محمّد بن الحسن الشيباني
المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤٤٦
وقيل (١) : عني : مشركي العرب الّذين كفروا به وعاندوه ، ولم (٢) يكونوا منفكّين عن عبادة الأوثان والأصنام (٣) (حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) (١) وهو محمّد ـ عليه السّلام ـ والقرآن المجيد.
وقال الفرّاء : لم يكونوا منفكّين ؛ أي : تاركين زائلين «حتّى تأتيهم البيّنة» (٤) في كتبهم بنعته وصفته والبشارة به.
قوله ـ تعالى ـ : (رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً) (٢) ؛ يعني : مطهّرة من الكفر والشّرك.
قوله ـ تعالى ـ : (فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) (٣) ؛ يعني : في الكتب صحف قيّمة ، فيها آيات عادلة مستقيمة (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (٥) ؛ أي : [وذلك الدّين دين (٦) القيّمة ، أي] (٧) : الملّة القيّمة ملّة الإسلام. أو الملة (٨) القيّمة بالإسلام (٩).
__________________
(١) د زيادة : و.
(٢) ليس في ج ، د.
(٣) مجمع البيان ١٠ / ٧٩٣ من دون نسبة القول إلى أحد.
(٤) د زيادة : وفي كتاب ابن جرير : لم يكونوا زائلين من الدّنيا (حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ).+ معاني القرآن / ٢٨١. ٣.
(٥) سقط من هنا الآية (٤) وقوله ـ تعالى ـ : (وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ).
(٦) ليس في د.
(٧) ليس في أ.
(٨) ج ، د ، م : الأمّة.
(٩) سقط من هنا الآيات (٦) ـ (٨)
ومن سورة زلزلت
وهي ثمان آيات.
مكّية عن عطاء (١).
وقال غيره : هي (٢) مدنيّة (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها) (١) :
[«إذ» ظرف زمان ماض] (٤). و «إذ» ظرف زمان مستقبل ، والعامل فيه «زلزلت».
و «الزّلزلة» شدّة الحركة.
وقال المبرّد : «زلزلت» تحرّكت من أسفلها بشدّة (٥).
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ / ٧٩٦.
(٢) ليس في ج ، م.
(٣) التبيان ١٠ / ٣٩٢ نقلا عن ابن عبّاس.
(٤) ليس في م.
(٥) مجمع البيان ١٠ / ٧٩٨ من دون نسبة القول إلى أحد.
وقال المبرّد وتغلب : «الزلزال» (١) بكسر الزّاي المصدر ، و (٢) بفتحها الاسم ؛ مثل : القلقال والقلقال (٣). وإذا جئت (٤) إلى تفعال فالمكسور منه الاسم ، إلّا حرفين وهما تبيان وتلقاء ، والمفتوح المصدر.
قوله ـ تعالى ـ : (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) (٢) ؛ يعني : الموتى والكنوز الّتي فيها.
قوله ـ تعالى ـ : (وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها) (٣) ؛ يريد : ما لها كذلك.
قوله ـ تعالى ـ : (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) (٤) ؛ يعني : تحدّث بما عمل عليها من خير أو شرّ.
قوله ـ تعالى ـ : (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها) (٥) ؛ أي : أذن لها وأمرها وألهمها.
قوله ـ تعالى ـ : (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً) ؛ أي : متفرّقين.
قوله ـ تعالى ـ : (لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ) (٦) ؛ أي : يروا جزاءها.
(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) (٧) ؛ أي : وزن نملة (٥) صغيرة حمراء من خيرا وشرّ يرى ثوابه أو عقابه (٦).
__________________
(١) ليس في ج.
(٢) ليس في أ.
(٣) ليس في د.+ تفسير الطبري ٣٠ / ١٧١ من دون نسبة القول إلى أحد.
(٤) د ، ج : جيئت.
(٥) ليس في أ.
(٦) سقط من هنا الآية (٨)
ومن سورة العاديات (١)
إحدى عشرة آية.
مكيّة بغير خلاف.
قوله ـ تعالى ـ : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) (١) :
قيل : «ضبحا» مصدر في موضع الحال (٢).
الكلبيّ ومقاتل والفرّاء قالوا : أقسم الله ـ تعالى ـ بأنفس الخيل في العدو في الجهاد (٣).
عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ قال : «العاديات» الإبل في صفة الحجّ حين تدفع (٤) النّاس إلى جمع ، وهي المزدلفة. لقوله ـ تعالى ـ : (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) (٥).
قوله ـ تعالى ـ : «ضبحا» قيل : تضبح بخواصرها في عدوها (٦).
__________________
(١) ج زيادة : وهي.
(٢) كشف الأسرار ١٠ / ٥٨٤ من دون نسبة القول إلى أحد.
(٣) معاني القرآن ٣ / ٢٨٤ نقلا عن ابن عبّاس.
(٤) م : يدفع.
(٥) الفجر (٨٩) / ٤.+ التبيان ١٠ / ٣٩٦.
(٦) مجمع البيان ١٠ / ٨٠٣ من دون نسبة القول إلى أحد.
قوله ـ تعالى ـ : (فَالْمُورِياتِ قَدْحاً) (٢) مصدر محض.
قيل : هي الخيل تقدح بحوافرها النّار من الحصى في عدوها (١).
قوله ـ تعالى ـ : (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً) (٣) (٢) : هي (٣) الخيل أغارت صبحا على أعداء الله.
قوله ـ تعالى ـ : (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً) (٤) :
الكلبيّ قال : أثرن بحوافرها (٤) ترابا وغبارا يسطع في المكان (٥).
الفرّاء قال : فأثرن بالوادي غبارا ؛ أي : هجن (٦).
قوله ـ تعالى ـ : (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً) (٥) ؛ أي : توسطن بفارسهنّ جمع العدو.
وهو يصلح للواحد والجمع.
وقيل : هو حال (٧).
«وسطن [به» ؛ أي :] (٨) بالنّقع الجمع.
ومخرج القسم : (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) (٦) ؛ أي : لكفور. عن مجاهد وقتادة والضّحّاك ومقاتل ، وأحد قولي الكلبيّ (٩).
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ / ٨٠٤ نقلا عن الضّحّاك.
(٢) أ ، د زيادة : الخيل.
(٣) ليس في م.
(٤) ج ، د ، م : بحوافرهنّ.
(٥) تفسير الطبري ٣٠ / ١٧٩ نقلا عن قتادة.
(٦) م : أهجن.+ معاني القرآن ٣ / ٢٨٤.
(٧) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(٨) ليس في أ.
(٩) تفسير الطبري ٣٠ / ١٧٩ نقلا عن مجاهد ، تفسير مجاهد ٢ / ٧٧٧.
والقول الآخر : هو الرّجل البخيل الّذي يمنع رفده (١) ، ويضرب عبده ، ويأكل وحده (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ) (٧) :
السدي قال : أراد به : الكافر ، شاهد على نفسه بالكفر يوم القيامة (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) (٨) ؛ أي : لحبّ المال. السدي (٤).
أبو عبيدة : لتحصيل المال ومحبّته (٥).
صاحب النّظم : الشّديد (٦) لحبّ المال ، وهو الخير (٧) هاهنا (٨).
قوله ـ تعالى ـ : (أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ) (٩) ؛ أي : قلّب. وبعثر وبحثر واحد.
قوله ـ تعالى ـ : (وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ) (١٠) ؛ أي : ميّز ما فيها من خير و (٩) شر.
(إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) (١١).
__________________
(١) ليس في د.
(٢) تفسير الطبري ٣٠ / ١٨٠ نقلا عن رسول الله صلّى الله عليه وآله.
(٣) مجمع البيان ١٠ / ٨٠٤ نقلا عن الحسن.
(٤) ج ، د ، م زيادة : لشحيح.+ التبيان ١٠ / ٣٩٧ من دون ذكر للقائل.
(٥) قال ابو الفتوح : المراد بالخير هو المال. تفسير أبي الفتوح ١٢ / ١٥٤.
(٦) م : لشديد.
(٧) أ زيادة : الشحيح.
(٨) معاني القرآن للفرّاء ٣ / ٢٨٥.
(٩) م : أو.
ومن سورة القارعة
وهي إحدى عشرة آية.
مكيّة بغير خلاف.
قوله ـ تعالى ـ : (الْقارِعَةُ (١) مَا الْقارِعَةُ) (٢) : لأنّها تقرع القلوب (١).
قوله ـ تعالى ـ : (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ) (٤) ؛ يريد :
كالغوغاء ، وهو الجراد المنتشر. لأنّه لا (٢) يأخذ جهة واحدة ، بل ينتشر في جميع الجهات.
القتيبيّ قال : «الفراش» ما تهافت في النّار من البعوض (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ) (٥) ؛ أي : الصّوف المصبوغ المنقوش (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ) (٦) ؛ يريد : عمله من الخير.
__________________
(١) سقط من هنا الآية (٣)
(٢) ليس في أ ، ج.
(٣) تفسير الطبري ٣٠ / ١٨٢ نقلا عن قتادة.
(٤) أ ، ج ، د : المنقوش.
قوله ـ تعالى ـ : (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ) (٧) ؛ أي : مرضية.
الزّجّاج قال : ذات رضى (١).
قوله ـ تعالى ـ : (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ) (٨) ؛ أي : عمله الشّرّ و (٢) القبيح.
قوله ـ تعالى ـ : (فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ) (٩) ؛ أي : رأسه هاو في النّار.
وقيل : إنّ (٣) النّار له كالأمّ يأوى إليها (٤).
وقيل : مسكنه الهاوية ، وهي أسماء النّار (٥). بدليل قوله : (وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ (١٠) نارٌ حامِيَةٌ) (١١).
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ / ٨٠٨ من دون نسبة القول إلى أحد.
(٢) ليس في أ.
(٣) ليس في د.
(٤) تفسير الطبري ٣٠ / ١٨٢ و١٨٣ نقلا عن ابن زيد.
(٥) تفسير الطبري ٣٠ / ١٨٢ من دون نسبة القول إلى أحد وكشف الأسرار ١٠ / ٥٩٢ من دون نسبة القول إلى أحد.
ومن سورة التّكاثر (١)
ثمان آيات ، مكيّة (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (١) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ) (٢) ؛ أي : شغلتكم المباهاة والمفاخرة بالمال والعدد والماثر.
«حتّى زرتم المقابر» ؛ [أي : ذكرتم أهل المقابر] (٣) من أسلافكم ، وما كان لهم من المال والمآثر والخدم والعدد ، وتركتم ذكر الله ـ تعالى ـ.
وقيل : إنّ الآية نزلت في رجلين من قريش تفاخروا (٤).
قيل : بنو عبد مناف وبنو عبد سهم ، ذكروا الأموات ومآثرهم (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) (٣) تهديد لهم ووعيد.
ثمّ أكّد فقال : (ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) (٤) (٦).
__________________
(١) ج زيادة : وهي.
(٢) ج زيادة : بلا خلاف.
(٣) ليس في د.
(٤) أسباب النزول / ٣٤١ نقلا عن الكلبيّ في حيّين من قريش.
(٥) أسباب النزول / نقلا عن الكلبيّ.
(٦) سقط من هنا الآية (٥)
(لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (٦) ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ) (٧) ؛ أي : معاينة.
قوله ـ تعالى ـ : [(ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (٨) :
قتادة وابن مسعود والسدي والشّعبيّ في رواية ، عن عليّ ـ عليه السّلام ـ : إنّ «النّعيم»] (١) هو الصّحّة والأمن (٢).
وعن ابن عبّاس : إنّ «النّعيم» هاهنا ، صحّة الأبدان ، وسماع الآذان ، وصحّة الأبصار (٣).
مجاهد قال : «النّعيم» لذّات الدّنيا وفاكهتها وشهوتها (٤).
ورد في أخبارنا : أنّ «النّعيم» هاهنا ، هي (٥) ولاية عليّ [بن أبي طالب] (٦) ـ عليه السّلام ـ (٧).
وقال مقاتل : «النّعيم» شكر ما كانوا فيه من (٨) النّعيم (٩).
__________________
(١) ليس في د.
(٢) تفسير الطبري ٣٠ / ١٨٤ نقلا عن ابن مسعود.
(٣) تفسير الطبري ٣٠ / ١٨٥.
(٤) تفسير الطبري ٣٠ / ١٨٦.
(٥) د ، م : هو.+ ليس في ج.
(٦) ليس في م.
(٧) ورد بذلك روايات كثير. أنظر : تفسير أبي الفتوح ١٢ / ١٦٢ وإحقاق الحق ٣ / ٥٨٤ وج ١٤ / ٤٦١ و٤٦٢ ونور الثقلين ٥ / ٦٦٢ والبرهان ٤ / ٥٠٣ وكنز الدقائق ١٤ / ٤٢١ ـ ٤٢٦ والبحار ٢٤ / ٥٤ وج ٣٥ / ٤٢٦.
(٨) ليس في أ ، د.
(٩) مجمع البيان ١٠ / ٨١٢.
وقال بعض المفسّرين : إنّ «النّعيم» الماء الحار [في الشّتاء] (١) ، والبارد في الصّيف ، والسّكّر و (٢) الطّبرزد (٣).
__________________
(١) ليس في د.+ ج : في.
(٢) ليس في ج ، د ، م.
(٣) تفسير الطبري ٣٠ / ١٨٥ نقلا عن رسول الله صلّى الله عليه وآله : ظلّ بارد ورطب بارد وماء بارد.
ومن سورة العصر (١)
ثلاث آيات ، مكيّة (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) (٢) :
قال بعض المفسّرين : أقسم الله ـ تعالى ـ بصلاة العصر (٣).
وقال الضّحّاك : أقسم الله (٤) ـ تعالى ـ بالدّهر (٥).
وقال مقاتل : أقسم الله (٦) ـ تعالى ـ بما يعصر السّحاب من الماء (٧).
قوله ـ تعالى ـ : «إنّ الإنسان لفي خسر» هذا مخرج القسم ؛ يعني : إنّ الكافر لفي غبن وخسران.
قوله ـ تعالى ـ : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) ؛ يريد : عملوا
__________________
(١) ج زيادة : وهي.
(٢) ج زيادة : بغير خلاف.
(٣) مجمع البيان ١٠ / ٨١٥ نقلا عن مقاتل.
(٤) ليس في ج ، د ، م.
(٥) تفسير الطبري ٣٠ / ١٨٧ من دون نسبة القول إلى أحد.
(٦) ليس في ج ، د.
(٧) التبيان ١٠ / ٤٠٥ من دون نسبة القول إلى أحد.
الصّالحات والطّاعات من الأفعال ، وهم عليّ ـ عليه السّلام ـ وأهل بيته الطّاهرون ـ عليهم السّلام ـ. عن كثير من المفسّرين.
قوله ـ تعالى ـ : (وَتَواصَوْا بِالْحَقِ) ؛ أي : تواصوا بالقرآن.
قوله ـ تعالى ـ : (وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (٣) ؛ يريد : عند البلاء والمصائب في الدّنيا ، والتّكليف والجهاد.
ومن سورة الهمزة
وهي تسع آيات.
مكيّة بغير خلاف.
قوله ـ تعالى ـ : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) (١) :
«ويل» واد في جهنّم.
و «الهمزة» العيّاب المغتاب الطّعّان ، الأكّال للحوم النّاس.
وارتفع «ويل» بالابتداء. ويجوز نصبه على المصدر. [ويجوز نصبه] (١) على الإغراء. هكذا ذكر بعض النّحاة.
وروي : أنّ هذه السّورة نزلت في الأخنس (٢) بن شريق المنافق. كان يغمز على (٣) النّاس ويعيبهم ، يهمزهم مقبلين ويغيبهم مدبرين (٤).
__________________
(١) ليس في م.
(٢) ج ، د ، م : أخنس.
(٣) ليس في ج ، د ، م.
(٤) التبيان ١٠ / ٤٠٧ نقلا عن السدي.
مقاتل قال : نزلت (١) في الوليد بن المغيرة المخزوميّ (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ) (٢) ؛ أي : أحصاه وعبّاه.
صاحب النّظم قال : «عدّده» مأخوذ من العدّة ، وهي الذّخيرة (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) (٤) ؛ أي : ليطرحنّ في (٤) النّار هو وماله و «الحطمة» هي من أسماء النّار. لأنّها تحطم ما وقع (٥) فيها ؛ أي : تأكله وتذهبه (٦).
و «الحطمة» عند العرب : الأكول الّذي يحطم ما يقع بين يديه من المأكول.
قوله ـ تعالى ـ : (وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ) (٥) تهويل لها وتعظيم لأمرها.
قوله ـ تعالى ـ : (نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ (٦) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ) (٧) :
في الأخبار : أنّها تبلغ إليها ولا [تأكل منها] (٧). هكذا ورد.
قال : تأكل الجلود واللّحم (٨) ، دون العظام والقلوب. فإذا بلغت إليها ، وقفت (٩).
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) (٨) ؛ أي : مطبقة.
__________________
(١) د ، م زيادة : هذه السورة.+ ج : هذه.
(٢) مجمع البيان ١٠ / ٨١٨.
(٣) مجمع البيان ١٠ / ٨١٨ ملفّقا عن الزّجّاج والجبائي.+ سقط من هنا الآية (٣)
(٤) ليس في د.
(٥) ج ، د ، م : يقع.
(٦) م : تذيبه.
(٧) ج ، د ، م : تأكلها.
(٨) ج ، د ، م : واللحوم.
(٩) لم نعثر عليه فيما حضرنا من الأخبار ولكن قال الميبدي : أي تحرق الجلود والأجسام حتّى تصل إلى القلوب ثمّ يعاد ما أحرق منها جديدا. كشف الأسرار ١٠ / ٦١٠.
(فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) (٩) ؛ أي : مطبقة الأبواب مشدّدة (١) بأوتاد من حديد.
__________________
(١) ج ، د : مشدودة.
ومن سورة الفيل
وهي خمس آيات.
مكيّة [بغير خلاف] (١).
قوله ـ تعالى ـ : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) (١) ؛ أي (٢) : ألم تعلم ، يا محمّد ، كيف فعلنا بهم. و (٣) قصّ عليه قصّتهم.
و «كيف» ظرف.
وصاحب الفيل أبرهة بن الصّبّاح ملك الحبشة (٤). كان قد بنى كنيسة أو بيعة ، فقصد البيت الحرام بجنوده ليخرّبه ويهدّمه ويأخذ الحجر الأسود منه ويطرحه (٥) فيها ، و (٦) يصرف الحاج إليها ، وكان راكبا فيلا.
__________________
(١) ليس في ج.
(٢) ليس في م.
(٣) ليس في د ، م.
(٤) م زيادة : و.
(٥) ج ، د ، م : فيطرحه.
(٦) أ زيادة : يريد.
فأرسل الله عليه وعلى جنوده «طيرا أبابيل» ؛ أي : جماعات طيور بعضهنّ (١) في أثر بعض.
قيل : إنّها صعدت من البحر (٢).
واحدها أبيل ، و (٣) أبول (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) (٤) ؛ أي (٥) : مخلوطة بطين.
روي : أنّ كلّ طير منها حمل ثلاث حصيات : واحدة في منقاره ، واثنتين في رجليه. وكانت (٦) الحصاة في مقدار الطسوج (٧) ، تسقط على هامة الرّجل فتخرج من دبره فيخّر ميتا. فقتل كلّ (٨) طائر منها ثلاثة رجال (٩).
قوله ـ تعالى ـ : (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) (٥) ؛ أي : كورق الزّرع الّذي أكل حبّه.
وخرج أهل مكّة بأجمعهم ، فغنموا أموالهم وكراعهم ودوابّهم ورواحلهم (١٠) ومتاعهم.
__________________
(١) أ : بعضهم.
(٢) تفسير الطبري ٣٠ / ١٩٢ نقلا عن ابن زيد.
(٣) ليس في د.+ م : أو.
(٤) سقط من هنا الآيتان (٢) و (٣)
(٥) ليس في ج ، د ، م.
(٦) ليس في م.
(٧) د ، م : الطسوح.+ السّطوح.+ قال الأزهري : الطّسوج مقدار من الوزن. لسان العرب ٢ / ٣١٧ مادّة «طسج».
(٨) ليس في أ.
(٩) تفسير الطبري ٣٠ / ١٩٣ نقلا عن قتادة.
(١٠) ج ، د ، م : ورحلهم.
ومن سورة قريش
وهي اربع آيات.
مكيّة [بغير خلاف] (١).
ورد في أخبارنا ، عن أئمّتنا ـ عليهم السّلام ـ : أنّ هذه السّورة وسورة الفيل (٢) واحدة (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) (١) ؛ أي : أهلك الله ـ تعالى ـ أصحاب الفيل لإيلاف قريش.
و «لإيلاف» مصدر. يقال : ألف ، يألف ، إيلافا (٤) ، وإلفا. هكذا ذكر بعض النّحاة.
__________________
(١) ليس في ج.
(٢) ج ، د ، م زيادة : سورة.
(٣) روي الطبرسي عن العيّاشي بإسناده عن المفضّل بن صالح ، عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : سمعته يقول : لا تجمع سورتين في ركعة واحدة إلّا (الضُّحى) و (أَلَمْ نَشْرَحْ) و (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ) و (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) مجمع البيان ١٠ / ٨٢٧ وعنه كنز الدقائق ١٤ / ٣١٥ ونور الثقلين ٥ / ٥٩٣.
(٤) ليس في م.
قوله ـ تعالى ـ : (إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ) (٢) ؛ أي : لجمعهم (١) لرحلة الشّتاء والصّيف.
وكان لقريش رحلتان في السّنة : رحلة الشّتاء إلى اليمن ، ورحلة الصّيف إلى الشّام ، [إلى التجارة] (٢) يسترزقون الله ـ تعالى ـ فيها. فامتنّ الله ـ تعالى ـ على قريش بإهلاك أصحاب الفيل الّذين قصدوا لإخراب البيت ولهلاكهم (٣) ، وعدّ ذلك من جملة (٤) نعمه عليهم ليؤمنوا به وبنبيّه (٥) ـ صلّى الله عليه وآله ـ ويطيعوه فيما بأمرهم به ، ويحمدوه ويشكروه على نعمائه (٦) ، وما سبّبه لهم من إطعامهم من بعد جوع وآمنهم من بعد خوف (٧).
__________________
(١) ج ، د ، م : جمعهم.
(٢) ج ، د ، م : للتجارة.
(٣) ج ، د : وإهلاكهم.+ م : اهلكهم.
(٤) ليس في ج ، د ، م.
(٥) د : نبيه.
(٦) ج ، د ، م : نعمه.
(٧) سقط من هنا الآيتان (٣) و (٤)