أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً ) (١) (٢) .
انظر إلى التناقض الذي ارتكبه الكاتب المعاصر وهو بصدد بيان العقيدة الإسلامية ، إذ لو كان فعل العبد معلوماً لله ومكتوباً في اللوح المحفوظ وقد شاء الله فعله وخلقه ، فكيف يكون للعبد اختيار وقدرة بهما يوجد الفعل وهل الفعل بعد علمه تعالى وكتابته ، ومشيئته وخلقه يكون محتاجاً إلى شيء آخر حتى يكون لاختيار العبد وقدرته دور في ذلك المجال ؟ « هل قرية وراء عبادان » ؟ ؟ ! .
فكما أنه لا يكون للعباد دور في خلق السماوات والأرض بعد ما تعلق به علمه سبحانه وكتبه في لوحه ، وشاء وجوده ، وخلقه ، فهكذا أفعال عباده بعد ما وقعت في إطار هذه المجالات الأربعة . وبالجملة فعندما تحقق الخلق من الله لا تكون هناك أية حالة انتظارية في تكوّن الفعل ووجوده . فلا معنى لأن يكون للعبد بعد خلقه سبحانه دور أو تأثير . وأما مسألة « الكسب » الذي أضافه إمام الأشاعرة إلى « الخلق » فعده سبحانه خالقاً والعبد كاسباً فسيوافيك أنه ليس للكسب مع معقول بعد تمامية الخلقة ، فتربص حتى حين .
لا شك أن كل إنسان يجد من صميم ذاته أن له قدرة واختياراً ولا يحتاج في إثباته إلى الاستدلال بالآيات والروايات كما ارتكبه الكاتب وهذا شيء لا يمكن لأحد إنكاره ، ولذلك صح التكليف وحسن بعث الأنبياء وعليه يدور فلك الحياة في المجتمع الإنساني .
والقدر بالمعنى الذي تصرح به الأحاديث لا يجتمع مع اختيار العبد وقدرته فلو صح القدر بالمعنى المعروف بين أهل الحديث لم يكن مناص في
____________________
(١) سورة التوبة : الآية ٤٦ .
(٢) « عقيدة أهل السنة والجماعة » بقلم محمد صالح العثيمين من منشورات الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة : ص ٢٧ ـ ٢٩ .