• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • تفسير سورة الفاتحة

  • تفسير سورة البقرة

  • حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) ، كما قال : (فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ) ، فأوجب الإخراج ، من حيث أخرج ، كما أوجب القتل من حيث قتل.

    [و] قيل : لم يخرج من الحرم إذا لم يخرج منه ، كما لم يقتل فى الحرم إذا لم يقتل فيه.

    أو نقول بالإخراج للقتل ، قصد ما لم يسغ فعله فيه كان كالصيد يخرج ، يلزم فيه ما يجب بالقتل ؛ فمثله فى موضع الحظر.

    وبعد فإنه لو أخرج لم يأمن بالحرم ، بل زيد فى عقوبته ؛ إذ الإخراج عقوبة ، فقد زيد عليه ، مع ما لم يجز فى الكفار ـ الذين نهوا عن قتلهم ـ إخراجهم للقتل ، كذلك القاتل.

    وذهب الآخر : إلى أنه يخرج ؛ لإقامة الحد عند أبى حنيفة ـ رحمه‌الله ـ وإن لم يرتكب فيه.

    وإخراج المرتكب له ، أقل فى الحكم من إقامته عليه. غير أنه غلط ؛ لأنّ إخراجه للقتل يرفع من الحد ؛ لأنه يصل إلى قتله ، ولما فى القتل عقوبة واحدة ، وفى الإخراج عقوبتان. ثم لم يلزمه العقوبة الواحدة ـ وهى القتل ـ إذا لم يقتل فيه كان من ألا يلزمه العقوبتان أحق.

    وقوله : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى).

    اختلف فى (مَقامِ إِبْراهِيمَ) :

    منهم (١) من جعل الحرم كله مقامه ـ يصلى إليه ـ لمقامه هنالك بأولاده.

    ومنهم (٢) من جعل المسجد مقامه ؛ لأنه كان مكان عبادته فهو المصلى.

    ومنهم (٣) من جعل ما ظهر من مقامه ـ وهو موضع ركوبه ونزوله ـ لما روى عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنه لما قدم مكة قام إلى الركن اليمانى ، فقال عمر : «يا رسول الله! ألا تتخذ مقام إبراهيم مصلى؟!» فأنزل الله ـ تعالى ـ : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى)(٤).

    وعندنا : القبلة البيت ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) [البقرة : ١٤٤ ،

    __________________

    ـ والنجوم الزاهرة (٢ / ١٠٧) ، وتاريخ الخميس (٢ / ٣٧١) والفوائد البهية فى تراجم الحنفية ص (٩٤) ، ومفتاح السعادة (٢ / ٢٣٤) ، وتاريخ الأدب العربى (٣ / ٢٤٥) ، والأعلام للزركلى (٩ / ٢٥٢).

    (١) قاله مجاهد ، أخرجه ابن جرير عنه (٢٠٠٠) ، وأخرجه عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن ابن عباس كما فى الدر المنثور (١ / ٢٢٣).

    (٢) قاله قتادة ، أخرجه ابن جرير عنه (٢٠٠٢) ، وانظر تفسير البغوى (١ / ١١٢).

    (٣) قاله أبو جعفر ، أخرجه ابن جرير عنه بنحوه (١٩٩٠).

    وأخرجه عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير كما فى الدر المنثور (١ / ٢٢٤).

    (٤) أخرجه البخارى (٩ / ٢٠) كتاب التفسير ، باب قوله : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) (٤٤٨٣) ، ـ