فلا يشتبهان ويرجعان قد اضطرا ليس لهما مكان إلا مكانهما فإن كانا يقدران على أن يذهبا فلم يرجعان وإن كانا غير مضطرين فلم لا يصير الليل نهارا والنهار
______________________________________________________
أظهر لفظا ، وحاصل الاستدلال على الأول على ما ذكره بعض المحققين أنه لا شك في حركات المتحركات من العلويات حركات ليست طبيعية للمتحرك بها (١) للانصراف عما يتحرك إليه ، ولا إرادية للمتحرك لانضباطها ودوامها وانخفاضها الدالة على عدم اختلاف أحوال المتحرك بالحركة من النشاط والكلال ، وحدوث ميل وغيرها التي يتحدس منها بكونها غير إرادية للمتحرك ، وكلما وجدت الحركة كان المحرك لها موجودا لأن ما يخرج من العدم إلى الوجود لا يمكن أن يخرج بنفسه ، بل يحتاج إلى موجد موجود مباين له ، لأن ما لا يكون موجودا فيصير موجودا لا يمكن أن يحصل له الوجود إلا بمحصل وسبب لاتصافه به ولا يجوز أن يكون ذلك المحصل للوجود ماهيته الخالية عن الوجود ، لأن إعطاء الوجود لا يتصور من غير الموجود ، وإذ ليست طبيعية ، أو إرادية للمتحرك فلهما محرك يضطره إلى الحركة ، والقاهر الذي أضطره إلى الحركة أقوى منه وأحكم ، لأن الضعيف لا يمكنه قهر القوي فلا يكون حالا في المتحرك محتاجا إليه وأكبر من أن يحاط بالمتحرك أو يحصر فيه ، أو أن يتصف بمثل صفته الاضطرارية ولا بد أن ينتهي إلى محرك لا يكون جسما ، لأن الجسم لا يحرك الجسم إلا بالمجاورة والحركة ، أو إحداث محرك في المتحرك ، وإذ قد عرفت أن المحرك ليس في المتحرك
__________________
(١) توضيحه أنّ للحركة الطبيعية هرب عن حالة منافرة وطلب لحالة ملائمة ، وكلّ من الطلب والهرب في الحركة المستديرة محال ، أمّا أنّه لا يمكن أن يكون تلك الحركة هربا فلأنّ ترك كلّ نقطة أو وضع في الحركة المستديرة وهربه عن كلّ منهما عين التوجه إلى تلك النقطة أو إلى مثل ذلك الوضع والهرب عن الشيء بالطبع استحال أن يكون توجها إليه وأمّا أنّه لا يكون طلبا لحالة ملائمة فلأنّ طلب كلّ نقطة أو وضع في الحركة المستديرة والتوجه إلى كلّ منهما عين تركه وهربه عن تلك النقطة أو عن مثل ذلك الوضع والتوجه إلى الشيء بالطبع استحال أن يكون هربا عنه ، ولأن الطبيعة إذا وصلت الجسم بالحركة إلى الحالة المطلوبة سكنته وحينئذ يلزم دوام الليل أو دوام النهار وصيرورة أحدهما .... ( كذا ) ( منه ره ).