نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٤

محمّد بن الحسن الشيباني

نهج البيان عن كشف معاني القرآن - ج ٤

المؤلف:

محمّد بن الحسن الشيباني


المحقق: حسين درگاهي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: نشر الهادي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-400-034-X
الصفحات: ٤٠٠

١
٢

الفهرس

تفسير سورة المؤمنين...................................................... ٥ ـ ٢١

تفسير سورة النّور....................................................... ٢٢ ـ ٥٩

تفسير سورة الفرقان..................................................... ٦٠ ـ ٧٨

تفسير سورة الشّعراء................................................... ٧٩ ـ ١٠٧

تفسير سورة النمل................................................... ١٠٨ ـ ١٣٥

تفسير سورة القصص................................................ ١٣٦ ـ ١٧٣

تفسير سورة العنكبوت............................................... ١٧٤ ـ ١٨٣

تفسير سورة الرّوم................................................... ١٨٤ ـ ١٩٤

تفسير سورة لقمان.................................................. ١٩٥ ـ ٢٠٢

تفسير سورة السّجدة................................................. ٢٠٣ ـ ٢٠٨

تفسير سورة الأحزاب................................................ ٢٠٩ ـ ٢٣٧

تفسير سورة سبأ.................................................... ٢٣٨ ـ ٢٥٣

تفسير سورة فاطر................................................... ٢٥٤ ـ ٢٦٦

تفسير سورة يس.................................................... ٢٦٧ ـ ٢٨٣

تفسير سورة الصّافّات................................................ ٢٨٤ ـ ٣٠٥

تفسير سورة ص..................................................... ٣٠٦ ـ ٣٢٩

تفسير سورة الزّمر................................................... ٣٣٠ ـ ٣٤٥

٣

تفسير سورة المؤمن................................................... ٣٤٦ ـ ٣٥٧

تفسير سورة فصّلت................................................. ٣٥٨ ـ ٣٧٠

تفسير سورة الشورى................................................ ٣٧١ ـ ٣٧٨

تفسير سورة الزّخرف................................................ ٣٧٩ ـ ٣٩٣

تفسير سورة الدّخان................................................. ٣٩٤ ـ ٤٠١

٤

ومن سورة المؤمنين

وهي مائة وسبع عشر آية.

مكّيّة بلا خلاف.

قوله ـ تعالى ـ : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ) (٢) ؛ أي : أظفروا (١) وسعدوا ، ففازوا بثواب الله.

و «قد» حرف تأكيد (٢).

و «خاشعون» ؛ أي : ذليلون خائفون متواضعون.

وقيل : أخذ الخشوع من السّكون (٣). ومنه قوله ـ تعالى ـ : (وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ) (٤) ؛ [أي : سكنت] (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) (٣) :

__________________

(١) ج ، د ، م : ظفروا.

(٢) ج ، د ، م زيادة : الذين هم فى صلاتهم خاشعون.

(٣) تفسير الطبري ١٨ / ٣ نقلا عن مجاهد.

(٤) طه (٢٠) / ١٠٨.

(٥) ليس في د.

٥

الكلبيّ : عن الحلف الكاذب معرضون (١).

القتيبيّ قال : عن باطل الكلام والمزاح (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ) ؛ أي : للطّهارة.

مقاتل قال : لزكاة الأموال مؤدّون (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ) (٥) ؛ [يعني : حافظون (٤)] (٥) عمّا حرّم الله عليهم (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ) (٨) :

قيل : «أماناتهم» (٧) الوضوء والغسل (٨). «راعون» حافظون (٩) لذلك و «العهد» الوفاء بما عاهدوا الله عليه.

وقيل : «لأماناتهم» لجميع ما كلّفهم الله به (١٠).

قوله ـ تعالى ـ : (الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ) ؛ أي : جنّة العنب والأشجار ، وهي بلغة الرّوم ، وهي أوسط الجنان. وإنّما أنّث ، لأنّه قصد الجنّة.

__________________

(١) التبيان ٧ / ٣٤٨.

(٢) تفسير الطبري ١٨ / ٤ نقلا عن ابن عبّاس.

(٣) التبيان ٧ / ٣٤٨.

(٤) د : محافظون.

(٥) ليس في ج.

(٦) سقط من هنا الآيتان (٦) و (٧)

(٧) ج ، د ، م : لأماناتهم.

(٨) أنظر : مجمع البيان ٧ / ١٥٨.

(٩) د زيادة : يعني يحافظون.

(١٠) ج ، د : تعالى.+ أنظر : مجمع البيان ٧ / ١٥٨.+ سقط من هنا الآيتان (٩) و (١٠)

٦

قوله ـ تعالى ـ : (هُمْ فِيها خالِدُونَ) (١١) ؛ أي : باقون ببقاء الله ـ تعالى ـ.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ) (١٢) وهو آدم ـ عليه السّلام ـ.

قتادة وغيره : استلّ آدم وذرّيّته من ماء مهين ؛ أي : من ماء حقير (١) ، وهي النّطفة (٢).

وقال بعض من (٣) روى عن الباقر والصّادق ـ عليهما السّلام ـ : إنّ النّطفة من الغذاء ، والغذاء من النّبات ، والنّبات من الأرض. فكأنّه (٤) استلّ من طين (٥).

ابن عبّاس قال : «السّلالة» صفو الماء (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ) (١٣) ؛ أي : تمكّنت (٧) في الرّحم.

قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً) ؛ أي : قطعة لحم ودم (٨).

__________________

(١) ليس في د.

(٢) تفسير الطبري ١٨ / ٧.

(٣) م : بعضهم ممن.

(٤) ج ، د ، م : وكأنّه.

(٥) روى القمّي عن أبيه عن النضر بن سويد عن الحلبيّ ، عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : إنّ النطفة تقع من السماء إلى الأرض على النبات والثمر والشجر فتأكل النّاس منه والبهائم فيجري فيهم. تفسير القمّي ٢ / ٢١٥ وعنه البحار ٦٠ / ٣٦٩.

(٦) تفسير الطبري ١٨ / ٧ نقلا عن ابن عبّاس.

(٧) ليس في د.

(٨) ليس في ج ، د ، م.

٧

[قوله ـ تعالى ـ : (فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً) ؛ أي : قطعة لحم] (١) صغيرة بمقدار ما تمضغ.

(فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً) ؛ يعني : صلبة.

قوله ـ تعالى ـ : (فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ) ؛ أي : حيّا (٢) كاملا مصوّرا.

قوله ـ تعالى ـ : (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) (١٤) ؛ أي : المقدّرين المخترعين.

وأصل البركة : الثّبوت.

قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ (١٥) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ) (١٦) ؛ يعني : للمسائلة والجزاء على الأعمال.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ) ؛ أي : سبع سماوات بعضها فوق بعض. ومنه ريش طراق ؛ أي : بعضه فوق بعض.

[وقيل : «سبع طرائق» (٣) سبعة أفلاك ، بعضها فوق بعض] (٤) [من التطارق (٥).

يقال : طارقت الشّيء : إذا جعلت بعضه فوق بعض] (٦).

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.

(٢) ليس في د.+ م : جسدا.

(٣) د زيادة : أي.

(٤) ليس في ج.

(٥) تفسير الطبري ١٨ / ١٠ نقلا عن ابن زيد.

(٦) ليس في أ.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ) (١٧)

٨

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ [فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ) فتفجّرت منه العيون ، وتدفّقت منه الأنهار.

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ (١٨)]) (١) فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ) ؛ أي : بساتين.

قوله ـ تعالى ـ : (مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (١٩) وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ) : هذا عطف على «جنّات».

[و «سيناء» الجبل الّذي كلّم الله عليه (٢) موسى ـ عليه السّلام ـ. يقال : طور سيناء ، وطور سينين] (٣).

وقيل : طور سينين جبل ينبت الثّمار دون ما لا ينبت (٤).

وقيل : طور سيناء وطور سينين جبلان معروفان بالشّام (٥).

الحسن : «السّيناء» الحسناء ، بالحبشيّة (٦).

مقاتل : «سيناء» و «سينين» كلّ جبل عليه شجر مثمر (٧).

الفرّاء قال : هما لغتان. و «سيناء» لا ينصرف ؛ كحمراء ، للتّأنيث (٨)

__________________

(١) ليس في د.

(٢) ليس في د ، م.

(٣) ليس في ج.

(٤) تفسير الطبري ١٨ / ١١ نقلا عن معمّر.

(٥) تفسير الطبري ١٨ / ١١ نقلا عن ابن عبّاس.

(٦) التبيان ٧ / ٣٥٦.

(٧) التبيان ٧ / ٣٥٦.

(٨) م : بالتأنيث.

٩

والصّفة (١).

و «الشّجرة» قيل (٢) : هي الزّيتون (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) ؛ [أي : تنبت الدّهن] (٤) و «الباء» صلة.

قوله ـ تعالى ـ : (وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ) (٢٠) ؛ يريد : الزّيت والزّيتون.

و «الاصطباغ» (٥) أن يغمس (٦) فيه (٧) الطّعام ويؤكل ؛ أي : يؤتدم به.

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً) ؛ أي : معتبرا ومفتكرا. وهي الإبل والبقر والغنم ، عند العرب. وقد يخصّونها في بعض الأماكت بالإبل ، وكذلك هاهنا ، لقوله ـ تعالى ـ : (وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ) (٢٢) ؛ يعني : بالفلك : السّفن.

قوله ـ تعالى ـ : (نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها) ؛ يعني : اللّبن.

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ) (٢١) ؛ يعني : بالمنافع : من أوبارها ، وحملها لكم (٨) ولأثقالكم. وتأكلون من لحمها (٩).

وقوله ـ تعالى ـ حكاية عن نوح ـ عليه السّلام ـ : (رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ (٢٦)

__________________

(١) التبيان ٧ / ٣٥٦.

(٢) ليس في ج ، د ، م.

(٣) ج ، د : الزيتونة.+ كما عليه الطبري. تفسير الطبري ١٨ / ١١.

(٤) ليس في أ.

(٥) ج ، د ، م : الإصباغ.

(٦) م : تغمس.

(٧) ليس في أ ، ب.

(٨) ليس في ج.

(٩) سقط من هنا الآيات (٢٣) ـ (٢٥)

١٠

قالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ (٤٠) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِ) (١) :

يقال : صاح الدّهر بهم ؛ أي : أهلكهم (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا) ؛ أي : بوحي منّا وعلم ومنظر.

قوله ـ تعالى ـ : (فَإِذا جاءَ أَمْرُنا) ؛ يعني : لهلاكهم.

قوله (٣) ـ تعالى ـ : (وَفارَ التَّنُّورُ) :

قيل (٤) : تنّور الخابزة (٥). وقيل : غيره. وكان (٦) أقصى دار نوح ـ عليه السّلام ـ (٧).

وقيل : عين معروفة فار منها الماء ، فعلا كلّ شيء خمسة عشر ذراعا (٨).

وقيل : أربعين ذراعا (٩).

قوله ـ تعالى ـ : (فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) ؛ أي : أدخل في السّفينة من كلّ شيء زوجين.

قوله ـ تعالى ـ : (وَأَهْلَكَ) ؛ يعني : الّذين وعدتك بنجاتهم.

__________________

(١) المؤمنون (٢٣) / ٤١.+ ج ، د ، م زيادة : يعني.

(٢) ليس في د.

(٣) د : وقال.

(٤) ليس في د.

(٥) التبيان ٧ / ٤٨٦ من دون ذكر للقائل.

(٦) م زيادة : في.

(٧) مجمع البيان ٧ / ٢٤٧ نقلا عن قوم.

(٨) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(٩) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

١١

قوله ـ تعالى ـ : (إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ) (٢٧) ؛ يعني (١) : في ابنك ؛ كنعان ، وامرأتك ؛ والغة ـ وقيل : والهة ـ (٢) والّذين كفروا من قومك ، من الّذين سبق عليهم القول أنّهم لا يؤمنون.

قوله ـ تعالى ـ : (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ) ؛ يعني : من المؤمنين (٣). (فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢٨) وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ) (٢٩) (٤).

وقوله ـ تعالى ـ : (هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ) (٣٦) ؛ أي : بعدا بعدا (٥).

مقاتل قال : قولهم : (نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ) (٣٧) (٦).

قوله ـ تعالى ـ : (فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً) ؛ [أي : هلّكا] (٧).

و «الغثاء» ما يحمله السّيل على رأس الماء (٨).

قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا) ؛ أي : تتابع وتترادف.

قوله ـ تعالى ـ : (كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً) ؛

__________________

(١) ج ، د ، م : وقيل : لا تخاطبني.

(٢) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ م : القه.

(٣) م زيادة : على الفلك.

(٤) سقط من هنا الآيات (٣٠) ـ (٣٥)

(٥) سقط من هنا قوله تعالى : (إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا).

(٦) سقط من هنا الآيتان (٣٨) و (٣٩) وتقدّم آنفا الآية (٤٠) وقوله ـ تعالى ـ : (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِ).

(٧) ج ، د ، م : هلكى.

(٨) سقط من هنا قوله تعالى : (فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (٤١) والآيتان (٤٢) و (٤٣)

١٢

يعني (١) : في الهلاك.

قوله ـ تعالى ـ : (وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ) ؛ [أي : علامات] (٢) وعبر ، يتحدّث بها ويعتبر.

أبو عبيدة قال : لا يكون هذا إلّا في الشّرّ والهلاك (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) (٤٤) ؛ أي : هلاكا.

قوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا) ؛ أي : بمعجزاتنا (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) ؛ يعني : التوراة (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) ؛ أي (٦) : علامة ودلالة على قدرتنا.

قوله ـ تعالى ـ : (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) (٥٠) :

لكلبيّ قال : «الرّبوة» هاهنا : أرض مصر (٧). وذلك أنّ مريم وابنها ـ عليهما السّلام ـ أقاما بمصر اثنتي عشرة سنة ، حين فرّ بها ابن عمّتها (٨) ؛ يوسف النّجار (٩)

__________________

(١) ج ، د ، م : يريد.

(٢) ليس في ج ، د ، م.

(٣) مجاز القرآن ٢ / ٥٩.

(٤) سقط من هنا قوله تعالى : (وَسُلْطانٍ مُبِينٍ) (٤٥) والآيات (٤٦) ـ (٤٨)

(٥) سقط من هنا قوله تعالى : (لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) (٤٩)

(٦) ليس في ج.

(٧) تفسير الطبري ١٨ / ٢٠ نقلا عن سعيد بن المسيب.

(٨) ج ، د ، م : عمّها.

(٩) ليس في ج ، د ، م.

١٣

ابن يعقوب بن ماتان (١).

وقيل (٢) : «الرّبوة» هاهنا : بيت المقدس (٣).

وقيل : «الرّبوة» العزّة. يقال : فلان في ربوة قومه ؛ في عزّهم وعدّتهم (٤) وحماتهم (٥).

قوله ـ تعالى ـ : «ذات قرار ومعين» ؛ أي : لها ساحة وسعة (٦) يقرّبها (٧).

و «المعين» الماء الكثير الطّاهر.

أبو هريرة قال : «الرّبوة» أرض الرّملة ، وأرض (٨) فلسطين (٩).

الحسن قال : «الرّبوة» أرض دمشق (١٠).

وروي عن أبي جعفر الباقر ـ عليه السّلام ـ أنّه قال : «الربوة» (١١) الحيرة والكوفة (١٢).

__________________

(١) د : ماشان.+ ج ، م : ماثان.

(٢) أ : قال.

(٣) ج ، د ، م : عددهم.

(٤) التبيان ٧ / ٣٧٣ نقلا عن أبي عبيدة.

(٥) التبيان ٧ / ٣٧٣ نقلا عن أبي عبيدة.

(٦) م : واسعه.

(٧) ج ، د ، م : فيها.

(٨) ليس في ج ، د ، م.

(٩) تفسير الطبري ١٨ / ٢٠.

(١٠) تفسير الطبري ١٨ / ٢٠ نقلا عن سعيد بن المسيّب.

(١١) ج ، د زيادة : أرض.

(١٢) روي الصدوق عن المظفّر بن جعفر المظفّر العلويّ السمرقندي عن جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه ، عن الحسين بن إشكيب ، عن عبد الرّحمن بن حمّاد ، عن أحمد بن الحسن عن صدقة بن حسّان ، عن مهران بن أبي نصر ، عن يعقوب بن شعيب عن سعد الإسكاف ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : قال أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ في قول الله عزّ وجلّ : (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) قال : الربوة : الكوفة والقرار : المسجد والمعين : الفرات. معني الأخبار / ٣٧٣ وروي ابن قولويه عن عليّ بن الحسين بن موسى عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عليّ بن الحكم عن سليمان بن نهيك عن أبي عبد الله عليه السّلام في قول الله عزّ وجلّ (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) قال : الربوة نجف الكوفة والمعين الفرات. كامل الزيارات / ٤٨ وعنهما البرهان ٣ / ١١٣.

١٤

وروي عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ أنّه قال : «المعين» هاهنا : فرات الكوفة (١).

قوله ـ تعالى ـ : (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً) ؛ أي : أحزابا في دينهم ؛ مثل : اليهود والنّصارى (٢).

قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) ؛ يريد : يركبون ما ركبوا من الخطايا والذّنوب ، وهم خائفون أن لا تقبل توبتهم.

ومن قرأ : «يؤتون ما أتوا» ؛ يريد : من الصّدقة وغيرها ، خائفون أن لا يقبل ذلك منهم (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ) (٦١) ؛ أي : يبادرون إلى الصّدقة والطّاعة (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ) ؛ أي : في غفلة (مِنْ هذا) ؛ يعني : أهل مكّة.

__________________

(١) أنظر : التعليقة السابقة.+ سقط من هنا الآيتان (٥١) و (٥٢)

(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (٥٣) والآيات (٥٤) ـ (٥٩)

(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ) (٦٠)

(٤) سقط من هنا الآية (٦٢)

١٥

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ) (٦٣) ؛ يريد : من المعاصي الّتي يعملونها ، ويضيفونها إلى الله ـ تعالى ـ.

قوله ـ تعالى ـ : (حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ) (٦٤) ؛ أي : يستغيثون ويصيحون كما يجأر الثّور ؛ يعني : أهل مكّة.

و «المترف» المنعّم.

و «العذاب» هاهنا : الّذي أخذهم الله به (١) ، من (٢) الجوع والقحط والجدب سبع سنين بدعاء النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ عليهم.

قوله ـ تعالى ـ : (لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ (٦٥) قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ) (٦٦) ؛ أي : ترجعون (٣) على أدباركم إلى الشّرك.

قوله ـ تعالى ـ : (مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ) ؛ يريد : بالبيت الحرام ، تفخرون (٤) به على النّاس.

(سامِراً تَهْجُرُونَ) (٦٧) ؛ أي : تتحدّثون (٥) بذلك في ظلّ القمر والشّمس حديث اللّيلة المقمرة.

الزّجّاج (٦) : «سامرا» من السّمر ، وهو الحديث في ظلّ القمر (٧).

__________________

(١) ليس في ج.

(٢) ليس في أ.

(٣) م : يرجعون.

(٤) م : تفتخرون.

(٥) أ : تتّخذون.

(٦) ج ، د ، م زيادة : قال.

(٧) تفسير أبي الفتوح ٨ / ١٥١ من دون نسبة القول إلى أحد.

١٦

و «تهجرون» ؛ أي : يقولون هجرا من القول ، وهو اللّغو (٨) والهذيان.

وقال بعض النّحاة ، نصب «سامرا» على الحال ، وكذلك «مستكبرين» (٩).

ومن فتح «التّاء» من «تهجرون» جعله من الهجران. ومن ضمّ «التّاء» جعله من الهجر ، وهو الهذيان وما لا خير فيه من الكلام.

قوله ـ تعالى ـ : (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ) ؛ يعني : القرآن المجيد.

قوله ـ تعالى ـ : (أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ) (٦٨) من النّذر.

جمع نذير.

قوله ـ تعالى ـ : (أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ) ونسبه وأمانته ؛ يعني : محمّدا ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ. وكانوا يعرفونه بالأمين.

قوله ـ تعالى ـ : (فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ) (٦٩) ؛ يريد : عند دعائه لهم إلى الإسلام ، والطّاعة لله ـ تعالى ـ (١٠).

قوله ـ تعالى ـ : (بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ (٧٠) وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) :

اتّفق أهل التّأويل كلّهم على أنّ «الحقّ» هاهنا. هو الله ـ تعالى ـ ؛ أي : لو اتّبع الله ـ تعالى ـ أهواءهم وجعل معه شريكا ، لفسدت السّموات والأرض (١١).

__________________

(٨) م : اللهو.

(٩) كما عليه تفسير أبي الفتوح ٨ / ١٥٠.

(١٠) سقط من هنا قوله تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ).

(١١) سقط من هنا قوله تعالى : (وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ) (٧١) والآيات (٧٣) ـ (٧٦) وسيأتي الآية (٧٢)

١٧

قوله ـ تعالى ـ : (حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ) :

قال مقاتل : الجوع سبع سنين لأهل مكّة (١).

ابن عبّاس قال : القتل ببدر (٢).

السدّي قال : فتح مكّة (٣).

قوله ـ تعالى ـ : (وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ) :

مقاتل قال : يؤمن ولا يؤمن عليه (٤).

قوله ـ تعالى ـ : (فَأَنَّى تُسْحَرُونَ) (٨٩) ؛ أي : تصرفون (٥).

قوله ـ تعالى ـ : (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ) :

مقاتل : اعتزل كلّ إله (٦) بما يخلقه (٧).

الكلبيّ قال : استولى (٨) كلّ إله (٩) على خلقه دون صاحبه (١٠).

__________________

(١) تفسير الطبري ١٨ / ٣٥ نقلا عن مجاهد.

(٢) تفسير الطبري ١٨ / ٣٥.

(٣) مجمع البيان ٧ / ١٨١.+ سقط من هنا قوله تعالى : (إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) (٧٧) والآيات (٧٨) ـ (٨٧) وقوله تعالى : (قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ).

(٤) كما عليه الميبدي في كشف الأسرار ٦ / ٤٥٧.+ سقط من هنا قوله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٨) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ).

(٥) سقط من هنا الآية (٩٠)

(٦) د : أحد.

(٧) تفسير الطبري ١٨ / ٣٨ من دون نسبة العقول إلى أحد.

(٨) ج ، د : استوى.

(٩) د : أحد.

(١٠) تفسير أبي الفتوح ٨ / ١٥٦.

١٨

قوله ـ تعالى ـ : (وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ) ؛ [أي : يعلو بعضهم على بعض] (١١).

الضّحّاك : لظهر بعضهم على بعض ؛ كملوك الدّنيا (١٢).

قوله ـ تعالى ـ : (أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ) (١٣) ؛ أي : تسألهم أجرا على الإيمان والتّصديق ، فثواب ربّك خير.

و «الخرج» على الرّؤوس ، و «الخراج» على الأرضين.

قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ) (٩٥) ؛ يريد : من العذاب.

قوله ـ تعالى ـ : (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ) :

قيل : التّقيّة (١٤).

وقيل : المداراة (١٥).

وقال الحسن : كلاهما (١٦).

__________________

(١١) ليس في ج ، د ، م.

(١٢) مجمع البيان ٧ / ١٨٥ ناسبا إلى قول المفسّرين.+ سقط من هنا قوله تعالى : (سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ) (٩١) والآيات (٩٢) ـ (٩٤)

(١٣) المؤمنون (٢٣) / ٧٢.

(١٤) روي البرقيّ عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عمّن أخبره عن أبي عبد الله عليه السّلام في قول الله : (... ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ) قال : (بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) التقيّة. المحاسن / ٢٥٧ وعنه البحار ٧٥ / ٣٩٨ وورد مثله في الكافي ٢ / ٢١٨ وعنه البحار ٧٥ / ٤٢٨.

(١٥) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.

(١٦) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ سقط من هنا قوله تعالى : (نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ) (٩٦) والآيات (٩٧) ـ (٩٩) وقوله ـ تعالى ـ : (لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها).

١٩

قوله ـ تعالى ـ : (وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (١٠٠) ؛ أي : من (١) قدّامهم ، من قوله : (وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) (٢).

و «البرزخ» هو القبر ، بين أن يموت إلى يوم يبعث (٣). وكلّ حاجز بين شيئين ، فهو برزخ. ومنه قوله ـ تعالى ـ : (بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ)] (٤) ؛ أي : حاجز بين العذب والملح (٥).

(فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ) (١١٠) :

من ضمّ «السّين» من «سخريّا» جعله من السّخرة والتّسخير. ومن كسر «السّين» (٦) جعله من اللهو واللّعب (٧).

قوله ـ تعالى ـ : (قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (١١٢) قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ) (١١٣) ؛ [أي : اسأل ملك الموت وأعوانه عن لبثهم في القبر (٨).

الكلبيّ قال : «العادّين»] (٩) هاهنا : هم الملائكة الموكّلون (١٠) ببني آدم وأعمالهم

__________________

(١) ليس في ج ، د ، م.

(٢) الكهف (١٨) / ٧٩.

(٣) م : البعث.

(٤) الرحمن (٥٥) / ٢٠.

(٥) سقط من هنا الآيات (١٠١) ـ (١٠٩)

(٦) ليس في ج ، د ، م.

(٧) سقط من هنا الآية (١١١)

(٨) م : القبور.

(٩) ليس في د.

(١٠) الصواب ما أثبتناه في المتن ولكن في النسخ الموجودة عندنا : الموكّلين.

٢٠