• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • *(أبواب الآيات النازلة في شأنه عليه‌السلام الدالة على فضله وإمامته)*

  • الحليفة ، فما رآه أبوبكر قال : أمير أو مأمور؟ فقال علي عليه‌السلام : بعثني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لتدفع إلي براءة ، قال : فدفعها إليه ، وانصرف أبوبكر إلى رسول الله فقال : يا رسول الله : مالي نزعت مني براءة؟ أنزل في شئ؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن جبرئيل نزل علي فأخبرني أن الله يأمرني أنه لن يؤدي عني غيري أو رجل مني ، فأنا وعلي من شجرة واحدة والناس من شجر شتى ، أما ترضى يا أبابكر أنك صاحبي في الغار؟ قال : بلى با رسول الله ، فلما كان (١) يوم الحج الاكبر وفرغ الناس من رمي الجمرة الكبرى قام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام عند الجمرة فنادى في الناس ، فاجتمعوا إليه ، فقرأ عليهم الصحيفة بهؤلاء الآيات « براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين » إلى قوله : « فخلوا سبيلهم » ثم نادى : ألا لايطوف (٢) بالبيت عريان ، ولا يحجن مشرك بعد عامه هذا ، وإن لكل ذي عهد عهده إلى مدته ، وإن الله لا يدخل الجنة إلا من كان مسلما ، وإن أجلكم أربعة أشهر إلى أن تبلغوا بلدانكم ، فهو قوله تعالى : « فسيحوا في الارض أربعة أشهر » وأذن الناس كلهم بالقتال إن لم يومنوا ، فهو قوله : « وأذان من الله ورسوله إلى الناس » قال إلى أهل العهد : خزاعة وبني مدلج (٣) ومن كان له عهد غيرهم « يوم الحج الاكبر » قال : فالاذان أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام : النداء الذي نادى به ، قال : فلما قال : « فسيحوا في الارض أربعة أشهر » قالوا : وعلى ما تسيرنا أربعة أشهر فقد برئنا منك ومن ابن عمك؟ إن شئت الآن الطعن والضرب ، ثم استثنى الله منهم فقال : « إلا الذين عاهدتم من المشركين » فقال : العهد من كان بينه وبين النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ولث من عقود على الموادعة (٤) من خزاعة وغيرهم ، وأما قوله : « فسيحوا في الارض أربعة أشهر » لكي يتفر قوا (٥) عن مكة وتجارتها فيبلغوا إلى أهلهم ، ثم إن لقوهم بعد ذلك قتلوهم ، والاربعة الاشهر التي حرم الله فيها دماءهم عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وربيع

    ____________________

    (١) في المصدر : قال : فلما كان اه.

    (٢) في المصدر : لا يطوفن.

    (٣) في المصدر : قال : اهل خزاعة وبنو مدلج اه.

    (٤) الموادعة : المصالحة والمسالمة.

    (٥) في المصدر : قال : هذا لمن كان له عهد ولمن خرج عهده في اربعة اشهر لكى يتفرقوا اه.