.

ورواه الوليد بن أبان ، من طريق عبد الله بن أبي ثمامة عن مشيخة من الأنصار نحوه ، وفيه الشعر.

وقال أحمد : حدثنا أبو عبد الرحمن المقري ، حدثنا حيوة ، حدثنا أبو صخر حميد بن زياد أن يحيى بن النضر ، حدثه عن أبي قتادة ، قال : أتى عمرو بن الجموح النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله ، أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل أمشي برجلي هذه في الجنة؟ قال : «نعم». وكانت رجله عرجاء حينئذ.

وقال ابن أبي شيبة في أخبار المدينة : حدثنا هارون بن معروف ، حدثنا ابن وهب ، قال حيوة : أخبرني أبو صخر أنّ يحيى بن النضر حدّثه عن أبي قتادة أنه حضر ذلك ، قال : أتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا رسول الله ، أرأيت إن قاتلت حتى أقتل في سبيل الله أمشي برجلي هذه في الجنة؟ قال : «نعم». وكانت عرجاء ، فقتل يوم أحد هو وابن أخيه ، فمرّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم به فقال : «فإنّي أراك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنّة». وأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بهما ومولاهما فجعلوا في قبر واحد.

وأنشد له المرزبانيّ في قوله لما أسلم :

أتوب إلى الله سبحانه

وأستغفر الله من ناره

وأثنى عليه بآلائه

بإعلان قلبي وإسراره

[المتقارب]

٥٨١٤ (م) عمرو بن جهم (١) [بن قيس] بن عبد شراحيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصيّ العبديّ.

ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة.

٥٨١٥ ـ عمرو بن الحارث بن زهير بن أبي شداد (٢) بن ربيعة بن هلال الفهري ، يكنى أبا نافع ، وقيل اسمه جابر.

ذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة. وذكره هو وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا.

٥٨١٦ ـ عمرو بن الحارث (٣)

بن أبي ضرار بن عائذ بن مالك بن جذيمة وهو

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٨٩٤).

(٢) أسد الغابة ت (٣٨٩٥) ، الاستيعاب ت (١٩٢٦).

(٣) أسد الغابة ت (٣٨٩٦) ، الاستيعاب ت (١٩٢٧) ، الثقات ٣ / ٢٧٣ ، الرياض المستطابة ٢٢٩ ، تقريب

٥٠٨

المصطلق بن سعد بن كعب بن عمرو الخزاعي المصطلقي ، أخو جويرية زوج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

روى أبو إسحاق السّبيعيّ ، عن عمرو بن الحارث أخي جويرية ، قال : والله ما ترك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند موته دينارا ولا درهما ... الحديث. [أخرجه البخاري وغيره.

وروى عمرو أيضا عن أخته جويرية ، وعن ابن مسعود ، وعن زينب امرأة ابن مسعود] (١). رجّح ابن القطان أن عمرو بن الحارث الراويّ عن زينب امرأة ابن مسعود غير عمرو بن الحارث بن أبي ضرار صاحب الترجمة ، لأن زينب ثقيفة. وجاء في كثير من الطّرق عن عمرو بن الحارث ابن أخي زينب عنها.

٥٨١٧ ـ عمرو بن الحارث بن عبد العزى : في عمرو بن عبد العزى.

٥٨١٨ ـ عمرو بن الحارث (٢) بن كندة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري ، من القواقل.

ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة.

٥٨١٩ ـ عمرو بن الحارث بن هيشة ، أخو عبد الله (٣).

ذكر العدويّ أنه شهد أحدا.

٥٨٢٠ ز ـ عمرو بن حبيب بن عبد شمس (٤) : هو عمرو بن سمرة بن حبيب ، ينسب إلى جدّه.

٥٨٢١ ز ـ عمرو بن حبيب : أبو محجن الثّقفي. سماه المرزباني. مشهور بكنيته. وسيأتي.

٥٨٢٢ ـ عمرو بن أبي حبيبة : ذكره الذهبي في التجريد ، ونسبه لمسند بقيّ بن مخلد.

٥٨٢٣ ز ـ عمرو (٥) بن حجاج (٦) : الزبيدي.

__________________

التهذيب ٢ / ٦٧ ، تهذيب التهذيب ٨ / ١٤ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٤٠٣ ، تاريخ جرجان ٢٢٩ ، الكاشف ٣٢٦ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٢٨٢ ، الجرح والتعديل ٦ / ٢٢٥ ، التاريخ الكبير ٦ / ٣٠٨ ، المحن ٤٢ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٨٣ ، تهذيب الكمال ٢ / ١٠٢٨ ، الطبقات الكبرى ٣ / ٤١٨ ، ٤٧١ ، ٦ / ١٠٢ ، الطبقات ١٠٧ ، ١٣٧ ، ١٥٠ ، الجمع بين رجال الصحيحين ١٣٨٢.

(١) سقط من أ.

(٢) بقي بن مخلد ٧٦٠ ، أسد الغابة ت (٣٨٩٧).

(٣) أسد الغابة ت (٣٨٩٩).

(٤) أسد الغابة ت (٣٩٠٠).

(٥) أسد الغابة ت (٣٩٠١).

(٦) في أ : الحجاج.

٥٠٩

ذكره الطّبرانيّ (١) أنّ له صحبة. واستدركه ابن فتحون. والله أعلم.

٥٨٢٤ ز ـ عمرو بن حريث (٢) بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي.

له ولأبيه صحبة. قال ابن حبّان : ولد في أيام بدر. وقال غيره : قبل الهجرة بسنتين. وعند ابن أبي داود عنه : خط لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دارا بالمدينة. وهذا يدل على أنه كان كبيرا في زمانه.

وقد روى عن النبيّ (٣) صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبي بكر ، وعمر ، وعلي ، وابن مسعود وغيرهم.

روى عن أخيه سعيد بن حريث ، وله صحبة ، وروى عنه ابنه جعفر وآخرون من أهل الكوفة ، من أصغرهم فطر بن خليفة ، ويقال : إن خلف بن خليفة رآه ، ولا يصحّ ذلك.

قال البخاريّ وابن حبّان وغير واحد : مات سنة خمس وثمانين ، وكان قد ولى إمرتها نيابة لزياد ، ولابنه عبد الله بن زياد ، ويقال : مات سنة ثمان وتسعين ، ولم يثبت.

٥٨٢٥ ز ـ عمرو بن حريث (٤) : آخر.

__________________

(١) في أ : الطبري.

(٢) طبقات ابن سعد ٦ / ٢٣ ، نسب قريش ٢٣٣ ، المحبر ١٥٦ ، طبقات خليفة ٢٠ ، مسند أحمد ٤ / ٣٠٦ ، التاريخ الكبير ٦ / ٣٠٥ ، التاريخ الصغير ٩١ ، مقدمة مسند بقي بن مخلد ٩٢ ، تاريخ الثقات للعجلي ٣٦٣ ، الثقات لابن حبان ٣ / ٢٧٢ ، المعارف ٢٩٣ ، الاشتقاق لابن دريد ٦١ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٣٢٣ ، أنساب الأشراف ١ / ٢٢٨ ، الزهد لابن المبارك ٣٥٦ ، فتوح البلدان ٢٧٦ ، البيان والتبيين ٤ / ٨١ ، مشاهير علماء الأمصار رقم ٢٨٦ ، مروج الذهب ١٨٩٦ ، الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٧١ ، الجرح والتعديل ٦ / ٢٢٦ ، تاريخ الطبري ٥ / ٥٢٣ ، ذيل المذيل ٥٤٧ ، الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٣٦٣ ، تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٢٦ ، تهذيب الكمال (المصور) ٢ / ١٠٢٨ ، تحفة الأشراف ٨ / ١٤٣ ، العبر ١ / ١٠٠ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٤١٧ ، الكاشف ٢ / ٢٨٢ ، المعين في طبقات المحدثين ٢٥ ، مرآة الجنان ١ / ١٧٦ ، مجمع الزوائد ٩ / ٤٠٥ ، العقد الثمين ٦ / ٣٦٨ ، تهذيب التهذيب ٨ / ١٧ ، تقريب التهذيب ٢ / ٦٧ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٢٤٤ ، شذرات الذهب ١ / ٩٥ ، الأخبار الطوال ٢٣٣ ، الخراج وصناعة الكتابة ٣٧٩ ، رجال مسلم ٢ / ٦٥ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٤٩٢ ، أسد الغابة ت (٣٩٠٢) ، الاستيعاب ت (١٩٢٨).

(٣) في أ : وقد روى عمرو عن النبي.

(٤) أسد الغابة ت (٣٩٠٤) ، طبقات ابن سعد ٦ / ٢٣ ، نسب قريش ٣٣٣ ، طبقات خليفة ت ١٠٦ ، ٨٣٣ ، المحبر ١٥٦ ، ٣٧٩ ، التاريخ الكبير ٦ / ٣٠٥ ، التاريخ الصغير ١ / ١٨٩ ، المعارف ٢٩٣ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٣٢٣ ، الكنى ١ / ٧١ ، الجرح والتعديل ٦ / ٢٢٦ ، تاريخ الطبري ٥ / ٥٢٣ ، الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٣٦٣ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ / ٢ / ٢٦ ، تهذيب الكمال ١٠٣٠ ، تاريخ الإسلام

٥١٠

فرّق أبو يعلى بينه وبين الأول ، ونقل عن أبي خيثمة أنّ له صحبة.

وقال ابن الأثير : لما رآه أبو خيثمة وأبو يعلى يروي عنه المصريون ، وهو كوفي ، ظنّاه غير الأول.

قلت : وظنّهما موافق للحق بالنسبة إلى أنه غيره. وأما الصحبة فمختلف فيها ، وقد قاله صالح بن أحمد بن حنبل في المسائل.

قلت : لأبي عمرو بن حريث الكوفي : هو الّذي يحدّث عنه أهل الشام؟ قال : لا ، هو غيره.

وأخرج أبو يعلى من طريق سعيد بن أيوب : حدثني أبو هانئ ، حدثني عمرو بن حريث ، وقال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما خفّفت عن خادمك من عمله كان لك أجرا في موازينك». وهكذا أخرجه ابن حبان في صحيحه.

ومقتضاه أن يكون لعمرو صحبة. وقد أنكر ذلك البخاري ، فقال : عمرو بن حريث روى عنه حميد بن هانئ مرسلا. وقال : روى ابن وهب بإسناده إلى عمرو بن حريث ، سمع أبا هريرة.

وقال ابن أبي حاتم ، عن أبيه : حديثه مرسل. وقال ابن أبي خيثمة ، عن ابن معين : تابعي ، وحديثه مرسل ، والله أعلم.

وأخرج ابن المبارك في «الزّهد» عن حيوة بن شريح ، عن أبي هانئ : سمعت عمرو ابن حريث وغيره يقولان : إنما نزلت هذه الآية في أهل الصّفة : (وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ) [سورة الشورى / ٢٧] ، وذلك أنهم قالوا : لو أنّ لنا الدنيا؟ فتمنّوا الدنيا ، فنزلت.

قال ابن صاعد ـ عقب روايته في كتاب الزهد : عمرو هذا من أهل مصر ، ليست له صحبة ، وهو غير المخزومي.

٥٨٢٦ ز ـ عمرو بن حزم (١) بن زيد بن لوذان الأنصاري.

__________________

٣ / ٢٨٩ ، العبر ١ / ١٠٠ تذهيب التهذيب ٣ / ٩٦ ، مرآة الجنان ١ / ١٧٦ ، مجمع الزوائد ٩ / ٤٠٥ ، العقد الثمين ٦ / ٣٦٨ ، تهذيب التهذيب ٧ / ١٧ ، خلاصة تذهيب الكمال ٢٤٤ ، شذرات الذهب ١ / ٩٥ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٤١٧ ، ٤١٨.

(١) أسد الغابة ت (٣٩٠٥) ، الاستيعاب ت (١٩٢٩) ، الثقات ٣ / ٢٦٧ ، التحفة اللطيفة ٣ / ٢٩٥ ، المصباح المضيء ١ / ٢٠٧ ، ٢٩٧ ، ٢٩٨ ، ج ٢ / ٢٦٠ ، ٢٦١ ، تقريب التهذيب ج ٢ / ٦٨ ، تهذيب التهذيب

٥١١

تقدم نسبه في ترجمة أخيه عمارة. يكنى أبا الضحاك. شهد الخندق وما بعدها ، واستعمله النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم على نجران.

روى عنه كتابا كتبه له فيه الفرائض والزكاة والديات وغير ذلك أخرجه أبو داود ، والنسائي ، وابن حبان ، والدارميّ ، وغير واحد.

روى عنه ابنه محمد وجماعة.

قال أبو نعيم : مات في خلافة عمر ، كذا قال إبراهيم بن المنذر في الطبقات. ويقال بعد الخمسين.

قلت : وهو أشبه بالصواب ، ففي مسند أبو يعلى بسند رجاله ثقات ـ أنه كلّم معاوية في أمر بيعته ليزيد بكلام قويّ.

وفي الطّبرانيّ وغيره أنه روى لمعاوية ولعمرو بن العاص حديث : «يقتل عمارا الفئة الباغية». والله أعلم.

٥٨٢٧ ز ـ عمرو بن حزن : النمري.

ذكر سيف في «الفتوح أنه أمدّ ثمامة بن أثال في حرب أهل اليمامة عند موت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٥٨٢٨ ز ـ عمرو بن حسّان (١) : تقدم ذكره في ترجمة سنبر (٢).

٥٨٢٩ ز ـ عمرو بن أبي حسن : الأنصاري (٣).

تقدم ذكر أخيه عمارة. ذكره أبو موسى (٤) ، عن سعيد بن يعقوب ـ أنه ذكره في الصحابة.

__________________

٨ / ٢٠ ، طبقات فقهاء اليمن ٢٢ / ٢٣ ، عنوان النجابة ١٣٨ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٤٠٤ ، الكاشف ٣٢٦ ، التاريخ الصغير ١ / ٦٥ ، ٨١ تهذيب الكمال ٢ / ١٠٢٩ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٢٨٢ ، الأعلام ٥ / ٧٦ ، التاريخ الكبير ٦ / ٣٠٥ ، الاستبصار ٧٣ ، الجرح والتعديل ٦ / ٢٢٤ ، المحن ٣٩٤ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٢ ، الطبقات الكبرى ١ / ٢٦٧ ، ٣ / ٤٨٦ ، ٥٢٢ ، ج ٥ / ٦٩ ، الطبقات ٨٩ ، التاريخ لابن معين ٢ / ١٥٣ ، العبر ١ / ٥٨ ، معجم الثقات ٣١٤ ، الإكمال ٢ / ٤٤٩ ، بقي بن مخلد ٢٩٧ ، التحصيل ٢ / ١٤٩.

(١) أسد الغابة ت (٣٩٠٦).

(٢) في أ : ترجمة سفيان.

(٣) أسد الغابة ت (٣٩٠٧).

(٤) في أ : ذكر أبو موسى.

٥١٢

وروى من طريق محمد بن هلال المازني ، عن عمرو بن يحيى بن عمارة ، عن عمه ، عن عمرو بن أبي حسن أنه قال : رأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتوضّأ فمضمض واستنشق مرة واحدة.

قلت : في الإسناد من لا أعرفه ، وأخاف أن يكون وهما. فإنّ الحديث في الصحيحين من طريق عمرو بن يحيى بن عمارة ، عن أبيه ، قال : شهدت عمرو بن أبي حسن ، فقال : عبد الله بن زيد : فلعل بعض الرواة ذهل ، فتجعل الحديث لعمرو بن أبي حسن. ويحتمل أن يكون عمرو روى هذا القدر من الحديث. والله أعلم.

٥٨٣٠ ـ عمرو بن الحضرميّ : هو ابن عبد الله. يأتي (١).

٥٨٣١ ز ـ عمرو بن الحكم : القضاعي (٢) ، ثم القيني.

ذكر سيف (٣) في الفتوح عن حفص بن ميسرة ، عن زيد بن أسلم ـ أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث عاملا على بني القين ، فلما ارتدّت قضاعة كان عمرو بن الحكم وامرؤ القيس بن الأصبغ ممن ثبت على الإسلام قال أبو عمر (٤) : لا أعلم له غير ذلك.

٥٨٣٢ ـ عمرو بن الحمام (٥) بن الجموح الأنصاري ، من بني سلمة.

ذكره أبو جعفر الطّبريّ ، والدّولابي ، في البكّاءين [ممّن ثبت على الإسلام] (٦) كما مضى في ترجمة سالم بن عمرو (٧).

قلت : [قال أبو عمر : لا أعلم له غير هذا] (٨) وهذا عمير بن الحمام الآتي ذكره ، فإن البكاءين كانوا بتبوك ، وهذا استشهد قبل ذلك بزمان.

ونقل أبو موسى في «الذّيل» عن المستغفري أنه قال : عمرو بن الحمام استشهد بأحد ، وكأنه اشتبه عليه بعمرو بن الجموح الماضي قريبا أو بعمير بن الحمام.

٥٨٣٣ ز ـ عمرو بن أبي حمزة بن سنان الأسلمي (٩).

ذكر الواقديّ من طريق المنذر بن جهم ، عن عمرو بن أبي حمزة هذا أنه شهد الحديبيّة مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأنه قدم معه المدينة ، ثم استأذنه أن يقدم على أهله ، فأذن له ، فلما كان على بريد من المدينة لقي جارية وضيئة فواقعها ، ثم ندم ، فجاء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبره ، فأمر رجلا

__________________

(١) سقط في أ.

(٢) أسد الغابة ت (٣٩٠٨) ، الاستيعاب ت (١٩٣٠).

(٣) في أ : ذكر سيف بن عمر.

(٤) في أ : الإسلام. قال أبو عمر : لا أعلم له غير هذا.

(٥) أسد الغابة ت (٣٩١٠).

(٦) سقط في أ.

(٧) في أ : عمير.

(٨) سقط في أ.

(٩) أسد الغابة ت (٣٩١١).

الإصابة/ج٤/م٣٣

٥١٣

أن يقيم عليه الحدّ ، فجلده بين الجلدين بسوط قد ركب به ولان. وقد استدركه ابن شاهين ، وابن فتحون ، وأبو موسى.

٥٨٣٤ ـ عمرو بن الحمق (١) : بفتح أوله وكسر الميم بعدها قاف ، ابن كاهل (٢) ، ويقال الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو الخزاعي الكعبي.

قال ابن السّكن : له صحبة. وقال أبو عمر : هاجر بعد الحديبيّة ، وقيل : بل أسلم بعد حجة الوداع. والأول أصح.

قلت : قد أخرج الطّبرانيّ من طريق صخر بن الحكم ، عن عمه ، عن عمرو بن الحمق ، قال : هاجرت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فبينما أنا عنده ... فذكر قصة في فضل عليّ. وسنده ضعيف.

وقد وقع في «الكنى» للحاكم أبي أحمد في ترجمة أبي داود المازني ، من طريق الأموي ، عن ابن إسحاق ما يقتضي أنّ عمرو بن الحمق شهد بدرا.

وجاء عن أبي إسحاق ابن أبي فروة أحد الضعفاء ، قال : حدثنا يوسف بن سليمان ، عن [جده معاوية] (٣) عن عمرو بن الحمق أنه سقى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم لبنا ، فقال : «اللهمّ أمتعه بشبابه». فمرّت ثمانون سنة لم ير شعرة بيضاء ، يعني أنه استكمل الثمانين ، لا أنه عاش بعد ذلك ثمانين.

قال أبو عمر : سكن الشام ، ثم كان يسكن الكوفة ، ثم كان ممّن قام على عثمان مع أهلها ، وشهد مع عليّ حروبه ، ثم قدم مصر ، فروى الطبراني ، وابن قانع من طريق عميرة بن عبد الله المغافري ، (٤) عن أبيه ، أنه سمع عمرو بن الحمق يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذكر فتنة

__________________

(١) في أ : بفتح المهملة.

(٢) أسد الغابة ت (٣٩١٢) ، الاستيعاب ت (١٩٣١) ، تقريب التهذيب ٢ / ٦٨ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٢٣ ، تاريخ من دفن بالعراق ٤٠٢ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٤٠٥ ، الكاشف ٣٢٧ ، الجرح والتعديل ٦ / ٢٢٥ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٢٨٣ ، التاريخ الكبير ١ / ٣١٣ ، المحن ١٨ ، ١٢٤ ، ١٢٨ ، الأعلام ٥ / ٧٦ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٦٩ ، تهذيب الكمال ٢ / ١٠٣٠ ، الطبقات الكبرى ٣ / ٦٥ ، ٧٦ ، ٧٣ ، ج ٤ / ٣١٩ ، الطبقات ١٠٧ ، ١٣٦ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٣٣٠ ، الفهارس / ٧٠ ، معجم الثقات ٣١٤ ، البداية والنهاية ٨ / ٤٨ ، بقي بن مخلد ١٧٧ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٦٧ ، أنساب الأشراف ١ / ٦١ ، تاريخ الإسلام ١ / ٨٧.

(٣) في أ : جدته ميمونة.

(٤) في أ : عميرة عن عبد الله.

٥١٤

يكون أسلم الناس أو خير الناس فيها الجند العربيّ. قال عمرو : فلذلك قدمت عليكم مصر.

وأخرج النّسائيّ ، وابن ماجة ، من رواية رفاعة بن سواد عنه حديث : «من أمّن رجلا على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل ، وإن كان المقتول كافرا» (١).

وروى عنه أيضا عبد الله بن عامر المعافري ، وجبير بن نفير الحضرميّ ، وأبو منصور مولى الأنصار.

وذكر الطّبريّ عن أبي مخنف أنه كان من أعوان حجر بن عدي ، فلما قبض زياد على حجر بن عدي ، وأرسله مع أصحابه إلى الشام هرب عمرو بن الحمق.

قلت : وذكر ابن حبان أنه توجّه إلى الموصل ، فدخل غارا ، فنهشته حيّة فمات ، فأخذ عامل الموصل رأسه فأرسله إلى زياد ، فبعث به إلى معاوية ، وذلك سنة خمسين.

وقال خليفة : سنة إحدى ، وزاد أنّ عبد الرحمن بن عثمان الثقفي قتل بالموصل وبعث برأسه. وقيل : بل عاش إلى أن قتل في وقعة الحرصة سنة ثلاث وستين.

وقال ابن السّكن : يقال إن معاوية أرسل في طلبه ، فلما أخذ فزع فمات فخشوا أن يتّهموا فقطعوا رأسه ، وحملوه إليه ، ثم ذكر بسند جيد إلى أبي إسحاق السبيعي ، عن هنيدة الخزاعي ، قال : أول رأس أهدي في الإسلام رأس عمرو بن الحمق بعث به زياد إلى معاوية.

٥٨٣٥ ـ عمرو بن حممة : بضم المهملة وفتح الميم الخفيفة بعدها مثلها ، الدوسيّ.

تقدم نسبه في ترجمة ولده جندب بن عمرو في حرف الجيم.

ذكر أبو بكر بن دريد أنه وفد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والّذي ذكره غيره أنه مات في الجاهلية ، وكان معمرا ، وهو الّذي يقول :

__________________

(١) أخرجه ابن ماجة في السفن ٢ / ٨٩٦ عن عمرو بن الحمق الخزاعي يقول قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من أمن رجلا على دمه فقتله فإنه يحمل لواء غدر يوم القيامة كتاب الديات (٢١) باب من أمن رجلا على دمه فقتله (٣٣) حديث رقم ٢٦٨٨ قال البوصيري في زوائد ابن ماجة ٢ / ٨٩٦ إسناده صحيح ورجاله ثقات لأن رفاعة بن شداد أخرج له النسائي في سننه ووثقه وذكره ابن حبان في الثقات وباقي رجال الأستاذ على شرط مسلم وأبو نغيم في الحلية ٣ / ٣٢٤ ، ٩ / ٢٤ وأورده الهيثمي في الزوائد ٦ / ٢٨٨ عن عمرو بن الحمق ولفظه من من رجلا على دمه فقتله فأنا بريء من القائل ... الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني وأسانيد كثيرة أحدها رجاله ثقات وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١٠٩٣٠ ، ١٠٩٤٢ ، ١٠٩٠٤٣.

٥١٥

أخبّر أخبار القرون الّتي مضت

ولا بدّ يوما أن أطار لمصرعي

[الطويل]

أنشده له ابن الكلبيّ.

وقال المرزبانيّ : كان أحد حكام العرب في الجاهلية وأحد المعمرين ، يقال : إنه عاش ثلاثمائة وتسعين سنة ، وأنشد له البيت المذكور ، وقبله :

كبرت وقد طال العمر منّي كأنّني

سليم أفاع ليله غير مودع

وما السّقم أبلاني ، ولكن تتابعت

عليّ سنون من مصيف ومربع

ثلاث مئين من سنين كوامل

وها أنا ذا أرتجي مرّ أربع

فأصبحت بين الفخّ والعشّ نادبا

إذا رام تطيارا يقال له قع

[الطويل]

قال : ويقال : إنه الّذي كان يقال له ذو الحكم ، وضربت به العرب المثل في قرع العصا ، لأنه بعد أن كبر صار يذهل ، فاتخذوا له من يوقظه [فيقرع العصا ، فيرجع إليه] (١) فهمه ، وإليه أشار الحارث بن وعلة بقوله :

إنّ العصا قرعت لذي الحكم

[الكامل]

وقال الفرزدق :

كأنّ العصا كانت لذي الحكم تقرع

[الطويل]

وقال آخر :

لذي الحكم قبل اليوم ما تقرع العصا

[الطويل]

قلت : وقد تقدم سبب ذلك أيضا من حديث ابن عباس في ترجمة جندب بن عمرو بن حممة.

٥٨٣٦ ـ عمرو بن حنّة (٢) : بفتح أوله وتشديد النون ، من الأنصار (٣).

__________________

(١) في أ : ويقرع له العصا فيرجع إلى.

(٢) في أ : بفتح المهملة.

(٣) أسد الغابة ت (٣٩١٣) ، تقريب التهذيب ٢ / ٦٨ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٣٥ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٠٥ ، الكاشف ٣٢٧ ، خلاصة التهذيب.

٥١٦

ذكره الطّبرانيّ في الصحابة ، وأخرج له من طريق قيس بن الربيع ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، قال : جاء رجل من الأنصار يقال له عمرو بن حنة ، وكان يرقي من الحية ، فقال : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إنك نهيت عن الرقي ، وأنا أرقي من الحية ، قال : «قصّها (١) عليّ». فقصها ، فقال : «لا بأس» ، هذه مواثيق ... الحديث ، وفيه : جاء رجل من الأنصار كان يرقي من العقرب ... فذكره.

[وهذا يشبه أن يكون الراويّ غير اسم والده ، فقد] (٢) أخرجه مسلم وغيره من طريق أبي معاوية ، عن الأعمش بهذا السند ، فقال فيه : جاء عمرو بن حزم.

وهكذا رواه أبو الزّبير عن جابر. وقيس : كان تغيّر حفظه بأخرة فضعّفوا حديثه ، فإن كان حفظه احتمل أن يكون آخر ، فإنّ في سياقه ما يدلّ على التعدد.

وفي الرواة عمرو بن حنّة. روى عن عمر بن عبد الرحمن بن عوف. روى ابن جريج عن يوسف بن الحكم عنه. واختلف في إسناد حديثه على ابن جريج.

٥٨٣٧ ـ عمرو بن خارجة بن قيس بن مالك بن عدي بن عامر (٣) بن النجار الأنصاري الخزرجي.

ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا.

٥٨٣٨ ـ عمرو بن خارجة بن المنتفق الأسدي (٤) ، حليف آل أبي سفيان. وقيل : إنه أشعري ، وأنصاري ، وجمحي ، والأول أشهر.

قال ابن السّكن : هو أسدي ، سكن الشام ، ومخرج حديثه عن أهل البصرة ، وكان رسول أبي سفيان إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

قلت : أخرج له التّرمذيّ ، والنّسائيّ ، وابن ماجة ، من طريق قتادة ، عن شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم حديثه : خطب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم على ناقته ، وأنا تحت

__________________

(١) في أ : فقصها.

(٢) سقط في أ.

(٣) أسد الغابة ت (٣٩١٤).

(٤) أسد الغابة ت (٣٩١٥) ، الاستيعاب ت (١٩٣٢) ، الثقات ٣ / ٢٧٠ ، تقريب التهذيب ٢ / ٦٩ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٣٥ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٤٠٥ ، الكاشف ٤ / ٦٢٧ ، التاريخ الكبير ٦ / ٣٠٤ ، ٣٠٩ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٤٠٥ ، الكاشف ٤ / ٦٢٧ ، التاريخ الكبير ٦ / ٣٠٤ ، ٣٠٩ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٢٨٣ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٠ ، تهذيب الكمال ج ٢ / ١٠٣١ ، الطبقات ٣٥ ، ٥٢ ، ١٢٥ ، ١٢٨ ، الأنساب ج ٣ / ٤٢٢ (الجمحيّ) ، بقي بن مخلد ٢١٦.

٥١٧

جرانها ... الحديث. وفيه : «لا وصيّة لوارث (١)». ومنهم من اقتصر عليه.

وأخرجه النّسائيّ في بعض طرقه ، من رواية إسماعيل بن أبي خالد ، فلم يذكر في السند شهرا ولا ابن غنم. وأخرجه الطبراني من وجه آخر ، عن قتادة ، فذكر شهرا ولم يذكر ابن غنم.

قال العسكريّ : لا يصح سماع شهر منه ، كذا قال. وقد وقع التصريح بسماع شهر منه في حديث آخر عند الطبراني. وأخرج العسكري والطبراني له حديثا آخر من رواية الشعبي عنه. وأخرج الطبراني (٢) حديث : «لا وصيّة لوارث» ، من طريق مجاهد ، عن عمرو بن خارجة.

وقد تقدم في الخاء المعجمة أن بعض الرواة قلبه ، فقال : خارجة بن عمرو.

٥٨٣٩ ـ عمروب بن خبيب بن عمرو العنبري.

ذكره ابن ماكولا وضبط (٣) أباه.

وتبعه ابن عساكر ، وذكر أنه كان أحد القوّاد الذين وجههم أبو عبيدة إلى فحل.

وذكر الطّبريّ عن سيف أنه كان مع عكرمة بن أبي جهل لما توجّه إلى اليمن لقتال أهل الردة في صدر خلافة أبي بكر الصديق ، لكن وقع في النسخة عمرو بن جندب ، بجيم ثم نون ساكنة ثم دال ثم موحدة ، وكذا ذكره ابن فتحون في الذيل.

وقد تقدّم أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصحابة.

٥٨٤٠ ـ عمرو بن أبي خزاعة (٤) :

قال أبو شهر (٥) : رجل من أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وقال ابن أبي حاتم (٦) : روى محمد ابن عبيد الله الشعبي ، عن مكحول ، قال : حدثنا عمرو بن أبي خزاعة أنه قتل فيهم قتيل

__________________

(١) أخرجه الترمذي (٢١٢٠ ، ٢١٢١) والنسائي في الوصايا باب (٥) وابن ماجة (٢٧١٣ ، ٢٧١٤) وأحمد ٤ / ١٨٦ ، ١٨٧ ، وابن أبي حثية ١١ / ١٤٩ ، والطبراني في الكبير ١٧ / ٣٥ ، والدار الدّارقطنيّ ٤ / ٧٠ ، وعبد الرزاق (٧٢٧٧) وانظر نصب الراية ٤ / ٤٠٤ ، ٤٠٥.

(٢) في أ : وأخرج له الطبراني.

(٣) في أ : ضبطه.

(٤) أسد الغابة ت (٣٩١٧) ، الاستيعاب ت (١٩٣٣) الجرح والتعديل ٦ / ٥٣٠ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٤٠٦.

(٥) في أ : قال أبو مسهر.

(٦) في أقبل وقال ابن حاتم : وقال ابن مندة : تحاكم إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٥١٨

على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فجعل القسامة على خزاعة ، وساق ابن مندة هذا الحديث من هذا الوجه. وقال أبو شهر (١) : لم يسمع مكحول من عيينة (٢) بن أبي سفيان ، ولا أدري أدركه أم لا. وقد روى مكحول عن عمرو بن أبي خزاعة رجل من الصحابة. والله أعلم.

٥٨٤١ ز ـ عمرو بن الخفاجي : العامري.

مضى ذكره في ترجمة صلصل بن شرحبيل ، فقال الرشاطي : صحب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكتب إليه وإلى عمرو بن المحجوب يستقدمهما في أمر الردة ، ذكر ذلك الطّبريّ. وذكر سيف أنّ الرسول إلى عمرو بن الخفاجي بذلك كان زياد بن حنظلة ، وفي الرسالة يأمره بالجدّ في قتال أهل الردة.

٥٨٤٢ ـ عمرو بن خلف بن عمير التيمي (٣).

هو المهاجر بن قنفذ ، المهاجر ، وقنفذ لقبان لهما.

٥٨٤٣ ز ـ عمرو بن خويلد : الخزاعي.

قال ابن السّكن : يقال له صحبة ، ثم أسند من طريق علي بن المديني ، قال : عمرو بن خويلد الخزاعي من أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وله عنه أحاديث ، ثم ساق له ابن السكن حديثا ، وقال : لم أجد له غيره.

قلت : وأنا أظنّ أن الّذي وصفه علي بن المديني إنما هو أبو شريح الخزاعي ، لأن الأزرقي اسمه خويلد بن عمرو ، فلعله انقلب الحديث (٤) الّذي أورده ابن السكن من طريق حشرج بن نباتة ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن مكحول ، عن عمرو بن خويلد الخزاعي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لا ينظر الله إلى مانع الزّكاة يوم القيامة ، ولا إلى آكل مال اليتيم ، ولا إلى ساحر ولا إلى عاقّ».

٥٨٤٤ ز ـ عمرو بن ذي النّور : الدّوسي. هو عمرو بن الطفيل. يأتي.

٥٨٤٥ ز ـ عمرو بن ربعي : قيل هو اسم أبي قتادة (٥) ، والمشهور أن اسمه الحارث.

٥٨٤٦ ز ـ عمرو بن ربيعة (٦) :

ذكره البغويّ في الصحابة ، وقال : ذكره بعض من ألّف فيهم.

__________________

(١) في أ : مسهر.

(٢) في أ : عتبة.

(٣) أسد الغابة ت (٣٩١٩) ، الاستيعاب ت (١٩٣٤).

(٤) في أ : والحديث.

(٥) أسد الغابة ت (٣٩٢١).

(٦) أسد الغابة ت (٣٩٢٢).

٥١٩

وأخرج سعيد بن يعقوب ، من طريق عبد المنان بن عبد الله ، عن قيس بن همام ، عن عمرو بن ربيعة ، قال : وفدت إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فسمعته يقول : «أدعوكم إلى الله وحده الّذي إن مسّكم ضرّ كشف عنكم» (١) عمرو بن رياب.

٥٨٤٧ ز ـ عمرو بن زائدة : وقيل عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم العامري (٢) ، هو ابن أم مكتوم الأعمى.

تقدم في عمرو بن أم مكتوم.

٥٨٤٨ ـ عمرو بن زرارة الأنصاري (٣) :

ذكره الطّبرانيّ في «المعجم الكبير» ، وأخرج من طريق الوليد بن سليمان بن أبي السائب ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، قال : بينما نحن مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ لحقنا عمرو بن زرارة الأنصاري في حلة وإزار قد أسبل ، فجعل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأخذ بناحية ثوبه ويتواضع لله عزوجل ، ويقول : «اللهمّ عبدك وابن عبدك ، وابن أمتك» ... حتى سمعها عمرو بن زرارة ، فالتفت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : يا رسول الله ، إني حمش الساقين ، فقال : «إنّ الله قد أحسن كلّ شيء خلقه ، يا عمرو بن زرارة ، إنّ الله لا يحبّ المسبلين» (٤).

٥٨٤٩ ـ عمرو بن زرارة بن قيس بن عمرو النخعي.

تقدم ذكره في ترجمة والده زرارة ، وصحبته محتملة ، وله خبر مع ابن مسعود رويناه في فوائد المخلص. وفي ذكر أبيه عن عمرو هذا أنه كان أول من خلع عثمان رضي‌الله‌عنه.

٥٨٥٠ ـ عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس الأنصاري (٥).

ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا.

__________________

(١) في أبعد كشف عنكم : عمرو بن رئات السهمي. يأتي في عمير.

(٢) أسد الغابة ت (٣٩٢٤).

التحفة اللطيفة ٣ / ٣٩٦ ، تقريب التهذيب ٢ / ٦٦ ، ٧٠ ، ٧٩ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٣٤ ، ١٠٦ ، التاريخ الصغير ١ / ٢٦ ، صفة الصفوة ١ / ٩٨٢ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٩٤ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٤٠٦ ، تهذيب الكمال ٢ / ١٠٣٣ ، ١٠٥١ خلاصة تهذيب التهذيب ٢ / ٢٨٥ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٩٤ ، المعرفة والتاريخ ٣ / ١٦٨.

(٣) أسد الغابة ت (٣٩٢٥).

(٤) المسبل إزاره : هو الّذي يطول ثوبه ويرسله إلى الأرض إذا مشى ، وإنما يفعل ذلك كبرا واختيالا النهاية ٢ / ٣٣٩.

(٥) أسد الغابة ت (٣٩٢٨) ، الاستيعاب ت (١٩٣٧).

٥٢٠