• الفهرس
  • عدد النتائج:

فبلغ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قوله ، فاستحضره وقال له : أنت القائل :

أتجعل نهبي ونهب العبي

د بين الأقرع وعيينة؟!

فقال له أبو بكر : بأبي أنت وامّي لست بشاعر! قال : وكيف قال؟ فقال أبو بكر : بين عيينة والأقرع. فقال رسول الله لأمير المؤمنين : قم يا عليّ إليه فاقطع لسانه!

فروى عن العباس بن مرداس قال : أخذ بيدي عليّ بن أبي طالب فانطلق بي ، ولو أرى أنّ أحدا يخلّصني منه لدعوته ، فقلت : يا علي ، إنّك لقاطع لساني؟! قال : انّي ممض فيك ما امرت! ومضى بي! فقلت : يا علي ، انّك لقاطع لساني؟! قال : انّي ممض فيك ما امرت! وما زال بي حتى أدخلني حظائر الإبل فقال لي : اعتد ما بين أربع إلى مائة ، إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جعلك مع المهاجرين [إذ] أعطاك أربعا ، فان شئت فخذها ، وإن شئت فخذ المائة وكن مع أهل المائة (المؤلفة قلوبهم). فقلت : بأبي أنتم وامّي ، ما أكرمكم وأحلمكم وأعلمكم! أشر عليّ. فقال : فانّي آمرك أن تأخذ ما أعطاك وترضى. ففعلت.

قال المفيد : فتولّى من أمر العباس بن مرداس ما كان سبب استقرار الإيمان في قلبه وزوال الريب في الدين من نفسه ، والانقياد إلى رسول الله والطاعة لأمره والرضا بحكمه صلى‌الله‌عليه‌وآله (١).

تنبّؤ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بأمر الخوارج :

قال : ولما قسّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله غنائم حنين ، أقبل رجل أحدب طويل طول

__________________

(١) الإرشاد ١ : ١٤٧ و ١٥٠. هذا وآية موارد الصدقات ومنهم المؤلفة قلوبهم هي ٦٠ من سورة التوبة النازلة بعد تبوك في التاسعة ، والآية وإن كانت في الصدقات لا الغنائم إلّا انها تؤيّد فعل الرسول صلّى الله عليه وآله.