قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد [ ج ٢ ]

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد [ ج ٢ ]

تحمیل

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد [ ج ٢ ]

336/563
*

فصل

ذكْرِ وفاةِ أبي محمدٍ الحسن بن عليٍّ
عليهما السلامُ ومَوْضِعِ قَبْرِه وذِكْر ولدِهِ

ومَرِضَ أبو محمد عليه‌السلام في أول شهر ربيع الأول سنةَ ستين ومائتين ، وماتَ في يوم الجمعة لثمانِ ليالٍ خَلَوْنَ من هذا الشهر في السنةِ المذكورةِ ، وله يَوْمَ وفاته ثمانٌ وعشروَنَ سنة ، ودُفِنَ في البيت الذي فيه أبوه من دارِهما بسُرَّ مَنْ رأى.

وخَلَّفَ ابْنَه المنتَظَرَ لدولةِ الحقِّ. وكانَ قد أخْفى مَوْلدَه وسَتَرَأمْرَه ، لصُعوبة الوَقْتِ ، وشِدَّةِ طَلَب سُلْطانِ الزمانِ له ، واجْتهادِه في البَحْثِ عن أمْرِه ، ولمِا شاعَ مِنْ مَذْهَب الشيعةِ الإمامية فيه ، وعُرِفَ من انتظارِهم له ، فلم يُظْهِرْ وَلَدَه عليه‌السلام في حياتِه ، ولا عَرَفَه الجُمْهورُ بعد وَفاتِه.

وتولىّ جعفرُ بن عليّ أخو أبي محمد عليه‌السلام أخْذَ تَركَتِه ، وسَعى في حَبْسِ جواري أبي محمد عليه‌السلام واعْتقالِ حلائِلهِ ، وشنٌعَ على أصحابه بانْتِظارِهم وَلَدَه وقَطْعِهِمْ بوجودِه والقولِ بإِمامتِه ، وأغْرى بالقوم حتى أخافَهم وشرّدَهم ، وجَرى على مخلَّفي أبي محمد عليه‌السلام بسببَ ذلك كُلّ عظيمةٍ ، من اعتقالٍ وحَبْسٍ وتَهْديدٍ وتَصْغيرٍ واسْتِخْفافٍ وذُلٍّ ، ولم يَظْفَرِ السلطانُ منهم بطائلٍ.

وحازَ جعفرُ ظاهِرَ تَركةِ أبي محمد عليه‌السلام وَاجْتَهَدَ في القيام عند الشيعةِ مَقامَه ، فلم يَقْبَلْ أحدٌ منهم ذلك ولا اعْتَقَدَه فيه ، فصارَ إِلى