الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٦
٣٢ ـ ( باب تحريم اجارة المساكن والسفن للمحرمات )
[ ١٤٩٥١ ] ١ ـ دعائم الاسلام : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، انه قال : « من اكترى دابّة أو سفينة ، فحمل عليها المكتري خمراً او خنازيرا أو ما يحرم (١) ، لم يكن على صاحب الدابة شيء ، وان تعاقدا على حمل ذلك ، فالعقد فاسد والكراء على ذلك حرام » .
٣٣ ـ ( باب حكم بيع عذرة الانسان وغيره ، وحكم الأبوال )
[ ١٤٩٥٢ ] ١ ـ توحيد المفضل : برواية محمد بن سنان ، عنه ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : « فاعتبر بما ترى من ضروب المآرب ، في صغير الخلق وكبيره ، وبما له قيمة وما لا قيمة له ، واخسّ من هذا واحقره ، الزبل والعذرة التي اجتمعت فيها الخساسة والنجاسة معاً ، وموقعها من الزرع (١) والبقول والخضر اجمع ، الموقع الذي لا يعدله شيء ، حتى ان كلّ شيء من الخضر لا يصلح ولا يزكو الّا بالزبل والسماد ، الذي يستقذره الناس ويكرهون الدنو منه ، واعلم انه ليس منزلة الشيء على حسب قيمته ، بل هما قيمتان مختلفتان بسوقين ، وربّما كان الخسيس في سوق المكتسب نفيساً في سوق العلم ، فلا تستصغر العبرة في الشيء لصغر قيمته ، فلو فطنوا طالبوا الكيميا لما في العذرة ، لاشتروها بأنفس الأثمان وغالوا بها » .
_________________________
الباب ٣٢
١ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٧٨ ح ٢٢٩ .
(١) في المصدر : حرم الله .
الباب ٣٣
١ ـ توحيد المفضل ص ١٦٤ .
(١) في المصدر : الزروع .
قلت : ويظهر من هذا الخبر ، جواز الانتفاع بالعذرة النجسة بما لا محظور فيه ، وهو غير مستلزم لجواز المعاوضة عليها ، فلا يعارض ما دلّ على حرمتها وان ثمنها سحت .
٣٤ ـ ( باب تحريم بيع الخشب ليعمل صليباً ، وكذا التوت )
[ ١٤٩٥٣ ] ١ ـ الصدوق في المقنع : ولا بأس ببيع الخشب ممّن يتخذه برابط (١) ، ولا يجوز بيعه لمن يتخذه صلباناً .
٣٥ ـ ( باب تحريم معونة الظالمين ولو بمدّة قلم ، وطلب ما في أيديهم من الظلم )
[ ١٤٩٥٤ ] ١ ـ محمد بن مسعود العياشي في تفسيره : عن عثمان بن عيسى ، عن رجل ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : ( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ) (١) قال : « اما انه لم يجعلها خلوداً ، ولكن تمسكم النار فلا تركنوا اليهم » .
[ ١٤٩٥٥ ] ٢ ـ السيد فضل الله الراوندي في نوادره : باسناده الصحيح عن موسى بن جعفر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما قرب عبد من سلطان الّا تباعد من الله ، ولا (١) كثر ماله الّا اشتدّ حسابه ، ولا
_________________________
الباب ٣٤
١ ـ المقنع ص ١٣٠ .
(١) البَرْبَط : من الملاهي وآلات الغناء يشبه العود . ( لسان العرب ـ بربط ـ ج ٧ ص ٢٥٨ ) .
الباب ٣٥
١ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ١٦١ ح ٧٢ .
(١) هود ١١ الآية ١١٣ .
٢ ـ نوادر الراوندي ص ٤ .
(١) في المصدر : وما .
كثر تبعه الّا وكثر شياطينه » .
[ ١٤٩٥٦ ] ٣ ـ وبهذا الاسناد قال : « قال علي ( عليه السلام ) : ثلاث من حفظهن كان معصوماً من الشيطان الرجيم ، ومن كلّ بليّة : من لم يخل بامرأة ليس يملك منها شيئاً ، ولم يدخل على سلطان ، ولم يعن صاحب بدعة ببدعة » .
ورواه في الجعفريات : عنه ، مثله (١) .
[ ١٤٩٥٧ ] ٤ ـ وبهذا الاسناد قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من نكث بيعة ، أو رفع لواء ضلالة ، أو كتم علماً ، او اعتقل مالاً ظلماً ، أو أعان ظالماً على ظلمه وهو يعلم انه ظالم ، فقد برىء من الاسلام » .
[ ١٤٩٥٨ ] ٥ ـ وبهذا الاسناد قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : اياكم وابواب السلطان وحواشيها ، وابعدكم من الله من آثر سلطاناً على الله ، جعل الميتة في قلبه ظاهرة وباطنة ، واذهب عنه الورع ، وجعله حيران » .
[ ١٤٩٥٩ ] ٦ ـ وبهذا الاسناد قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من ارضى سلطاناً بما اسخط الله ، خرج من دين الاسلام » .
[ ١٤٩٦٠ ] ٧ ـ وبهذا الاسناد قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : اذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين الظلمة واعوان الظلمة ؟ من لاق (١) لهم دواة ، أو ربط لهم كيسا ، أو مدّ لهم مدّة ، احشروه معهم » .
_________________________
٣ ـ نوادر الراوندي ص ١٤ .
(١) الجعفريات ص ٩٦ .
٤ ـ نوادر الراوندي ص ١٧ .
٥ ـ المصدر السابق ص ١٩ .
٦ ـ المصدر السابق ص ٢٧ .
٧ ـ نوادر الراوندي ص ٢٧ .
(١) لاق الدواة : أصلح مدادها ( لسان العرب ج ١٠ ص ٣٣٤ ) .
[ ١٤٩٦١ ] ٨ ـ وبهذا الاسناد قال : « قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : الفقهاء امناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا ، قيل : يا رسول الله ، فما دخولهم في الدنيا ؟ قال : اتباع السلطان ، فاذا فعلوا ذلك فاحذروهم على اديانكم » .
[ ١٤٩٦٢ ] ٩ ـ عوالي اللآلي : وروي في حديث : انه دخل على الصادق ( عليه السلام ) رجل ، فمتّ (١) له بالايمان انه من اوليائه ، فولّى عنه وجهه ، فدار الرجل اليه وعاود اليمين ، فولّى عنه ؛ فأعاد اليمين ثالثة ، فقال ( عليه السلام ) له : « يا هذا من اين معاشك ؟ » فقال : اني اخدم السلطان ، واني والله لك محب ، فقال ( عليه السلام ) : « روى أبي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، انه قال : اذا كان يوم القيامة نادى مناد من السماء من قبل الله عزّ وجلّ : اين الظلمة ؟ اين اعوان الظلمة ، أين من برى لهم قلماً ؟ أين من لاق لهم دواة ؟ أين من جلس معهم ساعة ؟ فيؤتى بهم جميعاً ، فيؤمر بهم ان يضرب عليهم بسور من نار ، فهم فيه حتى يفرغ الناس من الحساب ، ثم يؤمر بهم الى النار » .
[ ١٤٩٦٣ ] ١٠ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنه قال : « شرّ الناس من يعين على المظلوم » .
[ ١٤٩٦٤ ] ١١ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، انه قال لكميل : « يا كميل ، لا تطرق أبواب الظالمين للاختلاط بهم والاكتساب معهم ، واياك ان تعظمهم ، وتشهد في مجالسهم بما يسخط الله عليك » ، الخبر .
_________________________
٨ ـ نوادر الراوندي ص ٢٧ .
٩ ـ عوالي اللآلي ج ٤ ص ٦٩ ح ٣١ .
(١) مَتّ اليه بقرابة أو غيرها : توسل وتوصل وتقرب ( لسان العرب ج ٢ ص ٨٨ ) .
١٠ ـ غرر الحكم ودرر الكلم ج ١ ص ٤٤٧ ح ٦٤ .
١١ ـ تحف العقول ص ١١٦ .
ورواه عماد الدين الطبري في البشارة (١) : مسنداً عنه ( عليه السلام ) ، مثله .
[ ١٤٩٦٥ ] ١٢ ـ أبو الفتح الكراجكي في كنزه : عن محمد بن أحمد بن شاذان ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن زياد ، عن المفضل بن عمر ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « ملعون معلون ، عالم يؤم سلطاناً جائراً ، معيناً له على جوره » .
[ ١٤٩٦٦ ] ١٣ ـ وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، انه قال : « من ترك معصية الله مخافة من الله ، أرضاه الله يوم القيامة ، ومن مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم انه ظالم ، فقد خرج من الايمان » .
جامع الاخبار : عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، مثله (١) .
[ ١٤٩٦٧ ] ١٤ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، انه قال : « شرّ (١) الناس المثلث (٢) » قيل : ( يا رسول الله ) (٣) وما المثلث ؟ قال : « الذي يسعى بأخيه الى السلطان ، فيهلك نفسه ، ويهلك اخاه ، ويهلك السلطان » .
[ ١٤٩٦٨ ] ١٥ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، انه قال : « من مشى مع ظالم فقد اجرم » .
[ ١٤٩٦٩ ] ١٦ ـ وعن الباقر ( عليه السلام ) ، انه قال : « العامل بالظلم ، والمعين له ،
_________________________
(١) بشارة المصطفى ص ٢٦ .
١٢ ـ كنز الكراجكي ص ٦٣ .
١٣ ـ المصدر السابق ص ١٦٤ .
(١) جامع الأخبار ص ١٨١ .
١٤ ـ جامع الاخبار ص ١٨١ .
(١) في المصدر : شرار .
(٢) في المصدر : الثلاث .
(٣) ليس في المصدر .
١٥ ، ١٦ ـ المصدر السابق ص ١٨١ .
والراضي به ، شركاء ثلاث » .
[ ١٤٩٧٠ ] ١٧ ـ الشيخ المفيد في الروضة : عن ابن أبي عمير ، عن الوليد بن صبيح الكابلي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « من سود اسمه في ديوان بني شيصبان (١) ، حشره الله يوم القيامة مسودّاً وجهه » ، الخبر .
[ ١٤٩٧١ ] ١٨ ـ الصدوق في معاني الاخبار : عن علي بن عبد الله الوراق ، عن سعد ابن عبد الله ، عن ابراهيم بن مهزيار ، عن اخيه علي عن الحسن بن سعيد ، عن الحارث بن محمد بن النعمان ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال (١) : « قال عيسى بن مريم ( عليه السلام ) لبني اسرائيل : لا تعينوا الظالم على ظلمه ، فيبطل فضلكم » ، الخبر .
[ ١٤٩٧٢ ] ١٩ ـ شاذان بن جبرئيل القمي في الروضة والفضائل : باسناده عن عبد الله بن مسعود ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ في حديث الاسراء ، وما رآه مكتوباً على ابواب الجنّة والنار ـ قال : « ورأيت على ابواب النار مكتوباً على الباب الأول ـ الى أن قال ـ وعلى الباب الرابع مكتوب ثلاث كلمات : أذل الله من أهان الاسلام ، أذلّ الله من أهان أهل البيت اذل الله من أعان الظالمين على ظلمهم للمخلوقين . وعلى الباب الخامس مكتوب ثلاث كلمات : لا تتبعوا الهوى فالهوى يخالف الايمان ، ولا تكثر منطقك فيما لا يعنيك فتسقط من رحمة الله ، ولا تكن عوناً للظالمين » .
_________________________
١٧ ـ روضة المفيد :
(١) الشيصبان : اسم للشيطان ، وقيل : أبو قبيلة من الجن ( لسان العرب ـ شصب ـ ج ١ ص ٤٩٥ ) ، وهو كتاب عن ولاة الجور والطواغيت في تلك الأيام .
١٨ ـ معاني الأخبار ص ١٩٦ ح ٢ ، وعنه في البحار ج ٧٥ ص ٣٧٠ ح ٦ .
(١) في المصدر زيادة : عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
١٩ ـ الروضة ص ١٤٨ ح ٢٣ ، والفضائل ص ١٦٢ باختلاف يسير
[ ١٤٩٧٣ ] ٢٠ ـ القطب الراوندي في لبّ اللباب : عن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، انه قال لكعب بن عجرة : « أعاذك الله من امارة السفهاء ، فمن دخل عليهم فصدقهم في كذبهم واعانهم على ظلمهم ، فليس منّي ولست منهم ، ولن يرد عليّ الحوض يوم القيامة » .
[ ١٤٩٧٤ ] ٢١ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : « ينادى يوم القيامة : أين الظلمة واعوانهم ؟ حتى من لاق لهم دواة ، أو برى لهم قلماً ، تجمعون في تابوت ، فتلقون في النار » .
[ ١٤٩٧٥ ] ٢٢ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : « ما من عالم أتى باب سلطان طوعاً ، الّا كان شريكه في كلّ لون يعذّب في نار جهنّم » .
[ ١٤٩٧٦ ] ٢٣ ـ وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « من تعلم القرآن ، ثم تفقه في الدين ، ثم أتى صاحب سلطان تملقاً اليه وطمعاً لما في يديه ، خاض بقدر خطاه في نار جهنّم » .
٣٦ ـ ( باب تحريم مدح الظالم ، دون رواية الشعر في غير ذلك )
[ ١٤٩٧٧ ] ١ ـ أبو عمرو الكشي في رجاله : عن نصر بن الصباح ، عن اسحاق بن محمد البصري ، عن جعفر بن محمد بن الفضيل ، عن محمد بن علي الهمداني ، عن درست بن أبي منصور قال : كنت عند أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) ، وعنده الكميت بن زيد ، فقال للكميت : « انت الذي تقول :
فالآن صرت الى امية |
|
والامور الى مصائر » |
_________________________
٢٠ ـ ٢٣ ـ لب اللباب : مخطوط .
الباب ٣٦
١ ـ رجال الكشي ج ٢ ص ٤٦٥ ح ٣٦٤ .
قال : قد قلت ذلك (١) ، فوالله ما رجعت عن ايماني ، واني لكم لموال ، ولعدوّكم لقال ، ولكنّي قلته على التقية ، قال : « اما لئن قلت ذلك ، ان التقية تجوز في شرب الخمر » .
٣٧ ـ ( باب تحريم صحبة الظالمين ، ومحبّة بقائهم )
[ ١٤٩٧٨ ] ١ ـ علي بن إبراهيم في تفسيره : عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن فضيل بن عياض ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، انه قال في حديث : « ومن احبّ بقاء الظالمين ، فقد احبّ ان يعصى الله ، ان الله تبارك وتعالى حمد نفسه على هلاك الظالمين ، فقال : ( فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) (١) » .
[ ١٤٩٧٩ ] ٢ ـ علي بن عيسى في كشف الغمة : قال : قال ابن حمدون : كتب المنصور الى جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : لم لا تغشانا كما يغشانا سائر الناس ؟ فأجابه : « ليس لنا ما نخافك من اجله ، ولا عندك من امر الآخرة ما نرجوك [ له ] (١) ، ولا انت في نعمة فنهنيك ، ولا تراها نقمة فنعزيك بها ، فما نصنع عندك ؟ » قال : فكتب اليه : تصحبنا لتنصحنا ، فأجابه : « من أراد الدنيا لا ينصحك ، ومن أراد الآخرة لا يصحبك » ، فقال المنصور : والله لقد ميّز عندي منازل الناس ، من يريد الدنيا ممّن يريد الآخرة ، وانه ممّن يريد الآخرة لا الدنيا .
_________________________
(١) في المصدر : « ذاك » .
الباب ٣٧
١ ـ تفسير القمي ج ١ ص ٢٠٠ .
(١) الأنعام ٦ الآية ٤٥ .
٢ ـ كشف الغمة ج ٢ ص ٢٠٨ .
(١) أثبتناه من المصدر .
[ ١٤٩٨٠ ] ٣ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص : عن النضر ، عن محمد بن هاشم ، عن رجل ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « ان قوماً ممّن آمن بموسى قالوا : لو اتينا عسكر فرعون وكنّا فيه ونلنا منه ، فاذا كان الذي نرجوه من ظهور موسى صرنا اليه ، ففعلوا ، فلما توجه موسى ومن معه هاربين ، ركبوا دوابهم واسرعوا في السير ، ليوافوا موسى ومن معه فيكونوا معهم ، فبعث الله ملائكة فضربت وجوه دوابهم فردّتهم الى عسكر فرعون ، فكانوا فيمن غرق مع فرعون » .
٣٨ ـ ( باب تحريم الولاية من قبل الجائر ، الّا ما استثني )
[ ١٤٩٨١ ] ١ ـ الشيخ المفيد في الروضة : عن صفوان قال : دخل على مولاي رجل فقال ( عليه السلام ) له : « اتتقلّد لهم عملهم ؟ » فقال : بلى يا مولاي ، قال : « ولم ذلك ؟ » قال : اني رجل عليّ عيلة ، وليس لي مال ، فالتفت الى اصحابه ثم قال : « من احب ان ينظر الى رجل يقدّر انه اذا عصى الله رزقه ، واذا اطاعه حرمه ، فلينظر الى هذا » .
[ ١٤٩٨٢ ] ٢ ـ السيد هبة الله في المجموع الرائق : عن الاربعين لمحمد بن سعيد ، عن صفوان ، عن الكاظم ( عليه السلام ) ، انه قال في حديث : « ان الله وعد من يتقلّد لهم عملاً ، ان يضرب عليه سرادقاً من نار ، حتى يفرغ الله من حساب الخلائق » .
[ ١٤٩٨٣ ] ٣ ـ دعائم الاسلام : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، انه قال في حديث : « والعمل لأئمة الجور ومن اقاموه ، والكسب معهم ، حرام محرّم ، ومعصية لله
_________________________
٣ ـ بل الحسين بن سعيد في الزهد ص ٦٥ ح ١٧٢ ، وعنه في البحار ج ١٣ ص ١٢٧ ح ٢٦ وج ٧٥ ص ٣٧٨ ح ٣٨ .
الباب ٣٨
١ ـ الروضة للمفيد :
٢ ـ المجموع الرائق ص ١٧٦ .
٣ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٦٨ .
عزّ وجلّ » .
[ ١٤٩٨٤ ] ٤ ـ ( وعنه ، عن آبائه ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) (١) انه قال في حديث : « وولاة [ أهل ] (٢) الجور واتباعهم والعاملون لهم في معصية الله عزّ وجلّ ، غير جائز (٣) لمن دعوه الى خدمتهم [ و ] (٤) العمل لهم وعونهم ولا القبول منهم » .
٣٩ ـ ( باب جواز الولاية من قبل الجائر ، لنفع المؤمنين ، والدفع عنهم ، والعمل بالحق بقدر الامكان )
[ ١٤٩٨٥ ] ١ ـ الشيخ المفيد في الروضة : عن احمد بن محمد السياري ، عن علي بن جعفر ( عليه السلام ) ، قال : كتبت الى ابي الحسن ( عليه السلام ) : ان قوماً من مواليك يدخلون في عمل السلطان ، ولا يؤثرون على اخوانهم ، وان نابت احداً من مواليك نائبة قاموا ، فكتب : « اُولئك هم المؤمنون حقّاً ، عليهم مغفرة من ربّهم ورحمة ، واولئك هم المهتدون » .
[ ١٤٩٨٦ ] ٢ ـ وعن ابن مسكان ، عن الحلبي قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : يكون الرجل من اخواننا مع هؤلاء في ديوانهم ، فيخرجون الى بعض النواحي فيصيبون غنيمة ، فقال : « يقضي منه حقوق اخوانه » .
[ ١٤٩٨٧ ] ٣ ـ وعن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن عيسى بن يقطين قال : كتب
_________________________
٤ ـ المصدر السابق ج ٢ ص ٥٢٧ ح ١٨٧٦ .
(١) في المصدر : « عن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) » .
(٢) أثبتناه من المصدر .
(٣) في المصدر : « جائزةٍ » .
(٤) أثبتناه من المصدر .
الباب ٣٩
١ ـ ٣ ـ الروضة للمفيد :
علي
بن يقطين الى أبي الحسن ( عليه السلام ) ، في الخروج من عمل السلطان ، فأجابه : « اني لا أرى لك الخروج من عمل السلطان ، فان لله عزّ وجلّ بابواب الجبابرة من يدفع بهم عن أوليائه ، وهم عتقاؤه من النار ، فاتق الله في اخوانك » أو كما قال . [ ١٤٩٨٨ ]
٤
ـ وعن محمد بن سنان ،
عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : سألته من عمل السلطان والدخول معهم ، قال : « لا بأس ، اذا وصلت اخوانك ، وعضدت أهل ولايتك » . [ ١٤٩٨٩ ]
٥
ـ وعن حماد بن عثمان ،
عن معاوية بن عمار قال : كان عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) جماعة فسألهم : « هل فيكم من يدخل في عمل السلطان لاخوانه وادخال المنافع عليهم ؟ » قال : لا نعرف ذلك قال : « اذا كانوا كذلك فابرؤوا منهم » . [ ١٤٩٩٠ ]
٦
ـ وعن الوليد بن صبيح
الكابلي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « من سوّد اسمه في ديوان بني شيصبان ، حشره الله يوم القيامة مسوداً وجهه ، الّا من دخل في امرهم على معرفة وبصيرة ، وينوي الاحسان الى اهل ولايته » . [ ١٤٩٩١ ]
٧
ـ وعن محمد بن سنان ،
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : سألته عن عمل السلطان ، والدخول معهم ، وما عليهم فيما هم فيه ، قال : « لا بأس به اذا واسى اخوانه ، وانصف المظلوم ، واغاث الملهوف من أهل ولايته » . [ ١٤٩٩٢ ]
٨
ـ وعن الحسن بن محبوب
، عن علي بن رئاب قال : استأذن رجل أبا الحسن موسى ( عليه السلام ) في اعمال السلطان ، فقال : « لا ، ولا قطّة قلم ، الّا
لاعزاز مؤمن أو فكّ اسره ، ثم قال له : كفّارة اعمالكم الاحسان الى اخوانكم » . [ ١٤٩٩٣ ] ٩ ـ وعن محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين قال : قال أبو الحسن موسى
_________________________
٤ ـ ٩ ـ الروضة للمفيد :
( عليه السلام ) : « ان الله خلق قوماً من أوليائه مع اعوان الظلمة وولاة الجور ، يدفع بهم عن الضعيف ويحقن بهم الدماء » .
[ ١٤٩٩٤ ] ١٠ ـ وعن الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي قال : كتبت الى أبي الحسن ( عليه السلام ) ، استأذنه في أعمال السلطان ، فقال : « لا بأس به ما لم يغيّر حكماً ، ولم يبطل حدّاً وكفارته قضاء حوائج اخوانكم » .
[ ١٤٩٩٥ ] ١١ ـ وعن صفوان قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « من كان ذا صلة لاخيه المؤمن عند سلطانه ، أو تيسير عسير له ، اعين على اجازة الصراط يوم تدحض الاقدام » .
[ ١٤٩٩٦ ] ١٢ ـ وفي كتاب الاختصاص : عن إبراهيم بن اسحاق ، عن عبد الله بن حمّاد ، عن سدير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال : « الا ابشرك » ، قال : قلت : بلى ، جعلت (١) فداك ، قال : « اما انه ما كان من سلطان جور فيما مضى ولا يأتي [ بعد ] (٢) الّا ومعه ظهير من الله يدفع عن أوليائه شرّهم به » .
[ ١٤٩٩٧ ] ١٣ ـ البحار ، عن كتاب قضاء الحقوق لابي علي بن طاهر الصوري قال : قال رجل من أهل الري : ولي علينا بعض كتّاب يحيى بن خالد ، وكان عليّ بقايا يطالبني بها ، وخفت من الزامي اياها (١) خروجاً من (٢) نعمتي ، وقيل لي : انه ينتحل هذا المذهب ، فخفت ان امضي اليه فلا يكون كذلك ، وأقع فيما لا احبّ ، فاجتمع رأيي على ان (٣) هربت الى الله تعالى ، وحججت ولقيت مولاي الصابر ـ يعني موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ـ فشكوت حالي اليه ـ فاصحبني
_________________________
١٠ ـ ١١ ـ الروضة للمفيد :
١٢ ـ الإِختصاص ص ٢٦١ .
(١) في المصدر : جعلني الله .
(٢) أثبتناه من المصدر .
١٣ ـ البحار ج ٤٨ ص ١٧٤ ح ١٦ عن كتاب قضاء الحقوق حديث رقم ٢٤ .
(١) في الحجرية : إليها ، وما أثبتناه من المصدر .
(٢) في المصدر : « عن » .
(٣) في المصدر : « اني » .
مكتوباً نسخته : « بسم الله الرحمن الرحيم ، اعلم ان لله ظلاً تحت عرشه ، لا يسكنه الّا من اسدى الى اخيه معروفاً ، أو نفّس عنه كربة ، أو ادخل على قلبه سروراً ، وهذا اخوك ، والسلام » قال : فعدت من الحج الى بلدي ، ومضيت الى الرجل ليلاً واستأذنت عليه ، وقلت : رسول الصابر ، فخرج اليّ حافياً ماشياً ، ففتح لي بابه وقبّلني وضمّني اليه ، وجعل يقبّل عيني (٤) ، ويكرّر ذلك كلما سألني عن رؤيته ، وكلّما اخبرته بسلامته وصلاح احواله ، استبشر وشكر الله تعالى ، ثم أدخلني داره وصدّرني في مجلسه وجلس بين يدي ، فاخرجت اليه كتابه ( عليه السلام ) ، فقبله قائماً وقرأه ، ثم استدعى بماله وثيابه ، فقاسمني ديناراً ديناراً ، ودرهماً درهماً ، وثوباً ثوباً ، واعطاني قيمة ما لم يمكن قسمته ، وفي كل شيء من ذلك يقول : [ يا أخي ] (٥) هل سررتك ؟ فأقول : أي والله ، وزدت على السرور ، ثم استدعى العمل فاسقط ما كان باسمي ، واعطاني براءة مما يتوجبه عليّ منه ، وودّعته وانصرفت عنه ، فقلت : لا اقدر على مكافأة هذا الرجل الّا بان احجّ في قابل وادعو له ، والقى الصابر ( عليه السلام ) واعرّفه فعله ، ففعلت ولقيت مولاي الصابر ( عليه السلام ) ، وجعلت احدّثه ووجهه يتهلّل فرحاً ، فقلت : يا مولاي هل سرّك ذلك ؟ فقال : « اي والله ، لقد سرّني وسرّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، والله لقد سرّ جدّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والله لقد سرّ الله تعالى » .
[ ١٤٩٩٨ ] ١٤ ـ ورواه السيد هبة الله المعاصر للعلامة في المجموع الرائق : عن الاربعين لمحمد بن سعيد ، عن الحسن بن علي بن يقطين ، عن جدّه ، باختلاف دعانا الى تكراره ، قال : ولّي علينا رجل بالاهواز ، من كتّاب يحيى بن خالد ، وكان عليّ بقايا من خراج ، كان فيه زوال نعمتي وخروجي من ملكي ، فقيل لي : انه ينتحل هذا الامر ، فخشيت ان القاه ، مخافة ان لا يكون على ما بلغني ، فاقع
_________________________
(٤) في المصدر : « بين عيني » .
(٥) أثبتناه من المصدر .
١٤ ـ المجموع الرائق ص ١٧٦ .
فيما لا يتهيّأ لي الخلاص منه ، وخرجت منه هارباً الى مكّة ، فلما قضيت حجّي جعلت طريقي (١) المدينة ، فدخلت على الصادق ( عليه السلام ) فقلت له : يا سيدي ، انه ولّي بلدي فلان بن فلان ، وبلغني انه يومىء اليكم ، ويتولاكم أهل البيت وقد بلغني امره ، فخشيت ان ألقاه ، مخافة ان لا يكون ما بلغني حقّاً ، ويكون فيه خروج ملكي وزوال نعمتي ، فخرجت (٢) منه الى الله تعالى واليكم ، فقال : « لا بأس عليك » وكتب رقعة صغيرة : « بسم الله الرحمن الرحيم ، ان لله في ظل عرشه ظلالاً لا يملكها (٣) الّا من نفس عن اخيه المؤمن كربة ، أو أعانه بنفسه ، (٤) أو صنع اليه معروفاً ولو بشقّ تمرة ، وهذا اخوك ، والسلام » ، ثم ختمها (٥) ودفعها اليّ ، وأمرني ان أوصلها اليه ، فلما رجعت الى بلدي صرت ليلاً الى منزله ، فاستأذنت عليه وقلت : رسول الصادق ( عليه السلام ) بالباب ، فاذا أنا به قد خرج إليّ حافياً ، فلما ( بصر بي ) (٦) سلّم عليّ (٧) وقبّل ما بين عيني ، ثم قال : يا سيدي ، انت رسول مولاي ، قلت : نعم ، قال : فداك عيني ان كنت صادقاً ، فأخذ بيدي فقال لي : [ يا ] (٨) سيّدي ، كيف خلفت مولاي ؟ قلت : بخير ، قال : الله ، قلت : والله ، حتى اعادها اليّ ثلاثاً ، ثم ناولته الرقعة فقرأها وقبّلها ووضعها على عينيه ، ثم قال : يا أخي ، مر بأمرك ، قلت : عليّ في جريدتك كذا وكذا الف درهم ، وفيه عطبي وهلاكي ، فدعا بالجريدة فمحا عني كلّ (٩) ما كان فيها ، واعطاني براءة منها ، ثم دعا بصناديق ماله فناصفني عليها ،
_________________________
(١) في المصدر زيادة : إلى .
(٢) في المصدر : فهربت .
(٣) في نسخة : لا يسلكها .
(٤) في المصدر زيادة : أو ماله .
(٥) في المصدر زيادة : بخاتمه .
(٦) في المصدر : أبصرني .
(٧) في الطبعة الحجرية : إليّ ، وما أثبتناه من المصدر .
(٨) أثبتناه من المصدر .
(٩) في المصدر : جميع .
ثم دعا بدوابه فجعل يأخذ دابة ويعطيني دابة ، ودعا ثيابه [ فجعل ] (١٠) يأخذ ثوباً ويعطيني ثوباً ، حتى شاطرني جميع ملكه ، وجعل يقول : يا أخي ، هل سررت ؟ فأقول : اي والله ، وزدت على السرور ، فلما كان ايام الموسم قلت : لا كافأت هذا الاخ بشيء احبّ الى الله ورسوله من الخروج الى الحجّ والدعاء له ، والمصير الى مولاي وسيدي وشكره عنده ، ومسألة الدعاء له ، فخرجت الى مكّة وجعلت طريقي على مولاي ، فلما دخلت عليه رأيت السرور في وجهه ، وقال : « يا فلان ، ما خبرك مع الرجل ؟ » فجعلت اورد عليه خبري معه ، وجعل يتهلّل وجهه ويبيّن السرور فيه ، فقلت : يا سيدي ، سرّك فيما أتاه اليّ سرّه الله في جميع اموره ، فقال : « اي والله ، لقد سرّني ، والله لقد سرّ آبائي ، والله لقد سرّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، والله لقد سرّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والله لقد سرّ الله تعالى في عرشه » .
« ورواه أحمد بن محمد بن فهد في عدّة الداعي (١١) : عن الحسن بن علي بن يقطين ، مثله باختلاف يسير ، وحيث ان الظاهر اتحاد الخبرين ، فالظاهر ان الاشتباه فيما في الاربعين والعدّة ، وان الامام الموجود فيه هو الكاظم لا الصادق ( عليهما السلام ) ، وسبب الاشتباه لعلّه من كلمة الصابر في الخطّ القديم ، أو توهم انه لقب الصادق ( عليه السلام ) ، ووجه الظهور كون يحيى بن خالد في أيام الرشيد لا المنصور ، كما لا يخفى » .
[ ١٤٩٩٩ ] ١٥ ـ السيد هبة الله في الكتاب المذكور : عن الاربعين لابي الفضل محمد ابن سعيد ، عن صفوان بن مهران الجمّال قال : دخل زياد بن مروان العبدي على مولاي موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) فقال : لزياد : « اتقلّد لهم عملاً ؟ » فقال بلى يا مولاي ، فقال : « ولم ذاك ؟ » قال : فقلت : يا مولاي ، اني رجل لي مروءة ،
_________________________
(١٠) أثبتناه من المصدر .
(١١) عدة الداعي ص ١٧٩ .
١٥ ـ المجموع الرائق ص ١٧٦ .
[ و ] (١) عليّ عيلة ، وليس لي مال ، فقال ( عليه السلام ) : « يا زياد ، والله لئن اقع من السماء الى الأرض فانقطع قطعاً ، ويفصلني الطير بمناقيرها مفصلاً مفصلاً ، لاحبّ اليّ من ان اتقلدهم عملاً » فقلت : إلّا لماذا ؟ فقال : « الّا لاعزاز مؤمن ، أو فكّ اسره ، ان الله وعد من يتقلّد لهم عملاً ، ان يضرب عليه سرادقاً من نار ، حتى يفرغ الله من حساب الخلائق ، فامض واعزز من اخوانك واحداً ، والله من وراء ذلك يفعل ما يشاء » .
[ ١٥٠٠٠ ] ١٦ ـ وعن هشام بن سالم قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « ان لله عزّ وجلّ مع ولاة الجور أولياء يدفع بهم عن أوليائه ، اُولئك هم المؤمنون حقّاً » .
[ ١٥٠٠١ ] ١٧ ـ وعن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « ما من سلطان الّا ومعه من يدفع الله به عن المؤمنين ، اُولئك أوفر حظّاً في الآخرة » .
[ ١٥٠٠٢ ] ١٨ ـ وفيه : قال : شكا رجل الى أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) ، قال : شيعة ولد الحسين اخيك اكثر مالاً منكم ، وانتم تشكون الحاجة ، قال : « اُولئك يتعرضون للسلطان وعمله ، ونحن لا نتعرض له ، قال : اذا دخلتم في عمل السلطان ، فتصلون اخوانكم وتدفعون عنهم » قال : منّا من يفعل ذلك ، قال : « اذا دفعتم عن اخوانكم ووصلتموهم وعضدتموهم وواسيتموهم فلا بأس ، وان لم تفعلوا ذلك فلا ولا كرامة » .
[ ١٥٠٠٣ ] ١٩ ـ وعن علي بن جعفر ( عليهما السلام ) قال : كتبت الى أبي الحسن ( عليه السلام ) : ان قوماً من مواليك يدخلون في عمل السلطان ، فلا يؤثرون على اخوانهم احداً ، وان نابت احداً من مواليك نائبة قاموا بها ، فكتب : « اُولئك هم المؤمنون حقّاً ، عليهم صلوات من ربّهم ورحمة ، واُولئك هم المهتدون » .
[ ١٥٠٠٤ ] ٢٠ ـ وعن الجبلي قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : يكون الرجل من أصحابنا مع هؤلاء في ديوانهم ، فيخرجون الى بعض النواحي فيصيبون غنيمة ،
_________________________
(١) أثبتناه من المصدر .
١٦ ـ ٢٠ ـ المجموع الرائق ص ١٧٦ ، ١٧٧ .
قال : « يقضي منها اخوانه » .
[ ١٥٠٠٥ ] ٢١ ـ وعن أبي الجارود ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : سألته عن عمل السلطان ، والدخول معهم فيما هم فيه ، فقال : « لا بأس ، اذا وصلت اخوانك ، وعدت أهل ولايتك » .
[ ١٥٠٠٦ ] ٢٢ ـ وعن عمّار قال : كان عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) جماعة ، فسألهم : « هل فيكم من يدخل في عمل السلطان ؟ » قالوا : ربّما دخل الرجل منّا فيه ، قال : « كيف مواساة من دخل في عمل السلطان لاخوانهم ؟ وادخالهم المنافع عليهم ؟ » قالوا : لا نعرف ذلك منهم ، قال : « اذا كانوا كذلك فابرؤوا منهم » .
[ ١٥٠٠٧ ] ٢٣ ـ وعن علي بن يقطين قال : قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) : « اضمن لي واحدة اضمن لك ثلاثاً : اضمن لي انه لا يأتي احد من موالينا في دار الخلافة ، الّا قمت له بقضاء حاجته ، اضمن لك : ان لا يصيبك حرّ السيف أبداً ، ولا يظلك سقف سجن ابداً ، ولا يدخل الفقر بيتك أبداً » قال الحسن : فذكرت لمولاي كثرة تولّي اصحابنا اعمال السلطان ، واختلاطهم بهم ، قال : « ما يكون احوال اخوانهم معهم ؟ » قلت : مجتهد ومقصّر ، قال : « من اعزّ أخاه في الله ، وأهان اعداءه في الله ، وتولى ما استطاع نصيحته ، اُولئك يتقلبون في رحمة الله ، ومثلهم مثل طير يأتي بأرض الحبشة في كلّ صيفة يقال له : القدم ، فيبيض ويفرخ بها ، فاذا كان وقت الشتاء ، صاح بفراخه فاجتمعوا اليه وخرجوا معه من أرض الحبشة ، فاذا قام قائمنا ( عليه السلام ) ، اجتمع (١) أولياؤنا من كلّ
_________________________
٢١ ـ المجموع الرائق ص ١٧٧ .
٢٢ ـ المصدر السابق ص ١٧٧ .
٢٣ ـ المصدر السابق ص ١٧٧ .
(١) في المصدر زيادة : إليه .
اوب ، ثم تمثل بقول عبد المطلب :
فاذا ما بلغ الدّور الى |
|
منتهى الوقت اتى طير القدم |
بكتاب فصّلت آياته |
|
وبتبيان أحاديث الاُمم » . |
[ ١٥٠٠٨ ] ٢٤ ـ وعن حمران بن أعين ، عن الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) قال : « ما من دولة يتداول من الدول ، الّا ولنا ولاوليائنا فيها ناصر ، يتقربون اليه بحوائجهم ، فان كان فيها مسرعاً كان لنا وليّاً من السلطان بريئاً ، وان كان فيها متوانياً كان منّا بريئاً ، وللسلطان وليّاً » .
[ ١٥٠٠٩ ] ٢٥ ـ وعن صفوان بن مهران قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، إذ دخل عليه رجل من الشيعة ، فشكا إليه الحاجة ، فقال له : « ما يمنعك من التعرض للسلطان فتدخل في بعض اعماله ؟ » فقال : انكم حرمتموه علينا ، فقال : « خبرني عن (١) السلطان لنا أو لهم ؟ » قال : بل لكم ، قال : « أهم الداخلون علينا ، أم نحن الداخلون عليهم ؟ » قال : بل هم الداخلون عليكم ، قال : « فانما هم قوم اضطروكم فدخلتم في بعض حقّكم » فقال : ان لهم سيرة واحكاماً ، قال ( عليه السلام ) : « أليس قد اجرى لهم الناس على ذلك ؟ » قال : بلى ، قال : « اجروهم عليهم في ديوانهم ، واياكم وظلم مؤمن » .
[ ١٥٠١٠ ] ٢٦ ـ الكشي في رجاله : عن احمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن بعض اصحابنا ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي حمزة الثمالي قال : قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : « من أحللنا له شيئاً [ أصابه ] (١) من اعمال الظالمين فهو له حلال ، لان الأئمة منا مفوّض إليهم ، فما احلّوا فهو
_________________________
٢٤ ـ المجموع الرائق ص ١٧٧ .
٢٥ ـ المصدر السابق ص ١٧٦ .
(١) في المصدر زيادة : حق .
٢٦ ـ بل الصفار في بصائر الدرجات ص ٤٠٤ ح ٣ وعنه في البحار ج ٧٥ ص ٣٨٣ ح ٦ .
(١) أثبتناه من المصدر .
حلال ، وما حرّموا فهو حرام » .
ورواه الشيخ المفيد في الاختصاص (٢) : عن محمد بن خالد الطيالسي ، عن ابن عميرة ، مثله .
٤٠ ـ ( باب وجوب ردّ المظالم الى أهلها ان عرفهم ، والّا تصدّق بها )
[ ١٥٠١١ ] ١ ـ دعائم الاسلام : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، انه قال في حديث : « فمن نال من رجل شيئاً من عرض أو مال ، وجب عليه الاستحلال من ذلك ، والانفصال (١) من كلّ ما كان منه اليه ، وان كان قد مات فليتنصل [ من ] (٢) المال الى ورثته ـ الى أن قال ( عليه السلام ) ـ وان لم يعرف أهلها ، تصدق بها عنهم على الفقراء والمساكين » .
[ ١٥٠١٢ ] ٢ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، انه قال : « لا عدل افضل (١) من ردّ المظالم » .
وباقي اخبار الباب تقدم في أبواب جهاد النفس .
٤١ ـ ( باب جواز قبول الولاية من قبل الجائر مع الضرورة والخوف ، وجواز انفاذ امره بحسب التقيّة ، الّا في القتل المحرّم )
[ ١٥٠١٣ ] ١ ـ محمد بن مسعود العياشي في تفسيره : عن الحسن بن موسى قال :
_________________________
(٢) الإِختصاص ص ٣٣٠ .
الباب ٤٠
١ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٨٥ .
(١) في المصدر : « والتنصل » .
(٢) أثبتناه من المصدر .
٢ ـ الغرر ج ٢ ص ٨٥١ ح ٤٠٤ .
(١) في المصدر : « أنفع » .
الباب ٤١
١ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ١٨٠ ح ٣٨ .
روى أصحابنا عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال : قال له رجل : أصلحك الله ، كيف صرت الى ما صرت اليه من المأمون ؟ وكأنّه انكر ذلك عليه ، فقال له أبو الحسن : « يا هذا ، أيّهما أفضل النبيّ أو الوصي ؟ فقال : لا ، بل النبيّ ، قال : فايّهما أفضل مسلم أو مشرك ؟ قال : لا ، بل مسلم ، قال : فان العزيز ـ عزيز مصر ـ كان مشركاً ، وكان يوسف ( عليه السلام ) نبيّاً ، وان المأمون مسلم وأنا وصيّ ، ويوسف سأل العزيز ان يولّيه حتى قال : ( اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) (١) والمأمون اجبرني على ما أنا فيه » .
[ ١٥٠١٤ ] ٢ ـ الشيخ المفيد في الإِرشاد : أخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن محمد قال : حدّثنا جدّي قال : حدّثني موسى بن سلمة قال : كنت بخراسان مع محمد ابن جعفر ، فسمعت انّ ذا الرئاستين خرج ذات يوم وهو يقول : وا عجباه ! وقد رأيت عجباً ، سلوني ما رأيت ، فقالوا : وما رأيت ، أصلحك الله ؟ قال : رأيت المأمون أمير المؤمنين يقول لعلي بن موسى ( عليهما السلام ) : قد رأيت ان اقلّدك امور المسلمين ، وافسخ ما في رقبتي واجعله في رقبتك ، ورأيت علي بن موسى ( عليهما السلام ) يقول : « يا أمير المؤمنين ، لا طاقة لي بذلك ولا قوّة » فما رأيت خلافة قط كانت اضيع منها ، انّ امير المؤمنين يتفصى (١) منها ويعرضها على علي بن موسى ( عليهما السلام ) وعلي بن موسى يرفضها ، ويأباها .
[ ١٥٠١٥ ] ٣ ـ وفيه مرسلا : وكان المأمون قد انفذ الى جماعة من آل أبي طالب ، فحملهم اليه من المدينة ، وفيهم الرضا علي بن موسى ( عليهما السلام ) فاخذ بهم على طريق البصرة حتى جاء بهم ، وكان المتولي لاشخاصهم المعروف بالجلودي ، فقدم بهم على المأمون ، فانزلهم داراً ، وانزل الرضا علي بن موسى ( عليهما السلام ) داراً ، واكرمه وعظّم أمره ، ثم انفذ اليه : اني اريد ان اخلع نفسي من الخلافة
_________________________
(١) يوسف ١٢ الاية ٥٥ .
٢ ـ ارشاد المفيد ص ٣١٠ .
(١) تَفَصّىٰ من الشيء : تَخَلَّص ( لسان العرب ج ١٥ ص ١٥٦ ) .
٣ ـ المصدر السابق ص ٣٠٩ .