سيدها ومن الوغى ليثها ، وارث المشعرين وأبو السبطين الحسن والحسين ، ذاك جدي علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

ثم قال : انا ابن فاطمة الزهراء ، انا ابن سيدة النساء ، فلم يزل يقول : أنا أنا حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب وخشي يزيد ان يكون فتنة ، فأمر المؤذن فقطع عليه الكلام ، فلما قال المؤذن : الله أكبر الله أكبر ، قال علي عليه‌السلام لا شيء أكبر من الله ، فلما قال : أشهد ان لا إله إلا الله ، قال علي بن الحسين : شهد بها شعري وبشري ولحمي ودمي ، فلما قال المؤذن : أشهد ان محمدا رسول الله ، التفت من فوق المنبر الى يزيد فقال : محمد هذا جدي أم جدك يا يزيد ، فان زعمت انه جدك فقد كذبت وكفرت وان زعمت انه جدي فلم قتلت عترته ، ولله در القائل :

يصلى على المبعوث من آل هاشم

ويغزى بنوه ان ذا لعجيب

وعن ابن لهيعة عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن قال : لقيني رأس الجالوت فقال : والله ان بيني وبين داود لسبعين أبا وان اليهود تلقاني فتعظمني ، وأنتم ليس بين ابن نبيكم وبينه الا أب واحد ، قتلتم ولده.

وعن زين العابدين عليه‌السلام قال : لما أتي برأس الحسين عليه‌السلام الى يزيد كان يتخذ مجالس الشرب ويأتي برأس الحسين عليه‌السلام ويضعه بين يديه ويشرب عليه ، فحضر ذات يوم في مجلسه رسول ملك الروم وكان من أشراف الروم وعظمائهم ، فقال : يا ملك العرب هذا رأس من؟ فقال له يزيد : مالك ولهذا الرأس ، فقال : اني إذا رجعت الى ملكنا يسألني عن كل شيء رأيته فأحببت ان أخبره بقصة هذا الرأس وصاحبه حتى يشاركك في الفرح والسرور ، فقال يزيد : هذا رأس الحسين بن علي بن أبي طالب ، فقال الرومي : ومن أمه؟ فقال : فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال النصراني : أف لك ولدينك لي دين أحسن من دينك ، ان أبي من حوافد داود وبيني