• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • تفسير سورة الفاتحة

  • تفسير سورة البقرة

  • بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ ...) الآية [البقرة : ١٥٥] ، ولأن فى العقل ما يدفع حمل الأشياء كلها على الإباحة ، لما فى ذلك فساد الخلق ، وتفانيهم.

    فبين لكل منهم ملكا على حدة بسبب يكتسب به ؛ لئلا يحملهم على التفانى والفساد ، وبالله نستعين.

    وقوله : (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً).

    أى : أعدالا ، وأشكالا فى العبادة ، وكله واحد.

    ند الشىء : هو عدله. وشكله : هو مثله.

    وقوله : (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ).

    الأول : أن لا ندّ ، ولا عدل ، ولا شكل ؛ لما أراكم من إنشاء هذه الأشياء ولم تروا من ذلك ممن تعبدونه شيئا.

    والثانى : (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) لما أنشأ فيكم من الأشياء ما لو تدبرتم وتفكرتم وتأملتم ، علمتم أنه لا ندّ له ولا شكل له ؛ كقوله : (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) [الذاريات : ٢١].

    وقوله عزوجل : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا).

    من القرآن أنه مختلق مفترى ، وأنه ليس منه ؛ كقولهم : (إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ) [ص : ٧] ، وقولهم : (ما هذا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرىً) [سبأ : ٤٣] ، و (ما هذا إِلَّا سِحْرٌ) [القصص : ٣٦].

    وقوله : (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ).

    أى : ائتوا أنتم بمثل ما أتى هو ؛ إذ أنتم وهو سواء فى الجوهر والخلقة واللسان ، ليس هو أولى بذلك منكم ؛ أعنى : فى الاختلاق.

    وقوله : (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ).

    أى : استعينوا بآلهتكم الذين تعبدون من دون الله ، حتى تعين لكم على إتيان مثله إن كنتم صادقين فى مقالتكم أنه مختلق مفترى.

    ويقال : (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ). يعنى شعراءكم وخطباءكم ليعينوكم على إتيان مثله.

    ويقال : ادعوا شهداءكم من التوراة ، والإنجيل ، والزبور ، وسائر الكتب المنزلة على الرسل السالفة أنه مختلق مفترى.

    وقوله : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا).

    يحتمل وجوها :

    يحتمل أنهم أقروا على أثر ذلك بالعجز عن إتيان مثله من غير تكلف ولا اشتغال كان منهم لما دفع عزوجل عن أطماعهم إتيان مثله نظما ، ولا اجتهدوا كل جهدهم ، وتكلفوا