• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الباب الأوّل : الشيعة والتحريف
  • يدّعي حروفا كثيرة ...» (١).

    ولقد نسب هذا القول إلى الحشوية من أهل السنّة والجماعة ـ وهم أصحاب أبي الحسن البصري ـ فإنّهم ذهبوا إلى وقوع التحريف في القرآن تغييرا ونقصانا (٢).

    وفي كلام النحّاس : إنّ العلماء تنازعوا حديث عائشة في الرضاع ، فردّه جماعة وصحّحه آخرون ، قال :

    «وأمّا قول من قال : إنّ هذا كان يقرأ بعد وفاة رسول الله ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ فعظيم ...» وستأتي عبارته كاملة.

    ومن الواضح : أنّه إذا كان يقرأ بعد وفاته ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ في أصل القرآن وأنّه لا نسخ بعده ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ بالإجماع ... فهو إذا ساقط من القرآن ، فالقرآن محرّف ... ومن ثمّ استعظم النّحّاس هذا القول.

    وأمّا توجيه البيهقي لهذا الحديث : فإقرار منه بأنّ هذا كان من القرآن حتى بعد وفاة النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وكان المسلمون يتلونه في أصل القرآن.

    وزعمه : أنّ الآية كانت منسوخة على عهده ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وأنّ الّذين كانوا يتلونها لم يبلغهم النسخ ، عار عن الصحّة ولا دليل يدلّ عليه ، على أنّا نقطع بأنّه كما كان النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ ينشر سور القرآن وآياته ويأمر بقراءتها بمجرّد نزولها ، فإنّه كان عليه ـ على فرض وجود النسخ بصورة عامّة ـ أن يذيع ذلك بين الامّة ويبلّغهم جميعا ليطّلع الكلّ على ذلك ، كما

    __________________

    (١) الجامع لأحكام القرآن ١ : ٨١ ـ ٨٢.

    (٢) مجمع البيان وغيره.