مستدرك الوسائل - ج ١٠

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ١٠

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٤

[١١٣٥٧] ٦ ـ الصدوق في الفقيه والمقنع والهداية : فإذا أتيت عرفات فاضرب خباءك بنمرة قريباً من المسجد ، فإنّ ثَمّ ضرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خباءه وقبّته ، فإذا زالت الشمس يوم عرفة فاقطع التلبية ، واغتسل ، وصلّ بها الظهر والعصر بأذان وإقامتين ، وإنّما تتعجل في الصلاة ، وتجمع بينهما لتفرغ للدعاء فإنه يوم دعاء ومسألة .

[١١٣٥٨] ٧ ـ عوالي اللآلي : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أنه غدا من منى من حين أصبح بعد صلاة الصبح يوم عرفة فنزل بنمرة ، وهي منزل الإِمام بعرفة ، وراح مهجراً ، وجمع بين الظهر والعصر ، ثم خطب الناس ، ثم راح فوقف الموقف بعرفة .

١٠ ـ ( باب حدود عرفة التي يجب الوقوف بها يوم عرفة )

[١١٣٥٩] ١ ـ دعائم الإِسلام : عن محمد بن علي ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « حدّ عرفات من المأزمين إلى أقصى الموقف » .

وعنه ( عليه السلام ) : أنه نهى عن النزول والوقوف بالأراك .

[١١٣٦٠] ٢ ـ بعض نسخ الرضوي : « فإن عرفات كلّها موقف إلى بطن عرنة .

وعن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : اجتنبوا الأراك »(١) .

_____________________________

٦ ـ الفقيه ج ٢ ص ٣٢٢ ، المقنع ص ٨٦ ، الهداية ص ٦٠ .

٧ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ١٦٤ ح ١٦٧ .

الباب ١٠

١ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٢٢ .

٢ ـ عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٤٨ .

(١) بعض نسخ الرضوي ص ٧٥ ، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٦١ ح ٣٢ .

٢١

١١ ـ ( باب استحباب الوقوف في ميسرة الجبل بعرفة ، وإجزاء الوقوف بأيّ موضع كان منها ، وجواز الإِرتفاع إلى الجبل مع الزحام )

[١١٣٦١] ١ ـ دعائم الإِسلام : عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « عرفة كلّها موقف ، وأفضل ذلك سفح الجبل [ ونهى عن النزول والوقوف بالأراك ](١) وقال ( عليه السلام ) : الجبال أفضل » .

وعنه ( عليه السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كلّ عرفة موقف » .

[١١٣٦٢] ٢ ـ السيد علي بن طاووس في مصباح الزائر : عن بشر ، وبشير ابني غالب الأسديين قالا : وقفنا مع أبي عبدالله الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) بعرفة ، فخرج عشيّة عرفة من فسطاطه في جماعة من أهل بيته وولده وشيعته ومواليه ، متذلّلاً خاشعاً فجعل يمشي هوناً حتى وقف في ميسرة الجبل ، فاستقبل البيت ورفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين » الخبر .

[١١٣٦٣] ٣ ـ عوالي اللآلي : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « عرفة كلّها موقف ، وارتفعوا عن وادي عرنة » .

_____________________________

الباب ١١

١ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٢٠ .

(١) أثبتناه من المصدر .

٢ ـ مصباح الزائر ، وعنه في البحار ج ٩٨ ص ٢١٤ .

٣ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ٢١٤ .

٢٢

١٢ ـ ( باب جواز الوقوف راكباً )

[١١٣٦٤] ١ ـ عبدالله بن جعفر في قرب الإِسناد : عن محمد بن عيسى ، عن حفص بن عمر مؤذن علي بن يقطين ـ في حديث يأتي ـ أنه قال : فإذا أبو عبدالله ( عليه السلام ) واقف على بغل ، أو بغلة له ، الخبر .

١٣ ـ ( باب استحباب سدّ الخلل في عرفات بنفسه ، وأهله ورحله )

[١١٣٦٥] ١ ـ السيد علي بن طاووس في كتاب عمل شهر رمضان : بإسناده إلى الشيخ أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري ، بإسناده إلى محمد بن عجلان قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : « كان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) إذا دخل شهر رمضان ـ إلى أن قال ـ ولقد كان يشتري السودان وما به إليهم حاجة ، يأتي بهم عرفات فيسدّ بهم تلك الفرج والخلال ، فإذا أفاض أمر بعتقهم وجوائز لهم من المال » .

١٤ ـ ( باب استحباب الوقوف بعرفات على سكينة ووقار ، والإِكثار من ذكر الله ، والإِجتهاد في الدعاء بالمأثور وغيره ، وجملة ممّا يستحب فيه )

[١١٣٦٦] ١ ـ السيد علي بن طاووس في كتاب الإِقبال : بإسناده إلى محمد بن الحسن بن الوليد ، بإسناده إلى القاسم بن الحسين النيسابوري قال : رأيت

_____________________________

الباب ١٢

١ ـ قرب الإِسناد ص ٧٥ .

الباب ١٣

١ ـ الإِقبال ص ٢٦٠ .

الباب ١٤

١ ـ إقبال الأعمال ص ٣٣٩ .

٢٣

أبا جعفر ( عليه السلام ) عندما وقف بالموقف ، مدّ يديه جميعاً فما زالتا ممدودتين إلى أن أفاض ، فما رأيت أحداً أقدر على ذلك منه .

[١١٣٦٧] ٢ ـ وبإسناده إلى محمد بن الحسن الصفّار ، بإسناده إلى علي بن داود قال : رأيت أبا عبدالله ( عليه السلام ) بالموقف آخذاً بلحيته ، ومجامع ثوبه ، وهو يقول بإصبعه اليمنى منكّس الرأس : « هذه رمّتي(١) بما جنيت » .

[١١٣٦٨] ٣ ـ وبإسناده إلى أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري بإسناده إلى أياس بن سلمة بن(١) الأكوع ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق ( عليهما السلام ) قال : سمعته يدعو يوم عرفة في الموقف بهذا الدعاء فنسخته :

« تقول إذا زالت الشمس من يوم عرفة ، وأنت بها تصلّي الظهر والعصر ، ثم ائت الموقف وكبّر الله مائة مرة ، واحمده مائة مرة ، وسبّحه مائة مرة [ وهلله مائة مرة ](٢) واقرأ قل هو الله أحد مائة مرة ، وإن أحببت أن تزيد على ذلك فزد ، واقرأ سورة القدر مائة مرّة ، ثم قل : لا إله إلّا الله الحليم الكريم » الدعاء ، وهو طويل .

_____________________________

٢ ـ إقبال الأعمال ص ٣٣٩ .

(١) الرمة بالضم والتشديد : قطعة من الجبل . . ومنه قولهم : ( دفع الشيء برمته ) أي بجملته . . ومنه : القاتل نفساً خطأً يُتل برمته ( مجمع البحرين ج ٦ ص ٧٦ ) .

٣ ـ إقبال الأعمال ص ٣٣٧ و ٣٦٩ .

(١) في المخطوط « عن » وما أثبتناه من المصدر « راجع تقريب التهذيب ج ١ ص ٨٧ » .

(٢) أثبتناه من المصدر .

٢٤

قال (رحمه الله)(٣) : ومن الدعوات يوم عرفة المرويات عن الصادق ( عليه السلام ) ، فقال : « تكبّر الله مائة مرّة ، تهلّله مائة مرة ، وتسبّحه مائة مرة ، وتقدسه مائة مرة ، وتقرأ آية الكرسي مائة مرة ، وتصلي على النبي ( صلى الله عليه وآله ) مائة مرة ، ثم تبدأ بالدعاء فتقول : إلهي وسيدي » الدعاء ذكره بطوله .

[١١٣٦٩] ٤ ـ وعن علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) من أدعيته في يوم عرفة : « اللهم كما سترت عليّ ما لم أعلم فاغفر لي ما تعلم ، وكما وسعني علمك فليسعني عفوك ، وكما بدأتني بالإِحسان فأتم نعمتك بالغفران ، وكما أكرمتني بمعرفتك فاشفعها بمغفرتك ، وكما عرّفتني وحدانيّتك فأكرمني بطاعتك ، وكما عصمتني ممّا لم أكن أعتصم منه إلا بعصمتك فاغفر لي ما لو شئت عصمتني منه ، يا جواد ويا كريم ، يا ذا الجلال والإِكرام » .

[١١٣٧٠] ٥ ـ وفي مصباح الزائر : عن بشر وبشير ـ في الخبر المتقدم ـ قالا : ثم دعا ( عليه السلام ) فقال : « الحمد الله الذي ليس لقضائه دافع » ـ إلى أن قالا ـ ثم أنه ( عليه السلام ) اندفع في المسألة ، واجتهد في الدعاء وعيناه تقطران دموعاً ثم قال : « اللهم اجعلني اخشاك » ـ إلى أن قالا ـ ثم رفع ( عليه السلام ) صوته وبصره إلى السماء ، وعيناه قاطرتان كأنّهما مزادتان(١) ، وقال ( عليه السلام ) بأعلى صوته : « يا أسمع السامعين ـ الدعاء إلى قوله ـ على كلّ شيء قدير ، يا ربّ يا ربّ » .

ورواه الشيخ إبراهيم الكفعمي في البلد الأمين ، مثله ، وزاد : قال

_____________________________

(٣) الإِقبال ص ٣٨٥ .

٤ ـ إقبال الأعمال ص ٣٣٩ ، وعنه في البحار ج ٩٨ ص ٢١٦ .

٥ ـ مصباح الزائر ، وعنه في البحار ج ٩٨ ص ٢١٤ ح ٢ .

(١) المَزادَة : الرواية ( مجمع البحرين ج ٣ ص ٥٩ ) .

٢٥

بشر وبشير : فلم يكن له جهد إلّا قوله : يا ربّ يا ربّ بعد هذا الدعاء ، وشغل من حضر ممّن كان حوله ، وشهد ذلك المحضر عن الدعاء لأنفسهم ، واقبلوا على الإِستماع له ، والتأمين على دعائه قد اقتصروا على ذلك لأنفسهم ، ثم علت اصواتهم بالبكاء معه ، وغربت الشمس ، وأفاض ( عليه السلام ) وأفاض الناس معه(٢) .

[١١٣٧١] ٦ ـ عبدالله بن جعفر الحميري في قرب الإِسناد : عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال : « كان أبو جعفر ( عليه السلام ) يقول : ما من برّ ولا فاجر يقف بجبال عرفات فيدعو الله إلّا استجاب الله له ، أما البرّ ففي حوائج الدنيا والآخرة ، وأمّا الفاجر ففي أمر الدنيا » .

[١١٣٧٢] ٧ ـ الصدوق في العلل : عن حمزة بن محمد(١) العلوي ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن عرفات ، لم سمّيت عرفات ؟ فقال : « إن جبرئيل ( عليه السلام ) خرج بإبراهيم ( عليه السلام ) يوم عرفة ، فلمّا زالت الشمس قال له جبرئيل : يا إبراهيم اعترف بذنبك ، واعرف مناسكك ، فسمّيت عرفات لقول جبرئيل : اعترف ، فاعترف » .

ووراه البرقي في المحاسن ، عن أبيه ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن معاوية : مثله(٢) .

_____________________________

(٢) البلد الأمين ص ٢٥٣ و ٢٥٨ .

٦ ـ قرب الإِسناد ص ١٦٦ .

٧ ـ علل الشرائع ص ٤٣٦ .

(١) في المخطوط « الحسن » وما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال « راجع معجم رجال الحديث ج ٦ ص ٢٨١ » .

(٢) المحاسن ص ٣٣٥ ح ١٠٩ .

٢٦

[١١٣٧٣] ٨ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « ثم ائت الموقف فادع بدعاء الموقف ، واجتهد في الدعاء والتضرع ، وألحّ قائماً وقاعداً إلى أن تغرب الشمس » .

[١١٣٧٤] ٩ ـ دعائم الإِسلام : عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « يقف الناس بعرفة يدعون ، ويرغبون ويسألون الله من كلّ فضله ، وبما قدروا عليه حتى تغرب الشمس » الخبر .

[١١٣٧٥] ١٠ ـ ابن شهر آشوب في المناقب : عن عبد الرحمن العنبري قال : خطب النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) يوم عرفة وحثّ على الصدقة ، فقال رجل : يا رسول الله ان ابلي هذه للفقراء ، فنظر النبي ( صلى الله عليه وآله ) إليها ، فقال : « اشتروها [ لي ](١) » فاشتريت . . . . الخبر .

١٥ ـ ( باب أنّ الدعاء بعرفة مستحب مؤكد ، وليس بواجب )

[١١٣٧٦] ١ ـ الصدوق في الهداية : عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « سبعة مواطن ليس فيها دعاء مؤقّت ـ إلى أن قال ـ والوقوف بعرفات ، وركعتي الطواف » .

_____________________________

٨ ـ فقه الرضا (عليه السلام) ص ٢٨ .

٩ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٢٠ .

١٠ ـ المناقب ج ص ٩٨ .

(١) أثبتناه من المصدر .

الباب ١٥

١ ـ الهداية ص ٤٠ .

٢٧

١٦ ـ ( باب استحباب كثرة دعاء الانسان بعرفة وغيرها لإِخوانه واختياره على الدعاء لنفسه )

[١١٣٧٧] ١ ـ زيد النرسي في أصله : قال : رأيت معاوية بن وهب البجلي في الموقف وهو قائم يدعو ، فتفقدت دعاءه فما رأيته يدعو لنفسه بحرف واحد ، وسمعته يعد رجلاً رجلاً من الآفاق يسمّيهم ويدعو لهم حتى نفر الناس ، فقلت له : ياأباالقاسم أصلحك الله لقد رأيت منك عجباً ، فقال : ياأبن أخي فما الذي أعجبك ممّا رأيت منّي ؟ فقال : رأيتك لا تدعو لنفسك وأنا أرمقك حتى الساعة فلا أدري أيّ الأمرين أعجب ، ما أخطأت من حظّك في الدعاء لنفسك في مثل هذا الموقف ، أو عنايتك وإيثار إخوانك على نفسك حتى تدعو لهم في الآفاق ؟ .

فقال : ياأبن أخي فلا تكثرنّ تعجبك من ذلك ، إني سمعت مولاي ومولاك ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) ، وكان والله في زمانه سيّد أهل السماء ، وسيد أهل الأرض ، وسيّد من مضى منذ خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة بعد آبائه رسول الله ، وأمير المؤمنين ، والأئمة من آبائه ( صلى الله عليهم ) يقول ـ وإلّا صمّت أُذنا معاوية ، وعميت عيناه ، ولا نالته شفاعة محمّد ، وأمير المؤمنين (صلوات الله عليهما) ـ : « من دعا لأخيه المؤمن بظهر الغيب ، ناداه ملك من سماء الدنيا : يا عبدالله لك مائة ألف مثل ما سألت ، وناداه ملك من السماء الثانية : يا عبد الله لك مائتا ألف مثل الذي دعوت ، وكذلك ينادي من كلّ سماء تضاعف حتى ينتهي إلى السماء السابعة ، فيناديه ملك : يا عبدالله لك سبعمائة ألف مثل الذي دعوت ، فعند ذلك يناديه الله :

_____________________________

الباب ١٦

١ ـ أصل زيد النرسي ص ٤٤ .

٢٨

عبدي أنا الله الواسع الكريم الذي لا ينفد خزائني ، ولا ينقص رحمتي شيء ، بل وسعت رحمتي كلّ شيء ، لك ألف ألف مثل الذي دعوت » فأي حظّ أكثر ياأبن أخي من الذي اخترته أنا لنفسي . . . الخبر .

[١١٣٧٨] ٢ ـ السيد علي بن طاووس في فلاح السائل : بإسناده إلى الشيخ الصدوق أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري ، قال : حدثنا محمّد بن يعقوب ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدثنا أبي ، قال : رأيت عبدالله بن جندب بالموقف ، فلم أر موقفاً كان أحسن من موقفه ، ما زال مادّاً يده إلى السماء ودموعه تسيل على خديه حتى بلغت(١) الأرض ، فلما انصرف الناس قلت له : يا أبا محمّد ما رأيت موقفاً قطّ أحسن من موقفك ، قال : والله ما دعوت فيه إلّا لإِخواني ، وذلك أن أبا الحسن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) أخبرني أنّه « من دعا لأخيه بظهر الغيب ، نودي من العرش ولك مائة(٢) ضعف مثله » فكرهت أن أدع مائة(٣) ضعف مضمونة لواحدة لا أدري تستجاب أم لا .

١٧ ـ ( باب في وجوب حسن الظنّ بالله في المغفرة بعرفات ، والمشعر ، ومنى )

[١١٣٧٩] ١ ـ دعائم الإِسلام : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « أعظم أهل عرفات جرماً من انصرف وهو يظنّ أنه لم يغفر له » .

[١١٣٨٠] ٢ ـ جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات : عن إدريس بن

_____________________________

٢ ـ فلاح السائل ص ٤٤ .

(١) في المخطوط والمصدر : بلغ ، وما أثبتناه هو الصواب .

(٢) ، (٣) ـ في المصدر : مائة ألف .

الباب ١٧

١ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٢٠ .

٢ ـ الغايات ص ٨٤ .

٢٩

يوسف ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلت : أيّ أهل عرفات أعظم جرماً ؟ قال : « المنصرف من عرفات وهو يظنّ أنّ الله لم يغفر له » .

[١١٣٨١] ٣ ـ الجعفريات : أخبرنا محمّد ، حدثني موسى ، حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه عن علي ( عليهم السلام ) قال : « قيل : يا رسول الله أيّ أهل عرفات أعظم جرماً ؟ قال : الذي ينصرف من عرفات وهو يظنّ أنه لم يغفر له ، قال جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) : يعنى الذي يقنط من رحمة الله عزّ وجلّ » .

[١١٣٨٢] ٤ ـ وبهذا الإِسناد قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من الذنوب ذنوب لا تغفر إلّا بعرفات » .

[١١٣٨٣] ٥ ـ زيد النرسي في أصله : قال سمعت علي بن مزيد قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : « ما أحد ينقلب من الموقف من بَرّ الناس ، وفاجرهم ، ومؤمنهم وكافرهم إلّا برحمة ومغفرة ، يغفر للكافر ما عمل في سنته ، ولا يغفر له ما قبله ، ولا ما يفعل بعد ذلك ، ويغفر للمؤمن من شيعتنا جميع ما عمل في عمره ، وجميع ما يعمله في سنته بعدما ينصرف إلى أهله من يوم يدخل إلى أهله سنة(١) ، ويقال له بعد ذلك : قد غفر لك ، وطهرت من الدنس ، فاستقبل ، واستأنف العمل ، وحاجّ غفر له ما عمل في عمره ، ولا يكتب عليه سيئة فيما يستأنف ، وذلك

_____________________________

٣ ـ الجعفريات ص ٦٥ .

٤ ـ الجعفريات ص ٦٥ .

٥ ـ أصل زيد النرسي ص ٤٩ .

(١) في المصدر : سنته .

٣٠

أن تدركه العصمة من الله فلا يأتي بكبيرة أبداً ، فما دون الكبائر(٢) مغفور له » .

[١١٣٨٤] ٦ ـ علي بن إبراهيم في تفسيره : عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقري عن سفيان بن عيينة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « سأل رجل [ من ](١) أبي [ عبدالله ( عليه السلام ) ](٢) بعد(٣) منصرفه من الموقف ، فقال : أترى يخيب(٤) الله هذا الخلق كلّه ؟! فقال أبو [ عبدالله ( عليه السلام ) ](٥) : « ما وقف بهذا الموقف أحد من الناس ، مؤمن ولا كافر إلّا غفر الله له ، إلّا أنّهم في مغفرتهم على ثلاث منازل : مؤمن غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخّر وأعتقه من النار ، وذلك قوله تعالى : ( وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )(٦) .

ومؤمن غفر الله له ما تقدم من ذنبه وقيل له : أحسن فيما بقي ، وذلك قوله : ( فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىٰ )(٧) الكبائر .

وأمّا العامّة فإنهم يقولون : ( فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىٰ ) الصيد ، افترى ان الله تعالى حرّم الصيد

_____________________________

(٢) في نسخه « ذلك » ، (منه قدّه).

٦ ـ تفسير القمي ج ١ ص ٧٠ .

(١ ، ٢) أثبتناه من المصدر .

(٣) في النسخة : « عند » ، (منه قدّه).

(٤) في المصدر : يجيب .

(٥) أثبتناه من المصدر .

(٦) البقرة ٢ : ٢٠١ .

(٧) البقرة ٢ : ٢٠٣ .

٣١

بعد ما أحلّه لقوله : ( وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا )(٨) وفي تفسير العامّة يقول : إذا حللتم فاتقوا الصيد ، وكافر وقف هذا الموقف [ يريد ](٩) زينة الحياة الدنيا ، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه إن تاب من الشرك ، وإن لم يتب وفّاه الله أجره في الدنيا ، ولم يحرمه ثواب هذا الموقف ، وهو قوله : ( مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ )(١٠) » .

[١١٣٨٥] ٧ ـ القطب الراوندي في لبّ اللباب : عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إذا كانت عشيّة عرفة يقول الله لملائكته : انظروا إلى عبادي وإمائي شعثاً غبراً ، جاؤوني من كلّ فجّ عميق ، لم يروا رحمتي ، ولا عذابي ـ يعني الجنّة والنار ـ أُشهدكم ملائكتي إنّي قد غفرت لهم الحاج وغير الحاج ، فلم ير يوماً أكثر عتقاء من النار من يوم عرفة وليلتها » .

١٨ ـ ( باب وجوب الوقوف بعرفات ، وأن من تركه عمداً بطل حجّه ، وحكم من نسيه أو لم يدركه )

[١١٣٨٦] ١ ـ الشيخ المفيد في الإِختصاص : عن عبد الرحمن بن إبراهيم ، عن الحسين بن مهران ، عن الحسين بن عبدالله ، عن أبيه ، عن جده ، عن

_____________________________

(٨) المائدة ٥ : ٢ .

(٩) أثبتاه من المصدر .

(١٠) هود ١١ : ١٥ و ١٦ .

٧ ـ لب الباب : مخطوط .

الباب ١٨

١ ـ الإِختصاص ص ٣٣ و ٣٩ ، ورواه الصدوق في الخصال ص ٣٥٥ ح ٣٦ ، وفي الأمالي ص ١٥٧ ح ١ وعنه في البحار ج ٩ ص ٢٩٤ ح ٥ .

٣٢

جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « جاء رجل من اليهود إلى النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : يا محمّد ـ إلى أن قال ـ إني أسألك عن عشر كلمات أعطاها الله تعالى موسى في البقعة المباركة حيث ناجاه ـ إلى أن قال ـ يا محمّد فأخبرني عن التاسع لأيّ شيء أمر الله الوقوف بعرفات بعد العصر ؟ فقال النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : لأن بعد العصر ساعة عصى آدم ( عليه السلام ) ربّه ، فافترض الله على أُمّتي الوقوف والتضرع والدعاء في أحبّ المواضع إلى الله ، وهو موضع عرفات ، وتكفّل بالإِجابة ، والساعة التي ينصرف هي الساعة التي تلقى آدم من ربّه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ، قال : صدقت يا محمّد ، فما ثواب من قام بها ودعا وتضرّع إليه ؟

فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : والذي بعثني بالحقّ بشيراً ونذيرا ، إن لله تبارك وتعالى في السماء سبعة أبواب : باب التوبة ، وباب الرحمة ، وباب التفضل ، وباب الإِحسان ، وباب الجود ، وباب الكرم ، وباب العفو ، لا يجتمع [ بعرفات ](١) أحد إلّا تساهل من هذه الأبواب ، وأخذ من الله هذه الخصال ، فإنّ لله تبارك وتعالى مائة ألف ملك مع كلّ ملك مائة وعشرون ألف ملك ، ولله مائة رحمة ينزلها على أهل عرفات ، فإذا انصرفوا أشهد الله تلك الملائكة بعتق رقاب أهل عرفات ، فإذا انصرفوا أشهد الله تلك الملائكة بأنه أوجب لهم الجنّة ، وينادي مناد : انصرفوا مغفوراً لكم فقد أرضيتموني ، ورضيت لكم ، قال : صدقت يا محمّد » الخبر .

[١١٣٨٧] ٢ ـ دعائم الإِسلام : روينا عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ،

_____________________________

(١) أثبتناه من الخصال والأمالي والبحار .

٢ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٢٠ .

٣٣

أنه قال في قول الله عزّ وجلّ : ( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ )(١) ، قال : « كانت قريش تفيض من المزدلفة في الجاهلية ، ويقولون : نحن أولى بالبيت من الناس ، فأمرهم الله أن يفيضوا من حيث أفاض الناس من عرفات » .

[١١٣٨٨] ٣ ـ عوالي اللآلي : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « الحجّ عرفة » .

[١١٣٨٩] ٤ ـ أبو عبدالله محمّد بن إبراهيم النعماني في تفسيره : عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ، عن جعفر بن أحمد بن يوسف الجعفي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، أنه قال : « قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ )(١) ، وإنّما أراد سبحانه بعض الناس ، وذلك أن قريشاً كانت في الجاهلية تفيض من المشعر الحرام ، ولا يخرجون إلى عرفات كسائر العرب ، فأمرهم سبحانه أن يفيضوا من حيث أفاض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأصحابه ، وهم في هذا الموضع الناس على الخصوص ورجعوا عن سنّتهم » الخبر .

_____________________________

(١) البقرة ٢ : ١٩٩ .

٣ ـ عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٣٦ ح ٩٣ .

٤ ـ تفسير النعماني ص ١٦ أ ، وعنه في البحار ج ٩٣ ص ٢٤ .

(١) البقرة ٢ : ١٩٩ .

٣٤

١٩ ـ ( باب استحباب الوقوف بعرفه على طهارة )

[١١٣٩٠] ١ ـ دعائم الإِسلام : عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « لا يصلح الوقوف بعرفة على غير طهارة » .

٢٠ ـ ( باب كراهة سؤال الناس في الحرم ، ويوم عرفة ، وكراهة ردّ السائل فيها )

[١١٣٩١] ١ ـ الصدوق في الخصال : عن المظفر العلوي ، عن جعفر بن محمّد بن مسعود العياشي ، عن أبيه ، عن عبدالله بن محمّد بن خالد الطيالسي ، عن أبيه ، عن محمّد بن زياد الأزدي ، عن حمزة بن حمران ، عن أبيه عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « نظر علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، يوم عرفة إلى قوم يسألون الناس ، فقال : ويحكم أغير الله تسألون في مثل هذا اليوم ، إنه ليرجى في مثل هذا اليوم لما في بطون الحبالى أن ( يكون سعيداً )(١) ! » .

[١١٣٩٢] ٢ ـ نوادر علي بن أسباط : عن رجل من أصحابنا يكنّى بأبي إسحاق ، عن بعض أصحابنا ، أنه قال : كان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، يقول : « يوم عرفة يوم لا يسأل فيه أحد أحداً إلّا الله » .

_____________________________

الباب ١٩

١ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٢٠ .

الباب ٢٠

١ ـ الخصال ص ٥١٧ .

(١) في المصدر : يكونوا سعداء .

٢ ـ نوادر علي بن أسباط ص ١٢٣ .

٣٥

٢١ ـ ( باب عدم جواز الإِفاضة من عرفات قبل الغروب ، ويعلم بذهاب الحمرة المشرقية )

[١١٣٩٣] ١ ـ دعائم الإِسلام : عن علي ( عليه السلام ) : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، دفع من عرفة حين غربت الشمس .

[١١٣٩٤] ٢ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « ثم ائت الموقف ـ إلى أن قال ـ إلى أن تغرب الشمس ، ثم افض منها بعد المغيب » .

[١١٣٩٥] ٣ ـ عبدالله بن جعفر الحميري في قرب الاسناد : عن محمّد بن عيسى ، عن حفص بن عمر مؤذّن علي بن يقطين ، قال : كنّا نروي أنّه يقف للناس في سنة أربعين ومائة خير الناس فحججت في تلك السنة فإذا إسماعيل بن علي بن عبدالله بن العباس واقف ، قال : فدخلنا من ذلك غمّ شديد لما كنّا نرويه فلم نلبث إذا أبو عبدالله ( عليه السلام ) واقف على بغل أو بغلة له ، فرجعت أُبشر أصحابنا ، ورجعت ، فقلت : هذا خير الناس الذي كنّا نرويه ، فلمّا أمسينا قال(١) إسماعيل لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : ما تقول يا أبا عبدالله سقط القرص ؟ فدفع أبو عبدالله ( عليه السلام ) بغلته ، وقال له : « نعم » ودفع(٢) إسماعيل بن علي دابته على أثره ، فسارا غير بعيد حتى سقط أبو عبدالله ( عليه السلام ) عن بغله أو بغلته ، فوقف إسماعيل عليه حتى ركب ، فقال له أبو عبدالله

_____________________________

الباب ٢١

١ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٢٠ .

٢ ـ فقه الرضا (عليه السلام) ص ٢٨ ، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٢٥٥ ح ٢٧ .

٣ ـ قرب الإِسناد ص ٧٥ .

(١) في المصدر زيادة : قال .

(٢) دفع : أي شرع في السير ، ( منه قده ) .

٣٦

( عليه السلام ) ، ورفع رأسه إليه فقال : « إن الإِمام إذا دفع لم يكن له أن يقف إلّا بالمزدلفة » فلم يزل إسماعيل يتقصّد حتى ركب أبو عبدالله ( عليه السلام ) ، ولحق به .

٢٢ ـ ( باب أنّ من أفاض من عرفات قبل الغروب جاهلاً لم يلزمه شيء  ،  وإن كان متعمداً لزمه بدنة ينحرها يوم النحر ، فإن عجز لزمه صوم ثمانية عشر يوماً بمكّة ، أو في الطريق ، أو في أهله )

[١١٣٩٦] ١ ـ دعائم الإِسلام : عن جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) ، أنه سئل عن وقت الإِفاضة من عرفات ، فقال : « إذا وجبت الشمس ، فمن أفاض قبل غروب الشمس فعليه بدنة ينحرها » .

[١١٣٩٧] ٢ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « وإيّاك أن تفيض قبل الغروب فيلزمك دم » .

[١١٣٩٨] ٣ ـ الصدوق في المقنع : إيّاك أن تفيض منها قبل غروب الشمس فيلزمك دم شاة ، فإذا غربت الشمس فأفض .

٢٣ ـ ( باب استحباب الدعاء عند غروب الشمس يوم عرفة بالمأثور )

[١١٣٩٩] ١ ـ السيد علي بن طاووس في الإِقبال : بإسناده عن محمّد بن الحسن

_____________________________

الباب ٢٢

١ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٣٢١ .

٢ ـ فقه الرضا (عليه السلام) ص ٢٨ .

٣ ـ المقنع ص ٨٦ .

الباب ٢٣

١ ـ إقبال الأعمال ص ٣٣٩ .

٣٧

ابن الوليد ، بإسناده إلى حمّاد بن عبدالله ، قال كنت قريباً من أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) بالموقف ، فلمّا همّت الشمس [ للغروب ](١) أخذ بيده اليسرى بمجامع ثوبه ، ثم قال : « اللهم إنّي عبدك وابن عبدك ، إن تعذّبني فبأُمور قد سلفت منّي ، وأنا بين يديك وإن تعف عنّي فأهل العفو أنت [ يا ](٢) أهل العفو ، يا أحقّ من عفا ، اغفر لي ولأصحابي » وحرّك دابته .

[١١٤٠٠] ٢ ـ وفيه دعاء آخر في عشيّة عرفة : يا ربّ إن ذنوبي لا تضرّك ، وإنّ مغفرتك لي لا تنقصك ، [ فأعطني ما لا يُنقصك ](١) واغفر لي ما لا يضرّك .

[١١٤٠١] ٣ ـ وفيه دعاء آخر في عشيّة عرفة : اللهم لا تحرمني خير ما عندك بشر ما عندي ، فإن أنت لم ترحمني وتعبي(١) ونصبي ، فلا تحرمني أجر المصاب على مصيبته .

[١١٤٠٢] ٤ ـ بعض نسخ الرضوي : « أبي العالم ( عليه السلام ) أنا سمعته يقول عند غروب الشمس : اللهم اعتق رقبتي من النار ، يكرّرها حتى أفاض(١) الناس » .

_____________________________

(١ ، ٢) أثبتناه من المصدر .

٢ ـ إقبال الأعمال ص ٤٢٠ .

(١) أثبتناه من المصدر .

٣ ـ إقبال الأعمال ص ٤٢٠ .

(١) في المصدر : بتعبي .

٤ ـ بعض نسخ الفقه الرضوي ص ٧٤ « ضمن كتاب نوادر أحمد بن محمد بن عيسى » .

(١) في المخطوط والمصدر « أقام » ، وما أثبتناه استظهار المصنف ( قدّه ).

٣٨

[١١٤٠٣] ٥ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « ثم أفض منها بعد المغيب ، وتقول : لا إله إلّا الله » .

٢٤ ـ ( باب نوادر ما يتعلق بإحرام الحج ، والوقوف بعرفة )

[١١٤٠٤] ١ ـ بعض نسخ الرضوي في سياق إحرام الحج : « ويدخل البيت ، ويحرم منه ، أو من الحجر ـ إلى أن قال ـ ثم تطوف بالبيت سبعاً لوداعك البيت عند خروجك إلى منى لا رمل عليك فيها ، وتصلّي وافراً » الخ .

[١١٤٠٥] ٢ ـ تفسير الإِمام ( عليه السلام ) قال : « قال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) وهو واقف بعرفات للزهري : كم تقدر هاهنا من الناس ؟ قال : أقدر أربعة آلاف ألف وخمسمائة ألف كلّهم حجّاج قصدوا الله بآمالهم ويدعونه بضجيج أصواتهم [ فقال له : يا زهري ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج ، فقال الزهري : كلّهم حجاج ، أفهم قليل ](١) فقال له : يا زهري ادن لي وجهك ، فأدناه إليه ، فمسح بيده وجهه ، ثم قال : أُنظر فنظر إلى الناس ، قال الزهري : فرأيت أُولئك الخلق كلّهم قردة لا أرى فيهم إنساناً إلّا في كلّ عشرة آلاف واحداً من الناس ، ثم قال لي : ادن يا زهري فدنوت منه ، فمسح بيده وجهي ، ثم قال : انظر فنظرت إلى الناس ، قال الزهري فرأيت أُولئك الخلق(٢) ذئبة إلّا تلك

_____________________________

٥ ـ فقه الرضا (عليه السلام) ص ٢٨ .

الباب ٢٤

١ ـ عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٤٧ .

٢ ـ تفسير الإِمام العسكري (عليه السلام) ص ٢٥٦ .

(١) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر .

(٢) في المصدر زيادة : « كلّهم خنازير ، ثم قال لي : أدن إليّ وجهك فأدنيت منه فمسح بيده وجهي فإذا هم كلهم » .

٣٩

الخصائص من الناس نفراً يسيراً ، فقلت : بأبي وأُمي ياأبن رسول الله قد أدهشتني آياتك وحيّرتني عجائبك !!

قال : يا زهري ما الحجيج من هؤلاء إلّا النفر اليسير الذين رأيتهم بين هذا الخلق الجمّ الغفير ، ثم قال لي : إمسح يدك على وجهك ، ففعلت فعاد أُولئك الخلق في عيني ناساً كما كانوا أولاً .

ثم قال : من حجّ ووالى موالينا ، وهجر معادينا ، ووطن نفسه على طاعتنا ، ثم حضر هذا الموقف مسلماً إلى الحجر الأسود ما قلّده الله من أماناتنا ، ووفّيا بما لزمه من عهودنا ، فذلك هو الحاج ، والباقون هم من قد رأيتهم يا زهري .

يا زهري : حدثني أبي ، عن جدّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : ليس الحاج المنافقين المعادين لمحمّد وعليّ ومحبّيهما (صلوات الله عليهما) ، الموالين لشانئهما وإنّما الحاج المؤمنون المخلصون الموالون لمحمّد وعليّ (صلوات الله عليهما) ومحبّيهما ، المعادون لشانئهما ، إن هؤلاء المؤمنين الموالين لنا المعادين لأعدائنا لتسطع أنوارهم في عرصات القيامة على قدر موالاتهم لنا ، فمنهم من يسطع نوره مسيرة ألف سنة ، ومنهم من يسطع نوره مسيرة ثلاثمائة ألف سنة ، وهو جميع مسافة تلك العرصات ، ومنهم من يسطع نوره إلى مسافات بين ذلك يزيد بعضها على بعض على قدر مراتبهم في موالاتنا ، ومعاداة أعدائنا ، يعرفهم أهل العرصات من المسلمين والكافرين بأنّهم الموالون المتولّون والمتبرئون ، يقال لكل واحد منهم : يا وليّ الله أُنظر في هذه العرصات إلى كلّ من أسدى إليك في الدنيا معروفاً ، أو نفّس عنك كرباً ، أو أغاثك إذ كنت ملهوفاً ، أو كفّ عنك عدوّاً ، أو أحسن إليك في معاملته فأنت شفيعه ، فإن كان من المؤمنين المحقّين زيد بشفاعته في نعم الله عليه ، وإن كان من المقصرين

٤٠