حجة على رجحان هذه
المآتم ، واستحبابها شرعاً ، فإنّ أقوال أئمة الهدى من أهل البيت عليهمالسلام وأفعالهم وتقريرهم
، حجة بالغة لوجوب عصمتهم بحكم العقل والنقل ، كما هو مقرّر في مظانه من كتب
المتكلّمين من أصحابنا ، والتفصيل في كتابنا « سبيل المؤمنين » .
على انّ الاقتداء بهم في هذه المآتم
وغيرها لا يتوقّف ـ عند الخصم ـ على عصمتهم ، بل يكفينا فيه ما اتّفقت عليه الكلمة
من إمامتهم في الفتوى ، وانّهم في أنفسهم لا يقصرون عن الفقهاء الأربعة ، والثوري
، والأوزاعي ، وأضرابهم علماً ولا عملاً.
وانت تعلم انّ هذه المآتم لو ثبتت عن
أبي حنيفة ، أو صاحبيه أبي يوسف والشيباني مثلا ، لاستبق الخصم إليها ، وعكف أيّام
حياته عليها ، فلما ينكرها علينا ، ويندّد بها بعد ثبوتها عن أئمة أهل البيت يا
منصفون؟!
أتراه يرى في أئمة الثقلين أمرا يقتضي
الإعراض عنهم ، أو يجد فيهم شيئا يستوجب الانكار على الأخذ بمذهبهم ، أو انّ هناك
أدلّة خاصة تقتصر الإمامة في الفتوى على أئمة خصومنا ولا نبيح الرجوع إلى غيرهم.
كلا ، انّ واقع الأمر وحقيقة الحال
بالعكس.
هذا حديث الثقلين المجمع على صحّته واستفاضته ، قد أنزل
العترة منزلة الكتاب ، وجعلها قدوة لاولي الالباب ، فراجعه في باب فضائل عليّ من
صحيح
__________________