الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٤
١٢٦ ـ ( باب تحريم إهانة المؤمن وخذلانه ) [١٠٣٤٢] ١
ـ الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن : عن أبي عبدالله
( عليه السلام ) ، أنه قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : قال الله عزّ وجلّ : من أهان لي وليّاً فقد أرصد لمحاربتي » . [١٠٣٤٣] ٢
ـ وعن المعلى بن خنيس قال : سمعته ( عليه السلام ) يقول : « إنّ الله عزّ وجلّ يقول : من أهان لي وليّاً فقد أرصد لمحاربتي ، وأسرع شيء إلي نصرة أوليائي » . [١٠٣٤٤] ٣
ـ وعن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، أنه قال : « نزل
جبرئيل على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وقال [ له ](١) : يا محمد إنّ ربّك يقول : من أهان عبدي المؤمن فقد استقبلني بالمحاربة » . [١٠٣٤٥] ٤
ـ وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « ما من مؤمن
يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته ، إلّا خذله الله في الدنيا والآخرة » . [١٠٣٤٦] ٥
ـ الطبرسي في المشكاة : عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أهان لي وليّاً فقد استقبلني بمحاربتي » . ____________________________
الباب ١٢٦
١ ـ كتاب المؤمن ص ٦٩ ح ١٨٤ .
٢ ـ المؤمن ص ٦٩ ح ١٨٥ .
٣ ـ المؤمن ص ٦٩ ح ١٨٦ .
(١) أثبتناه من المصدر .
٤ ـ المؤمن ص ٦٧ ح ١٧٨ .
٥ ـ مشكاة الأنوار ص ٣٢٢ .
[١٠٣٤٧] ٦
ـ وعنه ( عليه السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلى الله
عليه وآله ) : من أهان لي وليّاً فقد ( أرصدني بمحاربتي )(١) » . [١٠٣٤٨] ٧
ـ وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « قال
الله تبارك وتعالى : ويل لمن أهان وليّاً : من أهان وليّاً فقد حاربني ، ويظنّ من حاربني أن يسبقني أو يعجزني ، وأنا الثائر لأوليائي في الدنيا والآخرة » . [١٠٣٤٩] ٨
ـ الشيخ المفيد في الاختصاص : عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال : « يا عبد العظيم ، أبلغ عنّي أوليائي [ السلام ](١) وقل لهم : لا يجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلاً ، ومرهم بالصدق في الحديث ، وإداء الأمانة ، ومرهم بالسكوت ، وترك الجدال فيما لا يعنيهم ، وإقبال بعضهم على بعض ، والمزاورة فإنّ ذلك قربة إليّ ، ولا يشغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضاً ، فإني آليت على نفسي أنّه من فعل ذلك ، وأسخط وليّاً من أوليائي ، دعوت الله ليعذّبه في الدنيا أشدّ العذاب ، وكان في الآخرة من الخاسرين ، وعرّفهم أن الله قد غفر لمحسنهم ، وتجاوز عن مسيئهم ، ( إلّا من أشرك بي ، أو آذى وليّاً من أوليائي )(٢) ، أو أضمر له سوءً فإن الله لا يغفر له حتى يرجع عنه ، فإن رجع عنه وإلّا نزع ____________________________
٦ ـ مشكاة الأنوار ص ٣٢٢ .
(١) في المصدر : أرصد في محاربتي .
٧ ـ مشكاة الأنوار ص ١٠٧ .
٨ ـ الاختصاص ص ٢٤٧ .
(١) أثبتناه من المصدر .
(٢) ورد في هامش الطبعة الحجرية : « هكذا كان الأصل ، والظاهر انه تصحيف : إلا من أشرك به أو آذى ولياً من أوليائه » كما لا يخفى .
روح الإِيمان عن قلبه ، وخرج عن ولايتي ، ولم يكن له نصيب في ولايتنا ، وأعوذ بالله من ذلك » . [١٠٣٥٠] ٩
ـ القطب الراوندي في لبّ اللباب : عن النبي ( صلى الله
عليه وآله ) ، قال : « قال تعالى لموسى ( عليه السلام ) : من أهان وليّاً فقد بارزني بالمحاربة » . ١٢٧ ـ (
باب تحريم إذلال المؤمن واحتقاره ) [١٠٣٥١] ١
ـ الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن : عن أبي عبد
الله ( عليه السلام ) ، قال : « من حقّر مؤمناً فقيراً ، لم يزل الله عزّ وجلّ له حاقراً ماقتاً ، حتى يرجع عن محقرته إيّاه » . [١٠٣٥٢] ٢
ـ أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد : قال : روي عن أحد من الأئمة ، أنه قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله عزّ وجلّ كتم ثلاثة في ثلاثة : كتم رضاه في طاعته ، وكتم سخطه في معصيته ، وكتم وليّه في خلقه ، فلا يستخفنّ أحدكم شيئاً من الطاعات ، فإنّه لا يدري في أيّها رضاء الله تعالى ، ولا يستقلّنّ أحدكم شيئاً من المعاصي ، فإنه لا يدري في أيُّها سَخَط الله ولا يزريَنّ(١)
أحدكم بأحد من خلق الله ، فإنه لا يدري أيّهم وليّ الله » . [١٠٣٥٣] ٣
ـ كتاب حسين بن عثمان بن شريك : برواية ابن أبي عمير ، عنه
____________________________
٩ ـ لب اللباب : مخطوط .
الباب ١٢٧ .
١ ـ كتاب المؤمن ص ٦٨ ح ١٨٢ .
٢ ـ كنز الفوائد ص ١٣ .
(١) زرى عليه : عابه واستهزأ به ( مجمع البحرين ج ١ ص ٢٠٣ ) .
٣ ـ كتاب حسين بن عثمان بن شريك ص ١٠٩ .
ومحمد بن أبي حمزة ، عمّن ذكراه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « من حقّر مؤمناً مسكيناً ، لم يزل الله له حاقراً ماقتاً ، حتى يرجع عن محقرته إيّاه » . [١٠٣٥٤] ٤
ـ ثقة الإِسلام في الكافي : عن علي ، عن أبيه ، عن ابن فضّال ، عن حفص المؤذن ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنه قال في رسالته إلى أصحابه : « وعليكم بحبّ المساكين المسلمين ، فإنه من حقّرهم وتكبّر عليهم فقد زلّ عن دين الله ، والله له حاقر ماقت . وقال أبونا
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أمرني ربّي بحبّ المساكين المسلمين ، واعلموا أنّ من حقّر أحداً من المسلمين القى الله عليه المقت منه ، والمحقرة حتى يمقته الناس ، والله له أشدّ مقتاً » الخبر . [١٠٣٥٥] ٥
ـ البحار ، عن كتاب قضاء الحقوق للصوري : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « لا تحقّروا ضعفاء إخوانكم ، فإنه من احتقر مؤمناً ، لم يجمع الله بينهما في الجنّة ، إلّا أن يتوب » . [١٠٣٥٦] ٦
ـ الطبرسي في المشكاة : عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « لا تحقروا فقراء شيعتنا ، فإنه من حقّر مؤمناً منهم فقيراً واستخف به ، حقّره الله ولم يزل ماقتاً له ، حتى يرجع عن محقرته » . [١٠٣٥٧] ٧
ـ الشيخ المفيد في كتاب الروضة : عن أبي عبدالله ( عليه
السلام ) ، ____________________________
٤ ـ الكافي ج ٨ ص ٨ .
٥ ـ البحار ج ٧٥ ص ١٥١ ح ١٦ .
٦ ـ مشكاة الأنوار ص ٣٢٢ .
٧ ـ الروضة للشيخ المفيد :
أنه قال : « من حقّر مؤمناً ، لم يزل الله تبارك وتعالى له حاقراً ، حتى يرجع عن محقرته لأخيه » . [١٠٣٥٨] ٨
ـ وعنه ( عليه السلام ) : « من حقّر مؤمناً لفقره ، وقلّة
ذات يده ، حقّره الله يوم القيامة ، وبهره(١) وفضحه » . [١٠٣٥٩] ٩
ـ وعنه ( عليه السلام ) : « من أذلّ لنا وليّاً ، أوقفه
الله يوم القيامة في طينة خبال إلى أن يفرغ الله عزّ وجلّ من حساب الخلائق ، فقيل له : وما طينة خبال ؟ فقال : صديد أهل جهنّم » . [١٠٣٦٠] ١٠
ـ وفي الأمالي : عن أبي بكر محمد بن عمر الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن علي بن الحسن ، عن العباس بن عامر ، عن أحمد بن رزق ، عن إسحاق بن عمّار ، قال : قال لي أبو عبدالله : « يا إسحاق ، كيف تصنع بزكاة مالك إذا حضرت » ؟ قلت : يأتوني إلى المنزل فأعطيهم ، فقال لي : « ما أراك يا إسحاق إلّا قد أذللت المؤمن ، فإيّاك إيّاك إن الله يقول : من أذلّ لي وليّاً فقد أرصدني بالمحاربة » . ١٢٨ ـ (
باب تحريم الاستخفاف بالمؤمن ) [١٠٣٦١] ١
ـ الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن : عن أبي عبدالله
( عليه السلام ) ، أنه قال : « لا تستخف بأخيك المؤمن ، فيرحمه الله ____________________________
٨ ـ الروضة للشيخ المفيد :
(١) البهر : الغلبة ، يقال بهر القمر الكواكب . . . إذا أضاء وغلب ضوؤه ضوءها ( مجمع البحرين ج ٣ ص ٢٣١ ) .
٩ ـ الروضة للشيخ المفيد :
١٠ ـ أمالى المفيد ص ١٧٧ .
الباب ١٢٨
١ ـ المؤمن ص ٦٨ ح ١٨١ .
عزّ وجلّ عند استخفافك ، ويغيّر ما بك » . [١٠٣٦٢] ٢
ـ الطبرسي في المشكاة : عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « لا تستخفوا بفقراء شيعة علي ( عليه السلام ) ، فإن الرجل منهم يشفع في مثل ربيعة ومضر » . ١٢٩ ـ (
باب تحريم قطيعة الأرحام ) [١٠٣٦٣] ١
ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله بن محمد أخبرنا محمد بن محمد
، قال : حدثني موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا تخن من خانك فتكون مثله ، ولا تقطع رحمك ( وإن قطعك )(١) » . [١٠٣٦٤] ٢
ـ صحيفة الرضا ( عليه السلام ) : بإسناده عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني أخاف عليكم استخفافاً بالدين ، وبيع الحكم ، وقطيعة الرحم » الخبر . [١٠٣٦٥] ٣
ـ أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق : عن رسول الله ( صلى
الله عليه وآله ) ، أنه قال : « لا يجالسنا قاطع رحم ، فإن الرحمة لا ____________________________
٢ ـ مشكاة الأنوار ص ٣٢٢ .
الباب ١٢٩
١ ـ الجعفريات ص ١٨٩ .
(١) في نسخة الشهيد « ولو رجمك » ، ( منه قده ) .
٢ ـ صحيفة الرضا ( عليه السلام ) ص ٧١ ح ١٦٢ .
٣ ـ الأخلاق : مخطوط .
تنزل على قوم فيهم قاطع رحم » . وقال ( صلى الله
عليه وآله ) : « لا يدخل الجنة قاطع رحم » . [١٠٣٦٦] ٤
ـ وقال رجل لرسول الله ( صلى الله عليه ) : يا رسول الله ،
إن أرحامي قطعوني ورفضوني ، أفأقاطعهم كما قطعوني ، وأرفضهم كما رفضوني ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : « إذاً يرفضكم الله جميعاً ، وإن وصلتهم أنت ، ثم قطعوك هم ، كان لك من الله ظهير عليهم » . [١٠٣٦٧] ٥
ـ وقال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين الباقر ( عليهم السلام ) : « وجدنا في كتب آبائنا : أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : إذا ظهر الزنا في أمتي كثر موت الفجأة ـ إلى أن قال ـ وإذا قطعوا أرحامهم ، جعلت الأموال في أيدي الأراذل منهم » . [١٠٣٦٨] ٦
ـ جعفر بن أحمد القمي في كتاب الأعمال المانعة من الجنّة :
عن أحمد بن الحسين(١) ، بإسناده عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، في حديث : وإيّاكم والعقوق ، فإنّ الجنّة يوجد ريحها من مسيرة مائة عام ، وما يجدها عاق ، ولا قاطع رحم » . [١٠٣٦٩] ٧
ـ وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله ( صلى الله
عليه ____________________________
٤ ـ الأخلاق : مخطوط ، وأخرج نحوه في البحار ج ٧٤ ص ١١٣ ح ٧٢ عن الكافي ج ٢ ص ١٢٠ ح ٢ .
٥ ـ الأخلاق : مخطوط .
٦ ـ الأعمال المانعة من الجنة ص ٥٨ .
(١) في المصدر « الحسن » ، والظاهر أنه أحمد بن الحسن بن أحمد بن عقيل لأنه من مشايخ جعفر بن أحمد القمي كما يظهر ذلك من كتابه والنوادر صفحة ٤٠ ، والله أعلم .
٧ ـ الأعمال المانعة من الجنة ص ٥٩ .
وآله ) : « لا يدخل الجنّة صاحب خمس ـ إلى أن قال ـ ولا قاطع رحم ولو بسلام » . [١٠٣٧٠] ٨
ـ وعن جابر بن عبد الله ، قال : خرج علينا رسول الله ( صلى
الله عليه وآله ) ونحن مجتمعون ، فقال : « يا معشر المسلمين ، اتقوا الله ، وصلوا أرحامكم ، ـ إلى أن قال ـ فإن ريح الجنّة توجد من مسيرة الف عام ، ولا يجده(١) عاق ، ولا قاطع » الخبر . [١٠٣٧١] ٩
ـ وعن الزهري ، عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « لا يدخل الجنّة قاطع » . وباقي أخبار
الباب ـ وهي كثيرة ـ يأتي في كتاب النكاح ، إن شاء الله تعالى . ١٣٠ ـ (
باب تحريم إحصاء عثرات المؤمن وعوراته ، لأجل تعييره بها ) [١٠٣٧٢] ١
ـ الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن : عن زرارة ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) ، يقول : « أقرب ما يكون العبد إلى الكفر ، أن يكون الرجل مؤاخياً للرجل على الدين ، ثم يحفظ زلّاته وعثراته ، ليعنّفه(١) بها يوماً ما » . ____________________________
٨ ـ الأعمال المانعة من الجنة ص ٥٩ .
(١) في المصدر : ولا يجدها .
٩ ـ الأعمال المانعة من الجنة ص ٦٠ .
الباب ١٣٠
١ ـ المؤمن ص ٦٦ ح ١٧١ .
(١) في المصدر : ليعنف .
ورواه المفيد
في الاختصاص : عنه ( عليه السلام ) ، مثله(٢)
. [١٠٣٧٣] ٢
ـ وعن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، أنه قال : « من ستر عورة
مؤمن ستر الله عزّ وجلّ عورته يوم القيامة ، ومن هتك ستر مؤمن هتك الله ستره يوم القيامة » . [١٠٣٧٤] ٣
ـ وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، أنه قال : « لا ترموا المؤمنين ، ولا تتبعوا عثراتهم ، فإنه من يتبع عثرة مؤمن يتبع الله عثرته ، ومن يتبع الله عثرته فضحه في بيته » . [١٠٣٧٥] ٤
ـ وعن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه ، لا تطلبوا عورات المؤمنين ، ولا تتبعوا عثراتهم ، فإن من اتّبع عثرة أخيه اتبع الله عثرته ، ومن اتبع الله عثرته فضحه ولو في جوف بيته » . [١٠٣٧٦] ٥
ـ جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنه قال : إن أقرب ما يكون أحدكم إلى الكفر ، إذا تحفّظ على أخيه زللـه يعيّره(١) به يوماً » . [١٠٣٧٧] ٦
ـ أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق : عن أبي عبدالله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « من يتّبع عثرات أحد من ____________________________
(٢) الاختصاص ص ٢٢٧ ، وفيه : قال الصادق أو الباقر ( عليهما السلام ) .
٢ ـ المؤمن ص ٦٩ ح ١٨٧ .
٣ ـ المؤمن ص ٦٩ ح ١٨٨ .
٤ ـ المؤمن ص ٧١ ح ١٩٤ .
٥ ـ الغايات ص ١٠٠ .
(١) في المصدر : ليعيره .
٦ ـ الأخلاق : مخطوط .
المؤمنين ليفضحه بذلك ، فضحه الله ولو في بيته ». [١٠٣٧٨] ٧
ـ الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : عن رسول الله ( صلى
الله عليه وآله ) ، أنه قال : « لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنّ من اتّبع عورات أخيه المسلم ، اتبع الله عوراته حتى يفضحه ، ( ولو في وسط )(١) رحله » . [١٠٣٧٩] ٨
ـ الشيخ المفيد في كتاب الروضة : عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) : « من أحصى على أخيه المؤمن عيباً ليعيبه به يوماً ما كان من أهل هذه الآية ، قال الله عزّ وجلّ : ( إِنَّ الَّذِينَ
يُحِبُّونَ )(١) الآية » . [١٠٣٨٠] ٩
ـ وعنه ( عليه السلام ) : « من أحصى على أخيه المؤمن عيباً
، ليشينه به ويهدم مروّته ، فقد تبوأ مقعده من النار » . [١٠٣٨١] ١٠
ـ وعنه ( عليه السلام ) : « معاشر المؤمنين ، لا تتبعوا
عورات المؤمنين ، فمن اتّبع عورة أخيه المؤمن ، اتبع الله عزّ وجلّ عورته ، ومن اتبع عورته هتكه في منزله » . [١٠٣٨٢] ١١
ـ وفي الأمالي : عن احمد بن محمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن ____________________________
٧ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٥ ص ١٢٣ .
(١) في المصدر : ولا وسط .
٨ ـ روضة المفيد :
(١) النور ٢٤ : ١٩ .
٩ ـ روضة المفيد :
١٠ ـ روضة المفيد :
١١ ـ أمالي المفيد ص ٢٣ ح ٦ .
سنان ، عن إبراهيم والفضل الأشعريين ، عن عبدالله بن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر أو أبي عبدالله ( عليهما السلام ) ، قال : « أقرب ما يكون العبد إلى الكفر ، أن تؤاخي(١) الرجل على الدين فتحصي عليه عثراته وزلّاته ، لتعيبه(٢) بها يوماً ما » . [١٠٣٨٣] ١٢
ـ وفي الاختصاص : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « يا معشر من أسلم بلسانه ، ولم يخلص ( إلى المسلمين ، لا )(١)
تتبعوا عوراتهم ، فإنه من يتبع(٢) عوراتهم يتبع(٣) الله عورته ، ومن يتبع(٤) الله عورته يفضحه في بيته » . ١٣١ ـ (
باب تحريم تعيير المؤمن وتأنيبه ) [١٠٣٨٤] ١
ـ الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن : عن أبي عبدالله
( عليه السلام ) ، قال : « قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : من أذاع فاحشة كان كمبتدئها ، ومن عير مؤمناً بشيء لم يمت حتى يرتكبه » . الشيخ المفيد
في الاختصاص : عنه ( عليه السلام ) مثله(١)
. ____________________________
(١) في المصدر : يؤاخي .
(٢) في المصدر : ليعيبه ، وفي نسخة ليعنفه .
١٢ ـ الاختصاص ص ٢٢٥ .
(١) ما بين القوسين في المصدر : الإِيمان إلى قلبه لا تذموا المسلمين و .
(٢و٣و٤) في المصدر : تتبع .
الباب ١٣١
١ ـ المؤمن ص ٦٦ ح ١٧٣ .
(١) الاختصاص ص ٢٩٩ ، علما بأن هذه العبارة « الشيخ المفيد في . . » وردت في الطبعة الحجرية في ذيل الحديث ٢ سهواً ، وما أثبتناه من المخطوط .
[١٠٣٨٥] ٢
ـ وفي كتاب الزهد : عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله ( عليهما السلام ) ، قالا(١) : « أنّ أبا ذر عيّر رجلاً على عهد النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأُمّه ، فقال له : ياابن السوداء ـ وكانت أمه سوداء ـ فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : تعيّره بأُمّه يا أباذر ، قال : فلم يزل أبو ذر يمرغ وجهه في التراب ورأسه ، حتى رضي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عنه » . ورواه عاصم بن
حميد في كتابه : عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) : مثله(٢)
. [١٠٣٨٦] ٣
ـ وعن الصادق ( عليه السلام ) ، أنه قال : « إذا وقع بينك وبين أخيك هنة ، فلا تعيّره بذنب » . [١٠٣٨٧] ٤
ـ كتاب عاصم بن حميد الحنّاط : عن ثابت قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) ، يقول : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّ أسرع الخير ثواباً البر ، وأسرع الشر عقوبة البغي ، وكفى بالمرء عمى أن يبصر من الناس ما يعمى عنه [ من نفسه ](١) وأن يعيّر الناس بما لا يستطيع تركه ، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه » . ورواه المفيد
في الاختصاص(٢) : عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ____________________________
٢ ـ الزهد ص ٦٠ ح ١٦٠ ، وعنه في البحار ج ٢٢ ص ٤١١ وج ٧٥ ص ١٤٦ .
(١) في المخطوط : قال : وما أثبتناه من المصدر .
(٢) كتاب عاصم بن حميد ص ٢٩ .
٣ ـ الاختصاص ص ٢٢٩ .
٤ ـ كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٢٦ .
(١) أثبتناه من المصدر .
(٢) الاختصاص ص ٢٢٨ ، وفيه عن أبي جعفر الباقر وعلي بن الحسين ( عليهما السلام ) .
مثله ، وزاد في آخره : « أو ينهى الناس عمّا لا يستطيع تركه » . [١٠٣٨٨] ٥
ـ مجموعة الشهيد (ره) : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام )
، قال : « لا تكونن عيّاباً ، ولا تطلبنّ لكلّ زلّة عتاباً ، ولكلّ ذنب عقاباً » . ١٣٢ ـ (
باب تحريم اغتياب المؤمن صدقاً ) [١٠٣٨٩] ١
ـ الإِمام أبو محمد العسكري ( عليه السلام ) في تفسيره : « اعلموا ان غيبتكم لأخيكم المؤمن من شيعة آل محمد ( عليهم السلام ) اعظم في التحريم من الميتة ، قال الله عزّ وجلّ : ( وَلَا يَغْتَب
بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ )(١) » . [١٠٣٩٠] ٢
ـ أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق : عن رسول الله ( صلى
الله عليه وآله ) ، أنه قال : « من كفّ لسانه عن أعراض المسلمين في مغيبهم وفي مشهدهم ، أقاله الله عثرته يوم القيامة » . وقال ( صلى الله
عليه وآله ) : « الغيبة تفطّر الصائم » . [١٠٣٩١] ٣
ـ وقال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : « إيّاكم
والغيبة ، فإنّها إدام من يأكل لحوم الناس » . [١٠٣٩٢] ٤
ـ وعن أبي عبدالله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه قال
: ____________________________
٥ ـ مجموعة الشهيد :
الباب ١٣٢
١ ـ تفسير الإِمام العسكري ( عليه السلام ) ص ٢٤٥ .
(١) الحجرات ٤٩ : ١٢ .
٢ ، ٣ ـ كتاب الأخلاق : مخطوط .
٤ ـ كتاب الأخلاق : مخطوط .
« من قال في أخيه المؤمن شيئاً يعلمه منه ، يريد به انتقاصة في نفسه ومروّته ، فهو من الذين قال الله : ( إِنَّ الَّذِينَ
يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ )(١) » . [١٠٣٩٣] ٥
ـ وقال علي ( عليه السلام ) : « من قال في أخيه المؤمن ممّا
فيه ، ممّا قد استتر به عن الناس ، فقد اغتابه » . [١٠٣٩٤] ٦
ـ وقال ( عليه السلام ) : « من اغتاب مؤمناً حبسه في طينة خبال ثلاثين خريفاً ، قيل : وما طينة خبال ؟ قال : ما يصير طيناً من صديد فروج الزواني » . [١٠٣٩٥] ٧
ـ الصدوق في كتاب الإِخوان : عن اسباط بن محمد ، رفعه إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) [ قال ](١) : « أخبركم بالذي هو أشدّ(٢)
من الزنا ، وقع الرجل في عرض أخيه » . [١٠٣٩٦] ٨
ـ الشيخ المفيد في الاختصاص : عن رسول الله ( صلى الله
عليه وآله ) ، أنه قال : « الغيبة أشدّ من الزنا ، فقيل : ولم ذلك يا رسول الله ؟ قال : صاحب الزنا يتوب فيتوب الله عليه ، وصاحب الغيبة يتوب فلا يتوب الله عليه ، حتى يكون صاحبه الذي يحلّله » . [١٠٣٩٧] ٩
ـ وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أنه نظر إلى رجل
يغتاب رجلاً ، عند الحسن ( عليه السلام ) ابنه ، فقال : « يا بني ، نزه ____________________________
(١) النور ٢٤ : ١٩ .
٥ ، ٦ ـ كتاب الأخلاق : مخطوط .
٧ ـ مصادقة الأخوان ص ٧٦ ح ١ .
(١) أثبتناه من المصدر .
(٢) في المصدر : شر .
٨ ـ الاختصاص ص ٢٢٦ .
٩ ـ نفس المصدر ص ٢٢٥ .
سمعك عن مثل هذا ، فإنّه نظر إلى أخبث ما في وعائه فافرغه في وعائك » . [١٠٣٩٨] ١٠
ـ وعن هشام بن سالم ، قال : سمعت أبا عبدلله ( عليه السلام ) ، يقول لحمران بن أعين : « يا حمران ، انظر إلى من هو دونك ـ إلى أن قال ـ واعلم أنّه لا ورع انفع من تجنّب محارم الله عزّ وجلّ ، والكفّ عن أذى المؤمنين واغتيابهم » الخبر . [١٠٣٩٩] ١١
ـ وعن الباقر ( عليه السلام ) ، أنه قال : « وجدنا في كتاب
علي ( عليه السلام ) : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال على المنبر : والله الذي لا إله إلّا هو ، ما أُعطي مؤمن قطّ خير الدنيا والآخرة ، إلّا بحسن ظنّه بالله عزّ وجلّ ، والكفّ عن اغتياب المؤمن والله الذي لا إله إلّا هو ، لا يعذّب الله عزّ وجلّ مؤمناً بعذاب بعد التوبة والاستغفار إلّا بسوء ظنّه [ بالله عزّ وجلّ ](١) واغتيابه للمؤمنين » . [١٠٤٠٠] ١٢
ـ وقال الصادق ( عليه السلام ) : « من قال في مؤمن ما رأته
عيناه وسمعته أذناه ، فهو من الذين قال الله عزّ وجلّ : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ )(١)
الآية » . [١٠٤٠١] ١٣
ـ وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : «
الغيبة أسرع في جسد المؤمن ، من الآكلة في لحمه » . ____________________________
١٠ ـ الاختصاص ص ٢٢٧ .
١١ ـ نفس المصدر ص ٢٢٧ .
(١) أثبتناه من المصدر .
١٢ ـ نفس المصدر ص ٢٢٧ .
(١) النور ٢٤ : ١٩ .
١٣ ـ نفس المصدر ص ٢٢٨ .
[١٠٤٠٢] ١٤
ـ وعن الصدوق ، عن أبيه ، عن الحسين(١) بن محمد بن عامر ، عن عمّه عبدالله بن عامر ، عن محمد بن زياد ، عن سيف بن عميرة ، قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : « إن لله تبارك وتعالى على عبده المؤمن أربعين جنّة ، متى(٢) أذنب ذنباً كبيراً رفع عنه جنّة ، فإذا اغتاب أخاه المؤمن بشيء يعلمه منه ، انكشفت تلك الجنن عنه ، ويبقى مهتوك(٣) الستر ، فيفتضح في السماء على السنة الملائكة ، وفي الأرض على السنة الناس ، ولا يرتكب ذنباً إلّا ذكروه ، وتقول الملائكة الموكّلون به : يا ربنا قد بقي عبدك مهتوك(٤) الستر ، وقد أمرتنا بحفظه ، فيقول عزّ وجلّ : ملائكتي لو أردت بهذا العبد خيراً ما فضحته ، فارفعوا اجنحتكم عنه » الخبر . [١٠٤٠٣] ١٥
ـ ابنا بسطام في طبّ الأئمة ( عليهم السلام ) : عن محمد بن
المنذر ، قال : حدثنا علي ابن أخي يعقوب ، عن داود ، عن هارون بن أبي الجهم ، عن إسماعيل بن مسلم السكوني ، عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) : أن رجلاً قال له : ياابن رسول الله ، أن قوماً من علماء العامة يروون : أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « إن الله يبغض اللحامين ، ويمقت أهل البيت الذي يؤكل فيه كل يوم اللحم » . فقال ( عليه
السلام ) : « غلطوا غلطاً بيّناً ، إنّما قال رسول الله ____________________________
١٤ ـ الاختصاص ص ٢٢٠ .
(١) في المخطوط : الحسن ، وما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال « راجع معجم رجال الحديث ج ٦ ص ٧٦ » .
(٢) في المصدر : فمتى .
(٤ ، ٣) في المخطوط « مهتك » وما أثبتناه من المصدر .
١٥ ـ طب الأئمة ص ١٣٨ .
( صلى الله عليه وآله ) : إن الله يبغض أهل بيت يأكلون في بيوتهم لحم(١) الناس ، أي يغتابونهم ، ما لهم لا يرحمهم الله ! عمدوا الى
الكلام(٢) فحرّفوه بكثرة روايتهم » . [١٠٤٠٤] ١٦
ـ القطب الراوندي في دعواته : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « ترك الغيبة ، أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من عشرة الآف ركعة تطوّعاً » . [١٠٤٠٥] ١٧
ـ وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « ستّ خصال ما من مسلم يموت في واحدة منهنّ ، إلّا كان ضامناً على الله أن يدخله الجنّة : رجل نيّته أن لا يغتاب مسلماً ، فإن مات على ذلك كان ضامناً على الله » الخبر . [١٠٤٠٦] ١٨
ـ وعن ابن عباس ، أنه قال : عذاب القبر ثلاثة أثلاث : ثلث للغيبة . . الخبر . [١٠٤٠٧] ١٩
ـ مصباح الشريعة : قال الصادق ( عليه السلام ) : « الغيبة حرام على كلّ مسلم ، مأثوم صاحبها في كلّ حال ، وصفة الغيبة أن تذكر أحداً بما ليس عند الله عيب ، أو تذمّ ما تحمده اهل العلم فيه ، وأمّا الخوض في ذكر الغائب بما هو عند الله مذموم ، وصاحبه فيه ملوم ، فليس بغيبة ، وإن كره صاحبه إذا سمع [ به ](١) ، وكنت أنت معافى ____________________________
(١) في المصدر : لحوم .
(٢) وفيه : الحلال .
١٦ ـ دعوات الراوندي ، وعنه في البحار ج ٧٥ ص ٢٦١ ح ٦٦ .
١٧ ـ نفس المصدر ص ١٠٤ ، وعنه في البحار ج ٧٥ ص ٢٦١ ح ٦٦ .
١٨ ـ نفس المصدر ص ١٢٩ ، وعنه في البحار ج ٧٥ ص ٢٦١ ح ٦٦ .
١٩ ـ مصباح الشريعة ص ٢٧٤ ، باختلاف في الألفاظ .
(١) أثبتناه من المصدر .
عنه وخاليا منه ، وتكون في ذلك مبيّناً للحق من الباطل ببيان الله ورسوله ، ولكن بشرط أن لا يكون للقائل بذلك مراد غير بيان الحقّ والباطل في دين الله عزّ وجلّ ، وأمّا إذا أراد به نقص المذكور بغير ذلك المعنى ، فهو مأخوذ بفساد مراده ، وإن كان صواباً ، فإن اغتبت فبلغ المغتاب فاستحلّ منه ، فإن لم تبلغه ولم تلحقه فاستغفر الله له ، والغيبة تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب . أوحى الله
تعالى إلى موسى بن عمران ، على نبيّنا وآله وعليه السلام : المغتاب هو آخر من يدخل الجنّة إن تاب ، وإن لم يتب فهو أوّل من يدخل النار ، قال الله تعالى : ( أَيُحِبُّ
أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ )(٢) ووجوه الغيبة تقع بذكر عيب في الخلق والخلق ، والعقل والفعل ، والمعاملة والمذهب ، والجهل وأشباهه ، واصل الغيبة يتنوّع بعشرة أنواع : شفاء غيظ ، ومساعدة قوم ، وتهمة ، وتصديق خبر بلا كشفه ، وسوء ظن ، وحسد ، وسخريّة ، وتعجب ، وتبرّم ، وتزيّن ، فإن أردت السلامة فاذكر الخالق لا المخلوق ، فيصير لك مكان الغيبة عبرة ، ومكان الإِثم ثواباً » . [١٠٤٠٨] ٢٠
ـ الشيخ ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخاطر : عن رسول الله
( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « لا تحاسدوا ، ولا تباغضوا ، ولا يغتب بعضكم بعضاً ، وكونوا عباد الله إخواناً » . [١٠٤٠٩] ٢١
ـ وعن جابر وأبي سعيد ، قالا : قال رسول الله ( صلى الله
عليه وآله ) : « إيّاكم والغيبة ، فإن الغيبة أشدّ من الزنا ، إن الرجل يزني ____________________________
(٢) الحجرات ٤٩ : ١٢ .
٢٠ ـ مجموعة ورام ص ١١٥ .
٢١ ـ مجموعة ورام ص ١١٥ .
[ ويتوب ](١) فيتوب الله [ عليه
](٢) ، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه » . [١٠٤١٠] ٢٢
ـ وعن أنس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« مررت ليلة أُسري بي ، على قوم يخمشون وجوههم بأظفارهم ، فقلت : يا جبرئيل من هؤلاء ؟ فقال : هؤلاء الذين يغتابون الناس ، ويقعون(١) في أعراضهم » . [١٠٤١١] ٢٣
ـ وعن سليم بن جابر ، قال : أتيت رسول الله ( صلى الله
عليه وآله ) ، فقلت : علّمني خيراً ينفعني الله به ، قال : « لا تحقرن [ من المعروف ](١) شيئاً ولو أن تصبّ دلوك في إناء المستقى(٢) ، وان تلقى أخاك ببشر حسن ، وإذا أدبر فلا تغتابه » . [١٠٤١٢] ٢٤
ـ وعن البراء : خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، حتى
أسمع العواتق في بيوتها ، فقال : « يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه ، لا تغتابوا المسلمين » الخبر . [١٠٤١٣] ٢٥
ـ وعن أنس ، قال : خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
فذكر الربا ، وعظّم شأنه ـ إلى أن قال : « وأربى الربا عرض الرجل المسلم » . ____________________________
(١ ، ٢) أثبتناه من المصدر .
٢٢ ـ مجموعة ورام ص ١١٥ .
(١) في المخطوط « يقولون » وما أثبتناه من المصدر .
٢٣ ـ مجموعة ورام ص ١١٥ .
(١) أثبتناه من المصدر .
(٢) في المصدر : المستسقي .
٢٤ ـ مجموعة ورام ص ١١٥ .
٢٥ ـ مجموعة ورام ص ١١٦ .
[١٠٤١٤] ٢٦
ـ وعن جابر ، قال : كنّا مع رسول الله ( صلى الله عليه
وآله ) في مسير ، فأتى على قبرين يعذب صاحبهما ، فقال : « إنّهما لا يعذبان في كبيرة ، أما أحدهما فكان يغتاب الناس » الخبر . [١٠٤١٥] ٢٧
ـ ولمّا رجم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، الرجل في الزنا ، قال رجل لصاحبه : هذا قعص كما يقعص(١) الكلب ، فمرّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، معهما بجيفة ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : « إنهشا منها » قالا : يا رسول الله ، ننهش جيفة ! قال : « ما أصبتما من أخيكما انتن من هذه » . ورواه الشيخ
أبو الفتوح في تفسيره(٢) : عن ابن عمّ أبي هريرة بأبسط من هذا ، وذكر أنّ المرجوم هو ماعز الذي جاء إليه ( صلى الله عليه وآله ) وقال : زنيت يا رسول الله فطهرني ، وذكر في آخره : أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال لهما : « وقد أكلتم لحم ماعز وهو انتن من هذه ، أما علمتما أنه يسبح في أنهار الجنّة » . [١٠٤١٦] ٢٨
ـ وروي أن الناس على عهد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، كانوا لا يرون العبادة التامة لا في الصوم ولا في الصلاة ، ولكن في الكفّ عن أعراض الناس . ____________________________
٢٦ ـ مجموعة ورام ص ١١٦ .
٢٧ ـ مجموعة ورام ص ١١٦ .
(١) كان في المخطوط « عقص كما يعقص » وهو تصحيف ولعل صحته قعص كما يقعص ، القعْص والقَعَص : القتل المعجل . . الموت الوحي . يقال مات فلان قعصاً إذا أصابته ضربة أو رمية فمات مكانه . ( لسان العرب ج ٧ ص ٧٨ ) و ( النهاية ج ٤ ص ٨٨ ) .
(٢) تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٥ ص ١٢٥ .
٢٨ ـ مجموعة ورّام ص ١١٦ .