الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٦
ورويناه بإسنادنا الى محمد بن يحيى الخثعمي ، من غير كتاب معاوية بن حكيم .
[ ١٤٨٩٢ ] ٤ ـ وروينا باسنادنا الى معاوية بن حكيم في كتاب اصله ، حديثاً آخر عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « في السماء أربعة نجوم ، ما يعلمها الّا أهل بيت من العرب ، وأهل بيت من الهند يعرفون منها نجماً واحداً ، فبذلك (١) قام حسابهم » .
[ ١٤٨٩٣ ] ٥ ـ قال : روينا بأسانيد عن الحسين بن عبيد الله الغضائري ، ونقلته من خطه ، من الجزء الثاني من كتاب الدلائل تأليف عبد الله بن جعفر الحميري ، باسناده عن بياع السابري قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : انّ لي في النظرة في النجوم لذّة ، وهي معيبة عند الناس ، فان كان فيها اثم تركت ذلك ، وان لم يكن فيها اثم فان لي فيها اللذة ، قال : فقال : « تعدّ الطوالع » فقلت : نعم ، فعددتها له ، فقال : « كم تسقي الشمس القمر من نورها ؟ » قلت : هذا شيء لم اسمعه قطّ ؟ قال : « وكم تسقي الزهرة (١) من نورها ؟ » قلت : ولا هذا ، قال : « فكم تسقىٰ الشمس من اللوح المحفوظ ( من نوره ) (٢) ؟ » قلت : وهذا شيء لم أسمعه قط ، قال : فقال : « هذا شيء اذا علمه الرجل ، عرف أوسط قصبة في الأجمة ـ ثم قال : ـ ليس يعلم النجوم إلّا أهل بيت من قريش ، وأهل بيت من الهند » .
[ ١٤٨٩٤ ] ٦ ـ وفيه : وجدت في كتاب عتيق اسمه كتاب التجمل : قال أبو احمد : عن حفص بن البختري قال : ذكرت النجوم عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فقال : « ما يعلمها الّا أهل بيت بالهند ، وأهل بيت من العرب » .
_________________________
٤ ـ فرج المهموم ص ٩١ .
(١) في المصدر : « فلذلك » .
٥ ـ المصدر السابق ص ٩٧ .
(١) في المصدر زيادة : الشمس .
(٢) في المصدر : نوراً .
٦ ـ فرج المهموم ص ٩٩ .
[ ١٤٨٩٥ ] ٧ ـ وفي الكتاب المذكور أيضاً : عن محمد وهارون ابني سهل ، وكتبا الى أبي عبد الله ( عليه السلام ) : ان أبانا وجدنا كان ينظر في النجوم ، فهل يحلّ النظر فيها ؟ قال : « نعم » .
[ ١٤٨٩٦ ] ٨ ـ وفيه : انّهما كتبا اليه ( عليه السلام ) : نحن ولد بني (١) نوبخت المنجم [ وقد كتبنا اليك هل يحل النظر في علم النجوم فكتبت نعم ، والمنجمون ] (٢) يختلفون في صفة الفلك ـ الى ان قال ـ فكتب ( عليه السلام ) : « نعم ، ما لم يخرج من التوحيد » .
[ ١٤٨٩٧ ] ٩ ـ ومن الكتاب المذكور : أبو محمد ، عن الحسن بن عمر ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، في قوله تعالى : ( فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ ) (١) قال : « كان القمر منحوساً بزحل » .
[ ١٤٨٩٨ ] ١٠ ـ ومن كتاب نزهة الكرام وبستان العوام ، تأليف محمد بن الحسين بن الحسن الرازي ، في أواخر المجلد الثاني منه : روي ان هارون الرشيد بعث الى موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) فاحضره ، فلما حضر عنده قال [ له ] (١) : ان الناس ينسبونكم ـ يا بني فاطمة ـ الى علم النجوم ، وان معرفتكم بها معرفة جيّدة ، وفقهاء العامة يقولون : ان رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قال : « اذا ذكروا (٢) اصحابي فاسكتوا ، واذا ذكروا (٣) القدر فاسكتوا ، واذا ذكر النجوم فاسكتوا » وامير المؤمنين ( عليه السلام ) ، كان اعلم الخلائق بعلم النجوم ، وأولاده
_________________________
٧ ـ فرج المهموم ص ١٠٠ .
٨ ـ المصدر السابق ص ١٠٠ .
(١) ليس في المصدر .
(٢) أثبتناه من المصدر .
٩ ـ فرج المهموم ص ١٠٠ ، وعنه في البحار ج ٥٨ ص ٢٥١ ح ٣٧ .
(١) القمر ٥٤ الآية ١٩ .
١٠ ـ فرج المهموم ص ١٠٧ ـ ١٠٨ .
(١) أثبتناه من المصدر .
(٢ ، ٣) في المصدر : « ذكر » .
وذريّته الذين (٤) تقول الشيعة بإمامتهم كانوا عارفين بها ، فقال له الكاظم ( عليه السلام ) : « هذا حديث ضعيف ، واسناده مطعون فيه ، والله تبارك وتعالى قد مدح النجوم ، ولولا أن النجوم صحيحة ، ما مدحها الله عزّ وجلّ ، والأنبياء عليهم السلام كانوا عالمين بها ، وقد قال الله تبارك وتعالى في حقّ إبراهيم خليل الرحمن ( صلوات الله عليه ) : ( وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) (٥) وقال في موضع آخر : ( فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ) (٦) فلو لم يكن عالماً بعلم النجوم ما نظر فيها ، وما قال : ( إِنِّي سَقِيمٌ ) وادريس ( عليه السلام ) كان أعلم أهل زمانه بالنجوم ، والله تبارك وتعالى قد أقسم بها فقال : ( فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ) (٧) وقال في موضع آخر : ( وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ـ إلى قوله ـ فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ) (٨) ويعني بذلك اثني عشر برجاً وسبع سيارات ، والذي يظهر بالليل والنهار بأمر الله عزّ وجلّ ، وبعد علم القرآن ما يكون (٩) اشرف من علم النجوم ، وهو علم الأنبياء والأوصياء وورثة الأنبياء ، الذين قال الله عزّ وجلّ : ( وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) (١٠) ونحن نعرف هذا العلم وما نذكره (١١) » .
فقال له هارون : بالله عليك يا موسى ، لا تظهروه عند الجهال وعوام الناس ، حتى لا يشنعوا (١٢) عليك ، ونفّس العوام به ، وغطّ هذا العلم ، وارجع الى حرم جدّك ، ثم قال له هارون : وقد بقيت مسألة اخرى ، بالله عليك اخبرني
_________________________
(٤) في المصدر : « التي » .
(٥) الأنعام ٦ الآية ٧٥ .
(٦) الصافات ٣٧ الآية ٨٨ و ٨٩ .
(٧) الواقعة ٥٦ الآية ٧٥ و ٧٦ .
(٨) النازعات ٧٩ الآية ١ ـ ٥ .
(٩) في المصدر : « لا يكون » .
(١٠) النحل ١٦ الآية ١٦ .
(١١) في المصدر : « ننكره » .
(١٢) في المصدر : « لا يشيعوه عنكم » .
بها ، فقال له : « سل » فقال له : بحق القبر والمنبر ، وبحق قرابتك من رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، اخبرني انت تموت قبلي ، ام أنا أموت قبلك ، لأنّك تعرف هذا من علم النجوم ؟
فقال له موسى ( عليه السلام ) : « آمني حتى اخبرك » فقال : لك الأمان ، فقال : « أنا أموت قبلك ، وما كذبت ولا اكذب ، ووفاتي قريب » .
[ ١٤٨٩٩ ] ١١ ـ وفيه وجدت في كتاب عتيق ، باسناد متصل الى الوليد بن جميع قال : ان رجلاً سأله عن حساب النجوم ، فجعل الرجل يتحرج ان يخبره ، فقال له عكرمة : سمعت ابن عباس يقول : علم عجز الناس عنه ، وددت انّي علمته .
[ ١٤٩٠٠ ] ١٢ ـ الصدوق في الخصال : عن إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عمارة ، عن سالم بن سالم وأبي عروبة معاً ، عن أبي الخطاب ، عن هارون بن مسلم ، عن القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري ، عن محمد بن علي ، عن أبيه ، عن الحسين ابن علي ( عليهم السلام ) ، قال : « نهى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) عن خصال ـ الى ان قال ـ وعن النظر في النجوم » .
[ ١٤٩٠١ ] ١٣ ـ أبو الفتح الكراجكي في معدن الجواهر : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، انه قال : « العلوم أربعة : الفقه للأديان ، والطب للابدان ، والنحو للسان ، والنجوم للأزمان (١) » .
[ ١٤٩٠٢ ] ١٤ ـ عوالي اللآلي : عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « من اقتبس علماً من النجوم ، اقتبس شعبة من السحر ، زاد ما زاد » .
_________________________
١١ ـ فرج المهموم ص ١١٠ .
١٢ ـ الخصال ص ٤١٧ . ح ١٠ .
١٣ ـ معدن الجواهر ص ٤٠ .
(١) في المصدر : « لمعرفة الأزمان » .
١٤ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ١٨١ ح ٢٤٢ .
قلت يحمل ما دلّ على النهي عن النظر بل تكفير المنجم ، على من اعتقد قدم الافلاك والكواكب ، او ان اختلاف حركاتها واوضاعها علل تامّة لصدور الحوادث ، أو انّ لها حياة ونفوساً تصدر عنهما الحوادث بالارادة والاختيار ، وغير ذلك من العقائد الفاسدة ، المباينة لاصول الملل واساس الشرائع ، وما دلّ على الجواز ، على انّها امارات وعلامات على حدوث الحوادث منه تعالى ، أو ما يقرب من ذلك ، ممّا ليس فيه ما ينافي الشرع ، ويرتفع شرّها بالبرّ والدعاء والصدقة ، والله العالم .
٢٢ ـ ( باب تحريم تعلم السحر ، واجره ، واستعماله في العقد ، وحكم الحلّ )
[ ١٤٩٠٣ ] ١ ـ العياشي في تفسيره : عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « لمّا هلك سليمان ، وضع ابليس السحر ، ثم كتبه في كتاب وطواه وكتب على ظهره : هذا ما وضع آصف بن برخيا للملك سليمان بن داود ( عليهما السلام ) من ذخائر كنوز العلم ، من اراد كذا وكذا فليقل كذا وكذا ، ثم دفنه تحت السرير ، ثم استثاره لهم ، فقال الكافرون : ما كان يغلبنا سليمان الّا بهذا ، وقال المؤمنون : هو عبد الله ونبيّه ، فقال الله في كتابه : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ) (١) اي : السحر » .
ورواه علي بن إبراهيم في تفسيره : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان ، عن أبي بصير ، عنه ( عليه السلام ) ، مثله (٢) .
[ ١٤٩٠٤ ] ٢ ـ الجعفريات : أخبرنا عبد الله ، اخبرنا محمد ، حدّثني موسى قال :
_________________________
الباب ٢٢
١ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٥٢ ح ٧٤ .
(١) البقرة ٢ الآية ١٠٢ .
(٢) تفسير القمي ج ١ ص ٥٥ .
٢ ـ الجعفريات ص ١٠٠ .
حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « اقبلت امرأة الى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقالت : يا رسول الله ، ان لي زوجاً به عليّ غلظة ، واني صنعت شيئاً لاعطفه عليّ ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : افّ لك كفرت دينك ، لعنتك الملائكة الاخيار ، لعنتك ملائكة السماء ، لعنتك ملائكة الأرض ، فصامت نهارها وقامت ليلها ، ولبست المسوخ ثم حلقت رأسها ، فبلغ ذلك رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقال : ان حلق الرأس لا يقبل منها » .
وروي في الفقيه (١) : مثله ، وفيه : « كدرت البحار ، وكدرت الطين ، ولعنتك الملائكة » . الى آخره .
[ ١٤٩٠٥ ] ٣ ـ وبهذا الاسناد : عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، انه قال : « من السحت ثمن الميتة ـ الى ان قال ـ واجر الساحر (١) » . الخبر .
[ ١٤٩٠٦ ] ٤ ـ وبهذا الاسناد قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ساحر المسلمين يقتل ، وساحر الكفار لا يقتل ، فقيل : يا رسول الله ، ولم لا يقتل ساحر الكفار ؟ قال : لان الشرك اعظم من السحر ، لأن الشرك والسحر طيران مقرونان » .
[ ١٤٩٠٧ ] ٥ ـ دعائم الاسلام : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، انه نهى عن التمائم والتول ، فالتمائم : ما يعلق من الكتب والخَرز وغير ذلك ، والتول : ما تتحبب به النساء الى ازواجهن ، كالكهانة واشباهها ، ونهى ( صلى الله عليه وآله ) عن السحر .
_________________________
(١) الفقيه ج ٣ ص ٢٨٢ ح ١٣٤٥ .
٣ ـ الجعفريات ص ١٨٠
(١) في المصدر : الكاهن .
٤ ـ المصدر السابق ص ١٢٨ .
٥ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٤٢ ح ٤٩٧ .
[ ١٤٩٠٨ ] ٦ ـ وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، انه قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ساحر المسلمين يقتل ، وساحر الكفار لا يقتل ، قيل : يا رسول الله ، ولمَ ذاك ؟ قال : لان الشرك والسحر مقرونان ، والذي فيه من الشرك اعظم من السحر .
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ولذلك لم يقتل [ رسول الله ] (١) ابن اعصم (٢) اليهودي الذي سحره .
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : فاذا شهد رجلان عدلان على رجل من المسلمين انه سحر قتل (٣) ، والسحر كفر ، وقد ذكر الله عزّ وجلّ ذلك فقال : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ ـ الى قوله ـ فَلَا تَكْفُرْ ) (٤) فأخبر جلّ ذكره ، ان السحر كفر ، فمن سحر فقد كفر ، فقتل (٥) ساحر المسلمين لأنه كفر ، وساحر المشركين لا يقتل لأنه كافر بعد بما (٦) جاء عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) » .
[ ١٤٩٠٩ ] ٧ ـ روينا عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي ( صلوات الله عليهم ) ، انه قال : « سحر لبيد بن أعصم (١) وامّ عبد الله اليهودية ، رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، في عقد خيوط من احمر واصفر ، فعقدا فيه احدى عشرة
_________________________
٦ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٤٨٢ ح ١٧٢٥ .
(١) أثبتناه من المصدر .
(٢) في المصدر : عاصم .
(٣) في المصدر زيادة : لانه كفر .
(٤) البقرة ٢ الآية ١٠٢ .
(٥) في المصدر : فيقتل .
(٦) في المصدر : كما .
٧ ـ المصدر السابق ج ٢ ص ١٣٨ ح ٤٨٧ .
(١) في الحجرية : عاصم ، وما أثبتناه من المصدر .
عقدة ، ثم جعلاه في جف (٢) طلع ، ثم ادخلاه في بئر فجعلاه في مراقي (٣) البئر بالمدينة ، فاقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لا يسمع ولا يبصر ولا يتفهم ولا يتكلم ولا يأكل ولا يشرب ، فنزل (٤) جبرئيل بمعوّذات ، ثم قال : يا محمد ما شأنك ؟ قال : لا ادري ، انا بالحال التي تراني ، قال : ان لبيد بن أعصم (٥) وامّ عبد الله اليهودية سحراك ، واخبره بالسحر حيث هو ، ثم قرأ عليه ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) (٦) فانحلّت عقدة ، ثم قرأ اخرى (٧) حتى قرأ احدى عشرة مرّة ، فانحلّت الاحدى عشرة عقدة ، وجلس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، واخبره جبرئيل الخبر ، فقال : انطلق وائتني بالسحر ، فجاء به ، ثم دعا بلبيد وامّ عبد الله ، فقال : ما دعاكما الى ما صنعتماه ؟ ثم قال للبيد : لا اخرجك الله من الدنيا سالماً ، وكان موسراً كثير المال ، فمرّ به غلام في اذنه قرط ، فجذبه فخرم اذن الصبي ، فاخذ فقطعت يده فكوي منها فمات » .
ورواه مع اختلاف وزيادة فرات بن ابراهيم في تفسيره (٨) : عن عبد الرحمن ابن محمد العلوي ، ومحمد بن عمر الخزاز ، عن إبراهيم بن محمد بن ميمون ، عن عيسى بن محمد ، عن جدّه ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
[ ١٤٩١٠ ] ٨ ـ ابنا بسطام في طبّ الأئمة ( عليهم السلام ) : عن محمد بن جعفر البرسي ، عن محمد بن يحيى الارمني ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن
_________________________
(٢) الجف : وعاء الطلع وهو الغشاء الذي يكون فوق طلع النخل ( النهاية ج ١ ص ٢٧٨ ) .
(٣) المراقي : جمع مرقاة ، وهي الدرجة ومراقي البئر حفر صغار تكون على يمين البئر ويساره يستعان بها في الصعود والنزول ( انظر لسان العرب ج ١٤ ص ٣٣٢ ) .
(٤) في المصدر زيادة : عليه .
(٥) في الحجرية : عاصم ، وما أثبتناه من المصدر .
(٦) في المصدر زيادة : فقال رسول الله ذلك .
(٧) في المصدر زيادة : فانحلّت عقدة اخرى .
(٨) تفسير فرات ص ٢٣٣ .
٨ ـ طب الأئمة ص ١١٣ .
عمر ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ان جبرئيل اتى النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وقال : يا محمد ، قال : لبيك ، قال : ان فلاناً اليهودي سحرك ، وجعل السحر في بئر بني فلان » وذكر القصة .
[ ١٤٩١١ ] ٩ ـ وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، انه سئل عن المعوذتين انّهما من القرآن ، فقال الصادق ( عليه السلام ) : « هما من القرآن ـ الى ان قال ـ وهل تدري ما معنى المعوذتين ، وفي ايّ شيء نزلت (١) ؟ ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سحره لبيد بن اعصم (٢) اليهودي » فقال أبو بصير لابي عبد الله ( عليه السلام ) : وما ( كان ذا ؟ وما ) (٣) عسى ان يبلغ من سحره ؟ قال أبو عبد الله الصادق ( عليه السلام ) : « بلى ، كان النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) يرى انه يجامع ولا (٤) يجامع وكان يريد الباب ولا يبصره حتى يلمسه بيده ، والسحر حقّ ، وما سلّط السحر الّا على العين والفرج » . الخبر .
[ ١٤٩١٢ ] ١٠ ـ وعن سهل بن محمد بن سهل ، عن عبد ربّه بن محمد بن ابراهيم ، عن ابن اورمة ، عن ابن مسكان ، عن الحلبي قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن النشرة للمسحور ، فقال : « ما كان أبي ( عليه السلام ) يرى به بأساً » .
[ ١٤٩١٣ ] ١١ ـ القطب الراوندي في لبّ اللباب : عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، انه قال : « ان الله يرحم عصاة امتي في الليلة المباركة ، بعدد شعور اغنام بني كلب وربيعة ومضر ، فيغفر لهم الّا ثمانية نفر : المشرك ، والكاهن ، والساحر ،
_________________________
٩ ـ طب الأئمة ص ١١٤ .
(١) في المصدر : نزلتا .
(٢) في الحجرية « عاصم » وما أثبتناه من المصدر .
(٣) في المصدر : كاد ، أو .
(٤) في المصدر : وليس .
١٠ ـ المصدر السابق ص ١١٤ .
١١ ـ لب اللباب : مخطوط .
والعاق ، وآكل الربا ، ومدمن الخمر ، والزاني ، والماجن » .
[ ١٤٩١٤ ] ١٢ ـ وروي : انه يخرج عنق من النار فيقول : اين من كذب على الله ؟ وأين من ضادّ الله ؟ وأين من استخف بالله ؟ فيقولون : ومن هذه الاصناف الثلاثة ؟ فيقول : من سحر فقد كذب على الله ، ومن صوّر التصاوير فقد ضادّ الله ، ومن تراءى في عمله فقد استخف بالله .
٢٣ ـ ( باب تحريم اتيان العرّاف وتصديقه ، وتحريم الكهانة والقيافة )
[ ١٤٩١٥ ] ١ ـ الجعفريات : بالسند المتقدم ، عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، انه قال : « من السحت ثمن الميتة ـ الى ان قال ـ واجر الكاهن ـ الى ان قال ـ واجر القافي (١) » . الخبر .
[ ١٤٩١٦ ] ٢ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي ( عليه السلام ) ، انه قال : « لا بدّ من العريف والعريف في النار ، ولا بدّ من الامرة برّة كانت او فاجرة » .
[ ١٤٩١٧ ] ٣ ـ دعائم الاسلام : عن أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه ) ، انه قال : « من جاء عرافاً فسأله وصدّقه بما قال ، فقد كفر بما انزل الله على محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان يقول : [ إن ] (١) كثيراً من الرقى وتعليق التمائم شعبة [ من الإِشراك ] (٢) » .
[ ١٤٩١٨ ] ٤ ـ وعن جعفر بن محمد ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، انه قال : « كنا
_________________________
١٢ ـ لب اللباب : مخطوط .
الباب ٢٣
١ ـ الجعفريات ص ١٨٠ .
(١) القائف : الذي يعرف آثار الاقدام ، وكان ذا منزلة في الجاهلية . ( لسان العرب ( قوف ) ج ٩ ص ٢٩٣ ) .
٢ ـ المصدر السابق ص ٢٤٥ .
٣ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٨٣ ح ١٧٣٧ .
(١ و ٢) أثبتناه من المصدر .
٤ ـ المصدر السابق ج ٢ ص ١٤٢ ح ٤٩٨ .
مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذات ليلة ، اذ رمي بنجم (١) فاستنار ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) للقوم : ما كنتم تقولون في الجاهلية اذا رأيتم مثل هذا ؟ قالوا (٢) : كنّا نقول : مات عظيم وولد عظيم ، قال : فانه لا يرمى بها لموت احد ولا لحياة احد ، ولكن ربّنا اذا قضى أمراً سبّح حملة العرش وقالوا : قضى ربّنا بكذا ، فتسمع ذلك أهل السماء التي تليهم ، فيقولون ذلك ، حتى يبلغ ذلك الى السماء الدنيا ، فيسرق (٣) الشياطين السمع ، فربّما اعتقلوا شيئاً فأتوا به الكهنة ، فيزيدون وينقصون فتخطىء الكهنة وتصيب ، ثم ان الله عزّ وجلّ منع السماء بهذه النجوم فانقطعت الكهانة فلا كهانة ، وتلا جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ( إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ ) (٤) وقوله عزّ وجلّ : ( أَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ) (٥) » .
[ ١٤٩١٩ ] ٥ ـ كتاب درست بن أبي منصور : عن ابن مسكان وحديد ، رفعاه الى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، قال : « ان الله أوحى الى نبيّ في نبوته : اخبر قومك انهم قد استخفوا بطاعتي وانتهكوا معصيتي ـ الى ان قال ـ وخبّر قومك انه ليس منّي من تكهن أو تكهن له ، أو سحر أو تسحّر له » الخبر .
[ ١٤٩٢٠ ] ٦ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي : عن عبد الله بن طلحة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ أنه عدّ من السحت اجر الكاهن . . . الخبر .
[ ١٤٩٢١ ] ٧ ـ جعفر بن أحمد القمي في كتاب المانعات : عن عطية ، عن أبي سعيد
_________________________
(١) في المصدر : نجم .
(٢) كان في الأصل : ( قال ) وما أثبتناه من المصدر .
(٣) في المصدر : فتسترق .
(٤) الحجر ١٥ الآية ١٨ .
(٥) الجن ٧٢ الآية ٩ .
٥ ـ كتاب درست بن أبي منصور ص ١٦٧ .
٦ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص ٧٦ .
٧ ـ المانعات ص ٢ .
قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « لا يدخل الجنّة عاق ، ولا منّان ، ولا ديّوث ، ولا كاهن ، ومن مشى الى كاهن فصدقه بما يقول ، فقد برىء ممّا انزل الله على محمد ( صلى الله عليه وآله ) » الخبر .
[ ١٤٩٢٢ ] ٨ ـ القطب الراوندي في لبّ اللباب : عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « من صدّق كاهناً ، فقد كفر بما انزل على محمد ( صلى الله عليه وآله ) » .
[ ١٤٩٢٣ ] ٩ ـ نهج البلاغة : عن نوف البكالي قال : رأيت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ذات ليلة ، وقد خرج من فراشه فنظر إلى (١) النجوم ، فقال : « يا نوف ، ان داود قام في مثل هذه الساعة من الليل ، فقال : انّها ساعة لا يدعو فيها ( عبد الا استجيب له ) (٢) ، الّا ان يكون عشاراً ، أو عريفاً ، أو شرطياً » ، الخبر .
[ ١٤٩٢٤ ] ١٠ ـ الصدوق في الخصال : عن الحسين بن احمد بن ادريس ، عن أبيه ، عن الحسين بن أبي الخطاب ، عن المغيرة بن محمد ، عن بكير بن خنيس ، عن أبي عبد الله الشامي ، عن نوف البكالي قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « يا نوف ، اقبل وصيّتي : لا تكونن نقيباً ، ولا عريفاً ، ولا عشاراً ، ولا بريداً » .
[ ١٤٩٢٥ ] ١١ ـ أبو عمرو الكشي في رجاله : عن حمدويه وابراهيم ، عن أيوب بن نوح ، عن [ حنان ، عن ] (١) عقبة بن بشير الأسدي ، قال : دخلت على أبي جعفر ( عليه السلام ) فقلت له : إنّي في الحسب الضخم من قومي ، وإن قومي كان لهم عريف فهلك ، فأرادوا أن يعرّفوني عليهم ، فما ترى
_________________________
٨ ـ لب اللباب : مخطوط .
٩ ـ نهج البلاغة ج ٣ ص ١٧٣ رقم ١٠٤ .
(١) في المصدر : في .
(٢) كان في الحجرية : عبد ربه إلا استجاب ، وما أثبتناه من المصدر .
١٠ ـ بل أمالي الصدوق ص ١٧٤ ح ٩ ، وعنه في البحار ج ٧٧ ص ٣٨٢ ح ٩ .
١١ ـ رجال الكشي ج ٢ ص ٤٥٩ ح ٣٥٨ .
(١) أثبتناه من المصدر وهو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ٦ ص ٢٩٩ وج ١١ ص ١٥١ ) .
لي ؟ (٢) فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « تمنّ علينا بحسبك ! أن الله رفع بالإِيمان من كان الناس يسمّونه (٣) وضيعاً إذا كان مؤمناً ، ووضع بالكفر من كان يسمونه شريفاً إذا كان كافراً ، وليس لأحد على أحد تفضّل (٤) إلّا بتقوى الله ، وأما قولك : إن قومي كان لهم عريف فهلك فأرادوا أن يعرّفوني عليهم ، فإن كنت تكره الجنّة وتبغضها فتعرّف على قومك ، ويأخذ سلطان جائر بامرىء مسلم يسفك دمه ، فتشركهم في دمه ، وعسى أن لا تنال من دنياهم شيئاً » .
٢٤ ـ ( باب حكم الرقى )
[ ١٤٩٢٦ ] ١ ـ الجعفريات : باسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا رقى إلّا في ثلاث : في حيّة (١) ، أو في عين ، أو دم لا يرقى » .
[ ١٤٩٢٧ ] ٢ ـ وبهذا الاسناد : عن علي ( عليه السلام ) : « ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نهى عن أربع نفخات : في موضع السجود ، وفي الرقى ، وفي الطعام ، والشراب » .
[ ١٤٩٢٨ ] ٣ ـ دعائم الاسلام : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، انه نهى عن الرقي بغير كتاب الله عزّ وجلّ ، وما [ لا ] (١) يعرف ( من ذكره (٢) ) وقال : « هذه
_________________________
(٢) في المصدر زيادة : قال .
(٣) في المصدر : سمّوه .
(٤) في المصدر : فضل .
الباب ٢٤
١ ـ الجعفريات ص ١٦٧ .
(١) في المصدر : جبّة .
٢ ـ المصدر السابق ص ٣٨ .
٣ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٤١ ح ٤٩٣ .
(١) أثبتناه من المصدر .
(٢) في المصدر : بذكره .
الرقي ممّا اخذه سليمان بن داود ( عليهما السلام ) ، [ على الانس و ] (٣) الجن والهوام » .
[ ١٤٩٢٩ ] ٤ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، انه قال : « لا رقى إلّا في ثلاث : في حمة ، أو عين ، أو دم لا يرقى » ، والحمة : السم .
[ ١٤٩٣٠ ] ٥ ـ وعن أبي جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) ، انه قال : « اذا أردت ترقي الجرح ـ يعني من الألم والدم وما يخاف منه عليه ـ فضع يدك على الجرح وقل : بسم الله أرقيك ، بسم الله الأكبر ، من الحديدة والحجر (١) ، والناب الاسمر ، والعرق فلا ينعر (٢) والعين فلا تسهر ، تردّده ثلاث مرات » .
[ ١٤٩٣١ ] ٦ ـ وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، انه سئل عن رجل رقى ملذوعاً بسورة من القرآن فشفي ، فأعطاه على ذلك (١) ، فرخّص له (٢) .
[ ١٤٩٣٢ ] ٧ ـ الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : عن خارجة بن الصلت البرجمي قال : رجعت مع عمّي من عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فمررنا بقبيلة من قبائل العرب فقالوا : ظننا انّكم تقدمون من عند هذا الذي يدعي النبوّة ، وعندنا رجل قد جنّ وقد أوثقناه ، فهل عندكم شيء فيه راحته ؟ فقال عمّي : نعم ، فذهبوا بنا الى عند المجنون ، فقرأ عمّي فاتحة الكتاب ، وكان يجمع بصاقه في فمه
_________________________
(٣) في الحجرية : « عن » بدل « على » وما أثبتناه من المصدر .
٤ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٤١ ح ٤٩٤ .
٥ ـ المصدر السابق ج ٢ ص ١٤٢ ح ٤٩٦ .
(١) في المصدر زيادة : الملبود .
(٢) كان في الحجرية : يفتر ، وما أثبتناه من المصدر ، ونعر الجرح : سال دمه ولم ينقطع « لسان العرب ج ٥ ص ٢٢١ » .
٦ ـ المصدر السابق ج ٢ ص ٧٤ ح ٢٠٨ .
(١) في المصدر : الرقية أجراً .
(٢) في المصدر زيادة : في ذلك .
٧ ـ تفسير أبى الفتوح الرازي ج ١ ص ١٣ .
وكلّما قرأه مرّات ألقى بصاقه في فمه ، فعل ذلك به ثلاثة أيام ، فبرأ باذن الله تعالى ، فاعطوني شيئاً ، فقلنا : لا نأكله حتى نسأل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) انه حلال ، فلما سألناه ، قال ( صلى الله عليه وآله ) : « من اكل برقيّة باطل ، فهذا برقية حقّ » .
قلت : رواه مختصراً ابن الاثير في اسد الغابة (١) فقال : روى يعلى بن عبيد ، عن زكريا بن أبي زائدة ، عن الشعبي قال : حدثني خارجة بن الصلت : ان عمّه أدرك النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، فاسلم ثم رجع ، فمر باعرابي مجنون موثق في الحديد ، فقال بعضهم : من عنده شيء يداويه به ؟ فان صاحبكم جاء بالخير ، فقلت : نعم ، فرقيته بام الكتاب كلّ يوم مرّتين ، فبرأ فأعطاني مائة شاة ، فلم آخذها حتى اتيت النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) فاخبرته ، فقال : « اقلت شيئاً غير هذا ؟ » قلت : لا ، قال : « كلها بسم الله ، فلعمري من اكل برقية باطل ، فقد اكلت برقية حق » .
٢٥ ـ ( باب حكم القُصّاص )
[ ١٤٩٣٣ ] ١ ـ العياشي في تفسيره : عن ربعي ، عمّن ذكره ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، في قول الله تعالى : ( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا ) (١) قال : « الكلام في الله والجدال في القرآن ( فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ) (٢) قال : منه القُصّاص » .
[ ١٤٩٣٤ ] ٢ ـ الصدوق في العيون : عن عبد الواحد (١) بن محمد بن عبدوس ، عن
_________________________
(١) اُسد الغابة ج ٢ ص ٧٤ .
الباب ٢٥
١ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٣٦٢ ح ٣١ .
(١ ، ٢) الأنعام ٦ الآية ٦٨ .
٢ ـ عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) ج ١ ص ٣٠٧ ح ٦٩ .
(١) في الطبعة الحجرية : « عبد الله » وما أثبتناه من المصدر ، راجع « معجم رجال الحديث ج ١١ ص ٣٦ ـ ٣٧ » .
علي بن محمد بن قتيبة ، عن حمدان بن سليمان ، عن عبد السلام بن صالح الهروي ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : قلت : يا بن رسول الله ، فقد روي لنا عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، انه قال : « من تعلم علماً ليماري به السفهاء ، أو يباهي به العلماء ، أو ليقبل به وجوه الناس اليه ، فهو في النار » فقال ( عليه السلام ) : « صدق جدّي ( عليه السلام ) ، أفتدري من السفهاء ؟ » فقلت : لا ، يا بن رسول الله ، فقال : « [ هم ] (٢) قُصّاص مخالفينا » . الخبر .
٢٦ ـ ( باب كراهة الاجرة على تعليم القرآن مع الشرط ، دون تعليم غيره ، ودون الهدية ، وما يكون من غير شرط ، واستحباب التسوية بين الصبيان )
[ ١٤٩٣٥ ] ١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « واعلم انّ اجرة المعلم حرام اذا شارط في تعليم القرآن ، أو معلّم لا يعلمه الّا قرآناً فقط ، فحرام اجرته ان شارط ام لم يشارط (١) » .
[ ١٤٩٣٦ ] ٢ ـ وروي عن (١) ابن عباس في قوله : ( أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ) (٢) قال : اجرة المعلمين الذين يشارطون في تعليم القرآن .
[ ١٤٩٣٧ ] ٣ ـ وروي ان عبد الله بن مسعود جاء الى النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) فقال :
_________________________
(٢) أثبتناه من المصدر .
الباب ٢٦
١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٣٤ .
(١) في المصدر : « يشرط » .
٢ ـ المصدر السابق ص ٣٤ .
(١) في المصدر : « ان » .
(٢) المائدة ٥ الآية ٤٢ .
٣ ـ المصدر السابق ص ٣٤ .
يا رسول الله ، اعطاني فلان الاعرابي ناقة بولدها ، فقال النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « لم (١) يا بن مسعود ؟ » فقال : اني كنت علمت له اربع سور من كتاب الله ، فقال : « ردّ عليه ـ يا بن مسعود ـ فان الأجر (٢) على القرآن حرام » .
[ ١٤٩٣٨ ] ٤ ـ ابن شهر آشوب في المناقب : قيل : ان عبد الرحمن السلمي علم ولد الحسين ( عليه السلام ) ( الْحَمْدُ ) فلمّا قرأها على أبيه أعطاه ألف دينار ، وألف حلّة ، وحشا فاه درّاً ، فقيل له في ذلك ، فقال : « واين يقع هذا من عطائه ! » يعني تعليمه .
[ ١٤٩٣٩ ] ٥ ـ الجعفريات : باسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « من السحت ثمن الميتة ـ الى ان قال ـ واجر القارىء الذي لا يقرأ القرآن الّا بأجر ، ولا بأس ان يجرى له من بيت المال » .
[ ١٤٩٤٠ ] ٦ ـ عوالي اللآلي : عن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، انه قال : « ان احق ما اخذتم عليه اجراً كتاب الله » .
٢٧ ـ ( باب عدم جواز اخذ الاجرة على الاذان والصلاة بالناس والقضاء ، وسائر الواجبات كتغسيل الاموات وتكفينهم ودفنهم )
[ ١٤٩٤١ ] ١ ـ الجعفريات : بالسند المتقدم ، عن علي ( عليه السلام ) ، انه قال : « من
_________________________
(١) ليس في المصدر .
(٢) في المصدر : « الاُجرة » .
٤ ـ مناقب آل أبي طالب ج ٤ ص ٦٦ .
٥ ـ الجعفريات ص ١٨٠ .
٦ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ١٧٦ ح ٢١٥ .
الباب ٢٧
١ ـ الجعفريات ص ١٨٠ .
السحت ثمن الميتة ـ الى ان قال ـ واجر القاضي ، الّا قاض يجرى عليه من بيت المال ، وأجر المؤذن الّا مؤذن يجرى عليه من بيت المال » .
٢٨ ـ ( باب عدم جواز بيع المصحف ، وجواز بيع الورق والجلد ونحوهما ، واخذ الاجرة على كتابته )
[ ١٤٩٤٢ ] ١ ـ دعائم الاسلام : عن علي ( عليه السلام ) ، انه قال : « لا بأس ببيع المصاحف وشرائها » ، قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « ولا بأس ان يكتب بأجر ، ولا يقع الشراء على كتاب الله ، ولكن على الجلود والدفتين ، يقول : أبيعك هذا بكذا » .
٢٩ ـ ( باب تحريم كسب القمار حتى الكعاب والجوز والبيض ، وان كان الفاعل غير مكلّف ، وتحريم فعل القمار )
[ ١٤٩٤٣ ] ١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « واعلم ـ يرحمك الله ـ ان الله تبارك وتعالى نهى عن جميع القمار ، وامر العباد بالاجتناب منها ، وسمّاها رجساً ، فقال : ( رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ ) (١) مثل اللعب بالشطرنج والنرد وغيرهما من القمار ، والنرد اشرّ من الشطرنج » ، الخبر .
[ ١٤٩٤٤ ] ٢ ـ الصدوق في المقنع : اتق اللعب بالنرد ، فان الصادق ( عليه السلام ) نهى عن ذلك ، ان مثل من يعلب بالنرد قماراً ، مثل من يأكل لحم الخنزير ، ومثل من
_________________________
الباب ٢٨
١ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٩ ح ٢٩ .
الباب ٢٩
١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٣٨ .
(١) المائدة ٥ الآية ٩٠ .
٢ ـ المقنع ص ١٥٤ .
يلعب بها من غير قمار ، مثل الذي يضع يده في لحم الخنزير ، أو في دمه ، واجتنب الملاهي كلّها واللعب بالخواتيم والأربعة عشر (١) ، فان الصادقين ( عليهم السلام ) نهوا عن ذلك .
[ ١٤٩٤٥ ] ٣ ـ محمد بن مسعود العياشي في تفسيره : عن حمدويه ، عن محمد بن عيسى قال : سمعته يقول : كتب اليه ابراهيم بن عنبسة ـ يعني الى علي بن محمد ( عليهما السلام ) ـ : ان رأى سيدي ومولاي ان يخبرني عن قول الله : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ) (١) الآية ، فما المنفعة جعلت فداك ؟ فكتب : « كلما قومر به فهو الميسر » ، الخبر .
[ ١٤٩٤٦ ] ٤ ـ الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، انه قال : « إياكم وهاتين الكعبتين الموشومتين ، فانهما من ميسر العجم » .
٣٠ ـ ( باب تحريم اخذ ما ينثر في الاعراس ، الّا من يعلم اذن اربابه بانتهابه )
[ ١٤٩٤٧ ] ١ ـ الصدوق في الأمالي : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن سعد بن عبد الله ، عن احمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن الصادق ، عن آبائه قال : « قال أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) : دخلت امّ ايمن على النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وفي ملحفها شيء ، فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما معك يا ام ايمن ؟ فقالت : ان فلانة املكوها (١) فنثروا
_________________________
(١) في المصدر زيادة : وكل قمار .
٣ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ١٠٥ ح ٣١١ .
(١) البقرة ٢ الآية ٢١٩ .
٤ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٣٦٥ .
الباب ٣٠
١ ـ أمالي الصدوق ص ٢٣٦ ح ٣ .
(١) الإِملاك : التزويج . ( لسان العرب ـ ملك ـ ج ١٠ ص ٤٩٤ ) .
عليها ، فاخذت من نثارهم ، ثم بكت ام ايمن ، وقالت : يا رسول الله ، فاطمة ( عليها السلام ) زوجتها ولم تنثر عليها شيئاً » الخبر .
[ ١٤٩٤٨ ] ٢ ـ دعائم الاسلام : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، انه نهى عن القمار ، والنهبة ، والنثار ، يعني بالنثار : ما ينثر على قوم لم يدعوا اليه ، ولم تطب نفس ناثره به لمن صار اليه ، وكان يؤخذ اخطافاً (١) وانتهاباً ، فهو شبيه بالنهبة .
٣١ ـ ( باب جواز بيع جلد غير مأكول اللحم اذا كان مذكى ، دون الميتة )
[ ١٤٩٤٩ ] ١ ـ كتاب محمد بن المثنى الحضرمي : عن جعفر بن محمد بن شريح ، عن ذريح المحاربي قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) ، عن جلود السباع التي يجلس عليها ، فقال : « ادبغوها » فرخص في ذلك .
[ ١٤٩٥٠ ] ٢ ـ دعائم الاسلام : عن علي ( عليه السلام ) ، انه قال : « من السحت ثمن جلود السباع » .
ورواه في الجعفريات : بسنده عنه ( عليه السلام ) (١) .
قلت : يمكن حمل الخبر الأول على المذكى ، والثاني على الميتة ، او حمل الأول على مجرّد جواز الانتفاع بها ، بناء على جواز الانتفاع بالمنافع المحلّلة من الميتة ، كالاستقاء من جلودها ، واطعام كلب الصيد من لحومها ، وحرمة المعاوضة عليها ، والانتفاع من ثمنها .
_________________________
٢ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٨٦ ح ١٧٣٩ .
(١) في المصدر : اختطافاً .
الباب ٣١
١ ـ كتاب محمد بن المثنى الحضرمي ص ٨٩ .
٢ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ١٢٦ .
(١) الجعفريات ص ١٨٠ .