مائعة وفضة ذائبة فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضة الذائبة ولا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة فهي على حالها لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن صلاحها ولا دخل
______________________________________________________
فيه الهواء ليفسده ، وليست غلظته بحيث لا يتمكن الدجاجة من كسره حين الانفلاق ، ولا تؤثر حرارتها المعدة لتكون الفرخ فيه ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق مناسب للملاءمة ، لما فيه برزخ بينه وبين الجلد الغليظ لئلا يفسد ما فيه بمماسة الجلد الغليظ الصلب ، وتحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة أي تحته جسم شبيه بالذهبة المائعة ، وجسم شبيه بالفضة الذائبة ، والذوب ضد الجمود ويقاربه الميعان ، لكن الذوب يستعمل فيما من طبعه الجمود ، والميعان يستعمل فيه وفي غيره ، ولما كان الجمود في طبع الفضة أكثر ، فلذا خص الذوب بها ، ولعله عليهالسلام شبهه بالحصون المعروفة كما يظهر من الترشيحات المذكورة.
وفي كتاب الاحتجاج عن إصلاحها وعن إفسادها على بناء الأفعال فيهما ، وحاصل الاستدلال أن ما في البيضة من الأحكام والإتقان والاشتمال على ما به صلاحها وعدم اختلاط ما فيها من الجسمين السيالين ، والحال أنه ليس فيها مصلح حافظ لها من الأجسام ، فيخرج مخبرا عن صلاحها ولا يدخلها جسماني من خارج فيفسدها فيخبر بعد خروجه عن فسادها ، وهي تنفلق عن مثل ألوان الطواويس مع عدم علمنا بكيفية خلق أعضائها وأجزائها وكونها ذكرانا أو إناثا ، فهذا كله دليل على أن ذلك ليس من فعل أمثالنا لعدم دخولنا فيها وخروجنا منها ، وإصلاحنا لها وإفسادنا إياها وجهلنا بما هي مستعدة له من الصلاح والفساد ، وبما هي صالحة له من الذكر والأنثى.
والحاصل أن أمثال هذه الأمور إذا صدرت من أمثالنا فلا بد فيها من مباشرة ومزاولة وعلم وخبر ، ولا يجوز أيضا أن تتأنى بأنفسها أو من طبائعها العديمة للشعور ، فلا بد من فاعل حكيم وصانع مدبر عليم ، ولا يخفى لطف نسبة الإصلاح إلى ما يخرج منها والإفساد إلى ما يدخل فيها ، لأن هذا شأن أهل الحصن الحافظين له ، وحال الداخل فيه بالقهر والغلبة.