عن أبي بصير قال قال أبو جعفر عليهالسلام تكلموا في خلق الله ولا تتكلموا في الله فإن الكلام في الله لا يزداد صاحبه إلا تحيرا.
وفي رواية أخرى ، عن حريز تكلموا في كل شيء ولا تتكلموا في ذات الله.
٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، عن سليمان بن خالد قال قال أبو عبد الله عليهالسلام إن الله عز وجل يقول ـ ( وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى ) (١) فإذا انتهى الكلام إلى الله فأمسكوا.
٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم قال قال أبو عبد الله عليهالسلام يا محمد إن الناس لا يزال بهم المنطق حتى يتكلموا في الله فإذا سمعتم ذلك فقولوا لا إله إلا الله الواحد الذي ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )
______________________________________________________
قوله عليهالسلام تكلموا في خلق الله : هو أمر إباحة ، والنهي في « لا تتكلموا » للتحريم ، فإن الكلام في الله أي في كنه ذاته وصفاته وكيفيتهما أو المراد المجادلة في إثبات الواجب لمن لم يكن أهلا له ، والأول أظهر ، وأما الكلام فيه سبحانه لا على الوجهين بل بأن يذكره بما وصف به نفسه فغير منهي عنه لأحد.
الحديث الثاني : صحيح.
قوله تعالى ( وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى ) المنتهى مصدر ميمي بمعنى الانتهاء ، فالمشهور بين المفسرين أن المعنى أن انتهاء الخلائق ورجوعهم إليه تعالى ، وعلى تفسيره عليهالسلام المراد انتهاء التفكر والتكلم إليه تعالى.
الحديث الثالث : حسن.
قوله عليهالسلام : بهم المنطق : أي لهم أو معهم ، وعلى الأخير الضمير للمخالفين.
قوله عليهالسلام : فقولوا ، أي إذا سمعتم الكلام في الله فاقتصروا على التوحيد ، ونفي الشريك منبها على أنه لا يجوز الكلام فيه ، وتبيين معرفته إلا بسلب التشارك بينه وبين غيره ، وأنه إحدى الذات ، ليس أجزاء في ذاته ، ولا ذا كيفية في صفاته ، ولا مثل لذاته ولا شبه لصفاته ، فلا يمكن لأحد معرفتهما بشيء من الأشياء.
__________________
(١) سورة النجم : ٥٣.