لي
همة بعد ذلك إلا السؤال عن خبره والبحث عن أمره ، فما سألت أحداً من بني هاشم والقواد والكتاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس ، إلا وجدته عنده في غاية الإجلال والإعظام والمحل الرفيع والقول الجميل ، والتقديم له على جميع أهل بيته ومشايخه ، فعظم قدره عندي إذ لم أر له ولياً ولا عدواً إلا وهو يحسن القول فيه
والثناء عليه ! فقال له بعض من حضر مجلسه من الأشعريين : يا أبا بكر فما خبر أخيه جعفر ؟ فقال : ومن جعفر فتسأل عن خبره ؟ أوَيُقْرَنُ بالحسن جعفر ، معلنُ الفسق ، فاجرٌ ماجنٌ شريب للخمور ، أقل من رأيته من الرجال وأهتكهم لنفسه ، خفيفٌ قليلٌ في نفسه ، ولقد ورد على السلطان وأصحابه في وقت وفاة الحسن بن علي ما تعجبت منه ، وما ظننت أنه يكون . وذلك أنه لما اعتل بعث إلى أبي أن ابن الرضا قد اعتل ، فركب من ساعته فبادر إلى دار الخلافة ثم رجع مستعجلاً ومعه خمسة من خدم أمير المؤمنين ،
كلهم من ثقاته وخاصته ، فيهم نحرير ، فأمرهم بلزم دار الحسن وتعرف خبره وحاله ، وبعث إلى نفر من المتطببين ، فأمرهم بالإختلاف إليه وتعاهده صباحاً ومساءً ، فلما
كان بعد ذلك بيومين أو ثلاثة أخر أنه قد ضعف ، فأمر المتطببين بلزوم داره وبعث إلى قاضي القضاة ، فأحضره مجلسه وأمره أن يختار من أصحابه عشرة ممن يوثق به في دينه وأمانته وورعه ، فأحضرهم فبعث بهم إلى دار الحسن وأمرهم بلزومه ليلاً ونهاراً ،
فلم يزالوا هناك حتى توفي عليهالسلام فصارت سر من رأى ضجة واحدة ، وبعث السلطان إلى داره من فتشها وفتش حجرها ، وختم على جميع ما فيها وطلبوا أثر ولده وجاؤوا بنساء يعرفن الحمل فدخلن إلى جواريه ينظرن إليهن ، فذكر بعضهن أن هناك جارية بها حمل فجعلت في حجرة ووكل بها نحرير الخادم وأصحابه ونسوة معهم ، ثم أخذوا بعد ذلك في تهيئته ، وعطلت الأسواق ، وركبت بنو هاشم والقواد وأبي وسائر الناس إلى
جنازته ، فكانت سر من رأى يومئذ شبيهاً بالقيامة ، فلما فرغوا من تهيئته بعث السلطان إلى أبي عيسى بن المتوكل فأمره بالصلاة عليه ، فلما وضعت الجنازة للصلاة عليه دنا أبو عيسى منه فكشف عن وجهه فعرضه على بني هاشم من العلوية والعباسية والقواد والكتاب والقضاة والمعدلين ، وقال : هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا مات حتف أنفه على فراشه ، حضره من حضره من خدم أمير المؤمنين وثقاته فلان وفلان ومن القضاة فلان وفلان ، ومن المتطببين فلان وفلان ، ثم غطى وجهه وأمر بحمله فحمل من وسط داره ودفن في البيت الذي دفن فيه أبوه ، فلما دفن أخذ السلطان والناس في طلب ولده ، وكثر التفتيش في المنازل والدور وتوقفوا عن قسمة ميراثه ، ولم يزل الذين وكلوا بحفظ الجارية التي توهم عليها الحمل لازمين حتى تبين بطلان الحمل ، فلما بطل الحمل عنهن قسم ميراثه بين أمه وأخيه جعفر ، وادعت أمه وصيته وثبت ذلك عند القاضي .
والسلطان على ذلك يطلب أثر ولده ، فجاء جعفر بعد ذلك إلى أبي فقال : إجعل لي مرتبه أخي وأوصل إليك في كل سنة عشرين ألف دينار ، فزبره أبي وأسمعه وقال له : يا أحمق السلطان جرد سيفه في الذين زعموا أن أباك وأخاك أئمة ليردهم عن ذلك ، فلم يتهيأ له ذلك ، فإن كنت عند شيعة أبيك أو أخيك إماماً فلا حاجة بك إلى السلطان أن يرتبك مراتبهما ولا غير السلطان . وإن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا ، واستقله أبي عند ذلك واستضعفه ، وأمر أن يحجب عنه ، فلم يأذن له في الدخول عليه حتى مات أبي ، وخرجنا وهو على تلك الحال ، والسلطان يطلب أثر ولد الحسن بن علي » . هذا ، وتفصيل ذلك في سيرة الإمام الحسن العسكري عليهالسلام .
* *
ملاحظة في الختام
وبعدُ ، فإن كل واحد من أئمة العترة النبوية الإثني عشر صلوات الله عليهم ، عالَمٌ متكاملٌ ، وصرحٌ شامخٌ ، واسعُ الأرجاء ، غنيُّ الجنبات ، فريدُ العمارة ، قال له ربه : وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي .
ويصعب عليك أن تلمس هذا التوصيف حتى تتشرف بأعتابه ، وتدخل الى رحابه ، فترى العجب العجاب ! وهكذا كانت رحلتي مع الإمام الهادي عليهالسلام .
قرأت له وعنه أكثر من أربع مجلدات ، ولو أردت أن أكتب مسترسلاً في البحث والتحليل لكتبت في سيرته بضع مجلدات ، لكني هدفي أن أقدم لقارئي باقةً عن الإمام الهادي عليهالسلام ، أنتقي لها من زهوره أجملها وأغلاها . وهنا الصعوبة .
فهل أختار قطافاً من التحليل السياسي لخطين : خط الحكام ، وخط الأئمة عليهمالسلام ، وآخذ في تحليل برنامج كل منهما وفعالياته وأهدافه ، وما أنجزه ، وما لم ينجز .
أم أقارن بين شخصيتين : أحدهما عليه أنوار الله وخشوع أوليائه ، يلهج بآيات ربه ، ليلَهُ ونهارَه ، وينشر بركته في الناس ، حِلَّهُ وترحالَه .
وآخر سمى نفسه خليفة ، جالسٌ على طُنفسة ، وحوله ستائر حرير وديباج ، وجنودٌ واقفون بالحراب ، وهو جائع متعطش لأن يأمر وينهى .
ثم يجثو على مائدة طعامه ، فيختار ويختارون له ، من مئات الأصناف ، ما يملأ معدته الى بابها ، ثم يشرب عليه تسعة أرطال من النبيذ !
أم نترك المقارنة ، ونبحث حياة الإمام الهادي عليهالسلام في علمه ، وندرس ما صدر عنه في عقائد الإسلام وفقهه ، وتفسير القرآن وعلومه ، وهدي جده صلىاللهعليهوآله وسنته .
أم ندرس مقام الإمام الهادي عليهالسلام في الأمة ، وما كتبه عن مقامات الأئمة في الزيارة الجامعة ، وانتشار الإعتقاد بأنه ولي الله صاحب الدعوة المجابة ، حتى وصل ذلك الى الأسرة الحاكمة ، فأم المتوكل تنذر له النذور ، ورئيس الوزراء يطلب منه الدعاء لحاجة مهمة ، والقائد الذي رافقه الى المدينة يقول له : الناس يقولون إنك تعلم الغيب ، وقد تبينتُ من ذلك خَلَّتين ! وكبير الأطباء يقول عنه : إنه شبيه عيسى بن مريم ، وإن كان أحد يعلم الغيب فهو علي بن محمد !
أم ندرس منابع الإمامة الربانية في الإمام الهادي عليهالسلام ومصادر علمه وإلهامه ، والروح القدس التي كانت ترافق النبي صلىاللهعليهوآله ثم صارت ترافق الإمام من عترته !
كل هذه مناهج للبحث مفيدة ، لكني وضعت نفسي مكان القارئ فوجدته يحتاج الى إلمامةٍ شاملةٍ وافية ، عن شخصية الإمام الهادي عليهالسلام ، وعصره ، ومعاصريه ، ونماذج من معجزاته ، وأصحابه ، صلوات الله عليه .
فكان هذا الكتاب قطافاً من هذه الأبعاد ، وهو أصعب من المناهج الأخرى .
أسأل الله بجاه الإمام الهادي روحي فداه ، أن يكتبه في ميزاني ، يوم فقري : وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .
مقطوعات شعرية في الإمام الهادي عليهالسلام
للسيد محمد الزيني البغدادي :
هذي منازلُ آلِ بيتِ المصطفى |
|
فَالْثُمْ ثَرَاهَا واكْتَحِلْ بِغُبَارِهَا |
هي بقعةُ الوادي المقدس فاخلعِ النـ |
|
ـعلين إن أصبحتَ من حُضَّارِها |
فيها بنو الهادي النبيِّ محمدٍ |
|
مُختارُ خلق الله من مُختارها |
أنوارُ حقٍّ يُهتدى بسنائها |
|
قد ضلَّ من قد ضلَّ عن أنوارها |
الحلمُ من أطوادها والعلمُ من |
|
أسرارها والجودُ من آثارها |
للسيد أحمد البغدادي العطار :
هي سامراءُ قد فاحَ شذاها |
|
وتراءى نورُ أعلامِ هُداها |
يا لها من بلدةٍ طيبةٍ |
|
تُربُها مسكٌ وياقوتٌ حَصَاها |
وهضابٌ زانها حصباؤها |
|
مثلما زَينت الشهبُ سماها |
صاحِ إن شاهدتَ أسمى قُبَّةٍ |
|
لا يُداني الفَلَكُ الأعلى عُلاها |
حضرةٌ قد أشرقت أنوارُها |
|
بمصابيح الهدى من آل طاها |
حضرةٌ تهوى السماواتُ العلى |
|
أنها تصلح أرضاً لسماها |
فاستلم أعتابها مستعبراً |
|
باكياً مستنشقاً طيبَ ثراها |
لائذاً بالعسكريين التقيين |
|
أوفى الخلق عند الله جاها |
من بني فاطمةَ الغُرِّ الأُولى |
|
بهمُ قد باهلَ الله وباهى |
واستجر بالقائم الذائدِ عن |
|
حوزةِ الإسلام والحامي حِماها |
حجةِ الله الذي قوَّمَ من |
|
قَنَوات الدين من بَعْدِ الْتِوَاها |
قُطب آلِ الله بل قُطبُ رَحَى |
|
سائرِ الأكوانِ بل قطبُ سماها |
مدركُ الأوتارِ ساقي واتري |
|
عترةِ المختار كاساتِ رداها |
يا وليَّ الله هل من رجعة |
|
تُشرقُ الأرض بأنوار سَنَاها |
ويعودَ الدين ديناً واحداً |
|
لا يُرى فيه التباساً واشتباها |
ليت شعري أوَ لم يَأْنَ لَما |
|
نحنُ فيه من أسى أن يتناهى |
للسيد محمد علي آل خير الدين :
عُج للمحصَّب من مشارق دجلةٍ |
|
حيثُ الفضَا والماءُ والخضراءُ |
فهناك مربعُ جيرتي وهناكَ مفـ |
|
زعُ حيرتي وهناكَ سامِرَّاءُ |
فاحبس بحيثُ العزُّ يَسْحَبُ ذَيْلَهُ |
|
تِيهاً ويُنشرُ للفخار لواءُ |
واخضع بحيثُ المجدُ ألقى رَحْلَهُ |
|
واخشع بحيثُ أظلَّتِ العَلياءُ |
واجنحْ إلى الحرمِ المنيعِ فلو دَنَا |
|
مَلِكٌ زَوَتْهُ هَيْبَةٌ وبَهَاءُ |
تُبْصِرْ تجلِّي نورِ ربِّك في ثرىً |
|
رقدتْ به ساداتُنا النُّجباءُ |
من أرجوزة الشيخ محمد حسين الأصفهاني قدسسره :
لقد تجلى مبدأُ الإيجاد |
|
في غاية الوجودِ باسم الهادي |
أحسنَ خلق كل شئ فهدى |
|
وباسمه الهادي اهتدى من اهتدى |
طلعتُهُ مطلعُ نُور النور |
|
ومشرقُ الشموس والبُدور |
نورُ الهدى والرُّشْد في جبينه |
|
بحرُ الندى والجود في يمينه |
أنفاسُهُ جواهرُ النَّاسُوتِ |
|
وصدره خُزَانةُ اللاهوت |
وقلبهُ في قالب الإمكان |
|
كالروح في الأعيان والأكوان |
وكيفَ وهو أعظم المظاهر |
|
للمتجلي بالجمال الباهر |
همتُهُ فوقَ سماواتِ الهممْ |
|
بل هي كالعنقاء في قاف القدم |
وعزمه يكاد يسبقُ القضا |
|
كيف وفي رضاهُ لله رضا |
وهو له ولايةُ الهدايهْ |
|
في منتهى مراتب الولايهْ |
وهو يمثلُ النبيَّ الهادي |
|
في بثِّ روح العلم والإرشاد |
فإنهُ لكلِّ قومٍ هاد |
|
كجدِّهِ المنذرِ للعباد |
هو النقيُّ لم يزل نقيا |
|
وكان عند ربه مرضيا |
فهو نقي السرِّ والسريرهْ |
|
وسرُّ جدِّه بحكم السيرهْ |
وهو كتابٌ ليس فيه ريبُ |
|
وشاهدٌ فيه تجلى الغيبُ |
وكيف لا وهو ابن من تدلى |
|
في قربه من العليِّ الأعلى |
ما كَذَبَ الفؤاد ما رآه |
|
مُذْ بلغَ الشهودُ منتهاهُ |
مرآتهُ نقيةٌ من الكدرْ |
|
فما طغى قطُّ وما زاغَ البصر |
وهو مطافُ الملأ الأعلى كما |
|
تطوفُ بالضّراح أملاكُ السما |
وبابه كعبة أهل المعرفهْ |
|
لهم بها مناسكٌ موظفهْ |
فأينَ منهُ الحِجْرُ والمقامُ |
|
وأين منه المشعرُ الحرام |
والحرمُ الآمن حريمُ بابه |
|
والبيتُ منسوبٌ إلى جنابه |
ملجأُ كل مِلَّةٍ ونِحْلَهْ |
|
وهو لأرباب القلوب قِبلهْ |
ملاذُ كل حاضرٍ وباد |
|
وكيف لا والباب بابُ الهادي |
بل هو بابُ الله من أتاهُ |
|
فقد أتى الله فما أعلاهُ |
ولست أحصي مكرمات الهادي |
|
فإنها في العد كالأعداد |
وكم أساءَ المتوكلُ الأدبْ |
|
أحضرهُ عند الشراب والطَّرَبْ |
وهو من السنة والكتاب |
|
منزلة اللبِّ من اللُّبَاب |
أهذه القبائح الشنيعهْ |
|
بمحضر من صاحب الشريعهْ |
أيَطْلِبُ الشُّـْرَب من الإمام |
|
وهو وليُّ عصمة الأحكام |
أيَطلِبُ الغِناء بالأشعار |
|
من معدنِ الحكمة والأنوار |
أنزلهُ في أشنعِ المنازل |
|
وفخر كل منزلٍ بالنازل |
من هو عند ربه مكين |
|
فلا عليه أينما يكون |
له رياضُ القدس مأوىً ومقرّْ |
|
خان الصعاليك غطاءٌ للبصر |
وكم أساءَ القول في أبيهِ |
|
عليِّ القدر وفي بنيهِ |
حتى انتهى الأمر إلى الصديقهْ |
|
فأظهرَ الكفر على الحقيقهْ |
عاجلهُ المنتقمُ القهارُ |
|
بضربةٍ تَقدح منها النار |
قاسى الإمام من بني العباس |
|
ما ليسَ في الوهم وفي القياس |
كم مرةٍ من بعد مرةٍ حُبِسْ |
|
وهو بما يراهُ منهم مُحتبس |
حتى قضى بالغم عمراً كاملا |
|
فسمه المعتز سماً قاتلا |
قضى شهيداً في ديار الغربهْ |
|
في شدة ومحنة وكربهْ |
بكتهُ عين الرشد والهدايهْ |
|
حيث هوى منها أجلُّ رايهْ |
بكته عينُ العلم والآداب |
|
ومحكمُ السنةِ والكتاب |
بكته عينُ الفلك الدوار |
|
حزناً على المدير والُمدار |
بكاهُ جدُّهُ النبيُّ المجتبى |
|
كأنه ضياءُ عينيه خَبَا |
بكته أعينُ البدور النيرهْ |
|
آباؤه الغُرُّ الكرامُ البررهْ |
بكاهُ كل ما سوى الله على |
|
مصابه حتى الوحوش في الفلا ) . |
من قصيدة للدكتور الشيخ محمد حسين الصغير على إثر تفجير مشهد العسكريين عليهماالسلام :
إرثُ النبوة من طهَ وياسينِ |
|
بالنور يخطفُ أبصارَ الشياطين |
أعماهمُ الحق هَدَّاراً بصولته |
|
فقابلوه بتفجير البراكين |
القصفُ والنسف والتدمير أسلحةٌ |
|
على العدا لا على الغُرِّ الميامين ! |
أئمةٌ ورسولُ الله جدُّهُمُ |
|
بيضُ الأسارير أو شُمُّ العَرانين |
أيديهمُ لدواهي الظلم دافعةٌ |
|
ومالهُمْ للضحايا والمساكين |
ما قبةُ العَلَم الهادي وروضتُه |
|
إلا مقرُّ الأعالي والأساطين |
زهت بمغناهُ سامراءُ والتجأت |
|
له الأقاليم من جور السلاطين |
طالت اليه يدُ الإرهاب غادرةً |
|
وفجرت حقدَها في غصن زيتون |
تلك القبابُ أعز الله جانبها |
|
رمزُ السلام ومقياسُ الموازين |
داجٍ من الخطب غطى كل منحدرٍ |
|
من العراق فما حيٌّ بمأمون |
أبنا صهيونَ إن عاثوا الفساد بها |
|
ففي بلادي منهمْ ألف صَهْيُوني |
للشيخ عبد الكريم الجزائري قدسسره مؤرخاً باب مشهد العسكريين عليهماالسلام سنة ١٣٤٣ :
لُذْ ببابِ النجاةِ باب الهادي |
|
فهو بابٌ به بلوغُ الُمراد |
كمْ لركبِ الزوارِ فيه مناخٌ |
|
قد حداهم من جانب الله حادي |
هو بابُ الرجَا إلى مرتجيه |
|
وإمام اللاجي وريُّ الصَّادي |
لحِمَى العسكريِّ منه دخولٌ |
|
وضريحِ الإمام نجلِ الجواد |
لضريحٍ أضحى مزاراً وملجاً |
|
وأماناً لحاضرِ ولبادِ |
ضمِّ قبرين بل وبدرين يُهدى |
|
بهما الخلق في طريق الرشاد |
فهما جنتي ودِرعي وحِرزي |
|
وملاذي وِلاهما وسِنادي |
وإماماي قد طويتُ على هذا |
|
ضميري في مبدئي ومعادي |
وبوادي وِلاهما ِهِمْتُ شوقاً |
|
لست ممن يهيم في كل واد |
أهل بيت الوحي الأولى غرسَ الله |
|
وِلاهم وحبَّهم في فؤادي |
فحقيقٌ إذا لجأْنا ولُذْنا |
|
بفنا العسكري وبابِ الهادي |
فهو بابُ النجاة للخلق أرِّخْ |
|
وهو بابٌ به بلوغُ الُمرادِ |
( تم الكتاب والحمد لله رب العالمين )
* *
فهرس موضوعات الكتاب
مقدمة
الفصل الأول : الإمام الهادي عليهالسلام في عهد المأمون والمعتصم والواثق
الطفل المعجزة افتخر به المأمون وأنكره المعتصم ! .............................................. ٥
الإمام الهادي عليهالسلام عرف بشهادة أبيه في بغداد ............................................... ٦
فرضوا عليه الإقامة الجبرية وهو طفل ......................................................... ٧
دلالة فرض الإقامة الجبرية على الإمام عليهالسلام ؟ ................................................. ٩
استبصر « معلمه » الجنيدي وثبت على الإيمان ............................................. ١٠
صَرْيا مزرعة الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام .................................................. ١١
فشلت خطة المعتصم في محاصرة الإمام عليهالسلام ................................................ ١٢
كان الواثق ليناً مع العلويين ومعجباً بالإمام الهادي عليهالسلام ...................................... ١٣
المتوكل يضطهد الإمام الهادي عليهالسلام ........................................................ ١٥
الفصل الثاني : من مفردات صحيفة المتوكل
الهوية الشخصية ........................................................................ ١٧
كان حضرة الخليفة مخنثاً يطلب الرجال ! ................................................... ١٨
وأتوا به من سجن المخانيث الى كرسي الخلافة .............................................. ٢٠
وكان لحضرة الخليفة ندماء مخانيث ! ....................................................... ٢٣
وكان حضرة الخليفة خَمَّاراً يهوى الغلمان ! .................................................. ٢٦
وكان لحضرة الخليفة أربعة آلاف جارية ! ................................................... ٢٩
عنده آلاف الجواري واغتصب بنت رئيس وزرائه ! ........................................... ٣٢
دخل جِنِّيٌ في جارية المتوكل فأخرجه ابن حنبل بالقبقاب ! .................................... ٣٣
ما قيمة الخلافة إذا كان الخليفة مُنْحَطاً ! ................................................... ٤١
كانت عقيدة المتوكل وسياسته مضادةً لآبائه ! .............................................. ٤٣
وَضَعَ المتوكل خطةً واسعة لنشر النُّصْب والتجسيم ........................................... ٤٤
كان المتوكل شديد البغض لعلي بن أبي طالب عليهالسلام ......................................... ٤٥
قَرَّبَ المتوكل العلماء المجسمين والنواصب وأغدق عليهم ....................................... ٤٨
أسس حزب أهل الحديث أو الصاعدية .................................................... ٥١
الصاعدية أجداد الوهابية ! ............................................................... ٥٥
أعطوا المتوكل لقب محي السنة ، وقطب الظاهر والباطن ! ..................................... ٥٧
كيف كان المتوكل يدير الدولة ؟ .......................................................... ٥٨
الفصل الثالث : سياسة المتوكل مع الإمام الهادي عليهالسلام
من ثوابت سياسة الخلفاء تصفية مخالفيهم ! ................................................ ٦٥
١. سَجَنَ المتوكل الإمام عليهالسلام ليقتله فأنجاه الله .............................................. ٦٦
٢. واتهم المتوكل الإمام عليهالسلام بجمع السلاح للثورة عليه ........................................ ٦٩
٣. وكان يقول : أعياني أمرُ ابن الرضا ! ................................................... ٧١
٤. يتفاءل المتوكل بنفسه ويتشاءم بالإمام عليهالسلام ............................................. ٧٢
٥. وكانت أم المتوكل تعتقد بالإمام عليهالسلام وتنذر له ........................................... ٧٣
٦. هيأ له علوجاً ليقتلوه ، فهابوه وسجدوا له ............................................... ٧٥
٧. بنى المتوكل عاصمة جديدة بالإجبار .................................................... ٧٦
٨. حاول المتوكل إذلال الإمام عليهالسلام فدعا عليه .............................................. ٧٧
٩. أظهر الله قدرة وليه عليهالسلام فخاف الطاغية ................................................ ٨٠
١٠. لقد فاخرتنا من قريش عصابةٌ ........................................................ ٨٢
الفصل الرابع : إحضار المتوكل للإمام الهادي عليهالسلام الى سامراء
إحضار المتوكل للإمام الهادي عليهالسلام الى سامراء ............................................... ٨٥
أحضر المتوكل الإمام عليهالسلام الى سامراء ثلاث مرات ........................................... ٨٥
الإحضار الأول للإمام عليهالسلام الى سامراء .................................................... ٨٧
عتَّاب بن أبي عتاب قائد عباسي فارسي ................................................... ٨٧
إحضار الإمام الى سامراء بعد هدم قبر الحسين عليهالسلام ......................................... ٨٩
أمر المتوكل قائده أن يفتش بيت الإمام عليهالسلام ................................................ ٩٢
نص كتاب المتوكل الى الإمام الهادي عليهالسلام .................................................. ٩٤
خافت السلطة من ثورة البغداديين ! ....................................................... ٩٩
الفصل الخامس : خطة المتوكل لإبادة أهل البيت عليهمالسلام وشيعتهم
كان المتوكل يبغض أسلافه لحبهم علياً عليهالسلام ............................................... ١٠١
أرسل المتوكل الرُّخَّجِي المتوحش والياً على الحجاز ! ......................................... ١٠٢
اضطهد المتوكل الشيعة في مصر ......................................................... ١٠٣
واضطهد والي مصر محمد بن الفَرَج ...................................................... ١٠٤
واضطهد المتوكل قاضي قضاة مصر ...................................................... ١٠٦
واضطهد أحد تجار بغداد .............................................................. ١٠٩
نجَّى أهل الدينور أنفسهم من شر المتوكل .................................................. ١١٢
كان مسجد براثا مركزاً للشيعة قبل بغداد ! ................................................ ١١٦
الفصل السادس : هدم المتوكل قبر الإمام الحسين عليهالسلام
عقدة المتوكل من الإمام الحسين عليهالسلام وزواره ............................................... ١١٩
ملاحظات على نصوص هدم القبر الشريف ............................................... ١٢٧
هدم قبر الحسين عليهالسلام قبل المتوكل ........................................................ ١٣٢
هدم قبر الحسين عليهالسلام بعد عصر المتوكل .................................................. ١٤١
الفصل السابع : الوهابية أبناء المتوكل وبناته
إصرار الوهابية على تفجير قبر الحسين عليهالسلام ............................................... ١٤٧
قام الوهابيون بتفجير قبر الإمام الهادي عليهالسلام ............................................... ١٤٩
رعونة الوهابية في دفاعهم عن المتوكل ! ................................................... ١٥٣
الفصل الثامن : ثورات العلويين بعد هدم قبر الحسين عليهالسلام
ثورات العلويين بعد هدم قبر الحسين عليهالسلام ................................................ ١٦٥
الموجة الشعبية المؤيدة للإمام الهادي عليهالسلام ................................................. ١٦٧
من الثورات العلوية في زمن المتوكل ....................................................... ١٦٩
قصيدة ابن الرومي في رثاء يحيى العلوي ................................................... ١٧٦
دور قم المميز في زمن الإمام الهادي عليهالسلام ................................................. ١٨٤
الفصل التاسع : مرسوم إمامة ابن حنبل بعد هدم قبر الحسين عليهالسلام
كان ابن حنبل غير مرضي عند المأمون والمعتصم والواثق ..................................... ١٨٧
اتهموا ابن حنبل بالخيانة وفتشوا بيته ! .................................................... ١٨٨
أحضر المتوكل أحمد الى سامراء عدة مرات ................................................. ١٩٠
اتفق المتوكل مع أحمد وجعله مرجعاً للدولة ! ............................................... ١٩٣
مرجعية ابن حنبل لمواجهة مرجعية الإمام الهادي عليهالسلام ....................................... ١٩٥
احتفل المتوكل بمرجعية أحمد وإنزال رأس ابن نصر ! ......................................... ١٩٦
أهم إنجازات مرجعية أحمد بن حنبل ...................................................... ١٩٨
محنة أحمد بن حنبل كذبة حنبلية ! ....................................................... ١٩٩
أحاط ابن حنبل نفسه بهالةٍ من المبالغات ! ............................................... ٢١١
لم يكن أحمد من شيبان وقد يكون حليفهم ............................................... ٢١٣
كان جده حنبل مجنداً مشاغباً .......................................................... ٢١٥
قال علماءٌ إن أحمد من ذرية حرقوص رأس الخوارج ؟ ........................................ ٢١٧
كانت الفارسية اللغة الأم لأحمد بن حنبل ................................................ ٢١٨
تناقض ابن حنبل في موقفه من أهل البيت عليهمالسلام ........................................... ٢١٩
من غلو الحنابلة ومبالغاتهم في إمامهم وأنفسهم ............................................ ٢٢١
الفصل العاشر : الإمام الهادي عليهالسلام ينقض مذهب أحمد والمتوكل
المأمون عالمُ الخلفاء والمتوكل من جهالهم .................................................. ٢٢٥
جواب أهل البيت عليهمالسلام على مقولة خلق القرآن ........................................... ٢٢٦
الإمام الهادي عليهالسلام يشرح مسألة خلق القرآن .............................................. ٢٢٧
وينفي عن الله تعالى الجسم والصورة ...................................................... ٢٣٧
المتوكل يمتحن علم الإمام الهادي عليهالسلام .................................................... ٢٤٠
ردَّ الإمام الهادي عليهالسلام تفسير المجسمة للمقام المحمود ........................................ ٢٤٤
تكريم الإمام لعالم مناظر وإفحامه العباسيين ............................................... ٢٤٧
عالمٌ يعرض عقيدته على الإمام الهادي عليهالسلام ............................................... ٢٤٩
محاولة ابن تيمية التشكيك بفضائل الإمام الهادي عليهالسلام ...................................... ٢٥٠
الفصل الحادي عشر : الإمام الهادي عليهالسلام يطلق منشور الغدير والزيارة الجامعة
منشور الغدير في فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام ................................................ ٢٥٩
فهرس علمي أولي لزيارة الغدير ........................................................... ٢٧٤
الإمام الهادي عليهالسلام يطلق ( إلياذة ) الشيعة في الأئمة عليهمالسلام .................................. ٢٩٥
ظاهرة النصب والغلو في أهل البيت عليهمالسلام ................................................. ٢٩٨
موقف أمير المؤمنين عليهالسلام من الذين ألَّهُوه .................................................. ٣٠٠
موقف الإمام الصادق عليهالسلام من الذين ألَّهُوه ................................................ ٣٠١
موقف الإمام الكاظم عليهالسلام من الذين ألَّهُوه ................................................ ٣٠٢
موقف الإمام الرضا عليهالسلام من الذين ألَّهُوه .................................................. ٣٠٢
موقف الإمام الهادي عليهالسلام من الذين ألَّهُوه ................................................. ٣٠٣
سند الزيارة الجامعة وشروحها ........................................................... ٣٠٤
نص الزيارة الجامعة .................................................................... ٣٠٥
فهرس أولي للزيارة الجامعة ............................................................... ٣١١
الفصل الثاني عشر : شخصيات عاصرت الإمام الهادي عليهالسلام
قاضي القضاة يحيى بن أكثم ............................................................ ٣١٥
قاضي القضاة أحمد بن أبي دؤاد ......................................................... ٣١٨
قاضي القضاة ابن أبي الشوارب .......................................................... ٣١٩
الوزير محمد بن عبد الملك بن الزيات ..................................................... ٣٢٣
الوزير عمر بن الفرج الرخجي ........................................................... ٣٢٧
الوزير الفتح بن خاقان ................................................................. ٣٣٢
الوزير عبيدالله بن يحيى بن خاقان ........................................................ ٣٣٥
القائد العام لجيش الخلافة : إيتاخ ........................................................ ٣٤٠
القائد وصيف التركي .................................................................. ٣٤٦
القائد صالح بن وصيف ................................................................ ٣٥١
رئيس الأطباء بخت يشوع .............................................................. ٣٥٣
تسليط العلماء النواصب والمجسمة على الأمة .............................................. ٣٥٩
هشام بن عمار الدمشقي .............................................................. ٣٥٩
علي بن جهم : مستشار المتوكل ........................................................ ٣٦١
الفصل الثالث عشر : الإمام الهادي عليهالسلام مع المنتصر والمستعين والمعتز
ثلاثة خلفاء في ست سنين ............................................................. ٣٦٣
عصفت العاصفة بالمتوكل ومن بعده ! .................................................... ٣٦٣
سيطرة المماليك على خلافة العباسيين ! .................................................. ٣٦٥
أجيال الترك الأوائل لم يدخل الإيمان في قلوبهم ............................................. ٣٦٨
الخليفة المنتصر بن المتوكل .............................................................. ٣٧٠
هل قتل المنتصر أباه المتوكل ؟ ........................................................... ٣٧٥
لم يستفد المنتصر من توجيه الإمام الهادي عليهالسلام ............................................ ٣٧٧
قَتل المنتصر ونَصب المستعين « أحمد بن محمد بن المعتصم » ................................. ٣٨٠
قَتل المستعين ونصب المعتز « الزبير بن المتوكل » ........................................... ٣٨٢
قتل المعتز ونصب المهتدي « محمد بن الواثق » ............................................ ٣٨٤
قتل المهتدي ونصب المعتمد « أحمد بن المتوكل » .......................................... ٣٨٧
أخبار الإمام الهادي عليهالسلام في عهد المستعين والمعتز .......................................... ٣٨٩
الفصل الرابع عشر : من معجزات الإمام الهادي عليهالسلام
الأئمة أفضل أوصياء الأنبياء عليهمالسلام ...................................................... ٣٩١
١. ظهر الماء في الصحراء ورويت القافلة .................................................. ٣٩٢
٢. عرف الإمام بموعد نزول المطر في الصيف .............................................. ٣٩٣
٣. الإمام يشفي عين طفل ويرد بصره .................................................... ٣٩٤
٤. رواية أخرى لحادثة المطر في الصيف ................................................... ٣٩٤
٥. رواية ثانية لظهور الماء وريَّ القافلة .................................................... ٣٩٧
٦. ما ظهر للفتح بن يزيد الجرجاني ...................................................... ٣٩٩
٧. قال البغدادون : أقبل بيت الله الحرام .................................................. ٤٠٢
٨. عرف الإمام عليهالسلام ما في ضميره فاستبصر .............................................. ٤٠٣
٩. النصراني الكاتب والإمام الهادي عليهالسلام ................................................. ٤٠٤
١٠. طبيب نصراني يسلم على يد الإمام عليهالسلام ............................................ ٤٠٧
١١. عزم المتوكل على قتل علي بن جعفر ................................................. ٤٠٨
١٢. قصة زينب الكذابة ............................................................... ٤٠٩
١٣. بستان الآس ..................................................................... ٤١١
١٤. معرفة الإمام عليهالسلام باللغات ......................................................... ٤١٢
١٥. لسنا في خان الصعاليك ........................................................... ٤١٢
١٦. برذون أبي هاشم الجعفري .......................................................... ٤١٣
١٧. المتوكل يستعين بمشعوذ ............................................................ ٤١٤
١٨. وعُلِّمْنَا منطقَ الطير ............................................................... ٤١٥
١٩. إخباره عليهالسلام بأجله ............................................................... ٤١٦
٢٠. إنتقام الله للإمام عليهالسلام من أحمد بن الخصيب ......................................... ٤١٨
الفصل الخامس عشر : شخصيات من تلاميذ الإمام الهادي عليهالسلام وأصحابه
١. الصقر بن أبي دلف ................................................................ ٤٢٠
٢ ـ ٣. شخصيتان من أولاد المنصور الدوانيقي ............................................. ٤٢١
٤. خيران الأسباطي .................................................................. ٤٢٨
٥. عبد العظيم بن عبد الله الحسني ...................................................... ٤٢٩
٦. أبوهاشم داود بن القاسم الجعفري .................................................... ٤٣٣
٧. العالم اللغوي يعقوب بن السِّكِّيت .................................................... ٤٣٦
٨. عبد الله بن جعفر الحميري .......................................................... ٤٣٧
٩. الفضل بن شاذان .................................................................. ٤٣٨
١٠. أحمد بن إسحاق الأشعري ......................................................... ٤٤٠
الفصل السادس عشر : شهادة الإمام الهادي عليهالسلام
شهادته عليهالسلام بيد المعتز وليس المعتمد .................................................... ٤٤٤
مراسم جنازة الإمام عليهالسلام ............................................................... ٤٤٧
شاعران من أصحاب الإمام عليهالسلام رثياه ................................................... ٤٥٠
الفصل السابع عشر : بشارة الإمام الهادي بحفيده الإمام المهدي عليهماالسلام
نصه على إمامة ابنه الحسن العسكري عليهالسلام ............................................... ٤٥٦
تبشيره بحفيده المهدي الموعود عليهالسلام ....................................................... ٤٥٨
أولاد الإمام الهادي عليهالسلام ............................................................... ٤٥٩
محمد بن الإمام الهادي ، المعروف بالسيد محمد ............................................ ٤٦١
جعفر الكذاب ....................................................................... ٤٦٣
ملاحظة في الختام ..................................................................... ٤٦٨
مقطوعات شعرية في الإمام الهادي عليهالسلام .................................................. ٤٧٠