• الفهرس
  • عدد النتائج:

واستدلالكم بالشاذّة ؛ نفس الدليل ، وهو معارض بها ؛ فتساقط الاستدلالان ، وسلمت المتواترة عن المعارض.

وثانيها : أن قوله : (وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) معناها : أنّ العمرة عبادة الله ، وذلك لا ينافي وجوبها.

وثالثها : أنّ في هذه القراءة ضعفا في العربية ؛ لأنّها تقتضي عطف الجملة الاسمية على الجملة الفعلية.

الدليل الثاني : قوله تعالى : (يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) [التوبة : ٣] ، يدلّ على وجود حجّ أصغر ، وهو العمرة بالاتفاق.

وإذا ثبت أن العمرة حجّ ، فتكون واجبة ؛ لقوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) [آل عمران : ٩٧].

الدليل الثالث : ما ورد في الصّحيح : أنّ جبريل ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ سأل النبيّ ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ عن الإسلام ، فقال : «أن تشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمدا رسول الله ، وأن تقيم الصّلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحجّ وتعتمر» (١).

وقوله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وشرّف وكرّم ومجّد وبجلّ وعظّم ـ لأبي رزين ، لمّا سأله ، فقال : إنّ أبي شيخ كبير أدرك الإسلام ، ولا يستطيع الحجّ والعمرة ، ولا الظّعنة (٢) ، فقال عليه الصّلاة والسّلام : «حجّ عن أبيك واعتمر» (٣) وقال ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ «إنّ الحجّ والعمرة فريضتان ، لا يضرّك بأيهما بدأت» (٤).

__________________

(١) أخرجه مسلم كتاب الإيمان باب الإيمان والإسلام والإحسان وأبو داود كتاب السنة باب : في القدر رقم (٤٦٩٥) والترمذي كتاب الإيمان باب : ما جاء في وصف جبريل للنبي الإسلام والإيمان (٢٦١٠) والنسائي (٨ / ٩٧) وابن ماجه (٦٣) وابن حبان (١٦٨) وأحمد (١ / ٥٢ ، ٥٣) وابن أبي شيبة (١١ / ٤٤ ـ ٤٥) رقم (١٠٤٧٨) وابن خزيمة (١ / ٣) رقم (١) وابن منده في «الإيمان» رقم (١١ ، ١٣).

والحديث ذكره الحافظ ابن حجر في «الفتح» (٣ / ٥٩٧) وقال : وروى ابن خزيمة وغيره من حديث عمر سؤال جبريل عن الإيمان والإسلام فوقع فيه (وأن تحج وتعتمر) وإسناده قد أخرجه مسلم لكن لم يسق لفظه.

(٢) الظعنة : السفرة القصيرة. ينظر : المعجم الوسيط ٢ / ٥٨٢ ، والظاعن : المسافر ؛ ينظر تحرير التنبيه (٢٥٨).

(٣) أخرجه الترمذي (٣ / ٢٧٠) رقم (٩٣٠) والنسائي (٥ / ١١١ ، ٣١٧ ، ٨ / ٢٢٩) وابن ماجه رقم (٢٩٠٤ ، ٢٩٠٦ ، ٢٩٠٨) وأحمد (١ / ٢٤٤ ، ٤ / ١٠ ، ١١ ، ١٢ ، ٦ / ٤٢٩) والحاكم (١ / ٤٨١) وابن الجارود في «المنتقى» (٥٠٠) والدارمي (٢ / ٤١) والبيهقي (٤ / ٣٢٩) والطبراني في «الكبير» (١ / ٢٣١ ، ٤ / ٣١ ، ١٨ / ٢٩٦) وفي الصغير (٢ / ١٨) وابن حبان (٩٦١) وابن عبد البر في «التمهيد» (١ / ٣٨٧ ، ٣٨٩) والطحاوي في «المشكل» (٣ / ٢١٩) والدارقطني (٢ / ٢٨٣) وابن خزيمة (٣٠٣٥) والخطيب (٥ / ٢٦٤).

وقال الترمذي : حديث حسن صحيح.

(٤) أخرجه الحاكم في «المستدرك على الصحيحين» (١ / ٤٧١) عن زيد بن ثابت مرفوعا.

وقال الحاكم : والصحيح عن زيد بن ثابت قوله ووافقه الذهبي.