آراء وأصداء حول عبدالله بن سبأ وروايات سيف

السيد مرتضى العسكري

آراء وأصداء حول عبدالله بن سبأ وروايات سيف

المؤلف:

السيد مرتضى العسكري


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دانشكده اصول دين
المطبعة: شفق
الطبعة: ١
ISBN: 964-5841-65-8
الصفحات: ٣٩٠

وعباراته ( المتردده ) و ( الغامضة ) في ابن سبأ ( وجوداً أو نفياً ) نموذج للكذب ، وان شئت فقل نموذج للتناقض والريب ، وتلك واحدة من ثمار الكذب.

وثمة نموذج آخر فقد قال في مقاله الأخير في الرياض ( وفي الملاحظة الحادية عشرة ) « والغريب أن الدكتور ـ يعنيني ـ يحرف كلامي ثم يحيل على كتاب الرياض وعلى كتاب بيعة علي حتى أنني أظن أنني أخطأت فإذا رجعت أجد كلامي خلاف ما يقرره فأين الأمانة العلمية ولماذا هذه الأساليب » وأقول وحتى تكتشفوا كذبه عودوا إلى مقالاتي في ( الانقاذ من دعاوى الانقاذ ) ولن تجدوا فيها ( أي ) إحالة على كتابه « بيعة علي » فلم أنقل منه نصه ، بل ولم أقتن الكتاب بعد فضلا عن اطلاعي عليه ، فضلا عن إحالتي عليه ـ فأي الفريقين أحق بالأمن وأين اتهام الآخرين بضعف الأمانة العلمية ويعود السؤال لمن سأل : ولماذا هذا الأساليب وهل تدخل هذه في اطار الصدق أم هي ضمن مجموعة للكذب ؟

وثالثة في كذبه على الامامين ( الذهبي وابن حجر ) بأنهما لم يذكرا دور ابن سبأ في الفتنة لا بحرف واحد يضاف إليه كذبه في ايراد الروايات عن ابن سبأ من غير طريق سيف بن عمر وقد سبق بيان ذلك.

المراوغة

والمراوغة والحيل الباطلة عيب في سلوك المرء بشكل عام ، وهى في قضايا العلم وطرائق الانقاذ أشد خطرا ، وهذا الخلل لا يقل عن سابقه سوءا ، فالمالكي حين تضطره إلى طريق مسدود ليس أمامه إلا الاعتراف بالحق أو رفضه ، يلجأ إلى أسلوب ثالث هو : تناسي القضية الكبرى المطروحة للنقاش

٣٨١

والهروب من النقطة الجوهرية في الخلاف ، والتشبث بأمور جانبية يشغل بها القارئ ولا يخرج منها برأي محدد ، ومن أبرز الأمثلة على ذلك ـ وفي مقاله الأخير فقط ـ أطال الكلام على المرويات الثمان وفقدها وأنكر أسناد البعض منها واعترف بصحة اسناد بعضها ، وطرح فيها قضايا للنقاش لأول مرة وأضاف إليه مرويات جديدة ـ وكل هذه القضايا قابلة للنقاش ـ ولكن المراوغة تكمن في هروبه من أصل القضية ، فلم تستوقفه قضية كونها جاءت من غير طريق سيف وهذا ما قطع بخلافه وهي محور الخلاف كما سبق البيان.

وحين يقول في الملاحظة السابعة ـ من هذا المقال ـ ما نصه « إذا كان د. سليمان لا يعرف إلا ثماني روايات فيها ذكر لابن سبأ من غير طريق سيف فغيره قد يعرفها وزيادة ، وليست موطن النزاع كما سيأتي .. » ويقول في كتاب الرياض ص ٢٦٠ ما نصه : « مع أن سيفا قد انفرد برواية أخبار ابن سبأ » أمكن رصد المراوغة بما يلى :

١ ـ أليس موطن النزاع عدم ورود أي مرويات من غير طريق سيف ـ حسب زعمه ـ فكيف ينتكر لموطن النزاع ؟

٢ ـ وإذا كان لديه علم مسبق بهذه المرويات التي لا تنتهي إلى سيف فكيف قطع بخلافها ولماذا لم يذكرها من قبل ؟

٣ ـ هل تجدونه عرج على مقولته السابقة في كتاب الرياض واعترف بخطئة فيها ولا يمنع بعد ذلك أن يبدأ النقاش في هذه المرويات.

وإذا كان هذا نموذجاً ، فثمة نموذج آخر ، قد يكون فات على كثير من القرّاء لكنه لا يفوت على المالكي بكل تأكيد ، وهو يؤكد المراوغة ، والحيدة عن الإجابة على الأسئلة المطروحة.

٣٨٢

ففي مقالاتي السابقة طرحت عددا من الأسئلة المهمة لم يعرج عليها المالكي البتة ، ولم تستوقفه في مقاله الطويل ، وأنا الآن أعيد طرحها ولا زلت انتظر إجابته ( الصريحة عليها ).

لماذا ( لمز ) ابن تيمية وكتابه منهاج السنة بالذات ؟

ولماذا النيل من كتاب ( العواصم من القواصم ) لابى بكر بن العربي ؟

وكيف اعتبر المالكي طه حسين منصفا في بعض القضايا أكثر من المؤرخين الإسلاميين وطه حسين صاحب الشعر الجاهلي ، وصاحب الشك في أعظم مصادرنا وهو القرآن الكريم وهو القائل « للتوارة أن تحدثنا عن ابراهيم واسماعيل ، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضاً ، ولكن ورود هذين الاسمين في التوارة والقران لا يكفي لاثبات وجودهما التاريخي فضلا عن اثبات هذه القصة التي تحدثنا بهجرة اسماعيل وإبراهيم إلى مكة » ( الشعر الجاهلي ٢٦ ).

لماذا التشبث والدفاع عن ( أبي مخنف ).

هذه وأمثالها قضايا أثارها المالكي بطوعه واختياره ـ وليست تهما ـ تنسب إليه فهو ملزم بالإجابة عنها ، والاعتذار عن ما كتبه فيها ، أما المراوغة فليست من شيم الرجال ، وهي مكشوفة للأجيال !

النيل من المشاهير

لا تكاد تخطئ عين القارئ المتأمل لكتابات المالكي تلميعه وثناءه على أشخاص مشبوهين ، ونيله بأسلوب مباشر أو غير مباشر من مشاهير العلماء ، بل ربما عرض ببعض الصحابة الكرام من وراء وراء ؟

وفوق ما مضى في القفزة ( السابقة ) ، بل وفي حلقات الانقاذ من دعاوى

٣٨٣

الانقاذ ( الماضية ) من ذكر نماذج لهؤلاء وأولئك ، فيأبى المالكي في مقاله الأخير ( عبدالله بن سبأ وكاسحات الحقائق ) إلا أن ينال من الإمام ( الذهبي ) ويجعل من نفسه حكما على تخطئته إذا خالف هواه في ( أبي مخنف ) الشيعي المحترق ، ونص كلامه عن الذهبي هو : « فهذا نص من الذهبي في المساواة بين سيف بن عمر وأبي مخنف ، وأظن أن الذهبي لم يوفق للصواب .. » ( الملاحظة السادسة عشرة ).

كما سبق في الملاحظة ( السابعة ) انتقاده لكلام الحافظ ابن حجر حين خالف منهجه في اعتماد سيف بن عمر في التاريخ.

وليس يخفى موقفه من ابن تيمية وابن العربي ، وغيرهما مما سبق بيانه وإذا جاء التأكيد من مرة أن أحدا ليس معصوما من الخطا ، فاللافت للنظر في منهجية المالكي تسارع نقده لهؤلاء العلماء ، فما أن ينتهي من عالم حتى تبدأ سهامه تتناوش الآخر ، ولا ندري ماذا في جعبته مستقبلاً !

وهل ( حِمى ) العلماء مستباح لكل ناقد إن بحق أو بباطل ، وهل يترك صغار الطلبة يجرحون أو يعدلون مشاهير العلماء كما يشاءون !؟

ولست محتاجا إلى إعادة القول في تهوين المالكي من شأن المستشرقين ، والثناء على أذنابهم من المستغربين ، ولا العناية والتمجيد لأبحاث الشيعة المحدثين ، فضلا عن الدفاع عن رواتهم المستقدمين أليس ذلك خللا في المنهج وأحرى بالرصد والمتابعة ؟

التراجع شكلاً لا مضموناً

من يتأمل ( مراجعات ) المالكي لا يجد فيها ـ حتى الآن ـ شيئاً ذا بال ، إذ

٣٨٤

لم يعلن تراجعه عن قضية كبرى من القضايا التي طرحها ، ولم يوافقه الآخرون عليها والمختصون وسواهم منذ بدأ طرحه يفندون وجهة نظره بالأدلة العلمية ويكشفون خلل منهجه من خلال طروحاته الغربية الفجة ، ولم نسمع حتى الآن أنه تراجع عن شيء أثبت له خلافه أكثر من سماعنا عن غرامه بالرد وعشقه الجدل والمراء.

ولئن كتب مقالا خاصا عن ( مراجعاته ) وأعلن فيه عن مراجعات شكلية كانت بالفعل محل استغراب عند بداية طرحه ، ثم أنستها القضايا الكبرى التي طرحها ، فلم يعلن في هذا المقال تراجعه عن قضايا مهمة خالف فيها غيره ، وسبق له من الأدلة ما يكفي للاقناع.

ويحلو للمالكي أن يجعل أخطاءه في الثناء على طه حسين ، واعجابه ببحث مرتضى العسكري ، والدكتور الهلابي خاتمة لمقالي المراجعات ، ولا يضعها في مقدمة القضايا والمراجعات ، وتأتي صياغته لهما على شكل تعقيبات وملاحظات على هؤلاء ، ولست أدري هل ستأتي هذه التعقيبات قريباً أم سيتأخر صدورها ، وأهم من ذلك هل ستأتي ملاحظات وتعقيبات ذات بال أم هي ارضاء خواطر ، واتقاء للصدمة المستنكرة لا نستطيع الجزم بشيء قبل أن نتبين ، ولكن الذي يظهر لنا حتى الآن أن مراجعاته ( شكلية ) وخذوا نموذجا على سبيل المثال : يقول المالكي في مراجعاته كما أن لي ملاحظات على بحث استاذنا د. عبد العزيز الهلابي عن عبدالله بن سبأ ، لكن تلك الملاحظات لا تقدح في النتيجة التي توصل إليها لكنها تجعلني أتوقف في متابعة تلك النتائج بكل تفاصيلها.

واذا كان أبرز نتائج دراسة د. الهلابي القول بأن شخصية ابن سبأ وهمية لم

٣٨٥

يكن لها وجود ، فإن وجد شخص بهذا الاسم فمن المؤكد أنه لم يقم بالدور الذي أسند إليه سيف وأصحاب كتب الفرق ( ص ٧٣ من حولية كلية آداب الكويت ).

فالمالكي يقرر سلفاً مشاركته الأفكار أو التشكيك الفعلي لابن سبأ ، سواء كان ذلك التشكيك في وجوده أو انكار دوره في الفتنة ، وبالتالي يسقط الرهان الذي راهن عليه في التفريق بين أمرين متلازمين ، وتبقى بعد ذلك مراجعاته وحسب ما قطع به من عدم القدح بالنتيجة التي توصل إليها استاذه الهلابي ـ في أمور شكلية أو في تفاصيل تتسع لها دائرة النقاش والخلاف.

وعلى كل حال فنحن أولا : نرحب بالرجوع للحق ، ولكن الذي ننشده أن يشمل القضايا الكلية ، وألا يكون حجم العنوان أكبر من واقعة ..

ثانياً : أن يسارع المالكي لما وعد به ، فتصحيح الأخطاء أولى من المضى قدماً في استحدات قضايا جديدة قد تحمل في ثناياها ما يدعو إلى مراجعة لها مستقبلاً ، فتضخم الأخطاء ، وربما شكل الاعتذار عنها ثقلاً على النفس أخر بيانها.

ثالثا : وتعني المراجعات استصلاح الأخطاء ـ بعد إعلانها على الناس ـ في الكتب المطبوعة وتصحيح ما بنى عليها من مفاهيم ونتائج متعلقة بها.

رابعاً : وإن يكون التصحيح بلغة ومفهوم يرضى به العالمون وأهل الاختصاص ، وألا يكون مما يرضى به الدهماء وعوام الناس.

وحين يتحقق ذلك كله تعتبر المراجعات ، ويقدر للمراجع تراجعه ، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.

٣٨٦

المالكي بين المباهلة والمحاكمة :

يسارع المالكي ، ويكرر دعوته لأكثر من شخص من الأشخاص الذين ردوا عليه بالدعوة للمباهلة ، أو المحاكمة.

أما المباهلة التي طلبها من الأخ علي رضا فقد أحسن علي رضا حين دعا المالكي إلى أن يبتهلوا إلى الله تعالى بما يلى :

١ ـ من كان في قلبه خبئته على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهلكه الله.

٢ ـ من كان في قلبه دخن على شيخ الإسلام ابن تيمية فأهلكه الله.

٣ ـ من كان في قلبه غل على العقيدة السلفية فأهلكه الله.

٤ ـ من كان في قلبه غش على منهج السلف الصالح فإهلكه الله !

ونحن نقول : اللهم آمين ، وندعو المالكي للدعاء بمثله لنؤمن على دعائه ، ونسأل الله أن يجعل لعنته على الكاذبين.

أما المحاكمة فهي من عجائب طروحات المالكي ، وإلا فكيف يرضى بالتحاكم إلى قسم من الأقسام وفي إحدى الكليات ، وهو الذي رفض الحكم من عدد من الأقسام ، ممثلة لعدد من الجامعات !

أو ليس الذين ردوا عليه ـ مختصين أو غير مختصين ـ ينتمون لعدد من الأقسام العلمية ، ويمثلون عدة جامعات ، فإذا رفض ردود هؤلاء وتنكر لآرائهم فهل سيقبل غيرهم ، أم يظن أن طروحاته المشككة تجاوزت دهماء الناس إلى أساتذة الجامعات كلا فقد بغلني أن سيلاً من الردود كتبت ضده وإن لم تر النور بعد.

أما أهل الاختصاص فظني أن عدداً منهم لو أتيحت له الفرصة

٣٨٧

فسيكشف الخلل أكثر ويعرى المنقذ.

الدعوة لتشكيل لجنة للنظر في كتابات المالكي : وأهم من ذلك كله ، وطالما أن المالكي دعا بنفسه إلى المحاكمة فإنني أدعوا إلى تشكيل لجنة من أهل الاختصاص والعلم الشرعي للنظر في كتابات المالكي.

فإن وجدت فيها تشويها للحقائق أو اعتداء على كتب التراث أو اتهاماً لعلماء السنة ولمزاً لهم أو لكتبهم أو تجاوزات في العقيدة أو ميلاً في المذهبية ... أو نحواً من ذلك فينبغي أن يوقف عند حده وترفع للجهات المختصة ما يكفل قطع دابر الفتنة وانهاء سبل الإثارة والتشكيك في تاريخنا وفي تراثنا ، وفي ذلك حماية للأمة وإلزام بمنهج أهل السنة والجماعة ، المنهج الذي ندعو إليه جميعاً.

٣٨٨

الفهرس

المقدمة .......................................................................... ١

مقتطفات ...................................................................... ١٣

أجوبة العسكري على أقوال الاستاذه الجامعيين .................................... ٢٣

تمهيد .......................................................................... ٢٥

صور ومقتطفات من الصحف السعودية ........................................... ٤٥

آراء واصداء حول عبدالله بن سبأ ................................................ ٦٥

القعقاع بن عمرو حقيقة أم اسطورة ـ ٣ ـ د. المالكي ............................ ٦٧

القعقاع بن عمرو حقيقة أم اسطورة ـ ٤ ـ د. المالكي ............................ ٧٧

القعقاع بن عمرو حقيقة أم اسطورة ـ ٥ ـ د. المالكي ............................ ٨٧

المالكي والتاريخ ـ د. الهويمل .................................................... ٩٧

القعقاع بن عمرو حقيقة أم اسطورة ـ ٦ ـ د. المالكي .......................... ١٢٧

دروس من معركة القعقاع ـ د. المالكي ......................................... ١٣٩

مراجعات د. المالكي .......................................................... ١٤٩

٣٨٩

الانقاذ من دعاوى الانقاذ من التاريخ الاسلامي ـ ١ ـ د. العودة ................. ١٥٩

الانقاذ من دعاوى الانقاذ من التاريخ الاسلامي ـ ٢ ـ د. العودة ................. ١٦٩

الانقاذ من دعاوى الانقاذ من التاريخ الاسلامي ـ ٣ ـ د. العودة ................. ١٨٣

الانقاذ من دعاوى الانقاذ من التاريخ الاسلامي ـ ٤ ـ د. العودة ................. ١٩٧

عبدالله بن سبأ وكاسحات الحقائق ـ د. المالكي ................................. ٢١٣

عن القعقاع وسيف بن عمر ـ ١ ـ د. العزام .................................. ٢٤٣

عن القعقاع وسيف بن عمر ـ ٢ ـ د. العزام .................................. ٢٦٣

عن القعقاع وسيف بن عمر ـ ٣ ـ د. العزام .................................. ٢٨٥

ينبغي أن لا نتسرع في اطلاق الاحكام على تراثنا قبل استيعابه ـ ١ ـ ............ ٢٩٩

أخبار ابن سبأ والسبئية ليست قصراً على سيف بن عمر ـ ٢ ـ .................. ٣١٧

رد المالكي على العودة وعلي رضا .............................................. ٣٣١

العودة : أردت نشر الحقائق مع بيان مغالطات من شكك فيها ـ ١ ـ ............. ٣٥١

العودة يدعوا المالكي للمحاكمة أمام لجنة علمية ـ ٢ ـ ......................... ٣٧١

الفهرس ...................................................................... ٣٨٩

٣٩٠