نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٥

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٥

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤٤٦

و «ويل» واد في جهنم (١).

قوله ـ تعالى ـ : (يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا) (١٣) :

السدي ومقاتل قالا : يدفعون دفعا (٢).

قتادة قال : يزعجون إزعاجا (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (١٤) أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ (١٥) اصْلَوْها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (١٦) ؛ [يريد : تعملون] (٤) من المعاصي.

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (١٧) فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ) ؛ أي : مسرورين مازحين.

ومن قرأ : «فاكهين» (٥) أراد : تكثر عندهم الفاكهة.

قوله ـ تعالى ـ : (وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (١٨) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (١٩) هذا أمر بإباحة (٦).

«هنيئا» صفة لمصدر ، تقديره : أكلا هنيئا.

قوله ـ تعالى ـ : (مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ) ؛ يريد : سررا من لؤلؤ وياقوت وزبرجد مصفوفة.

__________________

(١) سقط من هنا الآية (١٢)

(٢) مجمع البيان ٩ / ٢٤٨ نقلا عن مقاتل وحده.

(٣) تفسير الطبري ٢٧ / ١٤.

(٤) ليس في د.

(٥) م : فكهين.

(٦) ج ، د ، م : إباحة.

٨١

قوله ـ تعالى ـ : (وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) (٢٠) ؛ أي : بيض الوجوه (١) كبار الأعين.

قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) :

الكلبيّ وسعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ قال : إذا دخل المؤمن الجنّة وله ذرّيّة مؤمنة دخلت الذرّيّة بإيمانه (٢) ، ينزلون منازل آبائهم (٣). [ويكون ذلك من جملة سرور المؤمن تفضّلا من الله تعالى عليه بذلك وهذا مثل قوله تعالى (آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً) (٤) يريد في الآخرة.

ابن جريح ومجاهد قالا : هم الّذين لم يبلغوا الحلم ينزلون منازل آبائهم] (٥).

أبو روق (٦) ، عن الضّحّاك قال : (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) (٧) يلحق (٨) بهم ذرّياتهم الصّغار ولا ينقص من ثواب الآباء شيء (٩).

وروي عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ أنّه قال في تفسيرها : هو الرّجل المؤمن

__________________

(١) ليس في د.

(٢) ج ، د ، م زيادة : و.

(٣) تفسير الطبري ٢٧ / ١٦ نقلا عن ابن عباس.

(٤) النساء (٤) / ١١.

(٥) ليس في أ.+ البحر المحيط ٨ / ١٤٨ نقلا عن ابن عباس.

(٦) ج ، د : أبو دوق.

(٧) الحج (٢٢) / ٥٦.

(٨) م : تلحق.

(٩) تفسير الطبري ٢٧ / ١٥.

٨٢

تصيبه الشّهادة والسعادة ، ويكون له ولد على منهاجه (١) لم يبلغوا مبلغه ، فيلحقهم الله (٢) به (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) :

الفرّاء وأبو عبيدة قالا : ما نقصناهم. و «ألت» (٤) النّقصان (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ) (٢١) ؛ أي : مرتهن به

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) (٢٢) ؛ أي : فاكهة (٦) ولذة (٧) غير مقطوعة.

قوله ـ تعالى ـ : (يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً) ؛ أي : يتعاطون فيها خمرا ويتداولونها بينهم.

(لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ) (٢٣) ؛ أي : ليست كخمر الدّنيا.

قوله ـ تعالى ـ : (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ) (٢٤) ؛ يريد : مكنون في صدفه وهو مصون. لأنّ ذلك أبلغ لصفاته (٨).

__________________

(١) ب زيادة : و.

(٢) ج ، د ، م : تعالى.

(٣) مجمع البيان ٩ / ٢٥١ : وروى عن الصّادق عليه السّلام قال : أطفال المؤمنين يهدون إلى آبائهم يوم القيامة.

(٤) م : الألت.

(٥) ب : للنّقصان.+ معاني القرآن ٣ / ٩٢ ، مجاز القرآن ٢ / ٢٣٢.

(٦) ب : بفاكهة.

(٧) ليس في ج ، د ، م.

(٨) م : الصّيانة.

٨٣

الكلبيّ قال : هم وصفاء لا يكبرون (١).

الفرّاء قال : هم غلمان وخدم يتنعّمون بالنّظر إليهم ، وهم مستغنون (٢) عن الإلمام بهم (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ) (٢٩) :

هذا كقولك لمن تنزّهه وتعظّمه : ما أنت ـ بحمد الله ـ بجاهل.

قوله ـ تعالى ـ : (أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ) (٣٠) ؛ أي : حوادث الدّهر والموت.

قوله ـ تعالى ـ : (قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ) (٣١) ؛ أي : انتظروا (٤) ، فإنّي (٥) أنتظر لكم (٦) العذاب وأنتم تنتظرون (٧) لي (٨) حوادث الدّهر والموت. وهو قول الضّحّاك (٩).

الكلبيّ قال : إزعاج الموت (١٠).

قوله ـ تعالى ـ : (أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا) ؛ أي : عقولهم. وهو قولهم :

__________________

(١) تفسير القرطبي ١٧ / ٦٩.

(٢) ج : مشتغلون.

(٣) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ سقط من هنا الآيات (٢٥) ـ (٢٨)

(٤) د : انظروا.

(٥) ب : إنّي.

(٦) م : بكم.

(٧) ليس في أ.

(٨) أ : إليّ.+ ليس في م.

(٩) تفسير الطبري ٢٧ / ١٩ من دون نسبة القول إلى أحد.

(١٠) تفسير الطبري ٢٧ / ١٩ من دون نسبة القول إلى أحد.

٨٤

اختلقه من عنده ، وافتعله من تلقاء نفسه.

(أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ) (٣٢) ؛ أي (١) : تجاوزوا الحدّ في التكذيب.

قوله ـ تعالى ـ : (أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ (٣٣) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ) (٣٤) ؛ أي : مثله مختلق.

(أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ) (٣٥) ؛ يريد : خلقوا من غير أمّ وأب.

السدي [قال (٢) : خلقوا] (٣) من غير ربّ (٤). «أم هم الخالقون» يريد : لأنفسهم (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ) ؛ يعني : خزائن (٦) الأرزاق والنعم.

قوله ـ تعالى ـ : (أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ) (٣٧) ؛ يعني : المسلّطين على النّاس (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ) (٤٠) ؛ يعني :

__________________

(١) ج ، د : أم.

(٢) ليس في ج.

(٣) ليس في د.

(٤) التبيان ٩ / ٤١٤ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٥) سقط من هنا الآية (٣٦)

(٦) أ زيادة : الآخرة.

(٧) سقط من هنا الآيتان (٣٨) و (٣٩)

٨٥

تسألهم أجرا على القرآن ، فهم مثقلون من الإجرام والذّنوب والمظالم (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ [لا يَعْلَمُونَ) (٤٧)] :

مقاتل قال : القتل ببدر (٢).

قتادة والسدي قالا : العذاب في القبر (٣).

ابن زيد قال : مصائب الدّنيا (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ) (٤٨) :

الكلبيّ قال (٥) : حين تقوم من منامك للصّلاة (٦).

ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال : حين تقوم من كلّ مجلس (٧).

الرّبيع والضّحّاك قالا : إذا قمت [إلى الصّلاة] (٨) فقل : سبحانك اللهم ، وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى (٩) جدّك (١٠) ، ولا إله غيرك (١١).

__________________

(١) أ : الظلم.+ سقط من هنا الآيات (٤١) ـ (٤٦)

(٢) مجمع البيان ٩ / ٢٥٧ نقلا عن ابن عباس.

(٣) تفسير الطبري ٢٧ / ٢٢ نقلا عن قتادة وحده.

(٤) تفسير الطبري ٢٧ / ٢٢.

(٥) ليس في ج ، د ، م.

(٦) كشف الأسرار ٩ / ٣٤١.

(٧) تفسير مجاهد ٢ / ٦٢٦.

(٨) للصلاة.+ ج : إلى.

(٩) ب زيادة : ذكرك.

(١٠) ج ، د ، م : ذكرك.

(١١) تفسير الطبري ٢٧ / ٢٣ نقلا عن الضّحاك وحده.

٨٦

مقاتل قال : حين تقوم إلى الصّلاة المكتوبة (١٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ) ؛ يريد : صلاة المغرب والعشاء الآخرة.

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِدْبارَ النُّجُومِ) (٤٩) :

قال جماعة أهل التأويل (١٣) : هو الرّكعتان قبل صلا ةالفجر (١٤).

وقال الضّحّاك وابن زيد : هي صلاة الصّبح (١٥). وروي مثل ذلك ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام ـ (١٦).

__________________

(١٢) التبيان ٩ / ٤١٩ نقلا عن الضّحاك.

(١٣) ب ، ج ، د زيادة : كلّهم.

(١٤) تفسير الطبري ٢٧ / ٢٣ نقلا عن عليّ عليه السّلام.+ روى الكليني عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : قلت له : وإدبار النّجوم قال : ركعتان قبل الصّبح. الكافي ٣ / ٤٤٤ وعنه كنز الدقائق ١٢ / ٤٦٤ والبرهان ٤ / ٣٤٣ ونور الثقلين ٥ / ١٤٣ وفي الثلاثة الأخيرة ما يؤيد ذلك.

(١٥) تفسير الطبري ٢٧ / ٢٤ نقلا عن ابن زيد والحسن.

(١٦) بحار الأنوار ٨٧ / ٣١٢ : عن دعائم الإسلام عن عليّ عليه السّلام.

٨٧

ومن سورة النّجم

وهي سبعون آية.

مكيّة عن (١) قول أكثر المفسّرين (٢).

وقال بعضهم : هي مدنيّة (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) (١) :

أقسم (٤) ـ تعالى ـ بسقوط النّجم ، وهي الثريا عند العرب ، تسقط مع الفجر.

وقال الحسن : جماعة النّجوم. وأنّما وحد ، لأنّه أراد : الجنس (٥).

وقيل : «والنّجم إذا هوى» ؛ أي (٦) : يوم (٧) القيامة (٨).

__________________

(١) ب ، ج ، د ، م : على.

(٢) مجمع البيان ٩ / ٢٥٨ نقلا عن ابن عباس.

(٣) مجمع البيان ٩ / ٢٥٨ نقلا عن الحسن.

(٤) ج ، د زيادة : الله.

(٥) التبيان ٩ / ٤٢٠.

(٦) ليس في ب ، د.

(٧) م : هوى.

(٨) التبيان ٩ / ٤٢٠ من دون نسبة القول إلى أحد.

٨٨

وقال الكلبيّ ومقاتل والسدي : أقسم ـ تعالى ـ بالقرآن ، إذ نزل نجوما ولم ينزل جملة واحدة على النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ (١).

وقال بعض علماء اللّغة (٢) : «النّجم» عند العرب ، كلّ طالع كائنا ما كان. ومنه يقال (٣) للنّبات الّذي لا يقوم على ساق : نجم (٤). قال الله ـ تعالى ـ (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) (٥) ؛ أي : ظلّهما.

وقال أبو عبيدة : أقسم ـ تعالى ـ بالنّجم إذا سقط مع الغور. ومنه : غارت النجوم (٦). وجواب القسم (٧) «ما ضلّ صاحبكم وما غوى».

وروي في أخبارنا : أنّ السّبب في نزول هذه الآية ، أنّ النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ كان (٨) ذات ليلة جالسا في مسجده [بالمدينة وعنده] (٩) جماعة من أصحابه (١٠) ، فأنقضّ كوكب من السّماء له نور عظيم ، فتعجّب النّاس منه.

فقال ـ عليه السّلام ـ : من سقط هذا النّجم في منزله فهو الخليفة من بعدي ،

__________________

(١) مجمع البيان ٩ / ٢٦٠ نقلا عن الكلبي وحده.

(٢) ب ، ج ، د ، م زيادة : إنّ.

(٣) ج ، د ، م : قيل.

(٤) لسان العرب ١٢ / ٥٦٨ مادّة «نجم».

(٥) الرحمن (٥٥) / ٦.

(٦) مجمع البيان ٩ / ٢٦٠ نقلا عن الحسن.

(٧) ب ، ج ، د زيادة : قوله تعالى.

(٨) ليس في ب.

(٩) ب : في.

(١٠) ب زيادة : بالمدينة.

٨٩

فتبعه جماعة من النّاس ، فسقط في منزل [ابن عمّه] (١) ؛ عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ.

فقال المنافقون عند ذلك : جذبته (٢) محبّته وهواه لابن عمّه ، أن (٣) قال هذا من تلقاء نفسه في حقّه.

فنزل جبرائيل ـ عليه السّلام ـ على النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ فتلا عليه : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى (١) ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى (٢) وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى (٤) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى) (٥) (٤) ؛ يعني : جبرائيل ـ عليه السّلام ـ.

و «علّم» و «أعلم» بمعنى واحد.

قوله ـ تعالى ـ : (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى) (٦) :

ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ قال : ذو قوّة ومنظر حسن (٥).

الزّجّاج قال : «ذو مرّة» ؛ أي : قوّة (٦). وقوله : «فاستوى» ؛ أي : استوى جبرائيل ـ عليه السّلام ـ ومحمّد صلّى الله عليه وآله في خلقهما وصورتهما الّتي خلقهما الله ـ تعالى ـ عليها.

__________________

(١) من أ.

(٢) ج ، د : جذبه.+ ب : أخذ به.

(٣) د ، م : أنّه.

(٤) ورد بذلك روايات فأنظر : كنز الدقائق ١٢ / ٤٦٩ والبرهان ٤ / ٢٤٤ وتفسير أبي الفتوح ١٠ / ٣٣٢ ونور الثقلين ٥ / ١٤٤ والبحار ٣٥ / ٢٧٢.

(٥) تفسير الطبري ٢٧ / ٢٥.

(٦) تفسير الطبري ٢٧ / ٢٥ نقلا عن سفيان.

٩٠

ابن الفرّاء (١) قال : «استوى» اعتدل فهمه في علم (٢) القرآن وحفظه (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى) (٧) ؛ يريد : مطلع الشّمس.

قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى) (٨) ؛ أي : نزل فقرب ؛ يعني : جبرائيل ـ عليه السّلام ـ دنا إلى محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ «فكان» (٤) إلى (٥) محمّد ك «قاب قوسين أو أدنى (٩)» ؛ أو بمعنى : وأدنى ، مثل (٦) قوله ـ تعالى ـ : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ ، أَوْ يَزِيدُونَ) (٧) ؛ بمعنى : ويزيدون (٨)

قوله ـ تعالى ـ : (فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) (٩) ؛ بمعنى : قدر قوسين عربيّتين ؛ يريد : بين طرفي القوس. والعرب كانت تذرع بالقوس.

وقيل : أراد (٩) : قدر (١٠) ما بين الحاجبين ، لأنّ العرب (١١) تسمّي الحاجبين : قوسين. وحمل ذلك على قرب جبرائيل عليه السّلام من محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ

__________________

(١) أ ، ب : الفرّاء بدل ابن الفرّاء.

(٢) ب : فهم.

(٣) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٤) ج ، د : وكان.

(٥) ج ، د : من.

(٦) م : مثله.

(٧) الصافات (٣٧) / ١٤٧.

(٨) ب ، ج ، د زيادة : أو بمعنى : بل يزيدون.

(٩) ليس في ج.

(١٠) ليس في ج ، د ، م.

(١١) ب ، ج ، د زيادة : كانت.

٩١

أولى (١).

قوله ـ تعالى ـ : (فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى) (١٠) :

الكلبيّ قال (٢) : فأوحى جبرائيل ـ عليه السّلام ـ إلى عبد الله ؛ محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ ما أوحى الله إليه (٣) من النّصّ على ابن عمّه (٤) و (٥) روي ذلك عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى (١٣) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى) (١٤). يعني : محمّدا ـ صلّى الله عليه وآله ـ رأى جبرائيل عليه السّلام على صورته الّتي خلقه (٧) الله عليها (٨) مرّة أخرى (٩) عند سدرة المنتهى [بعد (١٠) رؤيته له على صورته في أوّل ما أوحى الله إلى محمّد صلّى الله عليه وآله وهي صورة هائلة يغطّي

__________________

(١) ج ، د : أدنى.

(٢) أ ، ب ، م زيادة : أوحى.

(٣) ج ، د ، م زيادة : وقيل : أوحى الله تعالى إلى عبده محمّد صلّى الله عليه وآله وحيه وقيل أوحى جبرائيل عليه السّلام إلى محمّد صلّى الله عليه وآله ما أوحى الله إليه.

(٤) تفسير أبي الفتوح ١٠ / ٣٣٩.

(٥) من أ.

(٦) ورد ذلك في روايات عديدة فأنظر : كنز الدقائق ١٢ / ٤٧٨ و٤٨١ و٤٨٢ والبرهان ٢٤٧٤ و٢٤٩ ونور الثقلين ٥ / ١٤٩ والبحار ١٨ / ٣٦٤ و٤٠٤ وج ٣٦ / ٨٦ وج ٣٧ / ١٥٥ وج ٣ / ٣١٦.+ ستأتي الآيتان (١١) و (١٢)

(٧) ب : خلقها.

(٨) ب : فيه.

(٩) أ : وما جرى.

(١٠) ب : يعني.

٩٢

الأفق] (١) بأجنحته ، وكان يحدّ النظر إليه (٢) خوفا وفزعا ورعدة ، فيقول : زملوني ، دثروني. فسأل محمّد صلّى الله عليه وآله ربّه أن ينزّل عليه جبرائيل ـ عليه السّلام ـ في (٣) صورة دحية الكلبيّ ، فأجابه إلى ذلك.

ثمّ رأى محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ جبرائيل ـ عليه السّلام ـ على صورته الهائلة ليلة الإسراء والمعراج عند سدرة المنتهى ، وهي شجرة طوبى ، أغصانها من اللؤلؤ (٤) والياقوت والزبرجد. وإنّما سميت : سدرة المنتهى (٥) ، لأنّه (٦) ينتهي إليها كلّ ملك مقرّب ونبيّ مرسل من قدرة الله ـ تعالى ـ وملكه.

وروي : أنّها في السّماء السّادسة (٧).

وروي : أنّها (٨) في السّابعة (٩).

قوله ـ تعالى ـ : (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى) (١١) ؛ أي (١٠) : ما كذب فؤاد محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ ما رأى تلك اللّيلة من العجائب والآيات ، بل

__________________

(١) ليس في أ.

(٢) أ : كان محمد لنظره.+ ج ، د : كان يجد لنظره.

(٣) ج ، د ، م : على.

(٤) ليس في ب ، ج ، د.

(٥) ليس في د.

(٦) د : لأنّها.

(٧) مجمع البيان ٩ / ٢٦٥ : قيل : فى السماء السادسة.

(٨) ليس في ج.

(٩) بحار الأنوار ١٨ / ٢٩٢.

(١٠) ليس في ج ، د ، م.

٩٣

صدقه. وانّما سماه : رؤية ، لأنّ (١) الاسراء والمعراج كان باللّيل.

قوله ـ تعالى ـ : (أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى) (١٢) ؛ أي : تجادلونه (٢) وتجحدونه. عن الكلبيّ والسدي (٣).

وقال الفرّاء : تخاصمونه (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى) (١٥) ؛ يعني : عند (٥) سدرة المنتهى.

وسميت بجنّة المأوى ، لأنّها (٦) تأوي أرواح الشّهداء إليها.

قوله ـ تعالى ـ : (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى) (١٦) :

ابن مسعود والكلبيّ والضّحّاك قالوا (٧) : غشاها فراش (٨) الذّهب (٩).

الحسن قال : غشاها نور مثل جراد الذهب (١٠).

عكرمة قال : غشاها (١١) الملائكة (١٢).

__________________

(١) أ : كأن.

(٢) ج ، د ، م : أتجادلونه.

(٣) تفسير الطبري ٢٧ / ٢٩ نقلا عن إبراهيم.

(٤) ب ، د : أتخاصمونه.+ معاني القرآن ٣ / ٩٦.+ تقدمت الآيتان ١٣ ـ ١٤ سالفا.

(٥) ليس في ب.

(٦) م : لأنّ.

(٧) ليس في ب.

(٨) ج : فرش.

(٩) التبيان ٩ / ٤٢٦ نقلا عن ابن مسعود وحده.

(١٠) التبيان ٩ / ٤٢٦ من دون نسبة القول إلى أحد.

(١١) ج ، د : غشيتها.

(١٢) مجمع البيان ٩ / ٢٦٥ نقلا عن الحسن.

٩٤

ابن (١) الفرّاء قال : غشاها (٢) ما أراد الله (٣).

وقال في قوله : «ولقد رآه نزلة أخرى. عند سدرة المنتهى» ؛ أي (٤) : رأى (٥) محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ جبرائيل ـ عليه السّلام ـ على صورته الهائلة مرّة أخرى ، وله ستّمائة ألف جناح ، كلّ جناح من المشرق إلى المغرب ، وقد سدّ بأجنحته أفق السّماء. ثمّ (٦) أنّه استنقع في عين ماء أحلى من العسل وأبيض من الثّلج عند سدرة المنتهى ، فنفض (٧) أجنحته فسقط من كلّ ريشة ملك على هيئة الجراد من (٨) الذّهب. فيصعدون إلى السّدرة ويغشونها ، يسبّحون الله تعالى بلفظة واحدة : سبحان الملك القدوس ذي الجلال والإكرام.

قوله ـ تعالى ـ : (ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى) (١٧) :

السدّي قال (٩) : ما زاغ بصر محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ حين رأى جبرائيل ـ عليه السّلام ـ على صورته (١٠).

__________________

(١) ليس في ب.

(٢) ج : غشيتها.

(٣) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٤) ليس في ب.

(٥) ليس في ج ، د ، م.

(٦) ليس في أ.

(٧) أ ، ب : فقبض.

(٨) ب : مثل.

(٩) ليس في ج ، د.

(١٠) تفسير الطبري ٢٧ / ٣٤ نقلا عن محمد بن كعب القرظي.

٩٥

قتادة قال (١) : ما مال إلى غيره يمينا ولا شمالا. «وما طغى» ؛ أي : ولا جاوزه إلى غيره (٢).

مقاتل قال : ما زاغ بصر محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ وما أظلم (٣).

أبو عبيدة قال : ما عدل ، [وما جاوز] (٤).

ابن الفرّاء قال : ما زاغ البصر عن رؤية آيات الحقّ ، وما طغى محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ فيما وصف من ذلك (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى) (١٨) :

السدّي قال : ذلك حين رأى محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ جبرائيل (٦) على صورته الهائلة الّتي خلقه الله تعالى عليها (٧).

مقاتل قال (٨) : ذلك حين (٩) رأى رفرفا أخضر قد غطّى الأفق ، فذلك من آيات الله الكبرى (١٠).

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.

(٢) تفسير الطبري ٢٧ / ٣٤ نقلا عن ابن عباس.

(٣) مجمع البيان ٩ / ٢٦٦ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٤) ج ، د : ولا جار.+ م : ولا حار.+ مجاز القرآن ٢ / ٢٣٦.

(٥) التبيان ٩ / ٤٢٦ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٦) ليس في ب.

(٧) مجمع البيان ٩ / ٢٦٦ نقلا عن مقاتل.

(٨) ليس في ج.

(٩) أ ، ب : أنّه.

(١٠) تفسير الطبري ٢٧ / ٣٤ نقلا عن ابن مسعود.+ أ زيادة قوله تعالى : أفتمارونه على ما يرى أي تجادلونه وتخاصمونه.

٩٦

قوله ـ تعالى ـ : (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى) (١٩) :

قيل : هما صنمان معروفان. و «اللّات» كانت لثقيف بالطّائف ، و «العزّى» كان لقريش وجميع بني كنانة بمكّة (١).

قوله ـ تعالى ـ : (وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى) (٢٠) :

«مناة الثّالثة» صنم كان للأوس والخزرج وغسّان.

و «هبل» كان في الكعبة ، وهو أعظم الأصنام.

و «أساف ونائلة» كانا على الصّفا والمروة.

و «سعد» كان لبني ملكان بن نباتة.

ومعني : «اللّات» يريد : الأولى من الأصنام ، و «العزّى» الأخرى من الأصنام ، و «مناة» الثّالثة من الأصنام والعزّى (٢).

وقيل : اشتقّ (٣) «اللّات» من الله ـ تعالى ـ. و «العزّى» من العزيز ، و «مناة» من منى الله الشيء : إذا قدره. ومنه قولهم : ما ندري ما (٤) يمنى لك الماني ؛ أي : ما يقدّره لك (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (أَلَكُمُ الذَّكَرُ) ؛ يريد : من الولد.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَهُ الْأُنْثى) (٢١) ؛ من الملائكة الّذين قالوا : هم بنات

__________________

(١) تفسير القرطبي ١٧ / ٩٩ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٢) ليس في م.

(٣) ب ، ج ، د ، م : اشتقّوا.

(٤) ليس في ب.

(٥) تفسير القرطبي ١٧ / ١٠٠ وصدره يوجد في مجمع البيان ٩ / ٢٦٦.

٩٧

الله.

قوله ـ تعالى ـ : (تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى) (٢٢) :

أبو عبيدة قال : ناقصة (١).

قوله ـ تعالى ـ : (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ) ؛ أي : من حجّة ، يعني : أسماء الأصنام ؛ مثل : عبد يغوث ، وعبد اللّات ، وعبد العزّى ، وعبد مناة.

(إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ) ؛ يريد : منهم (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى) (٢٣) ؛ مثل قوله ـ تعالى ـ : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى) (١٧) (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى (٢٤) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولى) (٢٥) (٤)

إلى قوله : (إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثى) (٢٧) وهو قولهم : الملائكة بنات الله.

قوله ـ تعالى ـ : (وَما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً (٢٨) فَأَعْرِضْ) يا محمّد (عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا) ؛ أي : أعرض (٥) بوجهك.

__________________

(١) مجاز القرآن ٢ / ٢٣٧.

(٢) ج ، د ، م : منكم.

(٣) فصّلت (٤١) / ١٧.

(٤) سقط من هنا الآية (٢٦)

(٥) ج ، د ، م زيادة : عنه.+ ب زيادة : عنه يا محمّد.

٩٨

وقيل : هي (١) منسوخة بآية القتال (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَياةَ الدُّنْيا (٢٩))

(ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ) ؛ يريد : الّذين انتهوا إليه بزعمهم وجهلهم (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ) :

ابن عبّاس قال : «كبائر الإثم» ما لم ينزل فيه حدّ. و «الفواحش» ما نزل فيه حدّ (٤).

وقيل : بالعكس (٥).

أبو عبيدة قال : ما أذن فيه ، فليس من الكبائر ولا الفواحش (٦).

وسئل أبو هريرة عن اللّمم ، فقال : هي النظرة والقبلة والغمزة (٧).

والشعبيّ قال : هو ما (٨) دون الزنا (٩).

وروي عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنّه قال : [هو ما دون الشّرك (١٠).

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.

(٢) كشف الأسرار ٩ / ٣٦٤ من دون نسبة القول إلى أحد.

(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدى) (٣٠) والآية (٣١)

(٤) مجمع البيان ٩ / ٢٧١ من دون ذكر للقائل.+ أ زيادة : أيضا.

(٥) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٦) مجاز القرآن ٢ / ٢٣٧.

(٧) تفسير الطبري ٢٧ / ٣٩.

(٨) ليس في ب.

(٩) تفسير الطبري ٢٧ / ٣٩.

(١٠) تفسير الطبري ٢٧ / ٤٠ نقلا عن ابن عباس.

٩٩

ومقاتل قال : هو ما دون الحدّ في الدّنيا] (١).

[مجاهد قال] (٢) : هو أن يلم الرّجل بالذّنب ، ثمّ يعود عنه وينزع ويتوب (٣).

الفرّاء قال : هو المقارب من الذنوب الصغائر ، وهو من ألمّ بالذنب (٤) ثمّ لا يعود إليه (٥).

وقيل : هو ما يلمّ به ولا يفعله (٦).

قوله ـ تعالى ـ : [إلّا اللّمم] على وجه الإخبار ، لا [على وجه] (٧) الإباحة.

قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ) ؛ أي : من طين.

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ) :

«أجنّة» (٨) جمع جنين ؛ مثل : أسرة وسرير. واشتقاق الجنين ، من الاستتار.

ومنه : الجنّ ، والجنون ، والجنّة ، والمجنّ ، والجنّة (٩).

قوله ـ تعالى ـ : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (٣٣) وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى) (٣٤) ؛ أي : قطع ومنع.

__________________

(١) ليس في ج.+ تفسير الطبري ٢٧ / ٤٠ من دون ذكر للقائل.

(٢) ب : وقال.

(٣) تفسير الطبري ٢٧ / ٤٠ ، تفسير مجاهد ٢ / ٦٣١.

(٤) ج : بالذّنوب.

(٥) معاني القرآن ٣ / ١٠٠.

(٦) تفسير أبي الفتوح ١٠ / ٣٤٨ نقلا عن مجاهد.

(٧) ليس في ج ، د ، م.

(٨) ليس في د.

(٩) سقط من هنا قوله تعالى : (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى) (٣٢)

١٠٠