بالإمكان ، فإنّ عدم الدليل على الزيادة لا ينفي احتمالها.
وتوهّم : الاستناد للحكم بعدمها إلى القاعدة الاصوليّة المعبّر عنها بأنّ عدم الدليل على الوجود دليل على العدم ، يدفعه : أنّ هذه القاعدة على تقدير تماميّتها مختصّة بالشرعيّات ولا تجري في العقليّات.
كما أنّ توهّم الاستناد إلى الأصل بمعنى استصحاب عدم الزيادة ، يدفعه : أنّ الاستصحاب يقتضي حالة سابقة تكون هي المستصحب ، وإنّما يتمّ فيما كان في أصله ممكناً وشكّ في طروء الضرورة لعدمه فيقال : بأنّ الأصل عدم طروء الزيادة ، ومحلّ البحث ليس من هذا القبيل ، لأنّ الشكّ في ضرورة عدم الشيء المعدوم الّذي لو كانت صفته هذه كانت ثابتة له من الأزل.
وتوهّم : الاستناد إلى الغلبة بدعوى أنّ الممكنات أغلب من الممتنعات أيضاً ، مدفوع بأنّ هذه الغلبة ممّا لا طريق إلى إحرازه ، لأنّه إنّما يتمّ فيما لو تصفّح سلسلة المعدومات ووجد أغلبها بصفة عدم ضرورة عدمها وهذا غير ممكن جزماً.
فالتحقيق أنّ أصالة الإمكان ممّا لا مدرك له ، نعم يمكن في خصوص محلّ البحث إثبات الإمكان بملاحظة الوقوع الّذي هو أخصّ ، وستعرف في الجهة الثانية أنّ له أصل وحقيقة في الجملة ، والظاهر أنّ الوقوع في الجملة دليل على الإمكان في الجملة.
وعن الشيخ (١) الاحتجاج على الامتناع ، بأنّه لولاه لزم إبطال معاجز الأنبياء فيبطل به النبوّات ، إذ كلّ نبيّ أتى بمعجزة يحتمل كونه ساحراً متنبّئاً أتى بسحره لإثبات دعواه الكاذبة ، ولو امتنع السحر لم يحتمل ذلك.
واجيب : بمنع الملازمة لجواز الحيلولة بأن يحول سبحانه بين الساحر المتنبّئ ، وبين سحره ويمنعه من التأثير ، كما حال في قصّة إبراهيم عليهالسلام بينه وبين النار ومنع من تأثيرها حتّى صارت بالقياس إليه برداً وسلاماً.
وفيه : أنّه لا يجدي نفعاً إلّا إذا كانت قضيّة قولنا «كلّ ساحر متنبّئ فالله عزوجل يحول بينه وبين سحره» معلومة لكلّ واحد من آحاد المكلّفين مركوزة في أذهانهم
__________________
(١) التبيان ١ : ٣٧٤ نقلاً بالمعنى.