باب النهي عن القول بغير علم
١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن مفضل بن يزيد قال قال لي أبو عبد الله عليهالسلام أنهاك عن خصلتين فيهما هلاك الرجال أنهاك أن تدين الله بالباطل وتفتي الناس بما لا تعلم.
٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال قال لي أبو عبد الله عليهالسلام إياك وخصلتين ففيهما هلك من هلك إياك أن تفتي الناس برأيك أو تدين بما لا تعلم.
______________________________________________________
باب النهي عن القول بغير علم
الحديث الأول مجهول.
قوله عليهالسلام أن تدين الله بالباطل ، أي تتخذ الباطل دينا بينك وبين الله تعبد الله عز وجل به ، سواء كان في القول والاعتقاد أو في العمل ، والمراد بالباطل ما لم يؤخذ من مأخذه الذي أمر الله تعالى بالأخذ منه ، والمراد بالإفتاء بما لا يعلم ، الإفتاء بما لم يؤخذ من الكتاب والسنة على وجه يجوز الأخذ منهما على هذا الوجه ، أو إفتاء من لا يكون أهلا لاستنباط ذلك منهما.
الحديث الثاني : صحيح.
قوله عليهالسلام برأيك : أي لا بالأخذ من الكتاب والسنة على منهاجه.
قوله عليهالسلام : أو تدين بما لا تعلم : قال بعض الأفاضل أي أن تعبد الله بما لا تعلمه بثبوته بالبراهين والأدلة العقلية ، أو بالكتاب والسنة ، والأدلة السمعية ، ويحتمل أن يكون من دان به أي اتخذه دينا ، يعني إياك أن تتخذ ما لا تعلم دينا ، وأن يكون تدين من باب التفعل أي تتخذ الدين متلبسا بالقول فيه بما لا تعلم ، والدين اسم لجميع ما يتعبد الله به والملة.