الحسين بن محمد بن عامر ، قال : حدثني خيران الخادم القراطيسي قال : حججت أيام أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهالسلام وسألته عن بعض الخدم ، وكانت له منزلة من أبي جعفر عليهالسلام فسألته أن يوصلني إليه ، فلما صرنا إلى المدينة ، قال لي : تهيأ فإني أريد أن أمضي إلى أبي جعفر عليهالسلام ، فمضيت معه .. ولخيران ، هذا : مسائل يرويها عنه وعن أبي الحسن عليهالسلام . أقول : بعدما ثبتت وثاقة الرجل ، فلا بد من تصديقه فيما أخبر به ، وفيه دلالة على جلالته وعظم منزلته عند الإمام عليهالسلام » .
وعده النجاشي / ١٥٥ ، في مصنفي الشيعة . وقال في منتهى المقال « ٣ / ١٨٩ » : « وفي الكشي ما يدل على جلالته . وفي آخره قال عليهالسلام : إعمل في ذلك برأيك ، فإن رأيك رأيي ومن أطاعك أطاعني . قال أبو عمرو : هذا يدل على أنه كان وكيله » .
أقول : وذكروا لخيران ابناً بإسم الخيراني ، روى عن أبيه ، وروى عنه في الكافي « ١ / ٣٢٢ » عن الإمام الرضا ، النص على إمامة ولده الجواد عليهالسلام .
٥. عبد العظيم بن عبد الله الحسني :
١. تقدم في فصل نقض الإمام الهادي عليهالسلام لعقيدة المتوكل وابن حنبل ، أن عبد العظيم الحسني عرض دينه على الإمام عليهالسلام فقال له : « يا أبا القاسم ، هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده ، فاثبت عليه ، ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة » .
٢.
قال في النور الهادي إلى أصحاب إمام الهادي عليهالسلام
« ١ / ١٥٤ » :
« عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الإمام الحسن المجتبى .. أبو القاسم ،
المعروف بالشاه عبد العظيم . من كبار علماء الشيعة الإمامية .. كان مؤمناً عابداً زاهداً تقياً ورعاً ، صحب الإمامين الجواد والهادي عليهماالسلام وروى عنهما .
هرب من ظلم وجور السلطة العباسية الى بلاد فارس ، فدخل الري مستتراً وأقام بها في دار أحد الشيعة بساربانان ، ولم يزل بها مدة طويلة من دون أن يُعَرف الناس بنفسه وسلالته الشريفة ، حتى توفي بها في النصف من شهر شوال سنة ٢٥٢ هـ ودفن بها ، وأصبح ضريحه من المشاهد المتبركة ومن المزارات المقدسة لدى المسلمين عامة ، والشيعة خاصة . روى عنه سهل بن زياد الآدمي ، وأحمد بن أبي عبد الله البرقي ، وعبيد الله بن موسى الروياني وغيرهم . من آثاره كتاب : خطب أمير المؤمنين عليهالسلام ، وكتاب : اليوم والليلة » .
٣. ورد الحث على زيارة قبره رحمهالله ، ففي جواهر الكلام « ٢٠ / ١٠٣ » : « قال الكاظم عليهالسلام : من لم يقدر أن يزورنا فليزر صالحي إخوانه ، يكتب له ثواب زيارتنا ، ومن لم يقدر أن يصلنا فليصل صالحي إخوانه يكتب له ثواب صلتنا .
وكذا يستحب زيارة عبد العظيم بالري فإنها كزيارة الحسين عليهالسلام ، وقبر فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهماالسلام بقم ، فإن من زارها له الجنة . وجميع قبور العلماء والصلحاء والأولياء ، وكافة إخوانه أحياءً وأمواتاً .
ولكل ذلك آداب ووظائف ، قد تكفلت بها الكتب المعدة لذلك ، والرجاء بالله تعالى شأنه أن يوفقنا بعد إتمام هذا الكتاب إلى تأليف كتاب يجمع جميع ما ورد عنهم عليهمالسلام في ذلك ، والله الموفق والمؤيد والمسدد » .
ولعبد العظيم الحسني رحمهالله مشهد في الري هو أكبر معالمها ، ويقصده الشيعة للزيارة .
٤. أهم نص في سيرة عبد العظيم رحمهالله ما قاله النجاشي / ٢٤٧ : « عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام أبو القاسم . له كتاب خطب أمير المؤمنين عليهالسلام قال أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله : حدثنا جعفر بن محمد أبو القاسم قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي قال : كان عبد العظيم ورد الري هارباً من السلطان ، وسكن سرباً في دار رجل من الشيعة في سكة الموالي ، فكان يعبد الله في ذلك السرب ويصوم نهاره ويقوم ليله ، وكان يخرج مستتراً فيزور القبر المقابل قبره وبينهما الطريق ، ويقول : هو قبر رجل من ولد موسى بن جعفر عليهالسلام .
فلم يزل يأوي إلى ذلك السرب ، ويقع خبره
إلى الواحد بعد الواحد من شيعة آل محمد عليهمالسلام
حتى عرفه أكثرهم . فرأى رجل من الشيعة في المنام رسول الله صلىاللهعليهوآله قال له : إن رجلاً من وُلدي يحمل من سكة الموالي ، ويدفن عند شجرة التفاح ، في باغ « بستان » عبد الجبار بن عبد الوهاب ، وأشار إلى المكان الذي دفن فيه ، فذهب الرجل ليشترى الشجرة ومكانها من صاحبها فقال له : لأي شئ تطلب الشجرة ومكانها . فأخبر بالرؤيا ، فذكر صاحب الشجرة أنه كان رأى مثل هذه الرؤيا ، وأنه قد جعل موضع الشجرة مع جميع الباغ وقفاً على الشريف والشيعة يدفنون فيه . فمرض عبد العظيم ومات رحمهالله
، فلما جرد ليغسل وجد في جيبه
رقعة فيها ذكر نسبه ، فإذا فيها : أنا أبو القاسم عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام .
أخبرنا أحمد بن علي بن نوح قال : حدثنا الحسن بن حمزة بن علي قال : حدثنا علي بن الفضل قال : حدثنا عبيد الله بن موسى الروياني أبو تراب قال : حدثنا عبد العظيم بن عبد الله ، بجميع رواياته » .
٥. لم يذكر الرواة لماذا طلبه السلطان ، ومتى قدم الى الري ، وقد ورد في رواية الشجري أن منزله كان بالري ، قال في أماليه « ١ / ١٧٧ » : « أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي ، قال حدثني أبي ، قال حدثنا عبد العظيم بن عبد الله الرازي في منزله بالري ، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضي عن أبيه ... وفي رواية أخرى : حدثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني بالري » .
وهذا يدل على أنه كان يسكن الري وله بيت يقصده الناس ويحدثهم ! ومن المرجح عندي أنه اضطر للإختفاء بعد فشل ثورة أحد العلويين في الري .
ففي
مقاتل الطالبيين / ٤٠٦ :
« لما وليَ المتوكل تفرق آل أبي طالب في النواحي ، فغلب الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن زيد على طبرستان ، ونواحي الديلم . وخرج بالري محمد بن جعفر بن الحسن بن عمر بن علي بن الحسين يدعو إلى الحسن بن زيد ، فأخذه عبد الله بن طاهر فحبسه بنيسابور ، فلم يزل في حبسه حتى هلك . حدثني بذلك أحمد بن سعيد ، قال : حدثني يحيى بن الحسن وأم محمد ابن جعفر رقية بنت عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي : وكان
ممن خرج معه عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب . ثم خرج من بعده بالري أحمد بن عيسى بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، يدعو إلى الحسين بن زيد .
وخرج الكوكبي وهو الحسين بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله الأرقط بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .
ولهؤلاء أخبار قد ذكرناها في الكتاب الكبير ، لم يحتمل هذا الكتاب إعادتها لطولها ، ولأنا شرطنا ذكر خبر من قتل منهم دون من خرج فلم يقتل » .
وفي مقاتل الطالبيين / ٤٣٤ : « وقُتل بالري : جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين ، في وقعة كانت بين أحمد بن عيسى بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وبين عبد الله بن عزيز ، عامل محمد بن طاهر بالري . وقتل إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن الحسن بن عبد الله بن العباس بن علي . وأمه أم ولد . قتله طاهر بن عبد الله في وقعة كانت بينه وبين الكوكبي بقزوين » .
فلعل منزل عبد العظيم كان مركزاً لبعض هذه الثورات ، أو موجهاً لها ، وبعد فشل قائدها صار عبد العظيم مطلوباً للسلطة ، فاختفى عند أحد من يثق بهم من الشيعة .
٦. ذكر بعضهم أنه لم يكن لعبد العظيم الحسني عقب ، وذكر بعضهم له بنات ، قال ابن عنبة في عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب / ٩٤ : « وأولد عبد العظيم محمد بن عبد العظيم كان زاهداً كبيراً . وانقرض محمد بن عبد العظيم ولا عقب له » .
وذكر ابن عنبة ذرية من بنته سلمة ، قال في / ٩١ : « أمهم سلمة بنت عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد » .
وذكر له العمري أخاً إسمه أحمد ، قال في المجدي في أنساب الطالبين / ٣٥ : « وأما أحمد فمن ولد السبيعي ، وهو أبو محمد القاسم وأمه أم ولد يقال لها مونس ، وأبوه الحسين نقيب الكوفة بن القاسم بن أحمد بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب » . والذي تحته خط هو نسب عبد العظيم .
٦. أبوهاشم داود بن القاسم الجعفري :
قال السيد الخوئي في معجمه « ٨ / ١٢٢ » : « قال النجاشي : داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، أبوهاشم الجعفري رحمهالله : كان عظيم المنزلة عند الأئمة عليهمالسلام ، شريف القدر ، ثقة ، روى أبوه عن أبي عبد الله عليهالسلام .
وقال الشيخ : داود بن القاسم الجعفري ، يكنى أبا هاشم ، من أهل بغداد ، جليل القدر عظيم المنزلة عند الأئمة عليهمالسلام ، وقد شاهد جماعة منهم : الرضا والجواد والهادي والعسكري وصاحب الأمر ، وقد روى عنهم كلهم عليهمالسلام .
وله أخبار ومسائل ، وله شعر جيد فيهم ، وكان مقدماً عند السلطان ، وله كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل ، عن ابن بطة ، عن أحمد بن أبي عبد الله عنه ... روى عن أبي الحسن عليهالسلام وروى عنه سهل بن زياد ، كامل الزيارات : الباب ٩٠ ، في أن الحائر من المواضع التي يحب الله أن يدعى فيها ..
وعن ربيع الشيعة أنه من السفراء والأبواب المعروفين الذين لايختلف الشيعة القائلون بإمامة الحسن بن علي عليهالسلام فيهم .
روى الكليني في الكافي ... عن داود بن القاسم الجعفري قال : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام ومعي ثلاث رقاع غير معنونة واشتبهت عليَّ فاغتممت ، فتناول إحداها وقال : هذه رقعة زياد بن شبيب ، ثم تناول الثانية فقال : هذه رقعة فلان فبهتُّ أنا ، فنظر إليَّ فتبسم ، فقلت : جعلت فداك إني لمولع بأكل الطين ، فادع الله لي . فسكت ، ثم قال لي بعد ثلاثة أيام ابتداءً منه : يا أبا هاشم قد أذهب الله عنك أكل الطين . قال أبوهاشم : فما شئ أبغض إلي منه اليوم ... وكيف كان فلا إشكال في وثاقة الرجل وجلالته » .
أقول : ترجمنا له في سيرة الإمام الجواد عليهالسلام ، وذكرنا هنا في فصل الثوار العلويين مواجهته لحاكم بغداد ابن طاهر في سنة ٢٥٠ ، عندما أراد صَلْبَ رأس الثائر يحيى بن عمر الزيدي ، فانتقده أبو هاشم وخرج مغضباً ، وهو يهددهم بانتقام الله :
يا بني طاهرٍ كُلُوه وبِيًّا |
|
إنَّ لحم النبيِّ غَيْرُ مَرِيِّ |
إن وتراً يكون طالبه الله |
|
لوِتْرٌ بالفوْتِ غَيْرُ حَرِيِّ |
فخاف ابن طاهر : « وأمر محمد بن عبد الله حينئذ أخته ونسوة من حرمه بالشخوص إلى خراسان ، وقال : إن هذه الرؤس من قتلى أهل هذا البيت لم تدخل بيت قوم قط إلا خرجت منه النعمة وزالت عنه الدولة ، فتجهزن للخروج » ! « مقاتل الطالبيين / ٤٢٣ ، والتفصيل في الطبري : ٧ / ٤٢٥ ، ومروج الذهب « ٤ / ٦٣ » .
وكان أبوهاشم الجعفري رضي الله عنه من أصحاب الأئمة الإثني عشر عليهمالسلام ولم يكن خطهم الثورة كالعلويين الثائرين من الزيديين وغيرهم ، ولكنهم كانوا يتضامنون مع الثائرين إذا فشلوا أو نُكبوا ، ويدافعون عنهم .
هذا وقد ذكرنا في معجزات الإمام الهادي عليهالسلام أن بيت أبي هاشم كان في بغداد وكان الإمام عليهالسلام في سامراء ، فشكا اليه طول الطريق وطلب منه أن يدعو له أن يقويه على زيارته ، فقال الإمام عليهالسلام : « قَوَّاكَ الله يا أبا هاشم وقَوَّى بِرْذَوْنَك . قال : فكان أبوهاشم يصلي الفجر ببغداد ويسير على البرذون ، فيدرك الزوال من يومه ذلك في عسكر سر من رأى ، ويعود من يومه إلى بغداد إذا سار على ذلك البرذون ، وكان هذا من أعجب الدلائل التي شوهدت » .
أقول : المسافة من بغداد الى سامراء مئة وعشرون كيلو متراً ، فهي تحتاج الى نحو عشر ساعات على البغل السريع . وكان أبو هاشم بعد دعاء الإمام عليهالسلام يقطعها في نحو خمس ساعات . وهذا ليس غريباً على دعاء الإمام عليهالسلام وليس غريباً أن تطوى الأرض بدعائه عليهالسلام !
وفي مستدرك سفينة البحار « ٥ / ٢٢٨ » أن أبا هاشم الجعفري توفي سنة ٢٦١ ، بعد أن تشرف برؤية الإمام المهدي صلوات الله عليه .
٧. العالم اللغوي يعقوب بن السٍّكِّيت :
كان من أصحاب الإمام الكاظم الرضا والجواد والهادي عليهمالسلام وترجمنا له في أصحاب الإمام الجواد عليهالسلام ونكتفي هنا ببعض النصوص :
قال
أبوالفدا في تاريخه «
٢ / ٤٠ »
: « وفيها «
سنة ٢٤٥ » قَتَلَ المتوكل أبا يوسف يعقوب بن إِسحاق المعروف بابن السكيت ، صاحب كتاب إصلاح المنطق في اللغة
وغيره ، وكان إماماً في اللغة والأدب ، قتله المتوكل لأنه قال له : أيمُّا أحب إليك : ابناي المعتز والمؤيد أم الحسن والحسين ؟ فغض ابن السكّيت من ابنيه وذكر عن الحسن والحسين ما هما أهله ، فأمر مماليكه فداسوا بطنه ، فحمل إلى داره فمات بعد غد ذلك اليوم . وقيل إن المتوكل لما سأل ابن السكيت عن ولديه وعن الحسن والحسين قال له ابن السكيت : والله إن قنبراً خادم علي خير منك ومن ولديك ! فقال المتوكل : سُلُّوا لسانه من قفاه ، ففعلوا به ذلك فمات لساعته ، في رجب في هذه السنة المذكورة ، وكان عمره ثمانياً وخمسين سنة » .
ولايصح قوله عن عمر ابن السكيت ، لأنه كان شاباً سنة ١٨٣ ، عند شهادة الإمام الكاظم عليهالسلام فلا بد أن يكون عمره عندما قتل في السبعينات أو الثمانينات .
وقد أجمع المؤرخون على ذم المتوكل العباسي لقتله هذا العالم ظلماً ، وبغضاً لعلي وأهل البيت عليهمالسلام . وترجموا لابن السكيت ومدحوه ، وذكروا أن مؤلفاته بلغت نحو ثلاثين مؤلفاً ، والذي وصلنا منها كتاب إصلاح المنطق فقط . راجع : مقدمة المعارف لابن قتيبة ، ووفيات الأعيان : ٦ / ٣٩٥ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٨٥ . وغيرها من المصادر .
وقال ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب : ٢ / ١٠٦ : « فأمر بسلِّ لسانه من قفاه رحمه الله ورضي عنه ، ويقال أنه حمل ديته إلى أولاده » !
وقال النجاشي في رجاله / ٤٤٩ : « يعقوب بن إسحاق السكيت ، أبو يوسف كان متقدماً عند أبي جعفر الثاني وأبي الحسن عليهماالسلام ، وله عن أبي جعفر رواية ومسائل ، وقتله المتوكل لأجل التشيع ، وأمره مشهور ، وكان وجهاً في علم العربية واللغة ثقة صدوقاً لا يطعن عليه » .
٨. عبد الله بن جعفر الحميري :
اتفق علماؤنا على توثيقه ، وأشهر مؤلفاته قرب الإسناد ، وأشهر مروياته التواقيع عن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ، ووثقه الطوسي في الفهرست / ١٦٨ ، وابن شهراشوب في معالم العلماء / ١٠٨ ، وذكرا بعض كتبه .
وقال النجاشي في الرجال / ٢٢٠ : « عبد الله بن جعفر بن الحسين بن مالك بن جامع الحميري .. شيخ القميين ووجههم ، قدم الكوفة سنة نيف وتسعين ومائتين ، وسمع أهلها منه فأكثروا ، وصنف كتباً كثيرة ، يعرف منها : كتاب الإمامة ، كتاب الدلائل ، كتاب العظمة والتوحيد ، كتاب الغيبة والحيرة ، كتاب فضل العرب ، كتاب التوحيد والبداء ، والإرادة والاستطاعة والمعرفة ، كتاب قرب الإسناد إلى الرضا عليهالسلام ، وكتاب قرب الإسناد إلى أبي جعفر الجواد بن الرضا عليهالسلام ، وكتاب ما بين هشام بن الحكم وهشام بن سالم ، والقياس ، والأرواح ، والجنة والنار ، وكتاب الحديثين المختلفين ، ومسائل الرجال ومكاتباتهم أبا الحسن الثالث عليهالسلام ، ومسائل لأبي محمد الحسن عليهالسلام على يد محمد بن عثمان العمري ، وكتاب قرب الإسناد إلى صاحب الأمر عليهالسلام ، ومسائل أبي محمد وتوقيعاته ، وكتاب الطب » .
قال
الشبستري في أصحاب الإمام الهادي عليهالسلام / ١٥٧ :
« محدث إمامي ثقة ، مشارك في كثير من العلوم ، وله فيها تآليف نافعة ، كان من وجوه أهل قم وشيوخهم ، قدم الكوفة سنة نيف وتسعين ومائتين . صحب الإمامين الهادي والعسكري عليهماالسلام
جاء إسمه في ٧٥ مورداً في أسناد الروايات . روى عنه أحمد بن محمد بن يحيى العطار ، ومحمد بن علي بن محبوب ، ومحمد بن الحسن بن الوليد وغيرهم » .
وللحميري أولاد وأحفادٌ ، ساروا على خطه رحمهالله .
٩. الفضل بن شاذان :
يوجد عدة أشخاص باسم الفضل بن شاذان ، بعضهم جده جبرئيل ، أو عيسى ، أو صيفي .. الخ . ومقصودنا الذي جده الخليل الفراهيدي رحمهالله .
قال الزركلي في الأعلام « ٥ / ١٤٩ » : « الفضل بن شاذان بن الخليل ، أبومحمد الأزدي النيسابوري : عالمٌ بالكلام ، من فقهاء الإمامية . له نحو ١٨٠ كتاباً ، منها الرد على ابن كرام ، والإيمان ، ومحنة الإسلام ، والرد على الدامغة الثنوية ، والرد على الغلاة ، والتوحيد ، والرد على الباطنية والقرامطة » .
وفي معالم العلماء / ١٢٥ : « لقي علي بن محمد التقي عليهالسلام . دخل الفضل على أبي محمد عليهالسلام فلما أراد أن يخرج سقط منه كتاب من تصنيفه ، فتناوله أبومحمد عليهالسلام ونظر فيه ، وترحم عليه ، وذُكر أنه قال : أغبطُ أهل خراسان مكانَ الفضل بن شاذان ، وكونه بين أظهرهم » .
وقال
الكشي « ٢ / ٨١٨ » :
« ذكر أبو الحسن محمد بن إسماعيل البندقي النيسابوري : أن الفضل بن شاذان بن الخليل ، نفاه عبد الله بن طاهر عن نيسابور ، بعد أن دعا به واستعلم كتبه وأمره أن يكتبها ، قال فكتب تحته : الإسلام الشهادتان وما يتلوهما . فذكر أنه يحب أن يقف على قوله في السلف . فقال أبومحمد : أتولى أبا بكر وأتبرؤ
من عمر ! فقال له : ولم تتبرأ من عمر ؟ فقال : لإخراجه العباس من الشورى . فتخلص منه بذلك » .
وفي معجم السيد الخوئي « ١٤ / ٣١١ » : « سمعت الفضل بن شاذان آخر عهدي به يقول : أنا خلفٌ لمن مضى ، أدركتُ محمد بن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى وغيرهما ، وحملت عنهم منذ خمسين سنة . ومضى هشام بن الحكم رحمهالله ، وكان يونس بن عبد الرحمن رحمهالله خلفه ، كان يرد على المخالفين ، ثم مضى يونس بن عبد الرحمان ولم يخلف خلفاً غير السكاك ، فرد على المخالفين حتى مضى عليهالسلام ، وأنا خلف لهم من بعدهم ، رحمهم الله ...
قال أبو علي : والفضل بن شاذان كان برستاق بيهق ، فورد خبر الخوارج فهرب منهم ، فأصابه التعب من خشونة السفر ، فاعتل ومات منه ، فصليتُ عليه » .
وقال الجلالي في فهرس التراث « ١ / ٢٨١ » : « زرتُ مرقده الشريف خارج مدينة نيشابور ، على مقربة من قبر خَيَّام ، وله سورٌ ولوحٌ فيه إسمه ، وتبركتُ بقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة ، وقد قصدتُ مرقده لثواب الآخرة ، والناس يقصدون خيَّام للدنيا ! وما أقربهما مرقداً وأبعدهما روحاً !
من آثاره : إثبات الرجعة : نسخة محفوظة في مكتبة السيد الحكيم قدسسره في النجف وعليها بخط الحر العاملي » .
أقول : ذكر في الذريعة نسخ كتبه . وأعجبها كتابه الرجعة والغيبة ، فقد ألفه قبل ولادة الإمام المهدي عليهالسلام من أحاديث أجداده عن غيبته وظهوره والرجعة بعده !
١٠ . أحمد بن إسحاق الأشعري :
قال الشيخ الطوسي في الفهرست / ٧٠ : « أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن سعد بن مالك بن الأحوص ، الأشعري ، أبو علي ، كبير القدر ، وكان من خواص أبي محمد عليهالسلام ، ورأى صاحب الزمان عليهالسلام وهو شيخ القميين ووافدهم .
وله كتب ، منها كتاب علل الصلاة ، كبير ، ومسائل الرجال لأبي الحسن الثالث عليهالسلام . أخبرنا بهما الحسين بن عبيد الله ، وابن أبي جيد ، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار ، عن سعد بن عبد الله ، عنه » .
أقول : هاجر جده الأحوص مع أخيه عبد الله ، وجماعة من عشيرتهم من الكوفة في زمن الإمام زين العابدين عليهالسلام ، وأسسوا قماً ، وسرعان ما صارت مركزاً علمياً ، وحاضرةً مواليةً لأهل البيت عليهمالسلام . وقد مدح الأئمة عليهمالسلام الأشعريين القميين ، ونبغ منهم رواة كبار وعلماء أبرار .
وعده النجاشي وأباه في مصنفي الشيعة ، قال / ٧٣ و ٩١ : « إسحاق بن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري ، قمي ثقة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهماالسلام . وابنه أحمد بن إسحاق مشهور .. وكان وافد القميين ، وروى عن أبي جعفر الثاني وأبي الحسن عليهماالسلام وكان خاصة أبي محمد عليهالسلام » .
قال السيد الخوئي في رجاله « ٢ / ٥٤ ، و ٤٨ » : « أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن سعد = أحمد بن إسحاق بن سعد = أحمد بن إسحاق القمي .
عده الشيخ في أصحاب الجواد عليهالسلام ، وفي أصحاب أبي محمد العسكري عليهالسلام قائلاً : أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري ، قمي ثقة .
وقع بهذا العنوان ، في إسناد عدة من الروايات ، تبلغ سبعة وستين مورداً ، فقد روى عن أبي الحسن ، وأبي الحسن الثالث ، وأبي محمد عليهمالسلام ، وأبي هاشم الجعفري ، وبكر بن محمد الأزدي ، وسعدان بن مسلم ، وسعدان عبد الرحمان ، وياسر الخادم . وروى عنه : أبو علي الأشعري ، وأحمد بن إدريس ، وأحمد بن علي ، وأحمد بن محمد بن عيسى ، والحسين بن محمد الأشعري ، وعبد الله بن عامر .. » .
في الغيبة للطوسي / ٣٥٤ : « أحمد بن إسحاق بن سعد القمي قال : دخلت على أبي الحسن علي بن محمد صلوات الله عليه في يوم من الأيام فقلت : يا سيدي أنا أغيب وأشهد ، ولا يتهيأ لي الوصول إليك إذا شهدت في كل وقت ، فقولَ من نقبل ، وأمر من نمتثل ؟ فقال لي صلوات الله عليه : هذا أبو عمرو الثقة الأمين ما قاله لكم فعني يقوله وما أداه إليكم فعني يؤديه . فلما مضى أبو الحسن عليهالسلام وصلت إلى أبي محمد ابنه الحسن العسكري عليهالسلام ذات يوم فقلت له عليهالسلام مثل قولي لأبيه ، فقال لي : هذا أبو عمرو الثقة الأمين ، ثقة الماضي وثقتي في المحيا والممات فما قاله لكم فعني يقوله ، وما أدى إليكم فعني يؤديه .
قال أبو محمد هارون : قال أبو علي : قال أبو العباس الحميري : فكنا كثيراً ما نتذاكر هذا القول ، ونتواصف جلالة محل أبي عمرو » .
وروى الكشي « ٢ / ٨٣١ » : « كتب محمد بن أحمد بن الصلت القمي الآبي أبو علي إلى الدار كتاباً ذكر فيه قصة أحمد بن إسحاق القمي وصحبته ، وأنه يريد الحج واحتاج إلى ألف دينار ، فإن رأى سيدي أن يأمر باقراضه إياه ، ويُسترجع منه في البلد إذا انصرفنا فافعل . فوقع عليهالسلام : هي له منا صلة ، وإذا رجع فله عندنا سواها ، وكان أحمد لضعفه لايطمع نفسه في أن يبلغ الكوفة ، وفي هذه من الدلالة » . أي دلالةٌ على أنه يرجع من الحج سالماً ، وكان تقدم به العمر رحمهالله .
وفي دلائل الإمامة / ٥٠٣ : « وكان أحمد بن إسحاق القمي الأشعري رضي الله عنه الشيخ الصدوق ، وكيل أبي محمد عليهالسلام ، فلما مضى أبو محمد عليهالسلام إلى كرامة الله عز وجل أقام على وكالته مع مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه ، تخرج إليه توقيعاته ، ويحمل إليه الأموال من سائر النواحي التي فيها موالي مولانا فيتسلمها ، إلى أن استأذن في المصير إلى قم فخرج الإذن بالمضي ، وذكر أنه لايبلغ إلى قم ، وأنه يمرض ويموت في الطريق ، فمرض بحلوان ومات ودفن بها ، رضي الله عنه » .
وقال الكشي « ٢ / ٨٣١ » : « كتب أبو عبد الله البلخي إليَّ يذكر عن الحسين بن روح القمي أن أحمد بن إسحاق كتب إليه يستأذنه في الحج : فأذن له ، وبعث إليه بثوب فقال أحمد بن إسحاق : نعى إلي نفسي ، فانصرف من الحج فمات بحلوان .
أحمد بن إسحاق بن سعد القمي عاش بعد وفاة أبي محمد عليهالسلام ، وأتيت بهذا الخبر ليكون أصح لصلاحه وما ختم له به » .
أقول : روى أحمد بن إسحاق الأشعري رحمهالله عن الإمام الرضا عليهالسلام وتوفي بعد الإمام العسكري عليهالسلام ، ورأى من الأئمة خمسة : الرضا والجواد والهادي والعسكري والمهدي عليهمالسلام . وأكبر دوره رحمهالله مع الإمام العسكري والمهدي عليهماالسلام ، فستأتي ترجمته هناك .
* *
الفصل السادس عشر :
شهادة الإمام الهادي عليهالسلام
شهادته عليهالسلام بيد المعتز وليس المعتمد
كانت شهادة الإمام الهادي عليهالسلام بيد الخليفة العباسي المعتز . وقد نسبت روايةٌ سُمَّهُ الى المعتمد ، ولعل ذلك بسبب أن المعتمد نَفَّذَ أمر أخيه المعتز ، أو جاء إسمه تصحيفاً . والمعتز هو الزبير بن المتوكل ، ويعرف بابن قبيحة . والمعتمد أخوه أحمد بن المتوكل ، ويعرف بابن فتيان ، إسم أمه أيضاً .
قال المسعودي في مروج الذهب « ٤ / ٨٤ » : « كانت وفاة أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد في خلافة المعتز بالله ، وذلك في يوم الإثنين لأربع بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين ، وهو ابن أربعين سنة ، وقيل ابن اثنتين وأربعين سنة ، وقيل أكثر من ذلك ، وسمع في جنازته جارية تقول : ما ذا لقينا في يوم الإثنين قديماً وحديثاً ! وصلى عليه أحمد بن المتوكل « المعتمد » على الله ، في شارع أبي أحمد ، وفي داره بسامرا ، ودفن هناك » .
وفي
تاريخ اليعقوبي « ٢ / ٥٠٠ » :
« وتوفي علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، بسر من رأى ، يوم الأربعاء لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة ٢٥٤
، وبعث المعتز بأخيه أحمد بن المتوكل ، فصلى عليه في الشارع المعروف بشارع أبي أحمد ، فلما كثر الناس واجتمعوا كثر
بكاؤهم وضجتهم ، فرُدَّ النعشُ إلى داره فدفن فيها ، وسنهُ أربعون سنة ، وخلَّفَ من الولد الذكور اثنين : الحسن ، وجعفر » .
وفي دلائل الإمامة / ٤٠٩ : « كانت سِنُوُّ إمامته بقية ملك الواثق ، ثم ملك المتوكل ، ثم أحمد المستعين ، ثم ملك المعتز ، وفي آخر ملكه استشهد ولي الله ، وقد كمل عمره أربعون سنة ، وذلك في يوم الإثنين لثلاث خلون من رجب سنة خمسين ومائتين من الهجرة ، مسموماً ، ويقال إنه قبض الإثنين لثلاث خلون من شهر رجب سنة أربع وخمسين ومائتين من الهجرة . ويقال يوم الإثنين لخمس ليال خلون من جمادى سنة أربع وخمسين ومائتين . ودفن بسر من رأى في داره » .
وفي إعلام الورى « ٢ / ١٠٩ » : « وكانت في أيام إمامته عليهالسلام بقية ملك المعتصم ، ثم ملك الواثق خمس سنين وسبعة أشهر ، ثم ملك المتوكل أربع عشرة سنة ، ثم ملك ابنه المنتصر ستة أشهر ، ثم ملك المستعين وهو أحمد بن محمد بن المعتصم ، سنتين وتسعة أشهر ، ثم ملك المعتز وهو الزبير بن المتوكل ثماني سنين وستة أشهر وفي آخر ملكه استشهد ولي الله علي بن محمد عليهالسلام ودفن في داره بسر من رأى » .
وقال ابن الجوزي في تذكرة الخواص « ١ / ٣٢٤ » : « وكان سنه يوم مات أربعين سنة . وكانت وفاته في أيام المعتز بالله ، ودفن بسر من رأى ، وقيل إنه مات مسموماً » .
وقال الخطيب في تاريخ بغداد « ١٢ / ٥٦ » : « أشخصه جعفر المتوكل على الله من مدينة رسول الله صلىاللهعليهوآله الى بغداد ، ثم الى سر من رأى ، فقدمها وأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر ، الى أن توفي ودفن بها في أيام المعتز بالله » .
وقال ابن شهر آشوب « ٣ / ٥٠٥ » : « وألقابه : النجيب ، المرتضى ، الهادي ، النقي ، العالم ، الفقيه ، الأمين ، المؤتمن ، الطيب ، المتوكل ، العسكري .
ويقال له : أبوالحسن الثالث ، والفقيه العسكري . وكان أطيب الناس بهجة ، وأصدقهم لهجة ، وأملحهم من قريب ، وأكملهم من بعيد ، إذا صمت علته هيبة الوقار ، وإذا تكلم سماه البهاء ، وهومن بيت الرسالة والإمامة ، ومقر الوصية والخلافة ، شعبة من دوحة النبوة منتضاةٌ مرتضاهْ . وثمرةٌ من شجرة الرسالة مجتناةٌ مجتباهْ . ولد بصرياء من المدينة للنصف من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة ومائتين .. وقبض بسر من رأى الثالث من رجب سنة أربع وخمسين ومائتين .. وليس عنده إلا ابنه أبومحمد ، وله يومئذ أربعون سنة ، وقيل واحد وأربعون وسبعة أشهر . ومدة مقامه بسر من رأى عشرون سنة ، وتوفي فيها . وقبره في داره . وكان في سني إمامته بقية ملك المعتصم ، ثم الواثق ، والمتوكل ، والمنتصر ، والمستعين ، والمعتز . وفي آخر ملك المعتز استشهد مسموماً ..
وأولاده : الحسن الإمام ، والحسين ،
ومحمد ، وجعفر الكذاب ، وابنته علية . بوابه : محمد بن عثمان العمري . ومن ثقاته : أحمد بن حمزة بن اليسع ، وصالح بن محمد الهمداني ، ومحمد بن جزك الجمال ، ويعقوب بن يزيد الكاتب ، وأبوالحسين بن هلال ، وإبراهيم بن إسحاق ، وخيران الخادم ، والنضر بن محمد الهمداني . ومن وكلائه : جعفر بن سهيل الصيقل . ومن أصحابه : داود بن زيد ، وأبوسليم زنكان ، والحسين بن محمد المدائني ، وأحمد بن إسماعيل بن يقطين ، وبشر بن
بشار النيسابوري الشاذاني ، وسليمان بن جعفر المروزي ، والفتح بن يزيد الجرجاني ، ومحمد بن سعيد بن كلثوم وكان متكلماً ، ومعاوية بن حكيم الكوفي ، وعلي بن معد بن محمد البغدادي ، وأبوالحسن بن رجا العبرتائي .
ورواة النص عليه جماعة منهم : إسماعيل بن مهران ، وأبوجعفر الأشعري ، والخيراني . والدليل على إمامته : إجماع الإمامية على ذلك ، وطريق النصوص والعصمة ، والطريقان المختلفان من العامة والخاصة ، من نص النبي صلىاللهعليهوآله على إمامة الاثني عشر ، وطريق الشيعة النصوص على إمامته عن آبائه عليهمالسلام » .
مراسم جنازة الإمام عليهالسلام
في
الهداية الكبرى / ٢٤٨ :
« الحسين بن حمدان قال : حدثني أبوالحسين بن يحيى الخرقي ، وأبومحمد جعفر بن إسماعيل الحسني ، والعباس بن أحمد ، وأحمد بن سندولا ، وأحمد بن صالح ، ومحمد بن منصور الخراساني ، والحسن بن مسعود الفزاري ، وعيسى بن مهدي الجوهري الجنبلاني ، والحسين بن غياث الجنبلاني ، وأحمد بن حسان العجلي الفزاري ، وعبد الحميد بن محمد السراج ، جميعاً في مجالس شتى : أنهم حضروا وقت وفاة أبي الحسن بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر الصادق صلوات الله عليهم ، والصلاة بسر من رأى ، فإن السلطان لما عرف خبر وفاته أمر سائر أهل المدينة بالركوب إلى جنازته ، وأن يحمل إلى دار السلطان حتى يصلي عليه ، وحضرت الشيعة وتكلموا وقال علماؤهم : اليوم يَبِينُ فضل سيدنا أبي محمد الحسن بن علي على أخيه جعفر ، ونرى خروجهما مع