وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن القداح ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به وإنه يستغفر
______________________________________________________
قوله صلوات الله عليه : من سلك طريقا ... أي للوصول إلى العالم والأخذ منه ، أو الوصول إلى موضع يتيسر له فيه طلب العلم ، وقيل : الطريق إلى الشيء : ما الدخول فيه وطيه يوصل إليه ومن طرق العلم الفكرة ومنها الأخذ من العالم ابتداء أو بواسطة أو وسائط.
قوله صلوات الله عليه : يطلب فيه علما ، الجملة صفة أو حال والضمير فيها للطريق أو السلوك ، والباء في قوله : سلك الله به للتعدية أي أسلكه الله في طريق موصل إلى الجنة في الآخرة أو في الدنيا بتوفيق عمل من أعمال الخير يوصله إلى الجنة ، وفي طرق العامة سهل الله له طريقا من طرق الجنة.
قوله عليهالسلام لتضع أجنحتها : أي لتكون وطأ له إذا مشى ، وقيل : هو بمعنى التواضع تعظيما لحقه أو التعطف لطفا له ، إذ الطائر يبسط جناحيه على أفراخه ، وقال تعالى ( وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ) (١) وقال سبحانه ( وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ) (٢) وقيل : المراد نزولهم عند مجالس العلم وترك الطيران ، وقيل : أراد به إظلالهم بها ، وقيل : معناه بسط الجناح لتحمله عليها وتبلغه حيث يريد من البلاد ، ومعناه المعونة في طلب العلم ويؤيد الأول ما رواه في كتاب غوالي اللئالي عن المقداد رضياللهعنه أنه قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم حتى يطأ عليها رضي به ، ويؤيد الثالث ما رواه الشيخ في أماليه عن الرضا عن آبائهم عليهالسلام أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : في فضائل طلبة العلم وترغب الملائكة في خلتهم وبأجنحتها تمسحهم ، وفي صلاتها تبارك عليهم ، الخبر ، وما رواه ابن
__________________
(١) سورة الحجر : ٨٨.
(٢) سورة الإسراء : ٢٤.