المقصد الأول

في الأمور المتقدمة على القتال

لما مات معاوية (١) وذلك في النصف من رجب سنة ستين من الهجرة وتخلف بعده ولده يزيد ، كتب يزيد إلى ابن عمه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وكان واليا على المدينة مع مولى لمعاوية يقال له ابن أبي زريق يأمره بأخذ البيعة على أهلها (٢) وخاصة على الحسين عليه‌السلام ولا يرخص له في التأخر عن ذلك ، ويقول : ان أبى عليك فاضرب عنقه وابعث إليّ برأسه ، فأحضر

__________________

(١) كان الوالي في ذلك الوقت على المدينة الوليد بن عتبة بن ابي سفيان ، وعلى مكة عمرو بن سعيد بن العاص المعروف بالأشدق وهو من بني أمية ، وعلى الكوفة النعمان بن بشير الأنصاري ، وعلى البصرة عبيد الله بن زياد (منه).

(٢) كان معاوية حذر يزيد من أربعة الحسين بن علي عليه‌السلام وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن ابي بكر ولا سيما من الحسين عليه‌السلام وابن الزبير ، اما ابن الزبير فهرب الى مكة على طريق الفرع هو وأخوه جعفر ليس معهما ثالث ، وأرسل الوليد خلفه أحد وثمانين راكبا فلم يدركوه ، وخرج بعده الحسين عليه‌السلام وكان عبد الله بن عمر بمكة ، ولما بلغ يزيد ما صنع الوليد عزله عن المدينة وولاها عمرو بن سعيد الأشدق فقدمها في رمضان (منه).