لقد قامت « الوهابية » المفروضة على الشعب المسلم في الجزيرة العربية باسم « السلفية » بتدمير الآثار الإسلامية وقد ركزت جهودها في هذه الأيام على محو آثار الإسلام ومعالمه وطمس كل أثر ديني حتى المساجد ، مع أن مؤسس « الوهابية » أعني « محمد بن عبد الوهاب » كان يركز جهوده على هدم القبور فقط لا على هدم كل أثر ديني للرسول الأعظم وصحابته المنتجبين ، لكن حلفاءه بدأوا في هذه الأيام بالقضاء على الآثار الدينية باسم تطوير البلدين : مكة والمدينة فترى كيف طمست حتى في هذه السنوات الأخيرة ( ١٣٩٦ ـ ١٤٠٨ ق هـ ) عشرات من الآثار الإسلامية ومحيت معالمها تحت غطاء توسعة المسجد النبوي أو تطوير المدينة وإعمارها وكأن التطوير يتوقف على التدمير ولا يجتمع مع حفظ تلك الآثار في مكانها ولا نشك نحن وكل متحرق على الحق والحقيقة أنها مؤامرة شيطانية على الإسلام وأهله .
والعجب أن « السعوديين » يقومون بهذا العمل باسم الاقتداء بالسلف مع أن السلف في القرون السابقة فرضوا على أنفسهم رعايتها ، فإن الحكام ـ الذين تعاقبوا على مسند الحكم في الحجاز عدا يزيد ـ فرضوا على أنفسهم حفظها ورعايتها غير أنها في هذه الأيام كأنها أصبحت ملكاً صرفاً لآل سعود وكأنها ليست آثاراً إسلامية ولا تخص مليار مسلم فضلاً عن الأجيال اللاحقة ولو نظر المسلم في تاريخ الآثار الإسلامية قبل استيلاء « السعوديين » عليها لوجد جميع الآثار تتمتع بأفضل عناية ورعاية من جانب السلف . فما معنى هذه السلفية التي تتبعض في مفهومها فيؤخذ منها شيء ويترك منها شيء ؟ يقولون « نؤمن ببعض ونكفر ببعض » .
وفي الوقت الذي تحرص فيه الدول المتحضرة على إحياء أمجادها وتراثها وتتعهد بإنشاء كليات ومعاهد ومؤسسات ومتاحف لحفظ الآثار وصيانتها ـ في هذا الوقت نفسه ـ تعمد السعودية إلى القضاء على أنفس الآثار الإسلامية وأعزها على كل مسلم .
والعجب
العجاب أن هؤلاء يدمرون بيوت بني هاشم وبيت الإمام