قائمة الکتاب
3. إبراهيم عليهالسلام وملكوت السماوات والأرض
٤١٦
إعدادات
مفاهيم القرآن [ ج ٣ ]
مفاهيم القرآن [ ج ٣ ]
المؤلف :الشيخ جعفر السبحاني
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام
الصفحات :543
تحمیل
والإخبار عن شؤون البشر في المستقبل ، والايحاء إلى الملاحم والفتن ليس بأعلى من الوقوف على حقائق المسمّيات التي كلت دون إدراكها ملائكة الله سبحانه حتى أنبأهم وأطلعهم عليها.
٢. تنبّؤ نوح عليهالسلام :
قال سبحانه : ( وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِرًا كَفَّارًا ) ( نوح : ٢٦ ـ ٢٧ ).
لقد سار شيخ الأنبياء نوح عليهالسلام باُمته سيراً سجحاً وتحمّل في سبيل دعوته المحن والكوارث ، وجابه ضوضاء الشرك بالحكمة والموعظة الحسنة حتى يئس من إيمانهم ، فدعا ربّه بإهلاكهم وإبادتهم مخبراً عن مآل قومه ومن يرثهم وذلك كما تقدم في الآية ، أوليس هذا إخباراً عن عواقب اُمورهم وأخلافهم ، وأنّه لن يؤمن أحد منهم ولا من أخلافهم ؟
ولعل المعترض يقول : إنّ نوحاً بعد أن قضى ردحاً مديداً من الزمن مع قومه ، رأى أنّ البيئة الاجتماعية أصبحت منحرفة إلى درجة لا تسمح مطلقاً بمقتضى علمه العادي أن يوجد فيها فرداً صالح وهذا أمر متصور. أو أنّه وقف على مآل أمر قومه ، بعد إخباره سبحانه بذلك كما قال : ( وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) ( هود ـ ٣٦ ).
أقول : هب أنّه فهم مآل قومه من القرائن أو من اخباره سبحانه لكنّه من أين وقف على أحوال خلفهم وإن من يرثهم لا يكون إلاّ فاجراً كفاراً ؟ وليس ذلك إلاّ بتعليم من الله واظهاره على نبيه باحدى الطرق.
٣. إبراهيم عليهالسلام وملكوت السماوات والأرض :
إنّ القرآن يصف إبراهيم بصفات كثيرة ويشرح أمره في بدء الدعوة ويقول :