الذي يريد في أسرع من ذلك.
٣٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن عبيد الله الدهقان ، عن أحمد بن عمر الحلبي ، عن يحيى بن عمران ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال كان أمير المؤمنين عليهالسلام يقول بالعقل استخرج غور الحكمة وبالحكمة استخرج غور العقل وبحسن السياسة يكون الأدب الصالح قال وكان يقول التفكر حياة قلب البصير كما يمشي الماشي في الظلمات بالنور بحسن التخلص وقلة التربص
______________________________________________________
قوله عليهالسلام من ذلك : أي من إتيانه ذلك المخلوق أو من وقت الرفع إليه ، أو من ذلك الوقت الذي يتوقع حصول مطلوبه عند المخلوق.
الحديث الرابع والثلاثون ضعيف.
قوله عليهالسلام غور الحكمة : قيل أي قعر الحكمة والبالغ منها نهاية الخفاء والحكمة العلوم الحقة والمعارف اليقينية التي يدركها العقل ، فالوصول إلى أخفاها وحقيقة بواطنها بالعقل وبالحكمة استخرج غور العقل ، أي نهاية ما في قوته من الوصول إلى العلوم والمعارف ، فإن بالعلم والمعرفة يعرف نهاية مرتبة العقل ، أو يظهر نهاية مرتبته ويبلغ كماله.
أقول : في بعض النسخ « عوز » بالعين المهملة والزاي المعجمة ، وعوز كل شيء نقصه وقلته ، ولعله تصحيف ، ويمكن توجيهه بما يرجع إلى الأول.
قوله عليهالسلام : وبحسن السياسة : أي بحسن الأمر والنهي أو بحسن التأديب من الإمام والمعلم والوالد والمالك وأضرابهم ، يحصل الآداب الصالحة الحسنة ، ويمكن أن يعم بحيث يشمل سياسة النفس ، وقيل : المراد بالسياسة المعاشرة مع الخلق.
قوله عليهالسلام : حياة قلب البصير : أي قلب البصير الفهم يصير حيا عالما عارفا بالتفكر ، وهو الحركة النفسانية في المقدمات الموصلة إلى المطلوب ، ومنها إلى المطلوب فالفهم يمشي ويتحرك بتفكره في حال جهله بالمطلوب إلى المطلوب بحسن