• الفهرس
  • عدد النتائج:

هذا زجر لهما عن المعاصي وأمر لهما أن يكونا كآسية امرأة فرعون ، ومريم ابنة عمران في طاعتهما لله تعالى وامتثال أمره ونهيه (١).

وكأن النبي هنا زاد على هدى القرآن مثلين آخرين للمؤمنات فقال : «حسبك من نساء العالمين أربع : مريم ابنة عمران ، وآسية امرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد» هذا ما رواه الطوسي في «التبيان» (٢).

اما الطبرسي فروى عن أبي موسى (الاشعري) عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء الا أربع : آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد» (٣).

وفي ذكره صلى‌الله‌عليه‌وآله خديجة بنت خويلد تخليدا لذكراها وكمالها ، وما فيه من الدلالة الكافية مثلا منها لأمّ المؤمنين المثالية في الاسلام ، لمن يفحص عن مثل ذلك بإزاء حفصة وصاحبتها عائشة وقد صغت قلوبهما كما قال الله سبحانه. وكأنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله بذكره لابنته فاطمة وأنها أكمل النساء الأحياء ، يذكّر بكفاءتها لصالح المؤمنين علي عليه‌السلام ، فمن أراد المثل الصالح للمؤمنين فعليه بعليّ عليه‌السلام ، ومن أراد المثل الكامل للمرأة المؤمنة فعليه بفاطمة عليها‌السلام ، ومن اعرض عنهما اعرض عن الصلاح والكمال.

سورة الصف :

روى الخبر المعتبر المعتمد عن ابن عباس في ترتيب نزول السور الحاكم الحسكاني ، وعنه الطبرسي في «مجمع البيان» (٤) ورواه الزركشي في

__________________

(١) التبيان ١٠ : ٥٢.

(٢) التبيان ١٠ : ٥٥.

(٣) مجمع البيان ١٠ : ٤٨٠ وهذا يصلح تاريخا لاعلان هذا البيان النبوي.

(٤) مجمع البيان ١٠ : ٦١٢ ، ٦١٣.