للمرأة والسجاعة ان لي عن السجاعة لشغلا ولكن صدري نفث بما قلت ، ولنعم ما قال الشاعر :

تصان بنت الدعي في كلل المل

ك وبنت الرسول تبتذل

يرجى رضى المصطفى فواعجبا

تقتل أولاده ويحتمل

وعرض عليه علي بن الحسين عليهما‌السلام ، فقال : من أنت؟ فقال : أنا علي بن الحسين ، فقال : أليس قد قتل الله عليا بن الحسين. فقال له علي : قد كان لي أخ يسمى عليا قتله الناس ، فقال : بل الله قتله ، فقال علي بن الحسين : الله يتوفى الأنفس حين موتها ، فغضب ابن زياد وقال : وبك جرأة لجوابي وفيك بقية للرد علي اذهبوا به فاضربوا عنقه ، فتعلقت به عمته زينب وقالت : يا ابن زياد حسبك من دمائنا واعتنقته وقالت : لا والله لا أفارقه فان قتلته فاقتلني معه ، فنظر ابن زياد اليها وإليه ساعة ثم قال : عجبا للرحم والله اني لأظنها ودت أني قتلتها قتلها معه دعوه فاني أراه لما به (١).

وفي رواية ان عليا بن الحسين عليهما‌السلام قال لعمته : اسكتي يا عمه حتى أكلمه ، ثم اقبل عليه فقال : أبا لقتل تهددني يا ابن زياد أما علمت ان القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة ، ثم امر ابن زياد بعلي بن الحسين عليه‌السلام وأهل بيته فحملوا الى دار بجنب المسجد الأعظم ، فقالت زينب بنت علي عليهما‌السلام : لا تدخلن علينا عربية الا أم ولد أو مملوكة فانهن سبين كما سبينا.

قال ابن الأثير : قال بعض حجاب ابن زياد : دخلت معه القصر حين قتل الحسين عليه‌السلام فاضطرم في وجهه نارا ، فقال بكمه هكذا على وجهه وقال : لا تحدثن بهذا أحدا. ثم ان ابن زياد قام من مجلسه ودخل المسجد فصعد المنبر فقال : الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله ونصر أمير المؤمنين يزيد وحزبه وقتل الكذاب ابن الكذاب وشيعته ، فما زاد على هذا الكلام شيئا

__________________

(١) أي هو شديد المرض (منه).